رواية ذات الوجه الدميم الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم ياسمينا – تحميل الرواية pdf

فجر يوم الثلاثاء .. بعد أن أدت لمياء صلاتها .. دخلت شرفة منزلهم .. جلست على الأرض وقرأت بعض آيات القرآن .. ثم أغلقت مصحفها و نظرت
الى السماء .. كانت تفكر فيه ..مر يومان .. لم تحادثه ولم يحاول هو ان يتكلم معها .. لم يخالف وعده لها وتركها على حريتها .. بينها وبين
نفسها أشفقت عليه من أفعال خطيبته الأولى .. قدرت له وقوفه معها .. وكلما تذكرت كيف هي لفظته من حياتها بهذه القسوه .. تشفق عليه
أكثر .. ما يؤلمها أنه لم يثق بها ولم يصارحها بالحقيقه .. لكنه وبالتأكيد كان خائفا لو قال لها الحقيقه فتبعد عنه ويخسرها للأبد .. زفرت في
ضيق .. لم تعد تعرف ماذا تريد .. تشفق عليه وتعطيه العذر ولكن تغضب حينما تتذكر فعلته وعدم ثقته بها .. لابد أن تصل لقرار حاسم فاليوم
الثلاثاء والمفترض أن زفافها عليه بعد يومين .. ولكي تصل للقرار .. طرحت كل الأحداث جانبا
.. وسألت نفسها سؤال : إنتي هتقدري تعيشي من غيره ؟ هتقدري تبعدي عنه؟
توقعت حياتها بعد أن يتركها رامي .. أغمضت عيناها وتخيلت بعده عنها وعدم وجود اتصالاته المستمره .. وشقتهم التي يجهزوها للزواج .. لن
تعود سكنها معه .. لمسته التي باتت محلله له .. التي انتظرتها طوال أيام الخطبه .. لهفته عليها .. حبه الشديد لها .. وفوق كل ذلك حبها
وعشقها هي له .. أفعلته هذه سبب قوي لهدم كل مابينهم؟ أشرقت الشمس بكامل محياها .. صلت الضحى .. وقالت بعدها دعاء الاستخاره ..
ثم مسكت هاتفها نظرت له قليلا .. توكلت على الله واتصلت على رقمه
كان هو نائما .. استيقظ على صوت هاتفه .. بصعوبه فتح عينيه .. وجد اسمها .. اعتدل في مكانه وفتح عينيه جيدا .. نظر مره اخرى ليتأكد انه
حقيقه وليس حلم .. سعل ليجعل صوته عاديا ..
رد عليها بلهفه : الو .. لمياء
انتابتها القشعريره لسماع صوته قالت بصوت تحاول ان يبدو ثابت : السلام عليكم
رامي بتأثر : وعليكم السلام ياحبيبتي .. أخيرا سمعت صوتك .. يالميا
انا كنت ميت من غيرك اليومين اللي فاتوا .. يا..
لمياء مقاطعه : من فضلك يارامي .. انا لسه ماقولتش قراري النهائي ..
رامي بقلق : هو الموضوع صعب اوي كده؟ مفيش ليا اي ذكرى حلوه تخليكي تغفريلي ؟
لمياء وقد شعرت أنه فعلا أثر عليها وقالت : لازم نتكلم الاول
رامي سريعا : تحت أمرك في أي وقت .. أؤمريني
ابتسمت لمياء للهفته وقالت : ماشي .. ياريت النهارده ..
رامي : طيب ممكن اجي اوصلك الشغل بس .. مش هتكلم والله .. هوصلك بس أشوفك
ثم تنهد وقال : وحشتيني اوي
لمياء بدلع قاصده : تؤ .. مش رايحه الشغل النهارده
تأثر بدلعها وقال : طيب أجيلك البيت دلوقتي؟
لمياء : أوكيه بس مش دلوقتي .. هبقى أكلمك وأقولك
رامي : ماتتأخريش عليا ..
لمياء : الله المستعان
رامي : ممكن بس .. تبلي ريقي بكلمه ..
كتمت لمياء ضحكتها وقالت بجديه : كلمة ايه؟
رامي : بقالي يومين عايش في صحرا قحط .. كلامك وصوتك كانوا الميه والهوا .. حسي بيا بقى وقوليلي حاجه تبل ريقي .. ادخلي السرور
على مؤمن يامؤمنه
ضحكت عن دون قصد
قال بارتياح : اللهم صلي على النبي .. ايه الحلاوه دي
لمياء وهي تحاول ان تعود لجديتها : من فضلك يارامي ماتحاولش تـ….
قاطعها : ماحاولش ايه .. خلاص كل شيئن انكشفن وبان ..
ضحكت مره اخرى ولم ترد عليه
قال وهو يقلد صوت ما: بتحبيني ياهدى ؟
لمياء : خلاص بقى انت غاوي تقلب كل حاجه هزار .. بوظت شويتين الجد اللي كنت هرسمهم عليك ..
ضحك رامي من قلبه ضحكه حقيقيه تملؤها السعاده وقال : ياباشا انت ترسم وتهندس وتؤمر وانت حاطط رجل على رجل .. انتي حبيبتي يالميا
.. فاهمه يعني ايه؟ عارفه حتى لو قولتيلي مش عايزاك .. اقسم بالله ماكنت هسيبك .. ولا هفرط فيكي بعد مالقيتك ..
لمياء : طيب خلاص
رامي : خلاص ايه؟
لمياء : تعالى دلوقتي
رامي وهو يزيح غطاءه وينهض سريعا : دلوقتي بجد؟
لمياء برقه : اممم .. تعالى نفطر وبعدين روح شغلك .. بعد اذنك واذن مامتك يعني ..
رامي : حااالااااااااا هتلاقيني تحت بيتكوا .. انا لبست على فكره
ضحكت لمياء مره اخر وقالت : مجنون
رامي : مجنون بيكي ياعمري اللي جاي كله ..
ثم قبلها قبله بصوت مسموع .. اقشعرت لها .. قالت : سلام بقى انت زودتها كده .. يلا ماتعطلنيش عايزه احضر الفطار ..
رامي : اعمليلي نص خروف ليا لوحدي .. بقالي يومين مادوقتش الاكل بسببك ياشيخه
لمياء : لا ياراجل ؟
رامي : ايوه .. رامي اللي كان ورده مفتحه .. تشوفيه دلوقتي ماتعرفيهوش .. وكله عشان بفكر فيكي ليل ونهار وانتي بعيده عني .. ياقاسيه
لمياء : خلاص بقى ماتوجعش قلبي .. انا مستنياك .. ماتتأخرش
رامي : من عيوني ياعيوني ..
انهت معه المكالمه وبدأت في تحضير الفطار بالفعل .. جاء بعدها وهو يحمل أشياء كثيره .. سلم على أفراد عائلتها وتناول الافطار معهم ..
بعدها أعدت لهم والدتها الشاي وقدمته لهم في الصالون وتركتهم بمفردهم وأغلقت الباب خلفها .. اقترب منها ولكن لم يلمسها .. لم يريد ان
يضغط عليها قبل ان تتلكم وتقول ما في قلبها
رامي : ها ياستي بقينا لوحدنا .. قولي كل اللي عايزه تقوليه
سعدت لمياء بهذه المقدمه فتكلمت براحتها : الأول عايزه أسألك سؤال
قال سريعا : وهرد عليكي بصراحه
ابتسمت : ماشي .. رامي .. انت لسه بتحب البنت دي؟
رامي بصدق : لا طبعا .. انتهت من حياتي
لمياء بارتياح : كويس ..
ثم صمتت ونظرت في اتجاه اخر
رامي : ايه تاني ؟ بتفكري في ايه؟
لمياء : مش قادره انسى الموقف يارامي ..
رامي : خلاص بقى خلي قلبك يصفى .. اوعدك مش هكررها تاني ..
لمياء : ماشي .. بس ..
قاطعها : من غير بس بقى ..
اقترب منها ومسك يدها وقبلها : ابوس ايدك بقى كفايه اليومين اللي فاتواكانوا وحشين اوي في بعدك .. ماتخليش الحياه ناشفه كده
ملس على ووجنتها برقه وقال : اضحكي عشان خاطري
ابتسمت تحت تأثير صوته الهامس وكلامه المعسول .. ظلت تنظر الى عينيه وقالت دون ارادة منها : بحبك اوي يارامي
احتضن رأسها وأراحها على صدره وقال : الحمد لله .. يابركة دعاكي يامه
عدلت رأسها وقالت : ايه ده هي طنط عرفت حاجه عن اللي حصل ؟
رامي : لا طبعا .. هي بس حست ان في مشكله وهي عارفه اني مش هحكي حاجه .. بس كل ما تشوفني تدعيلي .. وعلى فكره كانت
عايزه تكلمك وانا اللي منعتها .. خفت يعني تفتكري اني كده بضغط عليكي
لمياء : ماتعرفش انا كنت بتعذب ازاي في اليومين دول .. غير ان الموقف جارحني .. بس انت فعلا كنت واحشني اوي
رامي بسعاده : حبيبتي .. انا كمان لاحظت ان اهلك عاملوني عادي كأنهم مايعرفوش حاجه .. انتي شكلك ماحكتيش
لمياء : لا الحمد لله انا عارفه ايه اللي يتحكي وايه اللي مايتحكيش .. حاجه زي كده ممكن تضايق بابا اصلا لانك بتشكك في بنته .. انا متفهمه
الوضع عنه .. والحمد لله هما كانوا فاكرين خلاف بيني وبينك .. وبابا وماما عارفين ان انا كبيره بما فيه الكفايه اني اقدر احل مشاكلي بنفسي
نظر لها باعجاب .. هي تتكلم بطلاقه وثقه .. ظل ينظر اليها ولم يتكلم .. أخجلها بنظراته .. حاولت هي ان تغير مجرى الحديث
لمياء : انت جايب حاجات كتير اوي .. مكنش ليه لزوم لده كله
رامي وهو مازال ممسكا بيدها : كله فدا رضاكي ياحبيبتي
لمياء برقه : مرسي
رامي : بس الشنطه اللي معايا دي بتاعتك انتي مخصوص
لمياء : ايوه انا لاحظت انك شايلها من ساعة مادخلت وماحطيتهاش مع الباقي
رامي وهو يعطيها له : زي ماقلتلك دي بتاعتك مخصوص
همت بفتحها .. أطبق على يدها وقال .. ابقى افتحيها لوحدك في أوضتك
لم تفهم قصده .. ولكنها انصاعت لكلامه .. وبعد قليل غادر على اتفاق أن يأتي بعد عمله يأخذها ليتمم بعض الرتوش البسيطه في شقتهم
دخلت لمياء غرفتها وهي سعيده بزيارته التي أنستها ماحدث بينهم .. نسيت أمر الشنطه .. جلست على السرير تداعب شعرها بلطف .. اتصل
عليها .. ردت
لمياء : السلام عليكم
رامي : وعليكم السلام .. عجبتك الهديه؟
لمياء : لا ياحبيبي لسه مافتحتهاش … اسفه بس انشغلت
رامي : لا ولايهمك
لمياء : استنى هفتحها وانت معايا على الخط
رامي : متأكده ؟
لمياء : ايوه عادي .. اهي .. استنى بفتحها
ثم شهقت وقالت سريعا : ايه ده يارامي .. ياقليل الادب
ثم أغلقت الخط سريعا .. بينما هو تعالت ضحكاته المتتاليه وهو يتخيل منظرها وهي ترى ما أحضره لها
قال لنفسه وهو مازال يضحك : يخربيت غلاستك يارامي هههههههههههههه
نظرت لمياء لمحتوى الشنطه التي أحضرها رامي .. أحضر لها بعض اللانجري الفاضح .. وعدد من الأطقم الداخليه المثيره .. وضعت يدها على
فمها تحاول ان تمتص الصدمه والموقف الذي وضعها به رامي .. لقد اجتاز كل الحدود بفعلته هذه .. ولكنه على عكس كل التوقعات جعلها تبتسم
في خجل .. وببطء وحرص نظرت الى محتويات الشنطه من جديد .. وأخرجتهم واحد تلو الاخر في دهشه .. كيف لرامي ان يفعل بها ذلك .. كسر
حاجز الخجل بينهم بطريقه جريئه .. ولكنها رغم كل هذا .. أعجبت بما فعل ولكنها تظاهرت بعكس ذلك عندما جاء ليقلها الى حيث يبتاعون باقي
مقتنياتهم ..
قال وهو بجوارها في سيارته : عجبتك الحاجات ؟
لمياء : انت جرئ اوي على فكره ..
رامي : وهو ده المطلوب
لمياء محذره : لا يارامي لسه ماينفعش نتكلم في الحاجات دي دلوقتي
رامي : بقولك ايه .. سيبك من شوية الجد دول مش عليا انا .. انا جوزك ياحبيبتي .. فاهمه يعني ايه؟ يعني انا ممكن دلوقتي اخدك على
شقتنا و.. هه ..هه .. فاهماني
لمياء : خلاص اسكت بقى .. كلها يومين ونروح ياسيدي
رامي : سيدك وتاج راسك
لمياء : تشكرات افندم
رامي : جيكوزال جيكوزال
ضحكت لمياء بشده لخفة دمه .. وانتهى اليوم في سلام
يوم الاربعاء وهو يوم الحنه .. جاءت غاده اليها ومعها أمنيه كما وعدتها
وبعد ان رقصوا وغنوا لها .. انصرف معظم الاصدقاء والاقارب على وعد بلقاء اليوم التالي في الفرح .. جلست لمياء مع غاده وأمنيه ..
أمنيه : أبيه شريف هيجي إمته ياحجه
غاده : كلمني وقال بعد شويه .. قاعد مع رامي آخر يوم في العزوبيه بقى
لمياء : إحنا هنبقى مع بعض كل يوم .. خلاص بقينا تبع بعض .. مننا في بعضينا
غاده : ياريت والله يالولو .. انتي عارفه .. ماعنديش صحاب غيرك
أمنيه : وانا واخواتي ايه ؟ هوا ؟ مش موجودين !!.. لا ياحبيبتي انا واخواتي حموات شداد اوي
نظرت لها لمياء في دهشه من جرأتها
ضحكت غاده: اه طبعا هو انا ليا غيركوا
هنا دخلت عليهم والدة لمياء .. أخبرتها أنها وأبيها سيذهبان سريعا لشراء بعض الطلبات الضروريه ليوم الغد .. وأخبرتها والدتها أن ابن حارس
العماره سيأتي بعد قليل ليأخذ باقي الطعام الذي كان في الحنه وأعطتها بعض النقود لتعطيه اليه عندما يأتي .. ثم خرجت وتركتهم
نظرت غاده في ساعتها وقالت بحرج : انا اسفه يالميا بس انا مش عارفه شريف اتأخر كده ليه؟
لمياء : ولا يهمك ياحبيبتي انا اصلا حسه اني قلقانه ومش جايلي نوم
غاده وهي تضغط على مفاتيح هاتفها : لا انتي لازم تنامي كويس الليله عشان بكره تكوني فايقه ووشك منور
قامت غاده واقتربت من الشرفه وتحدثت الى شريف تستعجله ليقلها هي وأمنيه للمنزل
بينما رن جرس المنزل .. قالت لمياء : اه ده تلاقيه ابن البواب
قامت وهي مجهده : لسه هلبس الاسدال .. اااه ياني
قامت لمياء بدورها وقالت : هاتي عنك وانا هروح .. انا لابسه كل هدومي اصلا ..
أعطتها لمياء النقود وشكرتها .. قالت لمياء : الاكل فين بقى اللي طنط قالت عليه
لمياء : على السفره بره
خرجت أمنيه من حجرتها وأخذت الطعام الملفوف في يد والنقود في يد اخرى
بينما انتهت غاده من مكالمتها لشريف
غاده : ايه ده هي امنيه خرجت ليه من الاوضه؟
لمياء : ابن البواب جه ولمياء اتبرعت تخرج هي بدل ما البس انا لسه والموال ده
غاده : اه .. طيب شريف جاي في الطريق خلاص
لمياء : بقولك هي مالها واخده راحتها معاكي في الكلام كده ليه .. حسه ان مفيش حدود بينك وبينها مع انها صغيره اوي وفي فرق بينك وبينها
غاده : لا لا دي طيبه جدا وحبوبه .. بس هي اسلوبها كده وعلى فكره هي بتهزر .. خدي كل كلامها بهزار .. اومال لو شفتي العلاقه بينها وبين
شريف .. شوفي هي اصغر منه بكتير ازاي ومع ذلك لما بيشوفها بيبقى كأنه قدها في السن وبيقعدوا يناكفوا في بعض .. بيعملوا شو كوميدي
هما الاتنين
نظرت لها لمياء في دهشه .. كيف لغاده أن تسمح لزوجها أن يتخطى حدوده في التعامل مع امرأه أجنبيه عنه بهذه الطريقه .. والأغرب أن غاده
لا يزعجها هذا الشئ .. ترددت أن تحادثها في هذا الشئ ولكن قالت لنفسها انها أمور داخليه بينهم ولا يصح أن تتكلم فيها
وعند أمنيه ..
فتحت الباب وجدت شابا وسيما ويرتدي ملابس قيمه ولا تليق بابن حارس عقار
أعطته النقود والطعام وقالت : اتفضل .. طنط بعتالكوا دول .. بالهنا والشفا يلا ياسيدي الله يسهلك
ثم أغلقت الباب في وجهه وقالت في سرها : هما ولاد البوابين بقوا مزز وبيلبسوا حلو كده ليه
هو .. مازال واقف في مكانه متسمرا من فعلتها ومصدوما من تلك الفتاه التي لا يعرف من هي ..
لم يكن هو ابن حارس العقار ولم يكن غير حسام الأخ الأصغر للمياء .. ظل واقفا مبهوتا مما فعلته تلك الفتاه .. نظر حوله ليتأكد من وجوده
بالطابق الصحيح .. ونظر الى باب شقتهم .. ثم نظر الى يده وما أعطته أمنيه منذ لحظات .. ثم قال : ايه شغل الجنان ده
وطرق الباب مره اخرى
كانت أمنيه قد جلست على السرير بجوار غاده مره اخرى .. عندما رن جرس الشقه مره اخرى
قالت لمياء : انا هفتح المره دي خليكي ياأمنيه
وخرجت لمياء وقالت من خلف الباب : مين؟
حسام : افتحي يالميا
فتحت لمياء الباب وبعد أن دخل قالت له : انت مافتحتش بمفتاحك ليه؟
حسام : مكنتش اعرف اذا كنتوا خلصتوا ولا لسه خفت افتح وحد من صحباتك قاعده وواخده راحتها
لمياء : ااااه .. بس احنا خلصنا بقالنا شويه
حسام : ازاي اومال مين البنت اللي فتحت من شويه واديتني الحاجات دي
قالت لمياء وهي تنظر الى يديه وقالت : ايه ده ؟
ثم فهمت على الفور ماحدث فضحكت وقالت : هي افتكرتك ابن البواب
ثم ضحكت مره اخرى وقالت : انت شكلك يدي بوابين اه .. البنت معذوره
قال بنفاذ صبر : مين دي يعني وهي فين بسلامتها اللي مش عارفه تفرق بيني وبين ابن البواب
لمياء : تفرق ايه يابنتي هو ابن البواب بتاعنا مش ابن ناس ولا ايه؟ ده قرب يتخرج من حقوق
حسام : ياستي هو انا هناسبه مايتخرج من الحته اللي يتخرج منها .. انا بسألك مين دي ؟
ثم نظر حوله وقال : هي فين اصلا ده مفيش حد في البيت
لمياء : جوه في أوضتي .. اتنين من صحابي بس لسه ماروحوش مستنيين اهاليهم يجوا يخدوهم .. وبعدين هي مالهاش ذنب .. افتكرتك هو
واديتك الفلوس والاكل زي ما ماما قالت
حسام : صحبتك ازاي دي شكلها عيله اوي
لمياء وهي تذهب لغرفتها مره اخرى : لا دي قريبة صاحبتي اللي جوه معاها .. يلا مش فاضيالك انا داخله للبنات
**************
في الطريق الى منزل شريف .. كانت غاده تبدو شارده .. قطع عليها شريف فكرها وقال : مالك يامزتي بتفكري في ايه؟
غاده : لا ابدا .. بس الرساله فيها شوية كلاكيع كده ..
شريف : وانا اللي كنت فاكرك بتفكري فيا
ابتسمت له غاده : والله ياحبيبي انت اللي بتهون عليا اي مشكله بتقابلني
شريف : ربنا مايجيب مشاكل ..
غاده : أنا كنت فاكره ان الرساله هتمشي عادي وهفهم كل حاجه بسهوله .. اتاري الموضوع كبير اوي وانا لسه بقول ياهادي .. مع اني بذلت
مجهود فيها كبير .. بس اللي جاي اكبر بكتير من اللي فات
شريف دون اكتراث : عادي بقى ياحبيبتي خدي وقتك هو في حد بيجري وراكي
غاده : الله المستعان
شريف : اما الواد رامي ده هيتجنن خلاص .. كان هاين عليه يروحلها النهارده وياخدها على شقته
غاده بضحك : لا لميا عاملاله حظر تجول .. مايشوفهاش من النهارده الصبح لحد بكره في الفرح
شريف : شكلها هتربيه من اول وجديد والحقيقه يستاهل يااااما بهدلني معاه
غاده : ياراجل حرام عليك ده اكتر واحد وقف جنبك وانت في المستشفى
رامي : دافعي عنه ياختي دافعي ..
غاده بحب : اه طبعا مش هو كان بيساعد عشان جوازنا يتم .. وعشان كده ربنا يسرله ورزقه بواحده زي لميا
أمنيه من خلفهم : راعوا شعور السناجل يانااااس .. انتوا مش لوحدكوا في العربيه
شريف : سناجل ايه يابت انتي .. انتي اخرك سنافر مش سناجل .. اتلمي يابت بدل ما ألمك
أمنيه : طيب استكوا وانا اسكت
وصلوا المنزل وأكلموا حديثهم داخل غرفتهم
شريف : هتروحي المستشفى بكره بردو
غاده : اه طبعا باذن الله ..
شريف : كنت فاكرك هتاخدي أجازه عشان الفرح
زفرت في ضيق وقالت : لا مش مستاهله .. مش كفايه العياده اللي قافلاها اكتر من اسبوعين .. بس خلاص هفتحها يوم الحد الجاي باذن الله
نظر لها شريف في صمت وهي تتحرك في الغرفه .. انتبهت لنظراته
قالت : في ايه ياحبيبي؟
شريف : انتي ماقولتليش انك قررتي تروحي العياده من يوم الحد
غاده : انا كنت بفكر مع نفسي وقلت لازم افتحها كفايه كده
شريف باستغراب : بفكر مع نفسي ؟ ولازم افتحها؟ وانا معرفش حاجه خالص .. المفروض يوم الحد الاقيكي لابسه وخارجه واقولك رايحه فين ..
تقوليلي رايحه العياده ياشريف .. على اساس ايه الكلام ده مش فاهم ؟
غاده : انت ايه اللي مزعلك دلوقتي مانت عارف اني عندي عياده من الاول شريف : يعني انتي شايفه انه عادي انك تفكري وتقرري لوحدك ؟
غاده : يعني ده اللي مزعلك؟
شريف : اومال انتي فاكره ايه اللي هيزعلني
ثم استدتر واعطى لها ظهره ..وشرع في النوم ..
غاده: خلاص ياشريف انا اسفه مكنش قصدي اكيد كنت هقولك يعني
لم يرد عليها وظل مغمض العينين
اقتربت منه وداعبت خده بأناملها وقالت : طيب مش عايز تعمل تمرينات … تدليك مثلا
ابتسم رغما عنه وقال محاولا ان يبدو غاضبا : لا مش عايز .. روحي شوفي رسالتك اجري ..
غاده وهي تبتعد ببطء : أوكيه .. براحتك
التفت لها وجذبها من يدها وقال : انتي ماصدقتي .. لا طبعا عايز ..
ضحكت غاده وقالت : ماشي مع اني كنت هسمع كلامك واروح اشوف الرساله .. بس انت اهم ياروحي
شريف : ياشيخه بلا رساله بلا بتاع .. خليكي معايا وانتي تكسبي
ضحكت غاده مره اخرى .. ومرت ليلتهم بسلام مع انها كانت على وشك ان تدنو من حافة المشاكل الزوجيه المعتاده .. ولكن هل سيدوم الوضع
هكذا أم سيدفعهم الشيطان لهذه الحافه ؟؟؟!!!!

