Uncategorized

رواية شمس الحرام الفصل السابع 7 بقلم آيه طه – تحميل الرواية pdf


رواية شمس الحرام الفصل السابع 7 بقلم آيه طه

لكنه لمح نور خفيف في الصالة. لقاها قاعدة على الكنبة، حاضنة ركبتها، وصاحية.

وقف قدامها وقال بهدوء مستغرب: انتي لسه ما نيمتيش؟

ردت بصوت هادي: كنت مستنياك.

استغرب الكلمة… حس إنها تقيلة عليه أكتر من تعب يوم كامل.

كريم: مستنانـي؟ ليه؟

سلمى: معرفش… بس ماكنتش مرتاحة وانت بره.

هو ما ردش… اكتفى إنه قرب وجاب لها بطانية وحطها على رجلها، وقعد قصادها.

كريم: تحبي تشربي حاجة؟

سلمى: لاه… إنت كول الأول.

هي قالت جملة بسيطة، لكنه حس فيها لأول مرة إن فيه حد بياخد باله منه… مش هو اللي دايما بياخد باله من الناس.

في يوم كان عنده زيارة مع زميلة محامية اسمها “ريم” بتشتغل معاه في القضية اللي تخص العمدة وأهله. راحت البيت تسلمه ملف، وكانت منتبهة زيادة لسلمى وهي بتبص عليهم من بعيد.

ريم بإعجاب واضح لكريم قالت: هي اللي قاعدة في شقتك دي تبقى مراتك؟

رد بهدوء وهو بيعدي الورق: لاه. حد تحت مسئوليتي وبس.

ريم قعدت شوية زيادة عن اللزوم، وكل شوية تضحك وتتكلم بصوت ناعم.

سلمى كانت في المطبخ بتغسل شوية أطباق، بس كل كلمة بتدخل ودنها زي معلقة نار. اتوترت من غير ما تعترف لدرجة كباية اتكسرت في إيدها.

الصوت وصل للصالون. كريم ساب الورق واتجه بسرعة، وهي طلعت صوتها ثابت: مافيش حاجة… اتزحلقت…. وانا زينه…

مسك إيدها وشاف الدم. عينه اتغيرت: مين قالك تمسكي الحوض اكديه؟ ولا حتى تشتغلي فى المطبخ؟!

ريم قالت من بعيد وهي واقفة: على فكره هى شكلها غيرانة، كويس… يبقى بتحبك…. ابقى خد بالك بقى يا استاذ كريم…

سلمى اتجمدت… وكريم رد وهو بيكتم عصبيته: انتي مالكيش صالح بحاجة مش تخصك….. يلا غوري من اهنيه وروحى على شغلك ومكتبك وكملي من هناك وانا هكلم حد تاني هيتابع معاكى غيري…..

سلمى قالت بحدة دفاعية: محدش قالك تمشيها… وانا ماليش عليك حاجه علشان تطردها اكديه عشانى؟!

بصلها وهو لسه ماسك ضماد الشاش على صباعها: مالكيش؟ يبقى ليه وشك اتقلب؟ ليه كباية اتكسرت بدل ما تتحطيها على الرخامة؟

سكتت… وكل حاجة كانت بتقول إنها اتفضحت من غير ما تنطق بكلمة.

هو قال بهدوء : مابحبش حد يبص لي بنعومة… وانتي خابره اكديه.

الجملة وقعت عليها زي أمان مش مفهوم.

في الناحية التانية… العمدة ما وقفش، وبدأ يحرك ناس في البلد علشان يلفق قضية هروب أو قتل ضد كريم ويشده من القاهرة.

واحد من رجالته قاله: ما نطلعش نجيب البت بالعافية؟

العمدة قال وهو مولع سيجارة: البت مش الهدف… اللي لازم ينكسر هو اللي شايلها على راسه.

وشه اتغير وهو بيقولها… لأن اللي كسر كبريائه ماكنش موت حسن… ده كان كريم نفسه.

كريم ما كانش بيرجع البيت قبل الضهر في العادة، لكنه خلص شغله بدري ورجع حوالي 9 الصبح.

أول ما دخل، لقى خضرة في الصالة لحالها.

قال وهو بيبص حواليه: صباح الخير…. امال هي فين؟

خضرة ردت : نزلت على السوبر ماركت تجيب طلبات البيت.يا باشا

بعد عشر دقايق، دخلت سلمى شايلة كيسين كبار وبتنهج من المشي. أول ما شافته واقف، قالت باستغراب: ايه ديه؟! انت رجعت بدري اكديه ليه؟ حوصول حاجه بعد الشر؟!

ما ردش على سؤالها، بالعكس… رفع الحاجب وبص عالكيس وقال: انتى مين قالك تنزلي لوحدك؟

قالت ببساطة: احنا بس محتاجين حاجات، و الست خضرة كانت بتنقع الغسيل…. وتعبانه من شغل البيت وانا زهقت وقولت اجيبهم انا….

خضرة دخلت المطبخ وشافته واقف بتأمل وسألته بصوت فيه تريقة خفيفة: حاسة إن البيت بقى فيه روح… مش اكديه يا باشا؟

في ليلة بعدها بيومين، سلمى كانت بتحاول تغير لمبة في أوضتها ومش عارفة تركبها.

كانت واقفة على كرسي خشب، وبتحاول تمد إيدها… بس الكرسي اهتز تحتها فجأة.

ثانية واحدة وكانت هتقع، لكنه كان داخل الأوضة من غير ما تنطق ولا تستنجد.

مسكها من دراعها بقوة قبل ما تقع.

هي خافت أكتر من الوقعة وقالت بتوتر:

ايه ديه… أنا مش طفلة علشان…

قطع كلامها وهو لسه ماسكها: وانا ومش ناقص أكسر رقبتي وانتى متشعلقه اكديه وأنا بلحقك من الأرض.

ولما نزلها على الأرض… ما سابش دراعها بسرعة. فضلت عينه عليها لحظة زيادة.

وبعدين قال بصوت هادي: مش قولتلك وقت سابق لو محتاجة حاجة… ناديني.

قالت هادية: انا بس ماحبتش أزعجك.

رد تلقائي من غير تفكير: إزعاجك ليا أرحم من وقعتك على الارض.

الجملة دي هو نفسه سكت بعدها ثانيتين كأنه استوعب إنه قال حاجة مش من طبيعته.

بعدها بيوم، جالهم خبر من واحد من رجالة البلد إن العمدة بعت اتنين يدوروا حوالين البيت القديم اللي كانوا ساكنين فيه قبل السفر.

سلمى سمعت الكلمة واتجمدت… وفضلت قاعدة في أوضتها طول اليوم ماطلعتش.

على آخر الليل، كريم خبط عليها، ولما ما ردتش، فتح الباب ودخل.

لقاها قاعدة على الأرض ووشها بين ركبتها، بتنهج بخوف مش بعيط.

قال بهدوء من على الباب: متخافيش اكديه هما مش اهنيه… ولا هيقدروا يقربوا.

ردت وهي مش باصة فيه: أنا مش خايفة منه… أنا خايفة أعيش مطاردة تاني…. انا خايفه يقتلك قدامي وبسببي تاني….

ما حاولش يقرب… لكن استخدم صوته زي ما يكون حبل نجاة: طول ما أنا صاحي… محدش فيهم هيدخل لك طريق…. ولا يقرب منك ولا مني….

هي قالت حاجة لأول مرة فيها تسليم: مش دايما الرجالة بتقدر تحمي الستات اللي بتقع في إيديهم.

رد عليها بنبرة واثقة جدا وهادية: أنتي مش وقعتي… أنا اخترتك بنفسي بعد اللي حوصول… ودي مسئولية مش بطلب فيها إذن.

بعد ايام رجع البيت قبل ما يروح المحكمة، طلع السلم بسرعة وفتح الباب وقال بصوت مش ثابت: اقعدي اهنيه النهاردة… ومحدش يفتح الباب غير لما أقول…. رجاله العمدة كانو تحت وبيسالو عليكي ولاقوا اللى فيه نصيب….

هي قالت بقلق: يعني إيه؟ هيرجع يخطفني تاني؟!

بص لها من غير ما يتهرب: متخافيش انتي مش لوحدك… وأنا مش هسمح لحد يقربلك واصل

الجملة اتقالت كأمر، بس اتسمعت كاعتراف مكبوت.

الخبر وصل العمدة إن كريم ضرب رجالته… فابتسم وهو بيحضر الضربة الأخيرة.

بعت ورق للمحكمة فيه بلاغ إن كريم مخبي “جارية هاربة من حكم قضائي” وإنه استغل شغله في النيابة علشان يحميها، وكمان شهادة مزورة إن حسن ما ماتش… وإن كريم حاول يزور محضر وفاته علشان يخبي أثر الجريمة.

الضربة كانت تقيلة… لأن أي شك في نزاهته المهنية ممكن ينسفه من مكانه.

بعد يومين… اتمسك كريم باستدعاء رسمي للتحقيق في تجاوز مهني، وجاله تحذير من رئيس النيابة إنه لازم يقدم توضيح أو يتنحى مؤقتا.

وهو راجع البيت وشه ماكانش فيه لونه، وباله مشغول بصورة واحدة بس… إنها تخرج من تحت جناحه وتتسلم للعمدة الظالم….

فتح الباب وشافها بتوضب السفرة. بص لها ساعتها بنظرة مختلفة… مش خوف عليها وبس، ده خوف منها كمان.

قال بهدوء غريب: لو أي حاجة حوصولت ليا… انتي هتطلعي من اهنيه فورا… على مكان آمن.

ردت بعناد لأول مرة: لاه أنا مش هرب تاني…… انا مش هعملها واسيبك وانت اللى فيه ديه بسببي اصلا.

وقف قدامها، عينه فيها وجع مكبوت، وقال ببطء: المرة دي… الهروب مش خوف. المرة دي عشان أنا اللي بقيت السبب….. وخايف اقصر فى حمايتك ووقتها مش هسامح حالي العمر كله…





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى