رواية اكرهك الفصل العاشر 10 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf

رواية اكرهك الفصل العاشر 10 بقلم ميريام عريفه
الحلقة 10
نزل مسرعا من غرفته ، عليه ان يتكلم معها، هي من تفهمه و تحبه. ركب سيّارته وانطلق . لا يدري كيف وصل الى قمة الجبل ، مكانه المفضل بل ملاذه. ثم صرخ بصوت عالٍ : ” ريما”
اتاه الرد على شكل صدى صوته. تنفس الصعداء و جلس يفترش الصخر.
” ريما ، كنت فاكرك انت اللي كنت معايا . بس لا ، رشا ورغم الي هببتو معاها هي وقفت جمبي وخلتني ارتاح . ” تنهد مطولا ” أنا عرفت وبستعرف ، انا غلطت في حقها ، انا غلطت غلط كبير اوي مش عارف اصلحو ازاي . مش عارف ارجع حسام القديم لان موتك وفراقك كسرني و مش عارف اصلح غلطتي مع رشا . ” خانته دمعة ” ريما حبيبتي ، روحي وحياتي ، فكره رشا لما كانت بتتنطط من مكان لمكان بتضحك مبسوطة ولكأنها عرفت معنى الحزن ، رشا يا ريما ماعدتش تضحك ، عيونها اللي كانت تعكس الحياة ، دلوقتي بشوف فيها الحزن واليأس ، موتك كسرني و انا كسرت روحها .”
هبّ واقفا فجأة بعد أن لمح تلك الفراشة الزرقاء . ” ريما الفراشة ، انت رجعت تاني ؟ ” حطت على كتفه ، ابتسم فرحا ” عارف انك مبسوطة مني دلوقت، وعارف كمان انك بتشجعيني على الخطوة اللي بفكر فيها ” تنفس عميقا ثم اردف قائلا ” حعمل اللي يفرحك بس انت كمان اوعديني تنفذي اللي وعدتيني بيه ماشي ؟!” طارت الفراشة مرفرفة جناحيها كأنها تحمل رسالة هامة لأحد ما .
ضحك مطولا ، ومن بين ضحكاته خرجت شهقات وامتلأت عيناه دموعا. ” مالكشي في الفرحة نصيب ، انت وحش ، كسر خاطر ملاك ولازم تصلّح غلطك قبل ما تكون أناني “
توجه نحو سيّارته ، ركبها وانطلق نحو شركته.
——————————————-
كان نبيل منكبا على عمله حين طرق باب مكتبه،
” اتفضل”
دلف حسام متثاقلا و تقدم نحو الكرسي وجلس قبالة اخيه
” صباح النور “
” صباح الخير “
” انا عايز اشكرك على معروفك مبارح”
” معروف ؟” …. حينها فقط رفع عينيه عن الاوراق المكدسة امامه. فكر قليلا ثم تذكر ” اه ، طبعا ، دا واجب”
” نبيل .. انا عايز اكلمك في موضوع كده “
تنحنح نبيل قليلا ، يدرك ان هكذا مقدمات عادة ما تفضي الى الحديث عن حالته لذلك ، ابتسم بسخرية وقال ” طبعا “
” انت اخويا ، و الوحيد الفاضلي في الدنيا ، بابا موجود بس حنان الأخ و سندو دي حاجات ماتتعوضش “
اكمل نبيل الاستماع ، سمع كل هذا سابقا ، لم يعرف لما يكلّف حسام نفسه بالحديث معه في هذا الموضوع، ان كانت الغاية جعله يحس بالذنب. فعلى حسام ان يعيد حساباته، فهو لا يحس بشيء.
حاول الرد بما يناسب ” طبعا كلامك صح “
” يعني.. انت عارف انو حالتك دي مش طبيعية ، برودك دا مالوش تفسير ، انت حاولت يعني ..”
قاطعه نبيل ” ايوه.. حاولت “
” والنتيجة “
” حالة عادية ، في ناس كتير “
” يعني برودك الغريب دا حالة عادية ، نبيل ، انت ما تأثرتش بموت مامتنا و لا حتى زعلت من حادث ريما “
” انا بتعامل مع الحزن بطريقة مختلفة شوية ، مش ضروري لما ازعل اكسر الدنيا و اقلب ملك دراما ” ثم ضحك بسخرية .
عرف حسام انه يخاطب حجرا ، دائما ما ينتهي نقاشهما في هذا الموضوع بعذر ساخر من أخيه، ولا يدري لما يصرّ على الحديث معه عن حالته. ربما تكراره سيسبب الازعاج لنبيل فيصرخ غاضبا. لكن نبيل لا يصرخ ، لا فرحا ولا غضبا. تنهد حسام و وقف متوجها نحو الباب .
” اسيبك لشغلك ، سلام “
” سلام ” كان هذا رده مقتضبا ، لا يوحي بشيء ، وكأنه ألة برمجت لقول كلمات معدودة .
ثم عاد منكبا على اوراقه. رفع رأسه نحو النافذة ، يشاردا في لا شيء . وفجأة تذكر صوتها ، هذه المرة لم يكن صراخ رعب وخوف بل يناديه.
” أنا .. مش عارف .. اسمي.، صوتها ” ثم زفر مطولا.
——————————————-
أفاقت على طرقات الباب ، تململت في فراشها ثم سمعت صوت كريمة ” رشا هانم ، ممكن ادخل ؟”
قالت ” اتفضل”
دلفت كريمة وعلى وجهها علامات اضطراب .
” هو انت كويسة ” ونظرت لها متفحصة.
” ايوه ، الحمد للله” وتابعت نظراتها ، لتجد نفسها في ثياب الاستحمام ، شهقت عنظما تذكرت ما حصل صباحا.
” اصل انت نايمة والوقت ظهر . ومش من عوايدك تصحي متأخر كده”
” ماتشغليش بالك ، مانمتش كويس “
هنا أطلقت كريمة ضحكة خفيفة ، لقد فهمت الموضوع خطأ واعتقدت ان رشا قد استمتعت بليلة طويلة مع زوجها. ولم ترد رشا ان تناقشها .
” ربنا يهنيكي ، ويخليكو لبعض “
” متشكرة ” و اردفت ” خلاص انا فقت دلوقت. شوية وحنزل. “
فهمت كريمة تلميحها ” اشوف انا بقى مشاغلي ” وغادرت مغلقة باب الغرفة ورائها .
” انت ازاي تنامي بالشكل ده وانت عرفه انو حسام ممكن يخش فأي لحظة ؟ ” هنا تذكرت ما آلت اليه الأمور بينهما. وتذكرت انهيارها امامه. وفي خضم كل شيء تذكرت كلماته” انت ماغلطيش” نفضت عنها صوته وعادت تذكر نفسها” رجعت تبرريلو؟ خلاص هو غلط ولازم يدفع” تنهدت للمرة الألف. نزاعها الداخلي سيفتك بها. توجهت نحو الخزانة اختارت ملابسها بعناية و قد الان الاوان لتغيّر الاساور ، فالجرح لم يعد ظاهرا كما في السابق . أطلقت ضحكة ساخرة ” والجرح اللي من جوا حالو ايه ؟ ابتدا هوا كمان يخف والا لسه بينزف دم ؟”
——————————————-
حلّ المساء ، وعاد الجميع الى البيت ، إلا نبيل ، جلسوا الى مائدة الطعام. وتناولوا طعام العشاء كأسرة عادية مترابطة، لاحظ مراد بيه ان حدة التوتر بين ابنه وزوجته قد خفت لذلك انفتحت شهيته للطعام والكلام . ليرنّ الهاتف فجأة .
جائهم صوت كريمة ” ايوا دا بيت مراد بيه حسين ” ثم فترة صمت و ” ثواني واديهولك يا فندم “
اخذت كريمة الهاتف لمراد بيه الذي تعجب ” ومين بيكلمني في الوقت المتأخر دا ؟”
” السلام عليكم” ——
” ايوا ، مراد حسين معاك ” ——-
” انت بتتكلم عن مين ؟ ” ——–
” لا حول ولاقوة الا بالله” ——–
” طب والحالة خطيرة ، مستقرة ، ماتنطق يا ابني ؟” ———
هنا اندفع مراد بيه من كرسيه و رمق رشا بنظرات معبرة


