رواية شظايا البلور الفصل الخامس 5 بقلم انجي عصام الدين – تحميل الرواية pdf

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الخامس
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
مرت ستة اشهر اخرى كانت الحياة فيها بوجود “بسنت” زوجة “محمد” الثانية اسوء من ذي قبل فقد كانت لا تقوم بتضييع اي فرصة لاهانة “ياقوت” سواء بحضور “محمد” او غيابه وازدادت مرات حجزها بداخل غرفة المخزن بسبب ادعائات “بسنت” الزائفة التي يقوم “محمد” بتصديقها دون اي تفكير فأصبحت “ياقوت” تتجنبها حتى لا يتم معاقبتها فقد اصبحت حالتها النفسية سيئة وعادت اليها النوبات التي كانت تصيبها عندما كانت صغيرة بداخل الملجأ عندما تشعر بالخوف من شخص ما فقد كانت تنتابها النوبات عندما تقوم “عفت” بمعاقبتها فقد كانت سيدة بلا قلب ولا يرأف قلبها لحال احد وها قد عادت نوباتها بسبب خوفها المرضي من “محمد” الذي اصبح اسوء من “عفت” في سوء ردود افعاله وعقابه الذي ينتهي دائماً بسقوطها فاقدة للوعي في الظلام من الرعب وليالي مليئة بالكوابيس بعد ذلك.
انتهت “ياقوت” من ترتيب المائدة لطعام الغداء عندما فتح الباب الرئيسي ودلف “محمد” وزوجته وما ان لاحظت “بسنت” وقوفها حتى ابتسمت لها بسهرية وهي تقول
1
عايزاكي تقوليلي مبروك عارفه ليه؟
+
شعرت “ياقوت” بقلبها ينقبض بقوة وهي ترى ابتسامة “بسنت” الخبيثة تتسع وهي تتحدث فعلمت ان ما ستسمعه لن يروقها على الاطلاق وأرادت بشدة الهروب من امامها حتى لا تسمع ما ستقوله ولكنها تحدثت مسرعة قائلة
+
انا حامل ،كلها كام شهر واجيب لمحمد ولي العهد
+
ذهبت عينا “ياقوت” تلقائياً الى “محمد” ولكنها وجدته ينظر اليها بنفس الجمود الذي ينظر به اليها دائماً وشعرت بأنفاس “بسنت” الدافئة بالقرب من اذنها وهي تلقي ما بداخل جعبتها واغمضت عينيها بقوة ولاول مرة منذ ستة اشهر لا تتمالك مشاعرها وتسقط دموعها على وجنتيها قبل ان تركض مسرعة الى غرفتها التي اعتادت على صوت بكائها المكتوم ولياليها المليئة بالالم
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
في اليوم التالي
ارتدت “ياقوت” قناع البرود وهي تقوم بغسل الاطباق بعد ان انتهى الزوجان من تناول طعام الافطار وشرد عقلها كما يفعل دائماً وفكرت في عدم مجيء “جميلة” او “نجية” الى هنا لزيارتها او زيارة “بسنت” فهل انتهى دورهم في المسرحية التي كانت هي بطلتها الحمقاء ،خرجت من شرودها على صوت خطوات تقترب منها فتنهدت بملل وهي تعلم ان “بسنت”قد اتت لتتنمر عليها قليلاً ولكن اتسعت عيناها وهي ترى “محمد” يقف بجوارها وينظر لها بصمت ،لم تعيره اهتماماً ولكنها لا تستطيع نكران ان مجرد وقوفه بجانبها يشعرها بأقتراب نوبة هلع اخرى منها وسمعته يقول
+
النهارده اهلي هييجوا على الساعه سته علشان يسهروا معانا شويه مش عايزك تخرجي من اوضتك حتى لوعايزه تروحي الحمام ولو عصيتي امري هتباتي في اوضة المخزن الاسبوع اللي جاي كله فاهمه ولا لا
+
حركت “ياقوت” رأسها بالايجاب وحررت نفسها المكتوم بداخلها ما ان خرج من المطبخ دون ان يفعل لها اي شيء واخذت تنهي ما تفعله حتى تبدأ في تحضير طعام الغداء لتنتهي منه قبل موعد مجيء عائلته فلا تريد رؤيتهم على اية حال
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
كانت الساعة قد تعدت الثامنة عندما سمعت “ياقوت” اصواتهم تتعالى بالحديقة فعلمت انهم خرجوا من المنزل ليكملوا جلستهم بالخارج وابتسمت بسخرية وهي تستمع لهم يمجدون في طعامها الذي تناولوه للتو ويخبرون “بسنت” بكم هي طباخة ماهرة ،حاولت ان تنال اي قدر من النوم حتى تتمكن من السهر لتنظيف ما سيفتعلوه من فوضى وكادت ان تسقط في النوم عندما استيقظت فزعة بسبب فتح باب غرفتها لتجد ان المقتحم هو “جميلة” التي ما ان تلاقت عيناهم حتى اتسعت عيناها فزعاً وكأنها قد رأت شبحاً ما وقبل ان تنهي “ياقوت” صمتها الذي طال وتتحدث اقتربت منها “جميلة” مسرعة وهي تقول بذهول
+
ياقوت ،انتِ ازاي هنا؟ ،محمد قال انك طلبتي الطلاق بعد وفاة جدو على طول وقولتيله انك كنتي عايزه الفلوس وبس
ياقوت: بصوت خرج غليظاً لطول صمتها: هو قال ليكم كدا؟ ،اخوكي حابسني هنا ومخليني خدامه ليه هو ومراته لغاية لما اكمل واحد وعشرين سنه وابيع ليه كل اللي جدي كتبهولي قصاد انه يطلقني
جميلة: بذهول: ازاي الكلام ده ،تعالي معايا بره وانا اخلي بابا…..
ياقوت: باباكي عارف يا جميلة،انا سمعت محمد بيتكلم معاه في التليفون وعرفت انه عارف كل حاجه وعارف انه حابسني وبيضربني
جميلة:بشفقه: يا حبيبتي يا ياقوت علشان كدا صوتك متغير
ياقوت: لا انا اللي بقالي حوالي سنه متكلمتش غير نادر جداً بيني وبين نفسي
جميلة: وليه مش بتتكلمي ؟
يافوت: هتصدقيني لو قولتلك اني بقيت اخاف اتكلم اقول حاجه تخلي اخوكي يضربني
جميلة: يا حبيبتي يا ياقوت ،طيب انا اقدر اساعدك ازاي؟
ياقوت:برجاء: لو عايزه تساعديني فعلاً هربيني من هنا بس المهم دلوقتي تخرجي من هنا ومتقوليش لحد انك شفتيني احسن محمد يأذيني
جميلة: وهي تحتضنها بقوة: متقلقيش انا هخرج دلوقتي وقريب جداً هخرجك من هنا
+
ابتسمت لها “ياقوت” وما ان اغلقت “جميلة” الباب خلفها حتى بكت “ياقوت” بحرقة فقد مر عام وعشرة اشهر لم يحتضنها خلالهم اي شخص بتلك القوة والحب كما فعلت “جميلة” منذ قليل
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
بعد مرور يومان
كانت “ياقوت” قد رأت “بسنت” التي كانت يبدوا على وجهها الالم ووالدتها تقوم بمساعدتها على الدخول الى السيارة وما ان فعلت حتى استقلت هي الاخرى السيارة وانطلقت بهم مبتعدة عن القصر ،قطبت حاجبيها فقد كانت “بسنت” بخير في الصباح عندما ذهب “محمد” الى عمله ،حركت رأسها على الجانبين وهي تفكر ان لا شأن لها بما حدث واتجهت الى المطبخ لتكمل تحضير طعام الغداء.
كان قد مر ثلاث ساعات منذ ان غادرت “بسنت” مع والدتها عندما دلف “محمد” من الباب الرئيسي ويبدوا على وجهه الغضب الشديد فشعرت بالخوف واتجهت الى غرفتها لتختبىء بها من غضبه الذي لا تعلم مصدره ولكنها ما ان تحركت من مكانها حتى وصل اليها ليجذبها من حجابها بقسوة وينهال عليها ضرباً بالصفعات والركلات القاسية فقد كان يضربها كمن فقد عقله ،ضربها بقسوة كما لم يفعل من قبل لم يهتم لتوسلاتها الباكية ولا لصوتها الذي لم يسمعه منذ عام كامل ،حاولت “ياقوت” بقوتها المتبقية ان تهرب من بطشه الا انها لم تستطع فعل اي شيء سوى الصراخ وخاصة عندما دفعها بقسوة لتسقط فوق الطاولة الزجاجية لتتحطم اسفلها ويمتلىء جسدها بالجروح النازفة من الزجاج المحطم واصبحت رؤيتها مشوشة من الضرب المبرح ومن الدماء وهي تراه لا يتوقف عن ضربها واثناء محاولاتها للتراجع اصطدمت كفها بالبجعة الفضية التي كان تزين الطاولة فقامت بالقوة المتبقية بداخلها بتحطيمها بقوة على رأسه لتراقبه وهو يتراجع للخلف بذهول قبل ان يسقط أرضاً والدماء تخرج من رأسه بغزارة ،وقفت بصعوبة وهي ترتجف بقوة بينما جسدها بالكامل مليء بالكدمات والجروح التي مازال بعضها يحمل بداخله بعض الزجاج المحطم وشعرت بالشفقة على نفسها فيبدوا ان جسدها قد اعتاد الالم فلم تفقد وعيها رغم كل تلك الجروح والدماء ،اتسعت عينها التي لم تغطيها الدماء بعد عندما لاحظت ان الباب الرئيسي مفتوحاً على مصراعيه فبكل ما تملكه من قوة ركضت الى الخارج وهي تدعوا الله ان تكون البوابة أيضا ًمفتوحة وكادت ان تسقط أرضاً عندما وجدتها مفتوحتاً على مصراعيها بالفعل ،تجاهلت ألم جروحها وذراعها الذي يبدوا انه قد كسر وركضت الى خارج البوابة الحديدية وهي تبكي بسعاة فقد تحررت أخيراً واخذت تركض بكل طاقتها وتنظر خلفها كل ثانيتين خوفاً من لحاق “محمد” بها وبعد عدة خطوات لم تتمكن من السير اكثر لتسقط أرضاً وهي تبكي فسوف يفيق محمد الان ويخرج ويراها ليعيدها الى سجنه مرة اخرى ،سمعت صوت سيارة تتوقف بالقرب منها وصوت امرأة ما تصرخ قبل ان تفقد الوعي بالكامل وهي تتمنى ان تموت ولا تعود الى ذلك المنزل مرة اخرى
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
+

