رواية الحب علي اوتار الموسيقي الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم اسراء خالد – تحميل الرواية pdf

ضوء فجر جديد يضئ غرفة رنيم رغم لونها الوردي إلا أنها يفوح منها رائحة البكاء.. الكأبة
سرير بيدو للجميع أنه جاف من الخارج ولكن من باطنه… طبقات امتصت عبرات الألم…الضعف
وعلي بقايا لصور اسمتها رنيم ذكرياتها السعيدة
مع شاب اعتبر نفسه لوهلة جلد وهي جارته الضعيفة
وقفت رنيم أمام المرأة و بعد ان أخذت خلسة علبة مكياج هدير لتغطي آثار صفعات “الجلد”
وبعد أن انتهت من وضعه نظرت في المرآة للمرة الأخيرة علي هيئتها لا بأس بها فكانت تريدي قميص أسود وبنطلون جينز من الأزرق الغامق وطرحة بيچ
ثم ذهبت لغرفة هدير وهي تسير علي أطراف أصابعها وأعادت علبة المكياج ثم رحلت وفي طريقها وجدت غرفة السادي “هادي” مفتوحة علي غير العادة
وقفت علي باب الغرفة ونظرت له وهو نائم تمنيت لو أنها تأخذ الوسادة التي يحتضنها وتطبق على أ نفاسه غير منتظمة
رحلت بعد أن رمقته ببعض نظرات الأحتقار والبغض
ثم سارت في طريقها وفتحت باب الشقة وخرجت…
★***★***★***★***★
نزلت رنيم من سيارة الأجرة أمام فندق ضخم يعتبر أشهر فنادق الإسكندرية
ترجلت إلي الأستقبال وسألت عن مكان تجارب الأداء الخاصة ببرنامج غني لوتقدر
فأجاب الموظف:أنها في قاعة المؤاتمرات
ذهبت رنيم إلي هناك فرغم أن الساعة لم تتخطي السابعة إلي أنها وجدت فوج من البشر
لتجارب الأداء…متي أتي هؤلاء؟ وكيف؟ لا أحد يعلم فهم بعد أذان الفجر وهم هناك وبعضهم الأتي من محافظات آخري منذ الأمس وافقين أمام الفندق
ذهبت رنيم لتكتب اسمها وتأخذ رقم كهؤلاء فوجدت أنه تبقي رقم واحد فقط فأخذته سريعا ثم كتبت اسمها وانتظرت دورها المائة والعشرون في الدخول
★***★***★***★***★
أمام النيابة
مثل عوض بين يدي النيابة لاعتراف بجريمة لم يكن له ذنب فيها كما لقنه فؤاد جيدا ما يقوله
عوض كغيره من معدومي الدخل حلمه في حياة العيش فقط لاغير لكنه لم يعلم أن حلمه سيصبح ذكري في داخل مسجون علي ذنب لم يرتكبه…
وكيل النيابة لعوض:هااا كنت عايز ايه؟
عوض:أنا عايز أسلم نفسي عشان أنا عملت حاجة غيري بيتحاسب عليها
وكيل النيابة: ايه هي؟
عوض:جريمة قتل
وكيل النيابة:ايه
عوض:اه…أنا هحكي لحضرتك كل حاجة…بليل يا باشا من شهرين كدا كانت بحرس الأرض فلاقيت رجل غني أوى يعني عربيته كوتش نام عايز يصلحه فأنا قولتله يدخل يريح لحد ما أنا أغيروا
عيني لمحت علي فلوس كانت محطوطة علي الكرسي اللي اقدام حاولت افتح باب العربية…الرجل حاس بيه وجيه لاقيني بحاول افتح الباب فاتخانق معايا وسط الخناقة يا باشا مسكت طوبة ماكنش قصدي اقتله…أنا بس كنت بهوشه بس…يلا حصل اللي حصل
استدعي وكيل النيابة أحد العساكر وقاموا بأخذ عوض إلي الحبس
★***★***★***★***★
في المطار بالعاصمة الفرنسية باريس
أعلن مطار باريس عن هبوط الرحلة القادمة من القاهرة والتي علي متنها محمد ومني حتي لا تعيش بمفردها ورفقته كاميليا الرفقة التي ليست لها معني داخل أي تفسير نفسي إلا أنها محاولة فاشلة من رجل شرقي حاول أثارة غيرة فتاة بإصطحاب فتاة تنتمي إلي أصول أوروبية
كاميليا لمحمد:مالك محمد أنت مش كويس من ساعة المحكمة؟
محمد:مفيش
كاميليا:دا أنت حتي مافسحتنيش في القاهرة زي ما وعدتني
محمد:معلش..أنا تعبان أنا هوصلك لحد البيت
أوصل محمد كاميليا ثم عاد مع مني إلي شقته دخلت مني شقة وتغير وجهها
مني لمحمد:يعني بعد بيتنا الكبير في القاهرة أعيش في علبة الكبريت ديه
محمد:خلاص نبيع بيتنا الكبير دا ونشتري شقة حلوة متوسطة
مني:أظهر وبان عليك الأمان…أنت عايز تبيع البيت…لا طبعا أحنا هنرجع السنه الجاية
محمد:ماما الموضوع خلص أحنا هنفضل عيشين هنا….تبيعي البيت ماتبيعوش ماليش دعوة خالص
حاولت مني أن تغير الموضوع مع محمد
مني:شوفت البت رنيم كانت واقفة إزاي في المحكمة…ايه القوة ديه دا…البنت ديه عظيمة أوى
محمد:أنا جاي هنا عشان خاطر ماسمعش اسمها
ثم اتجه إلي غرفته
علمت وقتها أن عودة العلاقة بينهما صعبة حتي لو كانت صداقة فقط
★***★***★***★***★
مرت حوالي ثلاث ساعات من الأنتظار الممل علي رنيم حتي أتي دورها
دخلت إلي اللجنة بتوتر فلم يفز إلا عشرة فقط
فوجدتهم أربعة يجلسون علي منضدة مستطيلة ويمثلون دول عربية
مطربة الخليج الأولي أمال
المطرب التونسي زين
شمس الأغنية اللبنانية سيرين
الملحن المصري منير علوي
بدءت أمال بالكلام عند دخول رنيم
أمال لرنيم:أسمك؟
رنيم:رنيم فهمي
أمال:وعمرك؟
رنيم:١٧سنه
أمال:طب يلا
بدءت الغناء دون موسيقي ولاميكرفون
غدا..غدا عندما يدخلون قلبك الجريح يا حبيبي
اتراهم يقرأون فيه اسمي
ما اجمل الاسماء
نكتبها بنبض قلوبنا ولا اطباء ولا جراح
حبيبي حبيبي حبيبي
فقل لهم حذاري وليرفقو بالاسماء وليتركوها كلها هناك قصائد حب ليسدها هما ولا يلغيها نسيان هي كلها قصائد الحب الكبير الذي عشناه هي كلها قصائد الحب الوحيد الذي كنا ما اجمل الاسماء نكتبها بنبض قلوبينا ولا اطباء ولا جراح
حبيبي حبيبي
انتهت رنيم من الغناء
أمال:الله..الله…صوت فيه إحساس
سيرين:اه..في إحساس عميق
أمال:مقام صحيح…عرب صح…زي ما تقولوه في مصر أنتِ ميه ميه
سيرين:ما فيني أضف كلام متل ما قالت أمال..بس أنتِ بكيتين كلنا يارنيم
زين:ما تنسي الدموع اللي في عيونها
ابتسمت رنيم وهي تمسح دموعها
منير:أنتو اتكلموا وقالتوا رأيكم…لكن أنا عندي رأي مختلف
نظر له الجميع بتعجب
أمسك بالبطاقة الذهبية للتأهيل للمرحلة القادمة في بيروت
منير للجميع بمزح:نحن المصريين أفعال لا أقوال…رنيم اقربي
ضحكت اللجنة وذهبت رنيم لتأخذ البطاقة وتسلم علي أعضاء اللجنة سلمت علي جميعهم وأتت عند منير
منير لرنيم:أنا فاكرك من الحفلة ولو مجاتش كنت هتضيق…أصل حرام صوت زي دا مايروحش بيروت
ابتسمت رنيم ثم خرجت في غاية السعادة
★***★***★***★***★
استقيظ الجميع في المنزل وعلموا أن رنيم خرجت دون علمهم
الجميع جلس علي أعصابه خوفاً أن تكون تركت المنزل
هدير ونادية يرمقون هادى بنظرات عدائية علي اعتبار بأنه السبب في هروب رنيم…نظرات ترجمت إلي عقله بأن صار لرنيم مكروه سيكون هو السبب في ذلك
غرور هادى ومفاهيمه الخطأ عن الرجولة ترجمت له بأن صاحب الأصح في الجلسة هنا ويسير علي طريق الصحيح “أكسر لبنت ضلع يطلعها أربعة وعشرون”…أربعة وعشرون ضلع خوف من جلدها
انتفض علاء من جلسته قائلا لنادية:أنا مش ينفع نقعد نسيب البنت كدا لايحصلها حاجة لا قدر الله…أنا هدور عليها
نادية:اقعد بس هتدور عليها فين وأحنا نعرف هي ممكن تبقي فين
علاء:هدور عليها لحد ما أجيبها
هادي:أنا عارف هي ممكن تبقي فين؟…هي ممكن تبقي في الترب عند أمها
نادية وهي تنظر لهادي:يا عيني يابنتي اه أصل مفيش حد حنين عليها أكتر منها
تضايق هادي من كلام أمه الموجهة له
سمع الجميع صوت مفتاح في باب الشقة والجميع منتظر أن تظهر رنيم لهم
فتح الباب وظهرت وتحمل في بيدها ظرف ذهبي
تقدم هادي نحوها وتكلم بعصبية:كنتي فين؟وأزاي تخرجي من غير أذن
تكلمت رنيم دون أن تنظر له:أنا اقدمت في برنامج غني لو تقدر
هادي بعصبية:وأنتِ أن أحنا هنخليكي تكملي في برنامج دا
علاء حاول تلطيف الجو بين هادى ورنيم:يا بنتي هادي كان خايف عليك وبس كنتي تعرفينا الأول علي الأقل كنا نعرف أنتِ فين
رنيم:أنا قولتلكم خلاص وأنا مسافرة بيروت كمان شهر
هادي أمسك بذراع بقوة رنيم:بقولك مش هتسافري
علاء:هادي سيب دراعها
نظرت رنيم في عينيه بتحدى:هسافر
ترك ذراعها وهو غير مصدق أن قطته البريئة التي كانت تستمع له وتطيعه أصبحت قطة برية متوحشة
دخلت رنيم غرفتها وهي فخورة بنفسها ليس لانه حصلت علي جولدن كارت بل لأنها كسرت حاجز الطاعة والخضوع عند هادي
★***★***★***★***★
جميلة منذ الأمس لم يغمض لها جفن…قلقانة هل حقاً ستدخل الحجز؟
تدعو ربها أن يتصرف فؤاد بسرعة قبل فوات الأوان
أتي فؤاد بسرعة إليها بعد اطمن أن عوض نفذ كل شئ بحذافيزه
جميلة لفؤاد بتوتر:هاا فؤاد هدخل السجن تاني
فؤاد وهو يضع رجل علي رجل:هههه…لا أنتِ معاكي فؤاد الجمل يعني مفيش حاجة هتقدر توقف أقدامه
جميلة بفرحة:يا حبيبي يا فؤاد….واحتضنه
استقر فؤاد في أحضان جميلة كأنه يحتاج إلي ذلك الحضن منذ زمان بل احتضنها هو الآخر وبقي كذلك لفترة ليست قصيرة
فرحت جميلة لذلك كثيراً لانها اطمنت من فؤاد لن يتركها تعود لبنان وخطتها تسير علي ما يرام
★***★***★***★***★
في المساء
في غرفة علاء ونادية
علاء لنادية:أحنا عايزين نخطب لهادي…كان عندك حق في موضوع رنيم شوفتي الواد كان خايف عليها إزاي…بين عليه أن حبها…بس الخطوبة بعد امتحانات الثانوية العامة
نادية:معرفش والله هبقي اسأل هادي ليكون حاط عينه علي واحدة تانية ومش هجيب سيرة حكاية رنيم ديه أنا عايزة هو اللي يقول
علاء:جدعة
نادية لنفسها:ماعدتش ينفع يا حاج
★***★***★***★***★
بعد مرور شهر
في بيت نسرين
علاء لجلال أبو رانيا:أحنا هنجيب الشبكة الأسبوع الجاي
جلال:علي بركة الله
نسرين لنادية:أومال فين رنيم مش بيانة يعني
نادية:ماهي مسافرة تابع البرنامج اللي مشتركة فيه
نسرين:والله ملوش لازمة الكلام دا غني ايه وكلام فارغ ايه مش عندها امتحانات
علاء لنسرين:ماهي اول ما خلصت الأمتحانات سفرت عالطول
جلال:وماله هو أحنا مالنا ….زغرطي يا نسرين
زغرطت نسرين
هدير لم تكن سعيدة بخطوبة أخيها علي رانيا بالرغم من أن هدير تحب رانيا ولكن هادي لن ولم يحب رانيا ولا حتي مجرد أخوة فيعتبرها كتابعة لأمها وهو لا يعجبه تصرفات نسرين…وأكثر ما يحزنها أن هادي ورانيا أكثر اثنين سيظلمان إذا تمت الجوازة
★***★***★***★***★
سافرت ليليان إلي لبنان فلم تكن سعيدة بإقامتها مع أمها في منزل الذي يدعى فؤاد
فقررت أن تعود إلي لبنان لتريح أعصابها مما صار
بعد علمها بأن أبيها ليس عبد المقصود وأنها مجهولة النسب…
قررت السفر لتكون بعيدة عن كل الضغوط لتعيد النظر في علاقتها مع رامي…لأنها تشعر بأن رامي لن يرضي أن تكون شريكة حياته مجهولة النسب
عادت إلي الجبل ومطعمها ولكن دون المنزل الذي عاشت فيه سنين عمرها قد تم بيعه من أجل تجهيز المطاعم وافتتاحه من جديد بعد سقوط أحقية ورثها من أملاك عبد المقصود وقبل أن تبيعه عرض عليها فؤاد ان يدخل شراكة في المطعم ويعطيها المال التي تريده
ولكنها رفضت وأجابت:أنا أعطيتك أمي كلها كمان راح تأخد المطعم…طلب مرفض
افتتحت المطعم من جديد ولكن غيرت لافتته من جميلة…إلي بحر…تخليدا لذكري رحلتها مع رامي في الإسكندرية
في المطعم صارت هي جرسونة ومحاسبة وأعادت اثنين كان يقول عليهم عبد المقصود من أمهر الشيفات
لاقي المطعم نجاح ولكن ليس كما كان يديره عبدالمقصود
وكل يوم بعد منتصف الليل كان يغلق المطعم كانت تعمل ليليان في غسيل الأطباق وبعدها تنام في أرضية المطبخ
وأحيانا كانت تذكر رامي وتبكي للصبح ولكنها تقنع نفسها أنها فعلت الصواب من أجل أمه ورامي
★***★***★***★***★
بعد رفع قضية رد الشرف عاد رامي إلي عمله من جديد دون صديقه الوحيد….ولا حبيبته
كان يومه روتيني جدا يخلو البهجة والمغامرات سواء كانت مع محمد…أو ليليان
اشتاق رامي كثيراً ليليان لدرجة أنه ذهب عدة مرات لجميلة وتهديدها لتقول أين ذهبت ليليان
ولكنها كانت ترفض أن تقول بناء علي طلب ليليان
ضاقت به الحياة وتمني لو عاد الزمان لا كان أخذها إلي الإسكندرية ما صار ياللي صار
لم يفرق معه قصة نسب ليليان هذة فهو يحب ليليان لا يحب نسبها

