متسلسلة – عربية فصحي – جوف الأرض: البلور والنار ــ حتى الجزء الثاني ــ 26/10/2025 – سكس جديد 2026

المقدمة
تظن أنك تسير على أرض صلبة؟… إنك ساذج حقًا… إن الأرض بها عالمٌ آخر في الأعماق السحيقة. هناك، حيث ينحني الضوء ويتحول الصمت إلى صدى مخيف، يكمن عالمٌ لم يره نور الشمس قط. عالمٌ لا تحكمه قوانين عالمكم، تسكنه كائنات تختلف عن كل ما تعرفون، محفورة في صخور عمرها أقدم من الزمن نفسه.
في الآونة الأخيرة، بدأت الأرض تتململ بشكل غريب. هزات ليست كالهزات المعتادة، تأتي من أعماق لا تُقاس، وتصاحبها نبضات طاقة غامضة تحيّر علمائكم. أصوات لا مصدر لها… همسات صخرية لا تنتمي لعالمكم… واختفاءات غامضة في الكهوف والممرات العميقة، كأن شيئًا ما يسحب البشر إلى الظلام الأبدي تحت أقدامهم.
هل هي مجرد ظواهر طبيعية لا تفسير لها بعد؟ أم أنها علامات؟ هل هي علامات على أن الستار الذي يفصل عالمكم عن عالم آخر قد بدأ يُمزق؟
في الظلام الأبدي تحتكم، تُسمع الآن قرع طبول حرب. شعوب الجوف، التي عاشت في عزلة لآلاف السنين، منقسمة الآن على قرار مصيري. قرار يهدد بكسر الحاجز بين عالمين، وإطلاق العنان لقوة قديمة ومدمرة. منهم من يرى في السطح هدفًا يجب غزوه لاستعادة مجد ضائع، ومنهم من يدرك أن هذا الغزو قد يعني فناء كلا العالمين.
بينما أنتم على السطح تواصلون حياتكم اليومية، غافلين عن الحقيقة المروعة، فإن عيونًا تتوهج في الظلام تحتكم تنظر إليكم بترقب وشر دفين. وأصداء المعارك الداخلية في الجوف تتسبب في رجفات تصل إلى عالمكم. كل خطوة تخطونها على الأرض قد تكون فوق ميدان معركة لم تعرفوا بوجوده. كل محاولة لاستكشاف أعماق الأرض هي قرع على باب لم يُقدر له أن يُفتح أبدًا.
استمعوا… هل تشعرون بالرجفة المتزايدة؟ هل تسمعون الهمس القادم من الأسفل؟ إنهم قادمون… أو ربما أنتم من أيقظهم. والخطر لا يكمن فقط فيهم… بل في الجهل الذي يلف عالمكم، والقرار الذي يتشكل الآن في أعماق الأعماق.
مصير عالمكم كله يتوقف على صراع يدور في الظلام الأبدي تحت أقدامكم. فهل أنتم مستعدون لمواجهة ما يكمن في الجوف؟
للكاتب: @مرااد
دبيب في الظلام وهزة على السطح
كانت الهزة الأولى مجرد رجفة خفيفة، كأن الأرض تتنهد بعمق. لكنها تكررت. وازدادت شدتها. لم تكن هزات زلزالية عادية؛ فقد كانت مركزة في مناطق غير متوقعة، بعيدًا عن حدود الصفائح التكتونية المعروفة.
في جامعة كولومبيا، انحنى الدكتور إلياس منصور، عالم الجيولوجيا ذو الشعر الفضي الكثيف والعيون الحادة خلف عدسات سميكة، فوق الشاشات التي تعرض بيانات الزلازل. لم يستطع تفسير الأنماط الشاذة. كانت الإشارات تشير إلى مصدر عميق جدًا، أعمق من أي شيء سجل من قبل، وكانت تبدو وكأنها “نبضات” منتظمة وليست حركات عشوائية للقشرة الأرضية.
“هذا مستحيل…” تمتم لنفسه، بينما يقرأ قراءات طاقة غريبة مصاحبة للهزات. طاقة لم تُعرف لها مصدر طبيعي.
في نفس الوقت، على بعد آلاف الكيلومترات، ولكن في الاتجاه المعاكس… في أعماق الأعماق، حيث تنتهي خرائط البشر وتبدأ الأساطير، وبالتحديد في مملكة البلور، كان الملك ريان يرتجف، ليس من خوف، بل من قلق عميق.
كانت الهزات التي يشعر بها عالم السطح هي صدى لما يحدث في جوفه، صدى للصراع المتنامي الذي يهدد بتمزيق نسيج عالمه.
مملكة البلور لم تكن مجرد كهوف وصخور. بل كانت مدينة عملاقة نحتت في بلورات متوهجة تصدر ضوءًا لطيفًا يملأ الفضاء الأثيري. كان الباطنيون هنا يتميزون ببشرتهم الفاتحة التي تتكيف مع الإضاءة الخافتة، وعيونهم التي ترى في الظلام، وقدرتهم على التفاعل مع طاقة البلورات.
كان الملك ريان، سليل سلالة حاكمة عُرفت بحكمتها، يتمتع ببنية قوية وشعر داكن يتناقض مع بشرته، وعينين بلون الزمرد تعكسان عمق التفكير وعبء المسؤولية. كان يرتدي رداءً فضفاضًا من نسيج متين ومتوهج يدعى الكيميرا، ويحمل صولجانًا مرصعًا ببلورة مركزية في أعلاه تنبض بالطاقة. كان يجلس في قاعة العرش، حيث الجدران تلمع بضوء البلورات الحية، والأعمدة الضخمة تبدو كجذوع أشجار عملاقة منحوتة من الضوء.
أمامه، وقفت مستشارته الأمينة، “لينا”، امرأة عجوز لكن حكيمة للغاية، تتميز بخطوط دقيقة حول عينيها تحكي قصص قرون من الخبرة، وشعر أبيض كخيوط الكيميرا نفسها.
“الهزات تزداد يا مولاي. لم تعد مجرد تحذيرات. مملكة الصخور النارية تتحرك بجدية هذه المرة.” قالت لينا بصوتها الهادئ الذي يحمل ثقلاً.
أومأ ريان، قابضًا على صولجانه. “أعلم يا لينا. هم يفسرون النبوءة بطريقتهم، يتشبثون بالجزء الذي يتحدث عن ‘استعادة التوازن العظيم’، ويعتقدون أن هذا لا يمكن أن يتم إلا بغزو السطح والسيطرة على النور المفقود.”
سكت الملك ريان قليلا ثم تابع وهو مازال قابضًا على صولجانه. “لكنهم يتجاهلون الجزء الذي يتحدث عن ‘الدمار الأبدي لكلا العالمين’ إذا كسر التوازن بالقوة.”
أضافت لينا بحزن. “نبوءة الأجداد كانت واضحة: ‘حين يتلاقى الجوف والسطح بغير إذن، يبتلع الظلام النور، وتتجمد النار، ويضمحل الوجود.”
كانت النبوءة القديمة هي حجر الزاوية في تاريخ الباطنيين، لكنها كانت مبهمة، مفتوحة للتأويل. نشأ الباطنيون في هذه الأعماق بعد كارثة كبرى على السطح (الأساطير تختلف حول طبيعتها)، واختاروا العيش في عزلة لتجنب تكرار الدمار. لكن الآن، وبعد آلاف السنين، ومع تقلص مصدر الطاقة البلورية الذي يعتمدون عليه، رأت مملكة الصخور النارية، بقيادة ملكهم الجبار “دراكُون”، أن النجاة الوحيدة تكمن في الصعود والاستيلاء على موارد السطح.
مملكة الصخور النارية كانت تقع في مناطق بركانية من الجوف، يعيش سكانها في بيئة قاسية، تتكيف بشرتهم مع الحرارة الشديدة، ويستخدمون المعادن المنصهرة والطاقة الحرارية في صناعة أسلحتهم ودروعهم.
ملكهم، دراكون، كان شخصية مهيبة ومخيفة، يشتهر بقوته البدنية وقسوته. كان يؤمن إيمانًا راسخًا بأن الباطنيين هم ورثة السطح الشرعيون، وأن البشر مجرد غزاة يجب طردهم. كانت جيوشه قوية ومدربة على القتال في الظروف القاسية، وسلاحهم الرئيسي هو التحكم الغير محدود بالنار والصخور.
“دراكُون لا يهتم بالتوازن يا لينا، بل بالقوة. لقد حشد جيوشه عند الحدود الشمالية لمملكة الكهوف الصماء.” قال ريان.
مملكة الكهوف الصماء كانت مملكة صغيرة ومحايدة تقع بين مملكة البلور ومملكة الصخور النارية، وكانت بمثابة منطقة عازلة. شعبها كان هادئًا ومنعزلاً، يتواصلون نادرًا، ويعتمدون على الأصداء والذبذبات في بيئتهم الخالية من الضوء.
“يجب أن نتصرف. لا يمكننا السماح له بعبور أراضي الكهوف الصماء. هذا سيعني الحرب الشاملة في الجوف، قبل أن يصل إلى السطح.” قالت لينا بإصرار.
وقف ريان، وسار نحو نافذة البلور العملاقة التي تطل على مساحات واسعة من الجوف المضاء. كان يرى في الأفق البعيد توهجًا أحمر خافتًا، هو ضوء مملكة الصخور النارية. “ولكن الحرب في الجوف تعني إضعافنا جميعًا. وإذا تمكّن دراكُون من تجاوزنا، فلن يجد البشر أمامه ما يوقفه. وهم… هم لا يدركون ما يفعلون.”
لقد كانت هناك تقارير تصل إلى ريان عن “دبيب” متزايد من الأعلى. أصوات حفر غريبة، ذبذبات غير مألوفة. إنها محاولات البشر للوصول إلى أعماق الأرض. لم يدركوا أنهم يقرعون باب جحيم محتمل. كلما تعمقوا، زادت الهزات، وازدادت إلحاحية دراكُون في قراره بالغزو.
“سنرسل رسلاً إلى مملكة الكهوف الصماء لطلب العون. وسنرسل رسلاً إلى دراكُون، مرة أخيرة، علّ الحكمة تستقر في قلبه. لكن في الوقت نفسه… “ توقف ريان للحظة، ثم أدار وجهه نحو لينا، بعينيه الزمرديتين تحملان عزمًا حزينًا. “…استعدوا للحرب. جهزوا المحاربين، وشحذوا طاقة البلورات. لن نسمح لدراكُون بجرنا، ولا جر عالم السطح، إلى الهاوية.”
كان الهواء في قاعة العرش يكتظ بالتوتر. كانت بداية الصراع الداخلي في الجوف وشيكة، وهو صراع قد تكون له عواقب كارثية ليس فقط على الباطنيين، بل على عالم السطح الذي لا يزال غارقًا في جهله.
كانت الهزات على السطح مجرد قطرات المطر الأولى قبل العاصفة الوشيكة من الأعماق. وكانت مهمة ريان، ملك البلور الحكيم، تبدو مستحيلة: إيقاف جنون ملك آخر، وإنقاذ عالمين من دمار مؤكد.
للكاتب: مرااد
الفصل الثاني
وشوشات الأعماق وأصل الأساطير
لم يكن عالم الجوف مجرد فراغ مظلم وممل. لقد كان كونًا بحد ذاته، متعدد الطبقات، يتسع ويتقلص في أماكن غير متوقعة. كان الهواء فيه مختلفًا، يحمل رائحة المعادن الباردة والصخور والبلورات المضيئة.
الجاذبية كانت أخف قليلاً، مما يمنح الباطنيين خفة في الحركة لا يعرفها سكان السطح. كانت هناك أنهار تحت الأرض تتدفق بقوة، وبحيرات متلألئة تضيئها الكائنات الحية الدقيقة المضيئة.
الفضاء كان شاسعًا لدرجة أن مملكة البلور ومملكة الصخور النارية، على الرغم من كونهما القوتين العظمتين، كانتا تفصل بينهما مسافات شاسعة من الأنفاق والممالك الصغرى والبراري الصخرية العميقة.
في قاعة المخطوطات الأثيرية بمملكة البلور، كان الملك ريان يمرر أصابعه على صفحات قديمة، ليست مصنوعة من الورق أو الرق، بل من مادة شبيهة بالحرير تتوهج بضوء داخلي خافت. كانت هذه المخطوطات هي تاريخ الباطنيين، مسجلًا عبر الأجيال بلغة رمزية معقدة لا يفهمها إلا القليلون.
كانت لينا إلى جانبه، تقرأ رموزًا معينة بصوت هامس…
“الأساطير تقول إننا لم نكن نعيش هنا دائمًا يا مولاي.” قالت لينا. “بل جئنا من الأعلى، من عالم النور الساطع الذي يُسميه البعض ‘الأرض العليا.”
نظر ريان إلى رسم بياني يظهر كوكبًا ذو طبقات، مع طبقة عليا مضيئة وطبقة سفلى مظلمة. “الكارثة العظمى… ما هي طبيعتها بالضبط؟ هل كانت حربًا؟ أم دمارًا طبيعيًا؟”
“المخطوطات القديمة غامضة في هذا الشأن.” أجابت لينا. “تتحدث عن ‘شق في السماء’ و’نار لا تنطفئ’ و’اختفاء النور’. بعض الروايات تقول إن أسلافنا رأوا الكارثة قادمة، فبنوا ملاذات عميقة في الأرض وانسحبوا إليها، آخذين معهم بذور الحياة والمعرفة. روايات أخرى تتحدث عن أنهم طُردوا، أو أن عالمهم أصبح غير صالح للعيش.
هنا يأتي جزء النبوءة الذي يثير الجدل. النبوءة منسوبة إلى’الحكماء الأوائل’، وهم مجموعة من الباطنيين الأسطوريين الذين يُقال إنهم امتلكوا رؤية للمستقبل. تقول النبوءة…
“حين يضمحل النور الأخير، وتتشقق الصخور من العطش، ويهمس الغرباء من الأعلى، سيُكسر الختم العظيم.
إما أن يعود الأبناء إلى بيت الأجداد، فيستعيدوا التوازن العظيم، ويُزهر النور من جديد، أو أن تتلاقى العوالم بغير إذن، فيبتلع الظلام النور، وتتجمد النار، ويضمحل الوجود، ويتحول الكوكب إلى رماد بارد.”
“دراكُون يتمسك بـ ‘يعود الأبناء إلى بيت الأجداد’، ويرى في تناقص طاقة البلورات ‘اضمحلال النور الأخير’ وفي حفر البشر ‘يهمس الغرباء’. إنه مقتنع بأن ‘الختم العظيم’ هو الحاجز بين عالمنا وعالم السطح، وأن كسره هو مفتاح الخلاص.” أوضح ريان بأسى.
كانت طاقة البلورات الحية هي شريان الحياة لمملكة البلور، ومصدر الضوء والدفء والطاقة. في العقود الأخيرة، أصبح توهجها أقل قوة، وبدأت بعض البلورات في فقدان حيويتها. هذا التناقص كان ظاهرة حقيقية، وقد أثار القلق في جميع الممالك.
لكن بينما رأى ريان ضرورة البحث عن سبب التناقص وإيجاد حلول داخلية أو سلمية، رأى دراكُون أنها إشارة من النبوءة بأن الوقت قد حان للعودة إلى “بيت الأجداد” – السطح –
“ولكن ‘اضمحلال الوجود’ في الجزء الثاني من النبوءة لا يمكن تجاهله.” قالت لينا. “أسلافنا اختاروا العزلة لحماية أنفسهم وحماية السطح من تكرار الكارثة. ربما كانت الكارثة مرتبطة بطاقة الباطنيين أنفسهم إذا تم استخدامها بشكل خاطئ أو في بيئة غير مناسبة مثل السطح.”
كانت هناك مملكة أخرى ذات أهمية، وهي مملكة الكهوف الصماء. لم تكن قوية عسكريًا مثل البلور أو الصخور النارية، لكنها كانت تمتلك معرفة عميقة بالأنفاق والمسارات الجوفية. شعبها، الصامتين، كانوا ماهرين في التخفي والتنقل في الظلام المطلق، وكانوا يعتبرون أنفسهم حراسًا للممرات القديمة. ملكهم، رجل عجوز وصامت يُدعى “أورُن”، كان يُعرف بحياديته الشديدة وعدم تدخله في صراعات الممالك الأخرى. عبور أراضيه كان ضروريًا لمملكة الصخور النارية للوصول إلى الممرات المؤدية إلى السطح.
“إذا تمكن دراكُون من إقناع أورُن بالسماح له بالمرور، أو إجباره على ذلك، فسنواجه جيوشه في المناطق القريبة من الصدع الأكبر.” قال ريان، مشيرًا إلى منطقة في الخريطة حيث تبدأ الأنفاق بالارتفاع بشكل حاد نحو الأعلى. “هذه المنطقة خطرة بطبيعتها، ونحن لا نعرف الكثير عن عوالم السطح، ولا نعرف كيف سيتفاعل وجودنا معهم.”
الباطنيون لم يكونوا على دراية كاملة بالبشر. الأساطير تحدثت عن ‘كائنات ساطعة’ تعيش على السطح، تستخدم ‘نار السماء’ (ربما يُقصد البرق أو الشمس) و’معادن صلبة’ (ربما يُقصد الحديد والفولاذ). لم يكن لديهم فكرة عن المدن العملاقة، والتكنولوجيا المتقدمة، والأسلحة التي يمتلكها البشر. وكان البشر، بالطبع، يجهلون تمامًا وجود الباطنيين وقدراتهم.
“لقد أرسلنا رسلنا إلى أورُن.” قالت لينا. “نأمل أن يتمسك بحياديته ويرفض طلب دراكُون بالعبور. لكنني أخشى أن دراكُون لن يقبل الرفض بسهولة.”
في هذه الأثناء، في مملكة الصخور النارية، كان الملك دراكُون يقف على شرفة تطل على حقول التدريب المشتعلة. كان محاربوه، ذوو البشرة الداكنة والعيون المتوهجة، يتدربون بقوة تحت لهيب الشعلات المنبعثة من الأرض. دراكون نفسه كان ضخم الجثة، يرتدي درعًا مصقولًا من معدن بركاني أسود صلب اسمه الأوبسيديان، ويحمل فأسًا ضخمًا يتوهج بحرارة داخلية.
“الحمقى الجوفيون!” نادى بصوته الجهوري الذي يهز الصخور. “يظنون أن بإمكانهم إيقاف المد الزاحف للقدر! النبوءة واضحة! النور الأخير يختفي! والغرباء يهمسون من الأعلى! الوقت قد حان لاستعادة ما سُلب منا.”
كان تفسير دراكُون للنبوءة مدفوعًا ليس فقط بتناقص الطاقة، بل أيضًا بإيمانه الراسخ بتفوق جنسه وحقه في السيادة. لقد غرس هذا الإيمان في شعبه، محولًا القلق بشأن المستقبل إلى حماس للغزو.
“الكهوف الصماء لن تمنعنا!” صرخ دراكُون. “سيمر جيشنا فوق أجسادهم إذا لزم الأمر! ثم سنشق طريقنا إلى النور! إلى عالم الأجداد! وسنعيد التوازن العظيم بقوة النار!”
كانت الكلمات تشتعل كالنار في قلوب جنوده. لقد كانوا مستعدين للحرب، متعطشين للانتصار. بالنسبة لهم، كان الصراع مع مملكة البلور مجرد خطوة أولى ضرورية قبل المواجهة الكبرى مع عالم السطح المجهول.
إن اللعبة قد بدأت، والقطع تتحرك على رقعة شطرنج تمتد من أعماق الأرض إلى سطحها.
يتُبع في الفصل الثالث…
للكاتب: @مرااد





