Uncategorized

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني الفصل السادس والاربعون 46 بقلم اسماء جمال – تحميل الرواية pdf


مراد وصل بيته ..إبتسم بمنتهى الحب و مدّ إيده لمارد اللى بتلقائيه و من غير تردد مسك إيده و ميّل عليها باسها قوى
دخلوا سوا ضامّين بعض و كل واحد فيهم بياخد نَفس براحه كإنه بيتنفسه .. كإنه كان مخنوق براه و ماصدق رجع عشان يتنفس من تانى
مراد لفّ ضهره للبيت وراه و إداهم وشه اللى عليه إبتسامه رضا لأول مره من سنين كتيره
مراد اخد نَفس بصوت عالى : برغم كل حاجه الحمد لله على جمعنا تانى .. و قبل اى حاجه انا كنت موصّى اما اموت اطلع من هنا .. من المكان اللى جمعنا عشان ربنا يجمعنا عنده
بس طالما ربنا كان ارحم منى و منكوا و جمعنا .. يبقا لازم قبل اى حاجه اشكره .. انا اصلا مش عارف ايه ممكن يتعمل شكر لربنا على رحمته بيا دى
همسه بصّتله كتير .. حاسه ان قلبه هو اللى بيتكلم .. عينيه من صدقها هى اللى بتقول
مارد إبتسم و ليليان كمان .. دخلوا بيلفّوا ف البيت بعشوائيه و عيونهم بتلمع و مراد معاهم
شاورلهم على فوق ف طلعوا و هو وراهم
همسه فضلت لحظات ف مكانها
مراد لفّ وشه ناحيتها و هو ع السلم : لا هينفع اجبرك تعيشى معايا و لا هقدر اعيش ثانيه واحده تانيه من غير ولادى و لا هعرف احرمك منهم
مش عاارف .. بس اللى عارفوه إنى عمرى ما هفرض نفسى عليكى بالغصب .. حتى لو روحى ف إيدك و انتى مش عايزانى هتلاقينى بسيبهالك .. ف متقلقيش انتى ف امان منى
همسه إبتسمت و حاجه جواها خلّتها نطقت باللى معرفتش بعدها هى قالته ازاى : و انا لو مش عايزاك مكنتش عيشت على ذكراك السنين دى كلها و انا مش عارفه حتى إسمك ..
و الطلاق الذكرى اللى المفروض إنها ع العشق ده تبقا اسوء ما بينا تتحوّل ف بُعدك الذكرى الوحيده اللى شايلهالك عشان تفضل محفور جوايا
مراد ابتسم على تلقائيتها و هى عضّت على شفايفها بعدها.. مدّلها إيده و هى إبتسمت و إتحركت بخفّه عدّته و طلعت لفوق
مراد إبتسم بلمعه كإنه بيقع ف حبها من اول و جديد
طلعوا و مراد سابهم يكتشفوا اوضهم بحاجتهم لوحدهم و وقف يتفرج ع الحلم اللى بيتحقق قدامه
دخلوا اوضهم و هو شاور لهمسه على اوضتهم و إبتسم : إعتبريها اوضتك لحد ما ربنا يحنن قلبك عليا يا واجعه قلبى

همسه إبتسمت و سابته و دخلت .. كل حاجه رغم ان نمطها من سنين يعنى مش موضه جديده إلا إنها راقيه جدا و متميزه .. كل حاجه جميله .. جديده مش منظر حاجات مركونه من سنين كتيره .. و نضيفه جدا و لا كإنه لمسها التراب
الاوضه بكل ما فيها كانت ابعد ما يكون عن إنها كانت مهجوره
فتحت الدولاب و إتفاجأت بهدوم شكلها و هيئتها بيقولوا إنهم بتوعها .. كل حاجتها موجوده .. برفانات .. ميكاب .. حتى توك الشعر..
حتى لو صلاحيتها منتهيه موجوده .. حتى الحاجات اللى مراد كسرها قبل كده قدر يحتفظ بيها و يرجّع كل حاجه زى ما كانت تانى بعد ما هِدى
دموعها إبتدت تنزل بصمت .. كل حاجه من اللى حواليها المفروض تسعدها .. إنها لقت حبيب كان عايش على ذكراها كل العُمر ده .. ده شئ المفروض يسعدها
بس العكس .. كل حاجه كانت بتقهرها اكتر .. بتبيّن حرمانها .. بتعرّفها مدى حجم الخساره اللى كانت خسرتها من غير ما تعرف
قدرت دلوقت بس تفهم ليه كان قلبها موجوع ف كل اللى فات .. عشان اللى خسرته مكنش شويه
مراد برا بس حاسس ب احساس كل واحد فيهم ف اللحظه دى ممكن يكون شكله ازاى

مارد دخل اوضته .. كان متوقعها عاديه .. بس إتفاجئ بكل حاجته موجوده .. كل لعبه كانت بتاعته ف يوم .. و إتفاجئ بلعبُه كلها مسدسات و رشاشات و حاجات شبيهه بكده
إبتسم من بين دموعه اللى لمعت بمجرد ما دخل ..
سمع صوت الكلب بتاعه برا .. بيلف ناحيته لقى مراد واقف وراه و ساند ع الباب و مبتسم
مراد إبتسم : حبيبك مش قادر يصبر .. طلعلك
مارد حاول يمسح دموعه بس إيد أبوه سبقته
خرج للكلب اللى نط عليه و فضل يلف بيه
ليليان خرجت على صوتهم و ضحكت معاهم : ايه ده الكلب ده بتاعك؟
أبوها إبتسم لإبنه : مُريان ده الذكرى اللى عشت معاها كل السنين دى عشان منك
مارد إبتسم بغيظ : قصدك مراد ..أبوكى سمّاه مراد
ضحكوا و مراد أبوه حط إيده على كتفه : اعمل ايه مش كان بيفكرنى بيك
قطع كلامهم رن جرس الباب مارد نزل فتح و سليم دخل على وشه لهفه مجنونه
سليم بتوهان : بنتى فيين ؟ فيين ؟ هى رجعت صح ؟ مكنتش بحلم ؟ لالا مكنتش بحلم .. بنتى فييين ؟
مارد فهم حالته ف حاول يحضنه : حبيبى هى كويسه بس روّحنا اما صحيت و بقت كويسه هى و بابا
سليم و كإنه مش سامعه : مكنتش بحلم .. انا شوفتها امبارح .. كلمتنى .. سمعت صوتها .. صبحت انهارده روحتلها ع المستشفى ملقتهاش .. ده مكنش حلم .. بنتى فييين ؟
مراد بصّله من فوق : قتلتهالك
سليم طلع بلهفه لفوق : حبيبتى فين يا مراد ؟
مراد حاول يهزر بس حالة سليم منعته : ف اوضتها دخلت ترتاح شويه
سليم دخل اوضتها بيتلفّت بتوهان لحد ما لمحها
همسه كانت سامعاهم من جوه و بمجرد ما سمعت صوت أبوها صوت عياطها المكتوم إنفجر و شهقاتها عليت و إتسابقت
سليم قرّب منها و نزل ع الارض جنبها و بشئ من التوهان شدها عليه ضمّها ف حضن طويل .. يمكن اطول من السنين اللى فارقته فيها كلها
همسه بتلقائيه و هى بتحضنه صورتها مع مراد و ولادهم اللى كانت ماسكاها وقعت من إيديها إتكسرت …همسه بصّتلها بحسره كإن قلبها اللى إتكسر .. كسرة الصوره و فرقة كل حته فيها لوحدها جسّدت قدام عينيها فرقتهم الاربعه عن بعض ف إنهارت
سليم فهمها ف مسك الصوره جمّعها : هترجع احسن من الاول
همسه بمراره : مفيش حاجه بترجع يا بابا
سليم : لا هترجع .. مش انتى رجعتى ؟ يبقا كل حاجه هترجع
همسه بدموع : قلبى واجعنى قوى …قوى .. من ساعة ما جيت هنا و انا قلبى بيتقطّع
سليم ضمها بحب : ده بيتك يا همسه .. متتخيليش انتى كنتى بتحبيه قد ايه .. انتى مكنتيش بترتاحى بعيد عنه
همسه بتلقائيه : عشان كده مرتاحتش و لا لحظه من يوم ما خرجت من هنا .. 19 سنه وجع و الم و قهره
سليم : مراد بيعشقك
همسه بصوت بيطلع بالعافيه : سابنى ليه يا بابا ؟ سابنى للوجع ياكل فيا ليه ؟
سليم غمض بوجع : كل حاجه كانت غصب عن الكل يا همسه
همسه : غصب عنه يتخلّى عنى ؟ يوجعنى ؟
سليم : مراد عمره ما إتخلى عنك .. ابداا .. مهما حصل كان بيبقا جنبك .. و مهما كنتى بتعملى كان بيفضل معاكى .. انتوا عديتوا ظروف كتير سوا .. و هو عدّى الاكتر منها لوحده .. من غيرك
سليم إبتدى يحكيلها شكل حياتهم و علاقتهم و ازاى كانت بتعامله ف بدايتهم رغم وقفته جنبها .. و ازاى استحمل عشانها و إتهان و بقى عليها
همسه كانت بتسمعه بمنتهى الذهول .. دلوقت بس إتفسرت صورة وجعها و حرقة قلبها طول السنين دى ..
وقفت بتوهان : يعنى ايه ؟ يعنى كان بيحبنى للدرجادى ؟ يعنى كان ف إيدى كنز زى ده و خسرته ؟ ده انا مصبرنيش على وحدتى ف اللى فات إلا ان كنت عارفه ان ماليش حد
سليم بحب : مراد كان اغلى من الكنز و لسه على فكره .. قلبه نضيف قوى .. معرفش ازاى شكيتى فيه يوم إنه خانك ؟
همسه فضلت تلفّ بتوهان حوالين نفسها و مع كل لفّه عينيها بتقع على صوره شكل لهم سوا و ذكرى شكل و حاجه شكل مراد محتفظ بيها منها
همسه صرخت بصوت هز جدران البيت من مرارته .. صرخه نفضت جسم المراد برا
همسه إنهارت : لا يا بابا .. لالالا .. لااا .. متقولش كده .. قول إنه خانى .. قول إنه وحش .. قول مش هزعل .. قول إنك بتضحك عليا .. بتصبرنى بس .. بتراضينى .. بتواسينى بس الحقيقه إنه خانى .. خانى يا بابا صح ؟ قول إنه وحش .. قول إنه خاين .. قول إنه كان يستاهل إنى اسيبه حتى لو هتوجع ف بُعده .. قول إنه يستاهل إنى اسيبه حتى لو سيبته للعذاب
قول إنه مش كويس .. إنه وحش .. خاين .. إنه مره جرحنى .. اهانى .. قول و انا هسامحه
قول اى حاجه وحشه فيه .. قول إنى مكنتش بحبه .. إنه مكنش حبيبى .. إننا مكناش عايشين ف الجنه دى و إتحرمت منها
قربت مسكته بهيستريا : مراد وحش صح ؟ صح ؟
نزلت ع الارض بمنتهى الوجع و صوت بيروح : لالا قول اى حاجه غير إنى خسرت الخساره دى .. إنى خسرت روحى .. حياتى .. عمرى كله
سليم مقدرش يستحمل وجعها و لا يشوفها بالمنظر ده ف إنسحب من الموقف كله و خرج من الاوضه
عدّى على مراد واقف برا و سامع كل كلامهم و تانى دراعه ع الحيطه و كافى وشه ع الحيطه و مديهم ضهره و صوت دموعه اعلى و اكبر حتى من وجعهم و مراد و ليليان مش قادرين حتى يقرّبوا منه
سليم مشى من غير و لا كلمه .. الموقف كله على بعضه مفهوش حاجه تتقال .. مفهوش غير صوت القلوب الموجوعه
ليليان : إستنى هشوفها
فتحت بهدوء و دخلت لقتها قاعده ف الارض و سانده ع السرير و حاطه راسها بين رجليها و بتعيط بقهره
مراد برا سامعها و حاول يدخل بس متردد.. مارد لاحظه ف قرب منه بهدوء و ضمّه اخده و دخل عندها
ليليان قوّمتها قعّدتها ع السرير و قعدت جنبها و مراد قعد بهدوء جنبهم و مارد جنبه
لحظات صمت عدّت ع الكل لحد ما قطعها مراد
مراد بهدوء قام جاب مصحف و حط إيده عليه و لسه هينطق
همسه بصّتله بذهول و مارد حلّق عليه : انت هتعمل ايه؟ انت فاكر إنك محتاج تحلف او ان انا ممكن اسمحلك تحط إيدك على كلام ربنا عشان اصدّقك؟
مراد إبتسم للذكرى : و الله فى ناس قبلك طلبت منى ده .. ف حبيت اعملها قبل ما تطلبها تانى
همسه مفهمتش كلامه و هو عارف لإنها مش فاكره
مراد إبتسم : أمك اول يوم دخلت بيتى طلبت منى ده قبل ما تسمع منى
مارد بهدوء : و ليه؟ كانت عايزه تسمع ايه مهم ثوى كده لدرجة عايزاك تحلف عليه؟
مراد اخد نَفس طويل و خرّجه شويه شويه على هيئة كلام كتير ..كتير اوى
إبتدى يحكى من اول الحكايه .. من يوم ما سافر و عاصم معاه يجيبوا الميكروفيلم اللى إتسرق منهم ف المهمه اللى إتصاب فيها مهاب .. و إتحكم عليه بتصفيته وقتها .. و مساعدة سليم له يرجّعوه .. و رجّعوه و رجع على شقته شاف مها مراته ف حضن عاصم ف اوضته و اللى كان وقتها متجوز همسه
همسه كانت بتسمعه بذهول .. كل كلامه عكس عاصم النقيض للنقيض و مع ذلك مصدقاه .. مش عارفه حتى تشك فيه.. على عكس عاصم اللى مكنتش عارفه حتى ترتاح او تتقبّل كلامه ..
مراد كمّل اللى عملوه فيه عاصم و مراته و ازاى إتفقوا و حوّلوا الموضوع من زنا من عاصم لإغتصاب منه
و بعدها سرق اللاب بتاعه بالميكروفيلم اللى كان راجع بيه .. و إنه لبس قضية زنا زور .. بعدها بمساعدة سليم خرج منها و اثبت برائته بتقرير الطب الشرعى اللى اثبت إنها ف الرحم بتاعها مزيج من اتنين سائل منوى و ده معناه إنها عملت علاقه مع حد غيره قبله بساعات
و قبل ما يتحقق معاها هربت و بعدها عاصم هرب
حكالهم ازاى همسه راحتله تتأكد من الكلام ده و ازاى راحت معاه .. و ازاى جات قضية الخطف اللى أمها بلّغت بيها ساعتها اما إختفت
و ازاى هو و همسه لقوا عاصم اللى كان ف الوقت ده جوزها مع مها اللى كانت بردوا لسه مراته ف الشاليه مع بعض تانى و هى شافته و اللى حصل وقتها كله ..
و ازاى عاصم هرب و إتخلى عنها و سابها .. و اما اخدها المستشفى و ولدت ازاى سرق إبنها و بعدها لقوه و هو بيهرب بيه من البلد و ازاى إبنه إتقتل بالظبط ..
بعدها حالة همسه بالظبط و الورم اللى جالها و كان لازم تخلّف قبل العمليه و إلا مكنش عمرها هتبقى ام
و ازاى وقف جنبها ف محنتها رغم كرهها له
مراد تعمّد يتكلم بالتفصيل عن تفاصيل علاقتهم ف اولها و اد ايه كانت كارهاه و كانوا متفقين ينفصلوا و اد ايه استحمل منها لحد ما خلّاها تحبه .. يمكن عشان يوريها اد ايه واجهوا صعوبات كتير و عدّوها .. او يمكن كان عايز يقولها إنها حتى لو كارهاه و مش واثقه فيه ف قبل كده كانت كده و عرف يكسب حبها و ثقتها و يديها امل إنهم هيتخطوا المرحله دى من تانى
حكالها على معارضة اهله و أبوه و وقفته قصد الكل
و اد ايه حياتهم إستقرت و كانوا اسعد اتنين لحد ما قضية عاصم إتفتحت تانى
حكى عن تهديدات عاصم له بيها و بولاده و صورها اللى كان بيبعتهاله و مهما شدد الحراسه كان بيوصلها لحد ما أبوها هو اللى اجبره يطلقها لحد ما القضيه تخلص
بعدها راح لأبوه يشوف خلافه مع أمه و همسه عرفت بالطلاق و راحتله هناك و مشيت قبل ما تسمع ..
مشيت و مرجعتش .. عملت الحادثه و هو كان سافر و عقبال ما رجع كان عاصم سبك الموضوع و اد ايه لفّ كل شبر ف البلد عليهم لحد ما لقى الجثث و المعمل بلّغه إنهم هما

مراد خلّص و حكى حياته بعدهم كان شكلها ايه .. اد ايه عاش على ذكراهم العمر ده كله و كان عنده استعداد يفضل لأخر عمره ..
مراد بصوت مهزوز : و على فكره انا يوم ما رجعت قبل حتى ما اعرف بالحادثه و إنك بعيد بس ترتاحى روحت للمأذون مع أبوكى رجّعتك
مارد كان بيسمعه و ملامح وشه بتتبدّل من الغلّ للغضب للقهره للمراره و الوجع بس هو اللى ثابت
كان بيبصّ لأبوه بدموع على قهرته اللى عاش بيها عمره كله
كزّ على سنانه بغلّ اما افتكر الكلام اللى عاصم قالهوله .. عينيه دمّعت اوى اما افتكر إنه ف لحظه صدّقه و ازاى إتخدع بسهوله كده
همسه كانت زى التايهه و ليليان كانت بتعيط اوى ..

مراد خلّص و رجّع راسه ورا و غمض عينيه و سكت
مارد بدموع ميّل على رُكبه تحت رجله ..
مسك إيده باسها و من غير تردد ميّل على رجله و مهما مراد حاول يرفعه رفض
باس رجله و طوّل قوى .. شال كف رجله حطّه على راسه و فضل يبوس رجله التانيه
مارد بدموع : حقك عليا .. انا مش عارف ازاى صدقت فيك كلمه وحشه؟ ازاى سمعت اصلا؟
بس كان غصب عنى و الله .. انا كنت زى التايه .. كنت مقهور من كل حاجه .. لمجرد إنى عرفت ان أمى عايشه و انا اللى قعدت عمرى ده كله موهوم باليُتم .. و ليليان و اللى حصلها ..
كنت هموت من القهره ..و جاه بعدها غرام و رفض اهلها و معايرتهم ليا و كلام أبوها إنى ماليش اب
كنت زى اللى متلكك على تكه و هينفجر .. و التكه دى جات كلام عاصم اللى كان زى عود الكبريت اللى ولّع فيا و ف كل المراره اللى كانت جوايا من يوم الحادثه
بس و الله من جوايا عمرى ما صدقت فيك حرف .. كانت دايما جوايا حته مستنيه تسمعك .. و هتصدقك مهما تقول

انا بس بعدت غصب عنى .. خوفت عليك و الله .. من ساعة ما قضية الكلب ده إتفتحت و انا كل اللى بيقرّب منى بتصيبه لعنته
رحاب لمجرد إتشك إنها على علاقه بيا إتأذت .. مكنتش هعرف اسامح نفسى لو قرّبت منك و جرالك حاجه .. مكنتش هعرف ابصّ ف وش أمى و اختى تانى
و الله ده كان كل جواليا .. خوف عليك و عليهم مش اكتر ..
خصوصا إنى اول ما وصلتلك فضلت متابعك و عرفت إنك انت و الكلب ده بعيد عن بعض تماما ..
فقولت لو قرّبت منك هيقرّب هو كمان منك
طب انت عارف إنى اما دخلت المنظمه وسط الكلاب بتوعه اول ما شك فيا عشان يتأكد طلب منى اقتلك
انت متخيل؟ بس ده عشان هو عارف إنك اقرب ما ليا .. ف بالتالى يوم ما هيجى يأذينى هيأذينى فيك و دى حاجه عمرى ما كنت هعرف اسامح نفسى عليها .. ده مكنش شك فيك و حياة غلاوتك .. تقدر تقول هيسترية خوف من كتر ما مكنش عندى حد و لوحدى و فجأه لقيت اغلى حد ممكن يبقالى ..
مراد أبوه إبتسم بحب على صدق مشاعره .. و على خوفه عليه و خوفه على أمه و اخته
عرف وقتها بس هو ليه كان بيشد عليه عشان ينشّفه و كإنه قلبه كان حاسس
مراد إبتسم : بيقولوا اللقا بعد اى غياب حتى و لو يوم واحد بيجى بعده احضان و بتاع .. بيبقا فيه حضن كبير كده .. هو انا إتضحك عليا و لا ايه؟
مارد إبتسم من بين دموعه و كإنه كان مستنى كلام أبوه ده إشاره عشان يترمى ف الحضن اللى ياما حلم بيه ..
حضنه زى عيل صغير ما صدق لقى حضن يضمّه .. حضنه و طوّل ف الحضن قوى و كل ما يفتكر كل حاجه عاشها و شافها كان بيتكى على ضمته اوى ..
مراد شاركه ضمّته قوى .. حتى دموعه شاركه فيها

مراد : على فكره انا عندى الدليل لكل الكلام اللى قولتهولك .. كل الورق بتاع علاج همسه و عمليتها لسه موجود و تقدر تتأكد
قاطعه مارد و حط إيده على بوقه : و انا مش عايز اشوف حاجه و لا اسأل عن حاجه.. انت فاكر إنى ممكن اكذّبك ؟ ادوّر وراك ؟
مراد إبتسم و حضنه اوى …

همسه كانت زى التايهه .. عينيها مفتّحه قوى و شارده ف الولا حاجه .. إبتدت تتكلم زى اللى بتهلوس
حكت من لحظة ما فاقت بعد الحادثه .. و ازاى كانت صدمتها .. و كل اللى حكهولها عاصم .. سواء عن علاقتها بيه او علاقتها بمراد
و الحقيقه اللى زيّفها و ازاى أجبرها ع الجواز و حطها سنين ف مصحه نفسيه .. و ازاى حياتهم كانت بارده
مراد كان قمة وجعه إنه يسمع تفاصيل حياتها مع راجل تانى حتى لو بالغصب
همسه حكت كل حاجه لحد ما قدرت توصل لولادها ..حكت كل التفاصيل بس شالت منها ازاى عاصم كان بيلمسها بغلّ حتى لو علاقتهم موصلتش للسرير ..
بس فكرة إنه حتى يبصّلها اكيد كانت هتجرح مراد ف رجولته و هى محبتش ده
مراد كان عارف ان محصلش بينهم علاقه كامله بسبب اللى عمله فيه و اللى بيحمد ربنا إنه عمله .. عشان مش عارف لو مكنش عمل كده كان هيبقا احساسه دلوقت شكله ازاى و لا موقفه ايه ..
كانت بتحكى و هو صوت كزّة سنانه بيطرقع .. مطبّق إيده بغلّ .. مقهور من نفسه إنها وصلت لكل ده بسببه
همسه خلصت و سكتت .. حست كإنها نزّلت حمل تقيل كانت شايلاه طول السنين دى ..لأول مره تحس روحها خفيفه كإنها فراشه من خفّتها
مراد ساكت تماما و قرر يكبس وجعه ع الاقل عشانهم .. هما ف الوقت ده محتاجينه قوى عشان يستقوا بيه

ليليان قطعت سكوتهم بشهقه خرّجتها دموع .. و إبتدت تكمّل الحكايه من عندها
من لحظة ما فاقت بعد الحادثه و هروب روسيليا بيها و قعّدتها عند عبدالله جيرانهم .. بعدها سفرهم و ازاى اقنعتها بحكايه توهانها و هى صغيره و بعدها رجعوا روسيا .. و ازاى إكتشفت ان نضال مش أبوها و مساعدة مارد لها و محاولاتها تنزل مصر بعدها خطفها
حكت جوازها من رامى جاه ازاى و موته و تزوير جوازها من حاتم لحد ولادتها و حادثة الطياره و منها لحد اللحظه دى …

مراد أبوها إبتسم من بين وجعه : قلبى من اول لحظه شافك قال إنك روحى .. روحى رفرفت عليكى من قبل ما تشوفك .. نزلت المايه ع الصوت اللى شدّنى من قلبى لحد عنده
ليليان قامت و إتكوّمت ف حجره و هو ضمّها قوى عليه
ليليان بدموع : و انا عمرى ما نسيتك .. انساك ازاى و انت منك حته جوايا؟
مراد إبتسم : انا بجرى ف دمك اصلا .. انتى عارفه ان البنات كلها امهاتها هى اللى بترضّعهم .. انتى بقا انا اللى رضّعتك

ليليان رفعت راسها من حضنه و بصّتله بتوهان و هو ميل على راسها باسها : انا رضّعتك من دمى .. اول ما إتولدتى كان عندك تيتانوس و لازم تغيّرى دمك كله .. انا رفضت حد يشاركنى فيكى .. إديتك دمك كله عشان اجرى جواكى ..
ليليان دمّعت : عشان كده مفارقتنيش لحظه يا حبيبى
مراد إتنهد : كأنى قلبى حاسس إنى هتحرم من روحى
ليليان باست إيده : و لا يحرمنى ربنا منك زى ما هو محرمش قلبى منك و فضلت فيه كل السنين دى
مراد إبتسم و إنتبه لمارد اللى بيبصّلهم بضيق و على وشه غيره واضحه
أبوه بحب : وحشتنى يا مراد …انا من يوم ما سيبتنى و انا زى العاجز .. عجّزت بدرى و ضهرى إتكسر منك انت بالذات
مارد بصّله قوى بعتاب : انا بردوا؟
أبوه : اه انت يا مراد .. إبنى و حبيبى و سندى و ضهرى .. يبقا يوم ما تغيب لازم ضهرى ينحنى ..
من غيرك كنت بموت و انا عايش و عايش و انا ميت
مارد إبتسم و سكت كتير : عرفت منين الكلام اللى قولتهولى ف الجهاز؟
ابوه سكت بزعل : حقك عليا .. انا عارف إنى إتغابيت معاك .. كلام طلع منى وقت صدمه .. بس انت متعرفش اللى كان فيا .. انا كنت زى المدبوح .. انت متتخيلش كنت حاسس ب ايه و انا مش عارف اوصلكوا
مراد انا اخدت صدمة فراقك مرتين ..
مراد حكاله اللى حصل من اول ما شاف همسه لحد ما مارد جاله و فهم
مارد بضيق : حقك عليا .. كنت غبى صح ؟ بس انا كنت خايف متخيلتش نفسى اخسرك تانى

مارد سكت كتير و إبتدى يحكى من عنده من اول ما فاق من الحادثه .. إستثنى اللى حصل ف السنه اللى بعد الحادثه على طول و الإعتداء عليه ..
و حكى ازاى دخل الملجأ و ليه و امتى خرج .. و ازاى بعدها قابل يحيي و ساعده يدخل شرطه و خلّص و إشتغل ..
و علاقته بليليان و همسه كانت ازاى قبل ما يعرفهم ..
و ازاى همسه لجأتله و ازاى ساعدها و اللى عرفه كله من روسيليا .. و بعدها دوّر ورا عاصم و خلافهم إبتدى ازاى و زرعته وسط المنظمه و إنسحابه و نزوله مصر و القضيه اللى فتحهاله و قتل رحاب و ازاى سفّر همسه و اللى حصل كله لحد اللحظه دى ..

مراد إبتسم بوجع : شيّلتك الهم بدرى يا مراد .. بدرى قووى
مارد إبتسم عشان يخفف عنه : بس كنت قده صح؟
أبوه بثقه : طبعاا
مارد إبتسم : مش انت اللى قولتلى من و انت صغير كنت بجهّزك راجل مش دلوعة أمك .. من يوم ما إتولدت بحلم بيك ظابط و مش عارف اشوفك غير كده و مفيش ظابط طرى ف كنت بنشّفك عشان تعرف تشيل المسؤلية مكانى ف اى لحظه
أبوه : و دلوقت بس عرفت انى فعلا قدرت اعمل ده و اسيبك راجل لأمك و اختك
مارد : صحيح مكنتش معاهم قوى من اول الحكايه .. بس كنت شايل مسؤلية نفسى كويس برغم كل اللى جنبى .. و يوم ما عرفت أمى و ليليان خدتهم ورا ضهرى .. بس و لا عمرى خدت مكانك .. دايما مكانك محفوظ و مستنيك

همسه إبتسمت : انا مش عارفه لولا مارد كنا عملنا ايه؟ انا عمرى ما انسى يوم ما لجأتله لحظة ما عرفت ان ليليان بنتى و جالى جرى على طول .. مستناش حتى لتانى يوم
و وقفته معانا لحظه بلحظه
أبوه بغرور : إبنى يا همسه .. لازم يبقا فيه منى .. هو اصلا كله على بعضه منى شبهى
مارد إبتسم لهمسه : انا كنت بتحرك ناحيتك بتلقائيه .. حاجه جوايا هى اللى كانت بتتعامل معاكوا طول الوقت سواء انتى او ليليان ..
همسه : ده ساب شغله و حياته و قعد معايا مفارقنيش وقت العمليه .. ايام و اسابيع و شهور و انا ف حضنه
أبوه بصّله كتير : كان عندى حق .. قضاء ربنا دايما فيه رحمه .. و انت الرحمه من وسط قضائه .. انت اللى مسكت إيد ليليان لحد ما خرّجتها من وسطهم و فضلت جنب أمك .. عرفت ليه بقا بقولك انك انت بالذات منهم اللى غيابك كسر ضهرى ؟
عشان وجودك جنبى كان هيعمل كتير .. كتير قوى

فضلوا يتكلموا كتير .. كتير جدا .. لحد ما كل واحد فيهم حس إنه جسمه بيخفّ من الهموم اللى بيرميها من عليه
مراد إبتسم : يلا غيّروا هدومكوا عقبال ما اطلب اكل .. انا لأول مره من سنين احس إنى واقع من الجوع اصلا

بعد ما مشى خطوتين : الا صحيح الست روسيليا دى فين بقا؟
همسه : مرضيتش تنزل معانا ..قالت هتفضل هناك لحد ما القضيه تخلص بعدها يبقا تقرر هتعمل ايه
مارد : هى تقريبا حسّت ان مالهاش مكان بينا خاصة ف اللحظه دى فقررت تفضل بعيد
ليليان بزعل : بقت لوحدها رغم اللى عملته عشانى
مراد أبوها إتنهد و سكت
ليليان بصّتله بعتاب : بابا هى مالهاش ذنب .. هى ضحيه زينا و كفايه اللى عملته عشانى
مراد أبوها بغيظ : بس خدتك ف حضنها ف الوقت اللى انا كنت بموت من غير حضنك
ليليان إبتسمت بحب : و حافظت عليا كل ده و حمتنى من الكل رغم إنها عرّضت نفسها للخطر
مارد : و إتنازلت عن ورثها بين عاصم و نضال مقابل حمايتك دى و انا إتأكدت من ده بنفسى
مراد أبوه إبتسم بغيظ : بردوا .. مش عارف ابلع حتة إنها بنتى معاها و انا إتحرمت منها
كلهم إبتسموا و مراد إنتبه لحاجه و خرج
مارد راح اوضته و شويه و أبوه خبّط عليه و دخل
أبوه إبتسم : عارف إنك لسه مجيبتش حاجتك .. جيبتك هدوم من عندى
قبل ما مارد يرد أبوه اتحرك بسرعه و هو خارج : يلا غيّر و انزل ناكل مع بعض
خلّصوا و نزلوا إتلمّوا ع السفره .. مراد إبتسم بحب لإبنه اللى شايفوه نسخه منه بالذات ف هدومه ..
كان بيبصّلهم بلهفه .. بعشق .. كان ف حاله من اللاتصديق .. معقوله اللى هو فيه؟
مكنوش الاربعه بيتلمّوا إلا ف كابوس يجمعهم عند اى حد منهم .. او ف المقابر بس بشكل مزيّف اسامى بس
معقوله إنهارده الوشوش إتقابلت ؟
خلصوا اكل و قعدوا كتير .. كل واحد فيهم طلع على اوضته .. ناموا كإنهم لأول مره من سنين يناموا
مراد صحى على موبايله .. سليم بيبلّغه إنهم جايين و همسه مامتها عايزه تطمن عليها
قام بحيويه و كإنه رجع بالعمر لورا خالص .. اخد حمام و خرج ..
كان لسه هيروح لليليان إبتسم بحب و راح الاول على اوضة مارد …خبط و فتح لقاه نايم بعُمق .. فاضل واقف كتير يبصّله بحب .. قرّب قعد جنبه على حرف السرير
قلبه بيرفرف .. لسه مش عارف يصدق .. حط إيده على راسه و فضل يتمتم بذكر ربنا
قام بهدوء يخرج مارد مسك إيده باسها بصوت كله نوم : نمت و قمت و لا منمتش اصلا؟
مراد إبتسم : ده انا نمت و لا كإنى عمرى نمت قبل كده .. و لولا صحيت على صوت سليم مكنتش هقوم
مارد : هو هنا؟
مراد و هو خارج : ع الطريق جاى هو و ستك و مهاب و ولاده ..حبيبى لو لسه عايز تنام خليك
مارد إبتسم و مراد غمزله : غرامك جايه مع أبوها على فكره
مارد ضحك بصوت عالى : غرامى؟ لاء كده اقوم اشوف حكايه غرامى دى
مراد غمزله : ننزل الاول بعدها انت اللى هتقولى على حكايه غرامك
مراد خرج راح على اوضه ليليان .. خبط براحه و دخل
إبتسم و قعد جنبها ..
ميّل على راسها باسها بمنتهى الحب .. لف دراعه حوالين راسها و اخدها ف حضنه
فضل يلعب ف شعرها بإيده التانيه لحد ما واربت عينيها و إبتسمت
ليليان بصوت مبحوح : احلى مسا ده و لا ايه؟
مراد إبتسم : لازم يبقا احلى مسا مش إصطبحت فيه على احلى حاجه ف الدنيا
ليليان إبتسمت : انت منمتش و لا ايه؟ انا كنت حاسه بيك كل شويه جنبى و تخرج
مراد : قلقتك؟
ليليان : لاء بس كنت حاسه بيك انت اللى قلقان
مراد إتنهد : كنت خايف يا ليليان .. خايف لاكون بحلم و انام و اصحى الاقى نفسى لوحدى من غيركوا
ليليان رفعت نفسها نص واحده ع السرير و خدته هى ف حضنها : بعد الشر عليك حبيبى من الخوف .. ربنا عمره ما هيفرّقنا تانى .. ربنا ارحم من كده
مراد : ياارب
يلا بقا جدو سليم و تيتا على وصول .. قومى إجهزى عقبال ما اشوف سمسميه صحيت هى كمان و لا ايه ؟
ليليان غمزتله : سمسميه هاا ؟ و انت بقا متعرفش صحيت و لا لاء؟
مراد إبتسم : لاء دخلتلكوا انتوا الاول
ليليان فهمت إنه مكنش معاها ف اوضه واحده ف سكتت بإحراج : مكنش قصدى
أبوها باس راسها و غمزلها و خرج و هى قامت تجهز

مراد خرج وقف شويه بتردد قدام اوضة همسه بعدها خبط براحه
فتح بهدوء و دخل .. لقاها نايمه .. شبه الملايكه ف هدوئها .. وقف كتير مكانه بس عينيه متعلقه عليها .. دخل و قعد جنبها
شال شعرها من على وشها بشويش و فضل يبصّلها بحب .. كل حاجه فيها واحشاه ..
طول السنين دى كان عارف إنها واحشاه و حتى اما شافها و إختفت وحشته اكتر .. بس اما رجعت دلوقت إكتشف إنها اكتر من وحشاه .. و كل ما يبصّلها توحشه اكتر
كل ما يفتكر جنونه قدام قبرها على لحظه واحده تجمعهم توحشه اكتر و اكتر
و كام مره إتمنى صوتها و لو ثانيه يتجنن ف لهفته عليها اكتر
قرّب بحب باس عينيها و هى مغمضه و باس وشها بكل ملّى فيه .. بعدها خطف شفايفها
كان ناوى بهدوء عشان يترقّب رد فعلها بس اول ما داقهم إتجنن .. هدوءه إتحوّل عاصفه
كان فاكر هيرتوى بس عطش اكتر ..
همسه صحيت بس مرضيتش تفتّح .. من اول ما لمس شفايفها كإنه دبّ الروح ف جسم كان عايش من غير روح .. رجّعلها روحها اللى مفارقاها من سنين
مراد حس بيها من قلبها اللى لامس صدره و بيدق بعنف.. لاء ده بيرقص على حركة شفايفه
إبتسمت بينها و بين قلبها .. هى روحها كانت فيه للدرجادى ؟ لدرجة إنها طول ما مفرقاه كانت عايشه جسم من غير روح و بمجرد ما لمسها إتنفست كإن روحها اللى فيه ردّتلها

مراد سكت ثوانى بس ساب نفسه على وضعه و ساب شفايفه لامساها و إترقّب رد فعلها .. إستنى منها تصدّه او تبعده او حتى تقابله ببرود لمجرد إنه المفروض غريب عنها
بس هى لمجرد إنه لمسها حسّت إنها كانت زى العاميه و هنا النور رجع لعينيها مره تانيه عشان تشوف الدنيا من تانى

و لمجرد احساسها ده مدّت إيديها مسكت وشه و فتّحت بشويش مبتسمه : اول مره انام و احس إنى لازم اصحى .. لازم اقوم .. اول مره احس إنى لازم اعيش اصلا
مراد إبتسم على براءة قلبها : سليم جاى .. اطنّشه ؟
همسه قامت بسرعه بحماس : بابا ؟
مراد رفع نفسه : اه يا حبيبتى .. هدوهود عايزه تطمن عليكى

همسه سكتت شويه : كلمنى عنهم يا مراد .. ازاى واجهوا موتى؟ و بابا عمل ايه بعدى و انا ماليش خوات يعنى مكنش له غيرى ؟
مراد إبتسم و مسك وشها بعشق : أبوكى بس اللى مكنش له غيرك ؟ همسه احنا كلنا مكنش لينا غيرك
همسه إرتبكت من قُربه .. بصّت ف عينيه و لمحت فيهم عشق خلّاها مش عارفه ازاى شكّت ف حبه يوم
مراد قدر يقرا بسهوله ملامحها ف إبتسم : اللى حصل حصل خلاص خلينا ف اللى جاى
المهم إلبسى و اجهزى عشان خلاص تقريبا وصلوا
كل لبسك و حاجتك زى ماهى .. لحد بس ما اجيبلك اللى تحتاجيه
همسه هزّت راسها و هو غمزلها : لو عايزه مساعده يعنى
همسه غمضت عينيها بإحراج و هو ضحك اوى : انا بقول بس نساعد
زقّته لحد الباب و هو بيضحك : طب هقعد و مش هعمل حاجه
همسه : مضمانكش
مراد ببراءه مصطنعه : انااا ؟ خالص
خرّجته و قفلت الباب .. إتنهدت براحه .. كمية الامان و الراحه اللى إتولدوا جواها كانوا كفايه يمحوا اى اثر لأى وجع سابق
إبتدت تتحرك ف الاوضه بلهفه و شغف .. إختارت فستان هادى و رقيق و قصير شويه و حطت ميكاب خفيف و عملت شعرها و نزلت ..
مراد خرج من عندها خبّط خبطات سريعه و خفيفه على اوض مراد و ليليان من غير ما يفتح و سبقهم على تحت
نزل قابل أبوها و أمها و مهاب و مراته و مازن و غرام
مراد بغيظ : انتوا ايه اللى جابكوا ؟
مهاب ضحك بصوت عالى : و ربنا قولتلهم
مراد رفع حاجبه : و اما انت قولتلهم جيت ليه يا عملى الاسود؟
مهاب غمزله : حاسس بيك و ربنا .. اكيد عايز تطير
سليم رفع حاجبه و إبتسم بإستفزاز : ايه جايين ليه جايين ليه دى؟ جاى اشوف بنتى عندك مانع؟
مراد بغيظ : مش كنت هنا الصبح ؟ جاى تشوف قتلتها و لا لسه؟
سليم ضحك بصوته كله : يا ساتر على قلبك الاسود يا جدع .. بعدين متقدرش
مراد بغيظ : قتلتها .. و المرادى قطّعتها حتت ف اكياس و هحطهم ف التلاجه عشان ميبقاش فيها شك
سليم ضحك : و تهون عليك؟
مراد بعتاب : طب ماهو انا هونت عليك
سليم بحب : عمرك .. و الله لا هونت و لا هتهون يوم عليا يا أبو مراد .. ده كان شيطان و دخل بينا
مراد إبتسم من كلمة أبو مراد : مراد اللى بسببك شك فيا .. انت شيطانك كل مره يديك على دماغك و انا البس
سليم مفهمش و مهاب ضحك : اهو شيطانك اللى خلّاك ف الاول لبّسته قضية خطف و اغتصاب
سليم بفهم : انت لسه فاكر ؟
مهاب : ماهو إبنه شافها و لولا كده كان جاله اول ما وصله
سليم سكت و مراد بغيظ : مش بقولك انت تتجنن و انا البس

همسه نزلت عليهم و سليم راح عليها بلهفه حضنها
سليم : وحشتينى يا حبيبة أبوكى
همسه مكنتش فاكره اى حد بس كانت بتتحرك بينهم بتلقائيه .. مشاعرها ناحيتهم بتتولد من اول و جديد
همسه إبتسمت :هبقى كويسه متقلقش
أبوها لف دراعه على كتفها و مشيوا ع الصالون و امها راحت معاهم حضنتها
سليم : انا مشيت و سيبتكوا بالعافيه .. متتخيليش انا طول الليل كنت عامل ازاى .. انا كنت خايف اصبح اروح هناك ملقكوش و الاقيه مكنش اكتر من حلم كان نفسى فيه
همسه عينيها دمّعت : ربنا ما يحرمنى منك

مهاب من بعيد مع مراد : الحق حماك هياكلها منك
مراد بغيظ : و معشوقه الجماهير على رأى مارد مش فاكره حاجه و لا حد و جايه لحد عنده و مندمجه
مهاب بصّله قوى و فجأه إنفجر ف الضحك : انا قولت كده بردوا .. إنك هتشوف على إيديها ايام سوده
مراد عض شفايفه : تخيّل
مهاب ضحك اكتر : مش لو كنت سمعت كلامى و إتجوزت كان زمانك دلوقت جوز الاتنين يا قادر و ساعتها كانت هتبقا ماشيه معاك شاى بالنعناع
مراد سرح شويه و إبتسم : و اختك بقا كانت تلسع اكتر ماهى لاسعه

مارد نزل من فوق عليهم و مهاب و مراد إبتسموا
نزل و مهاب حضنه اوى : وحشتنى يا ابن الكلب
أبوه بغيظ : ما تتلم بدل ما الكلب يطردك
مارد إبتسم : امال فين مازن؟
مهاب غمز : مازن هاا ؟ عموما انا كلمت مازن و خلّيته يجى معانا عشان يقول لعمته حمدالله ع السلامه .. بس جاى ورا
مارد ضحك اوى : طب و الله اقصد مازن انت اللى دماغك حدفت
مراد أبوه غمزله : و غرام بلاش؟
مارد همسله : مابلاش لا يتجنن
مهاب إبتسم : هو انت فاكر انى ممكن ارفضك يا مراد؟ بجد فاكر كده ؟
أبوه بحده : امال اللى عملته كان ايه؟
مهاب : انا رفضت الطريقه مش الشخص .. و حتى لو رفضت الشخص ف مش إبن اخويا و اختى ابدا
مارد بضيق : اه قصدك ان اللى حصل هو اللى نصفنى .. لولا أبويا يخصك يعنى .. يعنى لو أبويا اى حد او مثلا معرفتش اوصله مكنش هيبقالى قيمه
مهاب بسرعه : لاء طبعا .. بس انا وصلتلى فكره غلط عن الشخص اللى لفّ على بنتى و جالها من ناحية تانيه غيرى .. و يوم ما روحت اشوفه ف المستشفى خلع
مارد بضيق : انا مخلعتش انت جيت و مكوّن فكرتك عنى قبل ما تسمعنى و بناءاً على كده واخد قرارك
يعنى اياً كان اللى هقوله مكنتش هتسمعه .. انت كل كلامك كان محوره فين أبويا و انا ف الوقت ده مكنش عندى اى فكره عنه ف مكنش له لازمه الكلام بقا
مهاب زعل من نفسه اما لقى مارد بيتكلم بضيق : طب و لو قولتلك حقك عليا هتقبل أسفى؟
مارد إبتسم و لسه هيتكلم مراد سبقه بحده : لاء
مهاب بغيظ : يا اخى خليك محضر خير
مراد بعِند : لاء
مهاب شد مارد و ضحكوا : لعلمك انا كنت اقرب حد ليك
مراد شدّه منه : كدااب
مهاب بعِند : طب و الله كنت أقربله منك
مراد بحده : انت فاكر ان ابن مراد العصامى يترفض؟ بيا من غيرى يترفض؟ ده عشان انت بس اهبل
شويه و مازن دخل معاه أمه و غرام .. الكل سلّم و دخلوا قعدوا و شويه و ليليان نزلتلهم
سليم قام وقف عند مارد اللى كان داخل عليهم بصنيه عليها عصاير و ليليان وراه بصنيه
مارد حط الصنيه بهدوء و عمل نفسه مش واخد باله و قعد بشئ من البرود
سليم كان فاهموه ف بص لمراد أبوه بغيظ : لحقت تفتن عليا ؟
مراد ضحك و هز راسه بإستفزاز
مارد عمل نفسه مش واخد باله و دوّر وشه و سليم بصّله رفع حاجبه : طب ايه رأيك هسلم ع الباربى قبلك
مارد إتصنّع الإنتباه : اه سورى
و قام بس ملامحه جامده مد إيده يسلم .. سليم إتجاهل إيده الممدوده و شده بعنف ف حضنه و قبل اى كلمه من مارد سليم دموعه نزلت على كتفه
مارد إتراجع و سكت بس شويه شويه قدام حضنه مقدرش يتصنع البرود اكتر من كده و ضمّه هو كمان
سليم بصوت مبحوح : و الله كان غصب عنى .. انت متتخيلش اللى احنا كنا فيه كان عامل ازاى من وقت ما عرفنا ان همسه كانت عايشه و مع الكلب ده و مش فاهمين اى حاجه و الاسوء مش عارفين نوصلها .. مكنتش اعرف إنك ف ضهرها .. افتكرتها لوحدها فخوفت الكلب ده يوصلها .. كنت عارف إنه مش هيسيبها ف كنت خايف عليها .. المره اللى فاتت طلقها و مسابهاش ف حالها ف توقعت إنه هيأذيها لو وصلها
مارد بتفهّم : بس ده ابدا ميدكش الحق إنك تتهم الراجل اللى ياما شال بنتك ف اعز ازماتها و لا عمره إتخلى عنها .. و فضل يدى مره ورا مره حتى ف غيابها كان بردوا بيديها …إداها عمره و شبابه و قلبه و حتى بيته اللى رفض حد يدخله بعدها و عاش عمره كله لوحده و لا حد ياخد مكانها .. مش متخيل انت ازاى شكي





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى