رواية حب منكسر الفصل السابع عشر 17 بقلم آية عيد – تحميل الرواية pdf

شاف ابنه الذي لم الذي لم يكمل الشهرين في رحمها، بقي كتلة دما*ء…ملامح غير واضحة، غير مكتملة…. وقف الزمن، الحركة وقفت والوقت ثبت، كل شيء اتبخر في الهواء الذي يخنقهم لا يحييهم.
بصلها،كانت لسة بتعيط بصوت مكتوم، دموعها بتنزف كأنها شلال غزير.
قبض علي ايده بقوة وقرب منها بخطوات ثقيلة.
وقف قدامها، ونزل علي ركبته وهو ينظر لها….اخيرا لاحظت وجوده ورفعت عينها المتورمة من البكاء ونظرت له.
اول ما تقابلت عيونهم، تساقطت تلك الدموع منه….ذالك الرجل الذي يظهر بروده وجموده امام الجميع، بكى امام تلك الصغيرة، دموع رجل حقيقية، لم تكن دمعة او اثنتين، بل كانت كالبحر الغائر، الذي انتفضت مياءه.
شاور بيديه المرتجفة ناحية تلك الكتلة الحمراء وهو مازال ينظر لها…
قال بصوت ضعيف، وملامح مكسورة:- د دا ابني؟!
كانت تنظر له توقفت عن النحيب، لكن لم تتوقف دموعها…سكتت مردتش.
كان منتظر ردها، قلبه بيتقت*ل من الفضول، كان عايز يسمعها بتقوله لا لكن….سكوتها كان هو الاجابة.
حط ايده علي الارض ونظر للاسفل، كان بيعيط،مكانش مصدق ال عملته…ابنه جزء منه كان في رحمها بينمو…لكنه ما*ت، فقد حياته قبل رؤيته للعالم.
سمعته بيقول بصوت مبحوح:ليه؟! عملتي ليه كدا!!!
سكتت،كانت تنظر له وبس.
رفع عينه الحادة ليها، ومسك دراعها بقوة وقام وقف ووقفها معاها، ضهرها كان للحيطة وهو بيضغط علي دراعها بقوة وهي حاطة ايدها علي بطنها بأ*لم.
قال بصوت حاد مكسور: عملتي ليه كدا؟!…مكانش لازم تعملي كدا …انتي اتجننتي،بتقت*ليييه.
زقته في صد*ره بعصبية ونظرت في عينه بقهر قائلة :اوعييي…وانت مهتم ليه اصلاااا، مش انت ال كنت عايزه ينزل…مش انت السبب، انا مليش ذنب… انت السبب في كل حاجة، انت ال وصلتنا لهناااا…انت ال سبتنا من الاول، مش هو دا ال انت عايزه، مش دا ال قولته….
اتبدلت ملامحه للغضب قائلا :عشااانك…عملت كدا عشااانك انتي…مكنتش عارف انك غبية وهتعملي كدااا فعلااا…مكنتش متخيل انك تفكري حتي في كدا…دا ابنننك.
قربت منه وضعت صباعها علي صد*ره وهي بتضغط وهي تنظر له بكر*ه قائلة بنبرة باردة :مفيش غبي هنا غيرك…انت ال كنت فاكر ان كل حاجة هتمشي بدماغك…مش هيكون في حد خسران…غيري انا معملتش غير ال يفيدني.
قال بغضب قاتم:-هو دا ال هيفيدك؟!
شاور علي ذالك الجنين وقال: تقت*ليه…تقت*لي ابننا!!!
ملامحها كانت متجمدة،لكن مرتعشة وباهتة، دموع في عينها قاسية بتطعنه.
مسك كتفها وقال بنبرة ضعيفة:انا عارف اني غلطت بكلامي معاكي، بس انا عملت كدا عشانك…مكانش لازم تعملي كدا، دي روح بتجمعنا سوا.
بعدت ايده وقالت بضيق وحده:انت عملت كدا عشان نفسك…افكر فيك ليه وانت رمتني وبتتجوز النهاردة، رمتني زي شيء ملوش قيمة في السجن، سبتني اواجه مصيري لوحدي وانت عارف ضعفي….وفي الاخر ييجي الغريب يخرجني، وانت قاعد مع السنيورة.
نظر لها صوته الحاد كان بيخترق قلبها :- فرحانة اوي يعني!!! دا لبّس غيرك عشان تطلعي، ضميرك مش مأنبك…واحد غيرك بيدفع تمن غلطتك.
صرخت به قائلة بانهيار:مش غلطتييي، ابن عمك هو ال شخص زبا*لة…دايما كان بيحاول يقرب مني ويلمسني وانا صغيرة، وانا اسكت…محدش كان شايفني، محدش كان حاسس بيا، انا مش مضايقة انه ما*ت لازم يدفع تمن اعماله الو*سخة.
نظر لها بشده وقال:كان بيقرب منك؟!
ضر*بته في صد*ره وقالت:كلكم زي بعض…كلكم نفس التفكير مش بتفكروا غير في نفسكم وبس…ب بسببك قت*لت ابني.
سكت نار بركانية بتاكل فيه، من ابن عمه…ومنها.
قرب منها اكتر وقال بصوت مكسور ولكنه حاد: تمام… بس ال عملتيه غلط…غلط هيدفعك كتير…دا ابننا،روح ملوش ذنب في ال حصل.
بصتله بثبات وقالت بعيون مكسورة:دا غلطك انت…مكانش لازم تقرب مني من الاول…كل ال حصل غلطة، حياتنا غلطة، ابننا غلطة…مفيش حاجة صح.
نظرت للاسفل بدموع وقالت بصوت مخنوق :-مكنش لازم نكون مع بعض من الاول… حكايتنا وقفت في طريق مسدود.
عينه احمرت بغضب،وجهه بقي حاد بشده، ال حصل هينهي كل حاجة.
قربت منه اكتر وشاورت علي الجنين وقالت:انت اتخليت عنه…يبقي احتفظ انا بيه ليه… يمكن عشان انا الهبلة الطيبة الضعيفة، ال هضحي ومش هقدر اعمل كدا…صح؟!
قال وهو بيضغط علي اسنانه بحده:دا ابني.
ابتسمت بسخرية ووجع قائلة :ولله!!! دا انت حتي مفرحتش لما عرفت بوجوده، جاي دلوقتي تقولي ابني…زعلان عليه؟! حسيت بالضعف ال انا حسيت بيه دلوقتي، حسيت بالكسرة.
سكت، عينه في عينها، شايف برودها ال ظاهر امام وجعها وصراخها من الداخل.
كملت وقالت:انت قولتلي نزليه…وانا سمعت كلامك اهو، انت ال رميته…انا قاعدة في السجن ابكي وقلبي يوجعني وبمو*ت، وحضرتك!!!…حضرتك بتتجوز واخر شياكة.
قربت منه ومسكت البدلة وقالت بابتسامة خفيفة لكنها مكسورة : متشيك ومظبط نفسك وبتستعد لكتب كتابك مع مراتك المستقبلية، وانا زي الزبا*لة في السجن، دموعي علي خدي وبس.
مسك معصمها بحده وقال:كنت مجبور، عملت كدا عشان براءتك.
ابتسمت لتاني مرة بسخرية قائلة :عشاني…وكنت مجبور!!! ال اعرفه انك رعد الجبالي ال ميقدرش عليه حد غير ربنا، ايه؟! بقيت مجبور دلوقتي!!!
ابتلعت ريقها بألم وقالت بصوت مبحوح باكي:مبقتش عايزاه، عشان كدا نزلته…مبقتش طايقاك،ولا طايقة اي حاجة تربطك بيا، خلصت منه، مبقش طايقة نفسي، كان افضل ليه يروح…دا غلطة….انت كمان، كان باين في عينك انك مش عايزه، عشان كدا اجهضته…قبل ما انت تفكر في كدا.
مسك ذراعها بحده :وانتي ال هتقرري يمو*ت ولا يعيش…بقيتي بتقرري في حياه غيرك دلوقتي.
نظرت في عينه وسكتت.
قال بحده ولكن بصوت مكسور:انا مكنتش عايزه في البداية، ب بس مكنتش هخلص منه…مكنتش هقت*له.
رفعت عينها وبصتله بنظرة باهتة ومكسورة وقالت:بس انت قت*لتني انا…يبقي هيعيش ازاي؟!دا بياخد انفاسه مني انا، وانت خنقتني بأيدك، انت ال كسرت اخر حاجة بينا.
ساب دراعها ورجع خطوة للخلف بضيق في قلبه، ضيق بيخنقه…بيقبض علي ايده بقوة وبينظر للارض، ميقدرش ينكر انه غِلط فعلاً…غِلط بكلامه معاها، بس دا كان طلب من شخص اناني.
قالت بدمعة دافئة تساقطت من اعينها المتعبة.
وقالت:خلصنا…مبقاش في حاجة تربطنا، كل واحد يروح لحاله، مبقناش ننفع لبعض…كل حاجة اتدمرت…انا وانت من البداية القدر كان مسيطر علينا…وهو نفسه ال فرقنا، مكانش في حب اصلا…دي مجرد علاقة مكسورة كنا بنحاول نلم فيها، لكنها هتفضل مكسورة للابد.
ابتلع ريقه من تلك الغصة القوية، ورفع نظر ليها كانت نظرة غاضبة، حاده… ضعيفة.
قال بذالك الصوت الرجولي المكبوت من الغضب:عندك حق…مبقاش ينفع،حكاية مقتو*لة مينفعش تعيش.
لف وعطاها ضهره،نظر لتلك الكتلة الدموية بحزن ووجع في قلبه الباكي المسجون.
قالت بنبرة كسرته اكتر، نبرة ضعيفة وباكية:انا مليش ذنب، انا مجرد بنت اسمها حياه…مأخدتش في الدنيا دي غير المو*ت.
قبض علي ايده بحده ونظر امامه وقال بنبرة متجمدة:صح…الغلط كله عليا…انا ال غلطت من البداية.
لم تفهم ماذا يقصد بهذا الكلام….
لكنها قالت بنبرة باهتة:سلام يارعد…لاول مرة بقولك…بتمني اننا منتقابلش تاني.
مردش عليها…. وبعدها اتحرك بخطواته الثقيلة الغاصبة للخارج، كل شيء انتهي….لن يروا بعضهم مجددا….وقد انتهي ذالك الحب.
قعدت تاني علي الارض وهي تنظر له…كان ملامحها ثابتة، لا تبكي لا تتحدث ولكنها مخنوقة.
وبعدما ذهب واغلق الباب وراءه….انفجرت في البكاء غص*ب عنها….حطت ايدها علي قلبها وكإنها بتمنعه من الخروج للحاق بِه.
حطت ايدها التانية علي فمها بتكتم صوت شهقاتها العالية، كانت بتكتم روح مكسورة بتصر*خ وعايزة تخرج.
لسة بتحبه، لكنها تماسكت، مبقتش عايزة تعيش العيشة دي….كرامتها اتهانت كتير،منه…او من اهله، مش عيلتها قررت انها تنهي كل حاجة وتبعد…يمكن البعد يشفي الجروح.
ضمت رجلها ليها وحضنتها زي الطفلة المحبوسة.
قالت بصوت خافت مرتعش، بدموعها الغزيرة وقالت:مش هينفع…لازم كل حاجة تخلص، مش هقدر استحمل اكتر…هصبر، نصبر وكل حاجة هتمُر مع الوقت…كل حاجة هتعدي…اهه قلبي،هدفنه جوايا…كل حاجة هتتدفن.
انهارت اكتر قائلة بوجع:مش كل حاجة زي الرويات…مش كل حاجة بترجع احسن من الاول…مفيش حاجة ميتة بترجع.
دفنت وشها علي رجلها وانهارت بألم… وجع في قلبها لا يُحتمل، صداع في عقلها يقت*لها…وجع في عينها بيحرقها.
فجاة اتفتح الباب، ودخل شخص.
حياه خبت وشها بين ايديها وهي بتحاول تتماسك.
قرب منها الشخص ومسك دراعها بهدوء وقومها ووقفت وهي بتبص في الارض بتعب وملامح ميتة.
دخلت الدكتورة، وبصلها الشخص وقال:حسابك وصلك.
اومأت له الطبيبة وقالت:تمام يا مستر جون.
نظر جون لحياه وقال:يلا ياحياه…خلينا نلحق الطيارة.
واتحرك وهو يمسك ذراعها بيسندها… وهي ماشية معاه جثة هامدة، مش شايفة حاجة قدامها….لكنها عارفة رايحة فين.
اتحركوا ولكن قبل ما يطلعوا، عينها جت علي العلبة المعدينة، وتحديدا علي الجنين الذي في العلبة.
افتكرت ملامح رعد وهو بيعيط…وكأنه اتهزم في معركة.
حطت ايدها التاتية علي بطنها ونزلت دمعة موجعة…دمعة تختم كل شيء… وبعدها اتحركت مع جون.
بعد ساعات….في القصر.
كل العيلة متجمعة، والمعازيم مشيت.
اسماء كانت رايحة جاية والعصبية علي ملامحها، رن تلفونها وردت بسرعة وقالت:ها، راح فين؟!
: خرج بقاله خمس ساعات من عمارة قديمة في القاهرة، وماشي بالعربية اهو وقرب يوصل القصر.
قالت بحده:كان بيعمل ايه في العمارة؟!
قال:معرفش، بس طلع ووشه مضايق اوي.
اتنهدت وقالت:طب اقفل انت.
حافظ باستغراب:بتكلمي مين؟!
سكتت اسماء بضيق.
قالت سعاد بعصبية:يمشي ويسيب كتب الكتاب كدا…فضحنا قدام الناس.
زيدان بحده:ولما قررتوا تعملوا فرح وابنك لسة ميت يا سُعاد، دا كان ايه؟!
سكتت بضيق ومردتش.
كانت سهير بتبص لاسماء بشكل غريب…كانت عارفة السر.
دخل رعد البيت، لكن ملامحه كلها حزن وضيق، بيبص في الارض قابض علي ايده بحده…وداخل مش شايف حد وبيتحرك متجه للسلم.
وقف حافظ وقال بحده:كنت فين يارعد…هو دا ال هتتجوز وبتاع، ازاي تسيب بنتي في الحالة دي.
مردش عليه وكمل مشي لحد ما وصل لدرجة السلم.
لكن اسماء مسكت دراعه بغضب وقالت:استني هنا، رد عليا.
لف وجهه ونظر لها، نظر ليديها الذي تمسك به، وبعدين بصلها ملامحه اتبدلت للشر.
وهي كملت بعصبية:ازاي تسي….
صفعة قوية جنونية نزلت علي خدها، اوقعتها ارضا.
سكو____ت تام… الكل بقي في حالة صدمة من تغيره المفاجيء.
اسماء رفعت وشها وبصتله بخوف وصدمة، وايدها علي خدها ونقطة دم كانت علي شفايفها.
قرب منها ومسكها من شعرها من الخلف وقومها بقوة وهي بتصر*خ من الالم.
نظر في عينها، وهي بصتله عينه كان فيها شيطان بيستعد للقتل.
قال بنبرة غليظة مخيفة:وعزة وجلالة الله، لاخليكي تندمي علي اليوم ال فكرتي تُروّضي فيه شخص زيي…هتدفعي تمن كل لحظة خلتيني امشي فيها ورا الكلامك الو*سخ.
حافظ بغضب:سيب بنتي يا رعد…ماسكها ك….
قاطعه رعد بصوت غاضب:محدش يدخلللل.
سكتوا، خصوصا خديجة ال كانت بتبصله بدهشة.
نظر رعد لاسماء بحده مليانة شر، وخبث وقال:مش انتي بتحبي الابتزاز…انا هعلمك بيبقي عامل ازاي…مش عبيطة زيك ال تيجي وتلعب معايا.
نظرة الخوف كانت علي ملامح اسماء، لكنها قالت:اياك تتهور، متنساش ان انا معايا ال….
سكتت بصدمة لما رفع الفلاشة قدامها وهو بيبصلها بحده، بداخله وحش يريد التحرر للانقضاض.
قال بنبرة رعبتها وخلتها مش قادرة تقف:مبقاش حاجة اخسرها…يبقي استعدي بقي…ولو علي ال فيها، كل حاجة راحت للبوليس خلاص.
اتصدمت وانفاسها تعالت بخوف، وهو لسة ماسك شعرها الذي كاد الخروج في يده.
بعد عنها وقال بحده:يا انا، يأنتي يابنت الجبالي.
ولف وطلع لفوق…سابها واقفة مكانتش مرتاحة انه سابها دلوقتي، الخوف كان مسيطر عليها…معني انه سابها دلوقتي يبقي ال جاي يخوّف.
خديجة لاول مرة كانت خايفة من ابنها وتصرفه، دايما كان شخص عاقل، لاول مرة تشوف النظرة دي في عينه.
قرب حافظ من بنته وقال:انتي عملتي ايه؟!
شهد :انا هقولكم عملت ايه؟!
نظرو لها وهي بصت ناحية اسماء بضيق وحكت كل حاجة.
قام زيدان بغضب وبص ناحية اسماء:بقي كل دا يطلع منك.
سعاد بعصبية:هو ايه دا كل ال يطلع منها!!!…في النهاية دي قت*لت ابني، دي حاجة قليلة عليها.
زيدان بحده:بطلي غل وحقد بقي…البت معملتش حاجة ليكوا طول حياتها،من يوم ما جت وانتي معاكي مشكلة معاها، ايه هي! الله اعلم.
بصت سعاد لحافظ وقالت بعصبية:انت هتسيبوا يكلمني كدااا…مش هترد؟!
بصلها حافظ بحده وقال:كل ال بيحصل مسخرة…مبقتش عارف اقف مع مين ولا مين!!!
ولف وطلع علي اوضته، وشهد وسهير طلعوا.
زيدان دخل اوضته، وخديجة نظرت للاعلي وطلعت.
سعاد بصت لاسماء وقربت منها وقالت:يلا روحي اوضتك.
اسماء كانت بتبص في الارض بتوتر وقالت:ا انا خايفة ياماما. سعاد:مش هيقدر يعمل حاجة…هقول لخديجة وهي هتهديه.
سكتت اسماء…والخوف علي وشها، لكنها اتحركت مع امها.
في غرفة رعد.
دخل بغضب،لكن اول ما قفل الباب قناع ضعفه ظهر.
ق*لع جاكت بدلته، اتجه ناحية الكنبة ال كانت قدام النافذة بالظبط.
قعد علي الارض وسند ضهره للكنبة ووجه للنافذةينظر لضوء القمر الذي اصبح معتم.
رفع ركبته ووضع عليها ذراعه….ملامحه باهتة وحزينة.
افتكرها، افتكر كل حاجة وصلتهم لهنا.
نزلت دمعة حزينة من عينه الحادة.
نظر لذالك القمر،افتكر ايامهم سوا لما كانوا علي الجبل.
.”انا واثقة فيك”.
.”انت مش واحد غريب…انت جوزي”.
.”رعد”.
كلامها مش قادر يفارق دماغه…هاجمته تلك الذكري وهو شايف كتلة الدم الحمراء…
غمض عينه بوجع وهو يتذكر طفله الذي لم يكتمل نموه حتي داخل رحمها….حس بسكينة بتغرز في قلبه، وكأنه هو ال بيشدها ناحيته.
كتم انفاسه من الخنقة ال فيها…رفع رأسها ونظر للاعلي… بكى، بكى من الفراق…كل حاجة خلصت، كل حاجة انتهت…مش عارف هيشوفها تاني امتا…
“مبقتش طايقاك…مبقتش طايقة حاجة تربطك بيا”
كان بيتذكر كلامها ال بيغزو عليه…مكانش شايف لمعة الحُب تاني في عينها، يالا السخرية… لقد انهت علي طفلهم، علي اخر خيط ترابط بينهم…كيف سيكون لهذا حُب!!!
اخرج شيء من جيبه ورفعه قدامه…كانت تلك الاسورة ال اعطاها اياها،شافها مع السكرتيرة واخدها ووضع مكانها مبلغ مادي.
نظر للاسورة ال لسة ريحتها فيها…احتضنها بكف يده ونظر للبلكونة.
شافها…شافها واقفة ومبتسمة ابتسامتها البريئة، لكنها بترجع للخلف… لفت واتجهت للسور وتدريجيا بتختفي من امامه، وكأن العقل والقلب يخبروه بأن كل شيء ذهب…لم يعد يوجد مفر من الواقع.
خديجة فتحت الباب بخفة، وشافته…شافت ابنها مكسور، لاول مرة…حتي بعد مو*ت فهد مكانش كدا، كا ثابت وبيفكر ينت*قم وبس… دلقوتي الانتقا*م جه عليه هو، هو ال اتكسر في الاخر…بس مش لوحده.
لفت وخرجت بحزن وقفلت الباب، اتجمعت دمعة علي طرف عينها ومشيت.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في اوضة اسماء.
دخلت سهير والحده واضحة علي ملامحها.
اسماء كانت لسة بالفستان الابيض، وقاعدة بترتعش وحاطة ايدها علي رأسها وبتنظر للارض.
قربت سهير وقالت بحده:وفي الاخر، كل حاجة باظت اهو…استفدتي ايه بقي؟!
بصتلها اسماء بحده وقالت:ملكيش دعوة…امشي.
سهير قربت منها قائلة :انا كنت عارفة كل حاجة، وسكت…كنت عارفة خباثتكم وبرضوا سِكت…وفي الاخر، عصام راح…وانتي هتروحي.
بصتلها اسماء بشدة.
كملت سهير بنظر قوية:اومال!!! انتي فاكرة رعد هيسكت…هو يبان هادي وبارد، بس وراه حاجة تخوّف وانتي عارفة كدا كويس.
انفاس اسماء تعالت وسهير كملت قائلة:بصراحة مش زعلانة علي مو*ت عصام…هو يستاهل، بس انتي صعبانة عليا…حياتك هتتدمر…مش بعيد يقت*لك.
قالت اسماء بعصبية:اطلعي براااا.
ابتسمت سهير وقالت:طالعة اهو…واشبعوا بيها،انا خلاص هاخد حق جوزي وامشي اشوف حياتي…كفاية قذ*ارة لحد كدا.
ولفت وخرجت من الاوضة، واسماء مسكت مزهرية ورمتها علي الباب بغضب وخوف.
قعدت علي السرير تفكر هيعمل فيها ايه ياترا؟!
لكن جه في بالها حاحة واستغربت قائلة :بس فين حياه دلوقتي؟!
___________بعد اربع سنوات______في فرنسا”باريس”
في فيلا فخمة…وتحديدا في المساء.
نزلت علي السلم وهي ترتدي هودي ابيض بدون قبعة وبنطال جينز ازرق…وسايبة شعرها.
نزلت وظهرت ضحكتها البريئة.
كان في راجل قاعد علي الارض وعاطيها ضهره…وطفل صغير في بداية الرابعة من عمره…وكانو يلعبون سوياً،وحوليهم العاب كتيرة.
قربت وقعدت معاهم وابتسمت وقالت:كل شوية هلم من وراكم كدا…ما تعقل شوية يا يونس.
نظر لها وكان جون، ولكنه دخل الاسلام واصبح اسمه”يونس”.
ابتسم وقال:معلش ياحبيبتي، مش بشبع منه.
نظرت للطفل وابتسمت، وهو قرب منها واخدته في حضنها تضمه علي صد*رها.
قالت الطفل بابتسامة:انا جعان يا ماما.
ابتسمت وقالت:طب اجري في المطبخ عند دادة صوفي.
قام وجري متجه لهناك، لكنه وقع، بس قام تاني.
قالت بقلق:عديّ خلي بالك.
ابتسم واتحرك للمطبخ.
قامت وقفت ومعاها يونس.
ضحك يونس بخفة وهو ينظر له:الواد دا شقي علي فكرة.
ابتسمت وسكتت وهي تنظر ناحية المطبخ.
قرب يونس من خلفها وحضنها، لكنها اتخضت وبعدت فورا وبصتله قائلة بحده :يونس.
نظر لها بضيق وقال:ايه؟! متنسيش اني جوزك.
ابتلعت ريقها واتنهدت ونظرت له بضيق وتوتر وقالت:مش دلوقتي. قال بضيق واضح:لحد امتا يا حياه…بقالنا تلت سنين علي الوضع دا، محدش بيقرب من التاني.
قالت بأنفعال:قولت مش دلوقتي.
سكت، نظر لها وبعدين اتحرك واتجه للمطبخ.
نظرت لايدها، رجعت الحالة الرعشة المستمرة…انفاسها ذادت وكأن قربه منها بيفكرا الماضي.
لفت واتحركت ناحية المطبخ وشافت عديّ بياكل عادي، ويونس بيجيب حاجة من التلاجة.
ونظرت تحديداً لعديّ
____________بعد وقت.
في غرفتها، كانت ترتدي بيجامة زرقاء اللون، قاعدة علي السرير وعديّ قاعد علي رجلها وبيتفرجوا علي كرتون في الاب توب.
بصلها عدي وقال:ماما…هو بابا يونس مش بينام معانا ليه؟!
اتنهدت بضيق وقالت:عديّ قولتلك متقولش بابا، اسموا عمو يونس.
سكت عدي بضيق ولف وجهه ونظر للاسفل وعقد ذراعيه.
اخدت نفس وحضنته من الخلف بقوة وقالت:في ايه تاني؟!
قال بضيق:الولاد في الحضانة بيسألوني مين باباك، وبخاف اقولهم عمو يونس عشان انتي متزعليش.
سكتت ،الحقيقة ال مش قادرة تواجهها بتهاجمها كل يوم بمجرد كلام بسيط.
قالت:متردش عليهم ياحبيبي.
حاولت تلطف الجو وقالت:واه صح، مش قولنا تقول التشايلد كير…مش الحضانة، احنا هنا في فرنسا.
قال بغي*ظ:كلهم مكان للتعليم وخلاص هو لسة ناقص لعبكة.
ضحكت عليه وشدته لحضنها اكتر.
قعدت تلعب معاه وفي النهاية…نام.
كان مستلقي جمبها وهي بتعيد خصلات شعره الصغيرةالناعمة للخلف وبتتأمل ملامحه.
فجاة ،شافت فيه شخص تاني ملامح شخص تاني مطابقة لملامح ابنها.
بعدت بخوف ،انفاسها عالية بشدة.
ابتلعت ريقها ،قامت من علي السرير واتنهدت وحاولت تهدي.
خرجت من الغرفة ونزلت للاسفل، المكان كان شبه مظلم، كانت بتمسح علي جبينها.
