Uncategorized

رواية حب منكسر الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية عيد – تحميل الرواية pdf


في المساء، في فيلا يونس.

كانت قاعدة حياه في الاوضة علي الاب توب بتاعها وبتشتغل بتركيز…ترتدي هودي بيشي وبنطال واسع ابيض…وشعرها كعكة.

بصلها بزعل ولف واتجه للسرير واستلقي عليه واتغطي كويس.

بصتله حياه عينها في حزن عتاب، ندم…بس متقدرش تتكلم.

قامت واتجهت للبلكونة نظرت للقمر بحزن قائلة :مبقاش ينفع…الوقت مش بيصلح حاجة.

لفت ونظرت لعُديّ نظرات غامضة وحزينة وقالت:انت بالنسباله ميت.

وانقضت تلك الذكريات عليها في لحظة وكأنها فيلم يُعرض امامها.

فلا_________________________ش

—–قبل خمس سنين___في العيادة.

لسة الدكتورة هتقرب منها وفي ايدها المعدات.

لكن حياه عينها بقت تبص حواليها وبتتحرك بعشوائية وخوف.

بصت للدكتورة… وبعدين قامت قعدت بسرعة.

استغربت الدكتورة وقالت:انتي كويسة؟!

حياه كانت قاعدة علي السرير الطبي ماسكة بإيدها بقوة في اطرافه، كانت تنظر للارض بشده رعشتها ذادت بقوة، وتتصبب بالعرق.

اعادت الطبيبة سؤالها قائلة :يا مدام؟! انتي كويسة؟!

قالت بصوت مرتجف خافت جدا:م مش هنزله؟!

الدكتورة:ايه؟! مش سامعاكي.

رفعت صوتها قليلا ونظرت للدكتورة وقالت وهي بتحرك رأسها بمعني لا وصوت باكي:م مش هنزله.

نظرت لها الطبيبة قليلا، وهي شايفة دموعها ال بتتساقط وملامحها المرتعشة الخايفة.

اتنهدت الطبيبة وقال:تمام…بس اهدي حضرتك…هو يعني، لمؤاخذة هو جاي بعلاقة غير شر…

قاطعتها حياه قائلة :ل لا…متجوزة.

اتنهدت الدكتورة وقالت:خلاص اهدي، مانا مش هقدر اعمل حاحة بدون إرادتك.

نظرت حياه للاسفل وهي بتعيط، حطت ايدها علي بطنها وانهارت بصوت مكتوم…ابتسمت وسط دموعها وقال:ا اسفة…اسفة.

فجاة اتفتح الباب وكان جون، نظر لها وللطبيبة وبعدين قرب من حياه وقال:رعد جاي.

رفعت رأسها ونظرت له بشدة.

قال بنبرة غريبة:عايزة تكملي معاه؟!…عايزة تفضلي هنا بعد ال عمله؟!

سكتت ونظرت للاسفل.

كمل جون:انا هساعدك تربي ابنك بعيد عن الكل…هساعدك تمشي من البلد دي…القرار قرارك.

رفعت نظرها وبصتله عينها فيها تردد…في احتيار، لكن في جزء عايز ينت*قم، عايز يبعد ويكسر زي ما اتكسر.

نظرة عينها اتحولت لجمود، رغم لمعة الدموع ال في عينها… قالت بنبرة غريبة لم تجربها من قبل:موافقة…بس لازم اعمل حاجة الاول.

ابتسم وبعدها قال:بس في حاجة…عشان اوراقك القانونية تتم… لازم نتجوز.

نظرت له،كانت هترفض…بس افتكرت رعد.

“انتي طالق”

“انتي كنتي مجرد نذوة”

طلقها خلاص…مبقتش علي زمته… افتكرت لما زعقلها عشان اسماء….وخلاص هي افتكرت انه اتجوز، يبقي هي تقعد ليه؟

كل دي افكار دخلت عقلها بتعدي كأنها زمن.

اتنهدت وقالت:بما انها انتهت بالطلاق…يبقي مفيش تبرير، وكل حاجة انتهت.

نظر لها جون وقال:- انا هعمل كل ال انتي عايزاه، هتكملي تعليمك…هاخدك فرنسا ونتجوز وتحققي كل ال نفسك فيه…وعشانك انتي بس هدخل الاسلام، ومش هقرب منك، كل حاجة هتكون بأمرك واختيارك.

نظرت للاسفل مسحت اعلي انفها بخفة بعدما فكرت وقالت بصوت مخنوق:-موافقة…بس ابني، هيفضل ابني…مش هتكون ابوه.

ابتسم وقال بخفة:وانا موافق.

ابتلعت ريقها من تلك الغصة الخانقة…وافتكرت كل حاجة…. كل حاجة حصلت من اول يوم شافت فيه رعد لحد النهاردة…افتكرت لما جرحها بكلامه لما كانت بتترجاه ميكسرهاش وهو مترددش حتي…افتكرت اسبوعها في السجن وهي عايشة زي الميتة، افتكرت عصام، افتكرت العيلة….استوعبت انها متنفعش تعيش مع ناس زيهم…ناس تخوّف، افتكرت لما قال لها

“نزليه، انا مكنتش عايز عيال اصلاً”

كل شيء مر عليها، مر عليها زي الاسهم النارية ال بتضر*ب في قلبها.

اخدت نفس مخنوق و نظرت للدكتورة وقالت:-محتاجة منك مساعدة.

استغربت الدكتورة وقالت:ايه؟!

بصت حياه جون وقالت:هحتاج منك مبلغ.

ابتسم وقال:اطلبي ال انتي عايزاه.

نظرت للطبيبة بملامح مترددة وخايفة، لكنها ثابتة.

با____________________ك

كانت حاضنة نفسها وهي بتبص للسماء…عينها حزينة.

مقدرتش تمنع افكارها لما جه وشاف تلك الكتلة، كان فاكره ابنه.

افتكرته لما عيط، كانت اول مرة تشوفه كدا… اول مرة تشوفه ضعيف لدرجة البُكى…مكانش نفس الشخص ال قالها نزليه.

صد*رها ضاق علي قلبها…مسكت نفسها عشان دموعها ال كِرهتها متنزلش.

اخدت نفس،ولسة هتدخل لقت عربية يونس، نزل من العربية وهو بِيطوّح.

استغربت واتحركت بهدوء وخرجت من الغرفة.

نزلت لتحت وكان داخل وبيضحك…وقفت امام السلم،وهي مستغربة حالته.

اول ما شافها اتصدم ووقف ثابت وحط ايده علي فمه.

قالت بأستغراب:انت كويس؟!

اومأ من غير ما يرد.

شكت وقربت منه وقالت:يونس…انت شارب حاجة؟!

بعد ايده بتلقائية وقال:لا… مش شارب واكل.

شمّت ريحة فمه…اتقر*فت وحطت ايدها علي انفها.

حط ايده تاني علي بقه وقال بصوت شبه واضح:ا انا بس….

نظرت له بضيق وقالت:متنساش انك أسلمت…الحاجات دي حرام، مينفعش تشرب.

نظر للاسفل وقال:اسف، صحابي صمموا واصرّو عليا.

قالت بضيق:انت مش صغير عشان حد يصرّ عليك يا يونس.

سكت، وهي لفت وكادت ان تذهب ولكن لقته حضنها من الخلف مقرباً وجهه من عنقها وقال:طب خليكي معايا شوية.

زقته بحده ولفت وبصتله وقالت بقر*ف من ريحته:اياك تقرب مني تاني وانت بالشكل دا…انت مش شايف نفسك!!!

نظر للارض بضيق وقبض ايده بحده.

بصتله من فوق لتحت بضيق، وبعدين لفت وطلعت لفوق.

نظر لها بعيون متضايقة وحادة، وعدل بدلته بحده وبعدين طلع لفوق متجه لغرفته هو.

في ذالك الفندق… وتحديدا في جناح رعد.

كان قاعد علي الكرسي امام النافذة الزجاجة والمكان مظلم ما عدا ضوء القمر…يرتدي قميصُه الابيض ومتني اكمامه ومحرر ثلاث ازرار….ويرتدي بنطالاً اسود.

كان بجانبه طربيزة طويلة وصغيرة وعليها كوب قهوة سادة…وفي ايده سيجا*رة مشتعلة.

كان مبتسم بخفة وهدوء وهو يتذكر ذالك الطفل الشقي.

وكأن قلبه ارتاح معاه…شعور غريب كان بينتشر داخله…لكن عقله بيقفل مشاعره وبيقوله “مش ابنك، فوق”

اتنهد ورجع رأسه للخلف ونظر للاعلي، قلبه كان بيغطي علي أفكار عقله، وبيفكره بكل ال حصل.

“باااابااا”

” لا يابابا…شكرا”

“هتوحشني يابابا”

ابتسامته كانت مضاءة وجهه.

ضحك بخفة لما قاله بشك طفولي

“بس انت غريب…وماما قالتلي مأكلمش حد غريب”

اغمض عينه لما افتكر سلامهم.

“صحاب!”

فضل كما هو، مُعيد رأسه للخلف ومبتسم بهدوء، لم يهتم حتي بتلك السيجا*رة المشتعلة بيده.

ظل هكذا،يتذكر كلامته وحركاته…لا يستطيع الانتظار للغد لرؤيته مجددا…اكل عقله مثل تلك الصغيرة.

_____في مصر___وتحديدا في بيت فياض.

كان قاعد علي الكنبة وامامه ال لاب توب الخاص به وبيشوف شغله بجمود.

قربت اسماء وملامح التوتر علي وشها ومعاها كوباية قهوة، حطت الكوباية علي التربيزة.

وهو رفع عينه ونظر لها.

اتوترت من نظراته وبلعت ريقها، وسابت كوباية القهوة واتجهت للغرفة.

اتنهد ومسك كوب القهوة وبدأ يرتشف منه…لكن جرس الباب رن.

قام واتجه للباب وفتحه بهدوء، لق واحد جارهم كبير في السن.

قال الراجل بحده:هو في ايه يابني!!!

اتنهد فياض بحده وقال:ايه تاني ياحج؟!

الراجل بحده:سمعنا صوت مراتك وهي بتصر*خ النهاردة، انت بتضر*بها؟!

قال فياض بحده:يا عم بضر*بها مش بضر*بها انت مالك؟!

قال الراجل بحده:انا ممكن ابلغ عنك علي فكرة.

اتنهد فياض وقال:صدقني مجتش جمبها.

قال الراجل بصرامة:اشوفها واتأكد منها الاول.

بصله فياض بحده ولسة هيتكلم لكن لقي ال حطت ايدها علي كتفه من وراه ووقفت جمبه وقالت:لا يا حج، دا جوزي ومش هيأذيني…وشكرا لسؤالك.

نظر لها فياض واندهش بخفة، كانت لابسة روب واسع لونه اسود مغطيها من فوق لتحت ومعاه طرحة لفاها اي كلام….ومكياج خفيف لكن يخفي علامات وجهها.

اتنهد الرجل وقال:تمام يابنتي…لو احتاجتي حاجة متتكسفيش تقوليلي.

ابتسمت واومأت له، والراجل مشي وفياض قفل الباب وبصلها.

لفت عشان تمشي،لكن لقت ال شدها من خصرها وقربها منه وضهرها بقي امام صد*ره العريض.

اتخضت والخوف ظهر علي وجهها.

ابتسم بجانبية وقرب من رقب*تها وقال بصوت هامس خطير:جوزك ها! طب انا عايز حقي بقي.

اترعبت، وانفاسها ذادت وسكتت.

رفع ايده ونزل الطرحة من علي شعرها.

قرب ايده ناحية حزام الروب…لكنها بعدت بسرعة وجريت علي الاوضة.

ابتسم بخبث ومسح بإبهامه اسفل فمه وتحرك لهناك.

___في الصباح____في فرنسا___فيلا يونس.

كانوا قاعدين علي سفرة الفطار، وعُديّ قاعد علي رجلها وهي بتأكله ومبتسمة.

ويونس كمان قاعد ومش قادر يرفع وشه في وشها.

عُديّ بسرعة:يلا يا ماما عايز امشي.

اندهشت وقالت: ايه دا!!! اول مرة…ايه ال حببك في الحضانة كدا؟!

اتوتر وقال :ا اصل في مسابقة للغني وانا عايز الحقها.

قالت:وانت من امتا بتحب الغُنا؟!

قال بغيظ:يوه بقي ياماما…يلا بقي هتأخر.

ابتسمت عليه ونزلته ووقف علي الارض…وهي قامت ومسكت شنطتها.

قام يونس بسرعة وقال:هوصله انا.

بصتله حياه وبهدوء ولكن ضيق:لا شكرا…هوصله انا.

عُديّ اخد شنطته وجري للخارج وهي كادت التحرك…لكن قال يونس بضيق:حياه، انا اسف علي ال حصل امبارح…م مكنتش اقصد.

اتنهدت وقالت:كل واحد عارف هو غلط في ايه…وانت عارف ان ال عملته حرام…وعارف انك لما تدخل الاسلام يبقي الحاجات دي مُحرمة عليك.

اتنهد وقال:اسف.

مردتش عليه ومشيت،خرجت وركبت عربيتها ذات اللون الابيض ومعاها عُديّ ال بيبص قدامه ومتحمس.

اما بالداخل، اتنهد يونس بضيق وقعد… رن تلفونه ورد.

:…….

يونس بحده:خلي بالك…لو اتمسكنا هروح في دا*هية.

:……

يونس:خلاص، هاجي الليلة البا*ر وهتفق انا معاه علي التمن.

:…..

يونس:النوع دا غالي…بس تأثيره حلو، تمام هفكر وابقي اشوف.

وقفل معاه واتنهد وخرج، ركب عربيته وانطلق للشركة.

في الفندق، عند رعد.

ارتدي ملابسه الرسمية كالعادة… واقف قدام مرايته يرتدي ساعته الحديثة الغالية.

خبط ايمن ودخل…ومعاه ملف. قرب من رعد وقال:في خمس اجتماعات النهاردة، في رجل اعمال فرنساوي عايز يدخل معاك في صفقة كبيرة.

:الغيهم.

نظر له ايمن بصدمة وقال:ايه؟!

لف رعد ونظر له بجمود قائلا :الغيهم.

ايمن بدهشة:ط طب ليه…دي صفقة كبيرة اوي، هنفتح موانئ زيادة بسببها.

قال رعد:مش فاضي النهاردة.

ايمن:خلاص هأجلهم…بس كدا هنقعد فترة اطول في فرنسا.

اتنهد رعد وقال بهدوء:تمام…معنديش مشاكل.

ايمن بغيظ:ايوا ما انت رايق…انما انا ال عايز افلسع ومش عارف.

نظر رعد لساعته وبعدين ربت علي كتف ايمن وقال:سلام.

استغرب ايمن وقال:رايح فين؟!

اتحرك رعد للخارج ومردش عليه.

نظر ايمن للملف وفتحه ومسك القلم وبدأ يكتب ملاحظات وهو بيبرطم بغيظ:يرميني انا في الطين، وهوب منعرفش ليه اثر.

امام حضانة عُديّ.

نزلت حياه ومعاها عُديّ وهي ماسكة ايده.

وكانت متجهة للبوابة اي للداخل.

اتوتر عُديّ لَحد يوقلها وقف قدامها وقال بتوتر:خلاص ياماما روحي انتي شغلك.

استغربت وقالت:طب هدخلك.

زق رجلها بخفة وقال:لا لا، روحي انتي وانا هدخل.

قالت بشك:اممم…شكلك مخبي حاجة.

وقف بتوتر وقال:ايه!!! لا، اني ثكاكة زيادة عن اللزوم.

ضحكت بخفة وقالت:شكاكة.

قال بغيظ:ايوا، ايوا كدا….يلا امشي بقي.

نزلت لمستواه وابتسمت وقالت بخبث:مش همشي غير لما اعرف في ايه!

قال بغيظ:يا ماما انتي وراكي شُغل.

لسة هتتكلم لكن تلفونها رن، خرجته من شنطتها وجاوبت واتوترت قائلة بسرعة:اه اسفة، اتية…ا اجب جهز الملف، لن اتأخر، وداعاً.

قفلت وبصت لعُديّ وقالت:ادخل انت، انا عندي شغل مش فاضية.

ابتسم ببراءة وقال:حاضر ياماما.

مشيت وهي بتبص في التلفون وركبت العربية وانطلقت.

ابتسم عُديّ واخد نفس قوي وفضل واقف مكانه متحركش وهو ينظر للطريق.

لم يمُر الكثير من الوقت…وعُديّ لسة واقف…قربت منه المديرة وقالت بحده:عُدي هيا ادخل.

بصلها بتوتر وقال:بابا جاي.

قالت:هل سيأتي كل يوم!هيا ادخل.

لسة هيدخل لكنه وقف مبتسم بفرحة لما شاف عربيته ال حفظها جاية.

وقفت تلك السيارة الحديثة ذات اللون الاسود القاتم…ونزل رعد بهدوء.

لكنه ابتسم بخفة لما شاف عُديّ.

عُديّ اول ما شافه جري عليه، ورعد شاله بقوة ورفعه للاعلي وهو بيبتسم، عُديّ بيضحك بفرحة.

شاله رعد ونظر للمديرة قائلا :Le quoi؟! _ماذا؟!

ابتسمت المديرة بتوتر وقالت:لا شيء.

نظر عُديّ لرعد وقال:Tu vas m’emmener au parc d’attractions, papa, n’est-ce pas ?_ستأخذني للملاهي ياابي صحيح؟

نظر له رعد برفعة حاجب، لكنه نظر للمديرة وقال:لن يداوم اليوم.

اومأت له المديرة بابتسامة ودخلت للداخل.

رعد نزل عُديّ ونزل لمستواه وقال بهدوء:ايه ال انت قولته دا…طب افترض والدتك عرفت.

عُديّ بإحراج:بصراحة مش عايز اروح الحضانة النهاردة…ونفسي افضل معاك.

ابتسم رعد وقال:وانت مش عارف ان ممنوع تمشي مع غرباء؟!

ابتسم عُديّ وقال:بس انا واثق فيك.

سكت رعد، بمجرد سماعه تلك الكلامات تذكرها هي.

“انا واثقة فيك”

نظر لعُديّ وقال:بالسرعة دي!!!

قال عُديّ: بصراحة يعني…انا شايف انك طيب.

قال رعد بهدوء:مش كفاية.

سكت عُديّ بحزن ونظر للاسفل.

اتنهد رعد وابتسم قائلا :بصراحة يعني خايف علي نفسي منك…فا اثق فيك ازاي؟!

بصله عُديّ وضحك ضحكته البريئة وقال:هو انا قدك يسطا.

اندهش رعد بخفة وقال:يسطا!!! جبتها منين دي؟!

عُديّ:جبتها من مطرح ما جبتها، يلا خلينا نمشي.

وقرب منه ومسك ايده واتحرك ورعد ابتسم باستغراب علي هذا الطفل.

رعد فتح باب العربية، وركب عُديّ بفرحة.

ولف رعد وركب نظر لعُديّ وابتسم قائلا :عايز تروح فين ياعم؟!

قال عُديّ:معايا خمسة يورو…نجيب بيهم ايه؟!

ضحك رعد ضحكته الخفيفة ذات الصوت الرجولي وقال:خليها عليا…انا عازمك علي ال انت تقوله.

ابتسم عُديّ وقال:شكرا ياعمو…قصدي بابا، لازم نتقن التمثيل كويس.

ابتسم رعد ونظر له قليلا وقال:هتفرحني لما تقولي بابا.

نظر بعدها للطريق وشغل العربية وانطلق.

كان قاعد ومعاه صديقه ليو.

قال ليو:في شخص ما*ت بسبب جرعة زيادة…من شحنتنا.

اتنهد يونس وقال:ملناش فيه، مش هما ال بيختاروا.

ليو:المهم…انت هتاخد الشحنة الجاية؟!

قال يونس:لسة بفكر.

ليو:دي كبيرة، نقلها للمصنع هيكون صعب.

يونس:عارف…بس دي نوعية غالية ومزاجها عالي، الطلب عليها هيبقي كتير.

ليو:اعلم…اذا متي ستذهب لكريستفر.

قال يونس:مش دلوقتي…بكرا الحفلة،هركز عليها دلوقتي، وبعدين نشوف الشحنة.

اتنهد ليو وسكت.

يونس:ابقي عدل لغتك العربية دي شوية، مش مرة كدا ومرة كدا.

ليو بابتسامة:ال قدرت اتعلمه.

الباب خبط ودخلت السكرتيرة وقربت قائلة :كما طلبت مني سيدي…رعد الجبالي هنا في باريس.

سكت يونس وهو ينظر امامه بحده وضيق.

ليو:اهدأ…كل شيء علي ما يرام.

خرجت السكرتيرة.

قال يونس:القلق بينهش فيا…هو مش سهل، هيعمل اي حاجة عشان ياخدها

قال ليو:هي لن تعود له،لا تنسي ما حدث في الماضي… واه كمان، بقولك انت هتكسره…هي مراتك دلوقتي.

اتنهد يونس واعاد رأسه للخلف وهو بيفكر.

في مول كبير.

وتحديدا في دور خاص بالاعاب الالكترونية او ال 3D

واقف عُديّ وهو بيلبس بدلة مخصصة لدخول الحر*ب فوق ملابسه.

قال رعد:انا مش هدخل.

عُديّ :هتدخل.

رعد:وانت هتمشيني بكلامك ولا ايه؟!

نظر له عُديّ وقال بنبرة طفولية صارمة:هتدخل معايا برضوا…مينفعش ادخل لوحدي لازم اب وابنه وانت ابويا دلوقتي، يعني تحارب عشاني.

سكت رعد وابتسم بسخرية.

عُديّ :يلا اقلع الجاكت دا والبس دي.

اتنهد رعد وقال:انا مش عارف ساكتلك ازاي!!!

وقلع رعد جاكت بدلته، ولبس الدرع الواقي، او مثل سترة النجاة.

ومسك مسد*س كبير لعبة، ومعاه عدي ال بيبتسم بنصر قبل ما يبدأ حتي.

قال عُديّ وهو ينظر للاطفال والاباء:متكسفنيش يارعد.

نظر له رعد ولسة هيتكلم بدأت اللعبة والكل دخل بسرعة واستخبوا في اماكن وبدأوا يطلقوا علي بعض بالرصا*ص البلاستيك.

______________بعد نصف ساعة.

خرج عُديّ من المول وهو فرحان وماسك جايزته وال هي سيارة صغيرة لعبة.

كان وراه رعد وقال:بقي عملت كل دا فيا عشان اللعبة دي!!! دا انت خلتني اضر*ب الراجل في عينه.

قال عُديّ :ما انا بحبهم اوي…والراجل هو ال عبي*ط هو وابنه واقف قدامي زي العمود.

رعد:يابني انت لو قولتلي كنت اشتريتلك واحدة احسن من دي.

عُديّ بتمثيل التواضع:مش بحب التبزير.

رعد بسخرية:اه ما هو واضح.

ركبوا العربية وقال عُديّ :ما تخليني كدا اجرب اسوق.

ضحك رعد وقال:مش لعبة دي.

ابتسم عُديّ وقال:لما اكبر هجيب عربية زيها…وهوصلك المكان ال انت عايزه.

ابتسم رعد وشاله وقربه منه وقعده علي رجله، وعدي ضحك ومسك الدريكسيون بأيديه الاتنين… ورعد مسك الدريكسيون بيد واحده بجانب النافذة.

وضغط رعد علي الفرامل واتحرك بهدوء…وهو وعُديّ من كمية السعادة ال هو فيها هيطير.

بعد ساعات، امام الحضانة.

وقف رعد ونزل ومعاه عُديّ ال كان شايل بعض الالعاب معاه.

قال عُديّ بابتسامة:شكرا يا عمو علي الهدايا دي.

نزل رعد لمستواه وقال:انت توأمر وانا انفذ.

عُديّ :هو انت عندك ولاد؟!

سكت رعد قليلا وبعدين قال بنبرة مخنوقة:لا…معنديش.

قال عُديّ :خلاص يا عم، هعطف عليك واناديك بابا.

ابتسم رعد بجانبة وقال:هو انا بشحت منك؟!

ضحك عُديّ وقرب من رعد ورفع نفسد وحضنه.

ضمه رعد ليه بقوة وحب لاول مرة يظهروا عليه.

بعد عُديّ وفتح شنطته المدرسية وحط فيها الالعاب وقال:هخبيها من ماما، اصلها لماحة اوي ماشاء الله عليها…هيبقي سر بيني وبينك يا صاحبي ماشي؟

اتنهد رعد بهدوء وقال:ماشي…عايز حاجة تاني ياباشا.

عُديّ رفع رأسه وبصله وقال بابتسامة:سلام.

ابتسم ليه رعد ولف واتجه لعربيته وركب…نظر لعُديّ وشاور ليه.

قال عُديّ بصوت عالي وهو بيشاور ليه:بحبببك يا بابااااا.

ولف ودخل الروضة ينتظر والدته.

حس رعد بشعور مختلف بيسري في جس*ده كالكهرباء…ظل ينظر لعدي قليلا وهو ماشي للداخل وهو فرحان،كان بيفكر لو ابنه عايش كان هيبقي في نفس عمر هذا الطفل…اختفت ابتسامته لما تذكر ذالك اليوم المشءوم…يسأل نفسه، هل كنت انا السبب ام هي…ام الظروف ام الوقت…ام القدر؟!

في المساء، في فيلا يونس.

في اوضة حياه… قاعد عُديّ علي السرير وهو بيلعب بالالعاب ال جابها مع رعد، العاب صغيرة لكنها غالية.

مسك الطائرة وشغل جهاز التحكم والطيارة بدأت تطير وعُديّ بيبتسم بفرحة قائلا :ولله ولقيت الدلع يا واد يا عُديّ، لو عايز اب فعلا…يبقي رعد.

وابتسم بسعادة وهو بيفتكر كل ال حصل النهاردة.

فجاة سمع صوت حياه.

قام بسرعة ومسك الطيارة وباقي الالعاب ورماهم تحت السرير، وقعد علي السرير وهو ماسك كتاب وقلم وعلي اساس بيذاكر.

دخلت حياه وهي تنظر خلفها قائلة :لا يادادا…ليس اليوم، يمكنك الذهاب الان.

ودخلت واندهشت من عُديّ وقالت:الله اكبر، ايه ال حصل…لا فيك حاجة متغيرة النهاردة.

قال عُديّ :ايه ياماما، غلط اني اذاكر؟!

ابتسمت وقعدت جمبه قائلة :لا مش غلط، بس الضمير صحي ليه كدا مرة واحدة…دا انت كنت بتنشف ريقي عشان تقعد تذاكر.

قال عُديّ :عادي، قولت انا كبرت ولازم اعقل بقي.

ضحكت حياه بسخرية وقربت منه وبا*ست خده وقالت:يخلاثي علي العاقل بتاعي ياناس.

وقامت ودخلت غرفة الملابس عشان تغير هدومها.

وهو اخد نفس براحة… واستلقي علي السرير وهو بيبص للسقف وبيضحك علي المواقف ال حصلت في المول.

خرجت حياه وهي ترتدي بيجامة بنص كم وبنطال…قربت واستلقت جانبه وقالت:مبتسم علي ايه يا عُديّ؟!

اتخض من وجودها وبصلها وقال:ها، ولا حاجة؟!

لفت وبصتله وهي تتسند علي كوعها وقالت بشك:فيك حاجة غريبة.

قال:لا مفيش، بطلي شكشكة بقي.

ابتسمت بسخرية وبعدن قعدت وقال:بكرا في حفلة، هروحوفيها انا وعمو يونس…متبقاش شقي وخليك هنا مع دادة صوفي.

قال:حاضر ياماما.

ابتسمت وحركت ايدها علي شعره وقالت:يارب تسمع الكلام كدا علي طول.

_______في اليوم التالي___في المساء…. في الحفلة.

نزلت حياه من العربية ومعاها يونس، كانت لابسة دريس اسود ستان بأكمام واسعة وشبه شفافة…وسايبة شعرها ورجعت خصلتن علي شكل ضفيرة للخلف متشبكين ببعض… وفي بعض الخصلات علي وجهها.

وشوذ اسود قاتم.

يونس كان لابس بدلة بيشي فخمة.

دخلت معاه وهو ماسك ايدها امام الصحافة.

دخلو للداخل ويونس اخدها يعرفها بالحضور ورجال الاعمال.

فجاة ابتسم يونس عندما اقترب منه مساعده وعرفه بوصول رعد.

الصحافة اتقلبت وجريت علي البوابة، وكل رجال الاعمال عينهم علي الباب بحماس لرؤيته.

دخل ووراه ايمن واتنين بودي جارد ضخام يرتدون الاسود…. كان هو يرتدي بدلة غالية وفخمة مصنوعة بجودة عالية… لونها اسود ومن الصوف.

كانت هيبته مسيطرة علي المكان بملامح وجهه الحادة المتجمدة.

ولكن في ذالك المكان كانت الصدمة في اعين من رأته…عينها الذي كانت تلتمع بالكسرة سابقاً، اصبحت تلتمع بالاشتياق…والخوف.

اتحرك وهو ينظر امامه لكنه وقف بصدمة عندما لمحها…حرك عينه ونظر لها عينه مصدومة وهو يراها الان امامه بعد سنوات عدة…شعر بنبضات قلبه الذي تضر*ب صد*ره بقوة.

وكأن الزمن توقف تحت نظراتهم لبعض، وكأن الحب استعاد قوته للعودة وعدم الاستسلام…مبقاش شايف غيرها في المكان…وقد سرقت كيانه واحاسيسه مرة اخري.

يونس شاف نظراتهم لبعض، ومسك ايد حياه وقرب من رعد قائلا :اهلا بحضرتك يا رعد…نورت باريس… احب اعرفك…مراتي حياه يونس الوُولف.

لم ينظر له، كان ينظر لها هي، ولكن اذانه مسموعه ما قاله.

قبض علي ايده وظهر الغضب وذالك الوحش الذي بداخله وهو يري املاكه بين يد رجل اخر.

حرك عينه الحادة المشتعلة ناحية يونس قائلا بصوت هادي ولكنه حاد وثقيل لدرجة الرعب…صوت يبح منه الشرار والخطر :بس دي مراتي…وعلي زمتي.

وهنا كانت الصدمة……….





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى