Uncategorized

رواية اكرهك الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf


رواية اكرهك الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميريام عريفه

الحلقة 13
مرت الايام ثقيلة عصيبة على رشا بينما حاول حسام أن يساعدها بكل ما يستطيع . ولكن كالعادة كل محاولاته باءت بالفشل فهي ترفض حتى منحه فرصة واحدة لتقييم الوضع بينهما.
وفي صباح يوم جديد، دخلت رشا الحمام وعند خروجها وجدت حسام واقفا وكأنه ينتظرها، تملكها خوف شديد، حان وقت ظهور حسام الحقيقي ، قناعه كل هذه المدة قد زال، أو هكذا ظنت.
” رشا… نحنا لازم نتكلم “
” وأنا ماعنديش كلام “
” يا شيخة ، جامليني مرة واسمعيني”
تذكرت تصرفاته في الفترة الاخيرة و رفعت كتفيها كأنها هزمت في نقاش داخلي
” اتفضل “
” وأخيرا… بصي يا ستي ، أنا وانت بينا اتفاق وأنا لحد الساعة دي محترمو وماشي عليه ، بس الوضع ماعادشي مناسب خالص “
انقبض قلبها ، لقد عرفت انه لن يتغير . ابتلعت ريقها بصعوبة وتمتمت، غير راغبة في سماع الاجابة .” قصدك ايه؟!”
” يعني ، متزوجين وعايشين في نفس الاوضة وبنتشارك نفس الحمام هههه ، و.. لازم يعني الوقت صار مناسب اننا يعني نكمل..”
ارتدت عيناها ستار الذهول والدموع، حانت اللحظة التي اجلت التفكير فيها وحاولت نسيانها، سيطالب بحقوقه ، ولكن على جثتها. أخفضت رأسها لكي لا يرى دموعا خانتها وتساقطت من عينيها. ولم تعرف كيف وجدت جسدها يرتعش، كيف لا وهي تدرك أن حسام قد وقف مقابلا لها لاتفصلهما إلا بضع سنتيمترات ، دون وعي عضت على شفتها السفلى ، حينها رفع حسام يده لتستقر على ذقنها ثم رفعه لتراه ، لم تجرؤ أولا للنظر في عينيه ، لم تتحضر بعد لنظرات الانتقام والرغبة الذان يشعان منهما.قاطع خوفها صوته الذي ملأ الغرفة دفئا .
بصيلي يا رشا.. و غلاوة ربنا سيبي ” وحرر شفتها بيده ” ما أنا قلتلك حرام عليكي تعذبيها عشاني .. ” أخفض صوته ليكتسي بالقليل من الجدية
” نحنا حنكمل اتفاقنا ولكن حنضيف بند جديد، يعني بلاش يروح فكرك لبعيد ، البند دا خاص بتعاملنا داخل الاوضة ، يعني بلاش تعامليني وكأني طرابيزة ولا كرسي ، مش حياخد منك كتير لو قلتي صباح الخير او إزيّك النهارده.”
عندما نظرت له ، لم ترى رغبة ولا خوفا وانما حنانا صرفا خوفا ولكن هذه المرة خوفا عليها ومنها ، من ردة فعلها.
لم تتوقع ماقاله ، ولم يخفي وجهها هذه الصدمة ،
” أنا عارف انك مش مصدقة اللي بتسمعيه، بس أنا.. أنا عايز نبدا صفحة جديدة أنا وانت، حنرجع صُحاب زي زمان . ” تراجع صوته قليلا ولكنه لم يبتعد عنها نظر في عينيها مطولا وأردف ” بلاش تحرميني منك “
هنا أرتعد جسدها ، ابتعدت عنه وتراجعت خطوتين الى الوراء ، ثم نظرت الى الفراغ وكأنها تحدث اللاشيء
” دا الكلام سهل أوي انك تقولو ، بس الفعل صعب ، أنا معدتش أنا، أنا ماعرفش البنت اللي بتبصلي في المراية مين.. ماعدتش أميّز عينيا من غير دموع.. هههه صفحة جديدة ، بيضا .. كرهت اللون دا، انت عارف ليه ؟ لاني ماعدتش أشوف نفسي فيه.. في الحياة مافيش صفحة جديدة ، في جروح تستمر وماطبشي وفي دموع ماتنشفشي وفي مواقف ماتتنسيش ، وفي ناس بتقتلك ومابتمتشي وتفضل عايش ومش عايش.. أنا ” هنا غص صوتها بتهديد الدموع .
” عارف كل دا ، وأسف .. أنا أسف ندمان على كل شي عملتو ، ندمان على اليوم اللي خليت نفسي شيطان يحرق الأخضر واليابس قدامو ومابيشفشي ومابيهتمش. أنا ندمان والندم بينهش فيا ومش عارف أعيش وانت قدامي بتتعذبي. انا بتعذب معاكي وبموت في اليوم ألف مرة” هنا تقدم وركع أمامها والدموع تنساب أنهرا من عينيه. من قال أن الدموع ضعف؟ الدموع قوة . وهو الأن في قمة قوته.
تعجبت من تصرفه ، وتعجبت من دموعه. ولكن آثرت الصمت. فتابع ” أنا خسرت كتير، خسرت أخويا وأمي وأختي ، ولسا حخسر كتير لو سبتيني. أنا ضايع وانت الوحيدة اللي ممكن تنقذيني. انت عارفه انا مين وكنت ايه بس موتها ، موتها ضربة توجع قسمتلي ظهري. خلتني أتمنى الموت وماطلهاش. رشا أنا مش عايزك تسامحيني، أنا اللي عملتو ما بيتنسيش وصعب . بس وحياة أغلى حاجه عندك ، اديني فرصة أتصلح وعوضك عن كل الجروح اللي سببتهالك أنا عايز فرصة بس ، نرجع صحاب زي زمان ، بلاش زي زمان وأحسن كمان. أنا عايزاك تتعاملي معايا عادي زي ماكنا. يعني بالتي هي أحسن .”
نظرت له بتمعن، لم يكن سهلا عليه أن يبكي ويعتذر أمامها ويعترف ويطلب فرصة، ولم يكن سهلا عليها ان تنسى وان تغفر وان تمنحه فرصة، ولكنها لمست صدقه وتفهمت موقفه. وقررت في تلك اللحظة ، أن كوابيسها لن تتركها إلا إذا تصالحت مع ذاتها وواجهت المشكلة ، على الأقل والداها يدينان لها بهذا أن تعيش مرتاحة .
طال انتظاره وعرف أنه لي يغير رأيها ، لما تسامحه بعد كل شيء لذلك وقف واستدار متوجها لباب الغرفة متثاقلا كأنه يحمل همّ الدنيا على كتفيه.
توقف حين سمع اسمه ،
” حسام ، انا عايزه أرتاح كمان، يعني وجودك بيفكرني بكل حاجة …”
عرف ماهو قرارها وحضر نفسه للضربة القاضية ستتركه كما فعلوا جميعا، لما عليه أن يكون الخاسر دائما، لما عليه أن يكون اللاعب الوحيد الذي لم يذق طعم الفوز.
” أنا عايزة أرجع زي ماكنت ، عايزة أرجع رشا بتاعت زمان ، عايزة حياتي تاني…” تنهدت قليلا وقالت ” لما كنت بواجه اي صعوبة في المذاكرة كنت أول واحد يجي على بالي . كنت واثقة فيك ، كنت انت الحد اللي بلجألو لما ماعرفشي اتصرف. يوم الحادثة ” واختلط صوتها بالدموع ” يوم الحادثة أنا حتى وانت بتقرب مني ماكنتش خايفة ، كنت واثقة انك مش ممكن تأذيني، كنت الوحيد اللي مافكرتش انو فيوم يأذيني، بس خيبت ظني وطلعت غلطانة ، وكسرت ثقتي ..” بكت مطولا وهو واقف متجمد في مكانه ، يسمع كل شيء ولا تنفك ألام صدره تزداد لتكمل هي بعد قليل
” أنا خسرت نفسي ، وخسرت حياتي والأهم خسرت ثقتي فيك “
” بس… حرام عليكِ ، كل كلمة بتجرح أكتر من اللي قبلها ، خلاص مش عايز أسمع ، مش قادر اتحمل ، كلامك خنجر بينغرس مع كل كلمة، كفاية .. انا أسف والله أسف وغلاوة ريما اللي أخدت روحي معاها أسف و ماعدشي حقرب نحيتك وحخليكي على راحتك ، بس بلاش الكلام اللي يجرح ويقتل بالساكتة. ” ساد الصمت قليلا ثم تكلمت هي لم تعرف من أين أتتها الشجاعة ولكن تمالكت نفسها وأكملت
” وانا كمان بتعذب ومش عارفه أعيش ومش عارفة اتنفس ومش عايزه اعيش في خوف . انا مابقدرش انام وخايفة منك ، خايفة ومش مطمنة ومرعوبة لفيوم ترجع تأذيني “
هنا انطلق نحوها وحوط وجهها بيديه ، واختلطت دموعهما ” أبدا ، سامعاني ! مش ممكن أأذيكي تاني ، أموت قبل ما حسسك بألم والا اشوف دموعك . أنا خلاص عرفت وتبت وعايزك جمبي ، بس عايزك جمبي، مرتاحة ومطمنة ، مستعد أتحدى العالم كلو ومارضاش شعره منك تنمس.”
نظرا لبعضهما مطولا، لأول مرة يتحدثان عن الحادثة ويقفان مجردان من كل شي إلا الحقيقة ، لاول مرة يفهمان بعضهما ، يرجعان لنقطة الصفر، لحظة اللقاء الأول حين تقرر أتثق بمن ٱمامك أم وجوده كعدمه. ولكنها لم تعد تثق بأحد خسرت هذا الشعور يوم الحادثة ، ولن تستطيع تجاوزها فما فعله لا يُغتفر.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى