Uncategorized

رواية اكرهك الفصل الثامن 8 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf


رواية اكرهك الفصل الثامن 8 بقلم ميريام عريفه

الحلقة 8
افاق متعجبا من مكانه ، لم يذكر يوما ان النوم على الاريكة مريح لهذه الدرجة ، ثم إلتفت ليدرك أنه ممدد على فراشه بملابسه و حذائه ، التفت مسرعا الى طرف السرير ، لم تكن هناك ، حمد الله في سره فمهما كانت حالته هو لم يقترب منها ولم يزعجها اذا اين هي ، رفع رأسه ليراها منكمشة على الأريكة تغط في نوم عميق ، بدون غطاء. حسنا لقد قررت النوم على الاريكة ، حمل نفسه متثاقلا واتجه نحو الحمام بدون ان يرمقها بنصف نظرة ، وأغلق باب الحمام بقوة، جيد اذا ستعرف انه افاق من النوم دون ان يُضطر للنبس ببنة شفة .
صوت إرتطام الباب افاقها من غفوتها ، لم تعرف كيف استسلمت للنوم ولكن حان وقت الاستيقاظ .
خرج ملتفا بمنشفة وصدره عارٍ و قطرات الماء تتسابق على ظهره ، تسمرت في مكانها تنظر له متفاجاة ليقطع شرودها ” احم احم ” ادركت خطأها واحمر وجهها ، و تجاوزته نحو الحمام راكضة بعد أن اخذت ملابسها ، سترتديها في الحمام بمأمنٍ منه.
ضحك من تصرفاتها ، هذه هي رشا التي يعرفها ، لكنه سرعان ما توجه الى الخزانة يختار ثيابه.
أسبوع قد مرّ على نفس الحال ، يتحاشى الاثنان الكلام بينهما ، يتصرفان بطريقة أشبه بالعادية امام والده، مراد بيه متطمن نسبيا على الاقل اسبوع بدون محاولة احدهما لقتل الثاني .
حسام وعادته بالرجوع اخر الليل سكرانا لا ينتبه لشيء من حوله. رشا التي رأت في حالته هذه شفاء لاوجاعها ، تنام جيدا نسبيا وهو غائب مطمئنة لأنه لا يشاركها الغرفة على الأقل لسويعات، كوابيسها لا تتركها وكم مرة تغدق وسادتها بالدموع بدون ادراك منها فقط تفتح عينيها بعد كابوس لتؤلمها حنجرتها من الصراخ وعينيها محمرتان من البكاء المرير.
لكنّه اعتاد الأمر وكرهه، نعم فلأول مرة يشعر بالانزعاج من شيء ، هذا الصوت الذي يخترق صمته كل ليلة ، لا يدري ااصبح ينتظره ام ماذا ، اصبح صراخها جزءا من عادته الليلية حتى أنه يقف كل ليلة مواليا ظهره للحائط كأنه يشاركها كوابيسها . منذ اسبوع لم يحاول الوصول الى خط النهاية ، هل يعني هذا أنه استسلم ام انه استرد الأمل؟ هو أيضا لا يعرف . مايدركه جيدا أنه يرى يديها ويسمع صراخها كلما أغمض عينيه. تلاحقه مأساتها أينما ذهب.
حان وقت الذهاب للعمل ، غيّر ملابسه ونزل . عندما فتح باب الغرفة ومرّ من امام غرفة اخيه حانت منه التفاتة صغيرة ثم اكمل خطواته ، توجّه الى غرفة الطعام فوجدهم يتناولون فطور الصباح ،
” صباح الخير “
ردّ الجميع ” صباح النور “
تذكر مراد بيه الموعد و قال ” بنتي رشا ، مش مفروض اليوم تروحي زيارة لأهلك ؟ “
“لم تكن رشا قد نسيت الموضوع وقد انتظرت هذا اليوم طويلا لكنها لم تعرف كيف تأتي ببعض الهدوء لتخاطب حسام فاكتفت بالقول ” صحيح يا بابا ان شاء الله”
حانت من حسام التفاتة اليها ثم أعاد النظر الى فنجان قهوته المرّ كمرار حياته، وقال ” خلي السواق يخدك في الساعة اللي تنسبك “
إغتنم مراد بيه الفرصة و تدخل ” بس أنا كنت رايح مع السواق لمشوار كدا طويل “
“انا حخدك يا مراد بيه ، انا حكون سواقك اليوم و حاخد فيك ثواب ” كان هذا ردّ نبيل الذي استغربه والده . فمنذ متى و نبيل يهتم ليبدي رأيا في شؤون العائلة.
” لا لا تسلم يا ابني بس المشوار طويل و ممكن نتأخر و مابحبش أعطلك عن شغلك”
” خلاص يا بابا انا حوصلها”
سقطت ملعقتها من يدها فجأة فلفتت إليها الأنظار ” خلاص ، ممكن أخد تاكسي ، مش ضروري اعطل اي خد فيكم “
” ولو مرات حسام حسين تاخد تاكسي ، لا لا مايصحش “
لم تمر نبرته الساخرة مرور الكرام فهمت رشا سخريته فسكتت وابتلعت ريقها
” يعني انت وصّلها ولما ترجع من الشغل خدها فطريقك “
” حاضر يا بابا “
كان ردّ حسام مقتضبا ، ونهض من الكرسي ” أنا شبعت خلاص ، انا في العربية ، خلصي تجهيز نفسك ، عشر دقايق بالكتير ،”
انطلقت رشا نحو غرفتها تحضر نفسها للذهاب الى احنّ الصدور عليها . حضرت نفسها سريعا ونزلت تسابق الريح حتى انها أخطأت في احتساب الخطوات في اخر الدرج ولم تشعر بنفسها الا وقد أغمضت عينيها تنتظر الاصطدام بالارض ، إلا أن ذراعا إمتدت وأمسكتها بخشونة آلمتها .
جذبها بقوة ترتطم بصدره فتتحاشى السقوط ارتجف جسدها خوفا من عينين ترقبانها ، اصبحت تجاهد كي تتنفس و نفضت يده سريعا وابتعدت عنه بسرعة البرق .
” ماتعلمتش كلمة شكرا في المدرسة والا ايه ؟”
أكمل الصعود إلى غرفته ، أخذ ملف المناقصة الذي نسيه عند نزوله وغادر .
——————————————
في السيارة ، كان الصمت هو سيد الموقف لم يكلف أحدهما عناء كسر هذا الجدار الذي يحول بينهما.
نظرت لنفسها في مرأة السيارة لترى السواد تحت عينيها و وجهها الشاحب ، ان ظهرت هكذا امام امها فسوف تقلق و لن يرتاح بالها لذلك قررت وضع القليل من المكياج ليغطي التعب والبؤس الباديين على محيّاها. بدأت بالكريم المغطي للهالات السوداء ، ثم اخذت أحمر الشفاه بدأت بتزيين شفتها السفلى ، حين إلتفت لها حسام وأمعن النظر في شفاهها ، ارتجفت يداها ولكنها حاولت السيطرة على نفسها ، لن يؤذيها وهو يقود فأكملت ماتفعله .
كانت يدا حسام تشدّان على مقود السيارة كأن بينهما ثأر سنين . تذكر كيف انهال على شفتيها في تلك الحفلة الملعونة و كيف إشتهى أن لا يتركهما ، بدأ يتنفس بسرعة . أوقف السيارة فقد وصلوا إلى وجهتهم نزعت حزام الامان وحين همت بالنزول ، جذبها من يدها نحوه فبقيت متجمدة كما هي تنظر له من هول الصدمة والخوف ، رفع يده مترددا وهو ينظر في عينيها برغبة ، وبإصبعه مسح أحمر الشفاه الملطّخ تحت شفتها السفلى .
ثوانٍ فقط كانوا بالنسبة لهما عمرا . كان مترددا حين رفع يده ، لكنه حسم الامر حين لامسها . وكانه افتقد ملمسها منذ امد بعيد ، كانه يلمس ماهو حقه برقة بالغة مسح أحمر الشفاه اللعين الذي صارع ذاته كي لا يمسحه بطريقة اخرى سترعبها حتما.
اما هي فقد ارجعتها نظراته لأيام كانت تتمنى ان يعود الزمان لها ، يوم كان حسام بين الفينة والاخرى ينظر لها بها . قبل ان يفسد اي ذكرى بينهما. نظراته التي تحولت الى رغبة صرفة ترمق شفتيها كانت ناقوس الخطر الذي دق في راسها كي تستجمع نفسها وتنفض يده وتنزل من السيارة.
أغلقت الباب بقوة ، فضحك هو من قلبه ” ههههههه طب والباب عملّك ايه ؟ ” ثم انطلق بسيارته.
——————————————-
في مكتبه ، لا شيء مختلف عن غرفته لاشيء شخصي ، ان اراد المغادرة نهائيا من الشركة لن يأخذ منه الأمر أكثر من خمس ثوانٍ. جلس على كرسيّه وتصفح ملف المناقصة ، لن تأخذ منه أكثر من ساعتين ، انعدام مشاعره جعله متفوقا فوق العادة في عمله ، اذا فهذا الفراغ قد اتى بنتيجة ، انه ألة مفيدة . هنّأ نفسه . وفجأة رمى القلم من يده. لم تكفها يديها وكلماتها والان تلاحقه عيناها. تذكر نظرة الخوف في عينيها ، لونهما العسلي…
عاد والتقط قلمه ، ليفتح الباب وتدلف سكريترته مبتسمة تعلمه بأن المعنيين بالمناقصة قد وصلوا .
أومأ برأسه ، إستأذنت منه وخرجت . تنهدت عندما أغلقت الباب ، منذ إبتدأت عملها هنا و هو هكذا ، بارد المشاعر ، لا يرجع الابتسامة بأخرى .
هبّ واقفا يبعد عينيها عنه و توجه نحو غرفة الأجتماعات .
——————————————-
وصل حسام الى مكتبه وانكب على ملفاته ، عمله هو الشيء الوحيد القار في حياته والذي لن يقبل بأن يخسره. فقد الاحساس بالوقت حين أعلمته السكريترة ان العميل الاجنبي قد حضر متأخرا ويطلب مقابلته بصورة ضرورية . فكّر في نفسه ولما لا ، ليس متلهفا للعودة الى البيت ، تذكر رشا .
” والعمل دلوقت ، انا ماعرفشي حتاخر قد ايه في الاجتماع و مش معقول اروح بتهم على أخر الليل” زفر مطولا ثم رفع سماعة الهاتف
” نبيل “
” تفضل “
“انا عايزك في معروف كده “
” سمعك “
” انا هتأخر كمان في الشغل ، فيعني لو ماكنشي عندك مانع ، ممكن تروّح برشا معاك ؟!”
” نعم ؟ و ليه ؟ ماتكلمها تقلها انك حتتأخر و هتعدي عليها متأخر شوية “
” ماينفعش ، و اهلها يقولو عليا ايه لما انزلها في انصاص الليالي “
” خلاص خليها تاخد تاكسي “
” نبيل ؟ تاكسي في الوقت دا؟ هو انت تجننت ؟ “
لعن نبيل حضه ، لما عليه ان يقوم بواجب اخيه ، ومادخله ان ذهب لها متأخرا او باكرا .
” تمام ، ابعتلي العنوان ورقمها في ميساج ، اساسا انا كنت طالع دلوقت “
” تسلم يا نبيل “
” سلام “
وضع هاتفه على الطاولة و نظر الى النافذة ” انا ليه محروم من نعمة الأخوة ؟ انا ليه اتكتبلي اكون اخو بني ادم مايحسش !؟” تنهد مطولا و حزن على حالة اخيه ، يرى الفراغ في عينيه ولا يستطيع مساعدته ، ليته يقتص من روحه و يعطيه ، ليته يعطي مشاعره لاخيه علّه يتذوق يوما معنى السعادة او الحزن او اي شيء . وبعث له بالرسالة و توجه لغرفة الاجتماعات .
——————————————-
خرج من الشركة و توجه الى سيارته ، قرأ الرسالة وعرف العنوان ” تمام” أسرع يسابق الريح ، أغوته فكرة النهاية مرة أخرى ، فليجربها ربما تغير شيء هذه المرة ، لكنه رأى عينيها أمامه فنفض عنه الأمر برمّته ،” المرة الجاية حينفع ، المرة الجاية حخلص من كل دا ” وزاد في سرعته . يدرك ان السرعة تؤثر فيه تجعل قلبه الميت يدق اسرع ، انفاسه العادية الرتيبة تتلاحق ، لذلك يسرع بطريقة جنونية ، هذه التغيرات في جسده هي اقرب ما يمكن ان يصل اليه من المشاعر .
وصل امام البناية ، بناية عادية للطبقة المتوسطة ، أيمكن أن يخطأ في العنوان ، عاود النظر الى هاتفه ، لا لم يخطأ ، هل صديق عمر مراد بيه من عائلة متوسطة ؟ كيف لم يعرف بهذا .ظن دائما أنه من رجال الاعمال . اذا فرشا ليست غنية ، ربما لذلك قبلت الزواج بأخيه . ” وانا بتساءل ليه ، “
طلب رقمها ، لترد بعد مدة
” الو “
” انا نبيل ، بعتني حسام عشان اروح بيك ، انا برة بالعربية مستنيك ” و أغلق الخط .
لعنت رشا حظها ألف مرة ، لم تعرف أكان الرجوع مع حسام أحسن أم ماذا . ودعت أهلها و تشبعت بدعوات أمها ودموعها قبلتهما و غادرت .
وفي طريقها الى باب البناية كانت ترتعد خوفا ، كان حسام وحشا لكنها تعرف جيدا كيف تتصرف معه و تعرف انه لن يقدر على اذيتها مجددا. لكن أخاه وحش من نوع أخر ، يرعبها اكثر وتخافه اكثر تذكرت نظرة الفراغ في عينيه ، لم ترى ابدا عينين لا يعكسان شيئا . يداها ترتجفان لكنها حاولت استجماع قوتها و أخذت هاتفها وأعادت طلب رقمه
” نعم “
“حضرتك نسيت تقلي راكن العربية فين ، أصل، أصلي ، ماعرفتهاش والشارع مليان عربيات “
اغلق الهاتف في وجهها وأشار لها بضوء السيارة
توجهت نحوه تحاول التماسك وتتمتم ” ويسكر في وشي كمان ؟ ، مش طبيعي
فتحت باب السيارة وصعدت دون ان تنظر اليه فقط اكتفت ب ” مساء النور “
رد باقتضاب ” مساء الخير ” وانطلق بالسيارة. عاد الى حالته تغويه السرعة فأخذ يزيد في سرعة السيارة رويدا رويدا ، و قد نسي أن هناك شخص أخر معه .
كانت رشا جالسة في مكانها و عندما احست بالسرعة التي يقود بها ، وضعت حزام الأمان وتشبثت جيدا ، ” هو مجنون والا ايه ؟ حد كذب عليه وقلو عربيتك تقدر تطير ؟ يا ربي يا ساتر “
بدأت دقات قلبها تتسارع و أنفاسها تتقطع ، لا يمكن ان يكون السائق طبيعيا . بدأ الخوف يجتاحها و بدأت تفرك يديها والدموع تملأ عينيها ، ” انت غبية ، غبية ، اديكي وقعت في ادين الي ما بيرحمش ، وحينتقم لأخوه ، اكيد عايز يموتني ” ما ان فكرت بالموت حتى اطلقت العنان لدموعها و من بين شهقاتها بدأت تنادي ” حضرتك.. حضرتك ممكن تخفف السرعة ، حضرتك انا ..”
لم ينظر لها و لم تتغير تقاسيم وجهه وكأنه لم يسمعها أما هو فقد كانت صرخاتها ليلا تملأ أذنيه لذلك لم يدرك أن هناك صوتا يناديه .
ثوان أخرى وتفقد وعيها او تفقد حياتها لم تعد قادرة على التنفس وبلا انتباه وضعت يدها فوق ذراعه و قالت بصوت متقطع مرعوب ” نبيل ارجوك ، انا خايفة “
مالذي حصل ؟ ولما جسده يتصرف بغرابة ، لم يدري كيف ألجمته لمستها وكلماتها، صوتها الذي ينطق بإسمه ويترجاه جعله يوقف السيارة فجأة حتى ارتدّ كلاهما الى الأمام ثم الى الخلف .
حينها فقط حانت منه إلتفاتة إليها ليرى يديها تغطيان وجهها . إذا لم يكن يتخيل هي الان معه.
حين شعرت بتوقف السيارة كليا أنزلت يديها ببطء ليُفاجأ بوجهها المغطى بالدموع .
هل أحس فعلا بوخز في قلبه ام خُيّل إليه ذلك .
رفعت نظرها لترى عينين ترمقانها ، ابتعدت عنه حتى التصقت بباب السيارة و لم تكف دموعها عن النزول.
نظر إليها قليلا بعد ثم أعاد تشغيل السيارة وانطلق .يقود بهدوء تام و گأن السائق قد أصبح يهتم فجأة لحياة راكبيه . وماان وصلا الى الفيلا حتى انطلقت رشا تسابق الريح نحو غرفتها ، ثم الى الحمام ، أغلقت الباب و أخذت تتقيؤ و تبكي بمرارة .
صعد متثاقلا إلى غرفته ، ماحدث في السيارة كان شيئا مبهما بالنسبة إليه. مالذي حدث بالضبط ، مرر يديه على رأسه وزفر بقوة . دخل غرفته وارتمى على فراشه. ” أنا .. أول مرة .. أنا ههههه ” ضحك يسخر من نفسه لا يمكن ان يكون ما فكر فيه صحيح ، فراغه سيُلازمه دائما وأبدا .
اخذ حماما ، غير ملابسه ، غادر غرفته متوجها إليها .





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى