Uncategorized

رواية افراح منقوصة الفصل الثالث عشر 13 بقلم امل صالح – تحميل الرواية pdf


رواية افراح منقوصة الفصل الثالث عشر 13 بقلم امل صالح

_ ماتقلقش .. أنا اللي بِعت الأرض، اشتريت بيها شقة .. بإسم مراتي.

بصله مجدي لحوالي دقيقة من الصمت، وكأن عقله ماستوعبش الكلام: إيه؟

رفع نديم حواجبه الإتنين وهو بيكرر وابتسامته بتوسع مع ملامح مجدي اللي الصدمة احتلتها: بعتها واشتريت بتمنها شقة برة البلد لفاتن مراتي، مش مركز كدا ليه؟! شكلك مش نايم حلو!

أخيرًا طلع صوت مجدي، اللي عيونه وسعت من الصدمة وشدة الغضب وهو بيقرب كام خطوة من باب الشقة اللي كان واقف عنده نديم وهو بيتكلم، وقال وهو هيتجنن من الخبر ومن برود أخوه وعدم اكتراثه وكأنه بيقرأله نشرة الأخبار:

_ بِعتها؟!!! بِعتها إزاي يعني؟؟ أنت أكيد بتهزر…

وقف وثبت مكانه بعد ما كان بيحرك ايده بانفعال، بص لنديم وهو على أمل إنه يأكدله إنه فعلًا بيهزر أو بيعمل مقلب، ما هو ماينفعش يكون كلامه حقيقي، مصيبة!!

لكن وقفة نديم ونظراته وثباته الرهيب كان خير دليل على صحة كلامه وصدقه، وده اللي زوّد جنون مجدي، قرب منه وشده من ياقة جاكت الترينج اللي كان لابسه وزعق فيه:

_ أنت اتهبلت يا نديم؟؟ روحت بِعت أرض أبوك من وراه ومن ورانا كلنا عشان خاطر مراتَك؟؟ مراتك اللي أهلها كانوا هيمـ.ـوتوا أبوك بدل المرة اتنين؟!

زق نديم ايده من عليه ورد عليه بانفعال وغضب ماقدرش يتحكم فيهم وهو بيزقه في صدره لورا:

_ شوفت ده وماشوفتوش عمايله فيها؟؟ ماشوفتوش وهو ممرمطها في بيته تحت وبيهزقها في الراحة وفي الجاية؟؟ ماشوفتوش وهو بيغلط فيها وبيهينها ولا كأنها شغالة عنده!

وشاور على نفسه بصابعه: دانا قايلك أنت وهو أمانة عندكم لحد ما أرجع! قولتلكم خلي بالكم منها عشان غلبانة وعلى نياتها..

ضحك بسخرية وهو بيفتكر ردودهم عليه وقتها: قولتولي عيب دي زي بنتنا وزي أختنا…

رجع يتكلم بعصبية تاني: كلام حمضان سكتوني بيه، وأنا المغفل اللي صدقت، عشان أرجع ألاقي أبويا مبهدل مراتي والبيه أخويا عارف وساكت والدنيا ماشية زي الفل ولا كأن فيه كلـ.ـب محلفكم بالله تحافظوا عليها…

شاور نديم لتحت بإشارة لبيت مجدي أخوه وهو بيسأله: دي لو غادة مراتك كنت سكتت كدا؟؟ ده حتى ياخي آخر مرة وقّفها وهددها قصادك! مصعبتش عليك وهي واقفة قدامه مرعوبة من تهديداته؟!!

كان ساكت مجدي من بداية الحوار، مكنش عنده الجرأة أو الرد المناسب لمواجهة نديم ليه في الوقت الحالي، ولما سمع آخر جملة كأنه ما لقى حاجة يتعلق فيها عشان يعرف يرد، رفع رأسه بعد ما كان بيبص بعيد ورد بإنفعال:

_ تصعب عليّا؟؟ وهو في حد عاقل يصدق التهديدات دي؟؟ يعني هو لما يقولها هخلص عليكِ أو هموتِـ.ـك يبقى هيعمل كدا بجد؟؟ هي اللي عبيطة!

ملحقش ياخد نفسه من بعد كلامه ولقى ضربة نديم ليه اللي نزلت على وشه، لحقها بضربة تانية وهو بيرد على كلامه:

_ مين دي اللي عبيطة يا ** أنت، لسانك ده أقطعهولك لو فكرت تقول عليها نص كلمة تاني لو بالغلط، سامع؟!

سند مجدي بايده بسرعة على السور بعد ما دفعة نديم ليه خلته يفقد توازنه، وقف بثبات ورد عليه بإنفعال: لأ عبيطة، مفيش واحدة عاقلة تسكت على عمايل أبوكِ دي من البداية، وهي سكتت ورجعت تاني برجليها، تبقى إيه؟؟

والمرة دي ماردش عليه نديم بلسانه … رد بإيده، بعد ما تغير مسار كلامهم؛ من كلامهم عن الأرض وبيعها لفاتن وإساءة مجدي ليها.

صوتهم العالي في الوقت المتأخر ده من الليل خلّى غادة مرات مجدي تخرج من شقتها مخضوضة، وكذلك أمهم اللي سابت مختار تحت وطلعت على الصوت، بالإضافة لخروج بعض الجيران من شُرفهم عشان يسمعوا بفضول معتاد..

تدخلت أمهم بينهم بصعوبة لحد ما بعدوا عن بعض، في حين وقفت غادة تعيط على السلم تحت وهي بتتفرج على اللي بيحصل بين جوزها وأخوه بخوف.

_ بس .. بس بقى حرام عليكم هنلاقيها منين ولا منين؟!! ابعد … ابعد ياولا عن أخوك!

كانت بتتكلم أمهم وهي بتعيط بقلة حيلة، بتزق كل واحد لورا شوية بكل قوتها، واللي لا تساوي شيء أمام قوة الإتنين.

ما بعدوش عن بعض غير لما حسوا إن آذاهم لبعض هيطول أمهم، اللي قعدت على السلم تحتها واتكلمت بعياط وهي بتضرب على رجليها بحسرة:

_ خلاص … خلاص على آخر الزمن هتموتوا بعض؟!! ليــه … ليه بس حرام عليكوا مش كفاية أبوكم اللي راقد في سريره زي الميتين ده؟! عايزين توجعوا قلبي أكتر من كدا ايه بس!

شاور مجدي على نديم وزعق وهو بيبصلها: هو السبب في كل ده، هو السبب في مشاكل البيت كلها، من يوم ما شافها واتجوزها ومفيش يوم عِدل عَدّى علينا، وآخرتها … راح باع أرضنا اللي في كفر ** واشترى شقة بإسمها..

عينها وسعت بصدمة وهي بتسمعه، ضربت على صدرها وهي بتقف قصاد نديم: حقّا يا نديم الكلام ده؟؟ أوعى يا نديم أوعى يابني بالله عليك!

زعق نديم وهو بيرجع خطوة لورا وايديه بيحركها في الهوا نتيجة انفعاله: إيه يعني اللي فيها؟؟ هي مش كانت هتبقى ليّا؟ مش دي هتبقى نصيبي؟؟ أديني خدته واتصرفت فيه دلوقتي..

عينها ازدادت اتساعًا، لطمت على خدها وهي بتدور حوالين نفسها ولسانها ببردد “يا مصيبتي”، رجعت وقفت قصاده ومسكته من دراعه:

_ بتورث أبوك بالحيا؟؟ خلاص يا نديم ماعدش فارق معاك حد؟؟ وكل ده عشان مين! عشانها؟!

اتعصب نديم وهو شايف الكل مستهين بيها وبيحط اللوم عليها، رجع خطوة بعد فيها عن أمه وهو بيتكلم بجنون:

_ آه عشانها، اللي مش عجباكم دي شافت الويل هنا ومانطقتش، وقفتوا كلكم تتفرجوا عليه وهو بيعاملها معاملة ** ومحدش فيكم قاله كلمة ولا فكّر يعرفني ولا حتى يتكلم مع أهلها، مستكترين عليها حتة شقة جديدة بعيد عنكم وهي اللي إبنها مـ.ـات قبل ما يشوف الدنيا، وبسببه برضو! استغل طيبتها وهو عارف إنها مش هتعرف تنطق وفضل يهدد فيها ويخوف في الراحة والجاية لحد ما بقى عندها رعب من مجرد شوفته وهو نايم حتى!

شاور على مجدي أخوه: ويجي الكـ.ـلب الجبان ده في الآخر يقول عليها عبيطة؟؟ ده بدل ما يحوش عنها عشان أخوه اللي استأمنه عليها؟؟

غصب عنه عينه دمعت وهو بيبصلهم كلهم: أنتوا إيه؟! مفيش احساس خالص! بني آدمة دي، ارحموها وارحموني!

واتحرك دخل شقته بسرعة قبل ما عينيه الحمرا تفضحه، قفل الباب وراه بعنف وسابهم برة واقفين بيفكروا في حاجة واحدة بس؛ الأرض التي بيعت.

ودخل هو قعد على كرسي من كراسي الأنتريه، دارى وشه بين كفوفه وسمح لدموعه تنزل بصمت، المكان حواليه رغم إنه خالي من أي مخلوق إلا إنه معرفش يبكي بصوت رغم حاجته الملحة للبكاء بصوت عالي زي الأطفال.

مفيش حد يطبطب عليه، مفيش حد يسمعه ويقوله إن كل حاجة هتكون كويسة، محدش معاه .. ولا حتى هي!

في أكثر أوقاته احتياجًا ليها، مكنتش موجودة، مش بيلومها؛ هي محتاجة للبُعد ده، بس هو مِش قَدّه، محتاج قربها ووجودها.

كل حاجة حواليه بتمثل ضغط بشكل مختلف، حتى بعد ما بقى أبوه طريح الفراش، افتكر لما جَت فاتن تزوره مع سراج أخوها، لما سمح ليها تضغط على جرح أبوه وإحساس الندم والذنب اللي فضل متملك منه طول اليوم..

هو مش كدا، ولا دي أخلاقه أو صفاته، ميعرفش إزاي سابها أو سمح ليها، حتى لو أبوه غلطان أو وحش، مكنش ينفع وهو في مرضه ودون وعي يسيبها تعمل كدا.

مسح وشه وهو بيستغفر ربنا قبل ما يفتح تلفونه ويرن عليها، على أمل إنها تكون صاحية وترد، مرة واتنين وتلاتة، وفي المرة الرابعة ردت..

اتكلم لما طال الصمت من الناحية التانية، فاتفاجئ بصوت خشن بيرد عليه: وعليكم الـ ألو، نعم! خير!

مكنش محتاج يخمن إنه سراج، قلب عينه بملل وهو بيسمع باقي كلامه: حد يرن على واحدة نسوانة في الوقت ده يا بشمهندس يا محترم؟؟

_ سراج! اظبط الكلام كدا دي مراتي، فوّق..

رفع سراج على الناحية التانية حاجبه باعتراض: مش مبرر.

اتنهد نديم وهو معندوش طاقة في المناهدة فسأله: فتون فين يا سراج؟؟

_ اسمها فاتن يا قلبي، فاتن السيد عبد الله حمدان…

_ انجز يا سراج أنا اللي فيا مكفيني والله.

_ هتكون فين يا حبيبي عدم اللامؤاخذة الساعة 1 بليل، بتسقي الزرع؟؟

_ بتستخف دمها يا خفيف، ها … بتستخف دمها يابو دم عسل أنت.

ابتسم بسماجة: حبيبي تسلم والله..

رجع نديم لورا وريح راسه على الكرسي وهو بينهي المكالمة: على العموم يعني كويس إنك رديت، عشان تعرفها وتعرف أبوك وأمك إني جاي بكرة عشان حاجة مهمة..

وقفل قبل ما يسمع رده اللي متأكد إنه هيقاوح فيه، وقام دخل أوضة النوم عشان ينام ويستعد لبكرة.

**************************

_ يعني أنت عايز تقنعني إنك خلال أسبوع بِعت الأرض واشتريت شقة وكتبتها بإسم أختي؟؟ ايه ياض الحلاوة دي، ساحر أنت ولا إيه؟؟

نفخ نديم بضيق قبل ما يبص للسيد أبو فاتن ويتكلم بضيق: يعني ياعم لو مفيهاش إساءة أدب تسكت ابنك ده أو تقومه من هنا خالص عشان نعرف نتكلم!

بص السيد لإبنه بتحذير قبل ما يتكلم بالعقل: طب ياريت تفهمنا أنت عملت ايه وازاي عشان نبقى على نور يا نديم، شقة ايه وفين، كويسة ولا لأ.

_ أنا بالفعل مخلصتش أي حاجة من دول، ولا بيع الأرض ولا الشقة ولا ورقهم، كلها حاجات لسة ماكملتش بس ماشي فيها، ليا معارف بيزقوا الدنيا معايا عشان نخلص الورق….

واخد نفس قبل ما يشرحله عن الشقة: الشقة في **، هي يعتبر بيت صغير كدا من دورين مفتوحين على بعض، قصادها جنينة صغيرة والمكان حواليها هادي مش زي هنا، مكان كويس وهيعجب فاتن، أنا متأكد..

اتكلمت نعمة أمها اللي كانت ساكتة من البداية باعتراض غاظ نديم: لأ لأ بعيد أوي عن هنا، ايه اللي يرميها الرامية دي!! كنت جبت أي حاجة جنبنا هنا يابني!

_ يا طنط والله ما ينفع كدا!!!! يعني كدا مش عاجب وكدا مش عاجب أولـ.ـع في نفسي طيب ولا أعمل إيه؟!

_ يعني افرض بنتي حصلها حاجة وهي بعيد عني كدا، ولا أنت عملت فيها حاجة، أبقى أعرف منين ولا أتصرف إزاي ساعتها؟!!

_ عيب والله اللي حضرتِك بتقوليه ده، بنتك ايه اللي أعمل حاجة فيها ولا يحصلها حاجة وهي معايا؟؟ جوزتوهالي ليه طالما مش واثقين فيّا؟!!

آخد نفس وهو مبقاش قادر يكمل نقاش – أو بمعنى أصح جدال – معاهم: بعدين المسافة نص ساعة بس من هنا لهناك، هتحلقوها إن شاء الله لو عملت فيها حاجة زي ما بتقولي.

قال آخر جملة بتريقة فمطت نعمة بُقها لقدام بعدم رضا رغم سكوتها، في حين بص نديم لسراج واتكلم بضيق وهو بيبص لساعته:

_ ما تطلع تندهلها من عند بنت عمها دي، ما طولت أوي كدا!!

وقبل ما يرد عليه سراج دخلت فاتن من باب الشقة، بملامح تخلو تمامًا من أي شعور أو إحساس، وش فاضي حرفيًا.

وهو أول ما شافها وقف، قرب منها بخطوات سريعة قبل ما تدخل جوة الشقة، مسك ايدها وبصلها واتكلم بإبتسامة عريضة غير مفهوم سببها: كويس إنك لابسة!

بصتله بعدم فهم، وكذلك الكل وراه، ساب ايدها واتحرك لباب الشقة وبص على الكالون يتأكد إن المفتاح موجود فيه من برة زي ما متعودين يسبوه..

لاقاه موجود فزادت إبتسامته الخبيثة اتساعًا،

رجع يمسك ايدها واتكلم وهو بيبص ليهم:

_ أنا مش آسف على اللي هعمله ده، دي مراتي تمام؟؟

وبسرعة كبيرة شدها من ايدها لبرة، مد ايده وقفل عليهم الباب من برة وهو متأكد إن في نسخة تانية معاهم يقدروا يفتحوا بيها، بس أهو يكسب وقت!

بصتله فاتن بعيون واسعة مصدومة من فعلته: أنت بتعمل ايه يا نديم؟؟ وسع كدا..

غمزلها: هفرج المزة على شقتها الجديدة.

و شدها من ايدها بسرعة وجرى على السلم، وتجاهل صوت زعيق سراج وسبّاته الغير مهذبة واللي اختلط بصوت ضحك نعمة والسيد..

يتبع…ᥫ᭡

الرابع عشر من هنا





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى