رواية وجمعتنا الغربة كامله وحصريه بقلم اماني عمر – تحميل الرواية pdf

رواية وجمعتنا الغربة كامله وحصريه بقلم اماني عمر
(وجمعتنا الغربة)
لم تعلم أن رحلة البحث عن شقيقتها المفقودة ستقودها لمعرفة ذاتها ومن تحب والذى التقت به مرة أخرى فى بلاد السحر والجمال وكأن القدر يأبى أن تنتهى قصتهم الا بالنهاية السعيدة
الشخصيات الرئيسية
مريم – فى العشرينات من عمرها متفوقة بدراستها وحاصلة على بكالوريوس هندسة وذات وجه ملائكي جذاب
منار – شقيقة مريم الكبرى – بكالوريوس حاسبات ومعلومات – تختفى منذ بداية الرواية في ظروف غامضة
عايدة – والدتهم أرملة فى الخمسين من عمرها وتعيش مع ابنتيها فى القاهرة بمفردهم بينما معظم عائلتها تعيش بالصعيد(سوهاج)
عاطف – شقيق عايدة الأكبر وهو الذى قام بتربيتها بعد وفاة أبويهم –يعيش بسوهاج ولدية ثلاث أبناء
محمد – طبيب جراح – 29 سنة متفوق دراسيا وعمليا ذو عقل راجح وعنيد ولكنه فى نفس الوقت عاطفي وحساس – رحل الى فرنسا بعد تعرضة لصدمة عاطفية
ايمان – شقيقة محمد وفى نفس الوقت صديقة مريم الأنتيم
اياد – صديق محمد ويقيم معه بنفس الشقة بفرنسا
باقي الشخصيات نتعرف عليها مع تتابع الأحداث
الفصل الأول
مضى ثلاثة شهور منذ أن آتت مريم الى هذه المدينة الغريبة بحثا عن شقيقتها الكبرى ولكن دون جدوى فلم تجد لها أي أثر وقد بدأ اليأس يدخل قلبها
دخلت غرفتها في الموتيل الرخيص التى تقيم به والقت بنفسها على الفراش وقد نال منها التعب بعد أن أمضت اليوم بكامله تبحث عن عمل ثم أجهشت بالبكاء عندما تذكرت كيف كانت حياتها قبل بضعة أشهر فقط من الأن
***********
قبل 6 أشهر
دق جرس الباب بإلحاح ولم يفتح أحد فصرخت عايدة وهى بالمطبخ على ابنتها منار
سيبي اللاب توب من ايدك شوية وافتحى الباب يا منار
زفرت منار بضيق وهى تنهض من على الأريكة
أكيد دي مريم كل مرة تنسى المفاتيح وتقرفنا
دخلت مريم ويبدو على وجهها السرور
باركولى
آتت عايدة مسرعة من المطبخ
خير يا مريم
احتضنتها مريم وقبلتها على وجنتيها ثم قالت بفخر
نجحت وخدت البكالوريوس بامتياز كالعادة
ألف مبروك يا حبيبتي لكن مقولتيش لي أن النتيجة هتطلع النها ردة؟
حبيت أعملهالكم مفاجأة
نظرت اليها منار بلا مبالاة وهى تعود لمكانها خلف اللاب توب
وده اللي مخليك مبسوطة كدة؟
وفى ايه أهم من كده؟
أنا افتكرت أن الموضوع فيه راجل ولا يمكن عريس
نظرت اليها مريم بضيق
قلتلك ألف مرة أنى مبفكرش في الزواج
عاتبتها عايدة
ولى ما مبتفكريش يا حبيبتي نقصك ايه عن كل البنات ده أنتى حتى زى القمر والحمد لله اتخرجتى هتستنى ايه تانى
لسه عندي طموحات وأحلام كتيرعايزة أحققها فى الأول عايزة أتعين معيدة فى الجامعة وبعدين أخد الماجستير ثم الدكتوراة
ضحكت منار بصوت عالي وقالت ساخرة
وقتها مش هتلاقى حد يتجوزك وهتعنسي
سيبك منى أنا انشاء الله نفرح بيكي انتى قريب مع أنى مش مطمئنة لخطيبك ده اللي تعرفتي عليه من الأنترنت وما شوفنا ش وشه هو وأهله الا مرة واحدة ساعة قراية الفاتحة
نهرتها عايدة
سيبي أختك في حالها يا مريم خلينى أشوف واحدة من بناتي على الاقل في بيت العدل وأشوف أحفادي قبل ما أروح لأبوكم ولا عايزاها تكون زيك مبتفكرش غير فى التعليم والمذاكرة وبس
ردت عليها مريم وهى تقبل يدها
بعد الشر عليكى يا ماما ربنا يديكى الصحة وطول العمر
قاطعتهم منار
على كل حال سمير جاى بعد شهر وعايزنا نتمم الجواز بسرعة عشان أسافر معاه على فرنسا
تنشق الجميع رائحة شيء يحترق فركضت عايدة الى المطبخ
الله يسامحكم يا بناتي لهتوني فى الكلام والأكل اتحرق
**********
الآن
رآت عايدة كابوس مخيف فى نومها فاستيقظت بفزع وقامت للتوضأ وتصلى وتدعو
اللهم اصرف عنا بلاءك ونجنى وبناتى من كل شر اللهم احفظهم وحصنهم بحصنك المنيع اللهم عافينا واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا
بعد ان انتهت من الصلاة والدعاء اتصلت بمريم
كانت مريم تسير بأحد شوارع باريس حين أتصلت بها والدتها وتحيرت هل تجيبها وتخبرها نفس الإجابة التي تحصل عليها في كل مرة (لسه معرفتش عنها حاجة)
لأ مش هرد
ثم فكرت أن هذا ممكن أن يقلق والدتها أكثر وبينما هي شاردة في أفكارها اصطدمت بشخص ما وسقط الهاتف من يدها على الأرض انحنت لتلتقط الهاتف
Pardon
انصدم الشخص الأخر عند رؤيتها فهذا أخر مكان كان يتوقع رؤيتها فيه
مريم0 بتعملى ايه هنا؟
رفعت رأسها لتنظر لصاحب الصوت الرخيم والمألوف لديها
نظرت اليه باندهاش
محمد
تطلع كل منهما بالآخر لبعض الوقت بدون ان ينطقا بحرف
*********
قبل 4 سنوات
اعلان معلق على أحد حوائط الجامعة عن رحلة الى شرم الشيخ لمدة ثلاثة أيام
هتفت ايمان
يله يا مريم صدقينى هننبسط أوى في الرحلة الجو تحفة دلوقتى فى شرم الشيخ وكمان فيها تخييم وأنا كان نفسى من زمان أشوف حاجة زى كده
متلحيش يا أيمان قلت لأ يعنى لأ
جاء صوت نجلاء من خلفهم
سبيها يا ايمان دى دماغها فى المذاكرة وبس وعايزة تطلع الأولى على الدفعة زى كل سنة يعنى أكيد مش هتضيع وقتها زى حالاتنا على الحاجات دى
قالت أيمان بتصميم
لا مش هسيبها وهتروح معانا غصب عنها وهروح أدفعلها اشتراك الرحلة بنفسي
لم تجد مريم أمامها سوى الاستسلام أمام الحاح صديقتها الأنتيم
ثم اتصلت ايمان بها قبل موعد الرحلة بيوم
اية رأيك تيجى معايا أنا وأخويا في عربيته هيكون الطريق مريح لينا أكتر
تمام .موافقة
هنمر عليك الساعة سابعة
بالرغم من أن ايمان صديقتها المقربة منذ أكثر من ثلاث سنوات كانت هذه هي المرة الأولى التي تتعرف فيها على أخيها محمد
عرفتهم أيمان على بعض
أخويا دكتور محمد معانا في نفس الجامعة (جامعة عين شمس)بس في آخر سنة في كلية الطب قسم الجراحة ودي مريم أنتيمتى و معايا في الهندسة وغاوية تفوق زيك
تصافحا ورحب كل منهما بالآخر وكان محمد طوال الوقت ينظر اليها بتمعن وكانه وقع في غرامها من النظرة الأولى
*********
شرم الشيخ
وجدها محمد طوال الوقت تجلس بمفردها تقرأ في أحد الكتب ولا تشارك فى أى نشاط من نشاطات الرحلة فبادرها
لية قاعدة طول الوقت لوحدك كده؟ تعالى اتسلى معانا وادخلى فى جو الرحلة
بنبسط أكتر وأنا بتفرج
ولكن تفاجأت به يسحبها من يدها
يله متعاند يش
لعبوا الكرة الطائرة والغميضة والعاب الورق والعاب أخرى وبالفعل استمتعت مريم للغاية بوقتها وشعرت كأنها عادت طفلة صغيرة
وفى المساء بينما الجميع ينصب خيمته للنوم
أنا مش جايلى نوم هروح أتمشى شوية وأشم هوا
ردت عليها أيمان وهى تتثاءب
بس أنا هيغمى على من التعب
ساعدتها مريم في نصب الخيمة ثم تركتها وذهبت
وبينما هي تسير على هوادة وتستنشق الهواء النقي سمعت صوت موسيقى فذهبت باتجاه مصدر الصوت ثم رأت نارا مشتعلة فاقتربت أكثر منها ثم وجدت محمد مستلقيا على الهاموك
(أرجوحة على هيئة فراش معلقة بين شجرتين) ويحمل جيتار بيده يعزف عليه موسيقى هادئة وجميلة للغاية
اية الجو الشاعري ده؟ اللى يشوفك ما يصدقش أبدا انك جراح
انتفض محمد من مكانه عندما سمع صوتها وكاد أن يسقط على الأرض
فقهقهت مريم بصوت عالي ونظر اليها محمد بأعجاب
ضحكتك حلوة أوى
أخفضت مريم وجهها الى الأسفل في خجل وقد أتسعت ابتسامة محمد عندما رأى خجلها وتوترها من مجرد مجاملة صغيرة ثم آشار بيده الى الهاموك
تحبى تجربيه؟
أومأت برأسها أيجابا
ولكن عندما حاولت الصعود عليه وقعت على وجهها وهذه المرة أنفجر هو بالضحك عليها
ساعدها على النهوض ثم قال
أنا هساعدك
مفتكرش هقدر أطلع عليه أبدا
متيأسيش كده من أول محاولة ثم استطرد
– هقعد أنا من طرف وأنتى من الطرف التانى عشان يكون فيه توازن
نجحت فعلا بالصعود ولكن عندما حاولت الاعتدال في جلستها كادت أن تسقط على الأرض مجددا ولكن محمد التقطها وأسندها بذراعه فسقطا الأثنان معا بداخل الهاموك فانتفضت مريم بذعر ولسان حالها يقول كيف أوقعت نفسى في هذا الموقف
فنظر محمد مباشرة في عينيها وقد كان قريبا جدا منها بشكل يصعب عليها حتى التحرك وزاد توترها أكثر حين شعرت بأنفاسه الدافئة تلفح وجهها فانكمشت على نفسها بخوف
متخافيش أوى كده أنا مبعضش على فكرة
ثم قفز برشاقة وهو يسند الهاموك بيده حتى استقرت فى جلستها
ياه ده مريح أوى ثم سألته
اللى خالاك سبت الكل وجيت هنا؟
بصي حواليك وهتعرفى الإجابة
نظرت مريم حولها فوجدت المكان يبدو على ضوء النار المشتعلة ساحر للغاية ولم يكن به أشجار كثيفة لذلك كانت تبدو السماء صافية والنجوم تتلألأ بها
ابتسمت مريم ضاحكة
على فكرة سألتك سؤال من شوية ومجاوبتنيش عليه
ايه هو؟
ازاي تكون جراح وفى نفس الوقت بالرقة والشاعرية دى؟
ابتسم محمد وهو يقول
أنت واخدة فكرة غلط عن الجراحيين زى أغلب الناس مع العلم أن أكتر الناس رومانسية وشاعرية هم الجراحيين والأيام هتثبتلك كلامي
*******
آفاقت أيمان من نومها لتشرب ولم تجد مريم بجانبها
راحت فين البت دى؟ ثم فكرت أنها ربما ذهبت للحمام
هتيجى بعد شوية يعنى هتروح فين وعادت للنوم من جديد
لم تشعر مريم بالوقت وهى تستمع لحديثه العذب حتى رأت أول خيط من خيوط الفجر فنهضت راكضة إلى خيمتها
***************
أصبحا محمد ومريم أصدقاء بعد هذه الرحلة حتى تفاجأت به فى أحد الأيام يصارحها بحبه ثم ركع على الأرض وطلب يدها للزواج وقد أحضر معه دبلتين تحمل كل واحدة منهم أسمائهم وتاريخ لقائهم الأول وكانت مريم على وشك آخذ الدبلة منه حين تجمع حولهم بعض الطلبة وهللوا وصاحوا وأحدهم قام بالتصفير فخجلت مريم كثيرا وضربت يده بحده فسقطت الدبل على الأرض ثم صرخت عليه بحده
احنا بس أصحاب أو الأصح انك أخو صاحبتي واذا كان فى بالك حاجة أكتر من كدة فدى مشكلتك
التقط محمد الدبل من على الأرض ثم أنصرف بهدوء دون أن ينطق بكلمة
وكان هذا هو اللقاء الأخير بينهم
***************
عودة الى الوقت الحاضر
أنا بع
لم يدعها محمد تكمل جملتها وقد شعر بما تود قوله
فنظر اليها بغضب
ولا يهمك أنا نسيت الموضوع ده
نظرت مريم الى يده وكان يرتدى دبلة زواج فأصابها بعض الإحباط لا تعرف مصدره
مبسوطة انى قابلتك بعد كل المدة دى
قال بلا اكتراث وهو يهم للذهاب
وأنا كمان
استوقفته مريم وقد شعرت أنه لا يعيرها أي اهتمام
لية بتكلمنى ببرود كده وكأنك ما تعرفنيش ؟
أنا فعلا معرفكيش كل الحكاية انك صاحبة أختي وشوفتك كام مرة معاها
مريم باعتراض
بس صاحبة أختك
أجابها بحده
مش ده اللي انتى عايزاه
أدمعت عينا مريم وأحست أنها تستحق هذه المعاملة فمدت له يدها لتصافحه
ممكن ننسي أي حاجة حصلت فى الماضي ونرجع أصحاب وكمان احنا فى غربة ومحتاجين لبعض
لم يصافحها محمد ورد عليها بوقاحة
أنا مش محتاج لحد. وياريت تنسي انك شوفتينى من الأساس
ثم تركها وانصرف
نظرت مريم اليه بعنين دامعتين ولا تصدق أن هذا هو نفس الشخص الذى كان ينبض رومانسية بالماضي وفجأة جحظت عيناها عندما رأت زوج شقيقتها على الرصيف الآخر ومعه فتاة أخرى غير شقيقتها وعلى وشك ركوب تاكسي
*******************
يا ترى محمد ومريم هيتقابلوا تانى؟ وهتعمل ايه مع زوج اختها؟

