Uncategorized

رواية حين احبتني المذنبة الفصل الثالث 3 بقلم هيثم صالح – تحميل الرواية pdf


ليان تلعثمت بصوت خافت:

• “هل تعتقد أن هناك فرصة حقيقية؟ فرصة لنفلت من قيود هذا النظام؟”

آدم يتنهد، ينظر إليها بعينين ملؤهما الحيرة:

• “لا أعلم، ليان. لكني أعرف أن الاستسلام ليس خيارنا.”

دق الباب فجأة، فدخلت رنا وهي تحمل أوراقاً كثيرة.

رنا بابتسامة باهتة:

• “التقارير تؤكد ما قاله المسؤول. قلب ليان يرسل إشارات غير مسبوقة. النظام كله يرتعد من احتمال انطلاق ثورة عاطفية.”

• “نحن لسنا هنا لنكون مجرد أرقام في تقاريرهم. نحن بشر، لنا الحق أن نحب ونعيش.”

ليان نظرت إلى رنا:

• “هل أنت معنيّة بما يحدث؟ هل تؤمنين أن الحب يستحق كل هذا الثمن؟”

رنا ترد، والحيرة ترتسم على ملامحها:

• “كنتُ أؤمن، لكن مع الوقت تعلّمت أن الحب فوضى… وأن النظام هو الذي يحفظ لنا السلام.”

• “هل السلام يعني الموت العاطفي؟ هل نُحرم من أن نكون أحياء فقط لأننا أحببنا؟”

خرجت رنا مترددة، تاركة ليان وآدم وحدهما.

ليان تنظر إليه بعيون ملؤها الأمل والخوف معاً:

• “آدم، ماذا لو قرر النظام إنهاء الأمر نهائياً؟ هل ستكون مستعداً للمواجهة؟”

آدم يمسك يدها بثقة:

• “أنا مستعد لأن أخسر كل شيء… لكني لن أخسرك.”

في تلك اللحظة، بدأ صوت الإنذارات يعم المبنى، وأصوات المراقبة ترتفع.

رنا عادت مسرعة:

• “إنهم يكتشفون نشاط غير مصرح به. النظام يحاول إغلاق شبكة الاتصالات بين القلوب المذنبة.”

• “علينا أن نتحرك! هذا هو وقت الثورة… وقت الحب!”

خرجوا معاً من الغرفة، بينما تملأ الأضواء الحمراء الممرات، ورجال الأمن يتجمعون حولهم.

كانت المعركة ليست فقط من أجل البقاء، بل من أجل حقهم في أن يحبوا، أن يشعروا، أن يكونوا أحياء.

اندفعت ليان وآدم عبر الممرات المضيئة بأضواء التحذير، أقدامهما تتابع صدى الخطى السريعة، وسط أصوات أجهزة الإنذار التي تخترق صمت المكان.

رنا تلحق بهما، وجهها مملوء بالقلق، وهي تحاول أن توازن بين خوفها ومسؤوليتها.

رنا بصوت متوتر:

• “إنهم أغلقوا أنظمة الاتصالات، وعزلوا المناطق التي تظهر فيها إشارات غير نظامية. لن نستطيع التواصل مع الخارج.”

آدم ينظر إليها بعزم:

• “لا يهم. سنجد طريقنا مهما كان.”

ليان تلتقط أنفاسها، تقول:

• “آدم، هل تعتقد أننا نستطيع أن نحرر القلوب المذنبَة؟ هل حقاً يمكن أن تهزم المشاعر التقنية؟”

آدم بابتسامة حزينة:

• “أنا لا أعرف كيف، لكني أعرف أن الحب… هو أصدق تمرد.”

بينما يركضون في الممرات، وصلوا إلى غرفة التحكم المركزية. هناك، كان “كمال” ينتظرهم، وجهه قاسي ومليء بالازدراء.

• “تعتقدون أن بإمكانكم قلب النظام؟ أنتم مجرد أرقام في شبكة ضخمة، لا أكثر.”

• “الأرقام قد تكسر، لكن القلوب لا.”

كمال يرد بغضب:

• “سوف تعاقبون على هذا التمرد. أوقفوا هذا الآن.”

ليان تقدم خطوة نحو كمال:

• “أنا لست عدوكم، بل ضحية نظامكم. أريد فقط أن أحب، أن أعيش.”

• “الحب؟ الحب الذي أدى بك إلى الذنب؟”

آدم يرفع صوته:

• “الحب ليس ذنباً، إنه أسمى ما في الوجود!”

فجأة، تشتعل شاشات غرفة التحكم، تبدأ في عرض إشارات متزايدة من جميع أنحاء المدينة. إشارات لقلوب بدأت بالمقاومة، تتحدى البرمجة، تنطق بصوت الحب رغم القمع.

رنا تشير بذهول:

• “هذه ليست حالة ليان فقط… هناك آخرون مثلها!”

• “الثورة بدأت، قلب واحد لم يعد كافياً.”

كمال في صدمة، ينظر حوله محاولاً استيعاب الموقف.

ليان تمسك يد آدم بقوة، وتقول:

• “معاً، يمكننا تغيير هذا العالم، واحداً بواحد.”

تتلاشى الأضواء الحمراء، لتحل مكانها ألوان الأمل التي تنبعث من قلوب لا تقبل الموت.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى