رواية ويبقي هذا السواد نجاتي الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم حور قاسم – تحميل الرواية pdf

رواية ويبقي هذا السواد نجاتي الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم حور قاسم
ويبقى هذا السواد نجاتي
____________________________
رأها وهي تنزل من الاعلى وتحمل حقيبة كبيرة دقق وجد ان هناك حقائب اخرى في الاعلى
وقفت امامه وهي تنظر له بندم وقالت “اريد الذهاب……..”
نظر لها بصدمة فأي ام هذه التي تريد ترك اولادها وتترك زوجها هو يعلم انها متغيرة الفترة الاخيرة ولكن ليس لدرجة الرحيل”ماذا……؟؟” قالها بصدمة
نظرت له بعيون محمرة من كثرة البكاء ومحاولة كتم البكاء الان وقالت “انا اسفة…….. انت لا تستحق هذا” انهت جملتها بهمس لم يسمعه احمد بوضوح
نظر لها احمد بعدم فهم “بماذا تهزين داليدا………؟؟؟”
ضغطت على يد حقيبتها بشدة وقالت ودموعها تنزل بغزارة”وداعا”
امسكها احمد من يدها وقال وهو ينظر لها برجاء وعيون لامعة لا يصدق ان حبيبته وزوجته وكل شئ في حياته ستذهب بل ومصرة على ذلك يعرف انه اهملها في الاونه الاخيرة ولكن لقد انشغل بالعمل “داليدا انا اسف سوف……. سوف اعود مثل الاول صدقيني لن اهملك” ثم احتضن وجهها “سوف نربي غيث وريم معا و….”
قاطعته وهي تزيل يديه ونظرت له بحزن شديد وقالت وهي تحاول السيطرة على بكائها “ارجوك احمد لا تزيد المي……لن استطيع تربيه غيث وريم…… لقد انتهيت”
ثم استكملت وهي تمسح دموعها “هذا هو مصيرنا…… انا اسفة بشدة احمد……. رجاءً احمد ان تطلقني “
ثم ذهبت من امامه نظر الي اثرها بعيون غير مصدقة وجلس على مقعد كان قريب منه يريد ان يعرف ما الذي حدث لها فهي في السنوات الاخيرة كانت غريبة جدا وابتعدا عن بعض كثيرا
وضع يديه على وجهه وتنهد بحزن واخذ يفرك جانب وجهه ليخفف من حدة الم رأسه
“داليدا” قالها بحزن وكأنها يستدعيها ان لا تتركه في هذه الحاله ماذا سوف يقول لإبناءه كيف سيكمل حياته بدونها نعم لقد اهملها ولكن مجرد وجودها معه يختلف كثيرا……….

رن هاتف غيث وهو يأكل في شقته وجد المتصل يونس
اجاب “يونس كيف حالك……؟؟”
قال يونس وهو يتنهد بتعب ويفرك كتفه”بخير الحمدلله وانت….؟؟؟”
“الحمدلله بخير”
قال يونس بسرعة وهو يتأمل ورق امامه “لقد تأخرت عليك في امر مريم ولكن بسبب انني كنت اريد ان اعرف عنها كل شئ حتى اساعدك بكل استطاعتي والان الحمدلله جمعت كل شئ عنها وعن والدها “
لا يعلم غيث لما اتى في تفكيره مريم التي يقابلها ربما لأنها الوحيدة بحياته التي تسمى مريم او الوحيده التي يهتم لأمرها بحياته
ركز غيث في حديث يونس فاخيرا وجدها
“حسنا عمرها واحد وعشرون عاما كانت متفوقة في دراستها جدا ولكنها لم تدخل الجامعة لا اعلم لماذا ولكنها حصلت على مجموع ممتاز وتعيش مع والدها فقط في ******** ويملك والدها ملهي يدعى Above the sky في ****** ويمكث هناك معظم الوقت وفي بعض الاحيان كانت تذهب هناك ولكن ظلت الفترة الاخيرة لا تذهب وهناك البعض قال انها……” صمت يونس وهي يقول يحاول انتقاء الكلمات بعناية شديدة “انها تعمل به ولكن لست متأكد من هذه المعلومة كما انها تذهب لمقهى يسمي ***** في وقت متأخر وتمكث هناك كثيرا” رجع يونس بظهره للخلف ولكنه تذكر معلومة مهمة لم يقولها “صحيح والدها صديق هشام العريفي وهي منتقبة”
كان غيث في حاله صدمة تامة فالملهى والمقهي هو يعرفهم جيدا
هل يعقل ان تكون مريم التي يقابلها هي مريم التي كان يتحدث عنها يونس يا الهي
فاق من تفكيره على صوت يونس الذي اكمل حديثه ولكنه لم يسمعه
قال غيث بتشتت وهو يحاول جمع الكلمات “حسنا……. يونس جزاك الله خيراً سوف……. الان اذهب…… معذرة يونس ” اغلق غيث سريعا
تعجب يونس من تصرف غيث فهو دائما هادئ ومتريث ولكن لابد لأنه علم كل هذه الاشياء دفعة واحده ولكن كان يجب ان يخبره كل شئ
اغمض عينيه وكان سيذهب في سبات عميق ولكن قاطعته
يدين تدلكان كتفيه برقة ابتسم يونس بمكر ثم جذب يدها الي ان اصبحت امامه ثم جذبها لتقترب منه اكثر وقبل بطنها الكبيرة وقال “انا اعشق هذا الحمل وهذا الطفل الذي يجعلك هكذا”
ضحكت بدلال واخذت تداعب شعره بحب
تأملها يونس بحب بهيئتها التي اصبح يعشقها بشدة فهي اصبحت اجمل بالحمل ابتسم لها بخمول بادلته اخرى بشغف ارجع رأسه للخلف وفجأة نهض كأنه كان يستجمع قواه وجذبها لحضنه وقبلها اعلى رأسها………….

كان يجلس على الاريكة ويضع يده خلف رأسه وجد هاتفه يضئ باسم غيث نهض سريعا وتوجه للشرفة ليتحدث براحة
“اريد رؤيتك لامر هام” قالها غيث بجدية
اجابه بهدوء وهو يتأمل المنظر امامه”حسنا يمكنك ان تأتي الملهي اليوم”
اردف غيث “حسنا وداعا”
تعجب من جديته البالغة شرد وقال بهمس “يبدوا ان كل شئ سينكشف قريبا”
ثم اخذ نفس عميق وزفره على مراحل….

كان يستلقي على الفراش وشارد في ذكرياته وهي تداعب شعره لتهدأ تشنجات جسده قليلا
قالت بحنان “ما بك احمد……؟”
تنهد بحزن وقال “لست بخير رقية……… لست بخير”
تأملته بقلق شديد فهو اصبح حزين وشارد في الاونة الاخيرة
قالت وهي تداعب ذقنه بخفة “كل شى سيصبح بخير لا تقلق انت”
نظر لها بحزن وعيون لامعة وانقلب الي الجهه الاخرى وقال بصوت مختنق”اغلقي الاضائه اريد النوم”
نظرت له بحزن وقالت بحذر “الن تأكل…..؟؟؟”
قال بجدية “لا”
ربتت على ظهره وقبلته اعلى رأسه وخرجت بعد ان اغلقت الاضائه
وقفت واستندت على الحائط تنهدت بتعب
فكرت ما هذا الشئ الذي يعكر مزاج زوجها الحبيب
خرجت عائشة من غرفة جانبه بعد ان انتهت من تنظيفها وجدت رقية تستند على الحائط ويظهر على معالم وجهها الحزن قلقت وقالت “هل انتي بخير خالتي”نعم لقد اتفقت معها رقية ان تناديها بهذا اللقب فلقد احبته
فتحت رقية عينيها وابتسمت وقالت بعبث وهي تلف يدها حول كتفيها وقالت بمكر”تعالي معي عائشة اريدك لأمر ما”
ابتسمت لها عائشة بلطف وقالت بخفوت “حسنا”
…………….

جلست قبالته بعد ان اتى من الخارج وقالت بتوجس “هل اخبرته…..؟”
اجابها بهدوء “نعم يجب ان يعرف كل شئ”
نظرت له بتوتر واخذت تفرك يديها “ولكن هك……”
قاطعها وهو يفك يديها عن بعضهما وامسكهما وقبض عليهما “داليدا اهدأي كل شئ سيعرف قريبا وانتِ تعلمين ذلك جيدا”
قالت وهي تتذكر ما فعلته بالماضي “اعلم ولكنني……. “
“انتهى….. كل شئ انتهى كل هذا ماضي” ثم اكمل وهو يمسح على وجنتها برقة”انسيه داليدا انسيه”
لمعت عينيها وهي تقبض على يديه هذه المرة “لا استطيع لا استطيع…….. لا استطيع تصديق انني كنت بهذا السوء و……..”
“اشششش ما حدث قد حدث لن تستطيعي ان تفعلي له شئ او تغيريه ولكن نستطيع اصلاح المستقبل وهذا ما نفعله”
نظرت له بأسف ابتسم لها بحنان واحتضنها بحنان ومسح على شعرها

نزل غيث من سيارته ونظر لواجه الملهي بتدقيق فهل يعقل ان تكون مريم تعمل هنا حاول طرد هذه الفكرة من رأسه ولكن دون ارادته تأتي
وقف امام باب مكتبه اذا هذا هو عاصم زوج رقية ووالد مريم
جلس غيث امامه وهو يفرك يديه بتوتر
دخل المكتب بعد ان اذن له عاصم بالدخول وجده يجلس على مقعدة ويعقد يديه ويضعها على المكتب امامه وينظر له بهدوء وكأنه كان يعرف ما به….
جلس غيث على مقعد امام المكتب بتوتر
لاحظ توتره قال بهتمام “ما بك……؟؟”
نظر له عاصم بجدية وجد في عينيه اسئلة كثيرة
اخذ نفس عميق “تريد ان تعرف الحقيقة…..؟؟”
قال غيث وهو ينظر له بنفاذ صبر “كل شئ……. كل شئ ارجوك “
تنهد وقال بهدوء “حسنا غيث……….”
___
