Uncategorized

متسلسلة – رواية سريج وابن الجبالي _ حتى الجزء الرابع 4/11/2025 – أفلام سكس مصري محارم جديد


💥 ما قبل البداية: صمت المنتصر​

من وسط الدمار الممتد كبساط من رماد وصديد، حيث اختلطت رائحة البارود المشتعلة بالدم الجاف، كان يقف على تلة صخرية.
لم يكن يرتدي شارات الرتب، ولا خوذة لامعة، بل غطّى وجهه قناع أسود حالك ابتلع كل ملامحه. زيه العسكري، بلون الليل، جعله يبدو كظل وحيد في مشهد الجحيم.
لم يكن في وقفته أي زهو بالانتصار؛ فقط ثبات مروع. كان يتطلع إلى السهل الذي تحول إلى مقبرة مفتوحة لجيش الغرب المندحر. كل ما كان ظاهراً منه، هما عينان، تحملان ثقلاً يفوق سنوات عمره. كانت تلك النظرة هي الشيء الوحيد الذي يكشف عن الكيان الكامن تحت القناع: نظرة لا تحتفي بالنصر، بل تقيّم ثمنه.
كانت هذه هي اللحظة التي وُلد فيها الرمز. لم يكن أحد يعرف اسمه أو وجهه، لكن الجميع أدركوا أن “من يقف خلف القناع” قد حسم المعركة التي ظن الجميع أنها خاسرة. همس الجنود باسمه الجديد: “سريج”.

الجزء الأول: ليث وحور (الهدوء المكتسب)​

ليث الجبالي شاب في الثلاثين من عمره. لم يملك من حطام الدنيا سوي قطعة أرض ورثها من والده في قرية الروضة يزرعها ويعيش هو وزوجته وطفليه من دخلها الضئيل. هادي الطباع، لا يحب إثارة المشاكل ولا الدخول في صراعات. سبع سنوات من الهدوء المُتعمَّد جعلت ليث يبدو أكبر من عمره الحقيقي، وأثقل من أن يحمل عبء حقل صغير.

حور العدوي، زوجة ليث، في السابعة والعشرين من عمرها. هي ابنة عائلة العدوي فائقة الثراء. تشعر عند النظر إليها أنك في حضرة رمز الجمال أفروديت، فهي ذات عينين تميلان إلى الرصاصي، وفي الشمس تعتقد أنهما زرقاوين اللون. زواجها من ليث كان سراً قديماً ومؤلماً لم تتحدث عنه الروضة كثيراً.

كان ليث يعمل تحت شمس الظهيرة، يقلب التربة بمسحاة صدئة. مرت حور بجواره حاملةً وعاءً من الماء.

“متتعبش نفسك يا ليث، الشمس قويه النهارده،” قالت وهي تبتسم.

“مفيش تعب، يا حور. الأرض ليها حق علينا ولازم تاخده كامل،” أجاب ليث.

بينما كان يتحدث، انزلق فأس الحفر من يده وكاد يسقط على قدمه. تراجع ليث بتلقائية وذعر بسيط، وشعر برجفة خفيفة في يده وهو يمدها ليمسك بالمقبض. كان ليث معروفاً في القرية بأنه مجند سابق أُحيل للمعاش العسكري المبكر قبل أن تبدأ الحرب الكبرى.

ليث: الحمد ***. الجزمه كانت هتبوظ.

حور: ضحكت حور ضحكه ساحره لتقول له: خلي بالك من نفسك يا حبيبي.

يبتسم لها ليث بحب وينتبه للهدوء المحيط بهما ليقول: الدنيا هادية ليه مش سامع هيصه القردين بتوعنا؟

لتعلو ضحكات حور وهي تقول: أسر وأدهم في الحديقة الخلفية للبيت بيلعبوا. لتستطرد وهي تنظر لعيون ليث بحب وتردف: واخدين نفس شقاوتك وأنت صغير. سبع سنين عدوا على جوازنا، عمري ما كنت أتصور إننا نتجوز بالطريقة دي.

لينظر لها ليث بأسف: أنا آسف يا حور، ما كنتش حابب إن جوازنا يقطع العلاقة بينك وبين أهلك، لكن أنتِ عارفة أنا حاولت كتير أتواصل معاهم، لكن كانوا قابلين ده بالرفض.

الجزء الثاني: يد رأس المال والطعنة العائلية​

ليقطع حديثهم صوت من خلفهم يقول بسخرية:

حسان: وأنت شايف يا حقير إن عيلة العدوي هتسمح لوضيع زيك يدخل فيها؟ إذا كان عيلتنا إحنا طردناك أنت وأبوك!

على الفور علم ليث وحور هوية المتكلم؛ إنه حسان ابن عم ليث الأكبر. تقدم حسان بخطوات واثقة، وخلفه وقف العم سعيد (العم الأكبر).

حسان (بشماتة مكشوفة): ما كنتش أتصور إنك لسه بتزرع في أرض هتبقى بتاعتنا قريب. سمعت عن الأقساط القديمة اللي عليك؟ الأرض دي هتتكتب باسم العم قريب يا ليث.

ليث (صوته يميل للضعف والتهدئة): الأرض ما عليهاش أي حاجة يا حسان. سددت كل الأقساط. ابعد عننا وشوف شغلك.

العم سعيد (بصوت يملؤه الجشع): شغلك أنت هو اللي خلص يا ليث. إحنا خلاص رتبنا كل حاجة.

في تلك اللحظة، مرّت سيارة فاخرة سوداء لامعة، وتوقفت فجأة أمام سور ليث. نزل منها رجل ضخم يرتدي بذلة رخيصة، وتبعته حارسان بملامح قاسية. كان شعار “شركة الجدوى والتمويل” مطبوعاً على لوحة السيارة.

تراجع ليث خطوة إلى الخلف، وظهرت على وجهه علامات القلق الواضح.

الرجل الضخم: أنت ليث الجبالي؟ صاحب قطعة الأرض هذه؟

ليث: نعم… أنا.

الرجل: جئنا من “الجدوى والتمويل”. هذه المنطقة مُعلنة لمشروع “الشرق الجديد”. أنت مجرد عقبة بسيطة. لديك أربعة وعشرون ساعة لتسليم الأرض. وإلا، فسوف نأخذ الأرض بالقوة.

ترك الرجل الورقة على الأرض وعاد إلى سيارته. انطلقت السيارة، تاركة ليث يرتعش جسده.

لم يكد ليث يلتقط أنفاسه، حتى عاد حسان ليقف أمام حور مباشرة.

حسان (بهمس خبيث): شفتي يا حور؟ لو تخلى عنكِ الضعيف، هناك دائماً متسع لكِ في بيتنا.

عندما وصل حسان إلى هذه الجرأة، ارتجف جسد ليث بعنف، لكن هذه المرة، لم يكن رعباً، بل غضباً دفيناً. خطوة واحدة غير متقنة، لكنها سريعة، كسر بها المسافة بينه وبين حسان. قبض ليث على قميص حسان، وصفعه بظهر كفه صفعة قوية مزقت الصمت. لم تكن صفعة محترفة، بل اندفاع غاضب ومفاجئ، ترك حسان يترنح ويسقط على الأرض.

ليث (بصوت منخفض، لكنه مرعب ومختلف): لا تقترب منها مرة أخرى يا حسان. هذه أرضي، وهذه عائلتي.

حسان (صائحاً وهو يمسح الدم): ستدفع الثمن غالياً أيها الحقير! لقد تعديت على ما هو أهم مني الآن! أقسم لك لتندمن!

اندفع حسان ورجل الشركة، تاركين ليث واقفا في منتصف أرضه.

الجزء الثالث: الضريبة الباهظة​

ليث وحور قضيا الساعات التالية في الذعر. ليث كان خائفاً حقاً من العواقب الآن. طلب من حور أن تبقى داخل المنزل مع أسر وأدهم، وأغلق الأبواب بإحكام.

في حوالي العاشرة مساءً، وقبل ساعتين من انتهاء المهلة، سمع ليث صوتاً غريباً. خرج ليث مسرعاً من الباب الخلفي للمنزل. وجد البوابة الخلفية لحديقته مفتوحة بعنف.

ليث (يصرخ): أسر! أدهم!

لم يسمع سوى صدى صوته. ركض ليث إلى حيث كانت ألعاب الأطفال الصغيرة ملقاة. كان هناك شيء واحد ممزق وملقى بجوار الألعاب: جزء من قميص أدهم الصغير.

سقط ليث على ركبتيه في تراب أرضه. لقد دفع ثمن قوته القصيرة. وفي تلك اللحظة، انهار قناع الضعف تماماً.

ما قبل البدايه
بينما يستمع لهمهمات الجنود باسمه الجديد (سريج)، غرق داخل ذاكرته لأول يوم دخل به الحياة العسكرية. كانت تقلبات لم يكن يتخيل أن تحدث له، ولكنه وصل في النهاية إلى قيادة السبع جيوش؛ سبع جيوش تحت قيادة سبعة قادة، جميعهم تحت قيادته هو. أخفى هويته عن الجميع، حتى عن عائلته.

وها هو النصر أمامه، بينما هو غارق في ذكرياته يقطع تفكيره صوت من خلفه.

حامد (صوت المهندس، قائد الجيش الأول): سيدي، لقد كانت… معجزة. هزيمة مُحكمة للعدو. الغرب لن يقوم له قائمة بعد اليوم. متى نعلن عن خطة إعادة البناء ونشر قواتنا؟

ليث: اجمع القادة الباقين يا حامد.

الفصل الثاني: صدمة الأب وبداية الكشف (صيغة مُوسَّعة)
الجزء الأول: الهارب إلى المدينة وعودة الظل
ظل ليث جاثمًا على ركبتيه للحظات، ويده تقبض على قطعة القماش الممزقة. لم يعد هناك متسع للدموع أو للندم؛ فقد أزالت صدمة الاختطاف قناع ليث الجبالي الضعيف بالكامل. لم يكن تحولًا بطيئًا، بل كان شرارة باردة أشعلت صلابة مدفونة، صلابة حوّلت الجسد الخامد إلى آلة تتحرك بكفاءة قاتلة.
اندفعت حور من المنزل، وقد تجمّد الرعب على وجهها، تساءلت ببكاء:
حور (بصوت يختلط فيه البكاء بالصراخ): هنعمل إيه؟ نتصل بالبوليس!
ليث (نهض. خرج صوته كهمس خشن وبارد لم تعهده حور): لا بوليس، يا حور. البوليس بقى جزء من المشكلة بتاعتهم دلوقتي. متثقيش في أي حد. (أمسك بذراعيها وأعادها إلى الداخل). متقوليش لحد أبداً على اللي حصل. قولي إننا مشينا وسيبنا البلد. هرجعهم. ده وعد.
انطلق ليث نحو الطريق السريع. هذه المرة، كانت حركته تتسم بدقة لم تكن موجودة عند صفعه لحسان. كانت كل خطوة محسوبة لتقليل الاحتكاك. كان ليث معروفًا في القرية بأنه جندي سابق أُحيل للمعاش، لكنه الآن كان يستدعي خبرة تفوق مجرد “تدريب قديم”. كان الجندي المتقاعد يتحرك كالشبح.
في الطريق، استوقفه مشهد على جانب الطريق: سيارة شرطة مدنية متوقفة، يحيط بها ثلاثة رجال يرتدون زيًّا مدنيًا داكنًا. كانت سيارة “الجدوى والتمويل” هي مصدر خوف ليث، لكن هؤلاء الرجال كانوا يمثلون خطرًا آخر.
(سرد داخلي لليث): المرتزقة الجدد. ليسوا حراسًا بل منظومة استخبارات خاصة تعمل لصالح الشركات. لا يبحثون عن الأرض، بل عن مُهدّد. حسان تحرك سريعًا، أو ربما العم سعيد.
وصل ليث إلى المدينة قبيل شروق الشمس. دخل مقهًى شعبيًا قديمًا يغصّ بالضجيج. وجد نسخة من الجريدة. كانت عناوين الصحف تصرخ بالخطر الذي أصبح الآن شخصيًا:
العنوان الرئيسي: الانهيار الاجتماعي يتسارع!
عنوان فرعي: ارتفاع جنوني في معدلات اختفاء الأطفال في ضواحي المدن والقرى المحيطة.
عنوان آخر: عصابات منظمة للاتجار بالبشر تعمل تحت غطاء الشركات الكبرى.
شعر ليث بوخزة باردة تخترق صدره. لم يعد الأمر يتعلق بأرضه. هذا تآكل شامل لأمن الدولة، وأطفاله أصبحوا جزءًا من ثمن هذا الفساد.
الجزء الثاني: استطلاع القواعد الخلفية
بدأ ليث بالتجول. لم يكن يتحرك عشوائيًا، بل كانت تحركاته موجهة نحو ثلاثة مواقع رئيسية لـ “الجدوى والتمويل” في المدينة، مع تركيز خاص على مستودعات التوزيع التي غالبًا ما تُستخدم كنقاط تجميع أولية. كان يسأل عن عمل كـ حمال أو عامل نظافة، وهو غطاء يسمح له بالوصول إلى المناطق الخلفية دون إثارة الشك.
في أحد مستودعات التوزيع المظلمة، تمكن ليث من التسلل إلى غرفة التحكم الثانوية للمخزن، مدعيًا أنه يبحث عن حمام. استغل بضع دقائق لقراءة خرائط التوزيع اللوجستية المعلقة. لم يكن يبحث عن أسماء، بل عن “النمط”؛ أنماط حركة الشاحنات الكبيرة، وتوقيتات التغيير الأمني.
(سرد داخلي لليث): التوزيع غير منتظم. كل شيء يذهب إلى الشمال. منطقة الشمال لا تحتوي إلا على مصنع التكرير المهجور والميناء. النمط يقول أن الشحنات الثمينة لا تذهب مباشرة للميناء. يجب أن تمر بمحطة تصفية.
عندما دخل إحدى الشركات الإدارية التابعة لهم، رفضه المدير ببرود. لكن ليث استغل الوقت الضائع لقراءة خطة الطوارئ المرسومة على الحائط، وتوزيع شبكات الكابلات، ومواقع الأمن. هذه المعلومات لا تهم عاملاً عاديًا، لكنها كانت الغريزة التي أيقظتها سنوات التدريب البعيدة.
شعر ليث بأن الأعين تراقبه. غيّر مساره إلى سوق مزدحم، وراقب انعكاسات النوافذ. لاحظ شخصين من رجال الأمن الخاص للشركة يتبعانه بمسافة، لكنهما يفتقران إلى تدريب المراقبة الاحترافية.
(حوار ليث مع نفسه – عامية): أكيد حسان اتحرك بعد ما اضرب. دول مش بتوع بوليس، دول بتوع الشركة. لازم أكون أسرع منهم بخطوتين، وأخطر عليهم بخطوة.
الجزء الثالث: العودة إلى الروضة والاعتراف الموجع
بعد أربع ساعات من المناورات المتقطعة، كانت الخريطة الذهنية لشبكة “الجدوى والتمويل” قد تجمعت في رأسه. لكنه كان بحاجة إلى تأكيد أخير من أين خرج الأمر بخطف أبنائه تحديدًا.
عاد ليث إلى الروضة. لم يذهب إلى منزله، بل توجه مباشرة إلى منزل العم سعيد.
وصل ليث إلى منزل عمه في منتصف الليل. تسلق الجدار بمهارة، متذكرًا تقنيات التخفي. لم تكن هذه مجرد غريزة أب؛ كانت عودة لجزء منه كان يائسًا من نسيانه. كانت حركاته فعالة، صامتة، ومحسوبة.
وجد ليث العم سعيد نائمًا. استخدم تقنية عسكرية للضغط على نقطة معينة في رقبته، مما أيقظه في حالة من الذعر والألم الشديد دون أن يتمكن من الصراخ.
ليث (بهمس حاسم): فين الولاد يا عمي؟
العم سعيد (يتأوه بألم وخوف): معرفش! حسان هو اللي… هو اللي رتب كل حاجة!
ليث (زاد الضغط قليلاً): حسان نفذ أوامر مين؟ وراحوا فين؟
العم سعيد (يتنفس بصعوبة، والاعتراف بدأ يخرج مع خوفه): حسان … ده مش مجرد شغل عيلة، ده شغل كبير، فلوس حور هي اللي جابته هنا! هما فاكرين إنك لسه ليث القديم محدش متخيل ان ليث الي كان حاكم عيله الجبالي من حديد ابن ادهم الجبالي يبقي كده … فاكرين ان الأرض دي مجرد غطا عشان يختفوا هما وولادهم في الزحمة!
ليث (صوته كفحيح ثعبان): فين الولاد يا سعيد؟
العم سعيد (بخضوع كامل): راحوا… راحوا مصنع التكرير المهجور على حدود المدينة الشمالية. ده وكر “الجدوى والتمويل” الجديد! بس هما… هما مش مجرد رهينة يا ليث! هما جزء من شحنة! هيسفروهم برا البلد… للغرب عشان تجارب ممنوعة. (سعل بحدة).
توقف ليث. لم يعد هذا صراعًا شخصيًا. لقد انهار كيان الدولة بالكامل، وأصبح أبناؤه جزءًا من الثمن.
انسحب ليث من غرفة عمه بسرعة واحترافية. كان الوجه الذي غادر قرية الروضة هذه المرة هو وجه الأب الذي تحول إلى سلاح.
الجزء الرابع: مصنع التكرير.. وكسر الخط الدفاعي
كان مصنع التكرير المهجور هيكلًا ضخمًا، غامقًا، محاطًا بالضباب ورائحة الكيماويات؛ المكان المثالي لإخفاء الجرائم.
وصل ليث إلى محيط المصنع قبل الفجر بساعتين. لم يتقدم مباشرة؛ بل أمضى ساعة ونصف في التحرك بصمت حول السور، يدرس نقاط الضعف. كانت قراءة تكتيكية متقدمة للمكان، تقنية لن يتقنها مجرد جندي متقاعد.
اكتشف ليث أن المصنع محمي بسور واحد، لكنه يعتمد على شبكة معقدة من الكاميرات الحرارية والعادية متصلة ببرج مراقبة صغير بعيد.
تسلل ليث عبر زاوية ميتة بين كاميرتين، ثم قام بخطوة جريئة: استخدم أداة حادة لإحداث قطع متعمد في كابلات إنارة فرعية بعيدة. بينما انشغل الحارس في برج المراقبة بالبحث عن مصدر العطل الكهربائي، تسلل ليث من بوابة خدمية مهملة.
داخل المصنع، كان ليث يتحرك مثل الظل. لم يذهب مباشرة للبحث عن أبنائه. كان يعلم أن الوقت ليس لصالحه. عليه أولاً أن يجد مركز التحكم لمعرفة مكان الشحنات.
توجه ليث إلى المبنى الإداري. كان مكتب الإدارة العليا لـ “الجدوى والتمويل” مفتوحًا. على المكتب، كانت هناك وثائق مبعثرة.
(اكتشاف الجريمة الدولية):
ما شاهده ليث في الوثائق كان أشد فظاعة. كانت هناك كشوف حسابات سرية، وقوائم بشحنات “بشرية” تتجه فعلاً إلى دول الغرب. أمسك بتقرير ضخم بعنوان: “برنامج الرماد – المرحلة الثانية”. التقرير يصف عمليات تعديل جيني سريعة وغير قانونية على الأطفال لإنتاج عينات حية للتجارب الطبية المحظورة دولياً.
في نفس التقرير، وجد ليث صدمة العائلة: حسان كان أحد المديرين التنفيذيين لـ “برنامج الرماد”، والعم سعيد كان شريكًا صامتًا. قام ليث بنسخ أهم الوثائق على جهاز صغير.
الجزء الخامس: الوصول متأخراً.. والخطر القادم
استخدم ليث مهاراته لفتح حاسوب المدير، ووجد خريطة المصنع. أسر وأدهم وبقية الأطفال كانوا في قبو سري تحت المبنى الإداري.
ركض ليث نحو القبو. عندما وصل إلى المدخل السري، وجد الباب الحديدي مواربًا قليلاً. دفع ليث الباب بعنف، لكن القبو كان فارغاً تماماً.
في الغرفة، لم يجد ليث سوى ضوء خافت، وبقايا صناديق شحن مفتوحة. المكان يصرخ بأن الشحنة غادرت للتو.
ليث جرى إلى زاوية الغرفة ووجد جهاز تحكم صغير مربوط به جهاز تتبع. شغله بسرعة. أظهرت الشاشة الصغيرة مسارين تم تتبعهما منذ حوالي نصف ساعة:
شاحنة الشحن: متجهة نحو ميناء الشمال الدولي.
مجموعة أخرى: وصلت لتوها إلى موقع مجمع بحثي معزول في الجبال القريبة، واسمه الرمزي: “المعـمل”.
أدرك ليث الحقيقة: شاحنة الميناء تحمل الشحنة الأكبر للبيع في الخارج، لكن المعـمل هو نقطة التجميع وبدء التجارب المحلية. كانت الكلمات المكتوبة عند إحداثيات المعمل كالرصاص: “برنامج الرماد: فحص المجموعة (ب) المبدئي. الوصول: (00:30 صباحًا).”
ليث شعر ببرودة العرق. فرصة الإنقاذ الوحيدة هي “المعـمل”.
الجزء السادس: خطة الرمز وصوت البداية
خرج ليث من المصنع بنفس الصمت الذي دخله به. قبل أن يغادر، قام بخطوة أخيرة لا يقوم بها إلا محترفون: أرسل نسخة من الوثائق في رسالة مشفرة إلى “عنوان بريد إلكتروني قديم” غير مستخدم، مع ملاحظة قصيرة: “انظر إلى الشمال.” كانت الرسالة بمثابة إشعال فتيل سري لن يصله إلا من يمتلك مفاتيح فك شفرته.
انطلق ليث نحو الجبال الشمالية. في تلك اللحظة، لم يعد يفكر بصفته ليث الجبالي، المزارع الذي خسر أرضه. كان يفكر بصفته الكيان الذي اعتاد على حسم المعارك الخاسرة، الكيان الذي دفع ثمن النصر سنوات من الاختفاء. كان يعلم أن الوقت المتبقي لأبنائه يُقاس بالدقائق، وأن المواجهة في المعمل ستكون هي الاختبار الحقيقي لإرادته المنسية

ما قبل البداية (2): مجلس القادة السبعة​

وسط ضجيج النصر ورياح إعلان المرحلة الجديدة، وقف القادة السبعة في وقار أمام من لا يزال قناعه الأسود يحجب هويته. إنه القائد الذي هزم جيوش عشر دول بعبقريته الفذة. هو من قاد ملايين الجنود إلى الفوز في معركة لم يتوقع الانتصار فيها أحد. هو قائدهم وأخوهم الكبير. لم يكن متوقعاً أن يجتمع سبعة أفراد من دول مختلفة على حب واحترام شخص واحد كما اجتمعوا حوله الآن.

إنه سريج.

🌟 تعريف القادة السبعة​

هم أركان “الرمز”، كل منهم يمثل قوة لا يمكن الاستغناء عنها في صرح قيادته:

  • حامد (المهندس): الذراع الأيمن لسريج، عبقري حرب وقائد عسكري لا يُغبر عليه. يمكن اعتباره العقل البارد للمجموعة. يتميز بهدوء أعصابه الذي لا ينهار تحت أشد الضغوط، وبقدرته الفائقة على تحليل البيانات المعقدة وتحويلها إلى خطط تنفيذية صارمة في غضون دقائق، وهو مهندس العتاد والتكنولوجيا المتقدمة للجيوش السبعة.
  • عساف (السيف): نينجا قديم، تدرب على كل فنون الدفاع عن النفس والاشتباك القريب. يمكن أن يكون بجوارك ولا تعلم بوجوده. يتمتع بلياقة جسدية خارقة وتركيز روحي لا مثيل له. يمثل القوة الضاربة التي لا تترك أثراً، وهو الخبير الأول في التسلل والاغتيالات العالية القيمة، يتحرك كالهواء ويضرب كالصاعقة.
  • غسان (الظل): خبير الاستخبارات والمراقبة الأول. مهمته الأساسية هي الاختفاء داخل المنظومات المعادية والنافذة. لا يعيش غسان إلا في الظل، يجمع المعلومات ويزرع الفوضى من الداخل. يستطيع تغيير هويته وملامحه ببراعة تجعله شخصاً مختلفاً تماماً في كل مدينة.
  • سليم (الوتد): قائد التموين واللوجستيات. هو الرجل الذي يضمن أن سبعة جيوش تحصل على حاجتها من الذخيرة والطعام والإمدادات في أقصى نقاط الاشتباك وأشدها وعورة. يعتبر الوتد الذي يرتكز عليه البناء العسكري، لا يمكن أن تسقط خطة سريج طالما أن سليم في الميدان.
  • ميسون (الصدى): الأنثى الوحيدة في مجلس القيادة، مختصة في الحرب النفسية والإعلامية. تستطيع تحويل نصر صغير إلى هزيمة معنوية ساحقة للعدو، وبالعكس. صوتها هو صدى القيادة الذي يصل إلى أبعد الحدود، وهي خبيرة في التلاعب بالرأي العام والتشويش على أنظمة الاتصال المعادية.
  • مراد (الصقر): قائد القوات الجوية والعمليات الخاصة عالية الخطورة. يتميز بسرعة اتخاذ القرار في الجو وقدرته على تنسيق الضربات الدقيقة خلف خطوط العدو. عيناه كالصقر تريان ما لا يراه الآخرون، ولا تفشل له عملية إنزال أو اختراق جوي.
  • عادل (المرجع): المستشار القانوني والسياسي للمجموعة. هو من يحدد الشرعية الدولية لأفعالهم ويضع استراتيجيات المفاوضات بعد النصر. عادل هو الضامن بأن قوتهم العسكرية لن تتحول إلى فوضى، وهو خبير في توجيه دفة الرأي العام العالمي لصالح قضيتهم

الجزء الأول: حور.. باب العائلة المُغلق
لم تستطع حور العدوي تحمل البقاء في القرية بعد مغادرة ليث. الرعب من غياب طفليها، وشعورها بالعجز، دفعها للقيام بالشيء الوحيد المتبقي لها: الاستنجاد بـ أصلها.
قادت حور سيارتها بسرعة جنونية نحو قصر عائلة العدوي الفخم في قلب المدينة، وهو القصر الذي حرمت منه نفسها لسبع سنوات. كانت البوابة الحديدية الضخمة مغلقة. بعد إلحاح شديد، سُمح لها بالدخول.
وجدت حور والديها، العميد المتقاعد عبد الحميد العدوي (شخصية صارمة ذات نفوذ)، ووالدتها، في غرفة الاستقبال الفخمة.
حور (عامية، بانهيار): بابا! ماما! لازم تساعدوني! ولادي… أسر وأدهم… اتخطفوا!
ساد صمت ثقيل. كان عبد الحميد العدوي يرتدي بيجامة حريرية، وقام بضبط نظارته بهدوء تام.
عبد الحميد (فصيح، ببرود): ولادكِ؟ نحن لا نعرف شيئًا عن ولادكِ يا حور. هؤلاء الأطفال هم أبناء “ذلك الرجل”.
حور (عامية، توسلت): أرجوك يا بابا! دول أحفادك! ليث مشي يدور عليهم لوحده، وأنا خايفة يموت، وخايفة على الأطفال من شركة “الجدوى والتمويل”.
عند ذكر اسم الشركة، تغيرت نظرة عبد الحميد، لكنه سيطر على نفسه.
عبد الحميد (فصيح، بنبرة قاسية): أيتها الحمقاء! “الجدوى والتمويل”؟ أنتِ تعرفين أن هذه شركة عابرة للحدود، مرتبطة بالغرب، ولها يد داخلية قوية. ما علاقتكِ أنتِ وزوجكِ الـ… الفاشل، بهذه الكيانات الضخمة؟
حور (عامية، صرخت): العلاقة إن حسان ابن عم ليث باع الأرض وخطط للخطف عشان الفلوس! ليث تصدى لهم!
والدة حور (عامية، بحزن مصطنع): يا بنتي إنتِ اللي جبتيه لنفسك. ليه صممتي على الجواز من الراجل ده؟ من البداية وإحنا قلنا لك مين هو ليث ابن أدهم الجبالي!
(الإشارة المبهمة للماضي):
اشتعل الغضب في عيني عبد الحميد. نهض العميد المتقاعد من مقعده وصرخ:
عبد الحميد (فصيح، بغضب): لا تجعليني أذكر سبب كرهي لذاك الوغد! ليث الجبالي يعرف جيدًا الثمن الذي دفعناه جميعًا بسبب طموح عائلته القديم! ابحثي عن أي مساعدة أخرى. أنتِ خرجتِ من هذا البيت منذ سبع سنوات زوجه له، ولن تعودي إليه بفضيحته!
حور (عامية، بمرارة): يعني إيه؟ ولادي هيضيعوا وإنتوا مش هتساعدوا؟ أنا كنت فاكرة إني ممكن أرجع أشوف فيكم الأهل!
عبد الحميد: خادمي سيصحبك إلى الخارج. ولا تعودي، إلا إذا عدتِ وحدكِ.
طُردت حور من منزل عائلتها. عادت إلى الروضة، محطمة، لم يبقَ لديها سوى الأمل في أن يكون ليث قادرًا على إنقاذ أطفالهما.
الجزء الثاني: ليث العائد.. تكتيكات العبقري المنسية
بينما كانت حور تواجه جحود العائلة، كان ليث يواجه جحيم الجبال الشمالية البارد. كان “المعـمل” يقع في وادٍ ضيق بين قمتين.
قضى ليث ساعة ونصف في المراقبة الدقيقة. لم يكن ليث يستخدم الأدوات المتاحة، بل كان يستخدم عينه المدربة وعقله الذي اعتاد على تحليل الأنظمة المعقدة.
(رسائل عن عبقرية ليث قبل الجيش):
في تلك اللحظة، تذكر ليث مشهدًا قديمًا: كان شابًا في العشرينيات من عمره، يراقب حشدًا من الأفراد العسكريين الذين يتنافسون على دخول كلية القيادة. كان ليث لا يزال مدنيًا حينها.
في اختبار الذكاء التكتيكي للقيادة، كان ليث قد تفوق على جميع المتقدمين، بل وعلى بعض المدربين المخضرمين. لم يكن تفوقه بالقوة البدنية، بل بقدرته على قراءة خرائط المعركة وتحليل الأنماط العسكرية المعقدة في زمن قياسي. همس حينها أدهم الجبالي (والد ليث) لابنه: “قوتك مش في السلاح يا ليث، قوتك في العقل ده. سلاحك يتقطع، لكن عقلك يفضل هو القائد”.
الآن، استخدم ليث هذا العقل. قرأ النمط الأمني للمعمل: حراس لا يتمتعون بتدريب عالٍ، يعتمدون على الرتابة. خطته لم تعتمد على القوة، بل على هندسة الفوضى.
تسلل ليث عبر نقطة عمياء عند الجدار الشمالي للمجمع. هبط داخل المجمع، مستخدمًا الأصوات الصاخبة للمولدات الكهربائية غطاءً أمنيًا.
تجاوز ليث باب المبنى الرئيسي المغلق ببطاقة دخول دون تردد. استخرج أداة بسيطة، لم تكن معدة للكسر بل لـ التحايل على الشفرات الرقمية. خلال ثوانٍ قليلة، كان النظام قد تجاوز كلمة المرور وفتح القفل.
دخل ليث الممرات الباردة. سمع أصواتًا من إحدى الغرف في نهاية الممر. كان يقف فيها حسان (ابن عمه) يتحدث في الهاتف بحدة، وإلى جواره جهاز كمبيوتر مفتوح.
حسان (عامية، بعصبية): بقولك الأطفال لازم يتنقلوا دلوقتي! ليث الجبالي ده مش طبيعي، الراجل بتاع “الجدوى والتمويل” بيقولي إنه اختفى، والعم سعيد خايف ! لازم نسرّع عملية الفحص ونخلص منهم!
الجزء الثالث: مواجهة السيطرة والماضي
التفت حسان فجأة إلى مصدر صوت خفيف سمعه.
حسان (بصدمة): ليث! إنت وصلت هنا إزاي؟!
ليث (بصوت فصيح قوي، يحمل ثقه لم يراها به احد منذ سنوات ): جئتُ لأحصُل على ما هو لي. أين أبنائي؟
حسان ( يضحك بتهكم، محاولًا التماسك): ده مش فيلم هندي يا ليث! إنت فاكر إنك لسه “ابن أدهم الجبالي” اللي بيخوف؟ (رفع هاتفه بسرعة). أنا هتصل بالدورية دلوقتي!
ليث (تحرك ببراعة وسرعة لا تُصدق، قبض على يد حسان ولوى معصمه): لن يفيدك الاتصال الآن. لستُ ليث. أنا الكابوس الذي نسيتَ وجوده. أين الأطفال؟
حسان (صراخ وألم، عامية): آااااه! إيه ده! إنت اتجننت يا ليث! هما في القسم ب (B)! في القاعة اللي ورا دي! بس هما مربوطين، و دكتور أيمن بيجهزهم للفحص المبدئي!
(كشف الأسرار القديمة):
ليث (بهمس قارس في أذن حسان): لِمَ الكراهية يا حسان؟ لم يكن الأمر مجرد أرض.
حسان (عامية، يتنفس بصعوبة): عشان إنتَ! عشان إنتَ كنت دايماً الكل في الكل! إنتَ مكنتش مجرد ابن أدهم الجبالي! إنتَ كنت ليث بتاع زمان! إنتَ اللي كنت ماسك العيلة كلها بحدید قبل ما تدخل الجيش! كلنا كنا خايفين منك، من نظرتك، من عقلك اللي بيحسب كل خطوة! لما أبوه مات، إنتَ اللي كان المفروض تبقى كبير العيلة، لكنك سبتنا وهربت!
ليث: هربت من التحكم، يا حسان. لم أرد أن أكون شيئًا سوى أب عادي.
حسان (عامية، ضحكة خبيثة): بس إنتَ مش عادي! حتى وإنت ضعيف، إنت بتخوف! أنا بكرَه قوتك اللي مكنتش بتستخدمها، كرهت السيطرة اللي كنت بتمارسها بالصمت! كل ده عشان تزرع! طب أديك شوفت آخرة الزراعة!
ليث: الخلود الذي تبحثون عنه على حساب براءة أطفالي.. لن يتحقق.
ترك ليث حسان يتأوه ويحاول جمع قواه. الأولوية الآن للأطفال.
الجزء الرابع: إنقاذ القسم (B) ونداء الظل
اندفع ليث إلى القسم (B). الباب كان محكم الإغلاق. استخدم ليث ذات الأداة لكسر النظام. الباب انفتح.
كانت الغرفة عبارة عن قاعة معزولة، بها حوالي عشرة أسِرّة صغيرة. الأطفال كانوا مربوطين، وكانوا يبكون في هدوء مروع. وكان يقف في منتصف القاعة الدكتور أيمن وثلاث ممرضات يرتدين أقنعة.
أسر وأدهم كانا على أول سريرين.
ليث (صرخ بصوت يهز القاعة): اتركهُم!
الدكتور أيمن (بهدوء بارد): من أنت؟ (أشار إلى زر على الحائط). اضغطوا جرس الطوارئ.
ليث (عامية): مش هتلحق. (لم ينتظر ليث. ضغطت إحدى الممرضات على الزر. انطلق صافرة إنذار حادة).
في اللحظة التي سمع فيها ليث صوت صافرة الإنذار، تحول إلى كيان قتالي يذكر بماضيه العسكري والتحكمي. أسقط ليث الدكتور أيمن والممرضات بتقنيات سريعة وموجهة، دون عنف مفرط.
ليث (ينظر إلى أبنائه): أسر! أدهم! بابا هنا يا حبايبي.
بدأ ليث يقطع الأربطة ويزيل أجهزة التتبع الصغيرة من أذرعهم بسرعة فائقة.
في تلك اللحظة، فتح باب القاعة بعنف. دخل ثلاثة حراس مسلحين ببنادق آلية.
الحارس (بصوت آمر): مين ده؟ سيب الأطفال مكانهم!
ليث ضغط على مفتاح الإضاءة. انطفأت الأضواء فجأة.
(القتال في الظلام): ليث، ببراعته التكتيكية، استخدم الظلام لصالحه. قضى ليث على الحراس الثلاثة في ثوانٍ.
الجزء الخامس: الهروب والخيانة الأخيرة
في خضم هذا الصراع، انفجر الباب الخلفي للمعمل بعنف. دخل من الفتحة أربعة رجال يرتدون زيًا قتاليًا أسود.
قائد المجموعة تقدم بسرعة نحو ليث.
القائد (بصوت فصيح قوي، عبر جهاز الاتصال): ليث الجبالي. نحن هنا بأمر من المهندس حامد. نحن فريق “المسح العسكري”.
ليث (عامية، وهو يلهث): مين حامد ده؟ وإنتوا مين؟
القائد: الوثائق التي أرسلتها وصلت. نحن هنا لتأمينك وتأمين الأطفال.
في تلك اللحظة، ظهر حسان من الرواق الجانبي، يحمل سلاحًا.
حسان ( صرخ بغل): مش هتهرب تاني يا ليث! مش هخليك ترجع تتحكم فينا تاني!
ليث (صرخ في حسان): حسان !
حسان: هقتلهم قدامك يا ليث! (أطلق النار بشكل عشوائي).
رد فريق “المسح العسكري” بإطلاق نار كثيف على حسان، الذي حاول الاختباء خلف طاولة.
القائد (صرخ في ليث): اخرج بالعيال من هنا! احنا هنغطي الانسحاب!
ركض ليث إلى أبنائه وبقية الأطفال.
ليث (يمسك بيد أسر ويده الأخرى أدهم): يالا يا أسر، يا أدهم. متخافوش!
خرج ليث والأطفال من فتحة الانفجار الخلفية.
الجزء السادس: العودة إلى الروضة والمنطقة الآمنة
ركض ليث بالأطفال بعيدًا في ظلام الجبال البارد. بعد الابتعاد بمسافة، وجد ليث سيارة دفع رباعي سوداء تنتظر. في داخلها، كان يجلس رجل يرتدي زيًا عسكريًا رسميًا.
الرجل ( بهدوء): تفضل بالصعود يا ليث. طريقك آمن الآن.
ليث ( بحدة): مين إنت؟
الرجل: أنا لست مهمًا. الأهم أن حامد أرسلني. قال لي أن أبلغك: “الرمز لا يزال حيًا، لكن يجب أن يعود إلى الظل. لكن الأهم أنك في مأمن الآن.”
ركب ليث والأطفال السيارة. انطلقت السيارة مباشرة نحو الروضة.
عندما وصل ليث إلى منزله في الروضة قبيل شروق الشمس، كانت حور تجلس على الأرض أمام الباب، وجهها مغطى بالدموع، تئن من اليأس.
ليث: حور!
رفعت حور رأسها. لم تكن تصدق ما تراه: ليث واقف، وأسر وأدهم يركضان نحوها.
احتضنت حور أطفالها، ثم نظرت إلى ليث. كانت الدموع تسيل على وجهها لكنها كانت دموع ارتياح الآن.
حور (، بانهيار كامل): أهلي يا ليث… أهلي طردوني! قالولي مش هيساعدوني، وذكروا كلام قديم عنك، يا ليث، وكرههم ليك عشان كنت “ليث بتاع زمان”! أنا معنديش حد غيرك دلوقتي!
نظر ليث إلى زوجته المنهارة، وإلى أطفاله الآمنين. كان ليث المزارع قد مات، وعاد “ليث القائد”. الآن، لم يعد هناك مجال للاختباء في الروضة. كان عليه أن يؤمن عائلته ويواجه العواقب.
هل هذا هو قيام كبير عائله الجبالي ام لم يحن القيام بعد

الجزء الرابع
ما قبل البداية (بداية النهاية)
واقف على تبه كأنه تمثال لزيوس وأمامه سبعة رجال يمكن أن يحرقوا العالم لو أراد هو.
قطع الصمت صوته وهو يقول: عاوز تقرير مفصل للموارد المتاحة تحت إيدنا دلوقتي. كل حاجة تحت أمر الرمز عاوز أعرف تقرير عنها.
سليم (الوتد): أسطول طيارات من أعلى مستوى وأسطول بحري يعتبر الأقوى في العالم، غير مخازن الذخيرة المنتشرة في أماكن سرية في العالم محدش يعرفها غيري.
سريج: وهذه كلها عتاد. ماذا عن العقل والمال؟ حامد (المهندس)، ماذا لديك؟
حامد (المهندس – ببرود): البنية التحتية الاقتصادية كاملة تحت سيطرتنا. الرمز لا يعتمد على الحكومات، بل على الشبكات المصرفية والعملات المشفرة. نحن نتحكم في أربعة بنوك استثمارية كبرى في الغرب، وعقود تمويل غير مرئية تُغطي 70% من مشتريات الطاقة العالمية. القوة هنا يا سيدي، ليست في الذهب، بل في القدرة على تحريك الأسواق بضغطة زر.
سريج (بهدوء): وكيف وصلنا إلى هذه القوة المالية في ثلاث سنوات؟
حامد: بفضل العبقرية التكتيكية التي زرعتها فينا. نحن لم نسرق الأموال، بل قمنا بـ “تحليل الأنظمة المالية” للغرب. استغلينا نقاط ضعفهم في الائتمان السيادي، وأسقطنا نفوذهم الاقتصادي عبر تلاعبات قانونية لا يمكن تعقبها. إننا نسيطر على الاقتصاد دون أن نترك أثراً.
سريج: عساف (السيف)، غسان (الظل)، ماذا عن الموارد البشرية والسيطرة على الأرض؟
عساف (السيف – بصوت خفيض وعميق): التدريب مستمر. لدينا 100 ألف جندي من القوات الخاصة الموالية للرمز فقط، منتشرون في بؤر الصراع حول العالم تحت أسماء مستعارة، وهم على استعداد للتنفيذ في غضون ساعة واحدة. الولاء هنا ليس للدولة، بل للرمز.
غسان (الظل – بهمس أقرب للهمهمة): شبكاتنا الاستخباراتية تغطي العواصم الرئيسية. كل معلومة تخص القادة السياسيين ورجال الأعمال في الغرب في حوزتنا. بنينا هذه القوة بـ “الخوف الذكي”؛ نحن لا نهددهم بالقتل، بل بفضحهم، وبنشر حقائق عن ماضيهم وعائلاتهم لا يستطيعون تحملها.
سريج (أومأ برأسه): جيد. ميسون (الصدى)، هل رسالتنا وصلت للجميع؟
ميسون (الصدى – بصوت واضح وواثق): الرأي العام العالمي يعلم الآن أن الرمز هو مجمع الجيوش لدول الشرق مجرد كيان عسكري يتمتع بموارد دول الشرق، لكن مواردنا الحقيقية لا يعلم عنها أي أحد، حتى الشركات التي نملكها في الغرب والشرق لا أحد يعلم من يملكها.
سريج باهتمام : وماذا عن ضيفنا العزيز هل حاله جيده
حامد ببسمه جانبيه : انه في حاله افضل منا جميعا يا عزيزي وينتظر مجرد كلمه منك
سريج (عاد بنظره إلى الأفق): ممتاز. إذاً، القوة موجودة، والأدوات جاهزة. الآن، حان وقت الاختفاء. حان وقت دخول الرمز في حالة ثبات.
الفصل الرابع: جذور السيطرة.. زمن أدهم الجبالي
الجزء الأول: ليث وعودة الحاضر البارد
عاد ليث إلى منزله في الروضة قبيل شروق الشمس. كان الهدوء الذي ساد القرية بعد عاصفة الخطف أكثر رعباً من الضجيج. حور احتضنت الأطفال بانهيار، وقادتهم إلى داخل المنزل المتهدم، بينما ليث جلس على عتبة الباب، يراقب طلوع الفجر البارد.
لم يعد ليث المزارع موجوداً. كان الجالس هنا هو الشيطان كمازكان يلقب في صغره، الذي اضطر للقتال بالمهارات التي ظن أنه دفنها للأبد. في يديه، كانت حقيبة جلدية صغيرة تحوي وثائق “الجدوى والتمويل” وجهاز التتبع الذي أزاله من ذراع أسر وأدهم. كانت رسالة حامد تتردد في أذنيه: “الرمز لا يزال حيًا، لكن يجب أن يعود إلى الظل.”
بينما كان جسده يستريح من عناء الليلة الماضية، كان عقله يعمل بلا توقف. لم يكن الهجوم على المعمل نهاية، بل بداية لحرب أكبر وأكثر تعقيداً. تذكر ليث كلمات حسان عن السيطرة القديمة، وعن قوته التي لم يكن يستخدمها، وكراهية عائلة العدوي التي كشفت عنها حور.
غمض ليث عينيه، وغرق في ذاكرة بعيدة، في زمن كان فيه “ليث” مجرد وريث ضخم، يصارع ليعثر على هويته تحت سقف جبروت والده.
(بداية الفلاش باك):
المشهد الأول: الغضب الصامت لأدهم
كان ليث في السابعة عشرة من عمره. كان جالساً في مكتب والده، مكتب أدهم الجبالي، الذي كان أشبه بغرفة عمليات عسكرية، مليئة بخرائط الأراضي وسجلات الديون القديمة.
أدهم كان يقف أمام نافذة المكتب الزجاجية. كان غضبه صامتاً، وهو غضب أدهم الجبالي الذي يهز أركان العائلة أكثر من صراخه. أمامه، كان يقف الشيخ عبد ****، أحد كبار رجال التجارة في المنطقة، منحنياً، يتوسل.
الشيخ عبد **** ( بخوف): يا أدهم بيه، أرجوك إديني مهلة شهر كمان. العمارة هتتباع، وهسدد لك كل الفلوس.
أدهم (، بصوت خفيض لكنه يحمل ثقل الصخور): أنت تطلب مني مهلة شهر يا عبد ****؟ أنت تعلم جيداً أن وقت الجبالي لا يُقَدَّر بالمال، بل بالنفوذ! أنا أعطيتك ما يكفي من الوقت لتكون مستقلاً، لكنك فضلت أن تبقى ضعيفاً.
ليث (سرد داخلي): كان أبي يرى في الضعف خيانة تستحق الإعدام. جبروته كان فلسفة: لا يجب أن يشعر الآخرون بالأمان لكي يظل الجبالي في القمة. الرعب المنظم هو النظام الأوحد الذي يعترف به.
أدهم (أشار إلى الباب): بكره، الأراضي والعمارة هتكون باسم شركتي. ابعتلي المفاتيح. ولو فكرت إنك تقف قدامي، فأنا مش بس هاخد أصولك، أنا هاخد اسمك.
خرج الشيخ عبد **** مهزوماً، وعيناه ممتلئتان بالدموع. التفت أدهم إلى ليث، وفي عينيه مزيج من العظمة والعناد.
أدهم (بغرور واضح): شفت يا ليث؟ القوة هي اللي بتحكم! مفيش وقت للشفقة في دنيتنا!
ليث ( ببرود لم يستطع إخفاءه): لم يكن هذا ضرورياً، يا أبي. لو أنك أعطيته شهرين، لكان سدد الدين كاملاً وحافظ على ولائه لك. الآن، أنت كسبت أصولاً خاسرة، وخسرت ولاء كان يمكن أن يخدمك لعقود.
أدهم (رفع صوته): إنت بتعارضني تاني؟ أنا أبوك يا ليث! إنت بتتكلم في إيه؟ أنا اللي خلقت العظمة دي!
ليث : أنت خلقت السيطرة، يا أبي. لكنها سيطرة مؤقتة، لأنها مبنية على الإكراه. القوة الحقيقية هي أن تجعل الناس يُجبرون أنفسهم على خدمتك، خوفاً من خسارتك أنت، لا خوفاً منك.
هذه المواجهات بين الفلسفتين كانت دائمة. أدهم يرى القوة في الظاهر، وليث يرى القوة في التحكم العميق بالنفس البشرية.
الجزء الثالث: ليث والعقل الذي يقرأ التاريخ (التوسيع)
كانت عبقرية ليث كامنة في اهتمامه بعلم النفس والسلوك البشري. في سن السابعة عشرة، كان ليث قد قرأ مئات الكتب التي تتناول دوافع الأفراد والجماعات، بدءاً من نظرية فرويد وحتى علم الإجرام. كان ليث يرى العالم كـ “لوغاريتم” كبير، وكل إنسان هو متغير يمكن التنبؤ بمساره إذا عُرفت نقاط ضعفه وتاريخه.
كان ليث لا يلتقي بأي شخص جديد دون أن يطلب ملفاً كاملاً عن ماضيه. ليس ماضيه المالي، بل ماضيه النفسي والاجتماعي.
كان ليث يرى أن الناس لا تخطئ عشوائياً. الخطأ هو نتيجة متوقعة لضغوط تراكمية أو لضعف نفسي قديم. ومن يقرأ هذا التاريخ يستطيع أن يتنبأ بالفعل التالي بدقة تامة. لم يكن ليث يتوقع المستقبل، بل يحلل الحتمية السلوكية.
في إحدى المرات، كان حسان يحاول إقناع أدهم بفتح خط ائتمان ضخم لأحد التجار الكبار لتوسيع نفوذهم.
حسان (بحماس): الراجل ده مضمون يا عمي! ده عنده أرض في كل حتة! دي فرصة متتعوضش عشان نحط إيدينا على السوق كله!
نظر ليث إلى حسان وإلى التاجر الذي كان يقف خلفه، والذي كان يبتسم بابتسامة متوترة.
ليث ( بهدوء تام، وهو ينظر إلى التاجر مباشرة): التاجر فؤاد سيعلن إفلاسه في غضون ستة أشهر، وسيحاول الهرب بالأموال إلى الخارج.
صدم الجميع.
أدهم : بتتكلم في إيه يا ليث؟ الكلام ده منين؟
ليث : فؤاد، يحمل سجلاً من التعثرات البسيطة منذ طفولته. يحب الظهور بمظهر القوة الخارجية بينما هو ضعيف داخلياً. تاريخه يخبرنا أنه يكره البقاء في مكان واحد عندما تشتد الضغوط. لقد قام ببيع قطعة أرض لابنته قبل شهرين، وهي عملية بيع تطهير للأصول استعداداً للهروب. (نظر إلى فؤاد). أنت تعلم أنني محق.
هنا، انهار فؤاد واعترف بأنه كان يخطط للهروب بالفعل. زاد هذا الموقف من هيبة ليث أمام أدهم، وزاد من غيرة وحقد حسان، الذي شعر بأن ذكاء ليث الطبيعي يهدد مركزه.
الجزء الرابع: جذور الكراهية.. العدوي والجبالي (توضيح العلاقة)
لم تكن العلاقة بين أدهم الجبالي والعميد المتقاعد عبد الحميد العدوي (والد حور) علاقة عادية، بل كانت علاقة صراع نفوذ قديم ومكتوم.
كان أدهم يمثل القوة الاقتصادية والاجتماعية العميقة، بينما كان عبد الحميد يمثل السلطة العسكرية والنظامية المتنفذة. كانت المنطقة مقسمة بشكل غير رسمي: الجبالي يملك الأرض والمال، والعدوي يملك القرار والشرعية.
في إحدى السنوات، أراد أدهم الجبالي تمرير صفقة استثمارية ضخمة تخدم نفوذه، لكنها كانت تتطلب تجاوز بعض القوانين الإدارية التي يشرف عليها عبد الحميد العدوي.
اجتمع الرجلان في غرفة مغلقة، وليث كان حاضراً.
عبد الحميد العدوي (بحدة): لن أسمح لك بتجاوز القوانين يا أدهم. أنت تريد السيطرة على جزء من شبكة النقل الدولية، وهذا يتعارض مع المصلحة العامة.
أدهم ( بتهديد هادئ): المصلحة العامة، يا عبد الحميد، هي ما أراه أنا. إذا لم تمرر الصفقة، سأستخدم أوراقي لإثبات أنك استخدمت نفوذك العسكري لتعطيل مصالحي، وهذا سيجعل نهايتك أقرب مما تتصور.
عبد الحميد ( صرخ): بتهددني؟ إنت فاكر إن مفيش حد يقدر يوقف جبروتك ده؟ لو فاكر إن ليث ابنك ده بعقله ده هيقدر يمسك البلد، تبقى غلطان! السلطة مش بس فلوس!
أدهم: السلطة هي من يتحكم فيمن يملك الشرعية يا عبد الحميد.
وحدث فعلا ما هدد به ادهم الجبالي
عزل العميد عبد الحميد العدوي من منصبه
عندما تزوجت حور من ليث لاحقاً (بإرادتها)، رأى عبد الحميد أن هذا الزواج لم يكن حباً، بل كان اختراقًا مقصودًا من عائلة الجبالي لقلب عائلة العدوي، مما زاد من كراهيته وحقده على ليث، الذي كان يراه امتداداً لأبيه الجبار.
هذا الحدث هو ما جعل عبد الحميد يطرد حور عندما جاءت تستنجد به، خوفًا من أن تكون مشكلة ليث مع “الجدوى والتمويل” مدخلاً لتوريطه مجدداً في صراعات الجبالي القاتلة.
الجزء الخامس: الانفصال عن السيطرة والهرب إلى الجيش
بعد فترة من الصراع الفلسفي بين الأب والابن، وصل ليث إلى قرار حاسم.
في إحدى المرات، أمر أدهم ليث بأن يقوم بـ “تدمير شامل” لأحد خصوم العائلة. ليث رأى في الخصم شخصًا يمكن استقطابه واستخدامه، لا تدميره.
ليث ( قرر أن يضع حداً لهذا الصراع): سأفعل ما تطلبه يا أبي. لكنني لن أستطيع الاستمرار في هذا المسار. السيطرة التي أبحث عنها ليست هنا، بل في منظومة لا تعترف بالمال بل بالكفاءة.
أدهم ( بصدمة): يعني إيه؟ هتسيب كل ده؟ هتسيب جبروت الجبالي؟
ليث (كان صوته هادئًا لكنه نهائي): سأذهب إلى مكان أستطيع فيه بناء السيطرة بالتحليل وليس بالإكراه. سأذهب إلى الجيش.
صدم أدهم تمامًا. كان يرى في الجيش مجرد أداة، لا مكانًا للقائد الحقيقي. هذا القرار كان بمثابة طعنة في كبرياء أدهم؛ فقد رأى في ذهاب ليث تهربًا من إرثه وجبروته.
غادر ليث العائلة، ليجد ضالته في المنظومة العسكرية. هناك، تحول ليث، العقل المدبر القارئ للتاريخ والسلوك البشري، إلى القائد التكتيكي الذي لا يُهزم: سريج، الذي لم يعد يعترف إلا بسلطة الكفاءة والعقل.
حتي وصل له الخبر الذي زلزل كيانه وادي الي إصابته اصابه قاتله في الجيش
(نهاية الفلاش باك وعودة ليث إلى الحاضر):
فتح ليث عينيه، يرى نور الشمس الذهبي يكسر ظلمة الغرفة. كان يجلس على عتبة بيته، يده تقبض على حقيبة الوثائق. كان الزمن قد تغير، لكن الصراعات لم تتغير. جبروت أدهم الجبالي هو ما خلق ليث القائد، وهو ما خلق كراهية حسان، وهو ما خلق رفض عبد الحميد العدوي.
الآن، ليث لم يكن يحارب لأجل أرض، بل يحارب لأجل عائلته ضد آثار ماضٍ أليم. كان عليه أن يستخدم كل ما تعلمه من والده ومن القناع ليضمن بقاء حور وأبنائه.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى