رواية لم تكن اختياري الفصل الخامس عشر 15 بقلم هبة النحال – تحميل الرواية pdf

رواية لم تكن اختياري الفصل الخامس عشر 15 بقلم هبة النحال
البارت الخامس عشر:
بعدما اشرقت الشمس اخيرا ليعلن عن اليوم التالي كانت بطلتنا الرقيقة تعاني من الم في قلبها يقتلها طعنات توالت عليها نعم انها لا تدري ماهو ذنبها ليعاقبها ربها بتلك الطريقة اخذت تحاول ان تفتح عيناها من اثر اشعة الشمس الذي كانت مسلطةة ع تلك الرموش الكثيفة .نظرت بجوارها لتجد ان تلا بجوارها نائمة في سلام قامت بهدوء خوفا من ان توقظها ..قامت بتثاقل وتتمنى بان يقبض ربها روحها اليه وان تموت قبل ان تصبح حقا في بيت رجل هي لا تحبه ولا تطيقة بعد ذلك الذي صار !!
اخذت هاتفها وتوجهت لشرفتها محاولة بان تتصل به للمرة المليون عندها زفرت بضيق ونزلت من عيناها دمعتان حزينتان هربتا من سجن الجفون !!
عندها احست برعشة هاتفها امسكتة بلهفة وردت :الو مين؟
ايهاب بصوت مبحوح:رنسي حببتي ..وحشتيني يا قلبي
رنسي بصوت مخنوق اثر البكاء:انت اكبر كداب عرفتو في حياتي حرام عليك ليه عملت فيا كدة ؟
ارتعب واحس لثاني مرة بانه قد كشف ولكنة لم يستعجل واخذ ينفذ تلك الخطة الذي رسمها وخطط لها:والله يا حببتي انتي لو تعرفي الي حصلي هتعذرني ..انا تليفوني القديم وفولسي كلها اتسرقت ناس طلعو عليا وانا ماشي بالعربية كانو بلطجية ووقفوني وكان معاهم اسلحة لولا اني اديتهم كل الي معايا كان زماني دلوقتي مقتول
وبطبع رنسي الطيب والمحب لايهاب قالت بلهفة:طب حبيبي انت كويس؟
في ذلك الوقت قد تململت تلا من الفراش واخذت تبحث بعيناها ف الغرفة لعلها ترى اثر رنسي وعندما قامت سمعت ذلك الصوت الهامس الاتي من الشرفة اقتربت لتجد رنسي تقول:حمدالله ع سلمتك يا حبيبي .انا معرفش ان كل دة حصل .بس يا ايهاب انا دلوقتي بقيت متجوزة .
ايهاب بعصبية مصطنعة بمهارة :بجددد .؟؟لا انا بجد همووت ..ازاي توافقي يا رنسي ويهون عليكي حبنا ..؟
رنسي ببكاء مرير:انا تعبانة اوي ومش عارفة اعمل ايه .مش قادرة افهم ايه السبب في ان بابا يرغمني ع حاجة زي دي .مش فاهمة في سر واكيد لازم هعرفو .بس متخافش يا ايهاب انا هكره اسر فيا لحد ما ارغمو انو يطلقني ووقتها هتجوزك ونكون سوى .
ايهاب:انتي عارفة لو لمس منك شعراية واحدة انا ممكن ارتكب جريمة .خلي بالك من نفسك اوي يا رنسي وطمنيني عليكي ع طول اوعي تقلقني عليكي يا حببتي ..يارب الحال يتصلح
وقتها كان هو يتصنع الحزن بينما هي كانت سجينة تلك الاحزان المريرة
ابتعدت تلا من جوار الشرفة وهي مذهولة بما سمعت لتوها !ارنسي مع علاقة لشخص اخر بينما اخيها الان الضحية الذي يعشقها وارغم ع الزواج منها والان تكن له بالطبع الكرة الشديد لان قلبها معلق بغير ة
اسرعت تلا وتدثرت بالغطاء وتصنعت النوم مرة اخرى كي لا تعلم رنسي بانها قد استمعت لها ..
دخلت رنسي بترقب ثم وضعت الهاتف ودخلت لتغسل وجهها اثر البكاء ولكي لا يلاحظها احد ..
بينما تنهدت تلا بقوة وقامت من الفراش وتوجهت للاسفل لتجد اخيها منكب براسه ع احد الكراسي وضع يده ع وجهه .اخيها الذي لم يذق طعم الحب الا مع رنسي وعندما وجدها مرة اخرى اصبحت رنسي اخرى تماما غير تلك الطفلة الصغيرة التي عشقها .نظرت له باسى من بعيد ثم اقتربت بهدوء واخذت كفيه واختضنته فدمع اخيها ونظر لها في عيناها وجد ان هناك دمعتان في عيناها هي الاخرى تعافر لكي لا تنزل ..احتضن اخته وشرع بالبكاء قائلا:شفتي اخوكي بقى محطوط في موقف عامل ازاي؟انا عملت ايه في دنيتي عشان ربنا يكره فيا البنت الي حبتها وحافظت ع نفسي عشان ابقى ليها ؟
ربتت ع كتفه وجلست بجواره قائلة:ربنا بيبتليك عشان يشوفك هتصبر ع الي هيحصل ولا لا ويشوف قوة ايمانك ..وانا واثقة ان في سبب غريب وعمي مخبيه عشان ياخد قرار زي دة .
نظر لها ايهاب نظرة توافق ع كلماتها فقالت بهدوء وهي تنظر لعيناه البائسة:ايه يا اسر انت عارف السبب ؟؟
صمت ثم تنهد قائلا:تقدري تقولي اه
اقتربت منه وكانها اخيرا وجدت طرف الخيط الضائع :طب قولي يا اسر ايه الي خلا عمي يرغمكو ع حاجة زي دي
كان لا يريد ان يبوح لاحد ولكن ذلك الالم الذي يعتصر قلبه قد ارهقة وتلا هي من خففت عنه اللام تلك السنين الطوال اخته التؤام من لحمه ودمه التي تحملت معه جميع الامه وافرحة نظر لها وبهدوء قال:عمي عندو السرطان
شهقت بذعر واضح:يا حول الله يارب لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ثم اردف قائلا:وطي صوتك..تعالي نتكلم برة ..
خرجا سويا الى الحديقة يتمشون في ذلك الهواء المنعش البارد لعله يهدا من نار قلبه ويطفأها قليلا:عشان كدة وصيتو اني اتجوزرنسي واحافظ عليها عشان لما ربنا يتوفاه في ناس كتير عاوزين يؤذوه في شغلو وعيلتو واول حاجة هيفكرو فيها هي بنته الوحيدة ..غير كدة انو كمان كاتبلي ان ليا 50 ف المية من الشركة ورنسي الباقي اننا هنديرها سوى..
تلا بتمعن في كل كلمة:يعني عمي مخبي ع رنسي وع طنط سميه حاجة زي دي طب ازاي؟ ربنا يشفيه ويعافيه .بس معنى كدة انو عارف بموضوع المرض دة من بدري عشان ياخد قرارات زي دي
اسر:بالظبط كدة ولو تلاحظي لما كان بيجي البلد عندنا كان هو وبابا بيعدوة كتير سوى لوحدهم الي عرفتو انو مش معرف حد غير بابا وانا كنت تاني واحد واديكي عرفتي..بس اوعي يا تلا تجيبي خبر لحد ولا توقعي بلسانك .ومعاملتك مع عمي تبقى طبيعية ..وادعيلي يا اختي ادعيلي ربنا ينصرني ويوقف جمبي
تلا وهي تدعي الله من قلبها لاخيها:ربنا ينصرك يارب ويوفقك الى ما يحبه ويرضاه ولو ليها خير فيك وليك خير فيها ربنا يهديها ويجعلكو لبعض فعلا …ثم كمن تردد كقول شيئ:بس يا اسر ..انت مش هترغم رنسي ع انها تبقى مراتك فعلا مش كدة
تاثر جدا من السؤال ثم قال:مش عيب عليكي يا تلا دة حتى ربنا ممكن يعاقبني لو فكرت اني اعمل كدة في واحدة مجوزينها غصب عنها .انا هفضل محافظ عليها ورنسي عمرها ما هتبقى مراتي لو هي مش عاوزة كدة انا هتقي ربنا فيها وهستحمل الي هيجرى لاني عارف اد ايه هي كرهاني دلوقتي .انا عارف اني اد ايه حبي لرنسي كبير بس انا هعتبرها كاختي يا تلا وانتي عارفة اني عمري ما هاذيها ولا هلمس منها شعراية …ثم قال بهدوء.:خصوصا اني عارف ان في حد في حياتها
توقفت تلا عن السير وتجحظت عيناها
نظر لها :وقفتي ليه؟
قالت:انت عارف منين الكلام دة
تنهد ثم قال بابتسامه حزينة بائسة :من يوم ما جت البلد وشفتها كان اول موقف اشوفها فيه واسمع صوتها تاني كانت وقتها بتقول لواحد تاني وحشتني ويا حبيبي ..وقتها مكنتش عارف مين دي بس عنيها مكنتش غريبة عليا ..بس مشيت وسبت المكان وو قتها لما جدو قالها سلمي ع اسر ابن عمك ..وقال اسمها انا اتزلزت وكان نفسي لو اني اموت قبل ما اسمع ان كلمة حبيبي بتتقال من رنسي لحد تاني .بجد انا مش عارف انا بتعاقب العقاب الوحش دة ليه ؟؟
تلا:ربنا يسترها ويكون في عونك يا حبيبي يارب وربنا عمرو ما هيظلمك انت فعلا يا اسر من الرجالة القلة بجد ربنا هيبارك فيك وان شاء الله هيرزقك بالزوجة الصالحة الي بجد هتحافظ عليك .حتى لو كانت قصة رنسي دي مشوار وهيخلص او لو فضلت ع ذمتك انت تقدر تتجوز ربنا سامحلك بكدة
اسر:مقدرش يا تلا حتى لو هي متقبلتنيش انا مقدرش اني المس واحدة تانية:انا رسمت حياتي مع رنسي ومش هرسمها مع غيرها ولو الحياه دي معشتهاش معاها يبقى مش هعيشها مع حد تاني..فهماني يا تلا ..
تلا:فهماك يا اسر ..ربنا ييسرلك الي فيه الخير ..
اسر:طب يلا بينا نرجع عشان نشوف ايه الي عمي مخبهولنا النهردة وازاي رنسي هتيجي معانا ..
تلا :طب ماما كانت مش فاهمة الي بيحصل
اسر:بابا قلي انو هيتكلم معاها ويرسيها ع الحوار عشان متظلمش رنسي في معاملتها معاها ..
تلا:يا الله يا كريم…
دلفا للداخل ليقابل رنسي في وجهه ادرات وجهها الجهة الاخرى لتجد والدتها بابتسامة لتلا واسر:صباح الخير يا حبايبي عاملين ايه
ابتسم لها اسر وتلا قائلين:صباح النور ع حضرتك الحمدالله ع كل حال
ذهبت وتركتهم دون ان تفتح فمها معهم لانها احست بان كل الكلمات اصبحت لا تعي لهم شيء..
تنهد اسر وهو يرى طيفها الذي يختفي من امامه,استاذنت سمية وذهبت خلف ابنتها رنسي واغلقت الباب بهدوء جلست ..
سمية:اقعدي يا حببتي عاوزة اتكلم معاكي
جلست رنسي وكانها اصبحت مبرمجة واصبحت يائسة من اي كلمة او رفض سترفضة لانها مرغمة ولا مجال للرفض فقد صار ما صار ولكنها فقط تنتظر ان تصبح امامه لتذيق اسر من كاس المر الذي هي شربته كله وحدها .!!
سمية :حببتي انا اسفه بجد ع الي بابا عملو فيكي ومش قادرة افهم ايه السبب انا زي زيك ومش من اتفاق بيني وبينو والله هو فاتحني ف الموضوع و بعدين قلتلو انك هترفضي وان ايه السبب في كدة قالي انو لازم دة يحصل .ولازم يطمن عليكي .دة الي ابوكي كان بيقولو مش اكتر .متفتكريش اني هوافق ع حاجة تضرك بس يا حببتي والله اسر راجل واتمنى انك تفتكري هو كان بالنسبالك ايه .دنتي كنتي قاتلة نفسك من العياط لما سافرنا القاهرة وبعدتي عنو ورفضتي تتكلمي مع اي حد فينا لحد ما خليناه يكلمك ويطمنك انكو لما تكبروه يكون ليكي
نظرت لها رنسي بذهول وكانها بالفعل تتذكر ذلك وكانه حدث بالامس ثم قالت بقسوة قلب:اديكي قلتي “كااان”يعني فعل ماضي وانا كبرت وعقلت وكل حاجة اتغيرت ..ازاي هفضل ع حب طفولة وهبل !!عموما يا ماما اما نشوف اخرتها
حمدت سمية ربها ع ان الموضوع لم ياخذ مجرى معاندة من قبل رنسي ثم ربتت ع كتفها وقبلت راسها قائلة:باباكي خلاهم يباتوا هنا امبارح عشان هتروحي تعيشي هناك ف البلد وانا اول ما بابا يخلص الشغل الي عندو الاسبوع دة هاجي اقضي معاكي وهكون جمبك مش هسيبك لحد ما تكوني مرتاحة مع الوضع الجديد..وعارفة انك مش هتكوني مراتو فعليا لانك اكيد مش طيقاه ..بس حطي نفسك مكانو هو كمان مرغم اكتر منك ع الموضوع دة ..مش انتي بس المظلومة مهو من حقو انو يعيش ويتجوز مع واحدة بتحبو !!فهماني يا حببتي
اومات بتفكير ثم قامت بجوار والدتها قائلة:انا جعانة يلا نفطر
ابتسمت امها ثم قامت ليعدا الفطور سويا ورنسي عقلها يخطط ويرسم الكثير من الامور التي سوف تقوم بفعلها !!!
…………….
سلمى بغضب:طب انت كلمتها ليه تاني.مش خلاص هي اتنيلت اتجوزت من اسر .وانت قلت انك بتحبني انا.؟؟
ايهاب بتملل وهو ينفث دخان سجارتة ويتحدث اليها ف الهاتف:انتي حببتي .لكن هي مش لازم ابعد عنها دلوقتي .لازم نستغلها ع اد ما نقدر ونستغل جوازها من اسر عشان اقدر اني اجي اتقدملك يا حببتي ونعيش سوى ..ولا انتي راضيه بالحال دي .انا مش قادر ابعد عنك وكل ما اقرب منك تبعديني عنك اكتر
سلمى:انت عارف كويس اني غير اي بنت انت عرفتها قبل كدة ومينفعش تتجاوز حدودك معايا ع الاقل تتقدملي لكن غير كدة مينفعش وميصحش انا اعلي صعايدة يا ايهاب لو عرفو حاجة هنتقتل انا وانت ..
ايهاب بضجر:طب يا حببتي معلش انا هروح دلوقتي وهبقى اشوفك بليل ان شاء الله
وها انتي يا سلمى وقعتي في شباك الثعلب المكار ..وتلك فقط البداية !!
وتركها ليذهب يتراقص في احضان تلك ويغازل في تلك …
………………..
نفين وهي تهذي:اسر متسبنيش.حرام انا بحبك؟اسر اسر
ثم قامت لتصرخ من اثر تلك الكوابيس التي تروداها بان اسر يبتعد عنها خطوات طوال وهي لا تراه من اثر الضباب الذي اخفى اثرة
هرولت اليها والدتها بكوب من الماء ثم ربتت ع شعرها بهدوء قائلة:فوقي يا حببتي فوقي دة كابوس اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
اسندت ظهرها ع الوسادة خلفها بتعب وارهاق وانفاسها الغير متتظمة بللت شفتاها بشيء من الماء ثم قامت لتغسل وجهها وتبكي بحرقة ع ما ال اليه الوضع وع انها اصبحت بلا هدف ف الحياه فكل ما كانت تفعلة هو لكي تلفت انتباهه وان تصبح لائقة له …!
………………….
محمد وهو يوجه كلامه لاسر:انا اسف يا ابني بجد اسف …
اسر وهو خجل من عمه:حصل خير يا عمي ربما يقدرني واكون عند حسن ظنك فيا ويصلح الحال..
ودعهم ولكن رنسي رفضت ان تبقى في تلك اللحظة المودعة واخذت حقيبتها وانتظرت اسر وتلا بالخارج بجوار السيارة
نظر لها والدها من بعيد وعيناها الباكية تقتل فيه بخناجر الضعف …!!
دلفت الى السيارة في المقعد الخلفي بينما اتى اسر وتلا وركبا وانطلق اسر في جو يملئه الهدوء والتوتر وعلى الرغم من حجم السيارة صغير الى ان المشاعر التي كانت بتلك السيارة اكبر من بحر باكملة !!
ووصلوا جميعا الى البلد والكل كان بانتظارهم ………!

