رواية وجمعتنا الغربة الفصل السادس 6 بقلم اماني عمر – تحميل الرواية pdf

رواية وجمعتنا الغربة الفصل السادس 6 بقلم اماني عمر
الفصل السادس
كان محمد يجلس بمكتبه ويشعر بالملل وقد اشتاق كثيرا لمريم وفكر كيف يشتاق اليها الى هذا الحد بينما لم يغب عنها سوى بضع ساعات وماذا سيفعل فى اليوم الذى ستتركه فيه وتذهب اصابته غصة فى قلبه عندما فكر بذلك
أمسك هاتفه مترددا فى الاتصال بها وكانت مريم على الجانب الاخر تجوب الغرفة ذهابا وايابا وتنظر الى الساعة كل حين ثم سمعت ضوضاء بالخارج فظنت أنه محمد فركضت الى الخارج بلهفة ولكن أصابتها خيبة أمل عندما وجدت اياد وكاترين أمامها
كان اياد يجلس بآريحية على الاريكة يحتسي الشاى بينما كاترين تزيل الأطباق من على السفرة
انت جيت امتى ؟ما حسيتش بيك خالص
بقالى ساعة شميت ريحة الأكل فمقدرتش أقاوم واديني قاعد بشرب الشاي
ياه كل ده وأنا ما حسيتش
بس تسلم ايدك بجد0اهى دى الفايدة الوحيدة انك تكون ساكن مع بنت
ردت مريم باستنكار
بس عشان كده
لوالنبي مدخلنيش في حوار حقوق المراءة والجو ده
خلى بالك أنا بعمل كده بمزاجي لكن لو حسيت انكم بتستغلونى يبقى ساعتها
قاطعها اياد ممسكا اذنيه بمزاح
انا بعتذر منك ومن كل بنات وستات العالم
شاركته مريم المزاح
ماشي هسمحك المرادي
ثم التفتت الى كاترين وسألتها
هل تناولتى الطعام أنتى وطفلك ؟
نعم
وأين هو ؟
يلعب بالحديقة فى الخارج ثم استأذنت منها
لقد أنهيت عملى هل تسمحين لى أن أذهب للنوم
حسنا
على فكرة يامريم كلمت المدير عنك ومستنيكى بكرة
قالت بتردد
بصراحة يا اياد أنا صرفت نظر عن موضوع الشغل ده
ليه كنت متحمسة جدا امبارح؟
يعنى قلت لنفسي أنا فضلى وقت قليل هنا وهرجع مصر فمالوش لازمة أورط الناس فيا وبعدين أسيبهم
والله لو هتعملينا أكل حلو كده كل يوم يبقى فى 60 داهية الشغل واللي عايزك تشتغلى
ثم ابتسم لها ابتسامة تعنى تفهمه على عكس ما يشعر به بداخله من غضب فقد تمنى أن تقبل العمل معه لتكون فرصة جيدة ليتقرب منها
**********************
سوهاج
أخذت أم عادل تليفون عايدة من غرفتها وسجلت رقم مريم ثم أعادته مكانه مرة أخرى وخرجت مسرعة عندما سمعت صوت عاطف وهو يناديها
فين الغدا يا أم عادل موتنا من الجوع
دلفت الى المطبخ
اصبر شوية هي الدنيا طارت
نهضت عايدة من مجلسها
أنا هروح أساعدها
أشار لها عاطف أن تجلس
ارتاحى أنتئ بناتها معاها هيساعدوها
كانت عفاف تنظر طوال الوقت لعايدة بغيظ و شعرت عايدة أنها ضيفة ثقيلة عليها
بقولك ايه يا أخويا .أنا هروح أقعد في الدوار بتاعنا القديم وأخد بحسه
نظراليها عاطف باستغراب
ليه يا عايدة هو في حد زعلك هنا قوليلى وأنا أقطملك رقبته
لأ بس فكرت أن مريم تخرج عروسة من بيت جدها أحسن وبعدين أنا بحس بالراحة هناك أكترلما بشم ريحة أبويا وأمى وأشوف ذكرياتهم
خلاص على راحتك بس خدى واحدة من البنات معاكي متقعديش هناك لوحدك
حاضر يا أخويا
جاءها صوت نيرة من خلفها
انا هاجى معاكي يا عمتي
ماشي يا حبيبتي روحي حضري شنطتك وكتبك وحصلينى
*********************
دق جرس هاتف مريم وابتسمت عندما رات اسم محمد على الشاشة
مساء الخير يا مريم
مساء النور
تحبي أجيب لك حاجة وأنا جاى
أجابته بلهفة وقد علت الابتسامة وجهها
مش عايزة حاجة بس تعالى بسرعة
هجبلك فراولة أنا عارف انك بتحبيها
ابتسمت لأنه مازال يتذكر ذلك
طيب ماشي .هستناك ما تتأخرشى عليا ثم نظرت الى اياد الذى يراقبها جيدا
قصدي هنستناك مش هنتعشى غير لما تيجى
شعر اياد ان هناك شئ قوى يجرى بين مريم ومحمد فانتابه الغضب لذلك
*****************
لم يلاحظ محمد دكتورة سلمى التى تقف وراءه وهى تظفر بضيق وسلمى هى طبيبة سورية تعمل مع محمد بنفس المستشفى وتملك بعض الأسهم بها ويعلم جميع العاملين بالمستشفى عشقها لمحمد الا هو او يعلم ولكنه لا يهتم
مين مريم دى يا دكتور محمد؟
جفل محمد من سؤالها له بهذه الطريقة ولم يجيبها
بعتذر منك ما بقصد والله
المدير كان بيسأل عليكى عشان فيه اجتماع بعد شوية
ثم تركها وذهب وهى تطلع على قامته الفارعة بأعجاب
يا واد يا تقيل
**********************
دلف اياد الى غرفته وهو فى حالة غضب شديد وقد صفق باب الغرفة خلفه بقوة
– طول الوقت بتقولى احنا بس أصدقاء بتضحك عليا ولا على نفسك
آطاح ببعض الأشياء الموضوعة على مكتبه على الأرض
لازم أعمل حاجة والا هتضيع من ايديا
ثم نظر نظرة كلها تحدى وتصميم
أقسم بالله ما هتكوني لحد غيرى طول ما أنا عايش سواء برضاكى أو غصب عنك
انى عشقتك واتخذت قراري
فلمن أقدم يا ترى اعتذاري
لا سلطة فى الحب تعلو سلطتي
فالرأي رايي والقرار قراري
نزار قبانى
******************
بينما مريم تجلس فى الشرفة تنتظر قدوم محمد وردها اتصال من رقم غريب ولما تحققت منه وجدتها زوجة خالها عفاف
(فتحت مكبر الصوت عندما وجدتها تتحدث بهمس
أهلا يا طنط ازيك
ازيك أنتئ يا حبيبتي
جبتى رقمي منين؟
مش مهم ده دلوجتى المهم أنا عايزة أعرفك اللي بيحصل من ورا ضهرك
استغربت مريم من كلامها
تقصدى ايه يا طنط؟
ردت عليها بخبث
أمك وخالك بيدبروا جوازك من ابنى عادل أول ما ترجعي من السفر عشان الأرض تفضل جوا العيلة ومتروحش لحد غريب
بتقولي ايه يا طنط ماما عمرها ما فكرت كده
صدجينى كل اللي بقولك عليه حصل وحتى ابنى المسكين عايزين يجبروه على الجوازة دى رغم انه بيحب بنت خالته وبيموت فيها
ردت مريم بحده
وازاى ماما ماجبتليش سيرة عن الموضوع ده
عشان يحطوكى قدام الأمر الواقع ومتقدريش ترفضي
ثم تصنعت البكاء
بالذمة فى حد لسه بيجبر حد على الجواز اليومين دول احنا عايشين فى أي عصر بجد أنتى وعادل صاعبنين عليا أوى
انهت مريم معاها المكالمة وهى فى حالة صدمة ثم اتصلت بوالدتها لتستفهم منها عن الأمر
أهلا يا حبيبتي ازيك
ايه اللى بيحصل ده يا ماما عايزة تجوزيني غصب عنى
امها باستغراب
وأنتى مين اللى قالك الكلام ده؟ أكيد مرات خالك المكيودة
مش مهم مين اللي قالي المهم الكلام ده صح ولا غلط
تلجلجت عايدة
هو صح خالك كلمنى فى الموضوع ده بس أنا والله قلتله هنستنى لما مريم ترجع من السفر ونشوف رأيها ايه
وأنتى يعنى يا ماما مش عارفة رأيي ايه فى الموضوع ده
خلاص يا حبيبتي سيبيها على ربنا وانشاء الله هيحلها من عنده .بس قوليلى عاملة ايه مع مرات عمك دلوقتى لسه بتضايقك
لأ بدأنا نتفاهم شوية شويه
لم تخبرها مريم الى الان انها تركت بيت عمها وهذه هى المرة الأولى التى تكذب فيها على امها حتى لا تقلق عليها هى الاخرى
أنا شايفة يا حبيبتى أنك ترجعى بقى وكفاية لغاية كدة وأختك انشاء الله تكون بخير وين ما تكون أنا خلاص مش قادرة على فراقكم أنتو الأثنين
استنى بس عليا شوية يا ماما وانشاء الله هعرف خبر عنها
على خير يا بنتي سلميلى على عمك ومراته
يوصل مع السلامة
**********************
حضر جميع الدكاترة والممرضين الى غرفة الاجتماعات بناءا على طلب دكتور قادر
جلست سلمى بجانب محمد
تفتكر شو بيكون الموضوع اللى بيريد يشوفنا عشانه
علمى علمك يادكتورة سلمى
نظرت اليه سلمى بحب وهى تقترب منه أكثر
لشو دكتورة سلمى دي انا ما بدى يكون في اى بينتنا اى رسميات
نظر محمد حوله ولا حظ ان الجميع ينظر اليهم ويتهامس فنهض من مكانه محاولا تجنبها فأمسكت يده
على وين؟
لو سمحتي يا دكتورة سلمى احنا قاعدين بمكان شغل وميصحش اللي بتعمليه ده ثم ذهب وجلس بمكان آخر وتركها تظفر بضيق
دخل دكتور قادر الغرفة
وبدأ كلامه ببسم الله الرحمن الرحيم ثم أكمل باللغة الفرنسية و أخبرهم انه يريد العودة الى بلده الجزائر لأنه يفضل أن يقضى ما تبقى من حياته وسط أهله ويدفن بعد ذلك بجوار أجداده لذلك ينوى بيع جميع أسهمه بالمستشفى ثم استطرد
والدكتورة سلمى ستتولى الادارة بالنيابة عنى حتى يأتى المدير الجديد
ثم قام بتوديع الجميع
*******************
بعد مرور عدة أيام
اتصل الرائد أشرف بمحمد وأخبره انه تم القبض على المدعو سمير
وانتوا فين دلوقتى ؟
واخدينه ع مركز الشرطة
ابتسم محمد بفرح ثم قال بحماس
متشكر أوى يا أشرف
على ايه يا ابنى ده شغلى
اغلق محمد الخط ثم وجد اياد فى وجهه
فى ايه يا محمد؟
قبضوا على سمير والعناصر وخداه دلوقتى على مركز الشرطة
ارتدى محمد جاكيته واستعد للذهاب
طب مش هتقول لمريم
لأ خاليها نايمة وأنا لم أجى هطمنها
لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن متوقعا فقد قطعت عدة سيارات الطريق على عربات الشرطة وخرج منها العديد من الرجال المسلحين
***********************
يا ترى اياد ناوى على ايه لمريم ؟ وايه اللي هيحصل لأشرف ؟


