رواية الحب علي اوتار الموسيقي الفصل السابع 7 بقلم اسراء خالد – تحميل الرواية pdf

رواية الحب علي اوتار الموسيقي الفصل السابع 7 بقلم اسراء خالد
استقيظت نرمين من نومها علي حلمها وقد أيقنت بإن منقذ ابنتها جارتها نادية وهي كانت تعتبر أمها وأختها وصديقتها وكانت تهتم بها بمراحلها الأولي في الحمل حتي الولادة مرورا بالشهور الأولي لرنيم وتفكر كيف كانت تلك الفكرة لم تخطر علي بالها….
نهضت نرمين من الفراش وارتدت ملابسها لتذهب إلي منزلها القديم ….
★**********★
أمام عمارة سكنية قديمة الطراز كانت تقف نرمين في حزن و يمر أمامها ذكري سنه ونص مع جارتها نادية وعاما مع الحبيب القتيل فهمي…دخلت نرمين العمارة وكانت تصعد درجات السلم ومع كل درجة ذكريات عابرة من فترة عاشتها معهما…وصلت إلي شقة نادية دقت الباب ولم يأتي ردا مما تسرب الشك إلي قلبها وتمنت ألا يكون قد أصابها مكروه.. ونزلت إلي الشارع تبحث عن أحد تعرفه لتسأل عن نادية…..بحثت بأعينها ولكنها توقفت عند محل يحمل لافتة بإسم سوبر ماركت الرحمة ويجلس أمامه صاحبه عم حسين رجل في العقد السادس أصلع ووجهه مملوء بالتجاعيد التي تروى قصة سنين من المرار و ذو أسنان صفراء بسبب شربه “الشيشه” باستمرار
اتجهت نرمين إلي عم حسين قائلة:ازيك..عم حسين
عم حسين: الحمد لله
نرمين: أنت مش فاكرني..أنا نرمين مرات فهمي..بتاع الكمان
عم حسين: فهمي الله يرحمه ويبشبش الطوبة اللي تحت رأسه
نرمين بحزن:الله يرحمه…هي مدام نادية اللي ساكنة اقدامي رحت فين؟
عم حسين: ياااا…مدام نادية دي مشيت منها بعدك بحوالي خمس سنين
نرمين: ما تعرفش مكانها ؟
عم حسين: لا والله بس اللي يعرف مدام نسرين اللي في الرابع
نرمين بحنده:نسرين… ماشي شكرا يا عم حسين
عم حسين: العفو يا بنتي….ويعود ليشرب الشيشة
نرمين تعود مرة أخري إلي عمارة ولكن تتوقف أمام أجمل ذكريات عمرها مع حبيبها حب المراهقة والشباب …حب العمر
الذي لم تتخلي عنه ابدا حتي بعد ان توفي..لم تقاوم فأخرجت مفتاح من حقيبتها مفتاح لم يستخدم من أكثر من خمسة عشر عام فتحت الشقة لينسدل أمامها شريط ذكريات…. هنا كانت تجلس علي الاريكة البيضاء لتشاهد التليفزيون أحيانا كانت تضحك وأحيانا كانت تبكي..ولكن مع كل ضحكة كانت تجد حضن يحتويها..وكان كثيرا ما يجلس ليعزف الكمان وهو ينظر إلي عينها الساحرتين كما يقول… تدخل إلي المطبخ تتحول دموعها إلي ابتسامات فكانت تحرق الطعام وكان فهمي يأكله حتي لا تحزن كم تللذذ من محروقاتها علي أنها وصفات إعدها شيف محترف
لم تستطع نرمين الصمود أكثر من ذلك..خرجت ذكرياتها تحاوطها من كل جانب….
