Uncategorized

رواية اكرهك الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf


رواية اكرهك الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميريام عريفه

الحلقة 11
رمقها بنظرات معبرة ، ثم أغلق الهاتف . شعرت رشا بوخز في قلبها، هناك شيء خاطىء في الموضوع. نظر لها مطولا وتنهد قائلا :
” حبيبتي ، انت انسانة مؤمنه و بتؤمني بقضاء ربنا وقدره “
” في ايه يا بابا مراد ، حصل ايه ؟”
” ماتتكلم يا بابا خضتنا، في ايه ؟ “
” حبيبتي ، والدك ووالدتك اتعرضو لحادثة ” هنا علا صوت شهقتها وبكائها ، ما كان من حسام الا ان وضع يده على يدها يهديها ، لم تهتم ليده فرشا لم تكن تشعر بشيء الا صدى صوت مراد بيه ” حادثة .. اتعرضو لحادثة ” ثم اجهشت بالبكاء دون توقف . ماكان من حسام الا ان وقف من كرسيه و احاطها بذراعيه وأوقفها ، لم تبالي لما يفعله ، اما هو فهو يتفهم حالتها ، فقد جرّب الخسارة مرتين.
امسك وجهها بين كفيه وقال بصوت هامس ” ااشش ، ماتخفيش كل هايكون تمام ، انت بس قولي يا رب ! ما تخفيش رشا .. ماتخفيش “
هنا فقط نظرت لعينيه ، وحاولت تصديقه ، ارادت تصديق كل كلمة يقولها . أومأت برأسها وتكلمت بصوت مخنوق من البكاء ” حسام ، ارجوك خدني لماما وبابا، انا عايزه اطمن عليهم ، ارجوك حسام ، انا ماليش غيرهم ” ودخلت في نوبة بكاء .
لم يدري لما اعتصر قلبه اكثر واكثر ألأنه يعرف والديها أم ان حالتها و ترجيها قد غرسا في قلبه مائة خنجر .
تحرك وهو مازال يحتضنها ” بابا انا حروح مع رشا المستشفى ، ” بعد ان تحرك خطوات ” اه صح هو مستشفى ايه ؟ “
” انا جاي معاكم ، خليك مع مراتك وحنروح فنفس السيارة مع السواق”
“حاضر” ولم تفارق عينيه رشا التي تنتفض بين ذراعيه ، ثم حدث ما لم يكن في الحسبان ، لأول مرة شعر أنه يريد ان يحميها من هذه الفاجعة ، ودّ لو اعتصرها داخله ليبعد عنها ألامها وأحزانها.
توجهوا نحو المستشفى و طوال الوقت رشا بالمقعد الخلفي مع حسام يحتضنها مطمئنا .
وصلوا الى المستشفى وبعد الاستعلام ، ركضوا نحو غرفة العمليات ، وجدوا ممرضة فتوجه لها مراد بيه بالسؤال ” يا بنتي ، من فضلك الراجل ومراتو اللي في العمليات حالتهم ايه ، ايه جرالهم ” “انا بقدر اجاوب حضرتك عالسؤال الأول بس ، حالتهم خطيرة ، اصل الحادثة ماكنتش سهلة ، بس ماعرفش الحادثة تمت ازاي. انت ممكن تسأل الشرطي اللي واقف هناك ، هو متكلف بالحادثة . ” ثم استأذنت وغادرت.
كل هذا ورشا لم تكف عن البكاء غير عابئة بما حولها . ترى ، ولا تسمع او تعي ، تدرك فقط انها على بعد خطوات من خسارة أغلى شخصين في حياتها. اما حسام فقد كان متابعا لما تقوله الممرضة وادرك خطورة الموقف و مخلّفاته على رشا التي لا لن تتقبل الاخبار .
” حسام خليك مع مراتك ، الظاهر ان حالتهم أسوأ مما نتخيل ، انا رايح استفسر وراجع”. لم يغب مراد بيه اكثر من عشر دقائق ليعود وعينيه مغرقتان بالدموع
” الظاهر ان ابوها كان سايق بسرعة وعدى الاشارة الحمرا ، في شاحنة نقل اتصدمت بيهم. “
لم يتكلم حسام ولكن حضّر نفسه للأسوء . حوادث من هذا النوع عادة ما تكون قاتلة . ولا داعي لأمل زائف، شدّ على رشا التي لا زالت في حضنه تبكي في هستيريا. ثم من بين شهقاتها سمعها تردد ” يا رب ، يا رب اشفيهم انا ماليش غرهم ، انا حضيع ، بابا هان عليك تخلي نور عينك وحدها ؟ ماما انت خلاص نسيتي اني ماقدرش اعيش من غيركم . ” ثم صمتت فجأة ، مسحت دموعها و نفضت ذراعي حسام بهدوء ، كان هو يتابعها بتريّب ، ويسأل نفسها مالذي غيرها. و قالت ” انا ماسمحش بدا. لازم أروح معاهم ، هما مش انانيين للدرجه دي يعني هيستنوني ويخدوني بردو، هما عرفين اني لازم اروح معاهم ” كانت كلماتها تصفعه الواحدة تلو الأخرى ، لم يفهم أولا ثم وجدها تردد ما كان يطلبه من ريما، جحظت عيناه عندما أيقن مرادها. رشا عازمة على انهاء حياتها . صاح مزمجرا وقد حوطها بذراعيه رغما عنها” حد يجيب دكتور ، يا ممرضة ” ماكان من الطبيب المباشر ألا ان لبى طلب حسام و عاينها ليدرك انها تتعرض لانهيار عصبي حاد ويجب معالجتها فورا .
فتحت رشا عينيها لتجد نفسها في غرفتها ، مستلقية على السرير ، مرتدية ثياب النوم ، لقد كان كابوسا مزعجا . إذا لما أحسّت أن الدنيا قد توقفت للحظات وأن روحها قاربت على مغادرتها . كل شيء عاد إلى طبيعته. هاهي في غرفة زوجها نائمة والهدوء سيّد الموقف. تململت قليلا لتجد أن هناك محلول مرتبط بذراعها، تعجبت قليلا ثم نزعته بقوة حتى صرخت وقامت من السرير متثاقلة . فقط حينها أدركت أن المساء قد حلّ وأنها قد نامت مطولا ، أفزعها الباب عندما فتح على مصرعيه ليدخل حسام و مراد بيه يركضان. توجه لها حسام مسرعا و بترقب تفحصها جيدا و قال بنبرة حذرة
” رشا .. انت كويسة “
” ايوا الحمد للله ” اجابته مستغربة .
” انا ، قصدي نحنا سمعنا صراخك من تحت “
” انا معرفشي المحلول دا جا منين، فنزعتو.”
التفت حسام لمراد بيه بأعين حائرة . فتقدم مراد بيه نحو رشا وأخذها حاضنا إيّاها وأجلسها على حافة السرير.
” خوفتينا عليك يا بنتي ، طمنيني ، بقيتي احسن دلوقت ؟”
” ايوه يا بابا مراد ، مانا قلتلك انا كويسة ، بس انت ليه بتسألني السؤال دا ؟ هو أنا حصلي حاجة بعد الفطار ؟ “
نظر مراد بيه لولده وأومأ له . فهم حسام أن ماقاله الطبيب عن حالة رشا كان عين الصواب، فصدمتها النفسية ادخلتها في غيبوبة مؤقتة مدتها أسبوع و أن عقلها يرفض فكرة وفاة والديها.
التفت مجددا لرشا وأردف قائلا
” حبيبتي ، انت مش فاكره حاجه بعد الفطار “
نفت برأسها ، حبس دمعة يتيمة في عينه وقال مطبقا كلام الدكتور ” بعد الفطار جالنا تليفون من المستشفى انو والدك ووالدتك تعرضو لحادثة “
قاطعته شهقاتها ، يعني هما كويسين ، خدني ليهم بترجاك “
طبطب عليها وأكمل ” ماينفعش تروحيلهم ، هما في مكان احسن دلوقت “
” يعني راحو يتعلجو برّا وانا كنت نايمة ؟طب ليه ماصحيتونيش “
” هما.. اصلو المكان دا يروحولو من غير رجعة ، ربنا خدهم عندو. “
هنا انتفضت من حضن مراد بيه و وقفت وهي تحرك رأسها يمنة ويسرة ، ” لا لا لا لا اكيد دا مقلب ” والتفت لحسام معاتبة ” ماكنتش اتصور انك تنتقم مني بالشكل دا ، و بابا مراد بيساعدك ، خلاص انا تعلمت وانتقامك خدلك حقك ، بيكفي تمثيل ، ومش ممكن اسامحك على اللي عملتو “
صدم حسام من كلامها فهي من رفضها لفكرة موت والديها ، تتهمه أنه اتفق مع والده ليسخر منها قليلا . نظر لها بأسف و حزن . هنا فهمت رشا . لم يكن مقلبا ولا سخرية ، انها الحقيقة . نسيت رشا كل شيء و ركضت نحو حسام وأخذت تجذبه من قميصه ” حسام ، بترجاك رجعلي بابا وماما ، مش كنت دايما تساعدني في الامتحان رغم الأسئلة المستحيلة ؟ ارجوك يا حسام انسا انتقامك وساعدني ، رجعلي الحضن الحنين ! رجعلي اهلي ” ثم اخذت يده و توجهت نخو الباب “يلا ، نروح دلوقت”
كلماتها لم تكف عن طعنه، كل حرف يُدمي الجرح أكثر . ولكن ما باليد حيلة. هاهي رشا تفقد صوابها رافضة فكرة موت والديها . يتفهم كل ماتمر به، فهو ايضا عانى الأمرين بعد موت ريما . أيقن أنه يجب أن يتصرف الأن وإلا فستدخل رشا في إنهيار عصبي أخر. توقف وأدارها له ثم رفع رآسها حتى تلاقت أعينهما .
“رشا ! بصيلي ، رشا ! والدك ووالدتك راحو ، خلاص راحو عند ربنا . هما فمكان أحسن منن هنا . انت بتحبيهم ، لو بتحبيهم سبيهم مرتاحين وٱدعيلهم ، أقري قرأن على أرواحهم بس بلاش دموع وإعتراض على حكم ربنا. ” بقيت تنظر له فقط .
” رشا ، خلاص ربنا أعلم بكل واحد فينا و القضاء والقدر مافيش إعتراض فيهم. أنت عارفة هما حبوكي قد ايه وضحو عشانك قد ايه ، يعني على الاقل يستحقو منك رضا ودعوات. ادعيلهم وهما هيطمنو. ” أخفض صوته و انحنى نحوها ، وهمس برفق في أذنها ” أنا فاهمك وعارف كلامي صعب بس انت لازم تثقي فيا ، ثقي فكلامي، رشا، أنا جامبك ، ” تنهد قليلا ولامست أنفاسه خدها المبلل بالدموع أبعد خصلة من شعرها علقت على خدها ” أنا معاكِ ، وحفضل معاك ، أنا هحميكِ ، ماتخافيش”
وكأنها إنتظرت تلك الكلمات ، وگأن صوته لامس نفسها وطبطب على روحها المتعبة .
إرتمت في أحضانه وتشبثت به ، دفنت رأسها في صدره وبكت ، بكت حتى تحول بكاؤها إلى شهقات ثم سكنت ، لأول مرة رشا تستكين بين أحضانه اختلطت مشاعره ، بدأ قلبه ينبض بقوة ، خاف أن تزعجها ضرباته. لم يدري أنها كانت كأغنية قبل النوم بالنسية لها 





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى