فضفضه – المتحف المصري الكبير – سكس جديد 2026

المتحف المصري الكبير… ميلاد صرحٍ يروي مجد الحضارة
بعد سنواتٍ طويلة من الانتظار والعمل المتواصل، تفتح مصر اليوم أبواب أعظم متحف أثري في العالم، المتحف المصري الكبير، ليكون شاهداً على حضارةٍ خالدةٍ عمرها سبعة آلاف عام، ومعلماً يربط الماضي المجيد بالحاضر المزدهر.
يقع المتحف المصري الكبير على بُعد خطواتٍ من أهرامات الجيزة، وكأنه امتدادٌ طبيعي لعظمة الفراعنة. فحين تنظر إليه، تشعر أنك أمام لوحة تجمع بين عبقرية الإنسان القديم وروح العصر الحديث، حيث صُمّم المبنى بزوايا هندسية تعكس نور الشمس نحو الأهرامات في مشهدٍ ساحر يأسر العيون.
بدأت فكرة إنشاء هذا الصرح العملاق في تسعينيات القرن الماضي، لكن التنفيذ الفعلي انطلق عام 2002 بعد مسابقة عالمية فازت بها شركة أيرلندية، لتبدأ رحلة طويلة من البناء والتطوير استمرت أكثر من عشرين عاماً، حتى تم افتتاحه أخيراً في الأول من نوفمبر 2025 في احتفالٍ عالمي مهيب حضره قادة العالم ووسائل الإعلام الدولية.
يضم المتحف أكثر من مائة ألف قطعة أثرية من مختلف العصور المصرية القديمة، منها ما لم يُعرض من قبل، وعلى رأسها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة نادرة تُعرض لأول مرة معاً في مكانٍ واحد.
وفي مدخل المتحف يقف شامخاً تمثال الملك رمسيس الثاني، كأنه يرحّب بالزائرين ويذكّرهم بعظمة الأجداد الذين صنعوا التاريخ.
لكن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى للعرض، بل هو تجربة متكاملة تجمع بين العلم والتكنولوجيا.
فقد زُوّد المتحف بأحدث أنظمة العرض التفاعلي، والواقع الافتراضي، والإضاءة الذكية التي تجعل الزائر يعيش لحظة اكتشاف القطع الأثرية وكأنه يسافر عبر الزمن إلى مصر القديمة.
كما خُصصت قاعات ضخمة للتعليم والبحث العلمي، ومناطق للأطفال ليكتشفوا التاريخ بطريقة ممتعة ومبتكرة.
إن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو رسالة من مصر إلى العالم تقول فيها: “نحن مهد الحضارة، وما زلنا نكتب التاريخ.”
فهذا المشروع العملاق يجسّد رؤية مصر الحديثة التي تمزج بين الأصالة والتقدم، وتؤكد أن الاستثمار في التراث هو استثمار في المستقبل.
وفي النهاية، يبقى المتحف المصري الكبير أعظم هدية تقدمها مصر للعالم، ونافذة تطل منها الإنسانية على ماضيها العريق، وتستشرف من خلالها مستقبلها المشرق.
إنه ليس متحفاً فحسب، بل حكاية وطنٍ لا ينسى جذوره مهما مرّت العصور.