★*************★
تقف نرمين أمام باب شقة نسرين كم كانت نرمين تشعر أنا نسرين تكرها بشده لا تعلم لماذا؟
نرمين تدق الباب لتفتحه فتاة بيضاء تشبه إلي حد كبير أمها نسرين متوسطة الطول
رانيا لنرمين: حضرتك مين؟
نرمين: ماما موجودة؟
نسرين لرانيا:مين يا رانيا؟….وتقترب نحو الباب
نسرين:ن..نرمين
نرمين بثقة:ازيك يا نسرين؟
نسرين:اتفضلي
نرمين:مفيش داعي…. أنا بس عايزة عنوان نادية
نسرين: خير في حاجة
نرمين: هو لازم يبقي في حاجة عشان اسأل علي نادية
نسرين: لا…عالعموم عنوانها#####
نرمين:ماشي…سلام
نسرين وهي تغلق الباب:سلام
نسرين لنفسها:يا تري ديه جاية بعد كل السنين ديه ليه؟
رانيا لنسرين:هي مين ديه؟
★************★
في الأوبرا
دخل محمد من باب المسرح منزعج من أفعال نهال وقال بعصبية لمكرم:هي فين نهال؟
مكرم:لسه ما جاتش
محمد:والله هي فاكرة نفسها بتشغل فين؟ الهانم لما تجي بلغها تعدي عليا
مكرم :حاضر
رحل محمد متجهه إلي غرفته متوعدا لنهال بسبب كلامها علي صغيرته ولكنه لا يعرف لماذا غضب هكذا؟ فهو في العادة يحب غيرة البنات عليه هل حقا يكون أحب رنيم؟ أو أحب رنيم مثل أخته؟ فلذلك تضايق من كلام نهال والعازفين عليها هو لا يعرف ما مشاعره تجاه رنيم؟…..
في تلك اللحظة تدخل نهال تقطع شرود محمد
نهال وهي تضع يدها علي عنقه:محمد وحشتني اوي
محمد وهو يبتعد عنها:أنتي ايه ما عنديكش دم خالص كدا أنا عمرى هحبك فاهمة ….وبعدين غيرة الحريم ديه أنا مش بحبها..وبعدين حتي لو أنا بحب رنيم أنتي مالك بتداخلي ليه؟ أنا حر
نهال:ايه يا حبيبي اللي أنت بتقوله دا
محمد :حبيبك حبك برص
نهال وهي تقرب منه:يعني أنا مش واحشاك خالص
محمد وهو يخرج من الغرفة:صبرني يارب…نهال دا آخر تحذير لكي
وقد خرج محمد من الغرفة وترك نهال خلفه تشتغل نار منه وتتوعده له هو ورنيم:ماشي مش نهال اللي تترفض دا أي واحد يتمني أشاور له ..والله انت والعصفورة الصغيرة هدفعكو التمن غالي
أما محمد فكان يشعر بغرابة كيف يرفض نهال صاحبة العيون الخضراء والشعر الأحمر المصبوغ وكانت جميلة جمال صراخ وملابسها الفاضحة الضيقة التي كانت تبرز مفاتن جسدها المنحوت علي شكل الجيتار الذي تعزفه…
★***********★
في جبال لبنان
يجلس رجل في أوائل الخمسيات من عمره طويل القامة في جبهته علامة بازة تبدو كجرح قديم…يعزف عالعود كأنه محترف…يقطع شروده صوت أنثوي جميل
لأمرأة جميلة ذات جمال من طباع خاص تميز بعيونها الزرقاء كالموج البحر الصافي وشعرها الاحمر
جميلة ل فؤاد بلهجتها اللبنانية:وينك فؤاد صار لي ساعة عم بفتش عليك حبيبي
فؤاد بلهجته المصرية:كنت بعزف العود ياحبيبتي
★***********★
نرمين كانت تدق الباب شقة نادية ويفتح لها هادي ابن نادية
هادي:أهلا وسهلا..حضرتك مين؟
نرمين:أنا نرمين كنت جارتكم في البيت القديم
هادي:اه..ماشي اتفضلي ماما راحت تجيب حاجة وجاية..وبابا في المسجد… اتفضلي
تدخل وتجلس في الصالون
هادي لنرمين:تشربي حاجة؟
نرمين :لا شكرا
هادي:لا.لازم
نرمين:ميه
كان هادي في المطبخ يحضر كوب الماء لنرمين لتدخل هدير علي هادي
هدير لهادي:مين اللي كان بيخبط عالباب؟
هادي:واحدة عايزة أمك
هدير:كلمت ماما؟
هادي:اه…وقلت جاية…يلا بقا وسعي كدا
خرج هادي من المطبخ وذهب إلي نرمين
هادي لنرمين:اتفضلي
نرمين:شكرا…هي ماما جاية امتي؟
هادي: ماتقلقيش زمانها جاية..
لم يكمل كلمته حتي سمعت صوت مفتاح ليعلن عن وصول نادية…..صديقة نرمين وأختها الكبري ومعين نرمين في فترة الحمل من الشهور الأولي حتي يوم الولادة..وحتي بعد الولادة الفترة القصيرة التي ظلت بها بجوارها…بعد وفاة زوجها فهمي
دلفت نادية إلي الصالون لتري نرمين فهي لم تصدق عندما قال هادي لها أن جارتهم في البيت القديم نرمين هنا…مررت سنوات كثيرة علي لقاءهما الاخير… لقد تغيرت نرمين كثيرا …عينها زالت لامعهما ..خسرت الكثير من وزنها…لم تعد نرمين التي عرفتها يبدو أن الهموم انتصرت عليها….
نرمين عندما رأت نادية قد جريت عليها تحتضنها كالطفل عندما يري امه وبدأت بالبكاء
نادية وهي تحتضن:نرمين مالك في ايه؟
نرمين بدموع:أنا تعبانة أوي…الدنيا سودة في وشي
نادية:رنيم حصلها حاجة
نرمين قد بعدت عن نادية:أنا عندي سرطان في المخ
نادية وهي تضع يدها علي صدرها:إيه؟
نرمين بدموع:ايو
نادية:هتعملي ايه؟
نرمين:مش عارفة
نادية:مش أنتي ليك أخوكي في ألمانيا
نرمين:اه
نادية:خالص كلمي أخوكي تسافرى معه…الطب متقدم برا أكيد هيعملوا حاجة
نرمين:أنا حالة رابعة…وبعدين مراد أخر مرة نزل فيها كانت لما ماما ماتت…نزل بعد موتها بشهر…أنا ساعتها بهتدلو وقلته مش عايزة اعرفك تاني
نادية:الله يرحمها..بس الدم عمره ما هيبقي ميه أكيد لما يشوف أخته بشكل دا هساعدك
نرمين:أنتي شايفة كدا
نادية:اه طبعا
نرمين وهي تستعد للرحيل:تعبتك معايا
نادية:ماتقوليش كدا أنتي أختي…..تودعها عند الباب:مع السلامة يا روحى…هاتي رنيم معاكي المرة الجاية
نرمين بإبتسامة:حاضر…مع السلامة
★***********★
نرمين كانت تسير في الشارع تشعر بالأطمئنان ولكن بعض الخوف من أخيها تخشي أن يرفض أن يأوي ابنتها أو يعاملها بشكل سئ خاصا أن رأفت الذي كان يريد الزواج منها كان صديق طفولته وشبابه وأنه يوما لم يحب أو يتقبل فهمي….
★*****************★
وصلت نرمين المنزل لتجد رنيم تحضر ملابسها لأنها سوف تسافر غدا إلي القاهرة لتكمل البروڤة الاوبرا
رنيم لنرمين:ايه ياماما المشاوير الكتير ديه
نرمين:عادي…يعني حاجات لازم اعملها …اساعدك
رنيم:لا أنا خلصت خالص
★*************★
في منزل علاء
كانت نادية تضع الغذاء علي السفرة وهدير ابنتها تساعدها
هدير لنادية:مين يا ماما طنط نرمين؟
نادية:طنط نرمين ديه جارتنا في البيت القديم…نادي عليهم عشان يتغدوا يلا
هدير لهادي:هادي أبوك ويلا تعالي كل
تجمع الجميع وبدأ بالاكل
هادي لنادية:مين رنيم اللي كنتي بتقولي عليها أنتي وطنط نرمين
نادية بإبتسامة:عروستك
هادي:يا سلام يعني الحاجة ديه كانت جاية تخطبني هههه
نادية:لا..أنت اللي كنت بتقول عليها عروستك..من أول ولدت وأنت بتقول عليها كدا..أنت كنت بتراجع من المدرسة وتروح تعقد جانبها لحد ما تنام ومحدش يقدر يقعد جانبها ولا يجي ناحيتها إلا بأذن منك حتي أبوها
هادي:وبعدين راحت فين؟
نادية:يعني بعد أبوها مات أمها رجعت عند أهلها وساعتها أنت قعدت يومين زعلان ومش بتأكل خالص
هدير لنادي:يااا بالدرجة كنت بتحبها للاسف القدر فراقكم ههههه
هادي لهدير:بس يا خفة ….ونظر لأمه:شايفة يا ماما
علاء:بس يا عيال بطلوا أنتو مش صغيرين عالكلام دا
هاااا يا نادية كنت عايزة ايه؟
نادية:عندها سرطان وعايزنا نساعدها عشان تدور علي مراد أخوها
علاء:ماشي
نادية لهدير:يعني ايه حالة رابعة؟
هدير:يعني السرطان متقدم أوى والحالة ميئوس منها
نادية بحزن:يا عيني يا نرمين

