مكتملة – فانتازيا وخيال – رواية موعد مع ملاك – أفلام سكس مصري محارم جديد

الفصل الأول: حفل الخطوبة والاختطاف المرح
في أحياء لوس أنجلوس الخضراء الواسعة، حيث تتلألأ حمامات السباحة تحت شمس كاليفورنيا الساطعة، تنعكس أحلام الرفاهية في كل زاوية. الأشجار المشذبة بعناية تحيط بالمنازل الفاخرة، وأصوات رذاذ الماء من النوافير تملأ الهواء بنغمة هادئة، كأن المدينة نفسها تعيش في حلم لا ينتهي. في هذا العالم من العشب الأخضر المقصوص بدقة والسيارات الفارهة اللامعة، يعيش جيم ساندرز، شاب في أوائل الثلاثينيات، ملحن طموح يحمل في قلبه نغمات رومانسية تحلم بالتحول إلى سيمفونية خالدة. جيم، ذو الشعر الأشقر المبعثر الذي يتساقط على جبهته كلما هز رأسه، لديه ابتسامة ودودة تخفي قلقًا داخليًا عميقًا. عيناه البنيتان تحملان نظرة حالمة، لكن تحت السطح، هناك شك يتسرب إليه: هل هو على الطريق الصحيح؟ حياته، التي تدور بين شقته الصغيرة المليئة بالآلات الموسيقية نصف المكسورة وأحلامه الكبيرة، تبدو بعيدة عن الواقع الذي يعيشه الآن.
جيم مخطوب لباتي وينستون، ابنة إد وينستون، رجل أعمال ثري يدير إمبراطورية تجميلية تنتج كريمات ومستحضرات تحمل أسماء براقة مثل “إكسير الشباب”. باتي، فتاة في أواخر العشرينيات، تملك جمالًا يلفت الأنظار: شعر أشقر متموج يتدفق كشلال ذهبي، عيون زرقاء حادة كالزجاج، وابتسامة تمزج بين الثقة والدلال. إنها أميرة مدللة، تعيش في قصر أبيها المزين بالرخام والثريات المتلألئة، حيث النادلات يرتدين زيًا موحدًا والخدم يتحركون بصمت. لكن علاقتها بجيم مليئة بالتوترات. تحب جيم، أو هكذا تقول لنفسها، لكنها تخشى أن يسحبها إلى عالم الفقر الفني، عالم بعيد عن الحياة الفاخرة التي اعتادتها. جيم، من جهته، يشعر أن خطوبتهما مثل قفص ذهبي – جميل، لكنه يضيق عليه أحيانًا.
حفل خطوبتهما يقام في قاعة فاخرة في قلب المدينة، مكان يبدو كأنه مستعار من فيلم هوليوودي. الجدران مغطاة بألواح خشبية داكنة، مزينة بإطارات ذهبية، والأرضية الرخامية تعكس أضواء الثريات الكريستالية التي تتأرجح برفق فوق رؤوس الضيوف. النادلون، بزيهم الأسود الأنيق، يحملون صواني الفضة المحملة بكؤوس الشمبانيا والمقبلات الصغيرة التي تبدو كتحف فنية. الضيوف، وهم خليط من أصدقاء باتي من الطبقة الراقية وزملاء جيم الموسيقيين الذين يبدون غير مرتاحين في بدلاتهم المستعارة، يتحدثون بأصوات مرتفعة، يضحكون ضحكات مزيفة، ويتبادلون التحيات الرسمية. موسيقى جاز خفيفة تملأ الهواء، لكن جيم يشعر بضيق داخلي، كأن حلقة الخطبة في إصبعه تدور حول عنق لا يناسبه تمامًا. يقف بجانب باتي، التي ترتدي فستانًا أبيض لامعًا يبرز جمالها، لكنه يشعر بأنها بعيدة، كأنها تنتمي إلى عالم آخر – عالم لا يستطيع أن يجد فيه مكانًا له.
في منتصف الحفل، بينما يرتفع صوت التصفيق بعد خطاب قصير من إد وينستون يمدح فيه “ابنته الغالية” و”العريس الموهوب”، تحدث الفوضى. ثلاثة رجال ملثمين يندفعون إلى القاعة، يرتدون أقنعة مهرجين سخيفة بألوان زاهية – أحمر، أصفر، وأخضر – تجعل وجوههم تبدو كرسوم كاريكاتورية. يحملون أكياسًا قماشية، ويصرخون بأصوات مبالغ فيها: “الجميع على الأرض!” الضيوف يصرخون في فوضى كوميدية، كؤوس الشمبانيا تسقط وتتحطم، والنساء يتشبثن بحقائبهن اللامعة. باتي، التي كانت تحتسي كأسها، ترميها وتصرخ: “جيم! لا تتركني!” لكن الملثمون يمسكون بجيم، يجرونه خارج القاعة بسرعة، ويدفعونه إلى سيارة سوداء تنتظرهم في الشارع. السيارة تنطلق بسرعة، تاركة وراءها سحابة من الغبار، بينما تقف باتي عند المدخل، فستانها الأبيض يتمايل مع الريح، وهي تصرخ بغضب وقلق.
داخل السيارة، ينزع الملثمون أقنعتهم، يكشفون عن وجوه مألوفة: جورج، دون، وريكس – أصدقاء جيم الأقربون منذ أيام المدرسة. جورج، الطويل القامة ذو الشعر الأسود المجعد والابتسامة الواسعة التي تبدو دائمًا وكأنها تخفي خطة شقية، يصرخ: “مفاجأة، يا صديقي!” دون، ذو النظارات السميكة والضحكة العصبية، يضيف: “لا يمكننا أن ندعك تتزوج دون حفلة أسطورية!” أما ريكس، القصير والممتلئ الذي يحب المزاح الثقيل، فيضرب جيم على كتفه: “استعد، يا رجل، الليلة لنا!” جيم، الذي كان في البداية مذعورًا، يضحك رغمًا عنه، لكنه لا يستطيع إخفاء القلق في عينيه. “أنتم مجانين!” يقول، وهو يحاول تهدئة قلبه الذي ينبض بسرعة. السيارة تتجه نحو شقة جيم، عبر شوارع لوس أنجلوس المضاءة بأضواء النيون، حيث الموسيقى الصاخبة تتسرب من نوافذ المقاهي، والحياة تبدو مليئة بالإمكانيات – وبالمخاطر.
شقة جيم، مكان متواضع في حي أقل رفاهية، هي انعكاس لحياته: غرفة صغيرة مليئة بأوراق موسيقية مبعثرة على طاولة خشبية متصدعة، بيانو قديم يصدر أصواتًا مشروخة، وجيتار نصف مكسور يتكئ على الحائط. الجدران مغطاة بملصقات لحفلات موسيقية قديمة، وبعض الصور الفوتوغرافية التي تجمعه مع أصدقائه في أيام أكثر بساطة. الشقة تتحول بسرعة إلى ساحة للفوضى المرحة. جورج يفتح علب البيرة، يرش الرذاذ في الهواء كأنه يحتفل بانتصار عظيم. دون يشغل جهاز ستيريو قديم، يطلق موسيقى روك الثمانينيات الصاخبة التي تهز الجدران، بينما يبدأ ريكس في سرد قصص مبالغ فيها عن مغامراته الرومانسية المزعومة: “كنت مع تلك الفتاة في سان فرانسيسكو، وكادت تخطفني إلى باريس!” يضحكون، يرمون رقائق البطاطس على بعضهم، ويتبادلون النكات السخيفة. جيم، الذي حاول طوال الحفل الحفاظ على هدوئه أمام عالم باتي الفاخر، يستسلم أخيرًا للمرح. يشرب البيرة، يضحك بصوت عالٍ، ويبدأ في العزف على البيانو، نغماته تمتزج مع ضحكات أصدقائه.
لكن وسط الضحك، هناك لحظات صمت داخلية. جيم ينظر إلى أصدقائه – جورج، الذي يعمل كبائع سيارات ويحلم بالثراء السريع؛ دون، الذي يكتب مقالات لمجلة محلية ويخشى أن يظل عالقًا في وظيفة مملة؛ وريكس، الذي يعمل نادلًا ويؤمن أن الحياة مجرد مغامرة كبيرة. يتساءل جيم: هل هذه الحياة التي يريدها حقًا؟ الزواج من باتي، الانتقال إلى عالمها من الرفاهية، والتخلي عن أحلامه الموسيقية؟ أم أن هناك شيئًا آخر ينتظره، شيئًا أكبر من هذه الشقة الصغيرة والحفلات الصاخبة؟ مع منتصف الليل، يغرق جيم في السكر، جسده يهوي على الأريكة ككيس من الرمل، وعيناه تغلقان وسط ضحكات أصدقائه. جورج يرمي بطانية عليه، يقول: “نم جيدًا، يا بطل. غدًا يوم كبير!” يغادرون الشقة، تاركين جيم وحيدًا، غارقًا في أحلام مشوشة مليئة بالنغمات المكسورة ووجه باتي الذي يتلاشى في الظلام.
الفصل الثاني: سقوط السماء في الحمام
الصباح يغزو شقة جيم ساندرز كغازٍ منوم، مشعًا من خلال الستائر الرقيقة الممزقة التي بالكاد تمنع أشعة شمس كاليفورنيا الحارقة. جيم، الملحن الطموح الذي قضى ليلته غارقًا في البيرة والضحكات الصاخبة، يستيقظ على الأريكة القديمة المغطاة بقماش بني باهت، وجع رأس حاد ينبض في جمجمته كمطرقة تصفع إيقاعًا غير متناسق. الغرفة تبدو كموقع حرب مهجور: علب بيرة مبعثرة على الأرض، بعضها نصف مفتوح ينضح برائحة الشعير الرخيص؛ رقائق بطاطس محطمة متناثرة كحطام سفينة غارقة؛ وصوت ساعة حائط قديمة تتكتك بإلحاح، كأنها تذكّره بأن الوقت يمر بلا رحمة. الشقة، وهي ملاذه المتواضع، تعكس حياته: أوراق موسيقية متكدسة على طاولة خشبية متصدعة، بيانو قديم يصدر أصواتًا مشروخة عند الضغط على مفاتيحه، وجيتار مكسور الوتر يتكئ على الحائط كجندي جريح. الجدران مزينة بملصقات حفلات موسيقية قديمة، وبعض الصور الفوتوغرافية الملتوية التي تجمعه مع أصدقائه في أيام أكثر بساطة.
جيم يتمتم بشكوى، يمسح عينيه المرهقتين، ويحاول تجميع شظايا الليلة الماضية. “باتي… الخطبة… الاختطاف…” يهمس، صوته خشن كأوراق الخريف الجافة. ينهض بصعوبة، شعره الأشقر المبعثر يتساقط على جبهته، ويتجه نحو المطبخ الصغير، حيث غلاية قهوة صدئة تنتظر دوره. لكنه يتوقف فجأة. صوت غريب يجذب انتباهه – صوت رذاذ ماء خافت، ممزوج بضوضاء رقيقة، كأن شيئًا ما يتحرك في حمام السباحة الخلفي. “من هناك؟” يتمتم، قلبه ينبض بشكل أسرع، وهو يتساءل إن كان أحد أصدقائه عاد لمزحة أخرى. يخرج إلى الفناء، الشمس الساطعة تضربه كسياط، تجبره على تظليل عينيه بيده. المسبح، وهو حوض صغير متصدع لم يُنظف منذ أشهر، يبدو كمرآة مكسورة تحت الضوء. لكن هناك، طافية على سطح الماء، امرأة – أو شيء يشبه امرأة – جميلة بشكل خارق، شعرها الأشقر الطويل يتمايل مع الموجات الخفيفة، وعيناها مغلقتان في هدوء سماوي يبدو غير طبيعي. لكن ما يجعل المشهد غريبًا، بل مذهلاً، هو الجناحان – جناحان أبيضان كبيران، متدليان في الماء، أحدهما مكسور، ريشه مبلل وملطخ بدماء خفيفة تذوب في الماء كحبر قرمزي.
جيم يتجمد، قدماه ملتصقتان بالأرض، عقله يصارع بين الواقع والهلوسة. “هذا بسبب البيرة،” يتمتم، يفرك عينيه، لكن الصورة لا تتغير. قلبه ينبض بسرعة، مزيج من الذعر والإعجاب يغمر أحشاءه. دون تفكير، يقفز إلى المسبح، الماء البارد يصدم جسده كصفعة، ويسحبها بحذر إلى الشاطئ. يركع بجانبها، يفحصها كما لو كان عالمًا يكتشف مخلوقًا من عالم آخر. المرأة، التي تبدو في أوائل العشرينيات، لها وجه يشبه التماثيل اليونانية: بشرة ناعمة كالحرير، شفتان ورديتان مغلقتان بلطف، وجسم مثالي يبدو كأنه منحوت من ضوء القمر. الجناحان حقيقيان، ريشها ناعم ولامع كريش الطاووس، لكنهما يرتجفان قليلاً مع تنفسها الهادئ، كأنها تحلم بحلم عميق. الجناح المكسور يبدو مؤلمًا، الدم يتساقط منه قطرة قطرة، لكنه لا يقلل من جمالها الخارق. “من أنتِ؟” يهمس جيم، صوته بالكاد يتجاوز أنفاسه، قلبه يدق كطبل في صدره. المرأة تفتح عينيها ببطء – عيون زرقاء عميقة، كبحيرة في الجنة، تلمع بنور هادئ يبدو غير بشري. تنظر إليه ببراءة ****، لكنها لا تتحدث. بدلاً من ذلك، تمد يدها الرقيقة، تلمس وجهه بلطف، أصابعها باردة كالنسيم، كأنها تشكره على إنقاذها.
جيم، مذعورًا لكنه مفتون، يلفها بمنشفة بيضاء قديمة وجدتها على كرسي المسبح، المنشفة تتشرب الماء وتصبح ثقيلة. يحملها بحذر إلى الداخل، يضعها على الأريكة، ويهرع إلى خزانة الحمام ليحضر صندوق الإسعافات الأولية. بأصابع مرتجفة، يبدأ في خياطة جناحها المكسور بخيط وإبرة، متذكرًا دروس الخياطة التي أخذها من جدته في صغره. “أنتِ ملاك، أليس كذلك؟” يسأل، صوته يحمل مزيجًا من الشك والرهبة. الملاك تبتسم ابتسامة هادئة، كأنها تؤكد دون كلمات، عيناها تتبعان حركاته بنظرة فضولية. الخياطة عملية بطيئة ومؤلمة، لكنها لا تصدر صوتًا، فقط تضغط على يده بلطف عندما يشد الخيط. جيم يشعر بقشعريرة تسري في جسده – هذه ليست امرأة عادية، بل شيء أكبر، شيء لا ينتمي إلى عالمه.
مع مرور اليوم، يحاول جيم فهم هذا الكائن الغامض. يجلس بجانبها على الأريكة، يراقب تنفسها الهادئ، ويحاول التواصل. “ما اسمك؟” يسأل، لكنها تميل رأسها، كأن الكلمات غريبة عليها. تتواصل بلغة الإشارات والنظرات – حركات يديها الناعمة تشبه رقصة، وعيناها تحكيان قصة لا يفهمها تمامًا. يدرك جيم أنها ملاك، ربما سقطت من السماء بسبب عاصفة سماوية أو خطأ إلهي، وجناحها المكسور يمنعها من العودة. يحضر لها طبقًا من الفطائر الفرنسية من المطبخ، وهي تأكل بنهم طفولي، تذوب في المتعة، تضحك ضحكة صافية كالأجراس، مما يجعل قلب جيم يدق بسرعة. “إذن، تحبين الفطائر؟” يقول، مبتسمًا رغم ارتباكه. الملاك تضحك مرة أخرى، تمسح السكر عن شفتيها بحركة بريئة، وتنظر إليه بنظرة مليئة بالامتنان.
لكن الفرحة قصيرة الأمد. باب الشقة ينفتح فجأة، ويدخل أصدقاؤه – جورج، دون، وريكس – محملين بصناديق البيتزا والمزيد من البيرة، عيونهم تلمع بالفضول. “جيم، هل ما زلت نائمًا؟” يصرخ جورج، لكنه يتجمد عندما يرى الملاك على الأريكة، جناحاها المطويان يبرزان من تحت المنشفة. “يا إلهي، هذه ملاك!” يصرخ، عيناه تلمعان بالطمع، كأنه اكتشف كنزًا. دون، ذو النظارات السميكة، يسقط علبة البيرة من يده، ويقول: “هل هي… حقيقية؟” ريكس، الذي يحب المزاح، يضحك بعصبية: “يا رجل، هذه فرصتنا!” يبدأون في التخطيط بسرعة: “يمكننا تسويقها! قمصان بجناحين، عطور ‘رائحة الجنة’، حفلات موسيقية سماوية!” جيم يحاول إيقافهم، يصرخ: “اتركوها وشأنها! إنها ليست سلعة!” لكنهم، في لحظة فوضى كوميدية، يقنعون الملاك بالذهاب معهم، يغرونها بطبق من الفطائر الفرنسية المتبقية. الملاك، ببراءتها الطفولية، تتبعهم إلى السيارة، وجيم يركض خلفهم، قلبه ينبض بالقلق، وهو يدرك أن هذا الملاك قد يغير حياته إلى الأبد.
الفصل الثالث: الغيرة والطمع
الشمس ترتفع عاليًا فوق لوس أنجلوس، تلقي أشعتها الذهبية على شوارع المدينة المزدحمة، حيث يمتزج صوت بوق السيارات برائحة الأسفلت الساخن والزهور المتفتحة في الحدائق الفاخرة. في قصر وينستون، حيث تعيش باتي، تنعكس الرفاهية في كل زاوية: الأثاث الرخامي، اللوحات الزيتية بإطارات ذهبية، والنوافير الصغيرة التي تصدر أصواتًا هادئة كأنها تهمس بأسرار الثروة. لكن اليوم، القصر يشهد عاصفة من نوع آخر. باتي وينستون، الفتاة الثرية ذات الشخصية النارية، تقف أمام مرآة غرفتها الفسيحة، ترتدي فستانًا أحمر ضيقًا يبرز جمالها الأشقر، لكن وجهها مشدود بالغضب. عيناها الزرقاوان تلمعان كالزجاج الحاد، وشفتاها ترتجفان وهي تتذكر الفوضى الليلية في حفل الخطوبة. قررت زيارة جيم للمطالبة باعتذار عن “الاختطاف” السخيف، لكن قلبها ينبض بشكوك أعمق – هل جيم، الملحن الحالم الذي اختارته على الرغم من تحذيرات أبيها، يخفي شيئًا؟
عندما تصل إلى شقة جيم في سيارتها المرسيدس البيضاء اللامعة، تجد الباب مواربًا، والغرفة في حالة فوضى مألوفة: أوراق موسيقية مبعثرة، علب بيرة متناثرة، ورائحة الفطائر الفرنسية المحترقة تملأ الهواء. لكن عينيها تقعان على شيء غريب – منشفة بيضاء ملطخة بدماء خفيفة، مطوية على كرسي بجانب المسبح. باتي تمسك المنشفة، أصابعها ترتجف، ورائحة معدنية خافتة تصيبها بالغثيان. “من هي هذه الفتاة؟!” تصرخ، صوتها يتردد في الشقة الفارغة، غيرتها تنفجر كبركان. في ذهنها، تتخيل امرأة أخرى، ربما راقصة أو مغنية من عالم جيم الفني، تتسلل إلى حياته. دون تفكير، تسرع إلى سيارتها، تقود بسرعة عبر شوارع لوس أنجلوس المزدحمة، وتصل إلى مكتب والدها، إد وينستون.
إد، رجل أعمال قاسٍ في أواخر الخمسينيات، يجلس خلف مكتب خشبي ضخم في مكتب يطل على المدينة. لحيته الرمادية مشذبة بدقة، وعيناه الحادتان كالصقر تراقبان كل حركة كأنها صفقة تجارية. مصنعه لمستحضرات التجميل، الذي كان يومًا إمبراطورية، يعاني من أزمات مالية بسبب منافسة شرسة وسوء إدارة. عندما تدخل باتي، تبكي وهي تصرخ: “أبي، جيم يخونني مع عاهرة!” إد يرفع حاجبًا، يميل إلى الخلف في كرسيه الجلدي، ويبتسم ابتسامة ماكرة. “اهدئي، يا عزيزتي. سأتعامل معه. لكن أولاً، أخبريني المزيد عن هذه ‘الفتاة’.” عيناه تلمعان بالفضول، كأنه يرى فرصة أعمال جديدة. يتصل فورًا بفريق من المحققين الخاصين، يطلب منهم تعقب جيم و”الفتاة الغامضة”، وهو يحلم بتحويل هذا اللغز إلى حملة إعلانية لعطر جديد يسميه “إكسير الجمال السماوي”.
في الوقت نفسه، في شوارع لوس أنجلوس المزدحمة، يقود جيم سيارته القديمة، فورد موستانج متصدعة الطلاء، في مطاردة محمومة لأصدقائه – جورج، دون، وريكس – الذين هربوا بالملاك في سيارة جورج الرياضية الصفراء. الملاك، ببراءتها الطفولية، تجلس في المقعد الخلفي، تمسك بطبق من الفطائر الفرنسية، تضحك وهي تلتهمها، غير مدركة لخطط أصدقاء جيم السخيفة. جورج، وهو يقود بسرعة، يصرخ: “سنكون أغنياء! تخيلوا الإعلانات: ‘عطر برائحة الجنة’!” دون، في المقعد الأمامي، يتصفح دليل هاتف، يبحث عن أرقام شركات إعلامية، بينما ريكس، في الخلف، يحاول التقاط صورة للملاك بكاميرا بولارويد قديمة. جيم يلحق بهم أخيرًا في موقف سيارات مهجور، يقفز من سيارته، ويفتح باب سيارة جورج. “اتركوها وشأنها!” يصرخ، وجهه محمر من الغضب. الملاك تنظر إليه، تبتسم ابتسامتها السماوية، وتقول بصوت رقيق: “جيم… شكرًا.” الكلمة الأولى التي تنطقها تجعله يتوقف، قلبه ينبض بشعور غريب – مزيج من الحماية والإعجاب.
يعودون إلى شقة جيم، حيث تبدأ الملاك في التواصل أكثر. تجلس على الأريكة، جناحاها المطويان يتأرجحان بلطف، وترسم رموزًا في الهواء – خطوط متعرجة تشبه كوكبة نجوم أو خريطة سماوية. تغني نغمات هادئة، صوتها كموسيقى جرسية تملأ الغرفة بسلام غريب، يجعل جيم يشعر، لأول مرة منذ سنوات، بأن قلبه خفيف. يجلس بجانبها، يخيط لها ثوبًا بسيطًا من قماش قطني وجدته في خزانته، يغطي جناحيها ليحميها من الأعين الفضولية. يعلمها كلمات بشرية بسيطة: “شكرًا”، “جيم”، “أحب”. الملاك تكرر الكلمات بحذر، صوتها رقيق كنسيم الربيع، وعيناها تلمعان بفضول طفولي. جيم يجد نفسه يبتسم، لكنه يشعر بقلق متزايد – كيف سيحميها من العالم الخارجي؟
الفوضى تتصاعد عندما يعود الأصدقاء إلى الشقة، هذه المرة مع كاميرا فيديو ضخمة من الثمانينيات، مصممين على تصوير الملاك. “هذه فرصتنا!” يقول جورج، وهو يحمل الكاميرا كأنها سلاح. لكن الملاك، التي تخاف من ضوء الفلاش، ترتجف، وفجأة، تملأ الغرفة ريح غريبة، ويبدأ الماء بالتساقط من السقف كأنه مطر داخلي. الأصدقاء يصرخون، يتزحلقون على الأرض المبللة، بينما الكاميرا تسقط وتتحطم. الملاك، مذعورة، تختبئ خلف جيم، تمسك بيده، وتقول: “لا… خوف.” جيم يطرد أصدقاءه، لكن الضرر قد حدث: المحققون الذين أرسلتهم باتي يراقبون من بعيد، يلتقطون صورًا من سيارة متوقفة.
في وقت لاحق، تواجه باتي جيم في حديقة عامة قريبة، حيث الزهور الملونة تتمايل تحت نسيم الظهيرة. ترتدي معطفًا أنيقًا، لكن وجهها مشدود بالغضب. “هي ليست بشرية! هي شيطانة!” تصرخ، وهي تشير إلى الملاك التي تقف على بعد، تلعب بفراشة هبطت على يدها. جيم، الذي بدأ يشعر بحب حقيقي تجاه الملاك، يدافع عنها: “إنها بريئة، باتي. إنها ليست مثلنا.” باتي تنظر إليه، عيناها مليئتان بالألم والغيرة، ثم تبتعد، دموعها تخفيها الريح.
في تلك اللحظة، تصل سيارة إد الفارهة – ليموزين سوداء لامعة – وينزل منها ببدلته المصممة. ينظر إلى الملاك، عيناه تلمعان بالطمع. “سأدفع مليون دولار مقابل صورة واحدة!” يقول، وهو يلوح بمحفظته. لكن الملاك، التي تعلمت الآن بعض الكلمات، تقترب من جيم، تمسك بيده، وتقول بصوت واضح: “لا… جيم… صديق.” إد يتجمد، يدرك أن هذه “الفتاة” ليست مجرد لغز، بل شيء أكبر. لكنه لا يستسلم – يعود إلى مكتبه، يخطط لخطفها، بينما باتي تبدأ في التساؤل عما إذا كانت مخطئة بشأن جيم. الفوضى تتصاعد، والملاك، ببراءتها، تصبح مركز صراع بين الحب والطمع.
الفصل الرابع: مطاردة في الغابة والحب السماوي
مع اقتراب الغروب، تصبح شوارع لوس أنجلوس ساحة معركة غير مرئية، حيث يطارد الطمع والغيرة جيم ساندرز والملاك الذي أصبح سر حياته. المدينة، بأضواء النيون المتلألئة وصوت بوق السيارات، تبدو كفخ يضيق حول جيم. محققو إد وينستون يتربصون في كل زاوية، وأصدقاؤه – جورج، دون، وريكس – لا يزالون يحلمون بتحويل الملاك إلى تذكرة للثراء. باتي، التي أصبحت غيرتها نارًا تشتعل في صدرها، تراقب من بعيد، مصممة على استعادة جيم أو تدمير “الفتاة الغامضة”. جيم، مدركًا أن شقته لم تعد آمنة، يقرر الهروب بالملاك إلى مكان أكثر هدوءًا – غابة قريبة على أطراف المدينة، مكان سمع عنه من زميل موسيقي، مليء بالأشجار الشاهقة والشلالات الصغيرة، حيث يمكنهما الاختباء من عيون العالم.
الغابة، التي تبدو كأنها قطعة من الجنة سقطت على الأرض، هي ملاذ من الزمن نفسه. أشجار الصنوبر الطويلة تمتد نحو السماء، أوراقها الخضراء الداكنة ترتعش مع نسيم الغروب، وصوت الماء المتدفق من شلال صغير يملأ الهواء بنغمة هادئة تشبه موسيقى جيم الحالمة. الضوء الذهبي يتسلل عبر الفروع، يرسم أنماطًا متلألئة على الأرض المغطاة بالطحالب الناعمة. رائحة الصنوبر الممزوجة بالتراب الرطب تملأ الرئتين، والهواء بارد بما يكفي ليجعل جيم يرتجف في قميصه الرقيق. الملاك، التي ترتدي الآن ثوبًا قطنيًا خيطه جيم بنفسه ليغطي جناحيها، تمشي بحذر، عيناها الزرقاوان تلمعان بفضول طفولي وهي تلمس الأوراق والزهور. جناحاها، رغم إصابة أحدهما، يتأرجحان بلطف، ريشها الأبيض يلتقط ضوء الغروب كنجوم صغيرة.
جيم يجلس على صخرة بجانب الشلال، يحمل قيثارته القديمة التي أحضرها من السيارة. يبدأ في العزف، نغماته البسيطة تتدفق كماء الشلال، تنسجم مع تغريد الطيور التي تستقر على الأغصان القريبة. الملاك تنظر إليه، مفتونة، ثم تبدأ في الرقص – حركاتها خفيفة كالريش، كأنها تطفو فوق الأرض. جناحاها يتحركان ببطء، كأنها تعيد بناء قوتها، وريشها يلمع تحت ضوء القمر الذي بدأ يظهر في السماء. جيم يتوقف عن العزف للحظة، عيناه مغلقتان، يشعر بسلام يفوق أي موسيقى كتبها من قبل. لأول مرة، يرى الملاك كما هي: بريئة، فضولية، مليئة بحب نقي لا يعرف الخداع أو الأنانية. “أنتِ مختلفة…” يهمس، صوته بالكاد يتجاوز صوت الماء. الملاك تبتسم، تقترب منه، وتمسك يده، أصابعها الباردة ترسل قشعريرة دافئة في جسده. تحت ضوء القمر، يتبادلان قبلة أولى – قبلة رقيقة، كأنها لحن لم يكتب بعد، تجعل قلب جيم ينبض بإيقاع جديد. السلام يغمر روحه، كأن السماء نفسها نزلت إليه في تلك اللحظة.
لكن السلام قصير الأمد. أصوات محركات السيارات تتسلل إلى الغابة، تقطع سكون الليل. أضواء المصابيح الأمامية تخترق الظلام، ترسم ظلالاً متماوجة على الأشجار. جورج، دون، وريكس يصلون في سيارة جورج الصفراء، متعثرين في الوحل، يصرخون: “جيم! وجدناك!” باتي تتبعهم في مرسيدسها البيضاء، وجهها مشدود بالغيرة، بينما إد يصل في ليموزينه السوداء، مصحوبًا بمحققين يرتدون بدلات سوداء رخيصة. المطاردة تتحول إلى فوضى كوميدية: جورج يتعثر في جذر شجرة، يسقط في بركة طين، ويصرخ: “هذه الغابة ملعونة!” دون، وهو يحمل كاميرا الفيديو، يحاول التصوير لكنه ينزلق، وتغرق الكاميرا في الوحل. ريكس يحاول تهدئة الوضع بالنكات: “يا رجل، دعونا نأخذ الملاك إلى فيغاس!” لكن جيم يقف أمام الملاك، يحميها بجسده، صوته حازم: “لن يلمسها أحد!”
الذروة تحدث عندما يتقدم إد، بدلته الرمادية الأنيقة ملطخة بالوحل، وعيناه تلمعان بالطمع. “ستكون نجمة التجميل!” يصرخ، وهو يشير إلى الملاك. “بشرتك السماوية ستبيع ملايين!” يحاول الإمساك بها، لكن الملاك، التي تعلمت الآن الدفاع عن نفسها، ترفع يديها في حركة غريزية. فجأة، تجتاح الغابة عاصفة رعدية صغيرة – ريح قوية تهز الأشجار، وسحابة سوداء صغيرة تتجمع فوق رؤوسهم، ترسل قطرات ماء وبرقًا خافتًا. الجميع يصرخون، يركضون في الوحل، يتزحلقون ويسقطون في مشهد كوميدي فوضوي. إد يتراجع، بدلته ممزقة، ويصرخ: “ما هذه الساحرة؟!” جورج ودون وريكس يهربون إلى سيارتهم، يتركون كاميراتهم وأحلامهم في الوحل.
في خضم الفوضى، تواجه باتي جيم على ضفة الشلال، حيث يقف مع الملاك. وجهها مبلل بالمطر، وشعرها الأشقر ملتصق بوجهها، لكن عينيها تحملان غضبًا وحزنًا. “أنت تحبها، أليس كذلك؟” تسأل، صوتها يرتجف. جيم ينظر إلى الملاك، التي تقف بجانبه، عيناها الزرقاوان تلمعان بنور هادئ، ثم ينظر إلى باتي. “نعم…” يقول أخيرًا، صوته هادئ لكنه حازم. “هي تجعلني أشعر بالحياة.” باتي تتجمد، عيناها تملأهما الدموع، لكنها تضحك بحزن، ضحكة مليئة بالاستسلام. “ربما كنت أعرف ذلك دائمًا,” تقول، ثم تستدير، تمشي بعيدًا تحت المطر، فستانها الأحمر يتمايل كشعلة تتلاشى في الظلام.
الغابة تعود إلى الهدوء، الريح تهدأ، والملاك تمسك بيد جيم، تنظر إليه بامتنان. جيم يعلم أن هذه اللحظة لن تدوم – الملاك تنتمي إلى عالم آخر، لكن في تلك الليلة، تحت ضوء القمر، يشعر أن قلبه وجدها أخيرًا. الطامعون يتراجعون، لكن جيم يعرف أن المطاردة لم تنته – العالم لن يترك الملاك بسهولة.
الفصل الخامس: العودة إلى السماء والوداع
مع شروق الشمس، تتحول الغابة التي كانت ملاذًا لجيم والملاك إلى لوحة سماوية. أشعة الشمس الأولى تخترق الأشجار الشاهقة، تلقي ضوءًا ذهبيًا يرقص على الأوراق المبللة بالندى، كأن الطبيعة نفسها تحتفل بيوم جديد. صوت الشلال الصغير يتلاشى إلى همهمة رقيقة، وتغريد الطيور يملأ الهواء بنغمات متفائلة، كأنها تستعد لوداع عظيم. الغابة، التي شهدت ليلة من الفوضى والحب، تبدو الآن هادئة، كأنها تعلم أن اللحظات العظيمة لا تدوم. جيم يقف بجانب شجرة صنوبر عتيقة، جذورها المتشابكة تمتد كأيدٍ تحمي الأرض. يرتدي قميصًا ممزقًا من المطاردة الليلية، وجهه يحمل آثار الإرهاق لكنه مضاء بنور داخلي جديد. الملاك تقف أمامه، ثوبها القطني البسيط يتمايل مع النسيم، وجناحاها – اللذان شفيا بشكل غامض خلال الليل – يلمعان تحت الشمس كريش الثلج النقي. بشرتها الناعمة تلتقط الضوء، تجعلها تبدو كتمثال مضيء، وعيناها الزرقاوان تحملان حزنًا رقيقًا، كأنها تشعر بسحب سماوي يجذبها إلى موطنها.
جيم ينظر إليها، قلبه يتمزق بين الرغبة في الاحتفاظ بها والإدراك أنها لا تنتمي إلى عالمه. “يجب أن تعودي، أليس كذلك؟” يسأل، صوته خافت كأنه يخاف من الإجابة. الملاك تميل رأسها، تبتسم ابتسامتها السماوية، وتمسك يده بأصابعها الباردة كالنسيم. “جيم… شكرًا… حب,” تقول، كلماتها الأولى الكاملة تنساب كموسيقى، كل كلمة تحمل وزنًا عاطفيًا يجعل عيني جيم تمتلئان بالدموع. يقتربان من بعضهما تحت الشجرة، أغصانها تتمايل كستارة طبيعية تحمي لحظتهما. يتبادلان قبلة أخرى، أعمق من الأولى، مليئة بالحب والوداع. شفتاها ناعمتان كالريش، ولمسة يدها على وجهه تشعره وكأن السماء نفسها تحتضنه. للحظة، ينسى جيم العالم – باتي، إد، الأصدقاء، الطمع – ولا يوجد سوى هو والملاك، معلقان بين الأرض والسماء.
فجأة، يظهر وميض من النور الأبيض النقي، كأن نجمًا سقط من السماء. الملاك تتراجع خطوة، جناحاها يبدآن بالتحرك، يضربان الهواء بنعومة وإيقاع يشبهان لحنًا سماويًا. “جيم…” تهمس، عيناها تلمعان بالدموع – ليست دموعًا بشرية، بل قطرات لامعة كالماس. ثم، في لحظة ساحرة، تطير، جناحاها يرتفعان بقوة، يبعثران رذاذًا من الضوء الذهبي. جيم يرفع يده، كأنه يحاول الإمساك بها، لكنها تتلاشى في السماء، تاركة وراءها ريشة بيضاء واحدة تهبط ببطء على الأرض كتذكار. يلتقطها جيم، يمسكها بين أصابعه، ويشعر بحزن عميق لكنه ممزوج بالامتنان – لقد غيرت حياته، حتى لو كانت لحظة عابرة.
جيم يعود إلى لوس أنجلوس، لكنه ليس الرجل نفسه. شقته، التي كانت يومًا مليئة بالفوضى والشك، تصبح الآن مركزًا للإبداع. يجلس على البيانو، الأوراق الموسيقية تنتشر حوله كأجنحة، ويبدأ في تأليف سيمفونية جديدة – “الحب السماوي” – نغماتها مليئة بالشوق والسلام الذي شعر به مع الملاك. كل ضربة مفتاح تحمل ذكرى عينيها الزرقاوين، ضحكتها الصافية، ولمستها الباردة. يجد جيم نفسه أخيرًا، ليس فقط كموسيقي، بل كرجل يؤمن بالحب الذي يتجاوز الواقع.
في الوقت نفسه، تتغير حياة الآخرين. باتي، بعد أيام من التفكير في مواجهتها مع جيم في الغابة، تزور شقته. تقف عند الباب، ترتدي معطفًا بسيطًا بدلاً من فساتينها الفاخرة، وجهها خالٍ من المكياج، وعيناها تحملان نضجًا جديدًا. “لقد كنت مخطئة، جيم,” تقول، صوتها هادئ. “أردتك أن تكون جزءًا من عالمي، لكنني لم أرَ عالمك.” تتركه بلطف، تقدم له خاتم الخطوبة مرة أخرى، وتغادر بابتسامة حزينة، كأنها تحررت من قيود غيرتها. إد وينستون، الذي كان يحلم بتحويل الملاك إلى إمبراطورية تجارية، يواجه كارثة مالية عندما يفشل مصنعه بسبب فضيحة إعلانية. لكنه، في لحظة نادرة من التأمل، يتعلم درسًا: الطمع لا يمكن أن يشتري الجنة. يبدأ في إعادة بناء حياته، هذه المرة بتواضع أكبر.
أصدقاء جيم – جورج، دون، وريكس – يعودون إلى وظائفهم العادية، يضحكون على أحلامهم السخيفة بتسويق الملاك. “ربما كان علينا الاكتفاء بالبيتزا!” يمزح ريكس، بينما يتشاركون البيرة في حانة محلية، عيونهم تلمع بالمرح رغم فشلهم. لكنهم، في أعماقهم، يحملون ذكرى تلك الليلة في الغابة – لمحة من شيء أكبر من حياتهم اليومية.
في الأيام التالية، يجد جيم نفسه في المستشفى بعد إصابة طفيفة من المطاردة – كدمة على ذراعه من سقوطه في الغابة. هناك، يلتقي بممرضة شابة، ذات شعر أشقر قصير وعينين زرقاوين مألوفتين. تبتسم له ابتسامة هادئة، كأنها تعرفه منذ أمد بعيد. “يجب أن تكون حذرًا، جيم ساندرز,” تقول، صوتها يحمل نغمة مألوفة تجعل قلبه يتوقف. “لدينا موعد طويل وسعيد… من أعلى سلطة.” تنظر إليه بنظرة مليئة بالدفء، وجيم يدرك – إنها الملاك، أصبحت بشرية، هدية من السماء لتبقى معه. يضحك، ضحكة مليئة بالدهشة والفرح، وهو يمسك يدها. الفيلم ينتهي بهذه اللحظة – مزيج من الرومانسية والسخرية، تذكير بأن السماء قد تسقط في حياتنا، لكن الحب يبقى، سواء كان سماويًا أو بشريًا.
