Uncategorized

رواية اكرهك الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf


رواية اكرهك الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميريام عريفه

لحلقة 18
مرّ الوقت بليدا ، ترفض الساعات ان تتقدم وكأنها تعرف أن هناك قلبان يحترقان . أحسّا أن الثواني قد أصبحت ساعات
” بابا مراد ، ارتاح شوية انت من الصبح واقف كده ورافض تاكل او تشرب اي حاجه “
” مش قادر يا رشا ، مش قادر حتى اتنفس وانا عارف ان ابني جايز يكون بياخد أخر نفس ليه “
” ماتقلشي كده ، خلى امانك بربنا كبير . حسام حيرجعلنا تاني ، هو مش ممكن يسبنا ” وأخفضت صوتها تُحدث نفسها ، “مش ممكن يسبني ” و تساقطت دموعها تباعا.
” مراد بيه، المريض اتنقل لأوضتو بس حيفضل تحت العنايه ، هو جايز يفوق بعد ساعتين بالكتير “
كانت هذه الممرضة تخبرهم بأخر المستجدات.
” الحمد للله ، الحمد للله”
فرحت رشا وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهها ، بعد ساعتين ستراه .
أما هو فكان واقفا لم يتحرك قيد انملة من مكانه وكأنه تسمّر هناك . سمع ماقالته الممرضة .
بعد مضي ساعتين ، خرجت الممرضة من غرفة حسام مبتسمة وقالت
” خلاص ، المريض فاق ، و كان عايز يقابل واحد اسمو نبيل . “
عند سماع اسمه تقدم لبضع خطوات .
” بس من فضلك ماطوّلش هو لسه تعبان ، “
أومأ برأسه ، غادرت الممرضة ولكنه حين تقدم خطوات نحو الباب وجد من يشده الى الخلف ، رفع رأسه وجد ذراع والده
” نعم !؟”
” بلاش ترحلو ! لو شاف انك حتى وهو بين الحياة والموت مش هامّك حالتو …بلاش “
كان ردّ نبيل مقتضبا ، باردا ، عاديا
” هو طلب يشفني .” وترك والده وتوجّه لغرفة أخيه.
كان حسام مستلقيا على فراش المرض حين رفع رأسه ليجد الفراشة الزرقاء على النافذة . تمتم بينه وبين نفسه ” ريما الفراشه ، انت هنا ؟ خلاص فهمت “
هنا دخل نبيل وأغلق الباب وجلس في الكرسي بجانب السرير. وكأنه صنم لا يرتسم على ملامحه شيء ولا تعكس عيناه روحا. سأل بطريقة عادية .
” انت كويس؟”
تحدّث حسام بصعوبة
” ه.ههه.. مش حتبطل …بررودك بقى ؟”
” أنا كده ، وانت عارف .”
” انت أخويا.. ولو طالب روحي اقدمهالك من غير سؤال”
” بس انا مش عايز منك حاجه. ومش عارف معنى كلامك ده”
” نبيل .. أخوك بيموت . أنا ماعدشي فضلي كتير .”
” الدكتور طمنا انك كويس “
” بس انا عارف اني دي النهايه. بص ، ٱنا عايز اطلب منك طلب “
” طبعا اتفضل .”
” دا مش طلب عادي يا نبيل “
” قلتلك اتفضل “
” انا عايزك تتجوز رشا “
وكأنه قال شيئا عاديا وليس قنبلة من العيار الثقيل. ردّ نبيل بصورة عاديه
” انت عارف اني مش وش جواز ” وضحك ضحكة ساخرة
” عارف ، بس أنا عايز اطمن على رشا من بعدي “
هنا ضحك مطولا ساخرا
” جايز المسكن لعب بدماغك ، عايز تطمن على رش..على مراتك معايا ؟”
” ايوا “
” ههههه انا كنت متأكد انك بتكرهها وانو مسرحية الحب والاخلاص دي حتنتهي ، انت لو كانت عدوتك ماكنتش طلبت مني كده “
” ماتغلطش! أنا بحبها ، وبموت فيها وبفديها بروحي لو اقدر ، وخايف عليها من بعدي ، وانت الوحيد اللي حطمن عليها معاه “
” مع انك هببت عمايل سودا ، دي ، دي يا حسام حتكون آسوأهم .”
” بعد الحادثة ، رشا اتغيرت ومش ممكن ترجع زي الأول ، وعارف انها هتعيش مكسورة و حتموت من قهرها . انا عايزها تعيش “
” انت عايزها تموت ، لما بتطلب اني اتجوزها ، فانت حكمت عليها بالاعدام . “
” انت مش وحش ، أنا عارف أخويا “
” من غير مانكدب على بعض انت ماتعرفنيش ، وانا لو اتجوزتها هي حتطلب الموت في نفس اليوم ، وجايز جدا تموّت نفسها زي ماعملت يوم جوازها. “
” شفت لما قلتلك أني عارفك “
” بتقصد ايه !؟”
” انت عرفت ازاي انها حاولت تنتحر “
” الاساور “
” فتحت باب الاوضه ليه يوم جوازنا ، وانت عمرك مادخلت قضتي حتى لو سمعتني بموت . “
” كان في دوشة ، وكنت عايز أنام “
” طب ليه رميت الكرسي على الفطار لما أنا شديت ايدها بقوة و وجعتها “
” انا كنت رايح بس الكرسي وقف فطريقي “
” نبيل بلاش، في عزّ برودك رشا كانت حاجه تانيه.”
” انت بتتكلم عن ايه ، انا رايح اندهلك ابوك “
” حتساعدك زي ما ساعدتني . “
” تقصد مين ؟”
” رشا حتساعدك وحتخليك انسان طبيعي “
” ومين قالك انا محتاج مساعدة ، امتى جيت بكيت على بابك ههه؟”
” من غير ما تطلب ، أنا عارف وحاسس بيك . كلامك رغم برودو بيوجع اللي حواليك عليك .”
” حسام، ارتاح انت انا طالع انا..”
” لو فيوم حبتني كأني أخوك ، اتجوزها ! “
“وانا قلتلك مستحيل “
” مش مستحيل .. انا عمري ما طلبت حاجه منك ، ولا مرة ! بس وأنا بموت عايزك تلبيلي رجائي . “
” حسام مادامك عارفني فانت عارف انا ايه ؟ انا مبحسش ، ما بخافش ، مايهمنيش، ماعرفش احب ، انا وحش كاسر وبالبرود ده حقتلها وأعذبها و حخليها تندم انها فيوم شافتك واتعرفت عليك ،”
” مايهمنيش لو كرهتني ، أنا عايزها تعرف تعيش وتحقق حلمها و ترجع زي الأول تحب وتتحب “
” وعايزها تحب وتتحب معايا ؟” سكت قليلا ونظر الى النافذة ثم أكمل ،
” حسام ، انا ماعنديش حاجة من جوا غير الفراغ ، النسوان بالنسبة ليا حاجه اضيع بيها الوقت الي مابينتهيش “
” هي هتغيرك ، زي ماغيرتني. ، حتغيرك وهتخليك تحبها وحتحبك “
” مراتك بتخاف مني ، مستحيل توافق على جواز الخيبة ده.”
” هي ماتعرفشي انك بتعاني ، لو هتعرف حالتك حتشفق عليك واكيد هتساعدك “
” انت ناسي حاجه مهمة ، أنا مش فاهم الكلام اللي انت بتقولو ، يعني مش عارف ايه معنى شفقة ورحمة وحب وبطيخ . فكلامك ده مش حيفرق بحاجه. “
” حتعلّمك ، حقلها الحقيقة وحتساعدك “
” لا ، أوعى تجيب سيرة الحاله اللي انا فيها دي “
” حتساعدك يا نبيل ، والله حتساعدك ، انا مش ممكن اموت واسيبك في الحاله دي. حطمن عليك وعليها . حتاخد بالك منها ،”
” وانا مش عايزك تطمن عليا انا كويس كده ، وقلتلك مية مرة أنا ماعرفشي أهتم بحد ، فازاي حاخد بالي منها “
” لانك من غير احساس و مايهمكش ، مش حتظلمها معاك ، حتخليها على راحتها ، حتطمن انك مش حتاذيها لانك مش عارف ايه كره وحقد و شهوة وغيرة ، حتعيش معاك من غير ماتخاف من انك تطلب منها اي حاجه. لانها لما ترجع بيتها هتكون وحيدة ، والطماعين كتار . انت حتحميها منهم . “
هنا اظطربت دقلت قلب حسام قليلا وسكت ليسترجع أنفاسه ، زفر نبيل مطولا لن يتركه حسام وشأنه ان لم يوافق ، والحق يقال هذه أول مرة يطلب منه حسام شيئا ، لذا ، ليس لديه مايخسره سيتزوجها وسيستمرّ بحياته بطريقة عادية .
” اه قلت ايه ؟ ارجوك نبيل سيبني اروح مطمن “
” خلاص. موافق بس مراد بيه مش ممكن يوافق ، دا مستعد يقتلها بايديه ومايجوزهاش لواحد زي “
” ولا يهمك ، حخليه يوافق “
خرج من غرفة اخيه ، عيون رشا متعلقتان به خوفا ، نظر لها واستمر ّ لمكان والده وقال له
” حسام عايزك “
” انا رايحلو “
ودّت رشا لو توقفه ، لو تعترض ، لن تظلّ معه في نفس المكان لوحدهما . فهي تخافه وترتعب أوصالها من صوته ، فما بالك بحضوره ولوحدهما.
لذلك وقفت في ابعد ركن وحمت نفسها بذراعيها
أما هو فتمتم في نفسه
” عايزني اتجوزها ، تمام . “
عندما دخل مراد بيه الغرفة ارتمى على سرير ابنه وقد انهار باكيا ، أوقفه حسام قائلا
” بلاش دموع يابابا “
” دي دموع فرح لانك رجعت بالسلامة ، انا كان فضلي شويه واتجنن عليك “
” ماتخفش، انا كويس، بابا عايز اقلك اني مرتاح ، ولو خد صاحب الامانه أمانتو حكون مبسوط . أنا مش خايف “
” والكلام ده بمناسبة ايه ان شاء الله ، ماانت كويس اهو”
” بابا ، بلاش ، تتأمل ، أنا عارف ، بس وغلاوتك عندي شد حيلك ، أنا عايز كده ، انا حرتاح كده. “
” بعد الشر عليك يا حبيبي “
” بابا انا عايز منك حاجه “
” عينيا “
” انا طلبت من نبيل يتجوز رشا لما اموت “
انتفض من مكانه ” انت اتجننت. لا انت بتهزر ، ابدا مستحيل “
” بس انا عايز كده “
وانا مش موافق “
” ده لمصلحة رشا يابابا “
” مصلحة رشا تتجوز وحش ، أله زي أخوك ؟ وذنبها ايه المسكينه ؟”
” بابا رشا مالهاش حد ، ولو انا مت هي هترجع تعيش في بيتها لواحدها وهتبقى وحيده “
” مش حخليها تروح ، هتعيش معايا ، ححميها ، دي بنتي !”
” ماينفعش ، نبيل معاك في البيت “
” مانا طردتو ومش حخليه يقربلها ولا يقرب البيت تاني “
” ولو جراتلك حاجه ، حيجرى فيها ايه ؟ حتبقى فريسه سهلة “
” فكّر بحاجه تانيه ، نبيل لا ، دا مش بني ادم ، حيعذبها “
” اطمن ، نبيل مش حيعذبها ، حتساعدو حيساعدها ، انت بس وافق . “
” ابدا “
” حتى لو كان دا طلبي الاخير “
” انت بتتكلم كده ليه ، انت حتعيش سامعني ، حتعيش و تحمي رشا بنفسك و حتساعدها تداوي جراحها “
” اللي جرحك مش ممكن يداويك ، لانو هيفكرك كل يوم بالوجع ودا هيعذبك ، حيقتلك . لا انت عارف تسامح وتحب وتتعايش ولا انت عارف تنسى وتتجاوز”
” والمطلوب ؟ ” قالها باستسلام
” حاول تقنع رشا ، كلمها واقنعها انها من مصلحتها تتجوز نبيل “
” حاضر ححاول بس ماظمنشي انها توافق “
” عشان خاطري اقنعها . هي هتتجوزو لما انت لاقدر الله جراتلك حاجه ، “.
صمت قليلا ، ثم نظر لوالده مطولا وقال
” بابا، أنا بحبك ، وانا فخور انك ابويا . و بشكرك لانك وفي قمة ساخافاتي ، مابطلتش تأمن اني حتغير. .”
“انت ابني ومن لحمي ودمي ، حفضل جمبك واحميك مهما جرى . “
” بابا ، يا ريت تسامحني ، عن اي سوء تصرف من ناحيتي، وادعيلي ..” غصّ بدموع تهدد بالنزول ” ادعيلي ان ربنا يغفرلي “
” بدعيلك ياابني والنبي بادعيلك كل يوم “
” الحمد للله. بابا ، ممكن تنادي رشا ؟”
” وحشتك مش كده هههه . اصلها دومعها مانشفتش من ساعة ماجات “
تألم لسماع هذا لم يرد أن يكون سببا لحزنها. غادر والده ، لتدخل رشا بعد لحظات . وعندما رأها ابتسم تلقائيا وبقي يرمقها بنظرات معبرة .
أما هي فمسحت دموعها بكفيها واقتربت ثم جلست على الكرسي و قالت
” الحمد للله ، انت كويس؟، شد حيلك وحتطلع من هنا “
” خلاص ، بقيت كويس . انت كويسه ؟”
تعجبت من سؤاله لكنها أجابت ببراءة رشا المعتاده
لا ، انا مش كويسه وانت تعبان “
نظر لها بحب وأردف ” مش تعبان ، بس باختبر قد ايه بتحبوني “
” اوعا تخضنا عليك تاني !”
” مش بايدي ، أنا مش ممكن أخوفك حتى لو كنت بموت “
” بعد الشر عنك، ماتقلشي كده ” وبدأت تبكي
” ششش … خلاص “
تمالكت نفسها ، ولكنها لم تستطع ان تتمالك دموعها التي لم تتوقف.
” رشا والنبي خلاص، ماعتش قادر اشوف دموعك.”
جففت دموعها ونظرت له ” للدرجه دي ؟ خايف على دموعي ؟”
” وللدرجه دي خايفه عليا ؟”
سكتا مطولا ، ونظرا الى بعضهما ، قطع حسام الصمت قائلا : ” سامحيني ، سامحيني عن ثقتك اللي كسرتها و كوابيسك اللي مش بتسيبك و فرحتك اللي اخدتها و حياتك اللي دمرتها”
وضعت يدها على شفتيه ، ” شششش.. خلاص مسامحاك “
” ماتسامحينيش عشان انا تعبان ، سامحيني عشان انت حاسه كده “
” وانا كنت باعنبرك عبقري ههههه “
” قصدك ايه؟”
” سامحتك من يوم ماحسيت انك فعلا عايز تتغير ، سامحتك لما حسيت ان حسام بتاع زمان رجعلي تاني”
” الحمد والشكر للله .”
“ونعمه بالله”
” رشا ، انا اسف كمان ، “
” اعلى ايه كمان “
” لاني حسيبك وامشي “
صاعقة حلّت عليها ، لن يتركها الان ، ليس بعد ان قررا ان يتخذا طريق المغفرة والحياة
” ” اوعى تقل كده ، قلتلك مسمحاك و حتغير ، بحاول اتغير مش ضروري تروح”
” دا طلب طلبتو من زمان و دلوقت حخدو ، ماتزعليش “
” حطلقني ؟”
” ههههه ابدا ، مش ممكن اطلقك “
” تمشي تروح فين….” هنا فهمت القصة لم يكن يتحدث عن طلاق بل عن رحيل دائم . شهقت و انتفضت من مكانها
” رشا ، رشا بصيلي ، “
” انت انسان اناني ومابتفكرش غير في نفسك ..” تراجع صوتها ” حتسبني ، حتسبني زيهم “
” وعشان كده بعتذرلك . اسف . بس انا مش حسيبك ، حفضل جمبك احميكي و اطمن عليك “
” ازاي ؟ ازاي حتحميني واتخليني ارجع زي زمان وانت … وانت ..” لم تقدر على اكمال الجملة
” وانا عند ربنا .. ما تخافيش. انا حضمنلك انك تبقي محمية “
” بابا مراد حيفضل معايا “
” ايوا .. و كمان “
” ايه ؟ “
” بابا موجود وحيحميكي ، و حيخلي بالو منك . بس بابا مش حيعيش عمر تاني “
” قصدك ايه ؟”
” لما بابا تجرالو حاجه “
قاطعته مزمجرة ” بعد الشر عليه”
أكمل بنفس واحد كي لا تقاطعه مرة اخرى ” ، او يموت عايزاك تتجوزي نبيل “
شهقت وحملقت به مطولا
” انت بتقول ايه ؟ مستحيل “





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى