رواية اكرهك الفصل السابع 7 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf

رواية اكرهك الفصل السابع 7 بقلم ميريام عريفه
الحلقة 7
عاد الى البيت محاولا قدر الامكان ان يتحامل على نفسه ، وجد والده يطالع احد كتبه في غرفة الجلوس ، وماان لمحه توجه له
“مساء الخير يا بابا”
“مساء النور ياابني ” وضع كتابه جانبا وقال ” انت اطلع غير هدومك و نصف ساعة بالكتير انزل انت ومراتك نتعشا ، “
” حاضر ، ” قالها وصعد الدرج خطوة خطوة يستعد الى المواجهة.
ماان فتح الباب حتى انتفضت رشا من مكانها فأوقعت دفترها . لم يعرها اهتماما بل تمتم كلمة ” ماقصدش ” بينه وبين نفسه وتوجه ياخذ ثيابه من الخزانة وتوجه الى الحمام. بقيت تنظر له بتوجس ترقب خطواته حتى اغلق باب الحمام. كانت مندمجة مع دفترها حتى افزعها فتح الباب ، لم يكلمها ، وهذا جيد ، ظنت انها سمعته يقول شيئا لكنها لم تركّز كثيرا، دخوله الغرفة ارعبها ، خبات دفترها وتوجهت للنافذة تستمتع بنسمات الليل الباردة تلعب بشعرها تنثره على ايقعها ، لم تشعر به يغادر الحمام فقط احست بيده تنقر على كتفها ، ارتعدت اوصالها والتفتت مبتعدة بسرعة حتى اوشكت على الوقوع من البلكونة المطلة على الحديقة، اسرع حسام بوضع يده على خصرها وجذبها نحوه، تجمدت في مكانها ولم تدري ماذا تفعل ؟ دفعته عنها و بدأت بالكلام حين قاطعها
” بصي انا ماكنشي قصدي اقربلك ولا المسك، انا كنت بنادي عليك وانت مش سمعاني فقربت”
” ماتعملهاش تاني ، ماتقربليش تاني “
” هو انت تعرفي كلمات تانية غير دي ، اصلي سمعتها كذا مرة وابتديت تطلع من نفوخي “
ابتعدت عنه محاولة الخروج من سطوة عينيه المسلطتين عليها .
” انا ، انا عايزك في كلمتين “
” وانا مش عايزة اسمع”
” مادام مصلحتك، فاكيد حتسمعي . بابا مش مبسوط ماللي بيحصل بينا و الخ الخ، يعني اللي عاوز اقولو انا عندي حل . “
رفعت رأسها تنتظر ما سيقترحه
” انت كمان بابا بيعز عليک كتير، يعني خلينا نتعاون على مصلحتو ، نحنا حنعيش في الغرفة دي مع بعضينا انت حتنامي عالسرير ، وانا حنام عالكنبة ، ويا ستي حخليها في ابعد ركن في الاوضة بعيد عنك، “
” يعني دا حلك ؟! انا اساسا مش طيقة وشك ولا وجودك ، فازاي دا حل يرضيني “
تمالك اعصابه قبل ان يكور قبضتيه ويقول من بين اسنانه” انت مصرة تخليني اطلع من دماغي ، ؟ بقلك دالحل الوحيد اللي عندي ” واقترب منها قليلا ثم تجاوزها نحو الخزانة ” اطمني يا ستي انا كمان لا طيقك ولا مستعد اتشارك معاكي نفس الهواء. بس اعمل ايه، مكره اخاك لا بطل ، ” اخفض صوته كانه يحادث نفسه ” هي عايزة كدا ، وانا ماقدرش اقلها لا .”
لم تفهم رشا ما يقصده حسام بقوله لكنها ادركت انه قدم لها حلا يرضيها ، لن يقترب منها و لن يزعجها
” انا موافقة بس بشرط ، “
” وكمان تتشرط ، سامعيك “
” ممكن قدام ايوك واخوك نتكلم بس في الاوضة، لا ، انا مش عايزة لا اتكلم معاك ولا حتى اسمع صوتك، وبلاش تقرب مني او من ناحيتي “
” خلاص فهمت ، مش حقربلك ، يا شيخة وانت مين حيقربلك اصلا مش شايفة نفسك والا ايه “
” كويس تمام ،”
” اه قبل ماانسى بابا بيستنانا نتعشى معاه “
” اوك انا نازلة حالا “
” استني حننزل مع بعض ، بابا عايز كدا “
لم يعجبها اقتراحه الاخير ، لكنها آثرت النزول معه ، متأخرة ببضع خطوات لكن هاهي تنزل معه. نزلا الدرج وتوجها نحو غرفة الطعام حيث وجدا مراد بيه ينتظرهما فرحا برؤيتهما معا . ” نورتونا والله “
جلسا وابتسما وكانما يمثلان دور الزوجين باتقان مفرط. اخرجهم من دائرة الصمت سؤال حسام
” هو نبيل مش حيتعشى معانا والا ايه ؟ “
” اظن انو لسا مارجعش ، مش جديد من امتى وهو بيتعشى معانا ! “
تعجبت رشا من تصرفات نبيل التي لم تفهمها .
” سيبو براحتو ، يوم مايكون عايز حييجي جمبك و ينكد عليك الاكل “
” دا يوم المنى ” قالها بغصة تخنق صوته . اندهشت رشا. لم تفهم مايرمي اليه مراد بيه ولا ماذا يقصد. ” وانا بهتم ليه ؟ “
تناولوا عشاءهم وتحولوا الى غرفى الجلوس ، حيث وقف حسام يدخن سيجارته غير عابئ بنظرات السخط بين الفينة والاخرى بعيني والده ، وانهمكت رشا في مشاهدة البرنامج مع مراد بيه . اغتنمت رشا فرصة تواجدهم بصحبة عمها وقالت ” بابا وماما وحشوني كتير و عايزة ازورهم “
ضحك مراد بيه ” لحقوا يوحشوكي ؟”
” ايوا يا بابا مراد اصلي لاول مرة بابتعد عنهم بالشكل دا “
” حسام ، مراتك عايزه تزور ابوها وامها، قلت ايه “
كرهت رشا الموقف ، لم ترد ان تكون تحت رحمته ، من هو كي يقرر ما تفعله ، واغتنم حسام الفرصة ليرجع القليل من ثأره فاردف قائلا ” مافيش اي مانع ،ممكن تروحي بعد اسبوع. يوم الخميس حيبقى كويس “
لم يعجبها ردّه لكنها ادركت انه ينتقم منها . طيب ، لن تعطيه رضا غضبها ، ستتصرف بهدوء ” يعني ممكن انام هناك “
” ههههههه جميلة النكتة ، انا ماكنتش عارف انك بتعرفي تهزري ، نوم برا البيت لا ! “
ضغطت على شفتها السفلى حتى كادت تدميها ورفعت راسها لترى حسام يرمقها بنظرات نارية وتذكرت كلامه ” دي بتاعتي ، ماسمحلكيش تاذيها ” وفورا اطلقت سراحها فما كان من حسام الا ان ابتسم ساخرا منها والتفت الى النافذة .
دقت الساعة العاشرة ، استاذن مراد بيه ” تصبحو على خير يا ولاد ، انا خلاص تعبت “
” وانت من اهلو” اجابا معا .
توجه مراد بيه نحو الدرج صاعدا الى غرفته مبتسما ، فقد لاحظ تغيرا ولو طفيفا في علاقتهما. بعد دقائق معدودات توجهت رشا نحو غرفتهما وهي تردد ” مافيش هروب منك الا ليك “
” بتقولي حاجة ؟”
افزعها صوته واسرعت الخطوات نحو الغرفة ووقفت بجانب السرير. دخل الغرفة بعدها اخذ محفظته ومفاتيح سيارته، لم ينبس ببنت شفة و غادر كانه لم يكن . تنفست الصعداء ، اطمانت لغيابه ولان ليلتها السابقة لم تكن جيدة ، غيرت ملابسها وارتمت على السرير خائرة القوى ونامت.
——————————————-
ليلة كأخرياتها ، حاول الاستمتاع بوقته قدر الامكان معها ، لكن صورة يديها و كلماتها لم تتركاه بحاله. لماذا تصران على الحضور في ذاكرته. هذا ماجعل سوسو ولأول مرة تعلّق على تصرّفاته. ” حاجة متغيره فيك النهرده ، انت مش انت “
اطلق ضحكة ساخرة ” انت مش انت وانت جعان و انا جعان لييك ” وغرقا معا في علاقة قائمة على المصلحة وكل يعرف دوره، وواجبه.
عاد الى البيت متأخرا ، كعادته ، والده نائم واخوه كذلك ، كالعادة فراغ روحه يقابله فراغ الفيلا ، صمت رهيب ، هو فقط، اعتاد الصمت واصبح ينتظر الليل لا ليرتاح فهو لم يرتح او ينم منذ سنتين. لكن الليل له طعم اخر ، فالليل لوحدتك ، لنفسك ، تصغي فيه لروحك المنهكة. هكذا وصل الى غرفته ، اخذ حماما ارتمى على فراشه يمارس عادته بالنظر الى السقف . عليه ان يرسم شيئا فيه ، على الأقل سيكون النظر اليه ممتعا. الصمت و الفراغ صديقين يرافقانه عادته . لكن الصمت قد غادر توا فبعض الاصوات قد بدأت تصل اليه ، كلام غير مفهوم و صراخ ثم يعود الصمت و يعود الصراخ . تعجب اولا ثم وقف وفتح الباب بروية ليستمع جيدا ، الصوت قادم من غرفة اخيه هذا مؤكد، اذا فهما يستمتعان بأمسية متأخرة ، ضحك بسخرية ” حسام امم ” ثم تراجع نحو غرفته ليصله صوت صراخ ” ارجوك سبني ، انا ” وصوت بكاء مرير، اذا ليست امسية شاعرية كما ظن . تقدم خطوات نحو الباب يستمع فقط الى صوتها الباكي ، حسنا حان الان موعد العودة الى غرفته لما يقلق عادته بتصرفات زوجة اخيه ” هو كان اسمها ايه ؟ اه ايوه رشا ، ” عاد الى غرفته وفتح النافذة النجوم مثله لا تنام ، تبقى تراقب الكون و تزين السماء، لكنه لا ينام ولا ينفع ، ” وبعدين بقا ؟! انا ، انا مين ؟ انا ايه ” لمح سيارة اخيه تدخل الفيلا ، قرن حاجبيه متعجبا ” امال الاصوات كان سببها ايه ” لم يعر الامر اهتماما و اخذ كتابه ووضع سماعات الاذن وبدأ يقرا .
——————————————
-هذه الكوابيس لم تفارقها من الحادثة منذ شهرين وهي تعاني نفس الحالة ، وان تناست في النهار فإن الليل يذكرها بالحادثة ، سئمت الوضع الى متى؟ مازالت مستلقية على الفراش حين سمعت الباب يفتح و يغلق ، ثم خطوات و هاهو جسد يرتمي بجانبها على السرير ، انتفضت مبتعدة الى الجانب الاخر فزعة ، مرتعبة ، كاتمة صوتها بيديها . سمعته يقول اشياء عديدة ” انا مشتقلك اوي ، انا تعبت و ..” تململ على الفراش مضيفا ” انا اسف حبيبتي ، ححاول… ” وإلتهم بقية الحروف فلم تفهم مايقصد ، تركت له الفراش وهبت واقفة لتجده يمسك يدها فتسمرت في مكانها ” انا تعبت” ثم تركها لتبتعد بسرعة البرق وتنكمش على نفسها فوق الأريكة . مترقبة. مالذي يعنيه ؟ من يقصد ! ولما يعتذر ولمن ؟؛ ” وانت بتهتمي ليه ؟ هو حر يعتذر، يتعب ويتعذب ان شاء الله ، مش شغلك” بقيت تنظر له من بعيد لم يكن حسام الذي تعرفه وقد ظهر التعب على محياه . امسكت يدها من الموضع الذي مسكها منه و ” اول مرة يمسكني ماغير ما يأذيني ” نفضت تلك الفكرة من راسها وحاولت ان تشغل نفسها بأي شيئ عدا الشعور بالنعاس الذي عاودها ” مش ممكن انام وهو هنا ، انا مش مطمنه. انا مأمنلووش” .
—————————–

