رواية ويبقي هذا السواد نجاتي الفصل الثالث 3 بقلم حور قاسم – تحميل الرواية pdf

ويبقى هذا السواد نجاتي
________________________________________
كانت ترتدي فستان من الجلد الاسود يلتصق بجسدها من فوق وواسع من بعد الخصر يصل الى فوق ركبتيها وترتدي قفاز من الجلد ايضا
كانت ترقص وهي تتمسك بعمود في منتصف الغرفة
كان طارق يتطلع اليها بنظرات تلتهم جسدها يتمني لو يصبح هذا الجسد ملكه وحده
بعد مرور بعض الوقت
اتجهت الي الباب سريعا لتخرج وجدت طارق يسحبها لتنظر اليه تطلعت اليه بنظرات مستغربة مشمئزة ولكن ليس منه بل من نفسها “ماذا تريد……؟؟؟ “
اردف وهو يقترب منها “لماذا لا تتجاوبين معي بعد كل الذي افعله معك انتِ مثل الحجر لماذا انتِ بارده المشاعر مارلين”
ابعدته عنه وهي تلتفت لتخرج وقالت “ابتعد عن…”
قطعت جملتها بسبب انه اغلق الباب بقوه وجعلها تلتفت اليه بفزع مره اخرى وقال بغضب “مارلييييين انا اريدك لي انا فقط لا ترقصي لأحد غيري ولا تسهري وسوف ادفع مثلما يريد والدك او لتعيشي معي في المنزل هذا افضل لكي” انهى جملته وفي عينيه نظره ترجي
نظرت اليه نظره طويله ثم اجابته “اولا لن اذهب معك الا اذا وافقت ان تتزوجني وثانيا انا لن اخرج من هنا الا اذا كنت متأكدة انني لن اعود الى هنا ابدا ولكن انت….. سوف اعيش معك شهر شهرين ثم تعيدني مرة اخرى وانا ابدا ابدا لن اذهب معك وابتعد عنى”
هرولت الى الخارج وتركت طارق ينظر اليها بتوعد فهو يريدها له وحده ولكن بالطبع بما انه رجل شرقي فهو لن يتزوج راقصة ملهى
كانت تريد ان تختفي في اي مكان لم تجد سوى مكتب والدها لانها تركت به نقابها وملابسها الذي ترتديها في الخروج
فتحت الباب وذهبت واخذت نقابها وتجاهلت والدها الذي كان يريد التكلم معها
خرجت بسرعه البرق من الملهى الليلي وذهبت الى سيارتها البعيده عن الملهي نسبيا وركبتها وارتدت نقابها بما ان الزجاج لا يظهر ما خلفه وانطلقت الى المقهي الذي تجلس به دائما بعد كل ليلة لأفراغ غضبها وحزنها
وصلت وصفت سيارتها وخرجت منها واتجهت بسرعه الى بوابه المقهى كان الجو بارد وكان الهواء شديد وفستانها يتطاير من حولها وفجأه ارتطمت بجدار صلب
رفعت نظرها الى هذا الشئ وجدته انه رجل يرتدي معطف واسفله سترة وفي يده مفتاح سياره لم تدقق في ملامحه كثيرا
قاطع تفكيرها وهو يقول ببرود” الا تنظرين امامك “
نظرت له بكبرياء وقالت ” اعتذر لم اقصد “
وتركته ودخلت الى المقهى
تعجب منها فكيف لفتاة منتقبة ان تدخل مقهي فارغ في هذا الوقت المتأخر الا تخاف على نفسها
طرد هذه الافكار وذهب الى سيارته وركبها واتجه الي منزله
في الداخل اتجهت مريم الى الطاولة المخصصة لها وجدت عليها مال عرفت ان احد كان يجلس على هذه الطاولة ووجدت رائحه عطر مميزه جدا اعجبتها جدا جلست على الطاوله وشعرت انها ارتاحت وان ذهنها اصبح صافي(نعم فالعطر كان برائحة اللافندر) اعجبتها بشده ولكن لم تعرف ما هذه الرائحة نادت على مصطفي مالك المقهى والوحيد الذي تعرفه
ظهر شاب في اواخر العشرينات يرتدي نظاره ويمتلك ذقت طويله قليلا وبشرة قمحية متوسطة الطول وملامحه مقبولة بشكل كبير
“مريم عندنا وانا لا اعرف المقهي انار بنورك مريم”
ابتسمت مريم ابتسامة هادئه اسفل النقاب وهو عرف انها تبتسم بسبب حركه عينيها واشارت اليه ليقترب فاقترب منها
“هل تعرف هذه الرائحة……….؟؟؟”
اجاب “نعم اعتقد انها اللافندر”
ثم نظر اليها بحزن واكمل ” انها تجعل المزاج رائق وتقلل من اعراض الاكتئاب وتساعد على النوم والاسترخاء ” نعم…..
فهو عندما تعرف عليها منذ ثلاث سنوات كانت دائما حزينة وكتومة الى ابعد حد وتحمل نبرة انكسار في بعض الاوقات ومازالت الى الان
سألها كثيرا عن حياتها ولكن دائما كانت تمتنع من الرد او تغير الموضوع فأصبح لا يتكلم في هذه الامور احتراما لها
“حسنا شكرا لك مصطفي هل يمكن ان تجلب لي قهوتي الخاصة”
” بالطبع في خلال لحظات “
جلست مريم على الكرسي وهي تتنفس رائحه العطر فلقد جعلتها ترتاح كثيرا بعد قليل جلب مصطفي القهوة الخاصة بها واخذ المال من على الطاوله وذهب فهو يعرف انها عندما تأتي تريد ان تكون في هدوء لذلك خصص لها هذا المكان البعيد عن باقي الطاولات
كانت تشعر بألم في جميع انحاء جسدها ولكن الالم النفسي هو الاكبر بالطبع
همست لنفسها وهي تمسك الفنجان بيديها الاثنتين لكي يمدها بالدفء وربما الحنان” متى ستنتهي هذه الحياه البائسة….؟؟ “
كانت في بعض الاحيان تريد الانتحار ولكن صوت بداخلها اخبرها بأن تصبر لا تعرف على ماذا تصبر ولكن مع ذلك سوف تطيع هذا الصوت ثم شردت في موج البحر الهائج لطالما كانت تعشق البحر وتتمنى ان تنزله في يوم من الايام ولكن والدها لم يسمح لها وقال لها الجملة الشهيرة “البحر غدار” كانت فعلا في بعض الاحيان تخاف منه ووالدها ساعدها على كره النزول به ولكن في يوم من الايام سوف تنزله بالطبع
…………….
______________
كان عاصم يجلس على المقعد امام مكتبه في الملهي وامامه طارق الذي يتودد له حتى يعطيه مريم
شرد قليلا في دوامة افكارة
قال بهدوء وهو يحرك القلم بين اصابعة بمهارة ” مارلين ليست للبيع طارق لا تحاول “
قال طارق ببوادر غضب “ما الفرق بالعكس انا افضل فعلى الاقل انا واحد وليس زبائن شكل كل يوم”
خبط عاصم على المكتب بغضب ثم افاق وحاول الهدوء
وقال بابتسامة سمجه “لا يخصك طارق”
القى عليه نظرة غاضبه وذهب من امامه
وقف عاصم ونظر على الطريق من النافذة الزجاجيه وجد ملامحه تنعكس على الزجاج تأمل ملامحة الوسيمة وشعره الذي تتخلله بعض الشعيرات البيضاء باستحياء
تذكر كلامها الرقيق له وهي صغيرة
“انت وسيم جدا عاصم وشعرك هذا لم ارى احد يملك مثله انت مميز في كل شئ عاصم حتى غمازتك رائعة انت كثير علي “
فاق من ذكرياته وهو يتأمل امامه بشرود وقلبه يؤلمة بشد

