Uncategorized
رواية ملاك السيف الفصل السادس عشر 16 بقلم ايمان صلاح – تحميل الرواية pdf

رواية ملاك السيف الفصل السادس عشر 16 بقلم ايمان صلاح
كانت حنين نائمة في غرفة نومها على السرير تحادث والدتها المتصلة الأن على هاتف المنزل المتواجد بجوارها فاتحة مكبر الصوت غير قادة على الإمساك به بيدها ..
وتضع يدها على بطنها المنتفخة التي تؤلمها كثيرًا بسبب السير في المول .. لم تسمع كلام يوسف حينما نبهها بألا ترهق نفسها .. ولكنها أرهقت وبشدة ..
هتفت حنين بتعب
_ أيوه يا ماما
هتفت نهلة بقلق .. ما المكروه الذي حدث مع إبنتها!
_ مالك يا حبيبتي .. في إيه .. صوتك ماله .. حصل ليكِ حاجة .. إنتِ كويسه!
أردفت حنين محاولة عدم إظهار التعب في نبرة صوتها .. لكي لا تقلق والدتها عليها
_ أنا كويسة يا ماما بطني بس إللي وجعاني شوية .. عشان كنت في المول ومشيت كتير هناك وغير أكلت كتير
هتفت نهلة بتفكير
_ ليكون الأكل وحش وهو إللي تعب بطنك
أردفت حنين بنفي
_ لا الأكل كويس ده مول محترم الأكل عمره يا يبقى وحش وغير مش أكلت لوحدي بس أنا إللي تعبت عشان كلت ومشيت كتير وإنتِ عارفة أن المشي غلط عليَّ
أردفت نهلة بأمر
_ بصي أنا هاجي وهعمل أكل ليكِ بنفسي .. وهديكِ فلوس تخليهم معاكِ لأي أزمة
هتفت حنين بضيق
_ قصدك إيه يا ماما .. وفلوس إيه اللي تديهالي .. حد قالك إني عاوزة
هتفت نهلة بغضب
_ فلوس تخليها معاكِ إنتِ ناسية إن جوزك مش بيشتغل ولا إيه .. أفرض مش معاه فلوس .. والأكل أنا هجيبه من معايا ومش هاخد فلوس منكم يعني .. وبعدين أنا مش ضامنة إنتٍ بتاكلي أكل حلو ولا لا ..
عاد يوسف من المطبخ وبيده ذاك المشروب المملوء بالأعشاب لتريح بطنها وأعصابها بعض الشيء لكن ..
تسمر مكانه عندما سمع ذلك .. عندما سمع ما قالته ..
تناثر الزجاج على الأرض أثر وقوع الكوب من بين يديه .. وهو يتذكر كيف أخبرها عندما شعرت بضيقه وظلت تلح عليه .. تذكر وعدها له بعدم إخبار أي شخص وخصوصًا والدتها .. ولكنها خالفت بذلك ..
خالفت مثلما تفعل كل مرة .. فهذا ليس بالجديد عليها ..
ابتسم بتهكم هل تراه غير قادر على أن يحقق لها حقوقها .. أبسبب العمل تراه ذلك!
أمن لا يعمل يكون هذا موقفه لا يقدر أن يراعى منزله؟
هو لم يشتكِ لها بل إن لديه مال يكفيه لسنوات من دون عمل ..
هو حزن بسبب أنه ترك عمل كان به منذ زمن .. عمل يحبه ويرى نفسه به .. لا أكثر ..
ولكن هي بكل بساطة تفعل ذلك؟
لما تخبر والدتها بشيء مثل هذا شيء خاص بهم فقط
هو لم يخبر والدته فلما تخبرها هي؟
أيندم على مشاركة زوجته أسرار وتفاصيل حياته لن ينتظر ذلك بل أنه ندم حقًا ..
لن يمررها لها مرار الكرام .. لن ينتظر أن تأتي والدتها أمامه وتلقي عليه بعض الكلمات الجارحة وهو بكل سذاجة يتغاط على ذلك من أجلها لأنه وبكل بساطة يحبها ..
ولكن فليذهب الحب إلى الجحيم لن يتساهل معها مثلما كان يفعل دائما فهو من فعل ذلك بها ..
بسبب عفوه عنها وعدم معاقبته لها ..
كادت حنين تتحدث وتنفي كلامها وتعلمها أنها لا تحتاج إلى مال ولا شيء من هذا .. يكفيها أن زوجها معها ولكن صوت ذاك الارتطام جعلها تغلق الهاتف مع والدتها ..
تحاملت على نفسها من أجل أن ترى ماذا حدث عند يوسف ..
فتحت باب الغرفة بهدوء ولكن سرعان ما تحول إلى رهبة وخوف من منظر يوسف ..
فهذا ليس هو بل أنه شخص أخر .. شخص حل عليه الغضب والعمى ..
فقد يوسف سيطرته على نفسه اقترب منها بهدوء مريب آثار الرعب في قلبها ضاغطًا على الزجاج بقدمه بقوة .. ومن حسن الحظ أنه كان يرتدي الحذاء في قدمة ..
تراجعت إلى الخلف بحركة لا إرادية منها من منظره .. تريد الهروب بأي طريقة .. هي لا تعلم ماذا حدث ولما هو هكذا لذلك هتفت بتقطع وهي تحاول أن تشعره بالشفقة من أجلها وأن يرجع مثلما كانت تعرفه .. هي حبيبته كيف ينظر لها بتلك الطريقة .. هو أمانها كيف يجعلها تخاف منه
_ يو .. يوسف .. ف .. ف إيه .. أنت عامل كده ..ل .. ليه ..
قبض يوسف على ذراعيها بعنف .. نظر إلى عينيها التي تنظر إليه برهبة ليتألم بداخلة على تلك النظرة التي لأول مرة يراها خائفة منه .. كاد يلين ويأخذها بين أحضانه .. ولكنه تذكر ماذا فعلت .. ليسيطر عليه الغضب مرة أخرى وهو يهتف بصيااح عالي بينما هي كان جسدها يرتجف من الخوف بسبب طريقة حديثه التي تراها لأول مرة منذ أن عرفته وتزوجها فهذا ليس حبيبها الذي أحبته منذ سنين وعاشت معه أجمل قصة حب إنتهت بالزواج ..
_ ليه هاا ليه .. كل لما أقولك على حاجة تقولي لمامتك ليه .. حبة تخربي على حياتنا ليه ..
إحنا عايشين كويس من غير مشاكل حبه تعملي مشاكل أوي كده ليه ها ..
أنا عمري ما قلت لأمي على أي حاجة في حياتنا .. لأن حياتنا دي تخصنا إحنا مش يحق لأي حد لأي حد مهما كان مين أنه يدخل فيها .. ليه بتدخلي والدتك بينا إحنا الإتنين ..
كل إللي فات حاجة وإللي إنتِ عملتيه المرة دي حاجة تانية خالص ..
ليه تعرفي والدتك عن إني اترفضت من الشغل ليييه يا حنين ..
إنتِ للدرجة دي شايفة إني مش حمل مصاريف ليكم؟؟
إني هاكلك أكل وحش يضرك؟
أنا يا حنين أنا أعمل كده!
أعمل في مراتي وإبني إللي من لحمي ودمي أضُرهم بإيدي الأتنين .. هههه مع الأسف بعد السنين دي كلها خليتني أكتشف إنك مش عرفاني كويس … خسارة يا حنين بجد خسارة …
طب معلش بس حضرتك كُنتِ ناوية تعرفيني إمتى أنك قولتي لوالدتك!
ههه أكيد مش كُنتِ هتقولي أصل حضرتك متجوزة طرطور هههه فعلًا طرطور ..
لولا إني سمعت بالصدفة مش كنت هعرف صح ..
عجبك كده حالنا إللي وصلنا ليه بسبب حضرتك كل حاجة تقوليها لوالدتك كده!
عجبك يا حنين رودي … وعدتني يا حنين إنك مش هتقولي ليها ..
ابتعد عنها عندما قابل منها الصمت .. كان ينتظر أن تدافع عن نفسها .. أن تبرر موقفها ولكنها لم تفعل .. أخذ قرارًا بالرحيل وسيفعل ذلك حقًا .. أخرج الحقيبة بعنف من تحت السرير لتخرج صوتًا حادًا بسبب احتكاك العجلات بالأرض
بينما هي لم تستطع أن تدافع عن نفسها .. معه حق .. لم توفي بوعدها له ..
ظلت تتابع تحركه في الغرفة بألم .. يضع أغراضه في الحقيبة بعنف وإهمال .. لم تقدر أن تتحدث .. أن تمنعه .. بل أنها تابعة ما يفعل بصمت ودموعها تنزل من عينيها على خديها ..
خرج يوسف حاملًا الحقيبة بين يديه وعينيه مملوءة بالدموع التي أبت النزول من مكانها ..
نزل على الدرج بسرعة كبيرة .. أزال الدموع من عينيه بقوة .. لن يضعف بل عليه أن يعاقبها بما فعلت .. قد اعتادت على الحنية والآن ها هي ستنول القسوة لتتحمل نتيجة أفعالها …
******☆******
ما زالت الصدمة على وجهها .. تنظر لها بعدم تصديق .. هل هي هنا حقًا؟ أم أنها تتخيل ذلك ..
هتفت نجوى بتهكم بعد أن رأت حالتها تلك وأنها مازالت واقفة على باب المنزل
_ هتفضلي واقفة كده كتير .. أدخلي واقفلي الباب وراكِ .. واقفلي عنيكِ إللي مفتوحة على الأخر
رمشت أمنية عدة مرات .. هي هنا حقًا لم تكن تتخيل وجودها .. أغلقت باب المنزل وذهبت خلفها إلى غرفة المعيشة ..
رأت لوجي جدتها لتركض إليها تبعها ريتال..
قبلتهم نجوى قبله عادية على وجنتيهم لم تنبع من قلبها لاحظت أمنية ذلك .. حمدت ربها أن البنات لا تفهم الفرق ..
جلست نجوى على الأريكة لتفترش جسدها ..
شاور إلى الأغراض التي تركتها بجوارها
_ خدي الحجات دي ودخليها المطبخ .. أنا جبت اكل معايا عشان ناكل وتأكلي العيال ..
هزت أمنية رأسها بطاعة .. ذهبت إلى المبطخ بعد أن أخذت الأغراض من على الأرض .. وبدأت بوضع الطعام مثلما قالت .. وهناك شيء يخبرها أن اليوم لن يمر على خير فهي لا تأتي لها .. وهذه أول مرة تراها منذ أشهر ماذا تريد الأن منها؟
ظلت نجوى جالسة مكانها تنظر إلى البنات بضيق .. وما زال ما تريده في بالها .. وها هي قد جاءت لتلقيه على أذانها .. أن لم يسمعها ماجد ويوافق على ذلك .. فهي من ستستمع وتوافق
******☆******
وقع أخر ورقة بين يديه مزامنة مع ترك القلم .. زفر بارتياح سيعود أخيرًا إليها ففي اليومين الماضيين ظل يعمل بهم بشدة حتى ينهي ما عليه من أعمل ليعود .. وتصبح حلاله بعد سنين شاقة مرت على حبه لها ..
اللحظة الذي أنتظرها كثير لما يتبقى إلا القليل فقط .. بضعت أيام ويغلق باب المنزل عليهم ..
وقتها يقدر أن يحتضنها بدون خوف .. بدون قلق من فعل شيء محرم ..
يخاف من فقدان السيطرة على نفسه مثلما فعل المرة الماضية أثناء تواجدها أعلى المبنى ولولا ذلك الذي رمى عليه الحجر لمَ توقف .. لم يعلم من فعل ذلك وهذا ما يثير قلقه بعض الشيء ..
قهقه سيف بخفه متذكرًا أول لقاء لهم لا ينكر أنها مازالت مثلما رأها أول مرة جذابة .. رائعة .. جميلة .. لم يتغير بها شيء ..
عندما رأها أول مرة أفتن بها ليرمي يمين على نفسه جعلها ملكًا له في الحلال ..
فلاش باك
منذ بضعة سنوات
دخل ذاك المكان الواسع المخصص للألعاب المسمى بالملاهي ..
أبتسم ببلاها لا يعلم لما خطر بباله أن يأتي ويلعب تلك الألعاب التي يراها البعض صعبة ولكنها بلهاء في نظره .. قطع التذاكر وذهب يركب تلك اللعبة المطلق عليها إسم ( الديسكفري ) التي تنطلق إلى الأعلى وتصل على مسافة كبيرة من الصعود بسرعة عالية وتعود إلى الجانب الأخر بنفس السرعة مع دورانها في كلى الجانبين ..
بعد مدة من الوقوف في الصف ها هو قد حان دوره أندفع بحماس مليء بالسرعة يريد أن يجرب ذلك الشعور ..
ركب وربط الحزام بحذر .. بدأت اللعبة بالتشغيل وهو سعيد بشدة بها ويصيح من السعادة .. لا ينكر أن هناك أصوات بجانبة كثير منها المرح مثله ومنها الصراخ ومنها البكاء!
نعم من كانت بجانبه كانت تبكي وتصرخ في آنٍ واحد .. وتتلفظ الشهادة بين شفتيها ..
لم يعيرها أي إنتباه وإنما ظل مسمتعًا باللعبة .. لتهتف التي بجانبة بخوف فلم تقدر أن تصمد أكثر من ذلك ..
_ ممكن تمسك أيدي
أجل تريد الأمان حتى وإن كان من شخص لا تعلم من هو ..
هذه أول مرة تفعلها أن تصعد على لعبة مرعبة بحق .. ولكنها كانت تريد أن تجرب ذلك الشعور حتى وإن خافت ..
اهتزت مقلتاه قلقًا من نبرة صوتها المميتة لقلبه .. لما تألم قلبه لذلك .. نهر نفسه على عدم أعطاه لها بال .. أمسك يدها اليمنى بيده اليسرى المقابلة لها .. يطمئنها وهو ينظر إليها مبتسم يبث لها الأمان .. وبيدها الأخر كانت تشد على الدرع الحامي على جسدها ..
بعد أن أنتهت اللعبة لم يترك يديها بل أنه ظل ممسكًا بها حتى بعد خروجهم .. وكأنه لا يرغب بأبعادها عنه خوفًا من عدم لقائها مرة أخرى ..
ولكن كان للقدر رأي آخر فكان عليها الذهاب ..
لا ينكر حزنه وقتها ولكنه تركها تذهب بعد أن ظل أسمها يتردد في مسامعه
_ ملك ملك
ترك يديها وقلبه يخبره أنه سيراها مرة أخرى ..
يكفي أسفها مما فعلت بخجل .. وتحولها إلى شخص أخر يعنفه إن أخبر أحد بخوفها .. وكأنها تريد لقاءها أيضًا مثلما هو يريد .. ليوعد نفسه وقتها جعلها ملكًا له .. ألا يكفي تلك الإبتسامة التي رأها منها بعينيها اللتان سلبتا آخر ما تبقى منه ….
عودة من الفلاش باك ..
وقف بسرعة تاركًا المكتب ورأه .. قد غمره الشوق والحنين للقياها .. يشبع عينيه بعينيها الرائعتان ..
لن يخبرها برجوعه بل سيتركها مفاجأة لها .. مفاجأة برجوعه .. ومفاجأة قد أنتظرها كلًا منهم وهو جعلها حلالًا له في نهاية الأسبوع لن ينتظر أكثر من ذلك ..
وما لا يعلمه أن سيندم على تسرعه في الرجوع …
******☆******
أندفعت إلى الخارج بسرعة بعد أن فاقت من ما هي فيه والدموع في عينيها تشتت الرؤية ..
ضغطت على زر المصعد ولكنه لم يأتي بل أنه متوقف .. ليس لديها وقت تريد الوصول له بسرعة قبل أن يذهب ولن تقدر على معرفة مكانه ..
نزلت الدرج بسرعة كبيرة .. غير مبالية بحملها ولا أنها تحمل طفل في أحشائها .. كل ما يهمها هو فقط ..
وصل إلى سيارته ولكنه لم يجد المفتاح في جيبه .. زفر بضيق هل هذا وقته .. ترك الحقيبة بجوار السيارة ثم صعد مرة أخرى إلى المنزل على الدرج الآخر من المبنى ..
لم يجد لها أثر في المنزل .. زفر بحزن ذهبت إلى والدتها تشكي لها ما حدث بينهم هكذا ظن ..
صراخ كبير في أحد الأدوار من المبنى .. نزل بقلق ليرى ماذا هناك .. حتى وصل إلى الدور ..
اقترب يوسف من السيدة صاحبة المبنى وهتف بقلق حقيقي وكأنه أحس بما حدث معها ..
_ في إيه
شاورت السيدة على تلك الساقطة على الأرض والدماء منتشرة حولها بغزارة ..
نظر إليها بصدمة .. هذه زوجته حنين؟ ماذا حدث لما هي واقعة هكذا ..
لم يقدر أن يتحرك من مكانه بل أنه ظل هكذا ينظر إليها ولا يرمش له جفن .. فقدها .. وفقد طفله .. وهذا بسبب غباءه .. بسبب ما فعله معها .. هو السبب .. لا يستحق العيش .. قد أحزنها .. قد أخبره الطبيب بتجنب الحزن لها لأنه سيؤثر عليها وعلى الطفل .. وها قد أثر ..
أقتربت السيدة منها بحذر تحاول أن تقيس نبضها هتفت بسعادة
_ لسه عايشة
لكنه لم يفق بعد ما زال يلوم نفسه .. أقتربت منه .. تحاول أن تناديه .. أن تجعله يفيق من غيمته السوداء تلك .. ولكنها لم تجد أي طريقة أخرى غير ضاربه .. رفعت كف يدها و أنزلته بقوة على وجنته اليمنى ليفيق مما هو فيه وينظر إليها مستغربًا ماذا فعلت
_ لسه عايشة بقولك مراتك لسه عايشة خدها المستشفى بسرعة يلاه يابني التأخير مش هيكون في صالحها ولا صالح ابنك ..
نظر لها بأمل هل ما تقوله صحيح .. هي بخير .. وطفله بخير .. هزت رأسها بتأكيد ..
أقترب من تلك النائمة بسلامة ولا تعلم بما يدور حولها …أو ما حدث له عندما رأها بتلك الحالة ..
أخذها ونزل الدرج الكبير بحذر شديد تبعته السيدة ..
وضعها في الكرسي الخلفي .. ورأسها على قدم السيدة .. ليبدأ بالتحرك ومن حسن حظه أن المستشفى قريب من منزلهم ..
أعطاها الهاتف تتصل على منزل والدته تخبرهم بما حدث حتى يأتوا لهم ..
******☆******
كان كلتاهما يتحدثان مع بعضهم على أحداث اليوم وما فعلوه في المول التجاري حتى جاء حديثهم عن أمنية ..
هتفت ملك بصدق حقيقي فقد وقعت في حب تلك الفتاة الهادئة ..
_ أمنية عسولة أوي .. إللي يشوفها مش يقول دي متجوزة وعندها بنوتين
قهقهت زهرة مؤكدة ذلك .. ملامح أمنية جميلة ولا يظهر عليها الكبر
_ أيوه معاكِ حق فعلًا .. تعرفي إن عندها سبعة وعشرين سنة
هتفت ملك بدهشة
_ دي عندها سبعة وعشرين إزاي ..
ثم هتفت بحب ..
جميلة أوي ما شاء الله .. أي حد يشوفها بيحبها جدًا ..
أومأت زهرة مؤكدة
_ فعلًا معاكِ حق .. أي حد بيشوفها يحبها على طول ..
تذكرت زهرة أن ألاء لا تحبها بل تغار منها بشدة لتهفت بقهقه عالية
_ بس في حد مش بيحبها ههههههه ولو طايلة تقتلها هتقتلها بس إللي موقفها أن القتل حرام هههههه ..
هتفت ملك بفضول فمن الواضح أن زهرة تستمتع بذلك
_ مين هي .. وإنتِ مبسوطة ليه طيب قولي
هتفت زهرة بإبتسامة متذكره الأحداث الماضية
_ ألاء مرات نادر بتغير منها جدًا .. من أول ما جم هنا وهي مش طايقاها .. أصل نادر مش سايب أمنية في حالها خالص .. كل ما يشوفها يتغزل فيها ويمدح فيها كتير .. حتى لما مش بتبقى موجودة بيفضل ديمًا جايب سيرتها في البيت .. ولما بيكون عاوز يشوفها بيحاول يلاقي أي حاجة أي سبب تافه عشان يروح يشوفها ولو حتى من قدام الباب أو يجيبها عندنا هنا
هتفت ملك بفضول أكبر ممزوج ببعض الأستغراب
_ هههه طب ونادر بيعمل كده ليه .. هو متجوز وهي متجوزة ليه يعمل كده بجد
هتفت زهرة بصدق
_ صراحة مش عارفة بس أكيد هعرف في يوم هههه
كادت ملك أن تتحدث ولكن قاطع حديثها اقتحام إسراء الغرفة وهي تبكي ..
_ ملك في واحده كلمتني من تليفون يوسف وبتقولي إن حنين وقعت من على السلم ويوسف هيتجنن لأنها نزفت كتير وبتقول إنهم راحين المستشفى إللي جنب البيت هناك يلاه بسرعة نروح ..
شهقت ملك بخضه .. أندفعت إلى الخارج بسرعة وراء إسراء غير عابئة بما ترتديه ..
تاركة زهرة على الهاتف التي قلقلة بشدة تنادي عليها ولكنها لا تجيب ..
******☆******
هذا حالها منذ أن غادرت تبكي بعنف .. مغلقة الباب عليها كي لا يسمع أطفالها شيء .. وكلمات حماتها التي ألقته على مسامعها .. كلماتها الجارحة التي أصابتها في صميم قلبها يتردد في أذانها ..
_ بقولك إيه .. أنا عاوزة حفيد .. ولد مش بنت كفايا إللي عندك دول .. أتصرفي وهاتي إنتِ بدال ما أخليه يتجوز حد غيرك وإنتِ الخسرانة وقتها .. أنا فاتحته في الموضوع وقولتله نسنتى ردك .. قدامك يومين تفكري فيهم ..
لم تقدر أن تدافع عن نفسها وتخبرها أنه ليس بإرادتها شيء ..
فما ذنبها أنها رزقت ببنات! هما كافيتان بالنسبة لها .. فلماذا لا تحبهم وهي جدتها؟؟
لم تقدر أن تتحدث ولو بكلمة واحدة .. كيف لها أن تتحدث وهي لا تعلم موقفة ..
موقفة؟؟ هل سبب غيابة الفترة الماضية هو زواجه؟
هل تزوج عليها؟ ولكنها قالت أنه بإنتظار ردها ..
ابتسمت بحزن .. بعد غيابه أشهر عنها وهي في إنتظار رجوعه .. يرغب بالزواج .. إذن فليفعل ما يريده .. أهم شيء عندها أن صغيراتها حولها وهذا هو الأهم ..
إذن ليذهب ويتزوج بالأخرى .. ليرزقه الله السعادة الدائمة .. حتى وإن كانت مع غيرها .. لا يهمها ذلك الأهم أن يكون سعيد ..
مسحت الدموع من عينيها بعنف لن تبكي عليه بعد الآن .. لا يستحق بكائها ولا دمعة واحدة تخرج من عينيها لأجله .. لأجل ذاك الزوج الذي ظنت أنه الأمان والسند لها في هذه الحياة .. ستداوي جروح قلبها بنفسها .. هي من فعلت ذلك .. هي من وقعت في حبه .. ولكن القلب لا سلطان عليه فماذا تفعل ..
وقفت من مجلسها وذهبت إلى الحمام تغسل وجهها وهناك إصرار .. ستعيش حياتها عكس ما كان يريد .. ستفعل ما تريده هي .. فهو لم يعد متواجد في حياتها .. ظلت تقنع نفسها بذلك الكلام ولم تكن تعلم بأن هذه مكيدة من والدته ليس إلا ..
وتضع يدها على بطنها المنتفخة التي تؤلمها كثيرًا بسبب السير في المول .. لم تسمع كلام يوسف حينما نبهها بألا ترهق نفسها .. ولكنها أرهقت وبشدة ..
هتفت حنين بتعب
_ أيوه يا ماما
هتفت نهلة بقلق .. ما المكروه الذي حدث مع إبنتها!
_ مالك يا حبيبتي .. في إيه .. صوتك ماله .. حصل ليكِ حاجة .. إنتِ كويسه!
أردفت حنين محاولة عدم إظهار التعب في نبرة صوتها .. لكي لا تقلق والدتها عليها
_ أنا كويسة يا ماما بطني بس إللي وجعاني شوية .. عشان كنت في المول ومشيت كتير هناك وغير أكلت كتير
هتفت نهلة بتفكير
_ ليكون الأكل وحش وهو إللي تعب بطنك
أردفت حنين بنفي
_ لا الأكل كويس ده مول محترم الأكل عمره يا يبقى وحش وغير مش أكلت لوحدي بس أنا إللي تعبت عشان كلت ومشيت كتير وإنتِ عارفة أن المشي غلط عليَّ
أردفت نهلة بأمر
_ بصي أنا هاجي وهعمل أكل ليكِ بنفسي .. وهديكِ فلوس تخليهم معاكِ لأي أزمة
هتفت حنين بضيق
_ قصدك إيه يا ماما .. وفلوس إيه اللي تديهالي .. حد قالك إني عاوزة
هتفت نهلة بغضب
_ فلوس تخليها معاكِ إنتِ ناسية إن جوزك مش بيشتغل ولا إيه .. أفرض مش معاه فلوس .. والأكل أنا هجيبه من معايا ومش هاخد فلوس منكم يعني .. وبعدين أنا مش ضامنة إنتٍ بتاكلي أكل حلو ولا لا ..
عاد يوسف من المطبخ وبيده ذاك المشروب المملوء بالأعشاب لتريح بطنها وأعصابها بعض الشيء لكن ..
تسمر مكانه عندما سمع ذلك .. عندما سمع ما قالته ..
تناثر الزجاج على الأرض أثر وقوع الكوب من بين يديه .. وهو يتذكر كيف أخبرها عندما شعرت بضيقه وظلت تلح عليه .. تذكر وعدها له بعدم إخبار أي شخص وخصوصًا والدتها .. ولكنها خالفت بذلك ..
خالفت مثلما تفعل كل مرة .. فهذا ليس بالجديد عليها ..
ابتسم بتهكم هل تراه غير قادر على أن يحقق لها حقوقها .. أبسبب العمل تراه ذلك!
أمن لا يعمل يكون هذا موقفه لا يقدر أن يراعى منزله؟
هو لم يشتكِ لها بل إن لديه مال يكفيه لسنوات من دون عمل ..
هو حزن بسبب أنه ترك عمل كان به منذ زمن .. عمل يحبه ويرى نفسه به .. لا أكثر ..
ولكن هي بكل بساطة تفعل ذلك؟
لما تخبر والدتها بشيء مثل هذا شيء خاص بهم فقط
هو لم يخبر والدته فلما تخبرها هي؟
أيندم على مشاركة زوجته أسرار وتفاصيل حياته لن ينتظر ذلك بل أنه ندم حقًا ..
لن يمررها لها مرار الكرام .. لن ينتظر أن تأتي والدتها أمامه وتلقي عليه بعض الكلمات الجارحة وهو بكل سذاجة يتغاط على ذلك من أجلها لأنه وبكل بساطة يحبها ..
ولكن فليذهب الحب إلى الجحيم لن يتساهل معها مثلما كان يفعل دائما فهو من فعل ذلك بها ..
بسبب عفوه عنها وعدم معاقبته لها ..
كادت حنين تتحدث وتنفي كلامها وتعلمها أنها لا تحتاج إلى مال ولا شيء من هذا .. يكفيها أن زوجها معها ولكن صوت ذاك الارتطام جعلها تغلق الهاتف مع والدتها ..
تحاملت على نفسها من أجل أن ترى ماذا حدث عند يوسف ..
فتحت باب الغرفة بهدوء ولكن سرعان ما تحول إلى رهبة وخوف من منظر يوسف ..
فهذا ليس هو بل أنه شخص أخر .. شخص حل عليه الغضب والعمى ..
فقد يوسف سيطرته على نفسه اقترب منها بهدوء مريب آثار الرعب في قلبها ضاغطًا على الزجاج بقدمه بقوة .. ومن حسن الحظ أنه كان يرتدي الحذاء في قدمة ..
تراجعت إلى الخلف بحركة لا إرادية منها من منظره .. تريد الهروب بأي طريقة .. هي لا تعلم ماذا حدث ولما هو هكذا لذلك هتفت بتقطع وهي تحاول أن تشعره بالشفقة من أجلها وأن يرجع مثلما كانت تعرفه .. هي حبيبته كيف ينظر لها بتلك الطريقة .. هو أمانها كيف يجعلها تخاف منه
_ يو .. يوسف .. ف .. ف إيه .. أنت عامل كده ..ل .. ليه ..
قبض يوسف على ذراعيها بعنف .. نظر إلى عينيها التي تنظر إليه برهبة ليتألم بداخلة على تلك النظرة التي لأول مرة يراها خائفة منه .. كاد يلين ويأخذها بين أحضانه .. ولكنه تذكر ماذا فعلت .. ليسيطر عليه الغضب مرة أخرى وهو يهتف بصيااح عالي بينما هي كان جسدها يرتجف من الخوف بسبب طريقة حديثه التي تراها لأول مرة منذ أن عرفته وتزوجها فهذا ليس حبيبها الذي أحبته منذ سنين وعاشت معه أجمل قصة حب إنتهت بالزواج ..
_ ليه هاا ليه .. كل لما أقولك على حاجة تقولي لمامتك ليه .. حبة تخربي على حياتنا ليه ..
إحنا عايشين كويس من غير مشاكل حبه تعملي مشاكل أوي كده ليه ها ..
أنا عمري ما قلت لأمي على أي حاجة في حياتنا .. لأن حياتنا دي تخصنا إحنا مش يحق لأي حد لأي حد مهما كان مين أنه يدخل فيها .. ليه بتدخلي والدتك بينا إحنا الإتنين ..
كل إللي فات حاجة وإللي إنتِ عملتيه المرة دي حاجة تانية خالص ..
ليه تعرفي والدتك عن إني اترفضت من الشغل ليييه يا حنين ..
إنتِ للدرجة دي شايفة إني مش حمل مصاريف ليكم؟؟
إني هاكلك أكل وحش يضرك؟
أنا يا حنين أنا أعمل كده!
أعمل في مراتي وإبني إللي من لحمي ودمي أضُرهم بإيدي الأتنين .. هههه مع الأسف بعد السنين دي كلها خليتني أكتشف إنك مش عرفاني كويس … خسارة يا حنين بجد خسارة …
طب معلش بس حضرتك كُنتِ ناوية تعرفيني إمتى أنك قولتي لوالدتك!
ههه أكيد مش كُنتِ هتقولي أصل حضرتك متجوزة طرطور هههه فعلًا طرطور ..
لولا إني سمعت بالصدفة مش كنت هعرف صح ..
عجبك كده حالنا إللي وصلنا ليه بسبب حضرتك كل حاجة تقوليها لوالدتك كده!
عجبك يا حنين رودي … وعدتني يا حنين إنك مش هتقولي ليها ..
ابتعد عنها عندما قابل منها الصمت .. كان ينتظر أن تدافع عن نفسها .. أن تبرر موقفها ولكنها لم تفعل .. أخذ قرارًا بالرحيل وسيفعل ذلك حقًا .. أخرج الحقيبة بعنف من تحت السرير لتخرج صوتًا حادًا بسبب احتكاك العجلات بالأرض
بينما هي لم تستطع أن تدافع عن نفسها .. معه حق .. لم توفي بوعدها له ..
ظلت تتابع تحركه في الغرفة بألم .. يضع أغراضه في الحقيبة بعنف وإهمال .. لم تقدر أن تتحدث .. أن تمنعه .. بل أنها تابعة ما يفعل بصمت ودموعها تنزل من عينيها على خديها ..
خرج يوسف حاملًا الحقيبة بين يديه وعينيه مملوءة بالدموع التي أبت النزول من مكانها ..
نزل على الدرج بسرعة كبيرة .. أزال الدموع من عينيه بقوة .. لن يضعف بل عليه أن يعاقبها بما فعلت .. قد اعتادت على الحنية والآن ها هي ستنول القسوة لتتحمل نتيجة أفعالها …
******☆******
ما زالت الصدمة على وجهها .. تنظر لها بعدم تصديق .. هل هي هنا حقًا؟ أم أنها تتخيل ذلك ..
هتفت نجوى بتهكم بعد أن رأت حالتها تلك وأنها مازالت واقفة على باب المنزل
_ هتفضلي واقفة كده كتير .. أدخلي واقفلي الباب وراكِ .. واقفلي عنيكِ إللي مفتوحة على الأخر
رمشت أمنية عدة مرات .. هي هنا حقًا لم تكن تتخيل وجودها .. أغلقت باب المنزل وذهبت خلفها إلى غرفة المعيشة ..
رأت لوجي جدتها لتركض إليها تبعها ريتال..
قبلتهم نجوى قبله عادية على وجنتيهم لم تنبع من قلبها لاحظت أمنية ذلك .. حمدت ربها أن البنات لا تفهم الفرق ..
جلست نجوى على الأريكة لتفترش جسدها ..
شاور إلى الأغراض التي تركتها بجوارها
_ خدي الحجات دي ودخليها المطبخ .. أنا جبت اكل معايا عشان ناكل وتأكلي العيال ..
هزت أمنية رأسها بطاعة .. ذهبت إلى المبطخ بعد أن أخذت الأغراض من على الأرض .. وبدأت بوضع الطعام مثلما قالت .. وهناك شيء يخبرها أن اليوم لن يمر على خير فهي لا تأتي لها .. وهذه أول مرة تراها منذ أشهر ماذا تريد الأن منها؟
ظلت نجوى جالسة مكانها تنظر إلى البنات بضيق .. وما زال ما تريده في بالها .. وها هي قد جاءت لتلقيه على أذانها .. أن لم يسمعها ماجد ويوافق على ذلك .. فهي من ستستمع وتوافق
******☆******
وقع أخر ورقة بين يديه مزامنة مع ترك القلم .. زفر بارتياح سيعود أخيرًا إليها ففي اليومين الماضيين ظل يعمل بهم بشدة حتى ينهي ما عليه من أعمل ليعود .. وتصبح حلاله بعد سنين شاقة مرت على حبه لها ..
اللحظة الذي أنتظرها كثير لما يتبقى إلا القليل فقط .. بضعت أيام ويغلق باب المنزل عليهم ..
وقتها يقدر أن يحتضنها بدون خوف .. بدون قلق من فعل شيء محرم ..
يخاف من فقدان السيطرة على نفسه مثلما فعل المرة الماضية أثناء تواجدها أعلى المبنى ولولا ذلك الذي رمى عليه الحجر لمَ توقف .. لم يعلم من فعل ذلك وهذا ما يثير قلقه بعض الشيء ..
قهقه سيف بخفه متذكرًا أول لقاء لهم لا ينكر أنها مازالت مثلما رأها أول مرة جذابة .. رائعة .. جميلة .. لم يتغير بها شيء ..
عندما رأها أول مرة أفتن بها ليرمي يمين على نفسه جعلها ملكًا له في الحلال ..
فلاش باك
منذ بضعة سنوات
دخل ذاك المكان الواسع المخصص للألعاب المسمى بالملاهي ..
أبتسم ببلاها لا يعلم لما خطر بباله أن يأتي ويلعب تلك الألعاب التي يراها البعض صعبة ولكنها بلهاء في نظره .. قطع التذاكر وذهب يركب تلك اللعبة المطلق عليها إسم ( الديسكفري ) التي تنطلق إلى الأعلى وتصل على مسافة كبيرة من الصعود بسرعة عالية وتعود إلى الجانب الأخر بنفس السرعة مع دورانها في كلى الجانبين ..
بعد مدة من الوقوف في الصف ها هو قد حان دوره أندفع بحماس مليء بالسرعة يريد أن يجرب ذلك الشعور ..
ركب وربط الحزام بحذر .. بدأت اللعبة بالتشغيل وهو سعيد بشدة بها ويصيح من السعادة .. لا ينكر أن هناك أصوات بجانبة كثير منها المرح مثله ومنها الصراخ ومنها البكاء!
نعم من كانت بجانبه كانت تبكي وتصرخ في آنٍ واحد .. وتتلفظ الشهادة بين شفتيها ..
لم يعيرها أي إنتباه وإنما ظل مسمتعًا باللعبة .. لتهتف التي بجانبة بخوف فلم تقدر أن تصمد أكثر من ذلك ..
_ ممكن تمسك أيدي
أجل تريد الأمان حتى وإن كان من شخص لا تعلم من هو ..
هذه أول مرة تفعلها أن تصعد على لعبة مرعبة بحق .. ولكنها كانت تريد أن تجرب ذلك الشعور حتى وإن خافت ..
اهتزت مقلتاه قلقًا من نبرة صوتها المميتة لقلبه .. لما تألم قلبه لذلك .. نهر نفسه على عدم أعطاه لها بال .. أمسك يدها اليمنى بيده اليسرى المقابلة لها .. يطمئنها وهو ينظر إليها مبتسم يبث لها الأمان .. وبيدها الأخر كانت تشد على الدرع الحامي على جسدها ..
بعد أن أنتهت اللعبة لم يترك يديها بل أنه ظل ممسكًا بها حتى بعد خروجهم .. وكأنه لا يرغب بأبعادها عنه خوفًا من عدم لقائها مرة أخرى ..
ولكن كان للقدر رأي آخر فكان عليها الذهاب ..
لا ينكر حزنه وقتها ولكنه تركها تذهب بعد أن ظل أسمها يتردد في مسامعه
_ ملك ملك
ترك يديها وقلبه يخبره أنه سيراها مرة أخرى ..
يكفي أسفها مما فعلت بخجل .. وتحولها إلى شخص أخر يعنفه إن أخبر أحد بخوفها .. وكأنها تريد لقاءها أيضًا مثلما هو يريد .. ليوعد نفسه وقتها جعلها ملكًا له .. ألا يكفي تلك الإبتسامة التي رأها منها بعينيها اللتان سلبتا آخر ما تبقى منه ….
عودة من الفلاش باك ..
وقف بسرعة تاركًا المكتب ورأه .. قد غمره الشوق والحنين للقياها .. يشبع عينيه بعينيها الرائعتان ..
لن يخبرها برجوعه بل سيتركها مفاجأة لها .. مفاجأة برجوعه .. ومفاجأة قد أنتظرها كلًا منهم وهو جعلها حلالًا له في نهاية الأسبوع لن ينتظر أكثر من ذلك ..
وما لا يعلمه أن سيندم على تسرعه في الرجوع …
******☆******
أندفعت إلى الخارج بسرعة بعد أن فاقت من ما هي فيه والدموع في عينيها تشتت الرؤية ..
ضغطت على زر المصعد ولكنه لم يأتي بل أنه متوقف .. ليس لديها وقت تريد الوصول له بسرعة قبل أن يذهب ولن تقدر على معرفة مكانه ..
نزلت الدرج بسرعة كبيرة .. غير مبالية بحملها ولا أنها تحمل طفل في أحشائها .. كل ما يهمها هو فقط ..
وصل إلى سيارته ولكنه لم يجد المفتاح في جيبه .. زفر بضيق هل هذا وقته .. ترك الحقيبة بجوار السيارة ثم صعد مرة أخرى إلى المنزل على الدرج الآخر من المبنى ..
لم يجد لها أثر في المنزل .. زفر بحزن ذهبت إلى والدتها تشكي لها ما حدث بينهم هكذا ظن ..
صراخ كبير في أحد الأدوار من المبنى .. نزل بقلق ليرى ماذا هناك .. حتى وصل إلى الدور ..
اقترب يوسف من السيدة صاحبة المبنى وهتف بقلق حقيقي وكأنه أحس بما حدث معها ..
_ في إيه
شاورت السيدة على تلك الساقطة على الأرض والدماء منتشرة حولها بغزارة ..
نظر إليها بصدمة .. هذه زوجته حنين؟ ماذا حدث لما هي واقعة هكذا ..
لم يقدر أن يتحرك من مكانه بل أنه ظل هكذا ينظر إليها ولا يرمش له جفن .. فقدها .. وفقد طفله .. وهذا بسبب غباءه .. بسبب ما فعله معها .. هو السبب .. لا يستحق العيش .. قد أحزنها .. قد أخبره الطبيب بتجنب الحزن لها لأنه سيؤثر عليها وعلى الطفل .. وها قد أثر ..
أقتربت السيدة منها بحذر تحاول أن تقيس نبضها هتفت بسعادة
_ لسه عايشة
لكنه لم يفق بعد ما زال يلوم نفسه .. أقتربت منه .. تحاول أن تناديه .. أن تجعله يفيق من غيمته السوداء تلك .. ولكنها لم تجد أي طريقة أخرى غير ضاربه .. رفعت كف يدها و أنزلته بقوة على وجنته اليمنى ليفيق مما هو فيه وينظر إليها مستغربًا ماذا فعلت
_ لسه عايشة بقولك مراتك لسه عايشة خدها المستشفى بسرعة يلاه يابني التأخير مش هيكون في صالحها ولا صالح ابنك ..
نظر لها بأمل هل ما تقوله صحيح .. هي بخير .. وطفله بخير .. هزت رأسها بتأكيد ..
أقترب من تلك النائمة بسلامة ولا تعلم بما يدور حولها …أو ما حدث له عندما رأها بتلك الحالة ..
أخذها ونزل الدرج الكبير بحذر شديد تبعته السيدة ..
وضعها في الكرسي الخلفي .. ورأسها على قدم السيدة .. ليبدأ بالتحرك ومن حسن حظه أن المستشفى قريب من منزلهم ..
أعطاها الهاتف تتصل على منزل والدته تخبرهم بما حدث حتى يأتوا لهم ..
******☆******
كان كلتاهما يتحدثان مع بعضهم على أحداث اليوم وما فعلوه في المول التجاري حتى جاء حديثهم عن أمنية ..
هتفت ملك بصدق حقيقي فقد وقعت في حب تلك الفتاة الهادئة ..
_ أمنية عسولة أوي .. إللي يشوفها مش يقول دي متجوزة وعندها بنوتين
قهقهت زهرة مؤكدة ذلك .. ملامح أمنية جميلة ولا يظهر عليها الكبر
_ أيوه معاكِ حق فعلًا .. تعرفي إن عندها سبعة وعشرين سنة
هتفت ملك بدهشة
_ دي عندها سبعة وعشرين إزاي ..
ثم هتفت بحب ..
جميلة أوي ما شاء الله .. أي حد يشوفها بيحبها جدًا ..
أومأت زهرة مؤكدة
_ فعلًا معاكِ حق .. أي حد بيشوفها يحبها على طول ..
تذكرت زهرة أن ألاء لا تحبها بل تغار منها بشدة لتهفت بقهقه عالية
_ بس في حد مش بيحبها ههههههه ولو طايلة تقتلها هتقتلها بس إللي موقفها أن القتل حرام هههههه ..
هتفت ملك بفضول فمن الواضح أن زهرة تستمتع بذلك
_ مين هي .. وإنتِ مبسوطة ليه طيب قولي
هتفت زهرة بإبتسامة متذكره الأحداث الماضية
_ ألاء مرات نادر بتغير منها جدًا .. من أول ما جم هنا وهي مش طايقاها .. أصل نادر مش سايب أمنية في حالها خالص .. كل ما يشوفها يتغزل فيها ويمدح فيها كتير .. حتى لما مش بتبقى موجودة بيفضل ديمًا جايب سيرتها في البيت .. ولما بيكون عاوز يشوفها بيحاول يلاقي أي حاجة أي سبب تافه عشان يروح يشوفها ولو حتى من قدام الباب أو يجيبها عندنا هنا
هتفت ملك بفضول أكبر ممزوج ببعض الأستغراب
_ هههه طب ونادر بيعمل كده ليه .. هو متجوز وهي متجوزة ليه يعمل كده بجد
هتفت زهرة بصدق
_ صراحة مش عارفة بس أكيد هعرف في يوم هههه
كادت ملك أن تتحدث ولكن قاطع حديثها اقتحام إسراء الغرفة وهي تبكي ..
_ ملك في واحده كلمتني من تليفون يوسف وبتقولي إن حنين وقعت من على السلم ويوسف هيتجنن لأنها نزفت كتير وبتقول إنهم راحين المستشفى إللي جنب البيت هناك يلاه بسرعة نروح ..
شهقت ملك بخضه .. أندفعت إلى الخارج بسرعة وراء إسراء غير عابئة بما ترتديه ..
تاركة زهرة على الهاتف التي قلقلة بشدة تنادي عليها ولكنها لا تجيب ..
******☆******
هذا حالها منذ أن غادرت تبكي بعنف .. مغلقة الباب عليها كي لا يسمع أطفالها شيء .. وكلمات حماتها التي ألقته على مسامعها .. كلماتها الجارحة التي أصابتها في صميم قلبها يتردد في أذانها ..
_ بقولك إيه .. أنا عاوزة حفيد .. ولد مش بنت كفايا إللي عندك دول .. أتصرفي وهاتي إنتِ بدال ما أخليه يتجوز حد غيرك وإنتِ الخسرانة وقتها .. أنا فاتحته في الموضوع وقولتله نسنتى ردك .. قدامك يومين تفكري فيهم ..
لم تقدر أن تدافع عن نفسها وتخبرها أنه ليس بإرادتها شيء ..
فما ذنبها أنها رزقت ببنات! هما كافيتان بالنسبة لها .. فلماذا لا تحبهم وهي جدتها؟؟
لم تقدر أن تتحدث ولو بكلمة واحدة .. كيف لها أن تتحدث وهي لا تعلم موقفة ..
موقفة؟؟ هل سبب غيابة الفترة الماضية هو زواجه؟
هل تزوج عليها؟ ولكنها قالت أنه بإنتظار ردها ..
ابتسمت بحزن .. بعد غيابه أشهر عنها وهي في إنتظار رجوعه .. يرغب بالزواج .. إذن فليفعل ما يريده .. أهم شيء عندها أن صغيراتها حولها وهذا هو الأهم ..
إذن ليذهب ويتزوج بالأخرى .. ليرزقه الله السعادة الدائمة .. حتى وإن كانت مع غيرها .. لا يهمها ذلك الأهم أن يكون سعيد ..
مسحت الدموع من عينيها بعنف لن تبكي عليه بعد الآن .. لا يستحق بكائها ولا دمعة واحدة تخرج من عينيها لأجله .. لأجل ذاك الزوج الذي ظنت أنه الأمان والسند لها في هذه الحياة .. ستداوي جروح قلبها بنفسها .. هي من فعلت ذلك .. هي من وقعت في حبه .. ولكن القلب لا سلطان عليه فماذا تفعل ..
وقفت من مجلسها وذهبت إلى الحمام تغسل وجهها وهناك إصرار .. ستعيش حياتها عكس ما كان يريد .. ستفعل ما تريده هي .. فهو لم يعد متواجد في حياتها .. ظلت تقنع نفسها بذلك الكلام ولم تكن تعلم بأن هذه مكيدة من والدته ليس إلا ..



