Uncategorized

رواية شظايا البلور الفصل الثاني 2 بقلم انجي عصام الدين – تحميل الرواية pdf


                                              

الفصل الثاني

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷

في اليوم التالي

استيقظت “ياقوت” من نومها ونظرت الى الساعة المجاورة للفراش فوجدت انها التاسعة صباحا ًفأعتدلت وهي تشعر بخمول جسدها وقطبت حاجبيها وهي ترى انها مازالت ترتدي ملابس العمل ولكن ما لبثت ان ارتجف جسدها وعقلها يسترجع كل ما حدث بالامس فهبت واقفة واتجهت الى دورة المياه لعل برودة المياه توقف عقلها عن التفكير ولكن ما ان اصبحت بالداخل حتى نظرت الى المرآة لتتساقط الدموع على وجنتيها وهي تستعيد امام عينيها كل ما حدث قبل اربع اعوام

+

                              

…قبل اربع اعوام….

قامت “ياقوت”  بترتيب فراشها في الغرفة التي تقطن فيها مع خمسة فتيات اخريات في ملجأ الايتام الذي تقطن به منذ ان قتل والديها في حادث سيارة منذ عشرة اعوام  واخذت تفكر في سبب استدعاء مديرة الدار لها وكانت تشعر بالقلق الشديد من ان تخبرها تلك المرأة القاسية انها يجب ان ترحل من الملجأ بعد عدة ايام لبلوغها الثامنة عشر من عمرها وهو عمر خروج الفتيات من الملجأ فهي لا تعلم الى اين ستذهب  ، اتجهت الى حجرة المديرة وهي تحاول ابعاد الافكار السوداء عن رأسها وما ان دقت باب الغرفة حتى سمحت لها المرأة بالدخول فدلفت وهي تنظر أرضاً وتقول 

+

                              

حضرتك عايزاني يا مدام عفت؟

عفت:  تعالي يا ياقوت فيه ضيف علشانك 

+

                              

رفعت  “ياقوت”  رأسها سريعاً  فهي لم يسبق لها ان حضر اي شخص لرؤيتها ورأت رجلاً يبدوا في الخمسين من عمره بسبب التجاعيد الي خطت في وجهه وشعره الاسود الذي غلبه اللون الابيض وكان ينظر لها بهدوء فتوترت ونظرت الى “عفت” وهي تقول بصوت خفيض 

+

                              

ياقوت: ضيف عشاني انا؟ 

عفت:  ايوه تعالي اقعدي ده الحاج سعيد العشري يبقى خالك يا ياقوت 

+

                              

نظرت لها “ياقوت”  بذهول وقبل ان تتحدث تحدث “سعيد” اولاً قائلاً 

+

                              

اقعدي يا ياقوت يا بنتي  ،انا خالك اخو مامتك سلوى الله يرحمها  

ياقوت: وهي تجلس: طيب حضرتك كنت فين العشر سنين اللي فاتوا دول 

سعيد: امك الله يرحمها  اتجوزت ابوكي غصب عننا كلنا علشان كده مكناش نعلم بموتها ولا بوجودك حتى الا لما ابويا تعب جامد من كام شهر وطلب انه يشوفها ولما قدرت اوصل لمكان بيتكم عرفت من الجيران اللي حصل فجيت على هنا على طول 

ياقوت: ببكاء: يعني حضرتك جاي تأخدني معاك؟

سعيد: ايوه طبعاً احنا منرميش لحمنا مهما حصل  ،يلا يا بنتي قومي هاتي حاجاتك عشان تيجي معايا اسكندريه احنا عايشين هناك 

+

                              

حركت “ياقوت”  رأسها بالايجاب وركضت الى الخارج لتتجه مباشرة الى الغرفة لتقوم بجمع حاجياتها القليلة للغاية وتقوم بتوديع صديقاتها وهي لا تستطيع التصديق انها لديها عائلة وستنتقل للاقامة معهم وفي خلال لحظات كانت تجلس بجوار “سعيد” في سيارته متجهين الى منزل عائلتها ونظرت من النافذة وهي تبتسم فيبدوا ان الحياة ستبتسم لها أخيراً 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺

بعد مرور اربع ساعات 

 في الاسكندريه

توقفت السيارة امام احد المنازل الذي كانت هيئته تدل على ثراء صاحبه  ،  شعرت بالتوتر وهي تهبط من السيارات بجوار “سعيد” الذي حثها على التقدم بجواره وما ان اصبحت بداخل المنزل حتى تقدمت منها امرأة تبدوا في عمر خالها و فتاة شابة تشبهه  وما ان وقفوا امامها حتى تحدث سعيد قائلاً  وهو يشير الى المرأة الاكبر سناً

+

                

ديه تبقى خالتك نجيه مراتي واللي جنبها دي جميله بنتي…. ثم اشار اليها وقال….. دي بقى ياقوت بنت سلوى اختي الله يرحمها

ياقوت:  بأبتسامه: اهلا بيكم اتشرفت اني شفتكم

جميلة:  بسعاده: اهلا بيكي شرفتي و نورتي والله  

نجية: اهلاً بيكي يا ياقوت عامله ايه؟

ياقوت:  الحمد لله شكراً لحضرتك 

سعيد:   يلا يا جميله خذي بنت عمتك وفرجيها على اوضتها عشان ترتاح من تعب المشوار 

جميلة:   حاضر يا بابا يلا بينا يا ياقوت

+

ابتسمت لها “ياقوت” وسارت بجوارها بينما تتأمل ما حولها فهي لم تغادر جدران الملجأ من قبل ولا تتذكر حياتها قبل دخول الملجأ بسبب صغر عمرها في ذلك الوقت وما ان دلفت الى داخل الغرفة التي ارشدتها “جميلة” اليها حتى جلست على الفراش وابتسمت وهي تشعر بنعومته تحتها وتذكرت فراش الملجأ الصلب والضيق ونظرت حولها بتأمل وهي ترى الغرفة التي تعادل ثلاثة غرف من غرف الملجأ في الحجم وذات الوان زاهية  ،ابتسمت وهي تلاحظ “جميلة” التي مازالت تقف بجوار الفراش وقالت 

+

اقعدي يا جميلة واقفه ليه؟

جميلة: لا انا هسيبك ترتاحي دلوقتي ولما تصحي نبقى نقعد ونتكلم براحتنا   

ياقوت: ماشي زي ما تحبي

جميلة: لو احتاجتي حاجه هتلاقيني تحت بس ابقي ألبسي طرحتك وانتِ نازله ليكون محمد رجع من الشركه 

ياقوت: بتسائل: محمد مين؟

جميلة: اخويا  ،هو دلوقتي في الشركة وبيرجع قبل المغرب 

ياقوت: تمام ماشي

+

ابتسمت “ياقوت” وراقبت “جميلة” وهي تخرج من باب الغرفة وما ان اصبحت بمفردها حتى تخلصت سريعاً من حذائها وصعدت على الفراش واخذت تقفز عليه بسعادة حتى شعرت بالارهاق فأستلقت بكامل ملابسها على الفراش وهي تضحك بطفوليه وما هي الا لحظات حتى غطت في نوم عميق 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺

كانت الساعه تقترب من السادسة مساءاً عندما هبطت “ياقوت” درجات السلم متجه الى الاسفل وما ان رأت “جميلة” التي كانت تصعد السلم حتى ابتسمت وهي تقول بخجل 

+

واضح ان انا نمت كتير صح؟

جميلة: بأبتسامة: ولا يهمك  ،انا كنت طالعه اصحيكي عشان كلنا قاعدين تحت وجدو مهران كان عايز يشوفك 

ياقوت: والله وانا كمان نفسي اشوفه اوي 

جميلة: طيب يلا بينا ننزل مع بعض

+

اطاعتها “ياقوت” وهبطت معها درجات السلم وماهي الا لحظات حتى كانت تجلس بجوار “مهران”  الذي يقوم بأحتضانها من حين لاخر بسعادة بينما كان الجميع يقومون بالترحيب بها  واخذوا يتحدثون عن عدة موضوعات ولكنها لاحظت نظرات ابن شقيق والدتها “محمد” الذي قام جدها بالتعريف عنه منذ قليل وتحدثت عنه “جميلة” بالسابق والذي كان يبدوا في اواخر العشرينات من عمره بجسد رجولي يبدوا عليه القوة ووجه يبدوا عليه الحزم  ،شعرت بقشعريرة غير مألوفة في جسدها عندما تلاقت اعينها البنية مع عيناه السوداء التي تنظر اليها بثبات فقامت بأبعاد عيناها عنه سريعاً وهي تشعر بالحرارة تنتشر في وجنتيها 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺

بعد مرور شهران

كانت “ياقوت” تجلس في الحديقة الخاصة بالمنزل عندما تقدم “محمد” منها وجلس على المقعد المجاور لها وهو يقول

+

قاعده لوحدك ليه امال فين جميلة؟

ياقوت: بخجل:  جميلة كانت قاعده معايا بس طنط نادت عليها فراحت ليها 

محمد: تمام  ،انتي عامله ايه مبسوطه معانا هنا؟

ياقوت: ايوه طبعاً  ،انا طول عمري كان نفسي يبقى ليا عيله والحمد لله ربنا استجاب لدعواتي

محمد: وهو يتأملها: فعلاً الحمد لله اننا عرفنا بوجودك 

+

ابتسمت له “ياقوت” بتوتر فجملته كانت عادية للغاية ولكن طريقته في قولها جلبت الاحمرار الى وجنتيها وسمعته يضحك بصوت مرتفع وشعرت بالخجل اكثر وهي تستمع اليه وهو يقول 

+

شكلك بقى زي القمر وانتِ مكسوفه  ،عارفه يا ياقوت انا طول عمري مش بفكر في الارتباط بس شكلك كدا غيرتي تفكيري 

ياقوت: بتساؤل: تقصد ايه؟

محمد: وهو يتقدم منها في مجلسه: بقول انا عايز اتجوزك ايه رأيك تتجوزيني؟

🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒

+

  





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى