رواية وجمعتنا الغربة الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم اماني عمر
الفصل الحادي والعشرين
(فى المستشفى)
أشرف—ان اديتهم جواز السفر بتاعى وقلتلهم انها مراتى تحسبا ممكن العصابة تكون بتدور عليكم فى المستشفيات
مريم—متشكرة اوى يا أشرف
على ايه ؟هو انا لسه عملت حاجة
شعر أشرف بتوترها
متقلقيش هتبقى كويسة
يااارب
خرج محمد من غرفة العناية المركزة ووجد مريم وأشرف بانتظاره في غاية القلق
صاحت به مريم فور رؤيته
فى ايه اختى مالها وأيه اللى خالكم حطتوها فى العناية المركزة؟
أمسك محمد يدها وربت عليها بحنان
للأسف يا مريم اختك عندها سرطان فى المبيض الأيمن ولازم تعمل عمليه فى ظرف شهر بالكتير والا حالتها هتزيد خطورة وكمان تردد قليلا ثم قال
ممكن بعد العملية متقدرش تنجب أولاد بس للأسف مقدمناش حل تانى
تساقطت الدموع من عينى مريم بلا وعى
ممكن أشوفها
طبعا بس خمس دقايق مش اكتر ومتخليهاش تكلم كتير
اشارت مريم له بالإيجاب
ارتدت مريم الملابس الخاصة بغرفة العناية ثم دلفت الى داخل الغرفة وهى لا تزال تبكى
منار بصوت خفيض
جرى ايه يا مريم هو انا مت خلاص ولا ايه؟
بعد الشر عليكى يا منار0 معقول بعد ما لاقيتك اسيبك تروحى منى تانى
ما تخافيش يا ختى انا قاعدة على قلبك مش راحة فى اى حتة
انتى كنتى عارفة
اه وعلى فكرة لولا مرضى كان زمان دكتور كامل خلص عليا من زمان يعنى على رأى امى كل شر جواه خير
نظرت مريم اليها بحب وهى تفكر كيف لمنار ان تكون هكذا تحمل بداخلها ألام ضخمة يصعب على اى شخص تحملها ولكنها لا تشعر احد بذلك بل على العكس تخفف عن الجميع
ان شاء الله هتعملى العملية وهتبقى زي الفل
دخلت الممرضة فى هذه اللحظة
لوسمحتى اخرجى يكفى ذلك من أجل راحة المريضة
حسنا
قبل ان تخرج
انا واقفة برة يا منارمتخافيش مش هسيبك ابدا
****************\
(بعد يومين)
تحسنت حالة منار بعض الشيء وتم نقلها الى غرفة عادية واقامت مريم معها كمرافقة لها بينما اقاما محمد وأشرف بفندق قريب من المستشفى ليكونا قريبا ن منهم
اعتدلت منار على فراشها عندما دخل عليها أشرف الغرفة ومعه باقة من الزهور
ازيك دلوقتى يا منار؟
الحمد لله اخذت منه باقة الزهور
0متشكرة اوى تعبت نفسك
تعبك راحة ثم استطرد
يله بقى عايزك تشدى حيلك كده وتقومي بسرعة عشان عندنا شغل جامد
شغل ايه ؟
محتاجين مساعدتك عشان نقدر نقبض على العصابة ونخلص البنات اللى زيك من يبن ايديهم
بكت منار عندما تذكرت وجوههم القذرة
فجلس أشرف بجانبها وربت على كتفها
وحياة كل دمعة نزلت من عينيك لخليهم يدفعوا التمن غالى
طأطأت منار رأسها بخجل
هو محمد ومريم فين؟
زهقتى منى ولا اية ؟
اكيد لأ بس مش شايفاهم قدامى
راحو البيت يجيبوا كام غيارانتى عارفة ان مريم بقالها يومين معاكي فى المستشفى بنفس اللبس
ردت بمزاح
أكيد ريحتها طلعت عليكم عشان كده أجبرتوها تروح تغير
انفجر أشرف بالضحك وشعر ان هناك روح قطة شرسة بداخلها تأبى ان تستسلم لظروف الحياة مهما كانت قاسية معها
****************
تلقى مارك اتصال من ديفيد
* اهلا ديفيد هل علمت شئ بخصوص الفتاتين؟
ليس بعد ولكن تتبعنا اثر ادم وهو الان فى قبضتنا
وأين هو ؟
بالمخزن القديم
حسنا سآتى اليك حالا لأستجوبه بنفسى
اغلق ديفيد الخط مع مارك ثم التفت الى ادم الذى كان مقيدا على الحائط و يبدو انه تلقى أشد أنواع العذاب
يبدو انك عزيز جدا لدى البوس boss لذلك سيأتي بنفسه لكى يستجوبك
*****************
جلبت مريم حقيبة النقود من الخزانة وأفرغتها فى حقيبة يدها
ايه الفلوس دى كلها يا مريم
دى فلوس كانت مع المذكرات في الدولاب
فلوس اياد يعنى؟
اشارت مريم بالايجاب
وناوية تعملى بيها ايه؟
اكيد هدفعها مصاريف للمستشفى وكمان عملية مريم
صاح عليها محمد بغضب
عايزة تعالجي أختك بفلوس حرام
طب قولي انت ازاى هنقدر ندبر 50 الف دولار مصاريف المستشفى والعملية خلال اسبوع وبعدين منار تستحق كل دولار من الفلوس دى دول باعوها وتاجروا فيها وكمان عذبوها
معاكى حق بس
مفيش بس احنا مضطرين على كده يا محمد وربنا غفور رحيم ولك عليا الفلوس الى هتفضل بعد العلاج والعملية هنتبرع بيها كلها للخير
**************
شعر ادم بالرعب عندما رأى مارك وهو يدخل المكان الذى اختطف به وبدون ان ينطق مارك بكلمة بادره ادم
صدقنى أنا لا أعلم شئ وحتى لم يكن لدى علم ان اياد قد جاء الى امريكا
رد عليه مارك بسخرية
أحقا؟
ثم اراه فيديو مصور له وهو يخرج من المطار برفقة اياد ومريم ثم أشهر مسدسه برأسه
هل ستعترف بالحقيقة أم افجر لك رأسك الان؟
ا ضطرادم للاعتراف بكل شيء
ركله ديفيد بقدمه
كنت اعترفت منذ البداية ووفرت على نفسك هذا العذاب
نظر ادم الى مارك يعينين راجية
ارجو ان تدعنى الان اذهب الى حال سبيلى
رد عليه مارك بسخرية
بالطبع سأدعك
ثم همس لمساعده الشخصي
فلتقم بتخديره ثم ارسله الى المستشفى التى نتعامل معها ولا تقبل هذه المرة بمبلغ أقل من مليون دولار
ثم التفت الى ديفيد
اذهب على الفور واحضر لى تلك الفتاتين وأريدهن احياء
تمام يا بوس
*****************
المستشفى
جلست مريم امام غرفة منارتقراء بعض آيات من القراءن الكريم ثم بدأت تدعو من كل قلبها وهى تبكى
يارب ان قدرتك تفوق قدرة الأطباء فأنزل على كل مريض العافية ومن عليه بالشفاء اللهم رب الناس اله الناس أنت الشافي ولا شافي الا أنت شفاءا لا يغادر سقما
ظفر محمد بضيق وهو يخرج من غرفة منار فشعرت مريم بالقلق
فى ايه يا محمد؟ فى حاجة حصلت لمريم؟
الظاهر انتى وأختك ناوين تجننوني ما شاء الله كل واحدة فيكم أعند من التانية
قصدك ايه ؟
رافضة تعمل العملية هنا ومصممة تسافر مصر وتعملها هناك
طب وهتفرق كتير
طبعا هتفرق الامكانيات هنا أحسن وصحيح فى دكاترة فى مصر شاطرين جدا بس التمريض مش مضمون ومرحلة النقاهة فى بعض الحالات بتكون أهم من العملية نفسها ارجوكى يا مريم حاولى تقنعيها لان الوقت مش في صالحها
دلفت مريم الى الغرفة وفور ان راتها منار
ريحى نفسك يا مريم انا مش هعمل العملية الا لما ارجع مصر وأكون فى حضن امى ثم استطردت بآسي على الأقل لما اموت أكون مطمئنة انى فى
وضعت مريم يدها على فمها
اوعى تقولي كده تانى يا منار انتى ان شاء الله هتخفى وهتبقى زي الفل
هو أشرف فين؟
استغربت مريم من سؤالها عن أشرف فجأة و فى ظل هذه الظروف ولكنها أجابتها
سافر فرنسا وهيرجع تانى لما يحل بعض الأمور ثم اردفت باصرار
نرجع بقى لموضوعنا
قاطعتها منار بحدة
انا قلت لأ يعنى لأ
— بس انتى لازم تعملي العملية في اسرع وقت يا منارومعندكيش رفاهية الانتظار وبعدين ليه عايزة تعرضي ماما لضغط نفسى زى ده يعنى مش كفاية بقالها حوالى سنة مش عارفة عنك حاجة وكل يوم بتموت الف موتة
واخيرا اقتنعت منار
خلاص يا مريم اعملوا اللي انتوا عايزينه بس لو جرالى حاجة ياريت تبلغوا ماما انى بحبها اوى وكنت حابه اشوفها قبل
وضعت مريم يدها على فمه للمرة التانية
هتشوفيها ان شاء الله وتقوليلها كل اللي انت حابه تقوليه وش لوش
********************
فتش ديفيد ورجاله كل ركن بالمنزل ولم يجدوا أحد
الو يا بوسboss لا يوجد أحد بالمنزل
اللعنة
ولكن يبدو انهم لم يغادروا منذ وقت طويل فهناك طعام بالمطبخ لا يزال ساخنا وأيضا ملا بسهم لاتزال بالخزانة
هاتان الفتاتان يبدو انهن محظوظتان للغاية
وماذا سنفعل الان؟
أعيدوا كل شئ كما كان ولتترك بعض الرجال حول المنزل لمراقبته على مدارال24 ساعة
تحت امرك يا بوسboss
