Uncategorized

رواية اكرهك الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf


رواية اكرهك الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم ميريام عريفه

الحلقة 24
كان يجلس على طرف السرير حين سمع طرقا خفيفا على بابه.
” ادخل ” ولم يرفع رأسه، كالعاده كريمة ستأخذ ملابسه. خطوات مترددة ، ولم يتحرك صاحبها .
” انت كويس؟”
هذا صوتها، ولكن غرفته كالمكان الملعون لا يدخله احد الا مظطرا، وهاهي الان تدخلها بإرادتها.
” ايوا”
وعندما نظرت ليده وجدتها تنزف ، وهو لم يطببها.
فاندفعت من غير تفكير نحوه وجلست على ركبتيها امامه.
” دي بتنزف لسه!”
كان ينظر لها فقط، تقدمت منه هكذا ببساطة ، ولٱنه لا يعرف الرد الا ببرود، قال
” قلتلك ماحصلتشي حاجه، تقدري تمشي، “
رفعت نظراتها اليه ، و كالعادة تلك نظرته ، كم تمقتها. ” ده بينزف، لازم تروح دكتور ! “
هبّ واقفا دافعا ايها. على هذه المسرحية ان تنتهي، ” خلاص، اطلعي برا “
” بس انا السبب ، وجايز تصير مضاعفات، ارجوك! “
” اهتمي بنفسك الأول ، ودور الدكتور العبيه على نفسك مش احسن ؟”
هكذا هو يردّ دون اعتبار ، ودون اهتمام. أما هي فحينها فقط التفتت لجرحها لكنه لم يكن عميقا كجرحه. والغريب انه لا يبدي اي احساس بالألم أما هي فاحساسها بالذنب يقتلها. لذلك تمالكت نفسها وردّت بقوة
” حصلّح اللي بوضتو . اسمحلي انظفلك الجرح “
لقد اطالت التواجد في غرفته وعليها ان تغادر الان ، فقد حاول قدر الامكان ان لا يتكلم بسخرية ، لكن طبعه قد يغلبه في اي لحظة لذلك عليها ان تغادر
” حروح الدكتور، ودلوقت اطلعي ” . حسنا لم يكن جوابه بهذا السوء .
طأطأت رأسها ، وتمتمت ” انا اسفه كمان مرة ” وغادرت . أخيرا سيتنفس بحرية، لن يذهب للطبيب ، كما لم يذهب عندما جرح نفسه سابقا. فالانسان العادي يذهب للطبيب ليعالجه فيوقف الألم ولأنه خائف من المضاعفات ، ولأنه لا يشعر بالألم ولايعرف ما معنى خوف فالذهاب الى الطبيب لا داعي له. توجه نحو الحمام ، غسل يده جيدا ، فالدماء قد لوثت المكان ، وضع لاصقا عليها ثم لبس قميصا اخر، وضع سماعاته واستلقى على فراشه.
——————————————-
دخلت غرفتها مجددا، عادت مرتبة لولا بعض المرايا المختلفه. استلقت على فراشها و تساءلت بينها وبين نفسها ” ده انسان مش طبيعي ، ازاي مش حاسس بأي ألم، ازاي متماسك كده ؟ بيبصلي بطريقه غريبه اوي ، ” تذكرت نظراته اليها ، كانت تخافه قبلا لانه يتعامل بخشونة معها ، اما الان فهو لا يقلقها، لا يتدخّل في شؤونها ولا يفرض عليها شيئا. فقط يكتفي بالرد عليها ، أو سؤالها في حدود الواجب . هل يمكن ان تكون قد أساءت الظن به؟ وأنه فعلا انسان مختلف وليس شيطان كما صُوّر لها قبلا. ” وانا بفكر فيه ليه؟ جايز عشان هو مش بالبشاعة اللي انا تخيلتها. ! جايز ! “
نهضت بعدها ، درست قليلا ثم انتظرت موعد العشاء ، ونزلت لتناوله . جرت العادة ان تناول وجبة العشاء وحدها فنبيل دائما ما يعود متأخرا .
وعندما نزلت وجدته قبلها يتناول وجبته فألقت التحية
” مساء الخير “
” مساء النور “
نظرت ليده ” ايدك صارت كويسه ؟”
لما تصر ّ على سؤاله ” ايوا ” ايجابة مقتضبة.
صمتا الاثنان بعدها حتى اكملا وجبتهما . ثم صعد كل منهما الى غرفته.
——————————————-
كان يمارس طقوس ليله بالنظر الى السقف ، حين سمع صراخها مجددا .
” كل يوم نفس الحكايه !”
نهض من مكانه وتوجّه الى النافذة ، صحيح انه لا يملك مشاعر لكن عقله يفهم الامور جيدا، فصراخها يرتبط دائما بمجريات يومها. واليوم تعرضت لصدمة ، هكذا قالت ، أحدهم قد حاول لمسها. لذلك تعاودها الكوابيس أشدّ ضراوة . مالعمل ؟ عليها ان تصمت ، لا يفهم لما كلما سمع صراخها ودّ لو أسكتها. حسنا عليها ان تصمت الان بأي ثمن، لن يستمر في سماعها طوال الليل، لذلك خرج من غرفته و توجه نحو غرفتها. كانت لاتزال تصرخ حين دلف الى الداخل ، تقدم خطوات بحذر ولمس كتفها بحذرٍ
” ماتخليهش يلمسني ” كان هذا ردّ رشا التي لازالت مغمضة العينين ولكنها متمسكة جيدا بذراعه ” بترجاك خليه يبعد عني”
لم يتوقع ردًّا كهذا ! ومن يهدد بلمسها ، مابها ؟ والأهم من هذا كيف يفي بوعده لأخيه ويساعدها. جلس على طرف السرير بجانبها. وبيده الأخرى نفضها قليلا ثم عاد يناديها ” رشا “
لم يعرف كيف استقامت رشا من مكانها وارتمت في حضنه تشدّه بقوة . لازالت مغمضة العينين وتشدّه . للحظات لم يفهم شيئا . مالذي يحصل هنا ؟ مالذي تفعله في حضنه ؟ والأهم لما عادت تلك الدقة الملعونة !. لم يتحرّك . بقي كما هو . هي تحتضنه بقوة و هو ذراعيه تستريحان بجانبه.
لم يعرف كم مرّ من الوقت حين انتفضت رشا من حضنه وابتعدت ، حتى انها نهضت من السرير وهي تحملق به .
” مين سمحلك تدخل هنا ؟ انت بتعمل ايه في اوضتي ؟”
” صراخك كان واصل لحد عندي ، وانا عايز انام “
لن تستطيع الغضب او تكذيبه ، فما يقوله حقيقة . حلمت بآدم يحاصرها في ركن غرفة يريد اغتصابها ، وحين احست بلمسة ، طلبت المساعدة بل وتشبثت بها، في حلمها ظنت انه حسام ، لذلك تشبثت به جيدا ولكن عندما أحست ببروده عرفت انها فهمت الامر خطأ.
” أنا اسفه “
” تمام انا رايح ” نهض من مكانه .
” متشكره ” . سمعها أو لم يسمعها، لم يرد بشيء وغادر .
——————————————-
عاد الى غرفته ، واستلقى مجددا على سريره . لم ينم منذ خمس سنوات . لم ينم منذ علم ان الفتاة التي أرادت ان تساعده على ارجاع الاحساس . قد ماتت.
تذكر يوم الحادثة
” انا تعبت ، نبيل انا تعبت ! “
” انا كده، وانت عارفه ده من الاول ، مش فاهم ليه الدراما دي كلّها “
” حبي ليك دراما ؟ “
” رولا، انا حتى مش عارف انت بتتكلمي عن ايه ! مش فاهم !”
” من فتره وانا بحاول ! ولا ذرة احساس تحرك فيك! انا كنت فاكره اني لو حبيتك كفايه حتحس وتحبني ؟”
” انا من اول ماعرفتك قولتلك، ماعنديش حاجه من جوه ، انا حاولت أقتل نفسي عشان اخليها تحس ! فاهمه معناتو ايه الكلام ده ! بس ولا حاجه ! الفراغ مش مخلي مكان لحاجه ” رغم بشاعة الكلام ، كان يقوله بصوت عاديٍ ، فاترٍ ، لا حياة فيه.
” انا تعبت ، ” واسترسلت بالبكاء ” عايزاك تبصلي بحب ولو مرّه وحده . عايزك تلمسني واحسّ بدفا مش ببرود . عايزاك تقلي بحبك “
توجهت نحو النافذة ، ونظرت له مطولا ثم اكملت
” لو الحاجه دي تخليك تتصدم وتحس بحاجه ولو ضئيله ، ” تنفست الصعداء واكملت ” انا مستعده اضحي بنفسي. بحبك ” وألقت بنفسها من الطابق العاشر ، في شقتهم في امريكا . لم يكن له ردّ فعل حينها فقط وقف ينظر الى المكان الذي كانت تحتلّه.
ومنذ ذلك الحين ، فارق النوم عينيه، سأل طبيبته حينها
” مالسبب يا ترى ؟”
أجابته ” نبيل ، أظن ان هذه هي طريقة جسدك للتعبير عن الندم . لن تحسّه ، لكن فقدانك للنوم مؤشر جيّد. فمن منظور مستبعد . أظن انك تحسّ بالذنب. لا أستطيع الجزم ، لكن أظن أن حالتك ليست مستعصية كما كنا نظن. لذلك رجائي الوحيد أن تطلعني على أي تغيير قد يحصل حتى لو كان طفيفا.”
عاد الى الوقت الحاضر ، ربما عليه ان يكلّم طبيبته ليخبرها بأمر الدقّة الملعونة. ربّما هذه الدقّة كما فقدان النوم دليل على شيء .نظر الى ساعته ، وحسب الفارق الزمني . سيكتب لها رسالة الكترونية يفسّر بها الوضع.
نهض من فراشه وتوجه الى مكتبه و كتب رسالة مفصلة لطبيبته. فهو أيضا يريد أن يصبح عاديا . أراد ان يحسّ بشئ ، اي شيء عدى هذا الفراغ المميت .
——————————————-
اما رشا ، فقد كانت تخطّ في دفترها كلمات مختلفة . نبيل فعلا شخص مختلف. على عكس ما أرادت ان تعترف به فانها تشعر بالاطمئنان لوجوده. فهي نسيت انها زوجته شرعا وقانونا ، لم يضايقها بتاتا ، ولم ينظر لها يوما نظرة رغبة او نظرة تقلقها. الشيء الوحيد الذي تراه في نظرته هو الفراغ وهذا ما يخيفها. لا تشعر نحوه بالنفور كما تشعر تجاه الجنس الآخر. لم تظن ان فترة قصيرة كهذه ستجعلها تغيّر رأيها ناحيته. ربّما لانه لايفرض عليها نفسه، ولا يتقرّب منها بطريقه تجعلها تشعر بالتهديد. الان فهمت ماقاله حسام ” انا ححميك “
اخوه يحميها جيدا ويُقدّر الأمانة ووعد أخيه. ليس بالسوء الذي ظنّته





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى