رواية شظايا البلور الفصل الثالث 3 بقلم انجي عصام الدين – تحميل الرواية pdf

الفصل الثالث
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
كان الوقت قد اقترب من منتصف الليل والمنزل بالكامل يعم بالظلام فقد ذهب الجميع الى غرفهم بينما جلست “ياقوت” في شرفة غرفتها وهي تفكر في حديث “محمد” ونظراته الدافئة التي كان يلقيها عليها طوال فترة جلوسهم معاً اثناء تناول وجبة العشاء بعد ذلك ،رفعت كفها الايمن وربتت بخفة على قلبها الذي ينبض بسرعة وكأنها تركض بأحد المرثونات وهي تقول بصوت خفيض
+
انت بتدق جامد كدا ليه كل ما افكر في محمد؟ ،هو انت حبيته في الفتره القصيره دي ولا ايه؟ ،ايه يا ياقوت خلي بالك هو مجابش سيرة انه بيحبك في كلامه بس بردوا قال انه شاف انك غيرتي فكرته عن الارتباط يعني اكيد حاسس حاجه من ناحيتي
+
تنهدت “ياقوت” وهي تفكر في حديث “محمد” فهي تشعر بقابلية كبيرة لهذا الارتباط ،تنهدت بتفكير فهي قضت عشر سنوات من عمرها بداخل ملجأ لم تجد به اي ذرة من الحب وتحتاج لمن يقوم بالتعويض عنها فهي كما يقولون جائعة للحب والمشاعر الدافئة ،وقفت واتجهت الى داخل الغرفة وتمددت على فراشها وهي تبتسم بحب وتفكر ان محمد رجل ناضج واذا طلبها للزواج فلابد انه يريدها ان تكون معه وملكه وهي تشعر بمشاعر كثيرة بأتجاهه وتتمنى ان تصبح زوجته لذلك لا داعي للتفكير فهي تشعر انه هو من سيقوم بتعويضها عن سنوات الحرمان التي قضتها في الملجأ بعيداً عن الجو الاسري الذي يقدمه لها “محمد” الان على طبق من ذهب
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
في اليوم التالي
كانت “ياقوت” تشعر انها ستختفي من الخجل الذي تشعر به فما ان اخبرت “محمد” بموافقتها حتى اخبر الجميع بموافقتها وعلمت انهم كانوا يعلمون برغبته في الزواج منها واصر “مهران” على ان يكون الزفاف بعد ثلاثة ايام فلا حاجة للانتظار اكثر من ذلك وخاصة انهم يعيشون معاً في المنزل نفسه والمنزل الخاص “بمحمد” لا ينقصه اي شيء فقد تم الانتهاء من تأثيثه منذ عدة اشهر ،ابتسمت لهم “ياقوت” بحب فالجميع يتعامل معها وكأنها فرداً منهم منذ الازل وليس منذ شهران فقط ،احتضنها “مهران” وربت على رأسها وهو يقول
+
قوليلي بقى يا ياقوت نفسك في ايه اجبهولك هديه لفرحك؟
ياقوت: وهي تقبل وجنته: ولا اي حاجه يا جدي كل اللي انا عايزاه هو انك تكون دايماً جانبي
مهران: ربنا يباركلك يا بنتي ،على العموم انا عارف انا هجبلك ايه هديه اهم حاجه عندي لو الولا محمد زعلك تيجي على طول تقوليلي وانا اشد ودنه
محمد: بمزاح: بقى كدا يا جدي ،طيب لو هي زعلتني هتشد ودنها بردوا
مهران: وهو يحتضن ياقوت: لا طبعاً محدش يجرؤ انه يلمس ياقوت وانا عايش على وش الدنيا
+
احتضنته “ياقوت” بقوة وهي تقول
+
ربنا ميحرمنيش منك ابداً يارب يا جدي
محمد: بتذمر: طيب كفايه احضان بقى عشان بغير
+
قام “مهران” بأحتضان “ياقوت” اكثر الى صدره وهو يقول
+
بتغير من مين يا ولا؟ ….. مني انا ،ياقوت دي فرحة عمري اللي ربنا اكرمني وشوفتها قبل ما اموت
ياقوت: متقولش كدا بعد الشر عليك يا جدي
محمد: بعد الشر عليك يا جدي ،بقولك ايه احنا فرحانين يعني مش عايزين دراما وكمان دا انت هتشيل ولاد ولادنا ان شاء الله
+
ابتسم “مهران” واحتضن “ياقوت” اقرب اليه فبادلته الاحتضان بقوة وهو يدعو الله ان يتمكن من حمل احفاده قبل ان يموت
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
في ليلة الزفاف
انتهى الزفاف واتجه الجميع الى منازلهم وخاصة العروسان فقد اتجهوا الى منزل “محمد” الذي يبعد عن منزل عائلته نصف ساعة بالسيارة وما ان توقفت السيارة امام المنزل حتى هبط منها ليعاون “ياقوت” على الخروج من السيارة واتجهوا معاً الى الداخل واخذت “ياقوت” تنظر بفضول ممتزج بالسعادة فهذا هو المنزل الذي سيجمعها مع “محمد” زوجها للابد ،فكرت انه كان يبدوا سعيداً حتى تحدث مع والده قبل ان يستقل السيارة ليرحلوا ،سمعت صوت اغلاق باب المنزل الرئيسي بقوة فخرجت من شرودها والتفتت لتنظر الى “محمد” بابتسامة ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها وهي ترى النظرة الباردة التي يرمقها بها فقالت بتوتر
+
مالك يا محمد فيه ايه؟ ،بتبصلي كدا ليه؟
محمد: ببرود: ببص ازاي يعني ما انا عادي اهو
ياقوت: بتساؤل: عادي ازاي؟ ،انا بردوا لاحظت لما كنا في القاعه انك مكنتش مبسوط
محمد: ببرود: واتبسط من ايه ان شاء الله ….. ثم اكمل بقسوة….. ااااه انتِ لسه عايشه في الحوار ده لا فوقي يا ماما انا اتجوزتك بس علشان احافظ على فلوسنا وكان شكي في محله لما جدي كتب نصيب امك في الشركه ليكي
ياقوت: بذهول: انت بتقول ايه ،جدي لا يمكن يعمل كدا
محمد: بقسوة: والنبي بلاش البراءه اللي بتمثليها دي انا وانتِ عارفين انك فضلتي تتمسكني للراجل لغاية ما كتبلك نصيب امك من الورث وقال ايه انا مش عايزه غير انك تكون دايماً جنبي يا جدي
ياقوت: ببكاء: انت قصدك ايه؟ ،ان انا اللي خليت جدي يكتب ليا من ثروته وكمان انت متجوزتنيش عشان بتحبني
محمد: بغضب: فوقي بقى من الوهم ده ،انا مبحبكيش ولا عمري هحبك عارفه ليه؟ لاني بحب واحده تانيه وهتجوزها اما انتِ هتفضلي محبوسه هنا لغاية لما تمضي تنازل عن كل اللي جدي كتبه ليكي فاهمه ولا لا
ياقوت: بغضب وهي تبكي: انت اكيد مش بني ادم ،انا مش هقعد هنا ولا دقيقه واحده ،لا يمكن يجمعني مكان واحد مع حيون ذيك انت اااااه
+
كانت “ياقوت” تصرخ وهي تتحدث وقبل ان تكمل حديثها صفعها “محمد” بقوة فسقطت أرضاً بألم واقترب منها وهو يصرخ ويقول
+
انتِ مش هتخرجي من هنا غير لما انا اخرجك واعتبري انك لسه في الملجأ مفيش خروج واظن انك متعوده على العيشه هناك وخلي بالك اي كلمه تقوليها متعجبنيش هشوهلك وشك فتخرسي خالص وتترمي في اي حته واياكي تدخلي الاوضه اللي هنام فيها
+
انهى “محمد” حديثه واتجه مسرعاً الى الاعلى بينما ضمت “ياقوت” ساقيها الى صدرها وهي تبكي بقوة فقد كسر “محمد” قلبها وقام بتبديل سعادتها الى حزن ،رفع كفها لتتلمس وجنتها المكدومة من صفعته وبكت وهي تفكر انها ستتحدث غداً مع جدها عندما يحضر ليراها وستخبره بكل شيء ،اعادت حديث “محمد” بداخل رأسها وبكت بقوة مرة اخرى وظلت على هذا الحال حتى سقطت في النوم وهي جالسة على الارض الباردة
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
في اليوم التالي
شعرت “ياقوت” بمن يقوم بتحريك كتفها بقسوة ففتحت عيناها التي مازالت تحمل اثار بكائها ووجدت “محمد” الذي كان يرتدي قميص وبنطال يبدوا انه ارتداهم عى عجلة بسبب عدم قيامه بترتيبهم وقبل ان تقول اي شيء تحدث “محمد” قائلاً
+
بابا لسه مكلتي وقال ان جدي تعب جامد بالليل وراحوا بيه المستشفى
ياقوت: وهي تقف مسرعة: انا لازم اروح اشوفه حالاً
محمد: بهدوء: مفيش داعي تروحيله البقاء لله
+
نظرت له “ياقوت” للحظات وكأنها لا تفهم ما يعنيه حديثه ثم تحدثت قائلة بعدم فهم
+
ياقوت: انا مش فاهمه حاجه ،البقاء لله في مين؟
محمد: في جدك مات الفجر والدفنه بعد ساعه ،انا لازم اروح وهقفل عليكي الباب لان طبيعي مينفعش عروسه تخرج يوم صبحيتها فمتحاوليش تخرجي لانك مش هتعرفي
+
انهى “محمد” حديثه واتجه مسرعاً الى الخارج بينما نظرت “ياقوت” امامها بشرود وكأن ما قاله الان شيئاً يصعب فهمه وما هي الا ثواني معدودة حتى انهمرت الدموع على وجنتيها بغزارة وهي تستمع لصوت القفل الخاص بالباب وفكرت انها كانت تعتقد ان جدها عندما يعلم بما فعله زوجها معها سيقوم بحمايتها منه ولكن يبدوا ان للقدر رأي اخر فقد سلبت منها عائلتها مرة اخرى وها هي بقت في قبضة “محمد” الذي لن يرحم ضعفها ابداً
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
+



