Uncategorized

رواية افراح منقوصة الفصل الحادي عشر 11 بقلم امل صالح – تحميل الرواية pdf


رواية افراح منقوصة الفصل الحادي عشر 11 بقلم امل صالح

قالت فاتن آخر كلمة توقع نديم تخرج منها: طلقني…
بصلها نديم بصمت وعدم استيعاب لفترة، كلمة واحدة قالتها لكن عقله مش عارف يترجمها، مش لأجل الطلب اللي بتطلبه، بس لأن اللي بتطلب هي فاتن!
واقفة قدامه برغم حالتها المزرية إلا إنها كانت متماسكة، عينيها فيها شيء جديد عليها … وعليه وعلى الكل؛ عينيها فيه قوة وجمود رهيب، رغم الدموع اللي متجمعة فيها.
حرك رأسه حركة صغيرة تكاد تكون ملحوظة أو مرئية، بتلقائية نتيجة عدم استيعابه، بص لأهلها المتجمعين حواليها بنظرات تايهة، عايز يشوف وش واحد بس منهم معترض أو مساند ليه، لكن الكل كانوا بيبصوله بنفس النظرة ونفس التعابير، الكُل على ما يبدو مساندها، الكُل شايفينه السيء! بدون ما يسمعوه!
هو أصلا مش ملاحق، كل المشاكل نازلة فوق دماغه واحدة ورا التانية بدون ما تديله فرصة يستوعب اللي بيحصل.
رجع تاني يبصلها، عينه نزلت لكفوفها اللي ضاغطاهم بقوة، بعدين مرت بجسمها المشدود إلى أن ثبتت على عينها الحمرا والمليانة دموع، ماسكة نفسها وعياطها بالعافية، هو عارفها … دي فاتن!
ممكن تكون زعلانة منه عشان مسألش عنها الكام يوم اللي فاتوا وماستفسرش عن سبب إنها مِشَت وسابت البيت، وحقها … لكن لما تسمعه وتعرف مَدى الضغط اللي على أكتافه وعدم قدرته على التحمل هتتراضى.
ده اللي كان بيدور في بال نديم، مفكر الموضوع سهل وبسيط وهيخلص بكام كلمة منه زي العادة، محسبش حساب جنينها اللي كانت طايرة بيه!
طايرة بيه عشانه هو، مش عشانها هي حتى!!
كانت شايلة اختبار الحمل في دولابها من بداية الجواز، كلامه عن رغبته في الحصول على بنوتة يدللها ويخليها أميرة ماما وبابا خلاها هي كمان عايزة نفس البنوتة، بس عشانه هو … عشان تشوف نفس لمعة عينيه اللي كان بيحكي بيها عن المعاملة والدلع اللي هيكونوا لحبيبة بابا وبس!
فرحت عشان بس تخيلت فرحته، وهو؟!!
سابها 3 أيام بدون ما يسأل عنها أو عن أي حاجة تخص اليوم، ماهموش غير أبوه.
مش بتلومه، ده أبوه!
بس في نفس الوقت هو عارف أبوه ده إيه، وشخصيته عاملة إزاي، وقَد إيه هو شخص مؤذي، كان المفروض لما يهدى بعد اللي عمله سراج وبعد ما إتطمن على أبوه يفكر..
يفهم إن أبوه عمل حاجة تاني،
يتكلم ويسأل!
_ فاتن، أنا مكنتش أعرف حاجة … صدقيني مكنتش عارف ولسة حالًا غادة قالتلي، جيت على طول لما عرفت..
كان هيرد عليه سراج، مش متوقع رد أخته اللي ممكن يجلطه! شايف إنها لو اتكلمت هتبوظ الدنيا زي ما سبق وعملت.
لكن رد فاتن اللي جه فوري بصوت ساخر تخطى نبرة صوته علوًا خلاه يسكت، ويسمع:
_ لأ كتر ألف خيرَك يا باشمهندس نديم والله، عرفت وجيت على طول! جدع والله…
تلاشت السخرية والتريقة من نبرة صوتها وكملت هي بنفس الصوت العالي القوي:
_ وكنت فين أنت الأربع أيام اللي فاتوا؟؟ كنت فين لما ودوني الاستقبال وقعدت يوم كامل في المستشفى؟؟
ونزلت دموعها اللي فضلت حبساهم بالقوة من عيونها وهي بتكمل بصوت اختلط فيه البكا بالغضب:
_ قعدت 3 أيام عيني بتتحرك على الباب والتلفون، هيرن عشان يتطمن عليّا أهو، هيدخل عشان ياخدني معاه ونروح بيتنا ويعتذر عن اللي عمله أبوه، هيتصل عشان يشوف أنا روحت فين ولا اختفيت ليه، هيجي عشان أحكيله عن قهرتي بالفرحة اللي مكملتش بحملي…
حركت ايدها في الهوا بعصبية خلت جسمها يترعش: كان قدامَك بدل الفرصة مليون يا نديم، كل ثانية عدت عليك في اليوم الواحد كان ممكن تتصل على الأقل مرة واحدة تشوف الكلبة اللي أنت متجوزها دي عاملة إيه…
هِدىٰ صوتها وهي بتختم: بس لأ … أنت عديت الأيام دي كلها وأنت مش مكلف نفسك حتى تعرف أسباب اليوم، عملت قصة في دماغك وصدقتها ومشيت دنيتَك عليها، وتولع فاتن بقى..
وقصاد ثورة جنونها – اللي خليته مصدوم – مقدرش يفضل هادي، مقدرش يفضل ساكت ويتقبل كل ده بصمت، هو كمان كان بيعاني زيها، بس بشكل مختلف!
_ قصة إيه؟؟ أنتوا مفيش حد حاسس باللي أنا حاسس بيه ولا بمر بيه، أنا واحد مطلوب مني أرضي أبويا اللي مش طايق مراتي وبيسيء ليها وأرضي مراتي وأهلها اللي مش بيطيقوا أبويا…
وقرب كام خطوة منها بعصبية:
_ عايزاني أعمل إيه وأنا شايف أخوكِ نازل ضرب في أبويا جوة بيته؟!! أعمل إيه وأنا شايف أبويا سايح في دمـ.ـه وبيطلع في الروح قصاد عيني، آخده بالحضن وأقوله خلاص يا سراج حصل خير؟؟
وشاور على الأرض وهو بيكمل: أبويا تحت بيموت بالمعنى الحرفي هسيبه وأطلع أتناقش في اللي حصل وأعرف هو عمل إيه؟؟ ده لو واحد كافر هيصعب عليّا، ما بالك بمنظره ودماغه مفتوحة والـ.ـدم طالع من كل حتة منه!
فرد ايديه قصاده وزعق بنفاذ صبر ووشه بقى أحمر لشدة انفعاله:
_ حرام والله يا فاتن اللي بيحصل فيّا ده، أنا واحد لسة طافح د.م قلبي من ٤ شهور بس عشان أخلص شقتنا، قبلها فضلت 3 سنين كاملين بجري وألف وأروح وآجي عشان أعملها وأخليها على سنجة عشرة عشان خاطرِك، دفعت اللي ورايا وقدامي وخلصت كل اللي معايا فيها واتجوزت وقعدت مع مراتي شهر واحد بس عشان بعدها أطلع أغرب في بلد لا أعرف حد فيه ولا حد يعرفني عشان خاطرِك أنتِ، عشان ماخلكيش محتاجة حاجة ولا تحتاجي لحد غيري، شهر كامل هناك بدور بس على شغل، بتذلل للشركات عشان يوافقوا يعينوني وما صدقت لقيت شغل كويس، الاقيكم منزلني بعدها بشهر عشان مشاكل بينك وبين أبويا، حليتها وخلص الموضوع، وياريتها رِسَت على كدا … دلوقتي مصيبة تاني بسببه وكانت هتنتهي بموته…
وقف ينهج بسرعة وصدره بيعلىٰ ويوطى بإنفعال، قبل ما يسألها بصوت ماعرفش يداري منه وجعه:
_ وآخرها … عايزة تتطلقي؟؟!
أهلها من حواليهم كانوا انسحبوا من فترة، تركوهم لوحدهم عشان كل واحد يقول اللي عنده، وده طبعًا بعد ما شَد السيد سراج ابنه بالعافية، اللي كان متبت رجله في الأرض ورافض يتحرك بعند!
ماردتش عليه فاتن، فكمل بنفس العصبية بعد فاض بيه ومبقاش قادر يستحمل لوم الكل:
_ مجاش في بالِك في لحظة من لحظات الأربع أيام دول إني أصلا معرفش إنِك كنتِ حامل أو أجهضتِ؟؟ مجاش في بالك إني معرفش باللي عمله معاكِ يومها؟؟
رجعت تصرخ في وشه من تاني:
_ وهتعرف إزاي؟ هتعرف إزاي وأنت ماتصلتش مرة واحدة حد بالغلط؟؟ ومين هيقولك ولا يعرفَك؟؟ مجدي أخوك؟؟ مجدي أخوك اللي أبوك كان يهزق فيا في الراحة والجاية وهو واقف محله سر!
وعينها وسعت بتعجب وهي بتتابع:
_ ده يوم ما وقفني على السلم آخر مرة كان مجدي واقف وراه هو ومراته ومحدش فيهم نطق! مقالوش عيب حتى! مفكرش يمد ايده ويشيل ايد أبوك اللي كانت بتعصر دراعي…
زعق نديم في المقابل وهو بيرد عليها:
_ وعرفت! عرفت وسيبت كل حاجة وجيتلك عشان أسمعِك وأنا عارف إني غلطان، جاي عشان أعتذر وأسمع وأتكلم، جاي وأنا ربنا وحده يعلم بحالي وباللي فيا وإن حتى نفسي اللي بتنفسه بقى تقيل على قلبي، ألاقي أول حاجة في وشي طلقني!! ده اللي ربنا قدرِك عليه؟؟ بدل ما نقعد … نتكلم ونتعاتب ونتخانق وترسى بينا سوا في الآخر عايزة تغرقينا فيها؟!!
_ أنا مبقتش مستحملة العيشة هناك، افهمني بقى!!
ولا طايقة أبوك ولا طايقة الحتة ولا طايقة أدخلها تاني، كل حتة في البيت كله ليها ذكرى وحشة معايا، بداية من شقة أبوك لحد شقتنا، كل سلمة بطلعها بتفكرني بحاجة وكل ركن في الشقة بيفكرني بحاجة، آخرهم لحظة نزول البيبي..
مبقتش قادرة تستحمل،
ولا رجليها عارفة تشيلها،
انهارت وقعدت على الكنبة وراها وكملت بعياط هيستيري:
_ أنا مبقتش أنا، أنا بقيت حد أنا مش بس اللي حواليا مش فاهمينه ولا عارفينه، حتى أنا مبقتش عارفاني، أنا مش فاتن ولا عارفة أنا مين حتى!
وفضل هو واقف مكانه،
ايديه الإتنين في نهاية خصره،
بيبصلها بصمت وهي بتعيط.
رفعت راسها ومسحت وشها ورجعت تتكلم بعد دقيقة من الصمت:
_ بس أنت عارف، أنا استاهل اللي بيحصلي، أبوك مش السبب، أنا السبب … أنا اللي سمحتله من الأول يتخطى حدوده معايا، أنا اللي اديته الفرصة يغلط ويهين ويمد ايده..
كملت وهي بتشاور على نفسها:
_ لو كنت وقفتله من البداية مكنش تمادى، لو كنت عرفت أهلي من أول موقف مكنش تجرأ ومَد ايده عليا، شافني حتة عيلة عبيطة بتاخد على دماغها ومش بتنطق، عجبته اللعبة قال يتسلى، وحقه!
وكملت بقسوة غريبة:
_ وربي وما أعبد أنا لو شوفته قدامي لخليه يندم على كل كلمة وكل لمسة، والله لأكون مخلصة عليه..
وقامت وقفت بدون كلمة زيادة، دخلت أوضة النوم الخاصة بيها في بيت أبوها ورزعت الباب وراها بعنف، وهو فضل واقف مكانه لدقيقة، بيحاول يجمع ويستوعب قبل ما يتحرك هو كمان ويلف ويخرج من المكان بعد ما رزع هو كمان باب الشقة وراه!
*******************
عدى كمان يومين بعد اليوم ده، الإتنين ساكتين ومحدش فيهم بادر بأي خطوة تجاه التاني، أهلها في البيت بيتحاشوا الكلام معاها بخصوص اليوم واللي حصل فيها من مواجهة بينها وبين نديم، محدش بيذكر الموضوع وكأنه لم يكن..
حتى قرارها بالطلاق مكنتش متكلمة عنه مع أي حد من أهلها، ومارجعتش اتكلمت فيه تاني، وكأنها كانت كلمة خرجت في لحظة غضب استرجعت فيها وجعها من عدم سؤاله كل الأيام دي، كلمة رغم تُقلها على قلبه وقلبه وعليهم الإتنين إلا إنها كانت مهمة!
عشان تحصل المواجهة اللي حصلت، وعشان اللي كان عنده حاجة مش عارف يبوح بيها يقولها، عشان كل طرف يراجع نفسه ويهدى.
وقف سراج ورا باب أوضتها وخبط: فاتن .. صاحية؟
_ تعالى يا سراج.
قالتها وهي بتتعدل، دخل وقف قصادها واتكلم بدون ما يقعد حتى وبدون أي مقدمات:
_ قومي البسي عشان نروح البيت عند نديم.
بصتله بحاجبين معقودين بعدم فهم، عيونها وسعت شوية من الصدمة اللي خليتها بتبصله بصمت من كلامه، فرجع يتكلم بغموض وكلام ذي مغزى:
_ مختار رجع بيته..
_ عايز إيه يا سراج؟؟ نروح نعمل ايه؟؟ تقـ.ـتله بجد وتودي نفسك في داهية…
شاورت على باب أوضتها بقلة حيلة: اطلع يا سراج ربنا يهديك، اطلع أبوك على تكة ويروح يبلغ عنك بسبب عمايلك.
مسك ايدها وشدها من على السرير بالغصب وهو بيتكلم بهدوء رغم كل ده: أبوكِ عارف وموافق، ومتخافيش أنا مش هاجي جنبه ولا هعمله حاجة….
وبصلها بعيون ضيقة واتكلم بغموض مريب: أنتِ اللي هتعملي.
شدت ايدها من ايده بعنف: ســراج! اعقل بالله عليك واقعد ساكت، لا أنت هتعمل ولا أنا هعمل، سيبني باللي فيّا..
فزعق: وعشان اللي فيكِ هتلبسي وتيجي معايا يا فاتن، وحياة أمك لو ما لبستي خلال نص ساعة لأشيلك وأنزل بيكِ كدا، أنا عقلي تعبان وأعملها…
وكمل وهو بيضغط على كل كلمة وحرف وكأنه بيحفظها الكلام: هتيجي معايا، وهتدخلي بدون ما تتهز فيكِ شعرة واحدة، هتقفي قدامه وتقوليله حمد الله على السلامة يا حج مختار، وهتقعدي معاه تقولي كل اللي نفسِك فيه…
واتنهد وهو بيحرك ايده بلامبالاة وكأنه بيديها حرية الاختيار: ياستي لو حبيتِ تشرحي عملي عليه براحتِك، شوفتي أنا ديمقراطي إزاي!
وماتعرفش إزاي قدر يقنعها،
أو إزاي لقت نفسها فجأة قدام البيت!
ضغطت على كف سراج اللي كان متمسك بايدها وهي حاسة بقبضة في قلبها، لفها ليه وبصلها بحدة توازي حدة ملامحه وخشونة صوته لما اتكلم:
_ والله يا فاتن لو عملتِ أي حاجة هبلة جوة لأكون لازق وشك في الحيطة، ده واحد أذاكِ وأهانِك وعمل عمايل سودا، يعني هو اللي يقف عينه في الأرض مش أنتِ!
فهمست برجاء: يا سراج!
رجع يبص قدامه بعد ما مسك ايدها واتحرك لقدام ناحية البوابة، زقها بايده ودخل بدون ما يبصلها تاني، وهي بلعت ريقها وهي بتحاول تقنع نفسها الجبانة بكلام أخوها.
مختار الجاني وأنتِ المجني عليها يا مختلة!
فوقي!
كان باب شقة مختار مفتوح، وفي دوشة جاية من جوة؛ بصتله بصدمة وقالت: يخربيتك يا سراج ده شكله لسة واصل، أنت بتهبب إيه يخربيت شكلك!!
_ ملكيش دعوة أنتِ…
دخلوا الإتنين، وهي من جواها بتتمنى ماتشوفش نديم، من آخر مواجهة بينهم وهي مش عارفة تتصرف إزاي تاني لما تشوفه، فكرت كتير إزاي هتكون رد فعلها لما تشوفه، لكن ماوصلتش الحل…
وما ينال المرء كل ما يريد،
كان وش نديم أول وش شافته لما حطت رجلها جوة الشقة،
واقف ماسك أكياس أبوه وبيبصلها بصدمة ودهشة من وجودها..
مواجهة جديدة؟؟
أم خاتمة لقصتهما تليق بهما؟؟



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى