رواية اكرهك الفصل الثالث 3 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf

رواية اكرهك الفصل الثالث 3 بقلم ميريام عريفه
الحلقة3
” ايه هي الشلّة كلها جات تتسلى وإلا إيه ” نطق بها أحد الشباب الجالسين ناظرا ل”حسام ” و “نبيل ” . ضحك الاثنان و قالا في النقس الوقت ” ولا تكمل من غيرنا ههههه” إلتفت أحد أخر من الجالسين وقال ” والنعمة بتتكلمو جواهر ، يلا بينا نسهر و خلي الدنيا تولّع ، هات المشروب يابني خلينا نفرفش ” شرِب الاثنان حتى تهالكت اجسادهم و ضحكا ، شربا نخب العريس وليلته . هكذا اقترح “نبيل ” . مع الساعة السادسة صباحا حملا نفسيهما و غدرا .إلتفت احد أفراد الشلة للثاني وقال ” دول أغرب إتنين شفتهم في حياتي دول أصدقاء سوء مش ٱخوات ، مش ممكن حد غريب يعرف ان هما اخوات ههههه بس لذيذيين و اصحاب قعدة حلوة على كيف كيفك”
” معك حق ، هو صح مش اليوم زواج “حسام ” والا انا ملخبط ؟ لا لا اكيد اليوم ، هو ماعزمناش ليه ؟ والا احنا مش قد المقام لعيلة ” مراد حسين “
” لا وانت الصادق ، اصلهم كتبو الكتاب بين العيلتين و مافيش لا صحافة ولا دوشة ، سكوتي كدا .”
” هوما عيلتين في بعض و مش مستنين حفلة و قاعة خمسة نجوم عشان يثبتو للناس انهم جوزو ولادهم “
“سيبك منهم ، هي المزة حبيبتك مش جاية اليوم وإلا ايه ؟ “
“جات يا حبيبي و قعدة مع شلتها لحظة اندهلهصديقة——————————————-
“على خيير يا حبيب أخوك ، خليني أشوفك الصبح ماتنساش تعدي عليا .”
اجابه “نبيل” ضاحكا ” اكيد، اكيد حشوف السواق يوصلني لحد بيتك ، اصلي نسيت العنوان . هههه” صعدا معا الدرج وهما يتحدثان ” هو انت ساكن قريب مننا ليه ماتروح لحتة تنية ” ضحك “حسام ” و وضع اصبعه على فمه ” ششششش الجيران نايمين خلينا مانصحيهمش “
” كلام جميل و كلام معقول “
رد”حسام ” ضاحكا ” ماقدرش اقول حاجة عنو “
“يلا تصبح على خير ” وغادر “نبيل ” الى غرفته .
توجه “حسام ” الى غرفته مترنحا ، فتح الباب و بدأ في خلع ملابسه و ارتمى على السرير ومالبث أن غرق في نوم عمييق . لم يلمحها واقفة في ركن الغرفة حاضنة نفسها بذراعيها و في يدها قطعة الزجاج ، يداها مكفنتان بالابيض تغطيان جروحها ، يُؤلمها حمل اي شيئ الان لكن الحذر واجب خصوصا عندما سمعت ضحكاتهما في اخر الرواق وجدت نفسها تتساءل ” هو مين اللي معاه ؟ انا ماشفتوش قبل كده . هو اكيد من العيلة بس انا ليه ماشفتوش من قبل .” ثم ردت ساخرة على نفسها” اكيد مش حتشوفيه انت وشك مارفعتيهوش عن الارض من ساعة ما جا معاد الموت مش زواج موووت “
لم تقترب منه وانما تاكدت من انفاسه المنتضمة انه يسبح في احلامه الوردية . ” كوابيس ، اللهم يبعتلك كوابيس ” ضحكت بخفوت ، من يدعي على غريمه بالكوابيس فقط هي .
——————————————-
تململ في فراشه و نظر الى السقف . كالعادة لا نصيب له في النوم الليلة او لنقل هذا الصباح . ” مش جديد. يلا هي هتختلف عن باقي الليالي ماكلها تمر من غير نوم . ” لم يعرف “نبيل ” النوم منذ ما يقارب السنتين . هكذا تعود و هكذا أخبره الأطباء ” هي اكيد حالة شاذة بس بتصير ، يا استاذ “نبيل ” نحنا انام عشان نرتاح و اللاوعي بتاعتنا يساعد الدماغ يفرغ شوية ذكريات و مواقف عشان يخلي المخ مرتاح، بس انت لاوعي بتاعك مش بيقوم بالوظيفة دي و دماغك مش راضية تدي الامر لبقية أعضاءك بالنوم . فتفضل صاحي و كانو مافيش مشكلة ” هههههه كان هذا صوت ضحكاته الساخرة ” قال ارتاح و دماغي ولاوعي أنا بارتاح بطرق تانية و مريحة جدااا مين قال النوم هو الحل ” ضهرت في راسه صورة فتاة جميلة ، مثيرة بفستان احمر ضيق يجعلك تتخيل ما يخفي غصبا عنك ” سوسو من الطرق المريحة دي ههههههه ، خلاص اليوم اعدي عليها هو انا ورايا حاجة بالليل ” تنهد فجاة ، منذ سنتين وحياته متواصلة لا فصل بين ليل ونهار و لا احد يعرف بسره الصغير . ” وليه يعرفو ؟ حيغيرو ايه ، حيخلوني ارتاح ؟ ماهي سوسو حبيبتي قايمة بالواجب “
——————————————-
“ماتكلمها يا “علي ” عشان خطري كلمها ، قلبي مش مطمن وهي اول مرة تنام برة البيت “
“وهي نيمة في الشارع ؟ ماهو دا بيت جوزها و الا انت نسيتي ، و كمان دا بيت مراد بيه صديق عمري يعني مش في بيت غريب “
“طب عشان خطري “
” ماشي يا “سعاد هانم ” تؤمري “
رن هاتفها فحملته ودخلت الحمام ، لم يكن الامر كانها قد نامت . فقد قضت الليلة واقفة تنظر للوحش مستمتعا بنومه ، اما هي فلم تعطه ذرة امان كي تنام معه في نفس الغرفة ، الأمان ، كلمة نسيتها منذ مايقارب الشهرين ، كوابيس ترافقها ليلا و اصوات ترعبها صباحا هكذا قضت الفترة الماضية ، فتحت الهاتف فاتاها صوت امها ” بنتي حبيبتي ! ايه اخبارك يا رشا هو انا فايقتك ؟ متاسفة. يا بنتي لكون ازعجت جوزك “
تنهدت “رشا ” ورسمت ابتسامة على ثغرها وقالت ” بالراحة يا ماما هو انت شايفاني في المنام والا ايه ! انا تمام وكلو كويس “
” يعني كلو كلو كويس “
لم ترد ان تدقق في ما قصدته امها او ان تقف كثيرا عنده ” اه يا ماما هو انا حكدب عليكي يعني ، دا انت مامتي حبيبتي ، روحي “
” بس بس لسا بكاشة زي ما عرفتك “
“هو انا هتغير يا ماما ” ضحكت من تعليقها ، نعم تغيرت ولم تعد هي .
“بابا بيسلم عليكي و بيقلك سلمي على جوزك و على عمك “مراد ” و خلي بالك من نفسك “
” حاضر ياماما بوسيلي بابا كتير كتير ، انا بحبكو انتو الاتنين اكتر من نفسي حتى ” شعرت ان قوتها بدات تخذلها فصمتت
” انا لو كنت عرفة ان الزواج حيرجعك لينا بالشكل دا كنا جوزناك من زمان ،”
” طيب ماما انا حقفل دلوقتي لازم امشي “
طبعا حبيبتي خليك على الاتصال . “
قال “علي ” بنبرة ساخرة ” ايه “سعاد اطمنتي لوقتي ، بنتك بخير و أمورها تمام ، سعيدة بزواجها ، قلتلك “حسام ” دا ابن رفيق عمري “مراد ” ولا يمكن يأذيها .”
“ربنا يهنيهم ، يلا بينا على الفطور ، انا اصلي جعت الصراحة ههههه “
“يلا يا حبيبتي وانا كمان ميت جوووع وساكت ، ماانا غلبان ههههه “
وغادرا نحو غرفة الطعام ، فضيت الفيلا بعد رحيل “رشا” كانت الروح التي تبعث الحياة في كل شيئ ، صحيح انزوت منذ شهرين ولم تعد كما هي ، لكن امها ارجعت السبب لحالة نفسية جراء زواج صديقة
بقية الحلقة 3 : عمرها ” سارة ” .
——————————————-
قفلت الخط و انهارت على الارض ، تطلب منها الحديث مع امها قوة لم تكن عندها . تضاهرت بكل عزم لكي لا تجعل امها تحس بشيئ ، يكفيها ما فيها . فورا حملت نفسها لصنبور المياه وغسلت وجهها و وضعت بعض المكياج لتمحي اثار البارحة . بدات اللعبة يا وحش ، يا انا يا انتَ ! تحاملت على نفسها وخرجت .
فاجأها صوته عند خروجها من الحمام. ، كان يرتدي بنطاله و يغلق قميصه بينما وقف مواجها للمرآة .
” صباح النور عروستنا ، منورة والله ، ايه الجمال دا كلو ” قالها بنبرة سخرية و لم يكلف نفسه النظر اليها. يعرف جيدا أن صوته فقط كفيل بجعلها ترتجف خوفا . لم تكلمه وانما تخطته نحو الباب لتجد ذراعه تجذبها إليه بقوة آلمتها . نظر لها في عينيها قائلا” ماتخفيش. انا مابكلش ” نظر لجسدها متمعنا ثم أكمل ” بس بعمل حاجات تانية ممكن تعجبك “
صوته ، قربه منها كانا كفيلان بجعلها ترتجف و تتفكر تلك الليلة ، انتفضت من بين يديه وابتعدت تبحث عن سبيل لتتذكر كيف تتنفس
“ابعد عني ، انا قلتلك اياك تقرب مني تاني ، انا بكرهك، انت بتخليني اشمإز من نفسي ، خليك بعيد ” بدأ صوتها يرتفع ، لا يمكن لوالده ان يستمع لهما غرفته بعيدة نسبيا ، “نبيل ” طبيعي ان يكون في سابع نومة، أو يحضر نفسه للنزول لن يهتم و لن يأتي. هو لم يكلف نفسه بالحضور الى كتب الكتاب اساسا . اذا فليفعل ما يريد لن ينقذها احد من براثنه.
بدأ يتقدم خطوة تلو أخرى وهي تتراجع الى الوراء حتى التصقت بالحائط ، لم يعد هناك مفر هاهو يقف امامها و تلك الابتسامة المقيتة على محياه ” توء توء توء ، انت بتهربي مني ليه ؟ انا قلتلك انا ما بكلش هههههه اممم ” اقترب اكثر حتى التصق جسده بجسمها. ضئيلة هي مقارنة به ، لن تكون لها فرصة الهرب. ” يلا ، فوتنا ليلة امبارح ايه رأيك نكملها اليوم ” كان يتحدث وينظر الى شفتيها . شفتها السفلى. اصبحت اسيرة اسنانها تضغط عليها بشدة ، عادة سيئة اكتسبتها منذ الصغر . لم تعرف ان هذه العادة ستجعل “حسام ” يرفع يده بهدوء نحو فمها و يحرر شفتها من بين اسنانها ، قال وقد اصبح صوته اشبه بالمتقطع ” دي بتاعتي وانا ماسمحلكشي تاذيها ” ثم ابتعد فجاة وانفجر ضاحكا . ” انت ابتديت اللعبة لما حكيتي لبابا علي صار ، وانا حنهيها . اللي صار الوقت ولا شي مقارنة باللي جاي ، انما خليتك تندمي عالليوم اللي اتولدتي فيه انا ما اسميش “حسام ” . “
مازالت ترمقه بنظرة غاضبة بل مرتعبة لا تزال تشعر بقربه منها الى الآن . جسدها ينتفض من مكانه . لكنها قالت بسوط متقطع
” اموت قبل ماخليك تلمسني تاني ، سامع ؟ “
” ومين قلك اني حموت وإلمسك ، يا شيخة انا الف مزة تستنا مني نظرة بس عشان ترتمي قدامي و صدقيني دول أجمل منك بألف مرة يعني مش ناقصك ،” إلتفت ثانية للمرأة و لعب بخصلات شعره السوداء و قال ” انا بعرف انك بتخافي مني. وخوفك دا بيسلّيني . رعشتك بين اديا و انفاسك اللي بتنقطع وانا بقرب منك دول بيسلّوني ، يعني مايرحشي فكرك لبعيد . انا خدت اللي انا عايزو منك مرة ومستحيل ارجع ألملم حاجة رميتها ” قال كلامه وغادر الغرفة كأنما لم ينزل صاعقة على رأسها للتو . ” يعني انا بقيت حتتة لعبة تتسلى بيها و ترميها لما تمل !!! غبية غبية غبية ! ضعيفة ومافيش ليكِ فايدة ؟ ازاي تسمحيلو يقرب منك او يحط ايدو عليك ” تفكرت لمسته لشفاهها فركضت نحو الحمام ، لم يكفيها غسل فمها مرة ، ومرة ومرة وانما ارتمت في حوض الاستحمام تغتسل من ذنب انفاسه ورائحته المتعلقة بها .

