Uncategorized
رواية عشق يحيي الفصل السادس 6 بقلم سلمي جاد – تحميل الرواية pdf

رواية عشق يحيي الفصل السادس 6 بقلم سلمي جاد
P 6
_ يحيى ..انت شارب حاجة؟
العرق مغرق وشه، وأنفاسه سريعة.
ـ أنا… أنا حران أوي…
ليلى استغربت وقالت بقلق:
ـ حران إزاي؟ ده الجو سَقعة!
لكن اتصنمت مكانها لما شافته بيفك أزرار قميصه بسرعة،
لدرجة إنه قطعها من شدة توتره، والأزرار وقعت على الأرض.
ـ يحيى… إنت بتعمل إيه؟
بصّ لها بعينين متوهجة،
قرب منها فجأة، وصوته مبحوح ومختنق:
ـ ليلى… أرجوكي… متبعديش عني…
شدها في حضنه بقوة، كأنه بيحتمي بيها من حاجة مش فاهمها،
وقال بصوت مبحوح متقطع:
ـ أنا مش ضامن نفسي لو بعدتِ…
وفي نفس التوقيت، باب القصر كان بيتفتح،
وصوت الجد سمع وهو داخل ومعاه باقي العيلة.
ـ أومال الولاد فين؟
منال ابتسمت بخفة وقالت:
ـ يمكن فوق يا بابا.
الجد رد وهو بيبدأ يطلع السلم:
ـ أنا هاطلع أطمن على ليلى.
ـ وأنا هاجي معاك يا بابا.
قالتها منال بسرعة، ولحقت بيه،
ووراهم بخطوات متحمسه كانت ميادة طالعَة هي كمان،
ومتعرفش إيه اللي مستنيها.
أول ما وصلوا الدور، الجد لاحظ باب أوضة ليلى مفتوح.
ـ هو إيه ده؟ باب أوضة ليلى مفتوح ليه؟
منال باستغراب:
ـ معرفش يا بابا… يمكن نسيته مفتوح.
الجد دخل الأوضة أول واحد،
وساعتها الكل اتجمد في مكانه.
المنظر قدامهم خلّى منال تكتم شهقتها بإيدها،
وميادة مصدومة مش قادرة تنطق،
أما الجد فوشه اتبدل بين الصدمة والغضب.
ـ يحيــــى!!!
صوته دوّى في الأوضة كلها.
يحيى كان واقف من غير قميص، حاضن ليلى بقوة،
وهي بتحاول تبعده بخجل وارتباك، مش فاهمة اللي بيحصل.
الجد اتقدم بخطوات غاضبة وسريعة،
وشد يحيى بعنف، ويحيى كان لسه تايه ومش مدرك.
وفجأة… صوت قلم قوي نزل على وشه،
القلم كان عنيف لدرجة إنه وقع على الأرض من قوته.
ـ يحيى!!!
منال صرخت وهي بتجري ناحيته،
ركعت جنبه وهي مرعوبة، حاولت تفوقه،
بس لقت عينه مغمضة وجسمه سايب.
ـ يحيى!! مالك يا حبيبي؟!
يا بابا إلحق! يحيى مش بيفوق!!
الجد اتجمد لحظة، ثم صرخ للخدم:
ـ حد يجيب دكتور حالاً!
ميادة كانت واقفة مذهولة،
وليلة نفسها كانت منهارة، مش قادرة تستوعب اللي حصل…
في أوضة يحيى، الجو كان مشحون ،
والدكتور لسه بيحط السماعة في شنطته بعد ما خلص كشفه على يحيى اللي نايم وفاقد الوعي.
منال كانت واقفة جمبه، عنيها مليانة قلق،
والجد واقف عند طرف السرير، متصلّب ومكتّف إيده،
بس نظرته مضطربة، بين الغضب والوجع.
الدكتور قال بهدوء وهو بيكتب روشتة صغيرة:
ـ الحمد لله، الحرارة بدأت تنزل شوية بعد الحقنة المهدّية اللي اديتهاله،
واضح إن جسمه كان في حالة تحفز ونشاط غريب.
الجد بصله بحدة وسأله بقلق:
ـ يعني إيه الكلام ده يا دكتور؟
الدكتور تنهد وقال بنبرة مترددة:
ـ يعني… الحالة اللي كان فيها تشبه حالة السكر أو التسمم بمنشطات.
يتهيألي إنه شرب حاجة فيها مادة منبّهة أو منشّطة،
سببت له اضطراب في الأعصاب وارتفاع في الحرارة بالشكل ده.
منال شهقت بخوف:
ـ شرب حاجة؟! بس إزاي؟ يحيى عمره ما بيقرب من الحاجات دي!
الدكتور هزّ راسه وقال:
ـ ممكن تكون حاجة بسيطة، مش شرط بإرادته…
لكن الأكيد إن جسمه كان في حالة انهيار،
ولولا إنكم لحقتموه، كان الوضع هيبقى خطر.
الجد سكت شوية، صوته نزل وهو بيقول للدكتور:
ـ شكرًا يا دكتور .
الدكتورمشي،
وساعتها الجد لفّ بنظره على منال وميادة اللي كانت واقفة بعيد،
وبنبرة صارمة قال:
ـ لين فين؟ إزاي مخرجتش من أوضتها لحد دلوقتي ؟!
ميادة اتنهدت بخوف وقالت بهدوء:
ـ باب أوضتها مقفول يا بابا ، تلاقيها بتذاكر ومش سامعه حاجه.
الجد فضل ساكت لحظة،
صوته نزل وملامحه فيها شك مكبوت:
ـ خليها تفضل في أوضتها… لحد ما نفهم إيه اللي حصل بالظبط.
بعدها الجد خرج بخطوات تقيلة،
وساب منال وميادة واقفين في صمت،
كل واحدة فيهم تايهة في أفكارها.
__________________________________________________________
في اليوم التالي…
يحيى فتح عينه بصعوبة، النور داخل من شباك أوضته،
الستارة بتتهز بهدوء مع نسمة الصبح،
بس جواه كان في دوشة مش طبيعية.
مد إيده على راسه وهو بيتأوه:
ـ آه… دماغي…
الصداع كان شديد لدرجة إنه حاسس كأن حد بيخبط جوه جمجمته.
بص حواليه باستغراب، مش فاكر إزاي رجع أوضته ولا مين جابه.
بس فجأة… الأحداث بدأت تتجمع في دماغه واحدة ورا التانية.
زي شريط فيلم بيتعرض قدامه بسرعة…
ليلى اللي واقفة قدامه بملامحها المرتبكة،
وإيده وهي بتشدها لحضنه…
والقلم… القلم اللي نزل على وشه بقوة وخلّى كل حاجة تسوّد.
مسك راسه بوجع وقال لنفسه بصوت مبحوح:
ـ إيه اللي حصل لي امبارح؟!
أنا كنت فين؟ وليه كنت كده؟
حاول يقف، بس رجله خانته،
وقع تاني على السرير وهو حاسس بوشه بيوجعه من أثر القلم.
مد إيده عليه، حس بحرارته ولسعته،
ـ أنا… أنا عملت إيه؟!
أنا كنت ممكن أضيعها…
حس قلبه بيدق بسرعة، والخوف مسيطر عليه،
مش من اللي حصل بس، لكن من اللي جاي بعده.
الباب خبط خبطة خفيفة، وبعدها اتفتح بهدوء.
منال دخلت، ملامحها بين العتاب والقلق،
عينيها مرهقة من كتر البكاء والسهر،
بس أول ما شافته فايق، قلبها ارتاح غصب عنها.
ـ حمد لله على سلامتك يا يحيى…
قالتها بنبرة هادية، بس وراها وجع كتير.
يحيى رفع نظره ليها، صوته كان مبحوح وضعيف:
ـ ماما .. أنا… مش فاهم اللي حصل امبارح.
كل اللي فاكره إني كنت حران… جسمي كان نار،
وبعدين… كأن حد كان بيحركني، مش أنا اللي كنت بتصرف
منال قربت منه بخطوات بطيئة،
قعدت على طرف السرير وقالت بحزن واضح:
محدش فاهم اللي حصل، الدكتور قال إنك كنت متنشط ..
يحيى حط إيده على وشه وتنهد بقهر:
ـ غريبة؟! دي كأنه كابوس…
أنا شوفت نظرة ليلى وهي مرعوبة مني…
مش قادر أنساها، ياماما.
سكت شوية، وبصّ فيها بنظرة قلق حقيقي:
ـ جدي… قال إيه؟
منال اتنهدت وقالت بحذر:
ـ من امبارح… وهو مش بيكلم حد.
حتى وأنا حاولت أهدّيه، سكتني.
الجد ممصدوم منك جدًا، يا يحيى.
سكتت لحظة، وبصت له بعتاب خفيف:
ـ أنت فاهم الموقف كان شكله قدامنا إزاي؟
الجد لسه مش قادر يستوعب اللي شافه.
يحيى عضّ شفايفه بندم وقال وهو بيحاول يكتم وجعه:
ـ أنا هروح له… لازم أشرح له كل حاجة، حتى لو مش هيصدقني.
بس… أنا نفسي مش فاهم كنت بعمل كده إزاي ..
________________________________________________
ليلى صحيت تاني يوم الصبح بعد ليلة طويلة ماعرفتش فيها طعم النوم
عنيها كانت ورمة من كتر البكا، ومخها مش قادر يهدى.
كل ما تحاول تغمض عينها، وش يحيى وهو في الحالة دي بيترسم قدامها،
قعدت على السرير بهدوء،
مسكت راسها وقالت لنفسها بصوت واطي:
ـ يا رب ده كله يكون حلم…
قبل ما تلحق تقوم،
الموبايل رنّ،
بصّت على الشاشة… “ضحى”.
ردّت بسرعة وهي بتحاول تثبّت نبرة صوتها:
ـ ألو يا ضحى؟
ضحى :
ـ صباح الخير يا ليلى… عاملة إيه؟
ضحى حسّت إن في حاجة مش طبيعية في نبرة صاحبتها،
قالت بسرعة:
ـ فيكي إيه يا بنتي؟ صوتك مش عجبني خالص، مالك؟
ليلى سكتت لحظة، وبعدين قالت بهدوء:
ـ مافيش يا ضحى… بس محتاجة أشوفك، أتكلم معاك شوية.
ضحى
ـ طيب ايه رأيك تجيلي البيت نرغي شوية ، شكلك محتاجة تتكلميي مع حد.
ليلى:
ـ حاضر، بس عندي محاضرات الصبح، أول ما أخلص هاجي على طول.
ـ ماشي يا حبيبتي، هستناكي.
قفلت ليلى الموبايل وهي بتتنهد،
بصّت لنفسها في المراية،
وشها باين عليه الإرهاق، عينيها منتفخة،
وفي قلبها دوامة خوف وقلق مش عارفة تخرج منها.
ليلى كانت بتجهز للكلية، بتحاول تبين طبيعية رغم إن قلبها لسه مضطرب من الليلة اللي فاتت.
لبست دريس أصفر منقّط بالأبيض، بسيط ورقيق زيها،
ولأن الجو بدأ يبرد، لبست فوقه جاكت جينز باللون التلجي،
وحجاب أبيض ناعم، وكوتشي مريح.
بصّت لنفسها في المراية، حاولت تبتسم… بس ابتسامتها كانت باهتة أوي.
خرجت من أوضتها وهي بتاخد نفس طويل،
وفي نفس اللحظة كان يحيى طالع من أوضته بعد ما خد شاور وغير هدومه،
لابس قميص كحلي غامق وبنطلون جينز،
ملامحه هادية، بس عينيه فيها وجع وتفكير عميق.
وقفوا قصاد بعض ثواني…
الوقت وقف في اللحظة دي،
هي قلبها اتقبض وهو حس بوجعها .
لكن قبل ما ينطق، ليلى جريت بسرعة وعدّت من جنبه،
نزلت السلم وهي بتحاول تمسح دموعها قبل ما تنزل،
وفي اللحظة دي، العربية اللي بتوصّلها بدأت تتحرك،
سابت وراها سكون… وقلب يحيى بيتكسر ومش عارف ليه.
في أوضة تانية في القصر،
ميادة كانت قاعدة مع ليندا،
نظراتها نار ووشها متشنج.
قالت بحدة وهي بتخبط بإيدها على الترابيزة:
ـ كل ده بسببك يا غبية! الخطة كلها فشلت!
كان المفروض الليلة دي تبقى نهايتها مختلفة!
ليندا قامت بتوتر:
ـ أنا… أنا ماعملتش حاجة يا ماما، هو اللي دخل أوضة ليلى فجأة .
ميادة قربت منها بعنف :
ـ كل حاجة اتقلبت ضدنا
وبين الغضب والجنون، مدت ميادة إيدها ونزلت بالقلم على وش ليندا.
ليندا صرخت وهي حطت إيدها على خدها،
الدموع نزلت فورًا، وقالت بصوت متقطع:
ـ إنتي ظلماني… والله ما ليا ذنب…
ميادة بصتلها باشمئزاز، وخرجت من الأوضة بخطوات سريعة،
وسابت ليندا قاعدة بتعيط وبتلمس خدها اللي لسه بيوجعها.
_________________________________________________________
بعد ساعات، كانت ليلى مخلصة محاضراتها،
رايحة على بيت ضحى زي ما وعدتها.
خبطت الباب، ووالدة ضحى هي اللي فتحت،
رحبت بيها بابتسامة دافية وقالت:
ـ آه، إنتِ ليلى؟ ضحى حكتلي عنك كتير يا بنتي، اتفضلي.
ليلى ابتسمت بخفة وقالت:
ـ تسلمي يا طنط .
ـ حبيبتي، ضحى فى أوضتها، ادخلي لها ،الأوضة اللي عاليمين
أول ما دخلت الأوضة، ضحى ابتسمت بفرحةوسلّمت عليها بحرارة:
ـ ليلى! كنت هموت وأشوفك، إنتِ عاملة إيه؟
بس استغربت لما شافت عينيها مورّمة.
ـ هو إنتِ كويسة؟ عنيكي شكلها وارمه ده ليه !
ليلى قعدت على السرير وقالت وهي بتتنهد:
ـ مش كويسة يا ضحى… اللي حصلي امبارح كان كابوس.
وحكتلها كل حاجة…
من أول حالة يحيى الغريبة، لحد لما الجد شافهم،
وضرب الجد ليحى، ولحد ما فقد وعيه.
ضحى كانت قاعدة مذهولة،
وعينيها مفتوحة على الآخر:
ـ معقولة يحيى يعمل كده؟! لا… مش مصدقة!
قبل ما تكمل، والدة ضحى دخلت الأوضة وقالت بهدوء:
ـ يا بنات، في حد تحت بيسأل على ليلى… بيقول إنه ابن عمها.
ليلى اتجمدت مكانها لحظة،
قامت بسرعة وهي بتحاول تلملم نفسها،
لبست حجابها بسرعة وخرجت من الأوضة،
وقلبها بيدق بسرعة.
ولما فتحت باب الشقة، كان يحيى واقف عند الباب.
بصت له بدهشة وارتباك:
ـ إنت… بتعمل إيه هنا؟
ردّ ببرود ظاهر، وصوته ثابت:
ـ جايلك… عشان ترجعي معايا البيت.
ـ أنت عرفت مكاني إزاي ؟
ـ السواق عرّفني مكانك…
– أنا هروح مع السواق
قال ببرود وهو بيبص لها بثبات :
السواق مشي،أنا مشّيته
ومش قدامك غير إنك ترجعي معايا دلوقتي.
______________________________________________________
في القصر…
كان فيه حوار غامض بين الجد ومنال في المكتب،
كلام مش واضح، بس النبرة حادة وجادة.
الجد كان بيقول بصوت هادي لكنه حاسم:
ـ اللي حصل امبارح لازم يتغطى…..
ده الحل الوحيد اللي يصون سمعة الكل.
منال بصت له بقلق:
ـ بس يا بابا، القرار ده…
قاطَعها الجد بنظرة حادة:
ـ القرار اتاخد، ومفيش نقاش.
وفي نفس الوقت، عمر كان راجع القصر بعد غياب طويل،
أول ما دخل، صوت الجد عليي:
ـ اهلا بالبيه اللي بقاله أكتر من أسبوع مخطاش باب القصر
عمر اتفاجئ وقال وهو بيحاول يهزر:
ـ إيه يا جدي، ما أنا كنت في الشغل…
الجد ردّ بحدة:
ـ شغل إيه؟ أمك اللي مبوّظاك!
وانت بقيت شبهها، مهمل ومش بتسأل
سابه وخرج، وعمر بص حواليه باستغراب وقال لنفسه:
ـ هو البيت متكهرب كده ليه؟
وبعد شوية، العربية وقفت قدام القصر،
ليلى ويحيى نازلين منها في صمت تام،
كل واحد فيهم غرقان في تفكيره.
أول ما دخلوا، الجد كان واقف مستنيهم في الصالة،
ملامحه صارمة وصوته واضح وحاسم:
ـ أنا قررت قرار، ومش عايز أسمع كلمة بعده.
الكل كان واقف، منال، ميادة، عمر، ليندا…
جالعيون كلها متجهة ناحية الجد.
ـ الجد رفع صوته بنبرة لا تقبل نقاش:
الليلة كتب كتاب يحيى وليلى …
الصدمة سكنت المكان.
ليلى اتجمدت مكانها، عينيها اتسعت بصدمه،
ويحيى بص بذهول مش قادر ينطق.
ميادة شهقت، وليندا حطت إيدها على بقها
السابع من هنا



