رواية الوعد والرحيل الفصل الثاني 2 بقلم حمدي محمد
رجعت نانا البيت.
وقعدت مع والدتها.
وفضلت تحكي لها بالتفصيل كلام باباها ليها.
وبعد ماخلصت كلامها شافت لمعه في عيون مامتها. واول رد من نبيله كان:- هو كويس يا نانا.
عرفت نانا ان والدتها عندها نيه للرجوع
وفضلت تقول لمامتها. انه ملهوف عاوز يشوفك
وفضل يقول انه تعبان من غيرك
بتقول لها كده بعد ماحست ان مامتها فرحت بمحاولته الرجوع.
وبالفعل. اليوم ده نبيله فضلت طول النهار تعمل الاكل اللي سليم بيحبه
وراحت الكوافير.
وكانت فرحانه جداً
وفي اليوم التاني. نانا ماراحتش الشغل.
وفضلت مع مامتها.
هي ماكانتش تعرف تعمل اي شئ في المطبخ
ولا كانت تعرف حتي تعمل مكرونه مسلوقه
لان امها هي اللي بتعمل كل شئ
وعالضهر جرس الباب ضرب
جريت نبيله فتحت الباب
شافت سليم
طلعت نانا من اوضتها. لقتهم حاضنين بعض.
قالت:- احم احم. طيب ادخلو واقفلو الباب لا حد يشوفكم
سليم:- بس ياغبيه امشي ادخلي اوضتك.
نانا:- اه. دلوقت بقت نانا مش مرغوب فيها
طيب خش يارومانسي انت وهي.
وانا هالبس ورايحه الشغل
سليم. :- ماقولتلك خليكي مرتاحه وانا ابعت ناس من عندي تدير المصنع.
نانا:- بابا. بقولك ايه. الا الشغل بتاعي
انا ضيعت فيه عمري
ومش هقبل باي تدخل فيه.
اديتك رجعت لبيتك.
سبني بقي انا امشي علشان اتاخرت
وخرجت نانا. علي شغلها ….
جابر اخد اسد وراحو البلد اللي جمبهم
للبنت اللي مش راضيه تاخد ابن عمها. المتعلم الملتزم.
وقف جابر علي الطريق
ودخل جابر ناحية بيتهم.
وابوها كان معاهم. شاور لجابر عليها واختفي
واتقدم جابر.
وكان عمره كبير. واثار العجز باينه عليه.
شافها. قال:- يابت ياللي لابسه الاسود
بصت عليه وقالت له عايز ايه
قال جابر:- انتي بت مين؟
قالت:- انا بنت سيد ابو حسين
قال جابر:- طيب اطلعي قدامي علي بيتكم وريني ابوكي عاوزه
وبالفعل مشت قدامه. ووصلت عند بيتهم
ونادت ابوها
ابوها سلم عليه ودخله البيت.
قعد جابر وكانت البنت وامها واخواتها شايفينهم من بعيد
قال جابر:- بعد الصلاه عالنبي.
انا جابر حكيم فضل حكيم.
كبير الحكايمه. وتاجر وعندي ارض ومال
واسألو عني
ابوها قال :- ونلاقي فين احسن منك يا كبير الحكايمه
باذن الله بعد يومين نرد عليك.
جابر:- كلام الكبار سيف ماضي
واللي يعود في كلامه يتاخد منه الحق
الاصول بتقول ان ولد عمها ينزلها من علي الحصان
وانا مش هتعدي الاصول
ان كان حد من اولاد عمها رايدها.
تعلموني الاول وتعرفوني
غير كده. يبقي بعد يومين اجي والمأذون معاي
والسلام عليكم ….
انصرف جابر. وكان اسد مستنيه.
وخده ورجعو عالبيت.
وهم داخلين الدار. كانت مرات صابر بتزعق.
وتقول انا ولدي ما ينضربش
دا بقي راجل.
عيالي ماغلطوش. دي ارضهم.
ماهو لو كان ابوهم له كلمه معاهم. ماكانوش عملو في اولاده كده.
دخل اسد وجابر.
قال جابر:- واااااه يا صابر.
كان صابر جوا اوضته. وخرج عالصوت
قال ايوه يا جابر خير. فيه ايه
جابر:- احنا بنحل الكبيره في اي عيله واي بيت في البلد صوح؟
صابر:- معلوم صوح.
جابر:- طب ينفع حد يجي يتدخل بينا ويحل بينا؟
صابر:- لا ما ينفعش
جابر:- ماينفعش هيبتنا بين الناس ، اذي نحتكم بين الناس واحنا من جوانا خربان.
صابر:- وايه حصل لكل ده بس
جابر:- ضربتك ولدك قلم. ومرتك عماله تشتم من الصبح علشان فاطمه تطلع ترد عليها. وتتعارك معاها والناس تسمع الصوت وتدخل بيت حكيم تحوشهم عن بعض وتبقي جرس وفضايح وسيرتنا تبقي علي كل لسان.
صابر:- يا واكله ناسك. جايبالي الكلام.
انتي وعيالك. عيل غلط وعمه ضربه انتي مال اهلك
بدور:- دا بدل ماتقوله ماليكش صالح بعيالي.
والارض ارضهم زي ماهي ارضك. تزعق لي وتقولي اكده.
صابر :- غوري خشي جوا مالكيش صالح
بدور:- ما داخلاش غير لما نعرفو راسنا من رجلينا
ونشوفو لينا في الارض دي ولا مالناش
صابر مسكها من دراعها ودخلها الاوضه وقفل الباب
واولاده طلعو الدور التاني
ودخل اسد وجابر علي فاطمه
كانت علي سجادة الصلاه.
انهت صلاتها
كانت متعوده كل ما اسد يدخل عليها تاخده بالحضن وهو يبوس ايدها
يضحك جابر ويقول :- ياواكله ناسك ماتعوديش الواد عالحنيه والدلع.
تبتسم فاطمه وتقول:- دا اسد بره بوالديه مش دلع. دا مرجله. ونخوه
وبعدين انا عاوز اجوزه
انتو ليه مش عاوزين تفرحوني
اسد:-جواز ايه بس ياما.
لسه بدري
فاطمه:- لا كفايه كده. عاوزه افرح بيك ياضنايا. حدش ضامن عمره
عاوزه اأدي رسالتي قبل ما موت.
اسد:- بعد الشر ياما ربنا يديكي طولة العمر. ويخليكي لينا.
فاطمه:- خلاص نروح انا وابوك نخطبولك عيشه بنت خالتك.
اسد:- لا لا لا ياما مش هتجوز انا.
جابر:- يا وليه جواز ايه دلوك
لسه الواد صغير.
فاطمه:- ماشفتش حد زيك كده مش عايز يفرح بولده.
اسد :- سيبي الموضوع ده دلوك
وقومي هاتيلنا نتعشي. . .
نانا وصلت الشغل.
لقت امجد. اللي كان بدء معاها في الورشه من الصفر
واشتغل معاها فتره كبيره
وسافر بره درس واشتغل في التصميم
ورجع من السفر عايز يشتغل معاها
نانا:- امجد مش معقول رجعت امتي؟
امجد:- لسه واصل حالا وقولت لازم اجي اسلم عليكي. ماشاء الله الورشه بقت مصنع. والدنيا بقت تمام. ياتري هلاقي شغل عندك ولا اروح ادور في مكان تاني.
نانا:- عيب عليك تقول كده يا امجد.
انت بدئت معايا من الصفر.
ومش نانا اللي تتخلي عن اللي وقف معاها.
وندهت نانا علي المستشار القانوني بالمصنع
وطلبت منه يعمل عقد ل امجد. انه شريك معاها بنسبة 20%
امجد ما كانش مصدق نفسه
فرح جدا جدا.
وفضل يتكلم معاها في الشغل
وانه هيعمل تصميمات جديده
وعنده افكار كتير.
نانا قالت له اعتبر المصنع بتاعك
وانصرفت نانا بعربيتها ورجعت شقتهم في اكتوبر.
دخلت. لقت مامتها وباباها بيشربو القهوه في البلكونه زي زمان.
قالت:- ايوه بقي. رجعو ايام زمان.
فضلو يضحكو.
ومامتها قالت هحضر لك العشا.
نانا قالت لا يا ماما. انا هخش ارتاح
الا بالحق يا بابا. امجد رجع من السفر النهارده
وجاني المصنع وهيشتغل معايا
وعملت له عقد مشاركه بنسبة20%
سليم؛- يااااه وحشني الواد ده
فقالت نبيله:- خير ماعملتي يانانا. بصراحه امجد يستاهل.
ودخلت نانا اوضتها،،
قال سليم:- وبعدين يا نبيله في بنتك دي.
البنت كبرت. والعمر عدي والشغل سرق زهرة شبابها.
نبيله:- انا غلبت معاها. دي الف عريس يتمنو رضاها وهي بترفض.
سليم:- اهو امجد رجع. يارب يكون فيه تفاهم بينهم
نبيله:- بصراحه هم لايقين لبعض
امجد ولد كويس واحنا مربيينه واهله احنا عارفينهم
سليم:- زني بس انتي علي ودانها.
وخليكي وراها لعند ماتوافق.
نبيله:- ربنا يقدم مافيه الخير. . .
في دوار العمده عوض
عمدة قرية الحكايمه
دخل ابنه اكرم. وقال له:- يابوي المأمور مستنيك تحت في الدوار.
نزل العمده بسرعه
وفضل يرحب بالمأمور.
وقعد جمبه. وبعت اكرم ابنه يجيب الشاي
المأمور:- عملت استعداداتك ياعمده للصلح ولا لسه. ؟
عوض:- صلح ايه جنابك؟
المأمور بغضب:- اذاي انت عمده وماعندكش علم
انت هتفضل نايم علي ودانك كتير.
عوض :- ااااه افتكرت. معلش جنابك
اصلي لسه صاحي من النوم.
المأمور:- ياعمده لازم تصحصح وتكون علي درايه بكل كبيره وصغيره
انتخابات العموديه علي الابواب
والصراحه اسم جابر حكيم بيتردد كتير اليومين دول في الوزاره. لكتر المصالحات اللي بيدخل فيها.
وده بالنسبالك مصدر قلق.
دا قريتكم متسميه علي اسم عيلتهم.
ضحك عوض وقال:- ماتقلقش جنابك. الحكايمه عمرهم ما بصو للعموديه. ولا عايزينها من الاساس
المأمور؛- يا بني ادم افهم.
ممكن تتفرض عليه. لان اللي زيه مطلوب الفتره الجايه
البلد في حالة ثوره.
وكل حاجه هتتغير.
وممكن بعد الاحداث الشغب اللي حصلت في البلد دي
يخلو العموديات تعيين
ويختارو الناس اللي زي جابر ده
عوض:- وه. معقوله دي
المأمور:-بص عاوزك تكسف نشاطك الفتره اللي جايه دي.
ويكون دورك فعال
وخصوصا في المصالحات
الصلح ده بين اولاد عم في البلد اللي جمبكم.
زمان فيه اتنين اخوات وابن عمهم.
راحو يدورو علي اثار في الجبل.
رجع منهم واحد بس
الراجل اللي رجع ده ما كانش عنده اولاد
ولما رجع. اولاد عمه اللي اخوهم اختفي مع اخوه
اتهموه انه قتلهم. ورجع ومات بعد شهرين
ودلوقت اولاد عمه عاوزين ياخدو تار ابوهم. من اولاد اخوه اللي اختفي معاه.
العمده:- ماحدش بيقتل اخوه
اكيد اللي رجع ده ماقتلهمش
وبعدين اذاي اخوه مات هو كمان وعايزين ياخدو التار من اولاده
ماهو اولاده ابوهم مات معاه.
المأمور:- انتو هنا مش عارف ليه بتحبو التار
كل اللي يموت بيموت قصاده
العاده دي لازم تنتهي
وده دورنا الفتره الجايه
العمده:- باذن الله هنصالحهم.
المأمور:- شد حيلك. المحافظ ومدير الامن ومساعد الوزير بيوصل لهم كل اللي بيحصل
وكل اللي بيتدخل وبيصلح بيعرفوه.
عاوزك تكون ظاهر
عوض:- بأذن الله …..
بعد يومين جابر اخد قال لأسد يلا بينا هناخد المأذون ونروح نكتب كتابي
ضحكت فاطمه وقالت :- دا مين دي اللي هتاخد جدها.
اسد بص له بعتاب وقال له:- وه يابوي بلاش الكلام ده قدامها.
فاطمه :- وه دا باين له الموضوع جد.
طاب كنت خدتني معاك يا جابر
جابر:- بلاش لا تبوظي لنا الجوازه
ضحكت فاطمه وقالت:- بعد ما شاب ودوه الكتاب
دخل حسن ابن صابر وقال لعمه جابر:- ياعم الماذون مستنيك بره
جابر قال لاسد يلا بينا.
اسد بص علي امه لقيها بتضحك
خرج ورا ابوه وقال يابوي امي كده اتاكدت انك رايح تتجوز صوح.
حسن ابن صابر سمع الكلمه
وراح جري قال لامه.
جابر قال لأسد. ؛- مش الموقف جه مترتب.
والموضوع كأنه صوح. اهو امك واثقه فيا يا اسد.
ولما ارجع هحكيلها
اسد :- برضو يابوي كنت قولتلها وفهمتها علشان ماتزعلش
جابر:- امك واثقه فيا يا اسد لابعد مما تتخيل
دانا وهيا بنبص لبعض بالعيون بنحكي حكاوي كتير.
وصل جابر واسد بيت سيد.
وكان اهله كلهم متجمعين
سيد قال:- بص يا حاج جابر
انت قولت البنت ولد عمها ينزلها من علي الحصان
اهو البنت بعد مانت ما مشيت. فضلت تبكي
وتقول كيف هتجوزوني لواحد قد جدي.
وبعتت لابن عمها تترجاه يتجوزها ويخلصها منك.
جابر:- هو فين ابن عمها.
سيد اهو. واشار علي شاب محترم وقور.
جابر قال للمأذون اكتب كتابهم
وانا شاهد علي العقد ووكيل العريس
قرب العريس من جابر
وباس راسه.
وهمس في ودنه وقاله
لما قولتلي اول امبارح البنت هتبعت لي وتترجاني
بعد محاولاتي الكتير انها توافق
ماصدقتكش
بس بصراحه. عمري ماشفت حد بيقرا البعيده
وبيوزن الامور زيك
ثم نظر الشاب ل اسد وقال له
يابختك بابوك.
ربنا يحفظهولك. ..
بعد كتب الكتاب.
سيد ابو العروسه قال لجابر
ان فيه صلح. بين عيلتين ولاد عم
ولما قال له علي اساميهم
جابر افتكرهم
هم اللي كانو عند بير الجوادي.
وسأل جابر عن معاد الصلح
سيد قال له عالميعاد،،
رجع اسد وابوه عالبيت.
اول مادخلو. فاطمه فضلت تضحك.
وقالت:- تلاقي العروسه شافتك. رقعت بالصوت
والجوازه باظت.
راح جابر قعد جمب منها. وقال:- يابت دانا بنات البلد كلها هتموت عليا.
انتي مش عارفه ان الدهن في العتاقي
فاطمه:- دهن مين يا راجل دانت لو جوزت اسد كنت بقيت جد من زمان.
جابر:- طب بزمتك لما طلعت وخدت المأذون ما غرتي عليا. ولا زعلتي ولا فكرتي اني هعملها صوح.
فاطمه:- اكدب عليك لو قولت ان قلبي ماوجعنيش
واني بغير عليك صوح.
بس عقلي طمني
لانك من يوم ماتجوزتني عينك ما شافتش غيري
ولا قلبك حس حد.
برغم انك خدتني عن طريق امك
وماكنتش رايدني
الا انك عمرك ماحسستني بده
بالعكس حدش شاف حب من حد كد اللي شوفته منك. كنت ابوي واخوي وجوزي وولدي وسندي.
وعمرك مازعلتني يا جابر.
واقف اسد فمن الموقف نزلت دمعه من عينه
شافه جابر وقام مفزوع
وقال بغضب:- ياواد مالك. اتجنيت.
الف مره اقولك الراجل ما يبكيش
انشف واوعاك اشوف الدمعه دي علي خدك تاني
سامع ولا لا.
فاطمه قامت وحضنت اسد وقالت:- يا جابر دا قدامنا عمل كده.
اسد عمره مايتهز قدام حد.
