رواية وجمعتنا الغربة الفصل الثاني 2 بقلم اماني عمر – تحميل الرواية pdf

رواية وجمعتنا الغربة الفصل الثاني 2 بقلم اماني عمر
الفصل الثاني
جحظت عينا مريم عندما رأت سمير على الرصيف الأخر وعلى وشك ركوب تاكسي مع فتاة أخرى غير شقيقتها فعبرت الطريق دون أن تهتم بالسيارات المسرعة حولها وهى تنادى بصوت عالى
سمير. سمير
حين أنتبه لها سمير صعد الى التاكسي بسرعة ثم أنطلق به
ركضت خلف التاكسي فى محاولة يائسة منها وهى تبكى وتمتم
استنى يا جبان 0ربنا ينتقم منك
أمسك محمد ذراعها وجذبها حتى طريق المشاة ثم صرخ عليها بحدة
أنتئ مجنونة؟ عايزة تموتي نفسك
ردت بغضب والدموع تملأ مقلتيها
وأنت ايه اللي رجعك تانى مش قلتلى من شوية أنك مش عايز تعرفني
نظر اليها بضيق
أنا غلطان كان المفروض أسيبك تموتي
وأخيرا تساقطت الدموع التي كانت تحاول السيطرة عليها ولم تستطع
رقت ملامح محمد عندما رآها في هذه الحالة وشعر بالقلق عليها
في أيه يا مريم أول مرة أشوفك بالضعف ده؟ ثم أردف
كنتي بتنادي على مين وبتجري كده من غير ما تبصى حتى على الطريق
مسحت الدموع التي تساقطت على وجهها براحتي يدها وكانت على وشك الانصراف متجاهلة حديثة
أمسك محمد ذراعها بقوة
مش هتمشى غير لما أعرف أيه الحكاية
نظرت اليه مريم وقد شعرت بالقلق عليها ظاهرا بملامح وجهه وأحست أن محمد الذى كانت تعرفه فى الماضي قد عاد مرة أخرى فشعرت بالطمأنينة تسكن قلبها وقررت أن تروى له كل شيء من البداية
الموضوع كبير ومش هينفع نكلم هنا
تمام .أنا راكن عربيتي بمكان قريب من هنا ممكن نقعد فيها ونتكلم براحتنا أو نروح لأى مكان تأنى زي ما تحبى
أومأت برأسها بإيجاب
لأ العربية كويسة
بدأت مريم تروى له كل شيء من وقت ما تعرفت شقيقتها منار على سمير عبر الأنترنت وحتى تزوجها وآتى بها الى هذه المدينة وانقطعت أخبارها
نظر اليها محمد بأعجاب
وجيتي لوحدك على مدينة غريبة متعرفيش فيها حد تدوري على أختك اللي أصلا مفيش أي معلومة مفيدة توصلك ليها غير عنوان ومشكوك في صحته كمان
عمى عايش هنا من زمان ومعاه الجنسية وبرغم أن أخباره انقطعت عننا بعد موت بابا لما احتجاناه متأخرش عنا وبعتلي دعوة للزيارة لمدة 6 شهور بس للأسف عدى منهم 3 شهور وملقتشى أي أثر لأختي
دورتى في اللاب توب بتاعها عن أي معلومة مفيدة توصلك لجوزها أو حتى طرف خيط يدلنا عليه
دورت أنا وماما كتير ملقناش حاجة
طب وأهله؟
حاولنا نتصل بيهم محدش رد وبعدين رحنا الشقة اللي كانوا ساكنين فيها لاقينها شقة مفروشة وكانوا مأجرينها لمدة شهر
بالتأكيد دول عصابة ثم استطرد
على العموم في واحد هنا بيسموه شيخ العرب لأنه بيعرف معظم المصريين والعرب اللي عيشين هنا
ثم أخرج هاتفه من تابلو السيارة
اديني رقم تليفونك وأنا هاخد منه ميعاد وأتصل بيكي
اعطته مريم رقم هاتفها ثم نظرت اليه بامتنان
شكرا يا محمد
نظر اليها نظرة جانبية وفكر أنه مثل الفراشة التي تسير نحو النار برغم علمها أنها ستفقد حياتها ولكن انجذابها للضوء لم يمنعها من ذلك
ثم سألها وهو على وشك السير بالسيارة
عنوانك أيه؟
فى اوتيل قريب من هنا هدلك عليه واحنا ماشيين
نظر اليه باستغراب
مش قلتى انك قاعدة مع عمك؟
كنت قاعدة عنده لغاية الاسبوع اللى فات بس مراته كرهتنى عيشتى وفى الاخر طردتنى
شعر محمد بالقلق عليها أكثر ولكنه لم يظهر لها ذلك بينما هى وقع نظرها على دبلة الزواج التى يرتديها بأصبعه مرة أخرى
ففتحت النافذة لتنشق بعض الهواء ثم سألته بعد قليل
ما قولتليش بتعمل ايه هنا؟
جيت أخد الماجستير. والحمد لله قربت أخلصه
سعدت مريم من أجله وتذكرت بآسي أحلامها المؤجلة في الحصول على الماجستير و الدكتوراه
بالتوفيق
شكرا
***************
ذهب سمير مباشرة الى شخص يدعى فيكتور يتحدث بالفصحى وهيئته مخيفة بعض الشئ
متأكد أنها شقيقتها
طبعا متأكد دي حتى ندهت عليا بأسمى أو اللي فاكراه أسمى
نظر اليه فيكتور بغضب
لكنك ذكرت لى من قبل أنها ليس لديها أحد ليبحث عنها
وأنا مكدبتش عليك معند هاش غير أمها وأختها وخال يعيش في الصعيد مش بيزورهم الا في المناسبات ثم استطرد
يعنى مين كان هيتصور أن أختها هتسافر كل الأميال دي وتيجى تدور عليها
هل هى بمفردها؟
مش عارف 0 أنا أول ما لمحتها ركبت بسرعة التاكسي ومشيت
على كل حال اذا تسببت في أي قلق ستجنى على نفسها وستلحق بشقيقتها
والمفروض أنا أعمل أية دلوقتى ؟
أعرف عنوانها وضع نظرك عليها وأنتظر التعليمات
نظر اليه سمير ببلاهة
وأنا هعرف عنوانها أزاي
رد عليه فيكتور بحدة وهو ينظر اليه بغضب
ليس لي دخل بذلك فهذا نتيجة خطأك ويجب عليك تصحيحه
تلجم سمير ولم يستطع فتح فمه
*****************
ذهب محمد الى شقته بعد أن اوصل مريم الى مكان اقامتها وكان على وشك فتح الباب بمفتاحه ولكن أياد شريكه فى السكن سبقه وفتح له الباب فنظر اليه محمد بدهشة
اللي جابك النها ردة بدرى يا اياد؟
رد اياد عليه ساخرا
اترفدت والحمد لله
نظر اليه محمد بلا مبالاة وهو يخلع جاكيته
عادى مش المرة الأولى اللي بتترفد فيها
ولكن المرة دى صدقني مش ذنبي
ابتسم محمد بسخرية
وكل مرة بتقول كدة بردوا
أنا أسف يا محمد هتضطر تدفع الإيجار عنى الشهر ده كمان
ولا يهمك يا سيدى بس أنا خايف عليك عصبيتك دي مش هتضر حد غيرك وعندك مسؤوليات كتير وأهلك حطين أملهم فيك
اعمل ايه يعنى الناس معدتش عندها ذوق فى التعامل خاصة لما يعرفوا انى عربى والمدير معندوش غير كلمة واحدة الزبون دايما على حق ثم أردف
خلاص بقى خلى كل من هب ودب يجى يدينى على قفايا وأنا المفروض اسكت
انفجر محمد بالضحك عليه
ربنا يهديك يا اياد
سيبك منى أنت كنت فين ؟عديت عليك في المستشفى قالولي راح يتغدى من ساعتين ومرجعش بتزوغ من المستشفى يا دكتور
روي له محمد كل شيء عن لقائه بمريم
ممم 0مش دي يا دوك اللي سبت البلد كلها وجيت هنا عشانها وحلفت أنك مش هتبص في خلقتها تأنى
أشاح محمد بنظره عنه وهو يقول
مظبوط بس عايزنى أعمل أيه يعنى وأنا شايفها في الظروف دي وعلى فكرة أي واحدة مكانها كنت هعمل كدة معاها بردوا
نظر اليه اياد مشككا
متأكد؟
نظر اليه محمد بآسي وعاد بذاكرته الى تلك الليلة التي ألقت مريم فيها الدبل بوجهه
طبعا 0أنا مش ممكن أنسي اهانتها ليا وكسرة قلبي منها ثم استطرد
أنا بس شفقت عليها لما عرفت قصتها وشفقت عليها أكترلما شفت الأوتيل اللي ساكنة فية
نظر اليه اياد بشك ثم قال ساخرا
ما هو دايما بيبتدى كدة
ضربه محمد ضربة خفيفة على بطنه
اخرس بقى وشوف لنا حاجة ناكلها أنا ميت من الجوع
آشار له اياد بيده بطريقة مسرحية
والسفرة جاهزة يا معلم
جحظا محمد عينيه وابتسم عندما سمع هذا ثم أصيب بخيبة أمل عنما وجد التونة وقطعة جبن وبعض أرغفة الخبز كالعادة فقط على السفرة ثم نظر الى اياد الذى أشاح بوجهه الى الجهة الأخرى
***************
كانت مريم مستلقية على الفراش وتنظر الى سقف الغرفة وقد سرحت بفكرها بمحمد وكيف تغير الى هذا الحد وهل هي السبب الذي جعله على هذا الحال وتذكرت صديقتها أيمان التي كانت تعتبرها شقيقتها الأخرى ولكن بعد ما حدث بينها وبين شقيقها ذلك اليوم تخلت عن صداقتها برغم اعتذار مريم المتكرر
لست أشكو من فقدان أيامى الجميلة
أنما من غربة قلوب تبتعد عنى وكأنني
لم أكن يوما لها قريب
اقتباس
افاقت من شرودها على صوت صخب يأتي من الخارج وكأن أحد ما يحاول دخول غرفتها عنوة فركضت على الباب وتأكدت انها أغلقته جيدا بالمفتاح ومع ذلك كانت تشعر بالخوف الشديد
***************
يا ترى ايه اللي هيحصل لمريم ؟ هنعرف الفصل اللي جاي وربنا يستر



