رواية عذراء ولكن الفصل الثاني عشر 12 بقلم احلام البنفسج – تحميل الرواية pdf

رواية عذراء ولكن الفصل الثاني عشر 12 بقلم احلام البنفسج
الفصل الثانى عشر
كانت إغماءة سارة مفاجأة للجميع … برد فعل سريع تلقاها خالد قبل ان تسقط أرضا
حملها بسرعه ودخل بها اقرب غرفه
وضعها فوق السرير ببطئ وهو يقول بذعر
– انا هروح اجيب دكتور مش هينفع كده.
عايدة: اصبر يا خالد هحاول افوقها
خالد يزفر بضيق : لوما فقتش فخمس دقايق انا هجيب الدكتور
هدير بقلق : اجيب برفان يا طنط
عايدة: ايوة يا هدير
بقى عصام صامتا … يعلم جيدا ان سارة لا تفقد الوعى الا اذا تعرضت لضغط عالى …. ووجها الشاحب عندما وصولا لا ينبأ بخير
عايدة: الحمد لله بتفوق
للوهله الاولى لم تعى سارة ما الذى حدث
كل ما تذكرة انها لم تكمل جملتها وان الظلام قد اكمل عنها جملتها
فتحت عينيها تشهد الوجوه التى تلتف حولها
عايدة: سارة … سمعانى يا حبيبتى
سارة بصوت ضعيف: أيوة يا طنط …سمعاكى..
خالد: انا هجيب الدكتور نتطمن اكتر
سارة: لا …. انا كويسه …
هدير : خضتينا عليكى يا حبيبتى
سارة: انا آسفه يا جماعه والله ما كــ….
قاطعها عصام بلطف: المهم انك بخيردلوقتى
عايدة وهى تهم بالوقوف: انا هروح اعملك حاجه تاكليها … انتى اكيد مااكلتيش
صمتت سارة فتحدث خالد بغضب
– إيه اللى ينزلك مالبيت من غير فطار …؟؟
نظرت سارة إليه واكتفت فقط بتذكر رجائها منذ البدايه بتقليل السرعه ولم يكن يصغى
ابعدت نظرها عنه وهى تقول لعصام
– عصام قول لطنط ما تعملش حاجه … انا مش جعانه
عصام: مش لازم تكونى جعانه على فكرة عشان تاكلى
خرج خالد فجأة من الغرفه وهو يزفر فى غضب
ليس منها وانما من نفسه… من غيرته العمياء وما فعله بها .. من سخريته وعدم تصديقه لخوفها …. من صبه كامل غضبه فوق رأسها
عايدة: رايح فين يا خالد؟
توقف خالد وتحدث بضيق: هنزل اجيب شويه طلبات للبيت وراجع
عايدة: كل حاجه موجوده هنا وانت عارف
خالد بضيق اكثر: سبينى يا ماما دلوقتى اروح … هلف لفه وارجع
عايدة وقد فهمت: طيب
ظل عصام مع سارة بالغرفه صامتا حتى ذهب خالد
عصام: ايه اللى حصل يا سارة؟
سارة:………
عصام: خالد دايقك وانتوا جايين ….
تجمعت الدموع بسرعه فى عينيها
عصام: فهمينى ايه اللى حصل … ما تقلقنيش اكتر من كده
سارة : محصلش حاجه يا عصام
عصام بشك: متأكدة يا سارة …. مفيش حاجه تانيه عاوزة تقوليهالى؟
سارة: لا يا عصام … صدقنى مفيش
عصام: هعمل نفسى مصدقك … وما تبصليش كده انا اونتى عارفين انك مش عاوزة تتكلمى
دخلت عايدة وهدير بعد انتهاء جملته مباشرة
عايدة: بصى يا حبيبتى … انا عملتلك شويه شوربه بلسان
عصفور سريعه كده … بس يارب يعجبك بقى
سارة: مكنش له لزوم يا طنط تتعبى نفسك
قبلتها عايدة بحب واضح: احنا اللى تعبناكى مش انتى اللى تعبتينا
نظرت سارة نحو عصام فنظر لها نظرة يعنى بها ” شوفتى انى عارف انك مخبيه حاجه زاى؟”
ابعدت عينيها عنه وتناولت الحساء بصمت بعدما انتهت حملت هدير الصينينه من امامها وتحدثت عايدة بإبتسامة
عايدة: تناميلك بقى شويه ؟
سرة : ايوة يا طنط هنام حاسه ان دماغى تقيله شويه
عايدة: وماله يا حبيبتى.. ومحدش هيصحيكى لحد ما تصحى لوحدك … وعموما انا اوضتى جنب اوضتك لو احتاجتى اى حاجه
هدير: انا هنام معاها فالاوضه يا طنط
عايدة: لا يا حبيبتى… انتى هتنامى مع جوزك فأوضتكوا … يلا يا عصام خد مراتك ووريها الاوضه انت عارف النظام مش محتاجه اوصلك يعنى
عصام: خللى هدير تبات معاها يا طنط
عايدة:لا… محدش هيبات مع سارة… هى مش تعبانه ولا حاجه … صح يا سارة
سارة: أيوة يا طنط مظبوط… روحى يا هدير مع عصام … اناكويسه والله خلاص
هدير: خلاص زى ما تحبى
خرج الجميع وتركوا سارة بمفردها تستعد للنوم… لم تستطع النوم مباشرة وعقلها وذاكرتها ترهقها باللأفكار والذكريات
بعد فترة طويله للغايه بدأ النوم يسيطر على اجفانها فلم تجد نفسها الا وقد استسلمت لنوم مضطرب ملئ بالكوابيس
محمود يبتسم امامها فترد الابتسام .. يبكى .. فيسيل من عينيه دما تقترب منه بسرعه … كلما اقتربت كلما ابتعد… يمد يديه لتنقذة… وكلما نادته لا يجيب فقط يبتسم بحزن ودموع من دم تسيل
وهى تتقلب فى سريرها تتمنى الاستيقاظ
عماد يبتسم بخبث .. يمسك سوطا ..يقترب منها يحاول جلدها
تحاول الركوض… تعجز ساقيها عن حملها .. تتراخى… تسقط .. تحاول الصراخ يتجمد صوتها … يقترب يرفع سوطه عاليا وينهال عليها…. محمود يقف بعيدا دموعه لا تزال كما هى … تناديه لينقذها وهو يقف بمكانه ولا يتحرك
آلم مبرح يجتاح جسدها من ضربه .. تصرخ عاليا
يفك قيد صوتها … تسمع صراخها عاليا ويد قويه تهزها
تفتح عينيها بسرعه وهى تعب ما تستطع من الهواء
عايدة: بسم الله الرحمن الرحيم
هدير: سارة … اصحى يا سارة .. دا كابوس
جلست سارة بسرعه
– اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
هدير: كنتى بتنادى على محمود … حلمتى بيه ؟
عصام بضيق وهو يقف بجوار خالد عد باب الغرفه :
– مش وقته دا يا هدير.
استدركت سارة انها تجلس امام خالد وعصام بدون حجابها
وضعت يدها فوق شعرها الناعم المتهدل فوق وجهها وهى تبحث بعينيها عن اى شئ تضعه فوق شعرها
ادرك خالد خجلها فاسحب بعيدا من أمامها وقف فى مكان لا يستطيع رؤيتها فيه بالرغم من قلقه البالغ ورغبته الشديدة فى رؤيتها والاطمئان عليها
وضعت لها عايدة حجابها فوق رسها وهى تبتسم مطمئنه بهمس
– خالد مش واقف
تورد وجهها … وهى لاتزال غير واعيه تماما لواقعها… لازالت تشعر بضربات السوط فوق جسدها
بعفويه وضعت يدها على ظهرها وكأنها تطمئن ان كل ما حدث لم يحدث
هدير: مالك يا سارة؟
سارة: ها؟…. مفيش…. انا اسفة يا جماعه …
عايدة: كابوس يا حبيبتى وعادى بيحصل
ترقرت الدموع بعينيها: انا كان لازم ما اجيش معاكوا … انا بوظت اليوم وخلاص
عايدة: بس بلاش الكلام ده عشان ما ازعلش منك وانا زعلى وحش … يا خالد تعالى قولها كلمتين
ظهر خالد وبدا على وجهه التوتر
تحدث بلطف :انتى كويسه؟
أومأت سارة برأسها فاكمل
– يبقى الكلام داملهوش لزوم
عايدة: مش جعانه؟
سارة: لا يا طنط شكرا… هنام
هدير: انام معاكى بقى المرة دى ممكن؟
سارة بابتسامة: لا يا هدير… انا كويسه ماتقلقيش … مش معقول هيجينى كابوسين فليله واحده
عصام: بطلى عند وخليها معاكى
سارة: لا يا عصام
عايدة: خلاص يا ولاد سيبوها على راحتها… يلا تصبحى على خير يا حبيبتى
سارة: وانتوا من اهله
خرج الجميع من غرفتها ولم يستطع خالد ان يمنع نفسه الا يلقى عليها نظرة اخيرة قبل ان تغلق والدته بابها
ارتمت سارة على وسادتها تحدق بسقف غرفتها وتلعن كوابيسها التى ظهرت من جديد
بعد نوم طويل استيقظت سارة مبكرة جدا وجفاها لنوم بعدها
ظلت تتقلب فى فراشها تحاول تمديد مده نومها وكل هذا لا يجدى نفعا
أخيرا ازاحت غطاءها وتحركت ناحية الشرفه ..
وقفت تتامل البحر وشاطئه الهادئ كثيرا
ثم قررت ان تذهب إليه تقترب منه اكثر… تستغل السكون القائم
بدلت ثيابها … فارتدت عباءة بيضاء واسعه برقه ووضعت حجابا سماوى اللون ..
حرصت على ترك ورقه تنبا بمكانها بجوار سريرها حتى لا ينتاب القلق من يدخل غرفتها
خرجت بهدوء محاوله عدم إصدار اى صوت
فتحت باب المنزل وسارت على مهل حتى الشاطئ
وقفت أمامة فترة كبيرة تراقب تكسر أمواجه وتستمع لصوتة لهادئ
لم يزأر بعد… ليس موعده الآن… الآن تشير حركه امواجه الهادئة لهدوء داخلى … ليتها تناله يوما
اخيرا وقد تعبت الوقوف … جلست أمامة ضمت ساقيها إليها … احاطتها بذراعيها… وهى لا ترفع عينيها عن امواجه الهادئه
شردت لفترة حتى أخرجها من شرودها صوته
خالد بهدوء: صحيتى بدرى .
التفتت اليه سارة : صباح الخير
خالد مبتسم بإرهاق: صباح النور
سارة: اصل انا نمت كتير اوى … ومقدرتش ارجع انام تانى…. بس انت صاحى بدرى ليه؟
خالد وهو يجلس بجورها: معرفتش انام من امبارح
سارة وهى تطرق بوجهها: انا عارفه انى سببتلكوا دوشه… انا بجـــ….
قاطعها خالد وهو ينظر اليها مباشرة: فعلا انتى عملتى دوشه, ودوشه كبير جدا
نظرت اليه سارة مصدومه من تصريحه فإكمل
-عملتى اكبر دوشه جوايا …اكبر حاله لخبطة وتأنيب ضمير لما ازعلك .. وكلام مع نفسى لما احتار فأمرك … وغضب عليكى منك … دوشه كبيييرة جدا
استمرت سارة فالصمت
خالد يزفر: انا آسف يا سارة
سارة: على إيه؟
خالد: على اللى حصل امبارح…
سارة: أنا اللى آسفه … مكنش لازم اكون موجودة هنا
خالد: كل دا ليه ؟
سارة بابتسامة باهته: يعنى رعب العربية واغمائى وكوابيسى وتقولى كل دا ليه؟؟
خالد: محمود مات فحادثة عربية مش كده؟؟
اطرقت سارة لوهله: أيوة … وكنت معاه … هو مات وانا اللى عشت
خالد: انا بجد آسف …
سارة بابتسامة: اسف ليه … دا نصيب
خالد: آسف انى مقدرتش خوفك …. انا كان عامينى غضبى منك واتجاهلت كل كلامك
سارة بإستفهام: استنى استنى … غضبان منى انا؟… ليه.. انا لحقت عملت حاجه دايقتك
خالد بحدة بسيطه : ايوة … كنتى بتكلمى سيف
سارة: إيه؟
خالد: شوفتك وانتى بتتكلمى وتضحكى مع سيف قدام اتوبيس الرحله
سارة بحدة اكبر: يعنى انت امبارح مكنتش بتسمعنى عشان شفتنى بكلم سيف؟ …. قعدت اترجاك تهدى العربيه ومرتضش عشان بكلم سيف؟ … انا عرفت دلوقتى انت ليه بتعاملنى وحش ديما
خالد بغضب ناكرا: معملتلكيش وحش يا سارة
سارة بغضب مماثل: لا عاملتنى يوم ما كان عاوز يوصلنى وادى امبارح كمان وكل دا عشان إيه عشان بكلم سيف
خالد بغضب هادر: لا عشان بحبك … بحبك …
توقفت سارة عن الحديث فجأة عند سماع تصريحه … صمت خالد لحظة وهو يحاول تمالك نفسه ثم تحدث بهدوء بالغ
– مبقدرش اشوفك بتتكلمى مع اى راجل … انا متقبل فكرة كلامك مع عصام لانه يعتبر اخوكى ومتقبلها بالعافيه كمان .. لما بشوفك بتتكلمى مع سيف بخاف … اخاف تحبيه … خوفى يتحول لغضب.. برود فمعاملتى معاكى … حاجه مش بإيدى …غصب عنى … غصب عنى عشان بحبك ياسارة
الآن… الآن يتحدث …. بعدما راودها اخيها وخطيبها السابق فى كوابيسيها يذكرونها بكل ما مضى .. يتحدث
لم تدرك سارة انها تبكى الا عندما تحدث خالد بهدوء وعتاب
خالد: بتعيطى؟؟…. ليه يا سارة؟… لدرجادى مش قابله حبى ليكى
سارة وهى تمسح دموعها بسرعه: المشكله عمرها ما كانت فيك يا خالد … ولا فحبك ده مستحيل …. بس ميبنفعش
خالد بتقطيبه: هوايه اللى ماينفعش ؟…. مش فاهم حاجه
سارة وهى تنهض : دلوقتى ما ينفعش يا خالد … خلاص مينفعش
خالد وهويمسكها من ذراعها: استنى ماتمشيش وتسبينى محتار … مش فاهم حاجه ياسارة
سارة وهى تبكى: بكرة تفهم صدقنى
خالد: طيب بس ما تعيطيش …. انا هسيبك دلوقتى عشان واضح ان اعصابك تعبانة وكلامى فجأك … بس اكيد هنتكلم تانى يا سارة … دا شئ اكيد … هأجل كلامنا لما نرجع القاهرة … واوعدك مش هفتح معاكى الموضوع لحد ما نرجع
بس هناك لازم توضحيلى تقصدى إيه.
ترك ذراعها فسارت بدون كلمه واحدة الى الشاليه … دخلت غرفتها وظلت تبكى حتى هدأت
أيكون ظهور عماد بكابوسها إشارة لعدم تقبلها ؟؟ حتى لو من ناحية خالد نفسه
حتى بعد إعترافه وما تمنته يوما …. ترفضها الآن …… تموت من أجلها وترفضها
طرقات هادئه على بابها أخرجتها من افكارها نظرت الى لمرآة بسرعه لتطمئن لوجهها … اخذت نفسا عميقا ثم فتحت الباب … وجدت خالد امامها
خالد بهدوء : الناس صحيت … والفطار جاهز
سارة: حاضر …
نظر لها خالد للحظة ثم انسحب من امامها …. يكفيه افكارة التى تعصف برأسه منذ ان تركته على الشاطئ …
يكفيه تساؤله الملح عن جملتها “مينفعش خلاص”
ما معنى هذا …. ما الذى حدث لتقول هذا
خالد وهو يجلس الى الطاوله: قولتلها وجاية خلاص
هدير: ها ؟… هنروح فين النهاردة
عصام: يابنتى اصبرى ….
عايدة تضحك: سيبها يا عصام … انا وانتى هنرتب البرنامج مع بعض ماشى؟
هدير: تمام يا احلى طنط فالدنيا
سارة: صباح الخير
الجميع: صباح النور
عايدة: نمتى كويس يا سارة
سارة: ايوة يا طنط الحمد لله
هدير: جهزى نفسك بقى هنرتب اليوم
سارة مبتسمه: ما تخلونى انا بعيد عن موضوع الترتيبات ده
عايدة:لا لا لا … هنرتب احنا وهما ينفذوا
عصام: اااااااااه ربنا يستر بقى وما يكنش فيها مولات وكده
خالد: طيب لحد ما تخلصوا انتوا ترتيب هسبكوا انا وعصام ساعه نروح نشوف الناس فالفندق ونرجع
عايدة: حلو اوى كده … وما تقلقوش من ناحية الغدا
خرج عصام وخالد وجلست النساء يعددن لليوم وفضلت سارة ان تبتعد عن الترتيبات
سارة: طيب انا هعمل الغدا وانتوا تخلصوا
عايدة: استنى رايحه فين ؟… احنا مش جايين عشان نتعب فموضوع الاكل ده وهما يتفسحوا …. احنا هنطلب الاكل من بره … ونقعد احنا عالبحرلحد ما يوصلوا
سارة: اوك يا طنط
قاد خالد سيارتة بهدوء وعصام بجوارة يعبث بإختيار أغنيه ما
عصام: هو ايه الملل ده
خالد: انت لحقت … دا احنا لسه بنقول ياهادى
عصام: ادعى بس يعملوا حاجه كويسه … قلبى حاسس ان اخر اليوم هشيل اكياس كتير
خالد يضحك …. صمت عصام قليلا ثم تحدث
عصام: خالد ,,, فيه حاجه حصلت امبارح وانتوا جايين ؟
خالد : يعنى؟
عصام: بص يا خالد انا عارف سارة كويس حافظها … يعتبر انا ومحمود اللى مربينها … ولما اقول ان حصل حاجه يبقى حصل صح؟
زفر خالد: زودت السرعه شويه… فلاقيتها فجأة بتنادينى بإسم محمود …. بعدها اتخنقت ومكنتش عارفه تتنفس …
عصام: كنت حاسس … سارة من يوم حادثة اخوها وهى بتكره السرعه … كان ركوبها عربيه تانى من المستحيلات اصلا
خالد: محمود بقاله قد ايه متوفى يا عصام
عصام بنبرة حزينه: خمس سنين
خالد: ياااااااه ولسه لدلوقتى بتخاف
عصام: واكتر مما تتخيل
وكمل عصام بنبرة ذات مغزى فى نفسه : سارة محتاجه حد يفهمها … يقدر معاناتها …يحتويها وما يملش وما يزهقش فيوم مالايام لو ازمتها طولت …
خالد : لو بيحبها هيتحمل يا عصام …. مش الحب بيقوى برضه؟
عصام بابتسامة بسيطة: اكيد طبعا
بعد مرور ساعتين ظهر عصام وخالد
هدير: اخيرا اهم جم
عصام: ها هنخرج ولا نقضيها هنا احسن … قولوا هنا عشان خاطرى
عايدة تضحك: احنا قررنا هنقضى اليوم عالبحر … وبالليل هنزل نتمشى ونتفسح … حلو كده ؟
عصام: طب وبالنسبه للاكل …. إييه؟
هدير: بص يا عصام فالاول كنا هنطلب اكل … بس لما قولنا هنقعد عالبحر قولنا نشوى بقى وامرنا لله
عصام: ومين الى هيشوى بقى ويتخنق مالدخان ؟… مش انا طبعا
خالد يضحك: انا ياسيدى هشوى مالكش دعوة
عصام: حلوة اوى انزل اعوم انا بقى
ضحك الجميع
كان السكون والتمتع بالاجواء هو سمة اليوم
لم يحاول خالد ان يفرض نفسه على سارة ظل على مسافه منها حتى تتمتع برحلتها
ومن جانب سارة فهى الاخرى برغم آلمها وحزنها فلم تستطع الا تقاوم فرحتها
بعد الراحه خرج الجميع فى المساء … تنزهوا ومروا بالمحلات التجاريه
ولم تختفى المشاحنات الخفيفه بين هدير وعصام كلما طلبت أمرا
هدير: بالله عليك يا عصام دا عجبنى اوى … عاوزة اشتريه
عصام: يابنتى ما انتى عندك فساتين كتير ونفس الشكل سبحان الله
هدير: لا مش شكله … عندى الشكل دا ياسارة
سارة: لا. بصراحه يا عصام .. الرجاله عموما مش بيهتموا بالتفاصيل عشان كده شايف ان كلهم نفس الشكل
عصام: خلاص خلاص … دا انتوا كمان شويه هتجيبولى ناس من حقوق المرأة … على إيه … اتفضلى يا مدام قدامى لمااشوف اخرتها
ضحكت سارة وتركتهم واستمرت فالسير حتى توقفت امام محل صغير للفضه
وقفت تشهد الحلى الفضيه فالواجهه تتأملها …
خالد: بتحبى الفضه ؟
نظرت جوارها لتجده يحدق بالواجهه هو لاخر
– اه بحبها اوى … اكتر من الدهب كمان
ابتسم خالد: تيجى ندخل نتفرج جوة
سارة وهى تتلفت حولها: طنط فين؟
خالد: راحت الكافيه تعبت مالمشى هتشرب حاجه وترجع
سارة: ما ينفعش نسيبها
خالد: صدقينى هى دلوقتى مبسوطه كده … انا عارف امى كويس ها؟؟ ندخل
سارة: طيب
خطت سارة وخالد خلفها الى المحل
حياهم رجل مسن بإبتسامة .. فردتها له سارة
ظلت سارة تنظر الى قطع رائعه الجمال …
توقفت فجأة أمام قلادة ..بشكل بيضاوى عليها نقش لزهرة رقيقة على الوجهين … بدا لها قفلا من احدى الجوانب فعلمت انها من النوع الذى يفتح
الرجل: عجبتك… ذوقك جميل
اكتفت سارة بابتسامة
خالد: عجبتك ياسارة؟
سارة: اه جميله اوى … يلا؟
الرجل بإبتسامة بائع: ايه دة تمشى قبل ما تشتريها ؟؟؟ شكلكوا لسه عرسان جداد واكيد العريس مش هيخرجك غير بيها ؟… مش كده يا عريس
تورد وجهه سارة بشدة ولم تستطع النطق
ابتسم خالد للبائع : لاطبعا … بكام؟
سارة بصوت خافت: خالد
تعمد خالد الا يستمع وهو يتحدث الى البائع … بعد مساومات حول السعر .. وصل خالد لما يريد
الرجل: مبروك عليكى يا عروسه … ربنايسعدكوا
خالد: متشكرين اوى
بعدماخرجا من المحل
سارة : ليه اشترتها…انت عارف كويس انه بيسوق تجارتة
ابتسم خالد: بيسوقها صح
صمتت سارة
اخرج خالد القلادة من علبتها
خالد: ممكن تقبليها منى ؟… ولا هتكسفينى؟
سارة بتعلثم: مش هقدر يا خالد
خالد بتنهيدة: وحياة اغلى حاجه عندك ياسارة تقبيلها… اقبليها مش عشان حاجه … عشان بس انا نفسى تكون معاكى … لو سمحتى
صمتت سارة
خالد: سارة … لو سمحتى
نظرت ليه لحظة بعدها تنهدت بإستسلام
سارة: حاضر ياخالد … بس اخر مرة اتفقنا
اكتفى بأن يضحك
مرت الايام الثلاثه كلمح البصر … حتى ان سارة لم تصدق نفسها وهى تحزم حقيبتها
هدير: كانوا يومين حلويين والله ياريتهم يتكرروا تانى
سارة: فعلا ياهدير… انا اتبسطت اوى
عصام: الحمد لله …
خالد: هنكررها ان شاء الله كتير
عصام: طب يلا بقى عشان ما نوصلش القاهرة متأخر
معانا ياسارة ولا مع خالد وطنط؟
عايدة بسرعه: معايا طبعا … زى ماجينا مع بعض هنرجع مع بعض … وهنوصلها انت تروح على طول
خالد بضحك: الاوامر صدرت ملناش كلمه بقى
وصل الجميع واوصل خالد سارة الى منزلها
عايدة: مع السلامه ياحبيبتى
سارة: الله يسلمك يا طنط… كان وقت جميل معاكى
عايدة: انتى الاجمل … هتطلع معاها يا خالد؟
خالد: ايوة يا امى … مش هتأخر عليكى
سارة: مالهوش لزوم
خالد: يلا ياسارة
صعدت سارة بجواره وهى لا تتحدث … استوقفها خالد على بعض خطوات من باب شقتها
خالد: سارة … احنا بقيا فالقاهرة خلاص … يعنى انا التزمت بكلامى معاكى … لازم نتكلم ياسارة
سارة: خالـــ …
خالد مقاطعا اياها : سارة لازم نتكلم… انا محتاج افهم .. ومش هيحصل غير لواتكلمتى …. أشوفك الاسبوع الجاى ان شاء الله … تصبحى على خير
سارة: وانت من اهله
فكرت سارة وهى تطرق الباب ” مفيش مفر ” مفيش