دخلت المطبخ وفتحت التلاجة ال عطي نور للمكان.
اخذت زجاجة مياه وقفلت باب الثلاجة، ولفت غطا الزجاجة ولفت.
صرخت بقوة وخوف ووقعت الزجاجة من ايدها.
شافت قدامها مشهد، مشهد لتلك الكتلة الحمراء، لكن مش بتبصلها هي…كانت بتبص لذالك المكسور وهو ينظر للصندوق ويبكي، كانت شايفة ضعفه ودموعه.
نزلت دمعة من عينها، وبقت زي المغيبة… فجاة لقت ال حط ايده علي كتفها.
اتخضت ورجعت خطوة للخلف.
قال يونس بأستغراب :في ايه؟!
ابتلعت ريقها وبصتله بتوتر ومسحت دمعتها وقالت:لا مفيش حاجة.
قال:عديّ نام؟!
اتنهدت وقالت:ايوا.
قال:انتي هتروحي مكتبك بكرا؟!
قالت:ايوا…هروح.
ابتسم وقال:القضية رقم تلاتة مبروك.
ابتسمت بخفة وقالت:لسة متخرجة ومكنتش متوقعة كدا بصراحة.
قال:انا اصلا عايزك تبقي المحامية عندي في الشركة.
قالت:لا، عايزة اشتغل لوحدي، مع نفسي كدا.
اتنهد وقال يونس:احم…تمام،طب هتنامي فين؟!
استغربت وقالت:مع عديّ، هنام فين يعني.
قرب منها وقال:طب ما نامي معايا الليلة.
سكتت بضيق ونظرت للاسفل.
اتنهد بضيق قائلا :حياه…مش هينفع كدا،لازم نتأقلم كويس مع بعض، ولازم نقرب واحدة واحدة.
نظرت له وقالت:ارجوك يا يونس…معلش،سيبني علي راحتي.
اتنهد ونظر لها وقال:تمام يا حياه…ال يريحك.
ونظر للارض وشاف الزجاج المكسور وقال:خلي بالك لتتعوري، اطلعي وبكرا صوفي تنظفهم.
مسك ايدها وخرجها من المطبخ، لكن هي تفكيرها في شيء تاني…ومكان تاني…وشخص تاني.
في مصر، وتحديدا في القاهرة…فيلته.
دخل في وقت منتصف الليل، الفيلا كانت ظلام، مش فيها اي روح او حركة…هدوء قا*تل.
طلع بخطواته الثقيلة للاعلي ودخل تلك الغرفة.
قلع جاكت بدلته، وبعدها ساعته.
اتجه لطرف السرير وقعد ووضع هاتفه علي الكمود بجانبه.
رن الهاتف، حرك اعينه الصقرية له وكان رقم متسجل”امي”
اغلق الهاتف… وقلع جزمته الجلد…. واستلقي علي السرير، نظر للسقف.
ملامحه كانت كما هي لكن بقت قاسية اكتر، حادة زيادة…تعب اكبر.
كان وحيداً، من عمله للبيت ومن البيت للعمل…حتي انه يقضي اكثر اوقاته في العمل، كي يستطيع النسيان.
اخرج تلك الاسورة الذي مازال يحملها في جيبه دائما كي يتزكرها…قد علم بأنها ذهبت للابد…ذهبت ولن تعود.
اغمض عينه قائلا بتنهيدة قوية:يارب.
ولم تمر دقيقة وقد اتاه اتصال.
امسك الهاتف بهدوء وكان ايمن.
رد بدون ان يتحدث.
قال ايمن:جاهز؟!…افتتاح الاسواق بعد يومين…لازم تسافر الليلة.
اتنهد رعد وقام قعد علي طرف السرير وقال بجمود:تمام…جهز الطيارة.
ايمن:ماشي،انا هستناك في المدرج….انا واثق فيك.
سكت رعد.
قال ايمن محاولا المزاح:انت هتكسر فرنسا يا جدع.

