Uncategorized

رواية اكرهك الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم ميريام عريفه – تحميل الرواية pdf


رواية اكرهك الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم ميريام عريفه

الحلقة 23
وصلت جامعتها . ودخلت مبتسمة بفضله لن تسقط في الفرض . عليها ان تعترف له بالجميل، ” جايز ماهوش وحش زي ماانا مفكره” .
واصلت تحرّكها ودخلت القاعة، سلّمت فرضها واثقة من نفسها وأحست بارتياح كبير وهي تتابع استاذها وتفهم كل كلمة يقولها، لقد عاد تركيزها، والفضل يعود لنبيل. لم تتخيل يوما انها ستعترف بهذا. انتهت المحاضرة وغادرت. مازال امامها محاضرة اخرى لساعتين ، وبعدها ، حسنا ستحضر شيئا لنبيل كعربون شكر ، ستحضر شيز كايك، عقدت عزمها. وفي طريقها الى المدرّج اين تقام المحاضرة . لمحت جمعا من الفتيات ينظرن بأعين مندهشة نحو مكان أو بالأحرى شخص ما.
” ايه الشياكه دي “
” يخرب بيتو ، في رجاله لسه بالحضور البارز ده ؟”
” لا لا مش قدره ، مين ده ؟”
” جايز يكون معيد جديد للجامعه “
” يا شيخه مش شيفه عربيتو ومشيتو ؟ تقول مالك الدنيا وما فيها “
” اشارة بس واروحلو ، ده ايه؟”
استمعت للتعاليق دون اهتمام، سخرت منهم ، لما يهتمون بالمظاهر ، فالمظاهر خداعة وماحصل لها قبلا دليل على ذلك، تجاوزتهم دون الاهتمام كثيرا لصاحب هذا الاهتمام . خطت بضع خطوات الى الأمام حين أحست بذاك الشعور الذي يعتريها حين ينظر لها. لكن من المستحيتستفرغكون هنا . ليس له اي علاقة بجامعتها. لذلك نهرت نفسها ” رشا . بت انت اتجننت والا ايه ؟ بطلي خوف، مش ممكن يكون هنا “
وعندما رفعت رأسها لتتقدم وجدته واقفا امامها مع شخص من ادارة الجامعة . توقفت فورا، لما أتى ؟ كان يبادلها نفس النظرة .فعندما رفع نظره وجدها تتقدم دون ان تنتبه له، عرف لما ظن اسم الجامعة معروفا فقد أتى قبلا .
وعندما رفعت رأسها ونظرت له، عادت نظرة الخوف في عينيها. وقف الاثنان ينظران لبعضهما. وأحسّ جمع الفتيات ان هناك صلة بينهما و عزمن على معرفتها. اما رشا فسارعت بخطواتها وانطلقت الى المدرّج.
بدأت محاضرتها ولم ترد ان تفكر لما هو هنا ، فيكفيها اضطرابها. حاولت التركيز جيدا ، وفي منتصف المحاضرة نسيت كليا الأمر فما يقوله الدكتور له علاقة بالامتحان النهائي الذي لم يتبقى له الكثير. هنا دخل مدير الجامعة وبعد ان تكلّم على انفراد مع الدكتور ، تغيرت تعابير وجه الاخير وتحولت الى الابتسام . خرج المدير ، ليلتفت الدكتور مخاطبا طَلبته
” انا مظطر أوقّف المحاضرة حدّ هنا ، في زائر مهم لازم تتعرفو عليه وتسمعوه اصلو جاي في مصلحتكم. ” وما ان انهى كلامه حتى دلف المدير مجددا يتبعه شخصا . ليس مجددا ! هكذا فكرت رشا . كان هو يمشي وراء المدير بثقة و كاريزما جعلت فتيات الدفعة يشهقنا اعجابا و الأولاد يزفرون تأففا.
استهل المدير الكلام
” السلام عليكم، اسف اني بقاطع محاضرتكم بس كان لازم تسمعو الخبر ده . زي كل سنه ، شركة حسين بتطلب ملفات الطلبة اللي حيتخرجو وتدرسهم وفي الأخير بتختار تلاته تسمحلهم يعدو فترة التربص ) internship ) بتاعهم عندها . وفي الاخير تختار واحد بس عشان تظمو لفريقها القانوني. من غير ماطول في الحديث انتو فاهمين اهمية الفرصه دي كويس. “
تعالت الهمهمات في المدرّج. فرصة للتربص وفرصة للعمل ، من لا يريدها .
” دلوقت هسيب مدير شركة حسين يعرفكو بالاجراءات. ، اتفضل يا فندم “
تقدم نبيل ومعه تعالت شهقات الفتيات ، وتعالت دقات قلب رشا . أما هو فلم يرها ، تكلّم بصوت واثق وجهوري
” اهلين ، أنا زي ما حضرتكو عرفين ، نبيل حسين. مدير شركات حسين. التعاون بين شركتنا وجامعتكو مستمر من خمس سنين. ومن خلال الفرصة دي نحنا بنشجع الطلاب عالدراسة والتفوق. شركتنا عايزه الأحسن . وأنا واثق انكو فمستوى توقعتنا. شكرا “
ونزل من المنصة حين تعال التصفيق، فقد تحمس جميع الطلبة لهذه الفرصة . أما رشا فبقيت على حالها تراقب مغادرته بصمت.
” يا جماعه ، عارف انكو متحمسين اوي، عشان كده فيكو تروحو المحاضرة خلصت للنهارده. “
غادر الدكتور ومعه مجموعات الطلبة ، ولازالت رشا تحت تاثير الصدمة حين اقتربت منها مجموعة من الفتيات
” انت تعرفي نبيل حسين ؟”
رفعت رأسها وارتجفت لسماع صوتها ، وكأن السؤال تهمة عليها نكرانها اجابت بسرعة
” لا “
” اصلو يعني ، مابصش لحد ، وضل باصصلك كأنو يعرفك .”
” ابدا وانا اعرفو منين ” وقالت في نفسها ” بس جوزي “
” امم يمكن ، مع اني يعني مش مصدقه”
يكفيها كلاما عنه، فقد بدأ صدرها يضيق.
” وانا يهمني ايه ، اقتنعت والا لا. ؟”
” وانت بتصرخي ليه ؟ “
” جايز صحبتيه زمان “
” لا لا يا توتا ، مش معقول تصدقي ، انت شايفاها عامله ازاي؟ ده هو قمر بحالو ، بيبصي لدي ؟ “
تعالت ضحكاتهم ولم تستطع رشا التحكم في نفسها اكثر . ثواني وتنزل دموعها. انطلقت مسرعة لتغادر ، لن يكون السائق هنا، عليها ان تكلمه. اتصلت به وأكدت ان يحضر بسرعة لان محاضرتها قد انتهت.
كانت مسرعة بطريقة غريبة ، حتى أدم الذي كان واقفا على مقربة منها رآى دموعها التي خانتها وبدأت في النزول، ودّ لو انطلق لها يحضنها . وبقي يتتبعها في طريقها الى بوابة الجامعة ، فهي لن تنتظر دقيقة اخرى هنا. تبعها مسرعا ليطمأن وعله يجد فرصة ليكلّمها.
كانت مسرعة ومشوشة الرؤية بفضل الدموع. فمرّت بجانبه دون ان تراه . اما هو فعندما رآها مسرعة وتمسح دمعها من بعيد تسمّر في مكانه وتلك الدقة اللعينة عادت. ولكنها مرت بجانبه دون النظر اليه. عندما تجاوزته لم يعرف كيف امتدت يده وأوقفتها. تسمّرت هي في مكانها هناك يد تمسكها وتوقفها، تعرّف جسدها على هذه اللمسة ، فجذبت يدها سريعا وحضنت نفسها ونظرات الحزن تملؤ عينيها. ولازالت عيناها تسبح في بحر من الدموع.
” سيبني ، واياك تلمسني تاني ، انت فاهم “
كعادته نظر لها لا يفهم ، وبلا مبالاة . وتكلّم بصورة عاديه .
” انا مروّح، اخدك في سكتي ؟”كان سؤاله عاديا . فهو سيعود الى البيت بها او بدونها. ولكنه عندما راى عينيها الباكيتين تذكّر كلام اخيه ” انت حتحميها “. لذلك بدى له ان أخذها معه فهو سيتّبع توصيات اخيه.
” لا مش عايزه اي حاجه منك ، سيبني واطلع من حياتي بقى “
التفت وصعد في سيارته وتركها. سألها ورفضت. ليس هناك داعٍ للبقاء . اما هي فانتظرت قدوم السائق، عليها ان تستفرغ
الان فشعور الغثيان يقتلها.
تقدم منها ادم بعد ان راى كل شيء
” انت كويسه ؟”
” سيبني ، وماتقربش ” وابتعدت خطوتين .
” انا بس عايز اطمن عليك ” واقترب منها
ارتعدت اوصالها وبدأ جسدها بالارتجاف ” اوعا تقرب مني، خليك مكانك ، ماتقربش ، ماتقربش “
هنا غضب ادم ، فمنذ قليل تقف مع هذا الثري وتسمح له بان يلمسها بل وتتحدث معه وكانها تعرفه .
” ليه ، مابتقربيش الا للي عندهم فلوس؟ انا كمان عندي ! عادي يعني تقدري تفيدي وتستفيدي “
الى هنا وكفى انفجرت باكية امامه. لما تُظلم وتضطر لسماع كلام مهين. أنقضها من نوبة الهستيريا قدوم السائق الذي ترجّل فورا وساعدها على الصعود دون لمسها لأنها ظلت تردد ” ماتلمسنيش “
وصلت البيت في حالة يرثى لها، صعدت غرفتها ، وأخذت تكسر كل شيء امامها وخاصة المرايا ، ” انتو بتذكروني قد ايه انا خسرت. مش عايزه اشوف حاجه. انا تعبت منهم ،” وظلت تكسّر ما يصادفها.
في غرفته مستلق على فراشه ، وفجأة سمع صوت الصراخ والبكاء والتحطيم. عليه أن يذهب اليها قبلا كان صراخ فقط اما الان فالأمور لا تبشر بخير ، فهي ستؤذي نفسها حتما وعليه ان يحميها كما وعد أخيه
انطلق نحو الغرفة ليجد فوضى عارمة ورشا في وسطها تصرخ وتبكي وتحطم كل شيئ ،
” كل بسببو ! مانا كنت كويسه ، هو جاي ليه ؟ هو السبب ” رفعت عينيها لتجده واقفا هناك ينظر لها . فانطلقت نحوه ، هو لم يرى قطعة الزجاج في يدها عندما هاجمته
” انت السبب، انت السبب ، هو كان عايز يقربلي وانت السبب! ” لم يفهم ماذا تقصد. عن ماذا تتحدث
رفعت الزجاج بيدها ، فمسكها بذراعيه وحاول تخليصها منه لانه سيؤذيها قبل ان يؤذيه.
لكنها لم تكف عن المحاولة صارخة ” هو كان عايز … كان عايز يلمسني ، انا مستحيل ارجع تاني .. مستحيل وانت السبب ، عشان حضرتك لمستني هو كمان كان عايز يلمسني ويأذيني. انت السب..”
صمتت وكفت عن التحرّك ، تنفس هو اخيرا، فمن الصعب السيطرة على شخص وهو في حالة هستيريا ، لكنه استغرب من توقفها فجأة. نظر لها وجدها تنظر الى نقطة معينة تبع نظراتها ليرى ان الدماء قد زينت قميصه . نظر لها فورا، لن يخلف بوعد اخيه . اما هي ففور رؤيتها للدماء تسمرت واسقطنت الزجاج من يدها . اخذ يديها المرتجفتان يتفحصهما ، لن يخلف بوعده. ولكنه لم يجد شيئا . دماء من هذه اذا ؟
رفع قميصه ليجد جرحا في يده ينزف . هنا اندفعت رشا بين دموعها
“انا اسفة، انا اسفه ، انت كويس ، انا اسفة “
” خلاص ، مافيش حاجه “
نظرت اليه عيناه لا يعكسان ألما رغم عمق الجرح ، لا يظهر عليه الألم . ماهذا؟.
” انت عايز دكتور، انا اسفه ، انا اسفه ” وبدأت نوبة بكائها التي لم تنتهي اللا حين تكلم نبيل
” قلت مافيش حاجه، ” وتركها وغادر .
انهارت على الارض باكيه. وبعد سويعات ، حين تاكدت من ان ثورتها قد انتهت وبعد استفراغها مطولا اخذت حماما ، لتخرج وتجد كريمة تنظف الفوضى
” انا اسفه ، تعبتك “
” ولا يهمك يا بنتي، المهم ، انت كويسه ؟”
” ايوا ” كذبت . عيناها تؤلمانها من البكاء و حلقها يؤلمها من الاستفراغ والصراخ . ويدها اليمنى تؤلمها بسبب الجرح من الزجاج.
” نبيل لسه هنا “
” ماعرفش ، نبيل بيه مالوش وقت معين “
خرجت من غرفتها، عليها ان تسأل عن حاله. استشاطت غضبا منه وهجمت عليه، لكن عندما عاد اليها رشدها لم يكن هو السبب في شيء ، لم يدري اساسا انها ستكون هناك، للمرة الثانية تفرغ جام غضبها فيه وهو لا يتكلم فقط يتحمل شتيمتها والان هجومها. وصلت الى باب غرفته وطرقت الباب. لأول مرة تقف هنا. لاول مرة ستدخل هنا.





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى