Uncategorized

رواية الحب غلاب كامله وحصريه بقلم ملك عبدالله احمد – تحميل الرواية pdf


طلع بيحب غيري يا أمل… جوزي طلع بيحب غيري.

كنت دايمًا بخاف أتجوز حد يكون قلبه مش ليا،

بس للأسف… ده اللي حصل.

هوّ معايا في البيت، بس مش معايا بالروح.

نظراته، سرحه، طريقته لما يسمع اسمها…

كلهم بيقولوا إنها لسه جواه.

وأنا؟

بقيت عايشة في علاقة مليانة حضور جسد… وغياب قلب.

قالت أمل وهي بتحاول تهديني:

_يا حبيبتي اهدي، هو دلوقتي جوزك،

ما كل الناس حبت زمان، مش هتحاسبيه على الماضي يا همس.

_ومين قالك إنها بقت ماضي؟

مش ماضي يا أمل، دي لسه في قلبه وعقله.

أنا طلعت مغفلة،

حافظت على قلبي طول السنين عشان يكون أول حبيب،

وفي الآخر ده جزاتي؟

هو خدعني… أوهمني…

طب ليه! قولتله أوعى ييجي يوم وتكسر قلبي

هو ما كسروش، هو دبحـ/ه.

يُؤلِمُني الحُبُّ بعدَ جَزَعٍ،

والشَّوقُ يَعلَمُ أنَّ الهَوى أذًى لِمُحبِّهِ.

أول ما دخلت البيت،

كانت عيوني مُرهقة، وخطواتي تقيلة،

وكل أملي إني أدخل أنام…

أنام من غير ما أتكلم، ولا أبرر،

ولا حتى أضطر ألتزم بالصمت،

بس أنام، وبس.

قلت وأنا بحاول أهرب من المواجهة:

_عند أمل، كانت محتاجة مني حاجة.

مروحتش الشغل ليه؟!

كنت بسأله عشان ألهي نفسي عن نظراته،

لكن عيوني التقطت بعيونه كان غامرني وجع مختلف،

و قلبي اتوجع كأنه افتكر إن حُكمه دلوقتي ملوش فايدة.

آه لو كان حبيبي لسه بيحبني،

لو كان عنده بس ذرة من اللي كان بينا…

الدموع بدأت تملأ عيني،

فحاولت أتحرك بعيد وأنا بخلع حجابي،

مستنية رده.

قال بحدة فيها قلق:

_بطّلي تلفي حوالين نفسك، خيلتيني!

وبعدين اقفي هنا… ليه حاسس إنك غريبة عني؟

أو يمكن نقول غريبة عن كل اللي حواليكي؟

ماما قالتلي إنك بطلتي تنزلي حتى في أوقات التجمع،

ليه؟ ممكن أفهم؟!

رفعت عيني ليه وأنا بتهرب من المواجهة،

بس الكلمة خرجت من لساني من غير تفكير:

_أنا عايزة أروح عند أهلي.

مكنش في خططي أقول كده،

ولا كنت ناوية أسيب البيت،

لكن استنزاف قلبي خلّى عقلي يعجز،

وبقى وجودي في مكان بيجمعني بيه

يسلب مني كل راحتي وكل أنفاسي.

_زي ما سَمعت يا مؤمن…

أنا هسافر هناك، ومعتقدش إني هرجع هنا تاني.

حاولت أتحرك وأدخل أوضتي، لكنه في لحظة مسك دراعي وضغط بعصبية:

_أنتِ بتقولي إيه يا هانم؟ يعني إيه تسافري، ولأ ومترجعيش تاني؟ فهميني اللي في دماغك عشان متغابش عليكِ.

رفعت عيني ليه وقلبي بينزف:

_عايز تعرف؟ تمام، وأنا هقولك… طلقني يا مؤمن.

قولتها بنبرة عالية، وصوتي كان كافي يوصل لآخر الشارع،

لكن ما اهتمّتش، ولا فكرت أراجع نفسي.

كملت وأنا مخنوقة بالقهرة:

_طلقني، ومفيش رجوع. أنا همشي يا مؤمن، هرجع بيت أهلي وهننفصل.

وقتها، هترجع لحبيبتك، والطريق هيكون ممهد قصادك تتجوزها.

ساب إيدي بصدمة، ورجع خطوتين ورا، كأنه اتصاب في قلبه.

الذهول كان مالي ملامحه،

وملقتش على وشّه لا فرحة ولا انبساط.

كنت فاكرة هيفرح إنه أخيرًا هيتخلص منّي،

لكن يمكن كان مذهول إني عرفت.

حاولت أتصنّع البرود واللامبالاة،

وسبته ودخلت الأوضة.

طلعت شنطة السفر وبدأت ألم هدومي،

بس وقفت لما دخل بعصبية، ورمى الشنطة بعيد وقال:

_أنتِ بتقولي إيه؟ طلاق إيه؟ وحبيبتي مين؟

أنتِ شاربة حاجة؟ ولا حد داس على دماغك ففقدتي الذاكرة؟

لإما أنتِ مجنونة يا بنت الناس، أصل مش هتجنن لوحدي!

قلتله بجمود وعيوني مليانة وجع:

_تجنن ولا تتفلق، سبني لو سمحت.

مبقاش بينا كلام يتقال، ورقة طلاقي توصل لبيت أهلي،

وياريت تكون دي آخر ذكرى بينا.

ضحك بسخرية وقال:

_بتقولي ورقة طلاق؟!

أنتِ يا حبيبتي… والله قوليلي بس،

أنتِ متأكدة إنك مش مختلّة؟

صرخت وأنا ببكي:

_حبّك بَوَرْص يا مهندس، بلا حبيبتي بلا زفت!

وأه، مختلّة، ومعنديش مانع أرتكب جريمة قتل حالًا… يا خاين!

اتغير صوته واتصدم:

_خاين؟! أنتِ بتقولي إيه؟ أنا خاين؟!!

مسحت دموعي اللي نزلت بعد الكلمة دي.

مش دموع ندم…

لكن لأن الحب اللي كان جوايا مات،

وهو واقف قدامي.

قلت بصوت مبحوح:

_شوفت بقى؟ طلعت خاين يا مؤمن.

أنا، بعد كل الحب اللي قدمتهولك،

وقلتلك أوعى تكسر قلبي،

أنت أول حبيب، أول راجل قلبي يحبه.

فهمتك، وعرفتك، وورّيتك قد إيه أنا ضعيفة لو في يوم عرفت إن قلبك مش ليا.

وسكتّ… فضلت ساكت.

ما عقّبتش، وما حاولتش تثبتلي غير كده.

بس أنا الغبية صدّقت سكوتك،

وقولت يمكن ده دليل ثقة.

بس بعد كل الحرب اللي جوايا،

والعذاب اللي كنت فيه وأنا شايفاك بعيد من أول يوم في جوازنا،

قلبي قَلِق… وياريت كان قلق وبس، ده اندبـ/ح.

أنت إيه يا مؤمن؟!

إيه الكتلة دي من الوجع؟!

_أنتِ مين قالك الكلام ده؟

نظرت ليه بنظرة وجيعة وقلت:

_هو ده اللي فارق معاك؟ عرفت منين؟

اختفي من هنا يا مؤمن… اختفي.

قرب مني، صوته اتبدّل، بقى هادي كأنه بيحاول يخفف من اللي حصل:

_اسمعي، أنا معرفش إزاي عرفتي،

بس مش هنكر.

أنا فعلاً حبيت قبلِك، ومحصلش نصيب.

كل واحد راح لحاله.

هي اتجوزت، وأنا اتجوزت، وشلتها من قلبي ودماغي.

ملهوش لازمة أقولك،

الماضي بيفضل ماضي، وملوش علاقة بالحاضر.

نظرت ليه بعينين فيها وجع مايتوصفش وقلت:

_ده لو الأشخاص مش موجودة فيه يا باشمهندس.

وياترى حضرتك متعرفش هي اتجوزت مين؟

ولا هي متعرفش إنك اتجوزت مين؟

أخوك… كان يعرف إنك كنت بتحب مراته؟

هو ما اكتفاش بالكلمة، لكنه ضربني بالألم على وِشي.

حطّيت إيدي مكان الضربة وأنا ببصله بصدمة ووجع ظاهر.

الدنيا بدأت تلف بيّا، وعيوني ما اكتفتش بالدموع، بالعكس، زاد بكائي وانهياري.

قال بصوت غاضب:

_عمري ما توقعت إني أمد إيدي على ست، وكمان مراتي!

بس إنتِ شكلك عديتِ كل الحدود يا همس هانم.

دلوقتي أنا هنزل، وإنتِ هتفضلي في البيت،

وقَسَمًا عَظْمًا لو لمحتك خارجة بشنطة هدومك وطلعتي برا البيت كله،

لأكون كاسرك، فاهمة؟

اتقي شري يا همس.

ودلوقتي، بكل هدوء، عرفتي منين الكلام ده؟

لساني اتلجم، وما عرفت أرد.

صدمتي كان ليها وقع أقوى من الكلام.

إزاي كل الأحلام الحلوة اللي كنت فاكرها، طلعت قاسية بالشكل ده؟

إزاي اتهِنت وهِنت من أعزّ ما يملك قلبي؟

قعدت على الأرض وأنا بضم رجليّ وبِتكور على نفسي.

ما اهتمّتش إني بُظهر ضعفي قدّامه،

وجعي كان مبالغ فيه بشكل خانق.

كنت فاكرة إني غلط، وإن كل اللي قولته كذبة وأنا بحاول أصدقها،

بس هو أكّدلي، أكّدلي وكسر قلبي.

حبيبي ما طلعش حبيبي.

الانهيار كان صعب جوايا… صعب بشكل مميت.

لكنه قعد قصادي على الأرضية، وكأني صعبت عليه مثلاً.

مسك إيدي — تركته يلمسني من غير مقاومة مني،

كإن عقلي مسلوب مني.

قال بهدوء مكسور:

_همس، أنا آسف. والله ما بحبها دلوقتي.

من يوم ما اتجوزت أخويا وأنا شايلها من قلبي وعقلي وتفكيري.

غلط، غلط أفكر في مرات أخويا بعد ما شال اسمها.

إزاي هبص ليها وأنا عارف إنها مراته؟

أنا كده قبل ما أخونك، هكون خونت أخويا.

تفتكري أنا بالأخلاق المنحطة دي؟

من الرجالة اللي بتبص لحريم عيلتها؟

ردي عليّا، وبطّلي عياط.

خبيت وشي بإيدي وأنا رافضة كل كلامه.

أنا لسه مكسورة، وبيزود بكلامه الكِسرة أكتر من اللي في قلبي.

كل ما يثبت حبه ليها، بتوجع أكتر.

مش قادرة أتخيّل، ولا أستوعب.

قلت وأنا ببكي بحرقة:

_الحب ملهوش سلطان يا مؤمن.

عايز تعرفني إنك نسيتها وطلّعتها من قلبك؟

أومال أنا ليه لحد دلوقتي مش عارفة أكرهك،

ولا عارفة أنسى حبك،

وفي نفس الوقت وجعي منك كبير؟

وجعي نار يا مؤمن…

إنتَ حرقتني وأنا عايشة.

يتبع…





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى