Uncategorized

رواية قلب مصاب بالحب صالح وياسمين كاملة جميع الفصول – روايات سعودية جريئة pdf


الفصل الرابع …. ” فتاه أخرى !! ”

قلب مُصاب بالحب ” ناهد خالد ”

تأفأف بملل من الإنتظار بذلك المقهى المُتفق عليه للمقابله فيهِ , مرَّ على ميعادهما نصف ساعه كامله ولم تحضر بعد , وهو لم يعتاد الإنتظار مطلقًا , فتح هاتفه وطلب رقمها بجبين مقطب وملامح منزعجه حتى أتاه الرد فهتف فورًا باهتياج :

-نص ساعه يا مُنى ! أنتِ فين ؟

ردت عليهِ بضيق :

-أنا آسفه يا صالح , بس اتخانقت مع بابا ورفض نزولي .

ارتفع جانب شفتيهِ باستنكار مطلق وهو يردد بسخريه :

-أبوكِ ! , هو ماله خد باله منك فجأه كده ما أنتِ بقالك شهر ونص معايا عمرك ما اعتذرتِ عن مقابله عشان أبوكِ .

-ماهو كان مسافر يا صالح ورجع .

غمغم بصوت لم يصل لها :

-قال يعني رجع من العمره !

رفع صوته وهو يقول بجديه بعدما توصل لقراره الأخير والذي يفكر فيهِ منذُ سفرها :

-بقولك يا مُنى , أنا بقول يعني كفايه كده .

أتاه سؤالها المستفسر وهي تقول :

-كفايه ايه ؟

-كفايه في علاقتنا , يعني كل واحد يشوف طريقه أحسن .

صيحه مستنكره ومصدومه في آنٍ واحد تبعها صوتها المرتفع وهي تقول :

-أنت اتجننت يا صالح , أنت بتنهي علاقتنا بالسهوله دي !

رد ساخرًا :

-لا مليش حق , أنهي عشر سنين في لحظه كده ! , مالك يا مُنى متأفوريش أنا لسه عارفك الشهر الي فات .

أتاه ردها بنبرة شجن وهي تقول :

-أيوه بس كانوا كفايه أتعلق بيك .

-بالضبط اتعلقتِ بيا يعني لا حب ولا نيله , متقلقيش التعلق ده مش هياخد معاكِ أسبوع وهتكونِ نسيتِ أنك عرفتِ حد أسمه صالح أصلاً .

هدأت نبرتها فجأه وهي تسأله بحذر :

-ده آخر كلام عندك ؟

رد سريعًا دون تفكير :

-I wish the best for you . ” أتمنى لكِ الأفضل ”

أنهت حديثها بهدوء مُصطنع :

-مش هقولك غير إنك **** و *** .

أنهت كلمتها وأغلقت المكالمه ليستمع هو لصفير إنهاءها فأشتعلت عيناه غضبًا وهو يردد :

-بقى بتشتمني بنت ال … , أنا الي غلطان أديتها وقت أكتر من غيرها .

ألقى هاتفه على الطاوله وهو يشعر بأن مزاجه قد عُكر , ألتفت حوله ليرى النادل كي يطلب فنجان قهوه أخر عله يغير مزاجه ولكن بدلاً عن أن يجده وجد شئ آخر لفت انتباه ..بالتحديد شخص آخر , وأكثر تحديدًا فتاه تجلس على طاوله بمفردها تتناول عصير البرتقال وهي تطلع للمياه التي يطل عليها المقهى ..ابتسم بخبث كالصياد الذي وجد فريصته وقام متجهًا ناحيتها بعدما لملم أشياءه سار بخطى واثقه حتى وصل أمام طاولتها بابتسامته الجذابه وقال :

-تسمحيلي أقطع خلوتك ؟

رفعت أنظارها لتجد شابًا وسيمًا بشكل مُلفت ..شكل لا يمكن التغاضي عنه , ابتسمت له وهي تقول :

-طبعًا , اتفضل .

جلس محافظًا على نفس الإبتسامه وهو يقول :

-كنت قاعد لوحدي وعيني وقعت عليكِ لاقيتك أنتِ كمان قاعده لوحدك وحسيتك متضايقه , فمحسيتش بنفسي غير وأنا جاي ناحيتك .

ابتسمت بلطف وهي تقول :

-كنت زهقانه وحتى كنت بفكر أقوم أمشي , أصل مش متعوده أقعد لوحدي .

-وليه قاعده لوحدك ؟

-صحابي في الجونه بيحضروا weeding party هناك .

تسائل بفضول :

-وليه أنتِ مش معاهم ؟

-عندي شغل مهم ومقدرش أسافر .

-وياترى بتشتغلي ايه ؟

ردت بابتسامه :

-Weeding planner ” مصممة حفلات زفاف ” .

رفع حاجبيهِ مندهشًا وهو يردد :

-Wow واضح أنك شاطره .

ضحكت بخفه وهي تسأله :

-تحب تشوف شغلي ؟

رد بترحاب :

-طبعًا ياريت , بس قبلاً أعرف أسمك !

ابتسمت بحرج وهي تمد يدها له :

-آه , sorry نسيت أعرفك بنفسي , ديانا محفوظ .

التقطت كفها بترحاب وهو يعرف عن نفسه :

-صالح الزيني .

“صالح الزيني ” الذي ترك فتاه وبعد ثانيتان ارتبط بفتاه أخرى !!

………………….

استمعت لصوت صرير عجلات سيارته بالخارج لتدرك أنه قد عاد , ركضت للمطبخ لتجلب الطبق الذي احتفظت بهِ من أجله وعادت سريعًا تفتح باب شقتها لتستقبله وقد كان بالفعل قد صعد الدرجات القليله التي تسبق باب شقتها ..

أنتبه لفتح الباب وأبصرها واقفه بابتسامتها التي تزيد من دقات قلبه دون مجهود , وتلقائي ابتسم لها وأسرع في صعود الدرجتان الفاصلتان بينهما حتى أصبح أمامها فقال وهو ينظر لساعته :

-الساعه تسعه , تسعه و3 دقايق كنتِ هتلاقي تليفونك بيرن برقمي .

ضحكت بخفه وهي تقول :

-بتلحق نفسك ها , عشان مكلمتنيش من الصبح .

ابتلع ريقه بتوتر مصطنع وهو يقول :

-هو يعني العمر بعزقه !

أشاحت بوجهها للجانب لتخبئ ضحكتها ثم عادت بنظرها له وتسائلت وهي تضيق عيناها :

-قولي مش شامم ريحة حاجه حلوه ؟

أرجع رأسه للوراء قليلاً يتصنع الإشتمام جيدًا ثم عاد بنظره لها وقال بابتسامه عابثه ونظرات أصابتها بالإرتباك :

-شامم ريحة ياسمين تهبل .

تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تخفض وجهها لأسفل :

-صالح وبعدين بقى , أنا لسه متعودتش على طريقتك دي وبتكسفني .

ابتسم بمشاعر صادقه تغزوه تجاهها وقال راحمًا خجلها :

-هتتعودي متقلقيش , طب قوليلي ريحة ايه ؟

رفعت نظرها له بملامح منزعجه وسألته :

-أنت بجد مش شامم خالص ؟

قطب حاجبيهِ وهو يشتم جيدًا حتى ابتسم باتساع وهو يقول :

-طب طلعي طبق المكرونه بالبشاميل الي ريحتها تجنن دي من ورا ضهرك .

ضحكت بسعاده وهي تُظهر له الطبق الذي نظر له وهو يقول :

-يخرابي على الجمال , هو في كده !

سألته بابتسامه عابثه :

-عجبتك ؟

نظر لها وهو يقول :

-هي مين ؟

نظرت له باستغراب وقالت :

-المكرونه

-مكرونة ايه أنا بتكلم على الإيد الناعمه الي بتلمع دي .

شهقت بتفاجئ وخجل من حديثه لتصدم الطبق بصدره وهي تردد :

-امسك يا صالح واطلع يلا أنا الي غلطانه أنا واقفه معاك .

التقطه منها وضحكاته تجلجل بشده على مظهر وجهها وحديثها حتى أنه لم يستطع أن ينطق .

جذبت الباب لتغلقه لكنها فتحته مره أخرى وهي تنظر له مغمغه :

-وقح .

وأغلقته في وجهه , لتزيد ضحكاته وهو يتجه للأعلى ليصطدم فجأه بجسد قصير لحد ما , توقف ينظر لمن اصطدم بهِ ليجدها ” رندا ” تنظر لضحكاته والطبق الذي بين يده برفعة حاجب ونظره ماكره .

-رندا بتعملي ايه هنا ؟

تساءل بها بعدما تحكم في ضحكاته , فردت ” رندا ” بهدوء :

-جيت اشوف طنط جيجي بقالي كتير مشوفتهاش .

نظر لها بغموض وهو يقول :

-كويس , هتروحي ؟

-ايوه ..

نظرت للطبق ثم سألته بخبث :

-أنت جاي منين بالمكرونه دي ؟

نظر للطبق بتوتر طفيف فهو يعلم جيدًا مغزى سؤالها , وقبل أن يجيب استمع لها تكمل :

-وضحكتك كانت جايبه لفوق , خير إن شاء الله ؟!

رفع نظره لها وزفر بضيق وهو يرى نظراتها وقال:

-روحي يا رندا , وأنا هطلع ألحق المكرونه لأحسن تبرد .

ضحكت بشده وهي تنظر لتزمره وكادت تجيب لكنها استمعت لصوت آخر يقول :

-السلام عليكم .

ارتفع وجيب قلبها وتسارعت نبضاته وهي تستمع لصوته , لقد جاءت من الأساس وهي تتمنى رؤيته لكن أُحبطت حين وجدته بالخارج وها هي الآن تستمع لصوته الذي لا يفشل قلبها في التعرف عليهِ .

ابتسم ” صالح ” بهدوء وهو ينظر لتصنمها ثم نقل بصره لأخيهِ وهو يقول :

-وعليكم السلام , حمد الله على السلامه يا علي .

رد ” علي ” بهدوء :

-الله يسلمك , ازيك يا رندا ؟

حسنًا عليها الإلتفات والإجابه أيضًا , سحبت نفس عميق قبل أن تستدير له بهدوء وابتسمت ما إن وقعت عيناها عليهِ وقالت :

-الحمد لله , ازيك أنت يا علي ؟

رد بهدوء كعادته :

-الحمد لله .

تنحنحت بتوتر حاولت مدراته وهي تقول :

-طيب عن إذنكوا .

وانسحبت بهدوء وهي تشعر بأن قلبها قد ارتاح واستكان أخيرًا بتلك اللحظات التي رأته فيها .

نظر له ” صالح ” ليجده ينظر لمكان خروجها فأصدر صفيرًا من فمه ينبهه حتى التفت له فقال بعبث :

-ما يلا يا عيلوه ولا هنقضي الليله على السلم !

اقترب منه واضعًا يده على كتفه وهو يصعد معه :

-يلا ياخويا بالطبق الي في أيدك ده , أنت بتشحت من ورايا ياض ؟

نظر له بجانب عيناه وهو يقول بهيام :

-أشحت ! طب ياريت الشحته كلها كده وأنا أشحت كل يوم .

-طب ماتجيب حته .

رد رافضًا :

-لا يا حبيبي ده مخصوص ليا , متقلقش هتلاقيها طلعت لأمك طبق ما أنت عارفهم كل يوم طباق نازله طالعه بينهم .

ضحك ” علي ” وهو يفتح باب الشقه ويقول :

-يبقي ألحق أدخل اقتحم المطبخ .

…………….

جلب طبق المعكرونه الآخر وجلس بجوار صالح في منتصف الصاله مستغلين غياب والدهم و دلوف والدتهم للصلاه .

-امممم , البت ياسمين بتعمل شوية مكرونه أجدع من بتاعت أمك .

نظر له صالح بضيق ولم يعلق , فوجه ” علي ” بصره له وهو يقول :

-مبتردش ليه ؟

رد باقتضاب :

-هرد أقول ايه ؟!

أومئ برأسه قبل أن يعاود الأكل , ومرت ثوانِ قبل أن يقول ” علي ” مُتسائلاً :

-طمني , بقيت عارف تتعامل مع ياسمين ؟ اتقبلتها ؟

نظر له بتفاجئ لسؤاله , ليبتسم ” علي ” بهدوء وهو يقول :

-أنا فاهم كل حاجه من أولها , وعارف أنك مكنتش متقبل وجود ياسمين في حياتك , كمان مكنتش عارف تتجاوز حبك ل رندا .

-حبي ل رندا !!!؟

أومئ بتأكيد وهو يُكمل موضحًا :

-أنا سمعت كلامك معاها بالصدفه قبل خطوبتك لياسمين .

وضع ” صالح ” الطبق الخاص بهِ على الطاوله والتف ل “علي ” باهتمام وهو يسأله :

-كلام أيه يا علي ؟

رجع علي بذاكرته للوراء وهو يتذكر تلك الليله التي استمع لها لحديث ” صالح ” مع رندا وهو يقول :

-عارفه يارندا , أنا بتمنى بجد أن عيالنا يكونوا قريبين لبعض وميبقاش بينهم أي مشاعر سلبيه , عارفه أنا مش مصدق أني في يوم هشوفك لابسه فستان أبيض ونقعد بقى في حوارات الفرح المزعجه دي , بس خدي بالك بدلتي أنتِ الي هتختاريها أنا بقولك من دلوقتِ أهو , واجي أنا بقى أخدك من الكوفيرا على القاعه و……

كان هذا آخر ما سمعه قبل أن يقرر الذهاب بعيدًا وقلبه ينزف ألمًا بعدم أدرك أن علاقة أخيهِ بها ليست صداقه كما يدعون , وأنه قد خسر حبــًا لم يقدر له الإعلان عن نفسهِ بالظهور حتى …

قلب مُصاب بالحب …الفصل الخامس ” أخيرًا قالها ”

– فأنت فهمت إني بحب رندا !

أجابه ” علي ” بهدوء ظاهري :

– ايوه , ما الكلام كان واضح .

ضحك ” صالح ” بشده قبل أن يقول :

– كلام ايه ياعم أنت مسمعتش باقي كلامي .

” فلاش باك ”

– أنا بجد نفسي لما نتجوز إن شاء الله مراتك تبقى صاحبتي وجوزي يبقى صاحبك حتى ولادنا يبقوا صحاب وأكتر من الإخوات .

أجابها ” صالح ” بتمني :

– عارفه يارندا , أنا بتمنى بجد أن عيالنا يكونوا قريبين لبعض وميبقاش بينهم أي مشاعر سلبيه , عارفه أنا مش مصدق أني في يوم هشوفك لابسه فستان أبيض ونقعد بقى في حوارات الفرح المزعجه دي , بس خدي بالك بدلتي أنتِ الي هتختاريها أنا بقولك من دلوقتِ أهو , واجي أنا بقى أخدك من الكوفيرا على القاعه و أسلمك لعريسك بإيديا وأقوله خد بالك البضاعه لا ترد ولو جيت في يوم تشتكيلي منها ولا أعرفها أنت اخترتها بكامل قواك العقليه شيل بقى يابرنس .

شهقت ” رندا ” بغضب وهي تقول :

– صدق أنت رخم , غور يا صالح .

هكذا فقط وأغلقت المكالمه معه لينخرط بعدها في نوبة ضحك عليها ..

” باك ”

– بس دي الحكايه وتقولي بتحبها !

نظر له ” علي ” بدهشه ثم قال :

– يعني أنت مش كنت رافض ياسمين عشان رندا ؟

رد ” صالح ” بتوضيح :

– أولاً أنا مرفضتش ياسمين أنا بس مكنتش لسه متقبلها , ثانيًا حتى لو كنت رفضتها رندا ملهاش علاقه بالموضوع , رندا صاحبتي حتى هي الي حسنت علاقتي بياسمين .

اتسعت ضحكته ببلاهه وهو يسأله ثانيةً :

– يعني رندا مفيش حد في حياتها ؟

ابتسم له ” صالح ” بخبث ورد :

– لا في , بس أنت بتسأل ليه ؟

اندثرت ابتسامته وهو يردد بصدمه :

– في ! مين ؟

نظر له ” صالح ” باستغراب مصطنع وهو يقول :

– هو أنا قلت فيه ؟ أنا قصدي مفيش .

– صالح .

رددها ” علي ” بغضب حين شعر بتلاعبه معه فابتسم الأخير بهدوء وقال بتأكيد :

– وحياة صالح قصدي مفيش .

هتف ” علي” بعصبيه مكتومه :

– ياخي يتك الأرف في…

– هااا؟

قالها ” صالح ” مُحذرًا كأنه يذكره بأنه سيحتاجه في الفتره المقبله فخمدت ثورته وأكمل بضيق :

– في حلاوتك .

وضع ” صالح ” قدمًا فوق الأخرى وهو يسأله :

– ها هتتقدملها امتى ؟

توترت ملامح الأخير وهو يسأله بعدم فهم مصطنع :

– أتقدم لمين ؟

زفر ” صالح ” بضيق وهو يقترب بجسده منهِ بعدم أنزل قدمه وقال بلهجه محتدمه :

– أخلص يابا مفيش وقت للإستعباط البت داخله على ال 28 وأنت كسرت ال 30 , هتتقدملها لم تطلعوا معاش !

رد بنبره ضائقه :

– متنساش أنك بتكلم أخوك الكبير .

أشاح الأخير بيده وهو يردد بخفوت وصل لمسامع الأخير:

– كبير الخيبه !.

– ولما أقوم ألطشلك !

قالها ” علي ” بتحذير , فتراجع ” صالح ” في حديثه وهو ينهض قائلاً :

– خلاص يا كبير براحتك بقى .

أنهى جملته وهو يأخذ طبقه مره أخرى متجهًا للداخل فتوقف على مناداة أخيهِ بإسمه فابتسم بخبث قبل أن يلتف له متسائلاً ببراءه :

– في حاجه يا علوه ؟

زجره ” علي ” بضيق قبل أن يقول بنبره متوتره قليلاً :

– طيب كلمها , يعني شوف رأيها ولو موافقه مبدأيًا خد منها ميعاد على آخر الأسبوع .

ابتسم له ” صالح ” باتساع وهو يخرج هاتفه من جيبه ويقول بحماس :

– هو ده الكلام .

طلب رقمها وثوانِ وأتاه الرد فقال ببشاشه :

– فاضيه بكره يا رندا هجيب العيله ونيجي نزورك ….

اتسعت أعين ” علي ” بصدمه وفغر فاهه وهو يستمع لحديث أخيه الذي أكمل :

– يا ستي هقولك ليه بعدين , فاضيه ولا لأ ؟

صمت قليلاً ثم قال :

– حلو اوي انتظرينا بكره الساعه 8 إن شاء الله .

استمع للطرف الآخر ثم قال :

– جايين ليه ؟ أبدًا يا ستي علي أخويا جاي يتقدملك …رندا , بت , رنداااااااا.

أغلق المكالمه ونظر ل علي المصدوم أمامه وقال وهو يرفع منكبيهِ :

– شكل الخط قطع .

صرخ بخضه حين اصتدمت الوساده بوجهه و ” علي ” يركض وراءه وهو يردد بنبره صارخه :

– ياخي ينعل أبو سمجتك .

أغلق باب غرفته سريعًا وهو يضحك بشده على هياج الآخر في الخارج .

—————

الثامنه مساءً بتوقيت القاهره , الثامنون بتوقيت قلبها المنتظر , جابت الطرقه لأكثر من مئة مره تحاول تهدأة توترها وتحاول أيضًا الإستيعاب هي أساسًا منذُ أمس وهي تحاول إستيعاب ما أخبرها بهِ صالح دفعه واحده , أسيتقدم لها ” علي ” ؟ أشعر بها أم أنها خيار مُرشح له ؟ أسئله كثيره تجوب عقلها ولا تجد لها إجابات مقنعه وليس أمامها حلاً سوى الإنتظار , انتفضت على صوت جرس الباب معلنًا قدوم المنتظر فر كضت للمرآه تتأكد من طلتها الأخيره ومن ثم اتجهت للباب لتفتحه بابتسامه خجله لتجد ” جيهان و محمود وصالح و أخيرًا وأهمهم علي ” , دعتهم للدخول بترحاب شديد حتى دلفوا بعد السلامات وجلسوا في الصالون بعدما عادت لهم بواجب الضيافه , وظلت أحاديث عاديه تدور في الجلسه حتى بدأ ” محمود ” بالحديث :

– بصي يابنتي احنا جايين النهارده عشان علي ابني طالب إيدك على سنة الله ورسوله .

غزى الإحمرار وجهها وقبل أن تجيب سبقها صالح يقول :

– على فكره بقى يا حاج مكنتش بهزر لما قولتلكوا في البيت أطلبوها مني أنا .

نظر ” محمود ” له باستنكار ثم نظر لها وهو يسألها :

– أنتِ موافقه إن ده يبقى ولي أمرك !

ضحكت بخفوت وهي تنظر لصالح الذي اشتعل وجهه غيظًا وقالت :

– بصراحه يا أُنكل أحنا متفقين على كده من زمان خصوصًا إني مليش حد زي ما حضرتك عارف .

تنهد ” محمود ” باستسلام وقال :

– الي تشوفيه يابنتي .

ثم نظر لولده وهو يقول من بين أسنانه :

– احنا طالبين إيد الآنسه رندا على سنة الله ورسوله , قلت ايه ؟

وضع قدم فوق الأخرى بتكبر وكاد يتحدث حتى هدر فيهِ والده وهو يقول :

– نزل رجلك يا حيوان بدل ما أقوملك والله .

أنزل قدمه بحمحمه متوتره وقال :

– هشوف رأيها وأبلغكوا إن شاء الله .

هذه المره تحدث ” علي ” بتحذير :

– صالح عدي يومك .

نظر لهم بغرابه وهو يقول :

– ايه يا جماعه هي ملهاش رأي يعني !؟

أجابه ” علي ” وهو ينظر لها ويقول :

– ليها طبعًا , بس أعتقد أنها عارفه قرارها مش محتاجه وقت تفكر يا آه يا لأ .

نظر لها ” صالح ” فوجدها مبتسمه بخجل وتتحاشى النظر للجميع فسألها :

– محتاجه وقت يا رندا ولا عارفه قرارك ؟

رفعت نظرها له وهمست على استحياء :

– محتاجه أتكلم مع علي شويه .

ابتسم صالح وهو يدرك ما تريده فيه وقال :

– ها يا بابا نسيبهم يتكلموا شويه ؟

أومئ بتأكيد :

– طبعًا حقهم .

وقفت ” رندا ” بهدوء ودعته للخروج معها للشرفه وبعد مرور عشر دقائق من الحديث الغير مرتب زفرت ” رندا ” بضيق وهي تقول :

– علي أنا مفهمتش منك حاجه , بقالنا عشر دقايق في إجابة سؤال واحد وأنت بتلف وتدور , سؤالي واضح يا علي أنت عاوز تتجوزني ليه ؟

– عشان بحبك .

قالها فجأه جعلت من نبضاتها تتوقف لثواني ثم تعود للدق مره أخرى وهي تطالعه بأنظار مدهوشه وأكمل :

– بحبك من زمان , بس الي بعدني عنك إني كنت فاكر أنك أنتِ و صالح بتحبوا بعض .

– صالح ! ؟

رددتها بدهشه ليومئ لها وبدأ في شرح لها ما جعله يفهم هذا حتى اتسعت عيناها بدهشه وهي تردد بدون وعي منها :

– يخربيت أبوك ..

زجرها بضيق وهو يقول :

– رندا لمي لسانك .

أشاحت بيدها وهي تردد :

– لسان أيه الي ألمه ! طب كنت تعالى أنت ياخويا لمني كلي من خمس سنين مش تضيع خمس سنين عشان سوء تفاهم !! أنت عارف أنا عيشت السنين دي ازاي ولا إحساسي كان أيه وأنا فاهمه أنك مش شايفني أصلاً!

اختنق صوتها في آخر حديثها وتملكتها رغبه في البكاء ليشعر هو بها فقال بآسف :

– برضو متعرفيش شعوري أنا كان ازاي بعترف إني كنت غبي , بس أهو إرادة ربنا , والمهم أني بحبك .

” أخيرًا قالها ، قال أحبك قالها

وأنا قلبي، قلبي، قلبي توقف بعدها

من فديت أنا العيون، قال أحبك وبجنون

ودي أطير ودي أعيش في الدنيا بقربها

واحد أحبه من زمان، وما يحس أحبه كان

وأنا كنت أعاني من زمان أتاني حس بوقتها

أخيرا قالها، قال أحبك قالها

الفرحة يمه لقيتها صعب جدا وصفها

هو قلبي وهو نبضه وأحلى نبضة قلبي يدقها ”

– عاوز أعرف ردك ؟

سألها بتوتر , لتبتسم له بهدوء وخجل وهي تقول :

– موافقه يا علي ..

————-

بعد ساعه …وصل للكافيه المنشود ليجدها جالسه على أحد الطاولات في إنتظاره وقف محله ليخلع دبلته ولا يعلم لِمَ تردد هذه المره في هذه الخطوه فبقت أنظاره مُعلقه بالدبله لثوانِ طويله وإصبعيهِ مترددين في خلعها وشعور بالضيق يجتاحه … كل هذا دام لدقيقه ربما حتى خلعها ووضعها في جيبه وأخذ نفس عميق وهو يتجه لها .

– هاي أميره ديانا .

رفعت أنظارها له تبتسم باتساع وهي تردد :

– في ميعادك بالثانيه .

رد بغرور :

– أنا مفيش أكتر مني التزامًا بالمواعيد .

– يا مغرور .

قالتها بضحكه ليضحك بخفوت ثم يسألها :

– طلبتِ حاجه ؟

– لأ كنت مستنياك نطلب سوا .

أومئ لها بهدوء وهو ينظر في قائمة المشروبات لتنظر له باستغراب وتسأله :

– مالك يا صالح ؟ شكلك مضايق !

نظر لها بصمت لثوانِ ثم أشاح بصره وقال بنبره عاديه :

– لا أبدًا .

للحقيقه يشعر بشئ ثقيل يجثم فوق صدره يكاد يخنقه , لا يشعر براحه في الحديث ولا في الجلسه ولا في أي شئ يحدث الآن .

رن هاتفه ليخرجه من أفكاره لينظر لشاشته فوجدها هي ” ياسمين ” وقف فورًا وهو يقول ل ” ديانا ” :

– مكالمه مهمه هرد وأرجع .

أومأت له بتفهم ليذهب بعيدًا عنها ويجيب وهو يقول بنبره هادئه :

– ياسمينا .

أتاه صوتها القلق يسأله :

– ها يا صالح طمني رندا وافقت ؟

ابتسم بهدوء وهو يجيبها :

– وافقت ياستي , واتفقنا الخطوبه أول الأسبوع الجاي والفرح بعد ست شهور إن شاء الله يعني بعد فرحنا .

توترت على ذِكر زفافهما الباقي عليهِ ثلاثة أشهر فقط وقالت :

– الحمد لله ربنا يتمملهم على خير .

زفر أنفاسه بثِقل وهو ينظر لتلك التي تنتظره وقال :

– يارب .

– صالح أنت كويس ؟

وكالعاده من غيرها يعرفه من صوته ومن زفراته وملامحه دون أن يتحدث حتى …

وجد نفسه يقول دون مقدمات :

– وحشتيني , حاسس أني عاوز أشوفك حالاً وأتكلم معاكِ .

ردت بتوتر ولجلجه من حديثه :

– مش أنت ..مش أنت قولت أن عندك مشوار مهم ؟

أعاد نظره مره أخرى لتلك الجالسه بعيدًا وصمت لثانيه واحده ثم قال بجديه :

– لا مشوار مش مهم , نص ساعه وهكون عندك هرن عليكِ تنزلي نلف بالعربيه شويه , سلام .

أنهى حديثه وأغلق المكالمه وهو ينظر للتي أمامه واتجه لها حتى وصل أمامها فوقف يقول بابتسامه :

– سوري يا ديانا عندي مشوار مهم جدًا .

ابتسمت له بلطف وهي تقول :

– ولا يهمك طالما مشوار مهم .

أومئ لها بتأكيد وهو يلتف للذهاب :

– مهم أوي يلا see you later .

أنهى كلماته وذهب دون الإستماع لرد ليجد نفسه يزفر أنفاسه بأرتياح عجيب وابتسامه تلقائيه ترتسم على شفتيهِ لايعلم لها معنى .

—————

استقلت السياره بجواره ببسمتها الجميله التي تسحره فبادلها الإبتسام وهو يدير سيارته للتحرك وبعد ثانيتان تحركت يده لمسجل السياره ليختار أغنيه من هاتفه , أغنيه ليست مجرد أغنيه تسليهم , لكنها أغنيه مختاره بعنايه تامه بكل حرف فيها قاصدًا إياه …

نخبي ليه . في اسرارنا . وانا وانت مفيش غيرنا

ولو ننسى مشاعرنا . نكلم مين يفكرنا

يا روح الروح . بتنساني وانا فاكر ومش نساي

تغيب عن عيني من تاني . ومن غير حب اعيش ازاي؟

ومهما تغيب . بعيش وياك و اشوفك وردة في الشباك

ودمعة حب فى عينيا بتستناك يا احلى ملاك

قالولى الحب له علامات . فى نبض القلب والهمسات

وروح بتطير تنادى عليك . ورعشة ايدي في السلامات

في عز سكوتنا نتكلم . عيوننا بتحكى وبتحلم

وانا حسيت بانفاسك . تدفي ايديا وتسلم

بقولك اه ومن غير صوت . تحبنى موت واحبك موت

واحساسنا يونسنا . واقوى من الحياة والموت . ومهما تغيب….

قطب حاجبيهِ حين امتدت يدها لإغلاق المسجل لينظر لها باستغراب ..للحقيقه الأغنيه وكلماتها كانت توترها منذُ أن بدأت لذا لم تستطع إكمالها لكن حين نظر لها قالت بتوتر :

– أغنيه سمعتها كتير هشغل أغنيه جديده .

– تمام .

غمغم بها بهدوء لتخرج هاتفها وتقوم بإيصاله بالمسجل والضغط على أغنيه ما ثوانِ وصدحت في أرجاء السياره ..

غلبان اوي غلبان … عايش على اللي كان

فاكرنا زي زمان …. غلبان اوي غلبان

لا ده فاته وفاته رميناه بماضيه وحكاياته

ده فاكر دمعنا هنا على خدنا

ياتهيؤاته

ده فاكرنا هناك قال …قعدينا جنب الشباك قال

وفي عرض رجوعه

فاكر موضوعه وشغلتنا حياته

ليه هنمسك في اللي غايب مش من قلة الحبايب

بابنا مايتسابش موارب احنا بنقفل ع الشاريين….

نظر لها بأعين متسعه من الأغنيه التي أنتقتها يقسم لو كانت تعلم حقيقة ما يفعله لِمَ أحسنت أختيارها هكذا ! , وجدها تردد بصوت عالِ وحماس مع الأغنيه :

ليه هنمسك في اللي غايب مش من قلة الحبايب

بابنا مايتسابش موارب احنا بنقفل ع الشاريين

حوالينا كتير ناس من جوه بجد جميلة

ناس حقيقية وشارية وصافية النية ومتبتين

دول اولى بخيرنا ولا ثانية رضيوا بغيرنا

على حلونا مرنا قاعدين هنا هنا ومربعين

عادت ترفع صوتها مره أخري مع المقطع القادم وهي تنظر له :

ليه هنمسك في اللي غايب مش من قلة الحبايب

بابنا مايتسابش موارب احنا بنقفل ع الشاريين

ليه هنمسك في اللي غايب مش من قلة الحبايب

بابنا مايتسابش موارب احنا بنقفل ع الشاريين

ليه هنمسك في اللي غايب بابنا مايتسابش موارب

بابنا مايتسابش موارب احنا بنقفل على الشاريين .

– بسسس.

صرخ بها وهو يغلق المسجل لتنظر له بذعر وهي تسأله بتوتر :

– في ايه يا صالح .؟

نظر لها بغيظ وهو يقف بالسياره جانبًا وقال :

– في ايه ! دي أغنيه تشغليها مع خطيبك ما تنزلي ترميني تحت أي عربيه أحسن .

شهقت بخضه وهي تردد بدون وعي :

– بعد الشر عليك يا حبيبي .

سعلت بشده بعدما نطقت كلمتها الأخيره لتداري بها ما قالته ولكن هيهات فقد التقطها أذنه بوضوح , فتبخر غيظه وثغره يتسع بابتسامه وهو يراها تنظر للجهه الأخرى تكاد تلتصق في النافذه ضحك بخفوت عليها قبل أن يحتضن كف يدها بكفه لتسير رجفه لذيذه في جسده وهو يقول لها :

– ياسمينا , بُصيلي .

التفت له بوجه محمر وأعين مضطربه , ليبتسم بحب حقيقي وهو ينظر لها بنظرات خاصه ووجد لسانه يردد بصوت خافت لكنه مسموع :

– بحبك .





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى