Uncategorized

رواية الحب غلاب الفصل الثاني 2 بقلم ملك عبدالله احمد – تحميل الرواية pdf


عشان أنتِ مراتي.

إحنا اللي عشنا مع بعض… التفاصيل والذكريات كانت لينا.

أما هي؟

كانت مجرد كام نظرة وكلمة.

أنا محبتهاش هي كانت تمثّل إعجاب من بعيد.

مشفتش منها لا حلو ولا وحش.

إزاي بتقارني حبي ليكِ بيها؟

إزاي فكرتِ إني أحب واحدة غير مراتي؟

أه جوازنا متبناش من الأول على الحب…

لكن طبيعي أحبّك بعد كل اللي مرّينا بيه.

نسيتي مين قدّامك؟

نسيتي إنّي مؤمن… حبيبك يا همس؟

كنت رافضة كل كلمة وكل إحساس بيحاول يرميه عليّا.

هو ببساطة عايزني أدوّس على وجعي أتجاهل حقي

وأتقبّل كلامه.

سهل عليه يقول مجرد إعجاب،

لكن اللي يتلمّح للقلب بينور فيه حتى لو لحظة.

وإزاي هكمل وأنا عارفة إن جوزي كان في حياته واحدة تانية؟

كان عايزها… وكان بيحبها…

سواء سماه حب، إعجاب، أو حتى نزوة.

هل أقبل كلامه وأكمل؟

ولا أرفض وأمشي وننفصل؟

هل أعيش على حقيقة إني اختيار جه متأخر؟

هل هرتاح وأنا عارفة إن قلبي مش الأول عنده…؟

ولا هرتاح لما أمشي…؟

انتشلني من أفكاري بنبرة فيها حنية تقطع النفس:

_فكّري بصوت عالي يا همس…

أنا هنا.

عارف إني مصدر وجعك،

بس فكّري معايا.

لعنت قلبي ألف مرة…

قلب ما يعرفش غيره…

حتى وهو اللي دبحـ/ه.

رغم الوجع

ورغم الكسرة اللي محفورة جوايا…

لسه بينبض ليه.

لسه كلامه وحنّيته قادرين يدوّوني…

هو من النوع اللي كلمة واحدة منه تهوّن الجبال.

يعرف ينزّل عليّ الوجع زي المطر الخفيف…

ويعرف يرفعه عني في ثانية.

بس الحقيقة اللي بتلسع

اللي بيداوي… هو نفسه اللي جرح.

هو الداء… وهو الدواء.

ويمكن دي أكتر حاجة قاتلاني.

“وداوِني بالتي كانت هي الداءُ”

رفعت عيني ليه وقلت:

_عايزني أفكّر بصوت عالي؟ تمام يا مؤمن.

دلوقتي بشوف إني لو فضِلت معاك هيكون اي اختيار وجعُه قليل،

هعيش وأنا بخاف و بقلق

بتهزّ كل ما أفتكر اللي حصل.

اسمعني كويس

أنا واقفة قدّام اختيارين…

إنت اللي وصلّتني ليهم.

يا إمّا أقبل كلامك وأكمل

وده معناه إني هدوس على كرامتي…

أتجاهل الوجع اللي سبّبتهولي

وأتظاهر بالقوة وأنا من جوّه مكسورة.

ويا إمّا أرفض وأمشي وننفصل

وده معناه أحافظ على نفسي…

بعد ما أنت دمّرتها،

حتى لو الانفصال هيكسر قلبي فترة.

فاهم؟

الاتنين صعبين

مش عشانك

عشان الجرح اللي عملته.

أنا مش بقارن بينك وبين حد.

أنا بقارن بين وجعين

الاتنين انت السبب فيهم.

تكملتي معاك دلوقتي مش حب

ده صراع

بين قلبي اللي حبّك

وكرامتي اللي انت هدّمتها.

قال بوجع في صوته:

_ده ماضي يا همس…

احلفلك بإيه إنه ماضي؟

من قبل ما أشوفك أو أتقدملك.

بتحاسبيني على حاجة مليش قدرة أغيّرها؟

أرضيكي إزاي؟

رددت بمرارةٍ قاسية عليّا قبله:

– معرفش… معرفش. أنا تعبانة وحزينة بشكل يخلّيني أكره نفسي، وأكرهك، وأكره كل حد حوالَيَّ.

أكملت بشهقة وبكاء:

– يا مؤمن… أنتَ أول حب، أول حبيب ورفيق.

مسكت إيده برعشة، ووضعتها على قلبي.

– أول دقّة كانت ليك… أنتَ كنت فارس الأحلام اللي في خيالي، الأمير اللي كنتُ منتظراه بشوق ولهفة.

حافظت على قلبي وحبّي؛ عشان كنت تستاهل تكون أول حبيب.

– أنا كنت عايزة المِثل يا مؤمن… كنت عايزة أول دقّة ليك تبقى ليا، أول حب، وأول إعجاب، وانجذاب… كنت عايزة أكون أول حبيبة.

كتير عليّا؟! ولا صعب عليك؟!

نزلت دمعة من عيونه، كأنه بيشاركني لياليَّ الحزينة لوحدي، وقال:

– أنتِ تستاهلي كل الحلو يا همسة… أنتِ كتير عليّا. كنتِ خير الرفيقة، والحبيبة، والزوجة.

أنتِ التي علّمتِني كيف أُعشِقُكِ،

وأنتِ التي سقيتِني شهد ريّاكِ،

روحٌ من الله صاغكِ بشرًا،

فكساكِ حسنًا، وجمّلكِ، وحلّاكِ.

•أنا آسف… مستعد لكل حاجة إلا إنك تبعدي عني.

قال وهو بيضم يديّ بين يديه:

– أُقسِمُ باللهِ العليِّ العظيم، قسمًا لا يَميلُ ولا يَهُون،

أن قلبي ما عرف طريقًا بعدك لغيرك،

وأنّي ما دمتُ حيًّا فلن أخون عهدك ولا أبدّل ودّك.

وأقسم أن حبّي لكِ حقٌّ ثابت، لا يضعفه وقت ولا يغيّره ظرف.

وأنّي ما وقفت أمامك الآن إلا وأنا أُعلن لروحي قبل لسانك أنكِ قدري الذي اخترته، ووعدي الذي لا يُنقَض.

والله على ما أقول شهيد.

– معرفش إذا كان هو اللي كلامه حلو، ولا قلبي هو اللي شايف كل تصرّفاته تِهبل!

مش هقدر أُنكر إن وجعي قلّ بمراحل، لكن لسه فيه الندبة اللي حرقة…

لسه قلبي بيشتعل من الحقايق القاسية.

لكن كان أبسط همّي دلوقتي إني أترمي في حضنه وأرتاح.

كنت واثقة إنه لو حصل، كل المرارة هتذوب… حتى لو لبعض الوقت.

كنت هحس براحة، حتى لو كانت راحة مزيفة.

وبعد صمت قصير قلت:

– أنا عايزة أنام… ممكن تسبني لوحدي؟

ردّ بهدوء موجوع:

– لو عليّا، مش عايز أسيبِك تمري بالحزن لوحدِك.

لكن عارفِك عنيدة… هسيبِك شوية وارجع.

بتمنى تكوني أحسن، ووعد… كل اللي إنتِ عايزاه هعمله.

بس تِصرفي نظر عن سفرك لأهلك… إلا وأنا معاكي.

وقفتُ أبصّ له بصمت لدقايق معدودة، وبعدها اتحرّكت.

يمكن كنت بحاول أستشف صدقه من كلامه ومن عيونه.

كان صادق؟!!

كان أصدق من قلبي… لكن مش بالساهل نرجع، وقلبنا لسه بينزف.

خرجت من الشقّة بهدوء، لكن جوايا كانت نار ولّاعة، مستعدة تحرق الكل… وأوّلهم هي!

لإنها الوحيدة اللي بتحب تهدّ كل اللي بنيته في غمضة عين.

نزلت عند أمي بسرعة رهيبة:

_اندهِيلي لمرات ابنِك الصغير يا أمي، حالًا تنزل من شقتها.

ردّت باستغراب وقلق:

_مالها بنت خالك يا مؤمن؟ عايز منها إيه؟

_هنعرف لما الهانم تنزل… وياريت يلا، معنديش وقت.

_حاضر يا ابني… حاضر.

قعدت أستناها والغليان جوايا،

بدعي إنها تكون ملهاش يدّ في اللي حصل.

نزلت بتريّث، وكان باين في عيونها البرود… وكأنها فاهمة ولاعبة اللعبة صح.

_نعم يا ابن عمّتي؟

_و مرات أخويا يا ليل، متنسيش.

_ها يا همس… هتعملي إيه؟!

كان صوت صديقتي أمل؛ كنت محتاجة أسمع رأي كام واحد، وهي أولهم: هل أدي فرصة ولا لأ؟

لكن اكتشفت إني مينفعش أسلّم برأي حد…

محدش شاف ولا عاش اللي إحنا شفناه.

ميعرفوش مؤمن ولا يعرفوا طبيعة علاقتنا.

مسمعوش تبريرات مؤمن ولا الحقيقة كاملة.

هما حكموا على جملة واحدة “جوزي بيحب غيري”.

اتنهّدت بقلة حيلة:

_سيبها على الله يا أمل… دماغي مشوّشة ومعنديش قدرة أفكر. هنام شوية وبعدها هشوف.

_ماشي يا حبيبتي… خلي بالك من نفسك. بس افتكري، بلاش تخربي بيتك، عمارتُه مش بالساهل يا همس.

عندها حق… بس هل هقدر أكمل؟!

مش شايفة فيه دافع يخليّني أكمل.

حب مؤمن؟! هل هو كافي؟

هل هو حب أصلًا… ولا مجرّد تعوّد؟

سمعت صوت عالي من تحت واضح من شقة حماتي.

بس ده صوت مؤمن! شكله بيتخانق.

لبست الإسدال بسرعة ونزلت.

وكان شكي في محلّه…

مؤمن ووالدته وليل… واضح إن فيه مشادّة بينهم.

دخلت بهدوء، وكل الأنظار اتوجّهت ليّ.

اتوترت… لأني معنديش فكرة إيه اللي بيحصل.

هل ليّا علاقة؟ ولا بيتكلموا في حاجة تانية؟

عيني اتقاطعت مع عينها… وكان كفيل يدخل الذعر لقلبي.

طلعت مش سهلة ولا مسالمة زي ما توقعت.

خبيثة… بس هل هتقدر تفرقنا فعلًا؟!

حمحمت بتوتر، وقلت بخفوت:

_في إيه؟ ليه أصواتكم عالية؟!

محدش نطق.

كان باين على ملامح مؤمن ووالدته التوتر والخوف،

وكأن فيه مصيبة حصلت.

لكن ملامح ليل كانت هادية… وبرود ولامبالاة مغلفاها،

كأنها الوحيدة المتحكّمة في الأمر.

رجعت أتكلم بلامبالاة مصطنعة:

_بما إن محدش هيرد… هطلع. شكله وجودي عكّر صفوفكم وكلامكم.

_استني يا همس…

كانت نبرة حماتي واضحة، وشكلها قررت تبدأ هي.

لمحت بطرف عيني مؤمن وهو يقعد على الكرسي،

كأنه خلّص مسرحيته ومستني يتفرّج على مسرحية تانية…

لكن ليل واضح إنها كانت مستنية بس تشوف نهايتها.

قربت مني حماتي بهدوء وتوتر:

_همس حبيبتي أنتِ زي بنتي ويعلم ربنا اللي ما أرضهوش على بنات الناس، ما أرضهوش لبناتي.

بس… وصية الميت ورغبته واجب تتنفذ. الاتنين ولادي… خسرت واحد، وربنا يباركلي في الكبير.

بس في حاجة واحدة اتحكمت علينا…

ومفيش مهرب منها، سواء قبلنا أو رفضنا…

بس هتتنفذ.

سكتت لحظة… وبصوت متوتر قالت:

_مؤمن هيتجوز ليل…

هيتجوز أرملة أخوه.

يتبع…

الثالث من هنا





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى