Uncategorized

رواية السيد وسيم الفصل السادس عشر 16 بقلم ياسمينا احمد – تحميل الرواية pdf



“الفصل السادس عشر “

مر يومان والمنزل بدونها كئيب لم تخرج لتعد الإفطار، ولم تخرج للبلكون لترعى زرعها ولم يعد يشم رائحة طعامها الشهية، ظلت في غرفتها معتزلة عنه.

غروره يمنعه من دق الباب عليها، والجلبة التي يحدثها لم تعد كافية لإثارة فضولها للخروج.

فماذا يفعل حتى تعود كما كان؟! إنها تفعل كل شيء بغيابه حتى لا يضطر لندائها، تحضر حمامه وتترك طعامه بالمطبخ، ولم يجد حجة مناسبة لإستدراجها دون أن يجرح كبريائه لكنها لم تترك له خيار، إما ان ينزل عن عرشه إما أن يتحمل الألم بجسارة.

فعل ما لم يكن يوما يتوقع فعله وعاد ينتظر أن يراها بفارغ الصبر، تأهبت حواسه عندما سمع صوت التفاف المقبض، نظر باتجاه باب غرفتها منتظر رؤيتها، لم تكن شاحبة او حتى أعينها حمراء، كانت رائعة متوهجة كأنها كانت في رحلة صيفية وليس داخل غرفة.

لم يهزم النور بداخلها فهي تدرك أنها الشمس، لم تنظر باتجاه اتجهت صوب الثلاجة، لتضع كوب فارغ وتملئه بالماء المثلج.

اخذته وتحركت صوب غرفتها، فنهض ليعرقل سيرها بوقوفه امامها.

لم تتحاش النظر اليه لم تكن خائفة حتى، بل أرادت عتابه بقسوة على نكثه للوعد.

طوله الفارع الذي يسد عليها الطريق ووجه الغاضب، نظرته المعتذرة تعبيره كانت متضان، فهو بكامل قوته وبسطة جسده يقف امامها حائرا كطفل صغير.

قال بتردد:

-فين القميص بتاعي الابيض يا هانم؟!

رغم إنها التقطت تكبره على الاعتذار وحيرته من دونها، إلإ انها أبت التعاطف معه وجاوبت بإقتضاب:

-عندك ٣٦ قميص أبيض لو ما لقتش واحد اكيد هتلاقى ال٣٥.

حاولت تجاوزه فعرق سيرها مجددا، وقال بضيق:

-والغداء كان ناقص ملح.

ردت دون ان تحرك عيناها من عمق عينه:

-المرة الجاية هذوده.

وقبل أن تتحرك هذة المرة سألته:

– ممكن أعدي؟!

نظراتها وتحديها كانو إغواء بالنسبة له وكأنها اسطورة قديمة اسمها النداهة.

انسحب عادئد للاريكة ليسحب قفص كبير بداخله جوزين من العصافير بلون رائع مزيج بين الاصفر والبرتقالي قدمهم لها .

وقد أعجبها رؤيتهم، لأول مرة يتنازل عن معتقداته لأجلها هي فقط.
عاينتها بسعادة لكنها أتقنت إخفائها وحاولت تجاوزه وكأنه لم يقدم لها هدية يرفضها بشدة .

فأسرع يقف بوجها من جديد ثم انزلق على لسانه دون أن يدري قائلا :

– أنا آسف.

لم تخفي سعادتها بأول اعتراف و دليل على نجاحها لكنها حافظت على ملامحها الجامدة حتى تأخذ ما تريد.

ردت ب:

-اعتذارك مش مقبول.

رغم تفاجأه من رفضها، إلا انه رفض أن يتحرك هم بوضع يده على كتفها فرمقته محذرة.

ليقول مستسلما:

-أنا ما قصدتش أضايقك، بس غصب عني.

هتفت بضيق وهي تشيح وجهها عنه:

– ياريت تبظبط اعصابك لأن أنا كمان مش عارفة المرة الجاية ردة فعلي هتكون إيه؟

مال برأسه ليصل لمستوى نظرها وسأل سؤال عابث:

– هتكون إيه يعني؟

لم تهرب من عينه بل نظرت مباشرا له وجاوبته بقوة:

– طول ما انت غير متوقع توقع برضوا مني الغير متوقع.

صاح بإعجاب:

– أوه، بتعجبيني، كان المفروض أقابلك من زمان قبل الهري والعك اللي كنت بعكه.

ابتسمت له بغموض وهتفت:

-ما هو ربنا بيديك على قد نيتك.

غازلها قائلا بأريحية:

-صافية والله، وشاري وراضي ومعجب ونفسي نخرج سواء.

بإيماء قصير ردت:

-نخرج ومالوا.

هتف بحماس:

-انا هغير وهستناكي.

غادرت باتجاه الغرفة فظل يحدق بها حتى اختفت في غرفتها، تبدلت نظراته واتجه صوب غرفته هو.

..👑جميع الحقوق محفوظة لدي صفحة بقلم سنيوريتا 👑

مضت ايام لطيفة بينهم كان ودود للغاية، يستيقظ باكرا ليجلس بجوارها وهي تعد الإفطار ويخرج معها بكل الأماكن، لفت كل الانظار قصة الحب الجميلة التي لمعت بينه وبين الفتاة الجديدة اخباره كانت تنتشر بسرعة الضوء، صورهما كانت على كل منصات التواصل الاجتماعي، بدأ

بعض الشركات تستغل هذا الترند وتطلب منهما الدعايا لبعض المنتجات، بالطبع رفض وسيم فهو لديه ما يكفي من شركاته اضافة أنا بلبلته للرأي العام لم يريد من ورائها ربح بقدر، وأد حلا نفسيا ومحاصراتها وانهاؤها بالكامل.

وقد كان تدمرت حياة المسكينة التي لا تدرك العبة ولا تعرف الحيلة التي احتالها عليها.

في المطعم مكشوف يطل على النيل وفي ضوء القمر يجلسان معا على أحد الطاولات يتبادلان الأحاديث بسلاسة كلا من وسيم ونجمة.

-تعرفي انك بطلعي مني الكلام بسهولة انا معاكي حاسس إني سايب ايدي خالص.

ردت وهي تتناول الطعام:

-وأنا كمان، نفسي بتتفتح على الكلام معاك.

نظر في وجهها قليلا ثم قال:

-تعرفي انك حتى شكلك وملامحك فيهم جاذبية غير

طبعية، كام مخرج طلب مني انك تمثلي وكام ممول طلب انك تكوني وجهة للبرند بتاعة، بس انا قولتلهم كلهم دي اكتشافي بتاعتي لوحدي.

ابتسمت لإطرائه وقالت بمرح:

– يااه يا تري بقى عشان الجاذبية ولا عشان انا مع وسيم الهجري؟!

اجاب مبتسما وهو يحدق بها:

-الاتنين.

قهقهت على اجابته، وتابع هو مضيفا باهتمام:

-قوليلي يا نجمتي، ايه رأيك فيا، تقيمك يعني لشخصي.

لم تأخذ وقت للتفكير وجاوبت وهي تحدق به بتركيز:

– مافيش حاجة مش عجباني، انت جميل وجذاب، ولبق، وكمان حاليا بقيت أهدى وضيف انك بقيت بتتكلم

كان يزداد سعادة بإطرائها، حتى اضافت معلومة:

-حاجة بسيطة بس محتاج تهتم بيها.

تحفزت خلاياه وهو يسأل:

-إيه؟!

ردت وهى تتصنع الانشغال:

-إنك تواجه نفسك ما تدراش وراء كل اللي قولته.

هل هذا لغز جديد؟! ضم حاجبيه وهم بالتقصي.

لكن فجأة وبلا مقدمات وجد فوهة سلاح مصوبة نحو رأس نجمة وصوت سحب أجزائه يقطع الصمت.

.👑جميع الحقوق محفوظة لدي صفحة بقلم سنيوريتا 👑

لحظات من حبس الانفاس، وقضت نجمة ارعب لحضة عاشتها في حياتها، سابقا حاولت الانتحار بنفس راضية

الآن لا ترتعب من الموت .

وضعت يدها على صدرها هتف وسيم بصوت متزن لا يخلوا من القلق:

-نزلي المسدس يا سبيل

رفضت الفتاة التي بدات شاحبة وغير واعية، رغم جمالها الواضح لكن غلفه غيمة من الكأبة وسواد غير طبيعي اسفل العينين ونحافة شديدة كل هذا لم يطمس عينيها الزرقوتان الممتلئة بالدموع.

خرج صوتها مهتز وهي تهتف:

-سيبني اقتلها مش دي اللي خطفتك مني؟!

اشار وسيم للأمن الذي وقف على باب الشرفة الخاصة بالمطعم محاولا التدخل لمنع هذه الكارثة من الحدوث.

كرر وسيم بهدوء وهو يحاول السيطرة على الموقف:

-شيلي المسدس يا سيلي انا ماحدش يقدر ياخدني منك.

اختطف نظرة سريعة لنجمة وأردف:

-دي مجرد نزوة.

تفاجأت نجمة من جملته وتسمرت قليلا قبل أن تعود لتحدق للفراغ بصمت.

من جهة سبيل قالت بنبرة سقيمة، توضح معاناة طويلة

مع الألم والمخدرات:

– انا المفروض أكون مكانها، أنا اللي المفروض أكون معاك مش دي.

دفعت رأسها بالمسدس، واستمرت نجمة محافظة على سكونها.

قال وسيم بهدوء عندما أصبح قربه منها وشيك:

-هنرجع كل حاجة لمكانها الطبيعي، انت لو قتلتيها هتدخلي السجن، وانا هعمل إيه من غيرك، بلاش خلينا نمشيها ونفضل احنا الاتنين مع بعض للابد.

استشعرت نجمة ارتخاء يد الفتاة، بدت مصدقة وتنازلت عن رغبتها مقابل لين وسيم معها.

لكنها فجأة ودون مقدمات رفعت المسدس من جديد لتدفع به رأس نجمة وهي تهتف بغضب:

-وانتي ابعدي عنه مش عايزة أشوف وشك تاني.

حاولت نجمة التماسك، وعلى حين غفلة ضمها وسيم الي احضانة فتراخت يدها بالمسدس.

لم تتوان هذه المجنونة عن معانقته وقالت بتوسل بائس:

-هتسبني تاني يا سيم، اوعا تكون بتخدعني.

قال بهدء ويده تمشي على ذراعها محاولا الوصول للمسدس:

– لا يا حبيبتي أنا عمري ما أقدر أبعد عنك.

طارت الفتاة من الفرح وقالت بسعادة:

– بجد يا وسيم هنكمل سواء.

وما إن وصل لغايتة وانتزع من يدها السلاح دفعها بعيد عنه ولطمها لطمة قوية أردتها أرضا ولم يبخل في سبها بأبشع الالفاظ.

تدخل الأمن ليلتقط جسدها المسجي بلا حراك وكأن لطمته القوية لها كانت بمثابة ضربة قاضية والأفظع صدمتها الجديدة فيه.

سلم المسدس لأحد افراد الأمن وقال:

-انا هعرف أحاسبكم على الفوضى دي.

مال سريعا لنجمة ليسألها بإهتمام:

-إنت كويسة؟!

نظرت الي عمق عينه وقالت بمنتهى الصراحة والوضوح والقوة بنفس الوقت:

-لاء.

امسك بيدها وقال في حنو:

-تعالي نروح مكان تاني.

نهضت معه ورفضت يده الممسكه بها وانطلقت من جواره، تبعها متعجبا من تصرفها فلم يفهم هل هذا من فرط الصدمة أم شيء اخر!!

نزلت عن الدرج بسرعة تحاول التنفس وتقاوم رغبتها في البكاء.

هرول من خلفها وهو يهمس بغضب:

– استني، ما ينفعش كدا الناس بتبص علينا.

لم تتوقف حتى بعدما خرجت للشارع، امسك براسغهاوقال:

-طيب استني هنادي على السايس يطلع العربية.

دفعت يده بكل قوتها وانطلقت نحو الطرف المواجه متجاهله عرقلت سير السيارات واصوات البواق الغاضبة من اقتحامها الطريق بهذة الهمجية.

تبعها وسيم ولازال يجهل اسباب غضبها وحالتها هذه.

-في إيه؟! انت خوفتي لدرجادي؟!

وقفت في وجه النيل وهي تحدق بظلمته، منهارة ضائعة تشعر بأن جبل يجثو فوق صدرها من خلفها الفندق الذي عاشت فيه لحظات قاسية ونهاية احد ضحاياه.

حاوط كتفها بذراعيه وحاول طمئنتها:

-ما تخافيش انا جانبك، انا سيطرت على الوضع

شعرت بغضب لم تسطع السيطرة عليه وقالت باندفاع:

– أي وضع؟! البنت المسكينة اللي وصلتها المرحلة دي، انت انت انت.

تعرقلت في وجود وصف مناسب وعادت تهجوه تحت نظراته المصدومة.

-انت دمرتها انت عايزة توصل لإيه؟ مش حاسس بأي ذنب لإمتى هتبقى كده؟ قولي انا كمان نهايتي هتبقى كده؟ هو ده مستقبلي معاك انطق….

شعر بتأثر لكن، الجمود كان مسيطر على ملامحه.

لم يجد كلمة توقف ارتجاف يدها، ولم يقل شيئا يخرس وساوسها،ولم يجد وعد يطمئنها.

حاول تنظيم أنفاسه، بينما هي لم تستطع صوت اقوى من كل ما يدور داخلهم جعل الأمور تتعقد، صوت صرخة لم تطول عقبها ارتطام قوي بالأرض وقد كانت جثة “سبيل” وعلى أثرها انتهى الكلام نظرت بفزع نحو الفندق لقد حصلت على طريقة لتتخلص من الحياة بالكامل، كانت أذكى من أن تحاول مع هذا الوحش ك غبية مثلها.
نهاية حاسمة لكل الألم، وفوز ساحق لوسيم لقد. نجح في تدميرها بل وإنهائها تماما.

تفجأ وسيم وانتابه شعور قاسي ربما لأول مرة يوجهه

شعور حقيقي تجاه إمرأة لكن لم يكن تجاه سبيل بل من “نجمة” التي أثرت فيه وأعطته نظارة شفافة يرأي بها الحياة بشكل آخر، لقد تسبب في قتل نفس ويخشي على فقدان الأخرى.

هذا الشعور الجديد الذي ضربه بعنف كموجة ضخمة جعله ينقلب رأسا على عقب.

نفض رأسه كي يفيق من الصدمة لكن لا فائدة فقد الوعي وعيناها مفتوحتان.

.👑جميع الحقوق محفوظة لدي صفحة بقلم سنيوريتا 👑

بطريقة أو بأخرى يعيش المرء بعد خذلان بعد صدمة بعد فقد، الانسان يستكمل حياته، الظالم والمظلوم يتنفسان نفس الهواء ويستظلون تحت نفس السماء لا شيء ينتقم لأجل أحد الطبيعة دائما تمضي وتعطي الحق بالتساوي.

لكن هذة الضربة القوية التى أتت وسيم جعلته يخشى تكرار نفس الشعور لذا انسحب عن مسببة هذا الاختلال.

“نجمة” كان يتهرب منها بكل السبل هي ايضا كانت مرتاحة لهذا الهروب، وتحاول أن تتمالك أعصابها بعد أخر موقف.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى