رواية الوعد والرحيل الفصل العاشر 10 بقلم حمدي محمد – تحميل الرواية pdf

رواية الوعد والرحيل الفصل العاشر 10 بقلم حمدي محمد
اسد فضل مصدوم ومش مصدق
ووقع علي الارض من الصدمه
رجليه ما شالتهوش
والدنيا اسودت في وشه
ضربات قلبه بتتسارع والدم في جسمه بيغلي
وعقله اتوقف عن التفكير
اخده الدكتور لمكتبه.
وقال له:- بقولك ايه يا اسد. اتمالك نفسك. وافهمني كويس
ابوك الله يرحمه عزيز علينا كلنا. وموجوعين لفراقه
ولكن انت انسان مؤمن ومتعلم.
لازم تمسك نفسك
خد ابوك يا اسد واعمل له تصريح وادفنه
لو اتعمل محضر الجنازه هتطول
وهيبقي فيها سين وجيم.
ويمكن كمان يتحول للطبيب الشرعي
عاوزك تنزل تفض الصراخ اللي تحت ده
وفي هدوء تجيب معاك اتنين وتاخدو الجنازه
اسد:- حاضر يا دكتور. كتر خيرك
نزل اسد اتكلم مع شباب عيلته
وخلاهم يرجعو البلد
وخد اتنين من اعز اصحابه
وطلعو اخدو الجسمان في سيارة اسعاف
ورجعو علي البلد.
اول ما وصلو البيت.
كان الخبر وصل فاطمه.
نزل اسد ودخلو الجنازه المندره
ودخل يشوف امه.
لقي امه نايمه. والنسوان حواليها بتبكي
وهي عنيها مفتوحه. وجسمها بيترعش
وشفايفها بتتحرك.
وفي حاله صعبه
طلب اسد من الجميع يخرجو.
وقفل الباب.
وعيشه بس كانت جمب خالتها
حضن اسد امه.
وفضل يبكي.
فضلت عيشه تقوله امك تعبانه. ماينفعش كده.
ماتتعبهاش اكتر
شد حيلك. وادعيله
اسد فضل يكلم في فاطمه.
ولكنها مش بتنطق
الصدمه كانت شديده عليها جدا.
عيشه قالت له. روح شوف الجنازه واقف علي الغسل.
اسد غسل وشه من الدموع ،وخرج وراح المندره
خدو الجنازه علي المسجد
وصلو عليها
وراحو المقابر. اللي كانت مليانه بالاف الناس اللي حضرت واجب العزا.
بعد الدفنه رجع اسد الدوار ياخد العزا
كان صابر واولاده واقفين في مدخل الدوار ياخدو العزا
اما اسد فكان تعبان جدا.
وكل مايلاقي فرصه يقعد شويه من التعب.
واخر اليل. بعد ما العزا خلص.
والناس مشيت. رجع اسد البيت. ودخل عند امه
كانت استعادت عافيتها شويه بعد ما جابولها الدكتور.
دخل اسد وقفل الباب.
وقعد جمبها. فضلت فاطمه تبكي. وتبكي.
واسد حاضنها ويبكي هو كمان.
كانت بس بتقول رااااح. وتبكي.
واسد يقولها انتي مؤمنه بالله. وده قضاء ربنا.
فاطمه بصوت خافت:- فراقه يموّت يا اسد.
وجع قلبي غيابه.
اسد:- في الجنه باذن الله. هو عند اللي احسن مني ومنك.
فاطمه:- لا اله الا الله
فضل اسد جمب فاطمه يواسيها لعند مانامت من التعب.
وخرج وقفل عليها الباب. وخرج. لقي نسوان كتير من العيله قاعدين.
عيشه راحت ناحيته وقالت :- روح ناملك شويه انت.
اسد:- ليه النسوان كلها قاعده لعند دلوك
عيشه:- دول خالاتي وحريم ولاد اعمامك
لازم يباتو هنا تلات ايام علشان يواسو خالتي.
اسد:- طيب انا هروح اقعد في الدوار
عيشه:- حاول تنام. ماتقعدش للتفكير
اسد:- واذاي ينام الجسم والقلب موجوع
عيشه:- ربنا يلهمك الصبر ويريح قلبك.
راح اسد الدوار
كان شباب العيله ورجالتها متجمعين
وصابر واولاده قاعدين معاهم.
وبيتكلمو.
قعد اسد.
قال صابر:- ماسألتش يا اسد عن اللي عمل الحادثه.
اسد:- فيه سواق قابلني في المقابر وقال ان سياره جيب سوده هي اللي صدمتهم في مخرج البلد. ومن سرعتها ماعرفش ياخد النمر.
والسياره بعد الحادث ماوقفتش.
صابر:- وما عملتش ليه محضر في القسم.
رد واحد من كبار العيله. ومن المقربين لجابر
اسمه الحاج اسماعيل. وقال:- لو كنا عملنا محضر كانت اجرائات الدفن اتاخرت لعند ما يجي الطبيب الشرعي ويشرح الجثه.
اسد:- هو ايه اخبار علي ابن عمنا.
الحاج اسماعيل :- خرج من العنايه المركزه.
والدكتور مانع عنه الزياره. وبيقول هيبقي كويس.
ابقي روح الصبح يا اسد. وانت بتعمل شهادة الوفاة المستشفي. واتطمن عليه.
اسد :- باذن الله ياعمي. حاضر
صابر:- بتاع الصوان والميكرفونات. والخطيب اللي بيقرا. اديتهم الفين جنيه. بيقولو قليله.
اسد قام وطلع الفين جنيه من جيبه واداهم لعمه
.. صابر رفض وقال:- حط فلوسك في جيبك وعيب عليك اللي بتعمله ده
اسد:-فيك الخير يا عمي بس انا اللي اتفقت معاهم وانا اللي هحاسبهم.
صابر:- بقولك مش هاخد فلوس
اسد:- لازم تاخد فلوسك يا عمي
حسين:- ماتقعد ساكت وتحط فلوسك في جيبك.
اسد:- خليك في حالك يا حسين ومالكش صالح.
حسين:- يعني انت مش محترم عمك. وبتقاوح.
اسد:- لما الكبار يتكلمو ماتدخلش انت
حسين:- انت صدقت نفسك ياد وبقيت كبير.
الكبير بعد ابوك. هو ابوي. وغصب عنك تسمع كلامه.
اسد:- لم لسانك يا حسين وماتهلفطش بالكلام
حسين وقام من مكانه وقال بصوت عالي:- والله ماحد عايز يتلم غيرك.
اتقدم اسد ناحيته وقال بصوت اعلي:- بقولك مالكش صالح. انت تقعد ساكت.
قرّب منه حسين وحاول يمسك فيه.
واسد كمان راح ناحيته عايز يضربه
والكل قام يحوشهم عن بعض
وابتدي الصياح والعراك.
قام الحاج اسماعيل وفضل يصرخ فيهم وفصلهم عن بعض
وقال لصابر ياخد اولاده ويروح البيت.
وكل اللي قاعدين زعلو علي اسد.
واتدايقو من حسين ابن صابر
وفي النهايه. حكمو علي صابر واولاده يرجعو البيت.
وفضل اسد في الدوار.
وقرب الفجر. راح اسد المسجد.
وقعد جوا المسجد لوحده يفتكر ابوه ويبكي.
لعند ما عنيه غفلت من التعب.
شاف اسد وهو نايم ابوه في الحلم.
كان وشه ابيض جدا.
ولابس ابيض. وبيضحك.
صحي اسد علي صوت اذان الفجر.
قلبه متطمن من الرؤيا اللي شافها.
ولما جه صاحب ابوه الحاج اسماعيل المسجد.
اسد حكاله علي اللي شافه.
فضل الحاج اسماعيل يقوله:- ابوك طول عمره في الخير والايمان.
وكان الله يرحمه عابد زاهد.
ربنا يمتعه بالجنه ونعيمها.
بس اسمع يا اسد:- ابوك من فتره. جابلي اوراق الارض ومبلغ شاله عندي.
ماحدش يعرف بالموضوع ده خالص
ويوم وصل الامانه بتاع عمك كان هيدفع المبلغ
بس قالي استني لعند مايعرف الفلوس دي بتاعة ايه.
اسد :- ماهو عرف من عمي صابر ان فيه واحد من القاهره عايز الارض
وادي الفلوس دي لعمي واولاده علشان يسرقو العقود ويبيعو له الارض
الحاج اسماعيل:- شوف ياخي برغم عمايل عمك
ابوك ماهانش عليه. وكان هيدفعهم له
بالرغم ان عمك خد الفلوس دي علشان يأذيه
اسد:- دايما الضربه اللي بتوجع بتجيلك من قريب يا حاج اسماعيل.
الحاج اسماعيل:- عارف قبل ماتجي المندره
كان هو واولاده بيتكلمو عن الارض وتقسيم الورث
وعمك هارون زعق لهم وقالهم مش وقتو الكلام ده.
اسد:- خليني بس اشوف علي لما يخف.
واساله عن الحادث واشوف اللي عمل الحادثه علشان دماغي بتودي وتجيب
الحاج اسماعيل:- انت شاكك في حد يا اسد!
اسد:- خلينا بس نتطمن علي . علي .
وبعدها افوق لعمي وعياله
الحاج اسماعيل:- ابقي ادفع مصاريف المستشفي
علشان علي حالته علي قده
اسد:- والله كنت ناسي الموضوع ده.
قامو صلو الفجر.
وراح اسد الدوار. فضل صاحي لعند الشمس ما طلعت.
وراح المركز. عمل الاوراق.
وبعدها راح المستشفي
لما وصل ودخل الغرفه اللي فيها علي
كان علي استفاق
ولما شاف اسد فضل يبكي. لانه عرف ان جابر اتوفي.
فضل اسد جمب منه. يواسيه. ويقوله قدر الله ما شاء فعل
اهم شي انت تنتبه لصحتك. وتقوم لنا بالسلامه.
وقعد اسد جمب علي اكتر من ساعه
فجأه دخلت مرات علي وامه واولاده
سلمو علي اسد
وقال اسد:- طيب انا همشي وابقي اجيلك تاني يا علي. وانصرف
علي فضل يقول لمراته وامه ان اسد دفع مصاريف المستشفي
ردت مرات علي وقالت له:- قبل مانجيلك بعت لنا عربيه مليانه سكر وطحين ومكرونه ورز وقمح
وبعت لنا الفين جنيه.
علي فضل يبكي ويقول:- زي الغالي ابوه.
الله يرحمك يا عمي جابر.
روح اسد البيت. وكان البيت مليان نسوان بتأدي واجب العذا.
اتطمن علي امه. لقاها اتحسنت شويه
بس لما شافته فضلت تبكي.
قالها اسد:- يعني ما اجيش الدار علشان تبطلي بكي ياما.
فاطمه بحزن:- الوجع شديد يا ولدي
اسد:- شفته امبارح في المنام وانا في الجامع.
كان لابس ابيض ومبتسم.
فاطمه:- والله وانا شفته بنفس المنظر
اسد:- ربنا ينعمه في الجنه ياما.
وانتي خليكي قويه شويه انا مافاضليش غيرك
فاطمه:- ربنا مايحرمني منك ياولدي
اسد:- انا هروح لعمي اسماعيل وبعدها هروح المندره.
فاطمه:- صوح عمك وعياله امبارح اتعاركو معاك.
اسد:- لا ياما دا عمي دفع فلوس وجيت ارجعهاله رفض وشدينا بس في الكلام
فاطمه:- ربنا يعينك علي ما بلاك.
خرج اسد وراح دار الحاج اسماعيل.
استقبله الحاج اسماعيل.
وحلف عليه يتغدي معاه
وبعد ما خلص اكل.
شاف الحاج اسماعيل ان اسد باين عليه التعب من قلة النوم
خلاه نام في اوضة الجلوس
والمغرب صحاه. علشان يروحو العذا.
قام اسد وراح البيت وغير هدومه وراح العذا.
وباليل بعد ما الناس مشيت.
قعد اسد في ركن في المندره لوحده.
ومسك تليفونه وفتحه.
شاف رسايل واتصالات بالميات.
ناس بتعزيه.
نانا شافت بوست واحد من ابناء عم اسد ناشره علي صفحته.
خبر وفاة والده.
بعت رسايل كتير ل اسد
واتصلت عليه اكتر من مره
لكن اسد طول الايام دي ما كانش فاتح تليفونه
رد اسد عليها.
لما شافت الرد. اتصلت عليه.
وفضلت تتكلم معاه.
وقالت له لو ينفع اجي اعزيك بنفسي
اسد قال لها فيكي الخير.
مالوش لزوم تتعبي نفسك.
قدر الله ما شاء فعل. وانا لله وانا اليه راجعون.
فضلت انه تتكلم معاه.
واسد يحكيلها عن ابوه وعن شخصيته
ونانا انبهرت بشخصية جابر جدا.
فضل اسد يكلمها لعند الفجر
وراح صلي الفجر ورجع نام شويه وبعد ماصحي راح المستشفي
كان علي خف. وهيروح يكمل علاج في البيت.
اسد خده ورجعه بيته.
وفضل يساله عن الحادث
علي:- حملنا الماكينه علي العربيه.
وطلعنا من البلد.
ولسه هنمسك الخط اللي بيودي المركز
لمحت عربيه جيب سوده جايه
قولت استناها تعدي
لقيتها مهديه وبتقلب نور
رحت طالع
بعد اما طلعت ببص في المرايه
لقيت الجيب جاي باقصي سرعه
وبعدها مادريتش بنفسي الا في المستشفي
اسد:-طيب كان لونها ايه
علي:- اسود وليها شبكه من فوق
اسد:- مالمحتش نمرها
علي:- بيتهيألي لمحت حرفين في اللوحه. أ س
والرقم ماخدتش بالي منه
اسد:- أ. س. دول اول حرفين في اللوحه فوق الرقم صح
علي ايوه صح.
اسد:- بص يا علي. انت. رجلك هتاخد وقت علي ماتقدر تمشي عليها.
ومعاك امك واولادك بتصرف عليهم
خد دول. وكل شهر هيوصلك زيهم.
علي:- لا والله يا واد عمي الحمد لله مستوره
اسد:- اسمع الكلام احنا اخوات. وبيتك بيتي.
علي فضل يدعي له.
ومشي اسد.
اتصل اسد علي الحاج اسماعيل.
وقال له انه مسك خيط في موضوع الحادثه.
وطلب منه. يشوف له حد في المرور يكون معرفه يستفسر منه
الحاج اسماعيل قال له تعال عندي البيت. نشرب الشاي.
وهنروح سوا. لواحد في المرور حبيبنا.
راح اسد دار الحاج اسماعيل.
وفضلو يتكلمو في الموضوع.
وبعد شويه راحو سوا. المرور.
قابلو ظابط معرفة الحاج اسماعيل
ولما عرضو عليه الموضوع
قال لهم ان الحرفين مش كافيين وكأنهم بيدورو علي ابره في كوم قش.
ورجعو من غير ما يلاقو اي دليل.
رجع اسد البيت. سمع صوت عالي.
دخل شاف حسين بيزعق مع ابوه
واول حسين ما شاف اسد.
قال:- بقولك ايه. تعال نتحاسب وكل واحد ياخد حقه
اسد:- حق ايه يا حسين
حسين:- لازم نقسم الورث وكل واحد ياخد حقه احنا علينا قضية ابوي ومحتاجين فلوس ندفع فلوس الوصل
اسد:- مش ابوي الله يرحمه قال انه هيسدد فلوس الوصل
صابر:- ناخد حقنا وندفع احنا اللي علينا.
روح هات المحامي علشان كل واحد ياخد حقه
اسد:- مش شايفين ان مش وقته الكلام ده
حسن:- هتقعد تماطل ياك علشان تبقي الكبير وتصرف علينا.
اسد:- والله عيب عليكم اللي بتعملوه ده
حسين:- بقولك ايه انت هتدينا درس في الاخلاق
اخلص وابعت للمحامي خلينا نخلص
اسد:- حقكم هتاخدوه. بس مش دلوك
حسين:- وانا قولت هناخد حقنا دلوك
اسد:- طب وريني هتاخد حقك كيف يا حسين
قام حسين سحب الشومه وجري علي اسد يضربه
اسد اتلقي الضربه وسحب العصايه من حسين
وضربه بيها
قام حسن وصابر وبدور سحبو العصيان هم كمان
والصراخ اشتغل
والعركه كبرت.
والكل هاج في البيت.
جات الناس من بره تحوش بينهم.
واخدو اسد وطلعوه بره البيت. وجه الحاج اسماعيل
وفضل يشتم في صابر واولاده.
ويقولهم. هو ده بيت الحكايمه اللي كان يحل مشاكل البلد
دلوقت بقي هو اللي فيه المشاكل.
انتو مش بتختشو.
الراجل لسه متوفي وانتو بتتكلمو في الورث
فضل الحاج اسماعيل يزعق فيهم
وخرج خد اسد وراحو الدوار. وفضل يلوم فيه.
ويقوله انه ماكانش يصح اللي عمله ده
صابر راح للعمده وقال له علي اللي حصل
العمده شار عليهم انهم يروحو يشتكو اسد في المركز
وبالفعل. حسين كان بيجيب دم من دماغه لما اسد ضربه
وراح عمل له محضر في القسم
والحكومه اخدت اسد. ورموه في الحجز.
تاني يوم الحاج اسماعيل راح له وزاره.
وقال له ان اولاد صابر طلعو امه من البيت.
…….


