Uncategorized

رواية اكرهك الفصل الخامس عشر 15 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf


رواية اكرهك الفصل الخامس عشر 15 بقلم ميريام عريفه

الحلقة 15
في سيارته ، تهيّأ جيدا للقائه مع رشا . سيفاتحها بموضوع دراستها عليها أن تكمل تعليمها كما كانت . وسيساعدها كما اعتاد . ابتسم تلقائيا وهو يتذكرها. ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته عندما تذكر لقاءه مع نبيل في الشركة .
عند دخوله مكتبه ، أعلمته السكرتيرة ان نبيل بيه قد عاد وهو في مكتبه. حمل نفسه وتوجه نحوه. طرق الباب ، سمع الإذن ودخل
” الحمد للله على السلامة نبيل”
” الله يسلمك “
” انت كنت مختفي فين ؟ ، لا حس ولا خبر ، جري ايه ؟”
” ولا حاجة ! كنت مسافر مشوار كدا و رجعت النهارده”
” طب ماتردش على تليفونك ليه ؟ قلقتنا عليك “
رفع رأسه وتحرك ثغره بابتسامة ساخرة مريرة.
” لا ، ماتقلقش . انا مش عيل صغير يتخاف عليه. ويعني انا فاكر كويس انك طلبت مني ابتعد الفترة اللي فاتت . “
” انت فاهم الموضوع غلط ، انا ماقتلكش ابعد، طلبت انك ماتحتكش ب..”
” ايوا ايوا مراتك وعايزها ترتاح، سمعت الكلام من المرة الأولى. “
” نبيل ، انت بتتصرف كده ليه ؟ “
” كده ازاي يعني مش فاهم ؟ “
” كده ، وكأني ، طردتك عشان رشا ترتاح، ابدا ٱنا مش ممكن أعمل كده ، انت اخويا “
زفر مطولا ، أعماله متراكمة وأخوه يعطّل بعضها ” طيب طيب، والمطلوب ؟ عايز مني ايه ؟”
” عايزك ترجع لبيتك “
” انا مرتاح كده ، مش مظطرين تتحملوني “
” نبيل ، ماتقلشي كده ، نحنا عايزينك ترجع “
” انتو مين ؟ مراد بيه ؟ دا ماصدق وارتاح من ذنب انو يشفني ويتعامل معايا. اه أو جايز مراتك قتلك يلا خليه يرجع ؟”
” نبيل ماسمحلكش !”
” ماتسمحش بإيه ؟ “
” رشا مش ممكن تعمل كده ، انت ماتعرفهاش عشان تتكلم عنها “
” ومش عايز اعرفها كمان ، ولا مهتم أعرفها . و دلوقت أنا عندي شغل معطّل بقالو فترة فياريت تقلي انت طالب ايه وسيبني لشغلي “
من هذا ؟ ليس هذا نبيل أخاه ، هذا شيطان أمامه لا يهتم بمشاعر أحد ولا يهمه ان جرح محدّثه ، تهمه نفسه ، حتى نفسه لا تهمه . هكذا تبادر لحسام ثم خرج من ذهوله
” رشا صارت كويسه وتقبلت موت أهلها وبتحاول تتعايش مع الوضع. أنا بترجاك ترجع البيت . خلاص انا اسف ان كنت فهمتني غلط، انا اسف انت عارف انا بحبك وباحترمك قد ايه. عشان خاطري ارجع “
” تمام ، حرجع . باستاذنك دلوقت عندي اجتماع ضروري”
وتركه وغادر تاركا ورائه هواءً ثقيلا بفراغ وبرود غريبين.
تنهد حسام وعاد الى الواقع. بعض دقائق ويصل الى البيت. تذكر رشا فعادت البسمة الى ثغره. .
أوقف سيارته و دخل الى البيت .
——————————————-
دخل الى غرفته وارتمى على فراشه ، قبل ان يصعد مرّ على غرفة والده وألقى السلام ، وبادله مراد بيه السلام ولكن عيناه كانت تحتضنه ولم يتجرأ على فعلها ، فنبيل يرفض الاقتراب من أي احد وقلما ينشأ رابطا جسديا مع أحد. يرفض أن يلمسه أحد ، فبروده معدٍ و عيناه تبعدان من يقترب . تذكر أن والده طلب منه النزول لتناول العشاء معهم وأنه أصرّ عليه . فوافق مكرها فقط ليرتاح من كلام ابيه. كلامهم يزعجه وودّ لو امتنع عن الاستماع لأي كان .
أخذ حمامه البارد ، ارتدى ملابسه ونزل .
——————————————-
أما رشا فكالعادة بعد حمامها ارتدت فستانا أسود اللون و تركت لشعرها العنان . فبعد أن رأت فرحة مراد بيه برؤيتها وحسام معا قررت ان لا تحرمه من الفرحة على الاقل هذا واجبها نحوه . طُرق الباب ثم دلف حسام
” مساء الخير “
” مساء النور “
” ايه الشياكه دي ، ايه الجمال ده ؟”
تلعثمت ولم تدرك ما تقوله . انقذها حسام
” دا تعليق بسيط وبريء على فكرة ههههة”
” امم طيب “
” انا كنت عايز اتكلم معاك ، بس خليها بعدين ، اكيد بابا مستنين على الاكل”
أومأت برأسها .
” انا دقايق أتحمم و اغير وانزل ، تستنيني ولا عايزه تنزلي ؟”
” ماعرفش !”
لم يُرد أن يبدو مُلحًا . ولكن خرج صوته مترجيا رغما عنه. ” خليكِ ننزل مع بعض “
اظطربت قليلا وبدت على وجهها الحيرة . ولم تتكلم بل ظلّت تنظر له.
” أنا اسف مافيش داعي تستنيني ..” قالها بحزن وسع الغرفة .
” حستناك …”
عادت اليه البهجة والسرور ” مش حتأخر ، ثواني بس “
تعجبت من حالته ، حسام شخص مرح بطبعه وهاقد عاد الى طبعه . ابتسمت رغما عنها.
وبقيت تنظر الى يديها . ويدها اليسرى التي اختارت أسوارة رقيقة لتغطي بها جرحها النابض.
” خلاص يا رشا ، هو اتغير انا حاسه بكدا ، جايز عرف غلطو . ” وفي داخلها نطق صوت غاضب لم تدرك انه موجود ” يعني حتسمحيه ؟ غبيه ! ولما يرجع يجرحك ؟” توجهت الى النافذة وأطلت على الحديقة ، نسيم المساء ، أحست به كلمسة تداوي جراحها ، ولكن الألم موجود ، باق ولن يتغير . في حياتنا تمرّ بنا مختلف الحوادث البسيطة والمعقدة ورغم اختلافها واختلاف درجات أهميتها ، فهي بطريقة أو بأخرى تغيرنا .
كفاها ألم وأحساس بالضيق و دّت لو أوقفت جميع مشاعرها وأصبحت ألة لا تشعر ، هكذا أحسن لن تتألم حينها ولن يؤذيها أيا كان .
” رشا ، ماتنسيش خطوة ، خطوة . كل حيبقى تمام”
” رشا انت بتكلمي مين ؟” كان هذا صوت حسام الذي قاطع تفكيرها .
” ولا حد ، بتكلم مع نفسي ، أصلها وحشاني “
” يابختها ! محظوظه “
” ” انت بتقصد ايه “
” ولا حاجة ، ” وتنهد قائلا لنفسه ” مالكشي في الفرحة نصيب”
” مش حننزل؟ بابا مراد اكيد مستنينا ! “
” تصدقي نسيت هههههه انا خلاص ، دماغي ضاعت ورا الي مش حاسس “
تجاهلت تعليقه أو لم تسمعه . ولكنها انطلقت مسرعة نحو الباب فتحته وخرجا معا
——————————————-
عند نزولهما الدرج سمعا صوت مراد بيه
” يا ترى بابا بيكلم مين ؟”
” جايز كريمة مزودة الملح زي كل مرة هه….”
وهنا توقفت عن الضحك ، لم تكن كريمة الطرف الثاني في الحوار ، بل كابوسها .
التفت مراد بيه مُرحّبا
” اهلا بالغاليين .”
حانت ابتسامة سخرية من نبيل الذي لم يكلف نفسه عناء رفع رأسه .
” مساء النور ” قالاها الاثنان .
” نبيل ، البيت نوّر بوجودك “
رفع رأسه ونظر لأخيه وقال بصوت آلي ، فارغ.
” شكرا ” وان لم يحس بمعنى الكلام فهو قد درّب نفسه على الردّ ب ” شكرا ” أو ” أسف ” حين تقتضي الضرورة .
صوته أرسل الصقيع في أوصالها ، وتمتمت في نفسها ” دا بني ادم مش طبيعي ” وكأنه سمعها توجه بنظراته اليها ، وفي لحظة أحست كٱن العالم قد هجره الناس ولم يبقى سواهما ، لامت نفسها لربما سمع كلامها وغضب . احتارت ماذا تفعل ، لكن نبيل عاد ينظر إلى طبقه وكأنه لم يرفع نظره أساسا، الان فقط تنفست الصعداء . وتوجهت مع حسام الى مقعديهما وبدآ في تناول الطعام . لم تتجرأ ولو لثانية على رفع رأسها فهو يجلس قبالتها ، لن تتحمل نظرة أخرى منه.
هنا تكلّم مراد بيه ” ياولاد ، ايه رأيكو نطلع رحلة كده نغير جو “
“ودا وقتو يابابا ؟ “
” ايوا ، وايه المانع ، انت مارحتش رحلة مع مراتك . ودي تبقى فرصه كويسه عشان تنبسطو”
” امم جايز … رشا وانت ايه رأيك ؟”
ودّت لو تبتلعها الأرض قبل أن تظطر للكلام أمامه ولكنها بعد برهة تابعت
” اللي تشوفو “
” ايه يا نبيل ، قلت ايه ؟”
” مراد بيه ، دور الأب لايق عليك فعلا . بس انا لامؤخذه دور الأخ سحبو مني المخرج من زمان ” وختم كلامه بضحكته الساخرة . تكلم ببرود شديد ، حتى ندم مراد بيه على طرح سؤاله و خجل حسام من رد فعل اخيه امام زوجته أما رشا فقد توغلت في كرسيها اكثر.
” نبيل انت ازاي تتكلم بالطريقة دي ؟ انت ناسي انو ابوك “
” لا مش ناسي . بس دي الحقيقة انا من زمان قلت ماليش في مسرحية العيلة دي ، خلاص دورولكو على ممثل جديد” ونظر لها بعينيه ” قدام حضرتكو مرشحة كويسة ، وانا بدعمها”
” نبيل ، اسكت واطلع برا ، انت من الساعة دي لا ابني ولا أعرفك . شغلك حيبقى مضمون بس البيت دا ماعدشي بيتك. انا اساسا الغلطان اللي بحاول خليك بني ادم ، انت مش انسان ، انت ….”
” كمّل وِسكت ليه مراد بيه ، كمّل ، أنا مش انسان يبقى انا ايه ؟ سيبني أفكر كدا .. “
” بابا أرجوك هدي نفسك ، عشان خطري ، بلاش تاخد قرار فساعة غضب . كلامك جارح قوي بلاش…”
” وانت خايف على مشاعرو ؟ هو أساسا ما…”
” خلاص ” قاطعه واضعا الملعقة من يده ،” تمام مراد بيه من بكره .. لا من دلوقت حخليك تنعم بدورك . سلام ” ونهض . كلّ هذا وهو يتكلم بصوت عادي ونظرات لا حياة فيها . رشا مصدومة من كل مايدور من حولها . ولكنها تيقنت من شيء مهم ، هي الأن تكره نبيل أكثر مما كرهت حسام يوما .





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى