Uncategorized

رواية اكرهك الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf


رواية اكرهك الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم ميريام عريفه

الحلقة 22
” اطلع برا ! انت ايه جابك هنا ! برا ! برا !”
لم يفهم لما تصرخ ؛ فقط انتبه لنظراتها اليه. حسنا سيغادر ، لم يكن عليه التوقف أساسا ، فلتصرخ كما تشاء . تركها وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه ، حمل حقيبته من الأرض و اتجه لغرفته .
——————————————-
بقيت على حالها ثم انتفضت نحو الحمام ترجع مافي معدتها ، لا تعرف لما تعاودها هاته الكوابيس الآن ، لما عاودتها ، ولما الوحش يكتسي وجه نبيل . تعبت من التفكير ، غسلت وجهها وتوجهت مجددا لفراشها تظم رجليها كطفل بريء . خائف من الوحش تحت سريره.
عند بزوغ شمس الصباح ، حضرت نفسها و نزلت ، كالعادة هو هناك يجلس ويتناول افطاره ، اليوم لن تلقي عليه السلام ، فليذهب الى الجحيم بعد ارعابها ليلة البارحة لا يستحق منها شيئا سوى الازدراء .
أما هو فيرتشف قهوته المرّة وباله مشغول. بعد عودته الى غرفته ، بقي صوتها يتردد في اذنيه دون توقف. وكأنها أغنية عالقة في عقله تأبى التلاشي. لما يتذكر صوتها ؟ لما تصاحب صوتها دائما تلك الدقة اليتيمة .
نهض فجأة فأفزعها وحمل نفسه وذهب .
أكملت فطورها مستغربة منه. ثم توجهت لجامعتها. ——————————————-
لان بالها مشغول وكوابيسها لا تتركها ، كانت الدروس صعبة الفهم ، اشكال اليوم، الذي طرحه الدكتور ، من يتحمّل الجزاء القضائي في صورة الغش الغير متعمد في البضاعة ؟
طلب منهم الدكتور مهلة اسبوع قبل ارجاع تقاريرهم.
عادت يومها الى البيت باكية . فالعديد من الدروس اصبحت صعبة ولا تفهم . ورحل من كان يبسّط الأمور من أجلها . توجّهت الى الوردة الصفراء وراحت تبكي ” أنا مش عارفه احل الفرض ! حسقط ! حضيع حلمي وحلم حسام ! ليه سيبتني؟ ومين حيشرحلى دلوقت ؟ ” بعد ان بكت مطولا مسحت دموعها و طمأنت نفسها ” فايدي اسبوع ححاول اعتمد على نفسي ” .
——————————————-
مرّت الأيام كئيبة على رشا ، كل يوم تحاول ولا تصل الى جواب مقنع ، وحتى الانترنت والكتب التي لديها لم تساعدها. عليها أن تعرف على الأقل حالة واحدة تفسر بها الاشكال . لم تتبقى على المهلة الا يومان ، اقتنعت انها ستسقط ، ستفشل استنفذت جميع الحلول . ثم رقصت أمامها فكرة. وسرعان ما هبت واقفة
” مستحيل ، مستحيل اطلب مساعدته ، انا بخاف اتكلّم معاه حتى .” مشت خطوات ” ومين قال حيساعدني ، مش ممكن يشمت ؟ وحيساعدني ليه ؟” عادت تقيس الغرفة ذهابا وايابا ” والعمل دلوقت ، لو ماحلتش الوظيفة حسقط، ولو طلبت مساعدتو ممكن اموت من الخوف “
لن تدمّر مستقبلها وماتعبت من أجله لأنها خائفة ستجرب حضها. ستحدثه اليوم على الفطور بما ان الصباح هو الزمان الوحيد الذي تراه فيه.
وفي الصباح ، نزلت كعادتها لتجده يتناول فطوره. تساءلت في نفسها : ألا يتعب من الصمت.؟
ثم جلست
” صباح النور “
” صباح الخير ” وعاد يترشف قهوته.
عضت على شفتها ، وأكملت ” أحم.. ٱنا.. ” رفع رأسه ليسمع ماذا تريد منه .
لكنها تسمرت حين نظر اليها ، نسيت ماذا أرادت ، فنظرته تفحمها. تمالكت نفسها بعد هنيهة وأردفت
” أنا عندي وظيفه ومش قادره، مش عارفه أحلّها . ” لم يفهم لما تخبره بهذا؟اهذه طريقتها في بدء الحوار ؟ ليس لديه الوقت لهكذا تفاهات . وضع فنجان القهوة ونظر لها
” والمطلوب “
“تساعدني .”
” عايزه دروس خصوصيه ؟، تمام كلمي الاستاذ اللي عايزاه وانا حدفع”
” مكنشي قصدي كده، “
نظر لها كي تكمل
” هو بس اشكال، ممكن انت، لو مافيش مانع وماكنتش مشغول تساعدني فيه.”
الان فهم ما قصدت ، حسنا. طلب منه أخوه ان يساعدها وهي الان تطلب مساعدته ، سيفي بوعده.
” تمام، لما ارجع من الشغل. “
وتركها وغادر، لقد مرّ الأمر بسلاسة. استغربت من نفسها ، لما تخافه لهذه الدرجه ؟ هي تخاف الرجال جميعا لكنه لم ينظر لها يوما نظرة رغبة ، ولم يضايقها ومنذ ان عاد الى البيت ، لم تره اللا صباحا ، وحادثة الغرفة كيف تفسرها. صراخها أيقضه من نومه. إذا حسام كان على حق ، نبيل لن يؤذيها. وهو أيضا مرغم على هذا الاتفاق . ورغم كل هذا يتعامل معها بحذر. نفضت هذه الافكار عن رأسها فلازالت نظرة الفراغ المرعبة تفزعها.
——————————————-
دخل مكتبه. وفتح الملف امامه ، رن الهاتف
” نبيل بيه ، بتكلم عشان افكرك بميعاد اجتماع الجامعه بكره “
” شكرا ” وأغلق الهاتف ، عليه ان يفتح هذا الملف ويدرسه جيدا ، ان كان والده قد ابرم اتفاقا فعليه ان يواصل فيه ، فهو لن ينكر دهاء والده في العمل.
مرّ الوقت سريعا ودرس الملف جيدا ، عليه ان يتحظر .
نظر الى ساعته ، لن يتأخر الليلة ، فرشا . وقف تفكيره ! رشا ستنتظره اليوم كي يساعدها. لأول مرة يغير مواعيده من أجل شخص.
” مش مهم ، مش مهم “
اخذ حقيبته وغادر . عند وصوله البيت وجدها بين اوراقها تطالعهم وعيناها على وشك البكاء . . اقترب قليلا و قال ” مساء الخير “
رفعت راسها ونظرت له كأنه سينجيها ” مساء الخير “
جلس على الاريكة بعيدا عنها ، وتكلم ” انا سامعك ايه الاشكال ؟”
تكلمت رشا دون توقف ، غدا عليها ان تقدم تقريرا بثلاث اوراق والى الان لم تكتب ، لا لم تفهم شيئا.
سمعها جيدا، ثم أخذ ورقة وقلما وبدأ يفسّر لها كلمة كلمة الإشكال وفي اي باب من القانون يتنزل الجزاء القضائي. . وهي تستمع بانتباه و تركيز وحين وضع الورقة كانت قد فهمت كل شيء وأشياء أخرى لم تفهمها قبلا.
” تمام كده والا اعيد؟ “
” لا ، تمام وتمام اوي كمان ، انا بشكرك جدا ، انا ماكنتش اعرف حعمل ايه ” تكلمت وهي تنظر له بفرحة عارمة. ولكنه لايعرف كيف يُبادل نظرة بأخرى ، لذا ، نظر لها كما اعتاد بفراغ.
ابعدت نظرها عنه و أكملت ” بس الميعاد بكره وانا ماكتبتش ولا حرف ، أه يا ربي انا ليه كده ؟ حسقط خلاص ” وتمتمت في قلبها ” حسام انا اسفه “
وبصوته العادي ” امتى الميعاد ؟ “
” بكره “
” وبكره فاضلو عشر ساعات ، تقدري تكتبي وظيفتك “
نظرت له بفرحة ورجاء ” تفتكر اقدر ؟”
” الليل طويل نحنا اللي مش عارفين نستغلو ” تكلم عن تجربة فمن أدرى بطول الليل غير الذي يعيشه كل يوم منذ خمس سنين.
” ححاول ، واذا نمت ، حسقط ، حسقط “
لديه أعمال عالقة اجتماع غدا ، ظن انه سيشتغل عليه غي غرفته ، لكنه سيعمل هنا ، هو لا ينام ولن يتركها تنام .
” كلمة حسقط دي مش في محلّها. أنا كمان عندي شغل وحفضل هنا اكملو . ومش حسمحلك تنامي “
” بتشكرك جدا جدا ، ” وانغمست تكتب و تفسخ تارة وتعاود الكتابة وتتأفف عند النظر الى الساعة ، أما هو فيدرس الملف أمامه بصمت . أن تجعل الممتازين من المحاميين يتربصون عندك ليس هذا هينا ، عرف نبيل ان والده يحسب جيدا الأمور وعليه أن يدرس جيدا الملف لكي يفهم كيف ومتى يتم الأمر.
بعد سويعات رفع رأسه ليرى رشا قد اتكأت على ذراعها بين أوراقها ونامت . بقي ينظر لها. لأول مرة يشاركه أحدهم وحدته ليلا كاملا، حتى الفتيات التي يضاجعهن ،كان يطلب منهن الرحيل فور انتهائه.
تذكر كلمات أخيه ” هي كمان حتساعدك “
” مستحيل ، ياما حاولت رولا بس مين غير نتيجه . ” مدّ ملفه وظربها بلطف على رأسها كي تستفيق لن يخاطر بلمسها ، لأن تلك الدقة الغريبة ستعود.
بعد الضربة الثالثة تنحنحت رشا لتستقيم بذعر ، “خلاص خلاص ، سقطت مش كده ؟ “
” كملي ، تقريرك ، ماعدشي فاضل كتير “
مسحت عينيها كالطفل الصغير وعادت للكتابة . وفكرت في نفسها ، ألم يتعب ، فهو لم يتحرك من مكانه منذ ساعات.
بعد مجهود كبير ، أكملت رشا تقريرها وهنأت نفسها بالصراخ ” يااااااي ، مش حسقط مش حسقط ” تابعت نظراته التي تركزت للأسفل قليلا ، حيث وضعت هي يدها على يده تشدها بفرحة. رفعت عينيها اليه ثم جذبتها سريعا ، ما هذا الشعور ؟ لما ترتعش منه هو الان لايخيفها بل ساعدها .أما هو فقد زارته تلك الدقة اللعينة ، لذلك وقف مسرعا وغادر
” وانت بتلمسيه ليه ؟ غبية ! حيفكرني عايزه حاجه ” وارتجفت اوصالها خوفا الان ، عليها ان لا تجعل نبيل يفكر بها هكذا . صعدت الى غرفتها . بقي القليل على الفجر، انتظرت حتى ادت فرضها . ثم نامت لتسترجع نشاطها.
——————————————-
في الصباح ، افاقت متكاسلة ، حضرت نفسها ، نظرت الى عينيها المنتفختان جراء النوم ، اصلحت ما يمكن اصلاحه . ونزلت . وجدته كالعادة في مكانه ، لا تبدو عليه اثار السهر ، ودائما يسبقها في النهوض.
جلست مبتسمة وقالت ” صباح النور “
لم يرفع راسه وردّ ” صباح الخير “
سكتت قليلا ثم اردفت ” انا متشكره جدا جدا جدا ، لولاك كنت زماني بموت نفسي عياط لاني حسقط” نظر لها وقال ” مافيش داعي تشكريني ” وغادر.
اكملت فطورها وغادرت نحو جامعتها .
اعتادت على روتينها معه، ليس نبيل بهذا السوء . قليل الكلام و ربما لايهتم و لكنه لن يؤذيها . هكذا أحست . لن يطلب منها شيئا هي عاجزة على تقديمه.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى