Uncategorized

رواية الم بدون صوت كامله وحصريه بقلم خديجة احمد – تحميل الرواية pdf


رواية الم بدون صوت كامله وحصريه بقلم خديجة احمد

البارت الأول
ضربني لحد ما حسّيت إن جسمي هيتهد بين إيده.
مسك الشنطة اللي كانت جنبي، فتحها بسرعة، وخد الفلوس.
نزل من البيت من غير حتى ما يبص وراه، ولا يشوف الضرب دا عمل فيا اي.
قمت من على الأرض بالعافية، جسمي كله بيوجعني، وعيوني كانت بتحكي اللي لساني مش قادر يقوله.
مشيت لحد أوضتي، ورميت نفسي على السرير.
وبدأت أبكي… ببكي على عمري، على وجعي، على ضربي، على كل لحظة وحشة عشتها من بعد ما ماما ماتت.
عارفين… كان في إيدي أمشي، أسيبه وأرتاح، بس هو مش وحش… والله مش وحش.
هو بس من بعد موت ماما، اتشقلب حاله.
بس أنا عارفة إنه من جواه كويس، عشان كده كل مرة أفكر أمشي وأبعد عنه، أفتكر السؤال اللي بيكسرني:
مين هيهتم بيه؟ مين هيصرف عليه؟
ومش بلاقي إجابة.
فأصبر نفسي… وأفضل معاه.
محستش بنفسي وأنا بنام من كتر الوجع، مش بس عشان جسمي تعبان… لكن عشان روحي كمان .
صحيت تاني يوم، وقلبي بيخبط من الخوف.
خرجت أشوفه رجع ولا لسه برا.
لقيته نايم على الكنبة، وإيده ماسكة صورة ماما.
ابتسمت بوجع، دمعة خفيفة نزلت مني، أخدت الصورة من إيده بهدوء، وحطّيتها على الترابيزة.
قربت منه، قلعت جزمه وعدّلته على الكنبة، وغطيته كويس.
فضلت أبص عليه لحظة… بيني وبين نفسي قلت: “هو مش وحش… بس وجعه كبر عليه.”
بعد شوية، كنت جهزت نفسي علشان أروح الجامعة.
حاولت أحط ميكاب يخفي آثار الضرب، بس كل ما أحط نقطة، أحس كأنها بتفضحني أكتر، مش بتخبي.
بصّيت لنفسي في المراية قبل ما أنزل… صورتي باهتة،
عيني مورّمة، ووشي شاحب…
اللي يشوفني دلوقتي ممكن يديني عمر أكبر بكتير من عمري الحقيقي.
الوجع والزعل… ممكن يكبّروك مية سنة لقدّام.
أخدت شنطتي ونزلت، بحاول أمشي بعيد عن الناس عشان محدش يلاحظ اللي في وشي،
ولا حد يبصلي بخوف من شكلي.
وأنا بعدي الشارع، شوفت أب ماسك إيد بنته، شكله كان بيوصلها المدرسة.
ابتسمت تلقائيًا، وللحظة اتمنّيت أكون مكانها…
بابا ماسك إيدي، بنضحك سوا.
لكن الحقيقة خبطتني بسرعة،
فاتنهدت وقلت بهمس:
— الحمد لله على كل حال.
قبل ما أكمّل تفكيري، حسّيت بحد بينط عليا من ضهري!
كانت سارة، صاحبتي القريبة…
رغم إني عرفتها من فترة قصيرة، بس هي ونعم الصُحبة —
أخلاق، وجدعنة، وكأنها عارفة كل حاجة عني.
قالت بابتسامة واسعة:
— صباح الخير!
ردّيت وأنا بابتسم ليها:
— صباح النور.
لكن وشها اتغيّر فجأة،
وقلت في نفسي: يارب ما تكون خدت بالها من الكدمات.
سارة بصوت فيه صدمة:
— هو ضربك تاني؟
اتوترت، حاولت أخفي رعشة صوتي وأنا بقول:
— إيه؟ لأ، ليه بتقولي كده؟
قالت بحزم:
— متضحكيش عليا يا نور… باين أوي إنك مضروبة.
نزلت نظري وأنا بقول بهدوء:
— هو… كان متضايق مني شوية.
قالت بغضب مكتوم:
— نفسي أعرف إيه اللي مخليكي صابرة عليه كده؟ ليه؟
ردّيت بصوت مبحوح:
— ما قلتلك قبل كده يا سارة… مقدرش أسيبه.
هزّت راسها وقالت بوجع:
— دا مش مبرر يا نور. هو آه كان زمان كويس، بس حاله اللي اتبدّل دا محدش يقدر يستحمله.
ابوكي أو لأ، اللي بيأذيكي لازم تبعدي عنه.
سكت، مش عارفة أرد… كلامها كله صح،
بس قلبي لسه بيقول إن بابا هيرجع زي زمان،
إن في يوم هيفوق، وهيرجع الراجل اللي كنت بحبه.
ولما شافتني سرحانة قالت بابتسامة خفيفة:
— فطرتي؟
هزّيت راسي بمعنى “لأ”.
قالت وهي بتضحك:
— إشطا، أنا عزماكي نفطر سوا.
ابتسمت… عارفة إنها كل يوم بتفطر مع مامتها،
بس برضه بتسألني،
عشان عارفة إن أوقات كتير ما بيبقاش معايا تمن الفطار.
روحنا وفطرنا ودخلنا المحاضرة.
اليوم كان طويل ومتعب،
بس بوجودها… وجعي كان أخف شوية.
خلصنا محاضرات ودعتها عشان اروح شغلي بشتغل بداوم جزئي كاشير ف سوبر ماركت وبعديها ف مطعم وهو فلوس من هنا وهنا بقدر اصرف شويه عليا وعلى بابا بس يجي هو وياخد كل الفلوس اللي حيلتي
خلصت اليوم الطويل ورجعت البيت، مهدودة زي العادة.
دخلت الشقة، وبصيت حواليّ… مكانش موجود.
بس دا الطبيعي، ساعات بيرجع، وساعات بيفضل برا لحد الصبح.
ما اهتمّتش، ولا حتى حاولت أسأل نفسي هو فين.
اتجهت على الأوضة، ورميت نفسي على السرير من كتر التعب،
وغمضت عيني على أمل إني أصحى في يوم… من غير خوف.



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى