Uncategorized
رواية افراح منقوصة الفصل الثالث 3 بقلم امل صالح – تحميل الرواية pdf

رواية افراح منقوصة الفصل الثالث 3 بقلم امل صالح
_ نازلة الساعة ٧ الصبح تجيبي العيش؟؟ ليه رجالة البيت عندكم ماتت يابنت عمي!!
_ وطّي صوتَك يا فارس الناس بتبصلنا، أنا هروح وأرجع على طول وهحاول أتكلم مع عم ناصر صاحب الفرن يمشيني عشان ماقفش في الزحمة دي…
بصلها بدهشة وهو بيحرك راسه بعدم تصديق وعدم استيعاب للي بتقوله قبل ما يرد عليها: أنتِ سامعة نفسِك يا فاتن؟؟ أنتِ اتجننتِ ولا إيه عشان تروحي تقفي الوقفة الزبالة دي عند الفرن وسط الرجالة؟؟
ورجع يتكلم بعصبية مرة تانية وهو بيكمل: بعدين نزلتِ إزاي من بيت جوزِك الساعة دي، حماكِ سابِك تنزلي عادي كدا؟؟ ونديم…
كمل وهو بيبصلها بشك: نديم عارف إن مراته نازلة بعد الفجر تقف عند الفرن تجيب عيش؟؟
رفعت راسها ليه بسرعة واتكلمت بنبرة فيها شيء من الرجاء وهي بتنفي براسها: لأ نديم مايعرفش حاجة، نديم مايعرفش حاجة يا فارس ومش هيعرف، وبالله عليكِ سيبني أروح وأرجع عشان ألحق أجيبه وأروّح..
بلعت ريقها وهي بتكمل بقلق ولازال الإحراج متملك منها من بداية الوقفة: وياريت برضو محدش في البيت عندنا يعرف، أنـ….
قاطعها فارس بزعيق وصوت كان أعلى من بداية الحوار بشكل ملفت وهو بيحرك ايده في الهوا بعصبية: أنتِ هتجننيني ليه؟؟ في ايه بيحصل؟ وايه منزلِك الساعة دي؟؟ وازاي خلوكِ تنزلي أصلًا دلوقتي؟!!!
وقبل ما تفتح بُقها وتجاوبه رفع سبابته في وشها وقاطعها بتهديد: وأقسم بالله لو كذبتِ عليّا يا فاتن لأتصل على نديم أعرّفه، وتبقى مشكلة بقى بحق وحقيق.
_ لأ يا فارس بالله عليك!
بصت للناس اللي بدأوا يتفرجوا عليهم واللي خرجوا من شبابيك بيوتهم يشوفوا مصدر الصوت العالي على الصبح ده جاي منين بعدين بصتله: يا فارس الناس بتتفرج علينا، مايصحش صوتَك العالي ده، سيبني وأنا هاجي البيت بليل و…
قبل ما تكمل قاطعها بلهجة قاطعة وإصرار: مش ماشي، ولا أنتِ هتروحي في حتة..
واتحرك وقف في جنب بعد ما كان واقف في نص الطريق وهي كذلك ورجع اتكلم: انجزي يا فاتن، أنا مش هسيبِك تروحي في حتة ولا هتنقل من مكاني هنا غير لما أفهم..
ورفع حاجبه وهو بيكمل: وإلا أكلّم أبوكِ وأبويا ونعملها قاعدة بقى نشوف الأستاذة نازلة تجيب العيش ليه وبيتها فيه بدل الراجل اتنين!
بصتله لثواني معدودة بصمت قبل ما تبعد عينها عنه وتبص للأرض، فضلت ملتزمة الصمت لحوالي دقيقة ماحاولش هو يقاطع فيها صمتها واحترمه.
في حين كانت هي بتحاول تتمالك نفسها بعد الخنقة اللي حست بيها فجأة مع رغبة في البكاء، بتبلع ريقها مرة ورا التانية وهي بتصارع الغصة اللي واقفة في نص حلقها.
رفعت راسها ليه فشاف عيونها الحمرا اللي غرقت بالدموع، ماعلقش وكأنه كان متوقع أو عارف إن في حاجة، اتكلمت أخيرًا بعد طول صمت بصوت هامس وصله رغم انخفاضه وحشرجته:
_ عم مختار اللي منزلني، غصب عليا أنزل..
مقالتش غير الجملة دي، بعدها انفجرت في العياط وهي بتحكيله عن اللي بتعاني منه من يوم سفر نديم جوزها، عن المعاملة اللي زي الزفت والغلط اللي بيغلطه فيها حماها كل يوم، من ألفاظ وسبّ فيها وفي أهلها، تهديده ليها لو قالت لأهلها أو لنديم، محاولته للهجوم عليها في بيتها، ايده اللي اتمدت عليها ولو حتى لمجرد الهويش.
فضلت تحكي وتتكلم لفترة ماتعرفش مدتها، مخدتش بالها إنها حكت كل التفاصيل اللي حصلت معاها، مخدتش بالها إنها كانت بتعيط، نست هي فين و واقفة مع مين، نست كل حاجة ومافتكرتش غير الوجع اللي هي عايشاه، بتحكي بدون شعور بأي حاجة حواليها.!
وفارس..
كان بيسمعلها بصمت، صمت مُريب مع اللي بتحكيه!
هي بتتكلم وبتبكي وهو عينه متثبتة على نقطة وراها، بيحرك راسه مع كلامها ولازال محتفظ بصمته، من بعيد يبان سرحان أو مش مهتم لكن رد فعله عقب سكوتها عكس الرؤية دي تمامًا.!
بمجرد ما خلصت، فضلت فاتن ساكتة لثانية أو اتنين، قبل ما ترفع راسها وتبص لفارس ابن عمها اللي رفع سبابته في وشها واتكلم وهو بيضغط على كل حرف وكلمة:
_ هتجيبي بعضِك دلوقتي وتيجي ورايا البيت عندنا، وحسِك عينِك يا فاتن أسمعلِك نَفَس أو اعتراض..
نفت برعب وهي بتتخيل رد فعل مختار حماها لو مارجعتش: لأ يا فار…
وماسابهاش تكمل كلامها، مسكها من رسغ ايدها وشدّها وراه وهو مش قادر يستوعب دماغها أو غباءها اللي وصلها للنقطة دي، إزاي فضلت ساكتة كل ده؟! إزاي مع أول مرة تم الإساءة ليها فيها ماخدتش موقف؟!!
نظرات الناس كانت بتحلقهم، نظرات تباينت لفضول، ترقب، استنكار، عيون الناس حواليهم لكانت بتاكل فيهم مش مجرد بتبص عليهم!
إيه اللي يخلي ابن عم العروسة يجرجرها وراه بالشكل ده؟
غريبة!
ومن ضمن النظرات والعيون اللي كانت مترصدة ليهم كانت عيونه؛ مختار حماها …. اللي عيونه برقت بشكل مخيف وهو شايف مَسكة فارس لفاتن بالشكل ده.
_ يابنت الـ**!
حكم عليها بالسوء بدون ما يعرف سبب شدّه ليها، بدون ما يعرف الحوار الداير بينهم كان عن ايه، وبدون تردد رفع تلفونه على ودنه بعد ما جاب رقم نديم ابنه، اتكلم بصوت ساخر بعد ما جاله صوت نديم النعسان:
_ صباح الفل يا حبيب أبوك، نايم أنت عندَك ولا على بالك الـ** اللي أنت متجوزها وسايبهلنا..
نديم عيونه وسعت من صدمة اللفظ اللي أبوه قاله، فضل ساكت لثواني يستوعب الكلمة، يستوعب إن أبوه بيتكلم عن مراته؛ فاتن!
انتفض في مكانه بعصبية ورد عليه وهو بيقعد: إيه يابا اللي بتقوله ده، عيب أنت بتتكلم عن مراتي اللي مش هسمحلَك تقول عليها نص كلمة!
دخل مختار من بوابة البيت وقفل الباب وراه بعنف وهو بيرد عليه: طبعًا حقَك تدافع عنها، ما أنت ربنا عاميك عن اللي شوفته أنا…
وبدون ما يعطيله فرصة يرد عليه كان بيكمل بعصبية غير مبررة: اسمع اللي هقولك عليه، تسيب كل اللي عندَك وتجيب بعضَك وتيجي تشوف المهزلة اللي بتحصل وإلا ورب الكعبة يا نديم تيجي تلاقيني مخلص عليها..
نديم نفى براسه بعدم تصديق وعدم فهم، اتكلم وهو بيبص حواليه بتيه: أنا مش فاهم حاجة! مينفعش اسيب حاجة هنا، أنا لسة بقول بسم الله في الشغلانة اللي لقيتها، ولو نزلت دلوقتي تعب الـ3 شهور اللي فاتوا هيضيعوا هدر!
وكمل وهو بيقف وايده الفاضية بتتحرك في شعره بعنف: فهمني ايه اللي حصل مضايقك من فاتن كدا، دي مفيش أطيب ولا أغلب منها.!
_ مانت طرطور بقى أقول إيه….
وكمل بصوت عالي لا يحمل نقاش: أنت تعمل اللي قولتلك عليه وأنت ساكت، الاقيك قدامي النهاردة قبل بكرة، يولـ.ـع الشغل!
وكان هيقفل،
لكن صوت نديم الملهوف خلّاه يرجع التلفون ويسمعه..
كان رجع نديم قعد على السرير تاني، اتكلم بصوت واطي مترجي: ملكش دعوة بفاتن يابا، دي أمانتي ليكم!
*******************
وعلى الجانب الآخر، دخل فارس من بوابة البيت الكبير الخاص بالعيلة وكان لسة ماسكها من ايدها، بمجرد ما بقوا جوا البيت سابها ولَف قفل البوابة الرئيسية قبل ما يرجع يبصلها:
_ مبسوطة أنتِ بالمنظر اللي جيبتِك بيه ده يابنت عمي؟؟
_ أنت اللي عاجبَك بصات الناس ليّا وهمسهم؟؟ يقولوا ايه عليّا دلوقتي وأنت مجرجرني زي الكلبة وراك؟!!
كانت بتتكلم بصريخ!
انهارت فجأة وحست برغبة ملحة وغريبة في الانفجار والصريخ بكل قوتها، ماتعرفش ليه الاحساس ده ولكن ده اللي خرج منها.
بصلها فارس بصمت وبدون ما يقاطعها وهو متيقن إنها مش في وعيها الكامل في الوقت الحالي، ربّع ايده وبصلها وهي مستمرة في الصريخ:
_ حرام عليك أنا اللي فيّا مكفيني، هلاقيها منك ولا منه ومن اللي بيعمله فيّا، قولتلك هروح اجيبه وأروّح كان هيحصل إيه لو سيبتني، كان هيحصل إيه؟؟ كان هيحصل ايـــه؟!!
كررت جملتها الأخيرة مع ارتفاع صريخها في آخر مرة، واللي صاحبه نزول شاب من داخل بيتهم وراه اتنين رجالة واتنين ستات، قربت منهم واحدة منها واتكلمت بخضة وهي بتاخدها في حضنها:
_ فاتن! مالك يا قلب أمِك، مالك يا عمري في إيه؟!!
انهارت فاتن تمامًا، مبقتش عارفة تقف على رجليها فقعدت على السلم الداخلي للبيت وراها، قرب منها الشاب واتكلم وهو بيقعد على ركبه قصادها:
_ في ايه؟؟ في ايه مالِك؟
في حين الرجلين قربوا من فارس، اتكلم واحد منهم بحدة: في ايه حصل يا فارس، بنتي مالها؟ وايه جايبها البيت الساعة دي؟؟
وقف الشاب واللي كان أخو فاتن وقرب من فارس، مسكه من ياقة قميصه بعنف: أختي مالها يا فارس انطق!
كان ساكت فارس،
وفاتن لازالت بتبكي.
بصلها فارس بطرف عينه واتكلم: هتقوليلهم يا بنت عمي ولا أقول أنا؟؟
الكل بصله بعدم فهم، نعمة أمها ومرات عمها أم فارس، السيد أبوها وعمها رؤوف وأخوها سراج، لحظة صمت عدت بالكل بمشاعر مختلفة ونظرات الاستنكار وعدم الفهم تعلو ملامح البعض.
لحد ما رجع فارس يتكلم، حكى ليهم كل اللي قالته، مفيش كلمة قالتها ماقالهاش هو، وكأنه ثبّت الكلام في دماغه بالنص!
وفي ختام سرده وقبل ما يخلص، سمعوا صوت ضرب عنيف فوق بوابة البيت اللي كانوا لسة مجتمعين عندها من جوة، صوت مصحوب بصوته المنفر، مختار!
_ افتحوا يا عيلة يا **، بقى مسافر وطالع عينه عشانِك وفي الآخر راحة تخونيه يا ** أنتِ…
الـ.ـدم غِلى في عروقهم بعد السب والشتم اللي سمعوه، كانوا بالفعل على آخرهم من اللي سمعوه عن تعامله مع فاتن من وقت سفر نديم جوزها، جه هو زاد الأمر سوءًا بحركته دي!
زق سراج اخو فاتن فارس عن البوابة وفتح الترباس بعنف وتلاه بفتح الباب بقوة، بصله بصمت لثانية قبل ما يمسكه من ياقة عبايته ويشده لجوة بحركة سريعة محدش استوعبها.
فجأة وخلال أقل من دقيقة بقى مختار جوة البيت، البوابة سراج رجع قفلها تاني، بقى متحاوط برجالة عيلتها، عيلة فاتن..
كلهم بيبصوله بنظرات مليانة شر، وكان أول حد قرّب منه هو السيد أبوها، اللي شمر أكمام قميصه واتكلم بصوت مكتوم من تحت سنانه وهو بيقرب منه: ايه رأيك تشوف مواهب العيلة الـ**
ابتسم سراج بطرف شفته وهو بيغمزله بمراوغة لا تليق بالموقف: وعملي مش بس نظري!
ابتسم فارس على كلامهم،
بص لأمه ومرات عمه وفاتن اللي كانت لسة خايفة لمجرد وجوده في نفس المكان اللي هي موجودة فيه واتكلم وهو بيشاور بعيونه على السلم لفوق: اطلعوا أنتوا فوق دلوقتي…
بص لمختار اللي كان بينهج بتوتر وكمل: عندنا ماتش على الضيّق.



