رواية شظايا البلور الفصل الثامن 8 بقلم انجي عصام الدين – تحميل الرواية pdf

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الثامن
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
كانت “اسماء” تبكي بقوة بينما يحاول زوجها تهدئتها دون اي فائدة فمنذ ان عاد بالامس ولم يجد “ياقوت” وهو يبحث عنها في كل مكان لعلها خرجت لتسير قليلاً بمفردها ولكن ما ان تخطت الساعة منتصف الليل حتى علم ان امراً سيئاً قد حدث لها واكد شكه عندما اخبره احد جيرانه الذين يقطنون المنزل المجاور له ان “ياقوت” خرجت في المساء برفقة رجلين ثم حملها احدهم ليضعها في السيارة بعد ان فقدت الوعي فعلم من هم الرجلين فلابد ان “عاصم” قد تمكن من معرفة عنوان منزله واحضر معه “محمد” الذي تمكن من استعادة “ياقوت ” مرة اخرى ،ضم زوجته الى صدره وهو يربت على كتفها ويقول
+
اهدي يا اسماء ان شاء الله هنقدر نرجعها تاني ومش هيقدر يأذيها
اسماء: ازاي بس يا جلال واحنا منعرفش هو اخدها وداها فين واللي محيرني انها محاولتش تقاومه او حتى تصرخ وتصحيني
جلال: اكيد خافت عليكي منه مش هي دايماً كانت بتقول انه معندهوش قلب يعني كان ممكن يأذيكي
اسماء: ببكاء: يا حبيبتي يا ياقوت ياترى عمل فيكي ايه الحيوان ده؟
جلال: متقلقيش انا هروح لعاصم ده واتكلم معاه يمكن يطلع بني ادم ويقولنا هي فين
اسماء: طيب افرض مقالش هنعمل ايه ساعتها؟
جلال: وهو يحتضنها: ان شاء الله هنعرف هي فين
+
احتضنته “اسماء” بقوة وهي تبكي وتدعوا الله ان تكون “ياقوت” بخير
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
فتحت “ياقوت” عيناها وهي تشعر بالالم يداهم رأسها وما ان تمكنت من الاعتدال حتى رأت “جميلة” التي تجلس على المقعد المجاور لفراشها وتنظر لها بأبتسامة وتقول
+
عامله ايه دلوقتي يا ياقوت؟
ياقوت: وهي تنظر اليها: الحمد لله ايه اللي حصل؟
جميلة: اغمى عليكي لما كان محمد بيتكلم معاكي ،انتِ بتخافي منه اوي كدا؟
ياقوت: بحزن: اللي شفته منه مكنش قليل يا جميلة ،انا عشت عشر سنين من عمري في ملجأ شفت فيه كل انواع الظلم والقسوه بس مكنتش ذي القسوه والظلم اللي شفتهم من اخوكي ،انا فضلت عنده سنتين منهم سنه كامله مش بتكلم خالص لاني كنت حاسه ان الكلام ملهوش اي لازمه ولا هيقدم ولا يأخر بالعكس كان هيزيد من عقابه ليه ،انا مش عايزه اي حاجه ولا طالبه اي حاجه غير انه يطلقني وانا والله العظيم همضيله على كل اللي هو عايزه انا مش عايزه اي حاجه ،علشان خاطري اتكلمي معاه يا جميلة وقوليله يأخد الورث مني ويطلقني ويعيش بقى مع بسنت وابنه باقي حياته ويسبني في حالي
جميلة: وهي تحتضن كفها: محمد طلق بسنت تاني يوم هروبك يا ياقوت والبيبي اللي في بطنها كان مات قبليها بيوم قبل ما توصل المستشفى ومن وقتها ومحمد متغير واتغير اكتر بعد ما بابا مات بعديها بأربع شهور بسبب ازمه قلبيه
ياقوت: ياااه كل ده حصل ،طيب طنط نجيه فين؟
جميلة: ماما مسافره والمفروض ترجع كمان كام يوم وهتفرح اوي لما تشوفك
ياقوت: وهي تهبط من الفراش: انا مش عايزه اقعد هنا يا جميلة ،هو محمد فين؟
جميلة: محمد قاعد بره ليه؟
ياقوت: عايزه اتكلم معاه بس عايزاكي تفضلي موجوده عشان النوبه اللي بتجيلي دي سببها اني ببقى لوحدي معاه
جميلة:بحزن: حاضر يا حبيبتي مش هسيبك لوحدك بس الاول ادخلي خدي دش وغيري هدومك انا جهزت ليكي غيار في الحمام
+
ابتسمت لها “ياقوت”وشكرتها واتجهت الى دورة المياه فهي بالفعل تحتاج لتبديل ملابسها فهي ترتديها منذ الامس
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
كان”عاصم” يجلس على مكتبه في الشركة ينظر امامه بشرود وهو يفكر في صواب ما فعله بالامس في تلك اللحظة دلفت المساعدة الخاصة به الى الغرفة واخبرته بأن “جلال” بالخارج ويريد رؤيته فسمح له بالدخول وما ان دلف الى الغرفة حتى اقترب منه مسرعاً وهو يقول
+
ياقوت فين يا عاصم بيه؟
عاصم: اقعد الاول يا استاذ جلال وهنتكلم
جلال:مفيش كلام بينا ،ياقوت فين؟
عاصم: ببرود: ياقوت مع جوزها ،مش مع حد غريب
جلال: بسخرية:جوزها ؟ ،المفروض ان انا كدا اطمن صح؟ ،هو حضرتك تعرف اللي بتقول عليه جوزها ده عمل فيها ايه؟
عاصم:بسخرية: عمل ايه يعني؟
جلال: انا اول مره اشوف فيها ياقوت كان من سنتين وكانت مرميه على الطريق جسمها كله بينزف وملامحها مش باينه من الكدمات اللي كانت ماليه وشها ولما اخدتها انا ومراتي المستشفى وفاقت قالتلنا ان………..
+
قص عليه كل شيء قالته لهم “ياقوت” وما ان انتهى حتى قال
+
تفتكر واحد يعمل كل ده في مراته ممكن نأمن اننا نسيبهاله مره تانيه ولا هي علشان ملهاش حد يبقى تروح في ستين داهيه
عاصم: بندم: انا مكنتش اعرف اي حاجه من اللي انت حكيتها دلوقتي دي ولو كنت اعرف عمري ما كنت ساعدت محمد
جلال: خلاص قولي هو اخدها فين وتبقى صلحت اللي انت عملته
عاصم: وهو يقف: انا مش هقولك انا هأخدك ونروح ليه مع بعض لان فيه كلام كتير اوي بيني وبين محمد لازم يتقال
جلال: وهو يقف: بجد يا عاصم بيه الف شكر لحضرتك
عاصم: بلاش بيه دي وقولي يا عاصم على طول احنا من سن بعض وكمان فيه شغل هيبقى بينا ولا خلاص هتقفلوا المحل
جلال: لا طبعاً احنا تحت امرك نحل موضوع ياقوت بس الاول وكل حاجه هترجع ذي ما كانت
عاصم: تمام تعالى معايا نروح ليهم
+
اتجه الاثنان الى الخارج بينما قام “جلال” بمهاتفة زوجته ليخبرها بما حدث حتى يطمئن قلبها ولو قليلاً
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
نقل “محمد” عيناه بين شقيقته وزوجته فقد وقفتا امامه دون اي حديث وقبل ان يتسائل عن سبب وقوفهم تحدثت “جميلة” قائلة
+
ياقوت عايزه تتكلم معاك شويه بس لازم افضل واقفه هي طالبه كدا
محمد: تمام وانا سامعها
ياقوت: بتوتر: طبعاً انا وانت عارفين سب جوازنا كان ايه علشان كدا انا عايزه ننهي الجوازه دي وكل واحد يروح لحاله وانا هتنازلك عن كل اللي جدي الله يرحمه كتبه ليا ومش عايزه اي حاجه غير ورقة طلاقي
محمد: ولو رفضت
ياقوت: بتساؤل: وترفض ليه؟ ،فلوسكم اللي انت فاكرني لفيت على جدي علشان اخدها هرجعهالك وخلاص مش هيبقى لجوازنا اي معنى
محمد: بس انا مش عايز اطلقك يا ياقوت ومش هطلقك مهما حصل
ياقوت: بتساؤل: ليه؟ ،اللي كنت عايزه مني هتأخده يبقى فاضل ايه؟
محمد: وهو يقف: الكلام بالنسبه ليا انتهى ،طلاق مش هطلق واعملي حسابك انا هكمل جوازنا علشان عاوز طفل مش هفضل طول عمري متجوز ومش متجوز كدا
+
انهى “محمد” حديثه واتجه الى غرفته واغلق الباب خلفه بقوة بينما لم تتمكن “ياقوت” من الوقوف على قدميها اكثر من ذلك فسقطت أرضاً على ركبتيها بينما كانت “جميلة” تنظر امامها بعدم تصديق فلم تكن تعلم ان شقيقها قاسي لتلك الدرجة
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
+

