رواية عذراء ولكن الفصل الثالث عشر 13 والاخير بقلم احلام البنفسج – تحميل الرواية pdf

فتح عبد الحميد الباب فوجد سارة امامه مبتسمه بالرغم من ضربات قلبها المرتفعه بعد كلام خالد الواضح ان لابد لهم من الحديث معا
احتضن عبد الحميد ابنته : حمدالله عالسلامة يا حبيبتى
سارة: الله يسلمك يا بابا … اخبارك ايه؟
عبد الحميد : بقيت كويس اهواماشوفتك … ادخلى بسرعه طمنى مامتك عليكى من ساعه ما سافرتى وهى حالتها وحشه
ضحكت سارة: ليه كده ما انا بكلمكوا فاليوم اكتر من 5 او6مرت
عبدالحميد: وهى دى بالنسبالها مكالمات
دلفت سارة واتجهت الى والدتها
سارة: ايه ياست الكل مالك
احتضنتها سهير: كده ياسارة … كده ماتسأيش عليا
سارة: ههههه بتقولى ايه يا ماما ما انا معاكى كل يوم عالتليفون
سهير: داانا كان هيجرالى حاجه اليومين الى فاتوا دول
سارة: بعد الشر عنك ياحبيبتى
عبد الحميد: اتبسطى ؟
سارة مبتسمه: اوى بابا الحمد لله
سهير: يارب ديما يا حبيبتى
سهير: قومى يا حبيبتى غيرى وارتاحى شويه .. ولماتصحى نبقى ناكل
على سريرها استرجعت سارة كل رحلتها القصيرة ممتلئة بلاحداث
بالرغم من بدايتها المؤلمه الا انها من داخلها وفى جانب خفى كانت سعيدة بتصريح خالد
وعلى جانب اخر كانت تخشى كل ما يلى ذلك
سينتظر من ان يسمع اسبابها
ان يفهم كلامها المبهم
دعت داخلها الا تكسر من جديد
التقطت قلادتها التى اهداها اياها خالد … فتحتها وهى تبتسم
فكل جانب به تجويف بشكل قلب لوضع صورة داخله
نهضت من مكانها بسرعه اخرجت كل الصور التى التقطوها
بحثت بسرعه على صورة تضمهم جميعا
وجدت واحدة
وبهاخالد يقف بجورها …
بجنون الحظة احضرت مقصا وفرغت صورته وصورتها وعاينت مقياسها على الاطار تماما ووضعتها فى احد القلبين ووضعت صورتها امام صورته
ابتسمت بخجل مما فعلت حدثت نفسها” لومش هيتكتبلى نكون لبعض دلوقتى كفايه تكون معايا هنا”
استسلمت لنوم بلا احلام
قررت ان تؤجل كل مخاوفها لبعض الوقت …
ستعترف بينها وبين نفسها فقط انها تعشقه بلا حدود
بعدما استيقظت من نومها
جمعت كل الصور التى التقطتها وخرجت بها لوالديها
سارة بإبتسامة:لصور اللى وعدتك بيها اهيه يا ماما
سهير بلهفه: ورينى ورينى … تعالى اقعدىجنبى بقى وورينى مديرك ومامته
تضرج وجهها ببعض الحمرة عند سماع اسمه
– هو دا يا ماما ومامتة اللى واقفة جنبى دى
سهير بتأمل: ماشاء الله عليه … دا فعز شبابه
سارة: قد عصام….اتنين وتلاتين سنه
سهير: ومامتة شكلها صغير اوى .
سارة: طيبه اوى يا ماما زيك كده
سهير: باين عليها بتحبك ياسارة
سارة: انا كمان بحبها اوى
سهير: ربنا يحبب فيكى خلقه يا حبيبتى
سارة: بحب دعوتك دى اوى يا ماما … اللهم امين
فى بدايه الاسبوع الجديد كانت سارة قد اتخذت قرارا انها لن تتحدث فى اى شئ قبل ان يطلب منها خالد
اشترت جريدتها المحببه ووضعت ابتسامة هادئة تحاول بها اخفاء ضربات قلبها العاليه
قابلها سيف وهى تخطو الى المكتب
سيف بابتسامة: صباح الخير ياسارة
تذكرت سارة غيرة خالد عليهامنه ففضلت ان تجعل كل شئ رسميا بينهم حتى لا تثير غيرته من جديد
سارة بإبتسامة :- صباح النور يا استاذ سيف
نظر لها سيف للحظة مستغربا من اللقب لم يستطع التحدث فأى كلمه منه لن تجدى فيبدوا انها قررت الا ينشا بينهما شئ
اكملت سارة بسرعه
– اومال عم صابر فين ؟… مش باين
رد سيف بهدوء لا يعكس احباطه
-مجاش النهاردة… الظاهر ان الكل هيعمل حاجته بنفسه … انا لسه عامل القهوة دلوقتى … تحبى اعملك؟
نهضت سارة من خلف مكتبها
-لا شكرا انا هروح اعمل شاى دلوقتى
توجهت سارة الى المطبخ واخذت معها جريدتها تسلى بها نفسهاوهى تصنع الشاى
وضعت الماء بالغلاية الكهربائيه ووضعت الشاى والسكر بكوبها
فتحت صفحة الحوادث التى ظلت تتابعهامن بعد موت شقيقها
اخبار سرقه … نصب …. جريمة قتل كبرى
-واحد قهوة ياعم صابر
نظرت سارة الى الباب لتجد خالد امامها وهويبتسم
سارة بإبتسامة: صباح الخير
خالد متقمص دورة بضحك: صباح النور يا عم صابر … فين قهوتى بقى
ضحكت سارة: حالا يا خالد بيه
خالد: خالد لوحدها هتبقى احلى منك ياعم صابر
لم تجب سارة اكتفت بإبتسامة
خالد وهويقترب من موضعها:…. عاملة ايه؟؟
سارة: تمام الحمد لله … هتشرب حاجه اعملك معايا؟
خالد مبتسم: دا هتبقى احلى حاجه اشربها بقى لنهاردة … هتعود.. خللى بالك
تورد وجهها : ها تشرب ايه؟
ابتسم خالد: انتى هتشربى ايه؟
سارة: بعمل شاى
خالد: خلاص يبقى نشرب شاى
اعدت له سارة كوبا وهى تقرأ الصحيفه
خالد: انتى مركزة فيهااوى ؟
سرة : بحب اقرا حاجه وانا بعمل شاى او حاجه سخنه
خالد: طيب عموما الميه بتغلى … امسكى بقى انتى المج عشان زى ما انتى شايفه مفيش مكان خالص وانا هصبلك ..ماشى؟
سارة: ماشى
امسكت سارة كوبها ولفت نظرها لوهله لقب الشيمى
اعادت نظرهابسرعه الى الاسم وجدته “عماد مصطفى الشيمى”
عادت بسرعه الى اول الخبر وقراتة بلهفه
“بالامس وعلى طريق القاهرة الاسكندريه الصحراوى تعرض الدكتور عماد مصطفى الشيمى الى حادث سطو مريع والذى تحول الى حادث اغتصاب لزوجته التى حاول الدفاع عنها فانتهى به الامر بكسور وكدمات بالغه”
ارتجفت يدها بشدة وهى تقرأ الخبر
خالد بفزع: حاسبى
سقط الماء الساخن فوق يدها فافلتت الكوب فتهشم أرضا
خالد: مالك ياسارة؟
لم تتمالك سارة نفسها من البكاء…بكاء حار لم تعهده من قبل
بكاء على ظلم تحصدة منذ خمس سنوات
بكاء على دعوات من قلب ام ملتاع بأن يظلم كل من ظلم بنتها
بكاء على اب لم يملك فحياته الا الصبر على ابتلاءته الثلاثة
خالد: سارة فيه إيه؟… يدك اتحرقت مالميه تعالى
قادها خالد الى صنبور الماء .. فتح الماء البارد فوق يدها …. نظرت الى الماء شاردة تتنمى لو يغسل معه كل عذاب السنين الماضيه
بقيت يدهاتحت الماء لبضع دقائق
خالد:سارة؟…. مالك؟
سارة وهى تهز رأسها:مفيش حاجه … ممكن اروح؟
خالد: انتى فيكى ايه فهمينى حرام عليكى
سارة وهى توشك على البكاءمن جديد: مفيش ياخالد
ارجوك محتاجه اروح
خالد: طيب… يلا هوصلك
سارة وهى توشكت على الانهيار : لا انا هروح لوحدى
خالد بعصبيه: لا
عصام يظهر فجأة امام الباب : هروحها انا ياخالد
لم تستطع سارة الا تبكى عند ظهور عصام سألته بعفويه
– شفت اللى حصل لعماد يا عصام ؟ شفت ؟
نظر لهاعصام بعطف: ايوة …اهدى ياسارة
سارة ببكاء : هيموت ياعصام؟
كان خالد ينظر لكلاهما وهما يحدثان بذهول … اذا هى تحب احدهم …. تحبه وتخشى موته
عصام : مش هيموت ياسارة ان شاء الله… يلا هوصلك البيت
سارت سارة بجوارة بضع خطوات بعدها التفتت لخالد
-متشكرة … وآسفه
لم يجب خالد فقط بقى على حاله يحاول استيعاب ما حدث
بعدما خرجت
التقط الجريدة الملقاه بإهمال وبحث ع اسم عاد بسرعه فى كل الاخبار
قرا الخبر بسرعه ..
حدث نفسه ” ياترى بتعيطى على اى حاجه ياسارة على اللى حصله؟؟ ولا انة متجوز”
ظلت سارة تبكى وهى تركب بجوار عصام حتى وصلت لمنزلها وهوصامت لا يحاول كبت انفجارها
فتحت باب شقتها فوجدت والدتها تجلس فوق كرسيها
ركضت نحوها وارتمت عند قدميها وهى تبكى
سهير: بسم الله …. مالك ياسارة ؟؟… ردى عليا يابنتى … مالها ياعصام
ارتمى عصام على مقعد بجوار سهير
عصام : عماد طلع عليه ناس وهوراجع من اسكندريه اغتصبوا مراته وضربوه
سهير: ياساتر يارب …. وانتى بتعيطى ليه دلوقتى؟
عصام: صعبان عليها اللى حصلهم
سهير وهى تربت على رأس ابنتها: اللهم لا شماته يابنتى بس داين تدان
عصام بغضب: ربنا جابلك حقك منه
سارة بحدة وهى تبكى: بس مش كده مش كده …ايوة دعيت عليه بس ذنبها ايه مراته
سهير: عشان يحس بطعم اللى عمله فيكى … مر اوى
عصام:دا اللى حصل … وبرضه مش مستاهل الى بتعمليه ده… لو كنتى لا قدر الله مكانهم مكنش هيقف كتير قدام الخبر وانتى عارفه كده
دا واحد استباح اعراض وخاض فيها… مستنيه العقاب يكون ايه؟
سارة وقد هدأت قليلا: اناعاوزه اشوفه ياعصام
عصام: لا
سهير: تشوفى مين … الله يسهله بقى بعيد عننا
عصام: بطلى تأنيب الضمير اللى ملهوش اى مليون لازمه ده… داين تدان ياسارة زى ماطنط قالت… ومش هنتكلم تانى فالموضوع ده
سهير: استهدى بالله يابنتى
سارة: بالله ياعصام…طيب اعرفلى حالتهم ازاى
عصام: لسه بتحبية ولا ايه ياسارة؟ …. دى تبقى عقدة ستوكهولم بقى
سارة بغضب: بطل تريقه … انت عارف كويس انى خلاص مبحبوش مش بعد اللى حصل
عماد: يبقى كلامك كله ملهوش اى معنى ….
سارة وقد هدأبكاؤها: مراتة ملهاش ذنب
عصام: ذنبها انها مراته ياسارة… احمدى ربنا
سارة: الحمد لله
عصام: انا هرجع الشركة واشوف خالد …. احنا سبناه فموقف وحش اوى هروح اعتذرله
فكرت سارة بسرعه …. خوف مفاجئ اجتاحها … كيف سيفسر دموعها كيف؟
عصام: وقومى حطى اى حاجه على ايدك اللى دى
سهير: ايدك عامله كده ليه
سارة: ميه سخنه وقعت عليها
سهير: طيب قومى حطى عليهاكماده ولا مرهم للحروق … قومى يابنتى
سارة: حاضر ….عصام؟
عصام: نعم
سارة: ابقى عرفنى خالد قال ايه … ممكن؟؟
نظر لها لثانيه ثم تحدث: حاضر ياسارة
* * *
بعد ذهاب سارة لم يبق خالد بالشركة لحظة واحدة
كان غاضب لدرجه انه خشى على موظفيه من حالته
ظل يقود سيارته على غيرهدى حتى هدأت نفسه قليلا
عاد لمنزله ودخل حجرته مباشرة … وماهى الا ثوان وسمع طرقات والدته على بابة
خالد: اتفضلى يا ماما
عايدة بهدوء: مدايق؟… مالك؟
خالد: مفيش حاجه
عايدة: فيه …قول لا
خالد وهوينهض من سريرة بغضب: مفيش يا امى مفيييش … انا رايح مشوار مهم
عايدة: زى ما تحب يابنى
خالد يزفر وهو يقبل رأسها: ماتزعليش منى انا آسف … ورايا مشوار مهم ادعيلى
عايدة: ربنا ييسرلك الامر ياحبيبى
خرج خالد واستقل سيارتة وهى يعلم جيدا الى اين سيذهب
لابد له من بعض الاجابات …. لن يترك نفسه لحيرته طويلا
بعد نصف ساعه مرت عليه وكأنها عام كامل وصل خالد
صعد درجات السلم بهدوء لا يعكس حالة الغضب التى تملئه
رن جرس الباب
سهير: ياعزة شوفى الباب
عزة: حاضر
فتحت عزة الباب
خالد: مساء الخير .. ممكن اقابل الانسه سارة؟
سهير: مين يا عزة؟
عزة: استاذ عاوز ست سارة
سهير: خليه يتفضل
خطى خالد الى الداخل ليجد امرأة تتشابه ملامحها مع ملامح سارة
خالد: حضرتك اكيد والدة سارة؟
سهير بإبتسامة: وانت خالد مدير سارة… اتفضل يابنى
خالد: شكرا ياطنط…. اقدر اشوف سارة؟
سهير: طبعا يابنى .. ياعزة صحى سارة …قوليلها استاذ خالد هنا
سارة وهى تستمع لعزة: ايه؟… خالد … طيب انا جايه حالا
بعد دقائق خرج سارة نظر لهاخالد لحظة يتأملها … بدا وجهها مرهق .. مجهد ربما م أثر البكاء
سارة: اهلا وسهلا ياخالد اتفضل
خالد ببرة حازمة: اقدر اتكلم معاكى شويه
سهير: اتفضل يابنى فالصالون
سارة وهى تشير الى الصالون: اتفضل
دلفا وتركت سارة الباب مفتوحا جلس خالد وجلس سارة أمامة لم تتحدث وظل هو صامتا بعض الوقت
خالد فجأة: سارة انتى بتحبينى زى ما بحبك ولا لأ؟
صدمت سارة للحظة من سؤاله ولم تستطع الاجابة
خالد ببعض الحدة: جاوبينى ياسارة … انا محتاج اعرف وافهم … بتحبينى ولا بتحبى عماد
سارة: إيه؟….
خالد: زى ماسمعتينى دلوقتى…. انتى بتحبى واحد اسمة عماد … اللى كنتى بتعيطى عشانة النهاردة من ساعه ما قريتى الخبر فالجورنال… صح؟
سارة بحدة: لا مش صح
خالد: اومال ايه الصح … انا مبقتش فاهم حاجه…. دلوقتى بتقولى لا مش بتحبيه وفاسكندريه تقولى مبقاش ينفع …. يعنى ايه؟ يعنى ايه؟
سارة: ………….
خالد بزفرة: جاوبينى ياسارة ..ريحينى … بتحبينى ولا بتحبية ولا ايه؟
لم تستطع سارة الرد الا بالدموع
خالد: ارجوكى من غير دموع … انا هتقبل تصريحك … يمكن اتصدم بس كفايه انى اعرف انا مكانى فين
سرة من بين دموعها : عاوز تفهم ياخالد ؟؟
خالد: ارجوكى
سارة وهى تنهض وتجفف دموعها: ثوانى ورجعه
خرجت سارة ومرت امام والدتها بدموعها
سهير: مالك بتعيطى ليه؟
سارة : خالد عاوز يفهم ياماما … خالد لازم يعرف
سهير: هو….؟؟
قاطعتها سارة بابتسامة حزينه: بيحبى وعاوز يعرف انا بحبه ولا لا… وعشان اقول لازم يفهم وقتها هو اللى يقرر مش انا
اغرورقت عينا سهير بلدموع ..فاحتضتها سارة.
– ما تعيطيش يا ماما … انا عارفه ان دا نصيبى …
تركت سارة والدتها ودخلت غرفتها احضرت ملفا وعادت للصالون مرة اخرى
جلست سارة بعدها تحدثت وفى صوتها غصه الوشك على البكاء من جديد
سارة:ممكن تسمعنى للاخر وما تقاطعنيش لو سمحت
خالد: اتفضلى
سارة وقد فرت اول دمعه منها
-من خمس سنين انا كنت مخطوبه لعماد … خطوبه تقليديه جدا واحد شافنى اتقدملى ووافقت عليه … وليه لا … معيد فالجامعه وليه مستقبل وعيله محترمة اتخطبنا … مع الوقت حبيته اوى كان اول واحد فحياتى وكنت فاخر سنة فالجامعه وفرحانه …. اديتله كل مشاعرى… كت بحس نى مش بتنفس غير فوجودة
تململ خالد وزفر وهى تتحدث عن عماد ..كات غيرته تتآكله وهو يحاول تمالك نفسه
اكملت سارة وهى تبكى بدون وعى
– عماد سافر ياخد الدكتور من المانيا وسابنى ها اجهز لفرحنا … عملت كل حاجه بإيديا … ولما خلصنا روحت انا وبابا وماما ومحمود نشترى الفستان بتاعى …واشتريناه واحنا راجعي كنت انا مع محمود فعربيته … عملنا حادثة
صمتت للحظة وهى تتمنى الا تكمل
خالد بهدوء: كملى ياسارة
سارة: العربية اتقلبت بينا اربع مرات دا على كلام بابا انا اتطرت بره العربية بعد تانى قلبة ومحمود كملت بيه لحد ما بقت كلها كتله واحدة مش باينلها ملامح
معرفتش كل ده غير لما فوقت فالمستشفى بعد 3 يام فغيبوبه فوقت بكسور مضاعفه فرجليا من اول وسطى لحد تحت ودراع مكسور و خبر موت اخويا
ابتلعت ريقيها للحظة وخالد يراقب الالم المرسوم فوق وجهها
ابتسمت بحزن بالغ : كل ده وعماد ما كلمنيش غير مرتين مرة يطمن الكسور درجه خطورتها ايه ومرة عشان يعزينى وبرضه التمستله عذر انه مشغول فالمناقشه
بعد شهر ونص فالمستشفى رجعت البيت على عكازين … كا لازم اعمل علاج طبيعى ….
فضلت اتعالج ست شهور كاملين ومكالماتى مع عماد عشان بس يعرف هنتجوز بعد قد ايه؟؟
بابا قاله لما تنزل نبقى نتكلم وانى بدات اتحسن
كت مستنيه لحظة رجوعه بفارغ الصبر … بعد شهرين رجع ومعاه الدكتوره يوم ما رجع كلمنى وقالى هجيلك بكرة عشا نتفق على تفاصيل كتب الكتاب
قولت لبابا لقيت وشه ضلم ومبقاش عارف يتكلم
خالد: ليه؟
نظرت اليه سارة وكأنها تعى وجوده للمرة الاولى
واكملت وهى تخرج تقرير من الملف وتمد يدها بها اليه
– عشان يدينى التقرير ده…. تقرير طبى بيقول انى فقدت عذريتى فحادثة العربية
شعر خالد ان الزمن توقف وهو يسمع كلماتها وكأن احجارا ثقيله تلقى فوق راسة
اكملت سارة بالرغم من ذهوله البادى محاوله التماسك
– ما اتحملتش الصدمة اغمى عليا… بعد ما فوقت بابا ماكنش عرف يعمل ايه … اقنعته ان عماد بيثق فيا وانه هيسمعنى وكل دا بالنسباله مش هيفرق عشان بيحبنى
ضحكت وهى تبكى: بس زى ما بيقولوا تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن… عماد طبعا اول ما عرف … ضربنى بالقلم واتهمنى انى كنت على علاقة برجاله وهو مسافر برة واننا زوروا التقرير وفرصه ان الحادثه دى بقى حصلت وجاتلى هدية
ههه شكله مكنش واخد باله ان اخويا مات فالحادثة دى …
مقدرتش غير انى اردله القلم فحلفلى انى هندم…وبصراحه مقصرش بعدها هو واهله … عروسه تتساب وفرحها خلاص وكل حاجه جاهزة ليه؟… عشان العريس اكتشف ان سلوك عروسته سلوك بطال …
كل الكلام لما وصل لابويا وامى … ابويا احتسب وامى من الصدمتين وقعت مشلوله
وانا دخلت فإنهيار عصبى حاد مخرجتش منه غير بعد سبع شهور لما والدى طلعنى عمره معاه
عزلنا وجينا هنا عشان مقدرناش ثبت اى حاجه عكس اللى قالوه انا لو واحده منهم كان عادى جدا اروح لدكتور تحت السلم ومحدش يعرف حاجه … بس انا معملتش حاجه غلط عشان اعمل كده
نظرت له سارة : ودلوقتى عرفت كل حاجه …. وما افتكرش انك هتسأل تانى سؤالك… حتى لو بحبك مينفعش
نهضت سارة وهى تتحدث بجمود: دلوقتى حضرتك تقدر تتفضل وانت مرتاح وعارف كل حاجه… واعتبرنى حضرتك مستقيله من الشغل مش هظهر فأى مكان حضرتك فيه تانى
خالد: سارة … انتى …
سارة وهى تحاول كتم عبراتها: ارجوك كلمه اتهام او شفقه انا مش محتجاها دلوقتى… انا عاوزة اكون لوحدى … ارجوك اتفضل … اتفضل
امام الحاحها خرج خالد وتركها … خرجت سارة لوالدته بعدماذهب نظرت اليها سهير فبادلتها سارة الظرة وهى تقول بإبتسامة من بين دموعها
– شكلى هيبقى مكتوب عليا انى اتظلم تانى
بكت سهير فارتمت سارة بين احضانها وهى تبكى بمرارة
خرج خالد على غير هدى لا يصدق كل ما سمع …
قرأ التقرير للمرة العاشرة وهو لا يصدق انه كل هذ يحدث لسارة
بدت معاناتها محطمة حتى اقوى رجل يصعب عليه تحملها
ا تصل خالد بعصام
خالد: عصام انت فين؟
عصام: انا فالشركة كنت جايلك
خالد: ماتمشيش عاوزك
فى خلال نصف ساعه كان عصام يجلس امام خالد
خالد بإقتضاب:انت ليه ما قولتليش ان سارة كانت مخطوبه اللى اسمة عماد ده
عصام: وانت عرفت منين؟؟
خالد: انا لسه راجع من عند سارة … وعرفت منها كل حاجه
عصام: كل حاجه يعنى ايه؟
خالد بغضب يعنى كل حاجه … يعنى حادثتها ياعصام
صمت عصام للحظة بعدها: ومصدقها ولا هتظلمها زى ما عماد عمل وكل اللى حواليهم عملوا؟؟
خالد: انا بحبها ياعصام .. بحبها
عصام:عارف … باين عليك… بس برضه هتعمل إيه؟
خالد: مقدرش أظلمها … محدش يحصل معاه كل ده وتفكر تظلمه تانى
عصام: دى كده شفقه ياخالد
خالد: لا عمرى ما اقدر اشفق عليها … انا عاوز اعوضها عن اللى شافته ياعصام ….
عصام: فاهمك…. وبالنسبه اللى قالتهولك فارق معاك ؟
خالد: مش فارق معايا غيرها
عصام: هتظلمها فيوم مالايام…. دلوقتى وخداك حماسة الموقف ياخالد
خالد بغضب: انا مش عيل صغير ياعصام… ولا مريض زى عماد ده
عصام: طيب طيب اهدى بس… من رأى تروح البيت وتقعد مع نفسك شويه برضه مش هيضرك … بس اوعدنى يا خالد ان
قاطعه خالد: ماما مش هتعرف حاجه … مش عشان دا وصمة … عشان دا بينى وبين سارة مش من حق حد يعرفة غيرنا
ابتسم عصام: يبقى تمام …. عارف يا خالد … انا لو اتميت حد لسارة مش هتنمى غيرك وبرضه نفس الموضوع ليك
خالد: ربنا يقدم اللى فيه الخير
مر يومان وسارة تحبس نفسها بغرفتها… لا تقبل على الطعام ولا على محادثة احد …. فقط تفتح قلادتها تظر ليه وتبكى
فمساء يوم ما رن جرس المنزل وفتحت عزة لتجد عصام وزوجته
عصام: ادخل ياعمى ولا إيه؟
عبد الحميد: ما تدخل ياعصام انت هتستأذن؟
عصام: بس انا معايا ضيوف
نهض عبد الحميد: يتفضللوا يابنى …. الله… اهلا ياخالد …
خالد بإبتسامة: معلش جاي من غير معاد بس العشم انى جاي بيتى
عبد الحميد: اتفضل يابنى
ادخله عبد لحميد الصالون
عبد الحميد: عصام … خللى هدير تصحى سارة بسرعه ..
بعد دقائق كانت هدير تجس بجوار سارة على سريريها
هدير: يلا ياسارة .. خالد برة
سارة: ليه
هدير: معرفش بس يلا ودلوقتى نعرف
سارة: هدير..
هدير: والله ما اعرف يلا
ارتدت سارة ملابسها بسرعه ووضعت حجابها وخرجت اليهم
سارة: السلام عليكم
خالد: وعليكم السلام ازيك ياسارة
سارة : الحمد لله
خالد:… عمى انا هدخل فالموضوع على طول … يشرفنى انى اطلب أيد الانسه سارة
ذهل الجميع من طلبه فسكتوا لبعض الوقت
خالد: قولت ايه ياعمى ؟
عبد الحميد : بس يابنى ….
خالد: بعد ازنك سارة قالتلى كل حاجه… ودا ملهوش مجال يتذكر …. قولت إيه
نهضت سارة فجأة: لا
خالد وهو ينهض هو الاخر: ليه ياسارة ؟
سارة: متشكرة للشفقه
خالد: بس …. انتى فيكى يه عشان اشفق عليكى
معافاه وسليمه الحمد لله … وانا بحبك وبقولها قدامهم كلهم وعارف انك بتحبينى
سارة : لا
غمغمت هدير بصوت مسموع : اه لا بأمارة صورته اللى فالسلسله
سارة: هدير
خالد مبتسم: يبقى ليه لا ياسارة
جلست سارة وهى تبكى
وقف امامها خالد: قولى موافقه ياسارة… واقسملك بالله قدام ربنا وقدامهم انك عمرك ما هتعرفى طعم لحزن دا تانى ويوم ما يحصل
عصام: هكسرلك دماغك
خالد: شوفتى … وانا قابل … قولى موافقه ياسارة
صمتت سارة ثم ظرت لوالدها فهز رأسه بأن توافق
سارة: اللى يقوله بابا
عصام: يبقى نقرا الفاتحه
بعد قراءة الفاتحه تحدث خالد
خالد: بعد إذنك ياعمى … ممكن نعمل الشبكة اخر الاسبوع والاسبوع اللى بعدة كتب الكتاب؟
عبد الحميد: وليه الاستعجال يابنى؟
خالد: وهستنى ايه؟ ارجوك وافق ياعمى
عبد الحميد: موافق يابنى ربنا يسعدكوا
سعدت عايدة بزواج ابنها برغم من تأيبها له على ذهب م دونها لك لتعويض اتى بإعدادها حفل كتب الكتاب
بعدها ذهبوا لمنزلهم شعرت سارة بالخجل الشديد وهى بين احضان زوجها… لكنها نعمت بوم هادئ خالى م اى كوابيس فقط احلام سعيدة
استيقظت سارة على قبله رقيقه فوق خدها لتجد خالد ينظر اليها بحب واضح
خالد : صباح الخير حرمنا المصون
ابتسمت سارة: صباح الخير ياحبيبى
خالد: الله … تعرفى انك اول مرة تقويهالى
خجلت سارة
خالد: بموت فجخلك ده …. على فكرة عاملك مفجأة
سارة: مش عاوزة حاجه يخالد .. كفايه انت معايا
خالد: اصبرى على رزقك
عبث بدرج وارخ ظرف مغلق: فتحيه
فتحته سارة لتجد تذكرتي عمرة
سارة بفرحه هعمل عمرة …
خالد: ايوة ياحبيبتى
سارة وهى تحتضه بعفويه: بحبك اووى اووى ربنا يخليك ليا يارب
خالد بخبث: الله … دا انا هجيب تذاكر كل يوم بقى
تراجعت سارة صمتت للحظة ثم قالت
سارة: خالد… انت … مش زعلا … يعنى
خالد: هششششششششششش … بطلى الكلام الاهبل ده
قومى قومى عشا نفطر… بدا ما افطر عليكى يلا
فى احدى غرف المستشفيات فتح شاب الجريدة ليصادفه خبر زواج سارة من رجل الاعمال خالد رأفت
ابتسم بمرارة ولسان حاله يقول
” ربنا يسعدك ياسارة …. ويعوضك عن ظلمى ليكى “
تمت الحمد لله


