Uncategorized

رواية عشق يحيي الفصل الخامس 5 بقلم سلمي جاد – تحميل الرواية pdf


رواية عشق يحيي الفصل الخامس 5 بقلم سلمي جاد

P 5
ـ أنا متحمسة أوي للتدريب ده، خصوصًا في شركة زي الشريف جروب، وأحلى حاجة إنها تبع الكلية.
ضحى فرحت جدًا في الأول، بس ملامحها اتبدلت للحزن وهي بتقول بنبرة فيها غُصّة:
ـ والله كنت نفسي أروح معاكي، بس رجلي دي خربت كل حاجة.
ليلى بسرعة حاولت تهوّن عليها:
ـ يا بنتي ما تقوليش كده، التدريب مش آخر الدنيا، جاية كتير إن شاء الله، أهم حاجة إنك ترتاحي وتخفي.
وبعدين ضحكت بخفّة وقالت بمزاح:
ـ ولا أقولك، خلّي السواق بتاعك يوصلك ويجيبك من الشركة
ضحى ضحكت لما فهمت إنها بتتكلم عن زين:
ـ والله فكرة.
ليلى ابتسمت:
ـ ماشي يا أختي، أنا هقفل بقى عشان ألحق أفطر، وكمان هستأذن جدي إني أنزل التدريب.
ـ ماشي يا قلبي، عرفيني بردو قالك إيه.
ـ أوك، يلا سلام.
قفلت المكالمة ونزلت على السفرة. الجو كان هادي في القصر، ريحة الفطار مالية المكان وصوت الجد الرزين هو المسيطر.
الجد قال وهو بيحط سكر في الشاي:
ـ النهارده بليل هنروح فرح ابن الحاج إسماعيل.
منال ابتسمت:
ـ بإذن الله يا بابا، بس يحيى عنده شغل.
يحيى رفع نظره وقال بهدوء:
ـ أيوه يا جدي، في مأمورية النهارده، يمكن أتأخر بالليل.
الجد هزّ راسه بتفهّم:
ـ ربنا يسهلك يا بني.
ليلى استجمعت شجاعتها وقالت:
ـ جدو، كنت عايزة أستأذن حضرتك أروح تدريب في شركة تبع الكلية، المفروض أبدأ الأسبوع الجاي.
الجد ابتسم:
ـ خطوة كويسة يا بنتي، ربنا يوفقك.
منال سألتها:
ـ هتروحي الكلية النهاردة إزاي يا ليلى؟ السواق بتاعك اعتذر النهارده.
ـ هاخد تاكسي، عادي.
منال استنكرت:
ـ معقولة يا ليلى! هتاخدي تاكسي؟
وبصّت ليحيى:
ـ يحيى حبيبي، ابقى وصل ليلى في طريقك.
ليلى بسرعة:
ـ لا يا طنط، ملوش لزوم، هاخد تاكسي وخلاص.
يحيى قطع الكلام فجأة وهو بياكل بهدوء:
ـ لأ، أنا هوصلك.
ليلى اتفاجئت، بس ما حبتش تعاند:
ـ تمام.
الوقت عدى بسرعة، والشمس بدأت تميل. ليلى كانت بتجري تجهّز شنطتها وهي تقول:
ـ يا لهوي، اتأخرت أوي
نزلت بسرعة، لقت يحيى مستنيها بالعربية، لابس نضارة شمس وساند ضهره عليها.
ركبت وقالت وهي بتحاول تلحق نفسها:
ـ معلش، اتأخرت.
ـ ولا يهمك.
الطريق كان هادي في الأول، لحد ما بدأت تحكيله عن الشركة.
ـ اسمها “الشريف جروب”.
ـ الشريف جروب؟ مين صاحبها؟
ـ أظن اسمه آدم الشريف.
سكت لحظة وقال بنبرة حازمة:
ـ قبل ما تبدأي، هعمل تحريات عن الشركة دي.
ليلى بصّت له باستغراب:
ـ تحريات؟ ليه يعني؟
ـ عشان أطمن.
ـ يا يحيى، ده تدريب بسيط تبع الكلية، مش عملية أمنية!
اتنهد وقال بجدية:
ـ أنا ابن عمك ومسؤول عنك، ومش هسيبك تروحي مكان مش عارف مين اللي فيه.
هي توترت وردّت بعفوية:
ـ بس جدو هو اللي مسؤول عني، وهو وافق، يعني خلاص
سكت لحظة… وبعدين ضغط على الفرامل فجأة.
العربية وقفت قدام باب الكلية، وصوته طلع جامد، أول مرة ليلى تسمعه كده:
ـ انزلي.
ـ يحيى… أنا ما…
ـ قلتلك انزلي يا ليلى.
نزلت فعلًا، وقفت جنب العربية وهي بتحاول تلمّ شتات نفسها،
العربية اتحركت وسابت وراها دوشة الشارع ونبضها اللي بيجري.
ليلى بصّت لورا، مسحت دموعها بسرعة قبل ما حد
_________________________________
في القصر، كانت ميادة قاعدة قدام بنتها ليندا، وصوتها منخفض لكنه مليان شيطنة:
ـ النهارده عندنا فرح ، وكلنا هنروح.ويحيى؟ عنده شغل.
ـ ايوة وبعدين
ـ انتي هتتحججي إن عندك مذاكرة وتقعدي في القصر.
ليندا بصت لها بخوف:
ـ وهنعمل إيه؟
ـ العصير اللي بيشربه بعد العشا… هنحط فيه شوية منشّط خفيف، يخليه مش متزن.
وانتِ هتروحيله على أوضته كإنك بتسأليه عن حاجة ولما مفعول المنشط يشتغل ساعتها هتكون العيلة وصلت القصر ويفهموا إنه بيحاول يتهجم عليكي ،وساعتها الجد أكيد هيجبر يحيى إنه يصلح غلطته ويتجوزك ويحصل اللي إحنا عايزينه.
ليندا شهقت وقالت بارتباك:
ـ ماما إنتِ سامعة نفسك؟!
ـ اسكتي يا بنت، مفيش حاجة هتحصل ليكي، الوقت اللي هنوصل فيه من الفرح هيكون هو لسه مش فاهم إيه اللي بيحصله.
ليندا سكتت… ودموعها نزلت غصب عنها.
حاسه إن أمها شيطانة.
بس في الآخر، وافقت… مضطرة.
__________________________________
ـ ألو؟
ـ ضحى؟ أنا زين.
ابتسمت بخفة وقالت:
ـ آه، زين… إزيك؟
ـ تمام الحمد لله، بس قوليلي الأول… رجلك عاملة إيه دلوقتي؟
ـ الحمد لله، لسه بتوجع شوية، بس بقيت أحسن.
ـ كويس… لو وراكي أي مشاوير عرفيني هجيلك أوصلك الحته اللي عايزاها.
ـ إيه؟ لا لا يا زين، مش لازم تتعب نفسك.
ـ تعب إيه بس؟ ما أنا اللي خبطتك أصلاً، يعني قانونًا أنا المسؤول عن تحركاتك لحد ما تفكي الجبس
ضحكت وقالت بخجل:
ـ يا راجل سيبك من القوانين دي.
ـ لأ، دي أهم من الدستور كمان. خلصت…
ضحكت وقالت بتفكير :
ـ النهارده عندي عيد ميلاد بنت خالتي.
زين سكت لحظة، وبعدين قال بنبرة فيها اهتمام واضح:
ـ طب خلاص، أنا هعدي أوصلك.
ضحكت وهي تهز رأسها، بس جواها كانت حاسة بحاجة غريبة… أول مرة تحس إن قلبها بيتحرك بالشكل ده.
_________________________________
البيت كله كان في حالة استعداد.
الكل بيجهز عشان يروح الفرح
منال كانت بتلف على الأوض، لحد ما وصلت لأوضة ليلى.
خبطت الباب ودخلت وهي بتبتسم:
ـ يا بنتي، مش هتجهزي؟ الفرح قرب.
لكن ابتسامتها اختفت أول ما شافت ليلى قاعدة ع السرير، وشها محمّر وبتحط كمادة على جبينها.
ـ يا نهار أبيض! سخنتي؟
ليلى ابتسمت بخفة وقالت:
ـ شكلي كده خدت برد، جسمي سخن شوية.
منال قربت منها، حطت إيدها على جبينها وقالت بقلق:
ـ فعلاً حرارتك عالية. خدي بالك من نفسك يا ليلى، ما تستهونيش.
ـ متقلقيش، هشرب دوا وهارتاح شوية.
منال ابتسمت بحنان وقالت:
ـ تمام، هخلي الخدامة تجيبلك خافض حرارة، ولو حسيتِ بتعب كلّميني فورًا.
ـ حاضر يا طنط، متقلقيش.
منال سكتت لحظة وبصتلها بنظرة فيها دفء:
ـ يحيى أكيد لما ييجي من شغله هيطّمن عليكي، وإحنا مش هنتأخر. ارتاحي وانامي.
ـ ماشي، متشكرّة يا طنط.
منال طلعت من الأوضة، ووشها فيه شوية قلق، لكن بتحاول تبين الهدوء.
نزلت تحت وهي بتقول بصوت عالي:
ـ ليلى حرارتها عالية ومش هتقدر تيجي معانا.
الجد رفع راسه وقال بقلق:
ـ حرارتها عالية؟ طيب بلاش نروح الفرح
.
ـ لأ يا بابا، بسيطة، خدت دوا وهتنام، ما تقلقش. ويحيى كمان زمانه جاي من الشغل، هيطّمن عليها.
الجد هز راسه وقال:
ـ ربنا يشفيها.
في الركن، كانت ميادة واقفة، بتسمع كل كلمة.
عينها اتسعت بخوف لما عرفت إن ليلى مش هتخرج.
همست لبنتها ليندا وهي بتسحبها على جنب:
ـ دي كده ممكن تبوظ الخطة كلها!
ليندا بصت بخوف وقالت:
ـ نأجلها؟
ـ لأ… منال قالت إن ليلى هتنام، يعني مش هتحس بحاجة. مافيش داعي نغيّر حاجة.
ميادة تنفست بصعوبة وهي بتحاول تقنع نفسها…
لكن في قلبها كان فيه إحساس مرّ:
الليلة دي مش هتعدّي على خير.
_________________________________
ـ أنا تحت.
قالها زين
تمام أنا نازله أهو
نزلت وهي لابسة فستان أسود بسيط وشعرها الكيرلي سايب، ووشها فيه لمعة خفيفة.
بس المفاجأة إن والدتها كانت نازلة معاها.
زين ارتبك لحظة، لكن ابتسم بأدب:
ـ أهلاً بحضرتك.
الأم ابتسمت:
ـ أهلاً يا ابني، تعبينك معانا.
زين باحترام
ـ لا مفيش تعب ولا حاجه يا طنط
_________________________________
الساعة كانت عشرة، لما رجع يحيى من الشغل، مرهق.
طلب من الخدامة تجهزله العشا، وبعد ما خلصت قالتله:
ـ حضرتك العصير بتاعك على الترابيزة يا بيه.
ـ تمام، شكراً.
رفع الكوباية وشربها كلها دفعة واحدة.
عدّت دقايق… وبدأ يحس إن في حاجة غريبة.
طلع السلم بخطوات بطيئة، ماسك الحيطة بإيده، بيحاول يوازن نفسه.
خبط على باب أوضة ليلى.
ومن جوه اتسمع صوتها الناعس:
ـ مين؟
ـ أنا… يحيى.
فتحت الباب وهي لابسة إسدالها، وشها باين عليه التعب.
حمحم بتوتر وقال:
ـ عاملة إيه دلوقتي؟ ماما قالتي إنك تعبانه
ليلى كانت لسه زعلانه من اللي حصل الصبح، من طريقته وزعيقه ليها في العربية،
بس ردّت ببرود، ومعالم الإرهاق واضحة عليها:
ـ الحمد لله… أحسن شوية.
يحيى تنهد وقال بخشونة هادية:
ـ أنا مش عايزك تزعلي من اللي حصل الصبح… أنا بس كنت خايف عليكي،
إنتي مسؤولة مني وأنا…
قبل ما يكمل، صوته بدأ يتلخبط، ملامحه اتغيرت فجأة،
مدّ إيده كأنه بيدوّر على حاجة يسند نفسه عليها.
قال بصوت متقطع:
ـ ليلى…
ليلى بصّت له باستغراب وهي شايفة وشه بيشحب قدامها،
ونَفَسه متقطع .
ـ يحيى… مالك؟
ـ مش عارف… في حاجة غريبه ..
قرب منها بخطوة، وبعدين وقف مكانه،
كأنه بيحاول يقاوم حاجة جواه.
إيده شدت على جنب الباب، عروقه كانت باينة، وعينيه مضطربة.
ـ ليلى… اقفلي الباب على نفسك من جوا ومتفتحيش… حتي لو أنا اللي قولتلك.
ـ لأ، إنت مش كويس، استنى أجيبلك مية ولا…
ـ قلتلك ادخلي واقفلي الباب!!
صوته كان مليان توتر، مش غضب.
ليلى اتخضّت، بس رغم خوفها، رفضت تسيبه كده.
ـ لأ، أنا مش هسيبك كده.
دخلته الأوضة وسندته يقعد على الكرسي،
بس أول ما لمست دراعه، جسمه كله اتشنج فجأة.
ـ متلمسينيش… بالله عليكي متلمسينيش يا ليلى!
ـ طب في إيه؟ واتكلمت بخوف:
انت شارب حاجة؟
ما ردش، قام بصعوبة من عالكُرسي،
العرق مغرق وشه، وأنفاسه سريعة.
ـ أنا… أنا حران أوي…
ليلى استغربت وقالت:
ـ حران إزاي؟ ده الجو سَقعة!
لكن اتصنمت مكانها لما شافته بيفك أزرار قميصه بسرعة،
لدرجة إنه قطعها من شدة توتره، والأزرار وقعت على الأرض.
ـ يحيى… إنت بتعمل إيه؟
بصّ لها بعينين متوهجة ومليانة ارتباك،
قرب منها فجأة، وصوته مبحوح ومختنق:
ـ ليلى… أرجوكي… متبعديش عني…
شدها في حضنه بقوة، كأنه بيحتمي بيها من حاجة مش فاهمها،
وقال بصوت مبحوح:
ـ أنا مش ضامن نفسي لو بعدتِ…
في نفس اللحظة، ليندا كانت واقفة على الباب
شايفة كل اللي بيحصل
عينها متسعة من الصدمة، وإيديها بتترعش.
وجريت بسرعة لما حست إن باب القصر اتفتح وقفلت الباب بإيدها وهي بتترعش،
وفي نفس التوقيت، باب القصر كان بيتفتح…
وصوت الجد سمع وهو داخل ومعاه باقي العيلة.
ـ أومال الولاد فين؟
منال ابتسمت بخفة
ـ يمكن فوق يا بابا .
الجد:
ـ أنا هاطلع أطمن على ليلى.
ـ وأنا هاجي معاك، يا بابا.
قالتها منال، ولحقت بيه على السلم،
ووراهم بخطوات متحمسه كانت ميادة طالعة برضه ومتعرفش اللي مستنيها
لما وصلوا أول الدور، الجد لاحظ باب أوضة ليلى مفتوح.
ـ هو إيه ده؟ باب أوضة ليلى مفتوح ليه؟
منال باستغراب: معرفش يابابا يمكن نسيته مفتوح
الجد دخل الأوضة أول واحد…
وساعتها الكل اتجمد في مكانه.
المنظر قدامهم خلّا منال تكتم شهقتها بإيدها،
ميادة مصدومه، والجد وشه اتبدل صدمة وغضب في نفس اللحظة…



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى