Uncategorized
رواية ملاك السيف الفصل الحادي عشر 11 بقلم ايمان صلاح – تحميل الرواية pdf

رواية ملاك السيف الفصل الحادي عشر 11 بقلم ايمان صلاح
كانت حنين تسير في الطريق حتى تذهب إلى الطبيبة ستقابل والدتها هناك لأن منزل كل منهم في اتجاه آخر للطبيبة وتنظر إلى الأرض ولم تأخذ بالها مما أمامها .. اصطدمت بجسد انثوي ارتد على الأرض ليس من قوة حنين بل من عدم إدراك الشخص ما أمامه فكانت مسلمة جسدها للطريق وكأن قواها قد خارت
شهقت حنين بفزع من هول ما حدث واقتربت منها وهي تعتذر لها بشدة
_ أنا آسفة جدًا والله مش عارفة إزاي ده حصل سامحيني
كانت تضع يديها أسفل ظهرها من هول الخبطة تحرك اصابعها على موضع الألم هزت رأسها وأردفت بتفهم وهي تنظر إليها
_ ولا يهمك
ساعدتها حنين على الوقوف بينما هي لم ترمي حملها كله عليها فقد أخذت بالها أنها حامل وهذا خطأ عليها
بدأت حنين إزالة التراب من على جسدها ولكنها أوقفتها وهتفت بهدوء
_ مش تتعبي نفسك خالص .. مش مشكلة أنا كده كده مروحه وهغير هدومي
ثم حاولت تلطيف الأجواء لتردف بتحيه وهي تمد يدها اليمنى لها
_ اسمي أمنية وإنتي
بادلتها حنين التحية لتردف بابتسامة
_ حنين
ثم أردفت بتاسف مرة أخرى
_ بجد آسفة يا أمنية مش قصدي والله
ابتسمت أمنية لها بهدوء بعد أن انتهت المصافحة بينهما ..
_ يا حبيبتي ولا يهمك .. أنا اللي مش أخدت بالي مش أكتر
حيث كانت أمنية تسير في الطرقات بعد أن أحست بالاختناق خرجت من المنزل بعد تركها لأطفالها نائمين وبعد إغلاق المنزل بالمفتاح لكي لا يخرج أي منهم منه عندما يستيقظ ولكنها ستذهب لهم قبل استيقاظ أحدهم ..
ثم أردفت بإبتسامة ازدادت توسعًا وهي تشاور بيدها على جنينها
_ مبروك .. حامل في ايه
حنين وهي تبتسم بسعادة وهي تضع يديها على بطنها
_ ولد
تبدلت ابتسامة أمنية إلى الوجع لتنظر إليها حنين بقلق هل أخطأت في شيء ما .. لما تبدل حالها بلمح البصر إلى الحزن هكذا .. وضعت حنين يديها على وجنتيها
_ هو أنا قلت حاجة غلط أو ضيقتك مني
هزت أمنية رأسها بنفي وابتسمت لها ابتسامة راضية بقضاء الله لها حتى وإن لم ترزق بولد فهي قد رزقت بطفلتين وهل من أروع من ذلك؟ فهي أحسن من غيرها من لم يرزق بطفل من صلبه فليس الأولاد كل شيء ولعل المانع في ذلك خيرًا لهم
_ كل الموضوع أن كان نفسي احمل في ولد بس ..
حنين بتفهم من حزنها بسبب عدم إنجابها لصبي
_ فهمه قصدك بس أحمدي ربك انتي احسن من غيرك بكتير .. أعرف ناس مش عندهم أولاد خالص حتى ..
أمنية بتفهم هي الأخرى فهي لم تتكبر على نعمة ربها فهو قد أنعم عليها بشيء وتحمد ربها بحفظ أطفالها وهذا أهم شيء وهي راضية بقضاء الله
_ أيوه عارفة حمدلله على كل حال .. استأذن أنا فرصة سعيدة إني عرفتك
قالت ذلك وهي تبتعد عنها مواضيع لها ظهره لتهرو حنين حنين إليها بسرعة
_ بصي انا حبيتك اوي هاتي رقمك
ابتسمت أمنية لها بسعادة فهي تريد تكوين صداقات حقا هي بحاجة إلى ذلك لكي تنسى الكثير من الألم
_ بس كده عيوني
تبادل كلًا منهم ارقام الآخر على وعد بالحديث وذهب كل منهم إلى حال سبيله بعد أن احتضن كلًا منهم الآخر ..
جل في تفكير أمنية وهي تغادر عن ماجد .. هل يرغب بطفل له؟ بالتأكيد فمعظم تفكير الأزواج أن يكون لديهم صبي يحمل اسمهم ويكمل مسيرتهم .. لكن هل تفكير ماجد مثل ذلك؟ نهرت نفسها من التفكير بتلك الطريقة الأهم أن أطفالها بخير …
******☆******
كان يجهز من أجل الخروج من المكتب فقد أنهى الأعمال ..
وقف من مجلسه وأخذ متعلقاته الشخصية بيده .. ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب ورأه بالمفتاح .. مر بجوار مكتب رفيقة ليرى الأنوار قد أغلقت وعلى وشك خروجه من المكتب ..
اندفع بسرعة كبيرة إلى خارج الشركة .. لا يريد أن يتحدث مع أحد .. ولا يرى أحد .. يكفي وجع إلى الآن .. سمع صوت أمجد ينادي عليه .. لكنه لم يرد عليه .. حتى خرج من الشركة وبعد مسافة ليست ببعيدة ولكنها تبعد عن خروج الموظفين ..
أمسكه أمجد من كتفه بضيق لكي يتوقف عن السير .. لما لا يرد عليه هل يراه أخرق أم ماذا؟
_ ايه يا بني .. مالك .. بنادي عليك مش بترد ليه .. مش معقول مش سامع يعني .. ده الموظفين نفسهم سمعوا ..
أزال ماجد يد أمجد من على كتفه وهو ينهره بعنف .. وكأنه وجد من يلقى عليه الحمولة المتواجدة على عاتقة .. وكأنه وجد ضالته .. فقد كانت اليالي الماضية التي مرت على ماجد قاسية بما تحمله الكلمة .. وليست الليالي الثلاثة بل جميع الليالي التي عاشها بعيدًا عن زوجته .. يرغب بالعودة ولكن هناك ما يمنعه .. عليه الإختيار .. لكنه لا يريد ذلك ..
_ أنا حر يا عم .. مش تعمل إني فارق معاك أوي .. لا وحياتك خليك صريح .. تلات أيام ومش شفت وشك .. وجاي دلوقتي تكلمني .. لا بص لو كنت زهقان مني وخايف تجرح مشاعري لا قول بكل صراحة إنك مش طايق تشوفني .. مش هضايق منك خالص .. ههه أصل مش هتشيل هم مش ليك دعوة بيه .. قمت تقول أما أريح نفسي .. أنا مالي .. دي حياته هو يتحرق ولا يتفلق .. مش تيجي دلوقتي تكلمني .. لا شكرًا على سؤالك .. هتقولي عامل ايه .. هقولك بخير .. سؤالك ولا هيقدر ولا هيأخر حاجة ..
استقبل أمجد حديثه برحاب صدر .. يعلم لما يمر به رفيقه .. ولكنه هتف معاتبًا له .. ماذا يفعل .. الثلاث أيام تلك لم يكن متواجدًا .. بل إنه كان عند والدته زوجتة التي قد مرضت .. ظل مجاورًا لهم حتى انتهت فترة الاجازة التي أخذها ..
_ بدال ما تقول ايه اللي منعك تسأل عليّ .. كنت فين التلات أيام دول .. مش شفت إني مش باجي الشغل خالص .. ولا بتفهم اللي انت عاوزة وخلاص واللي مش عاوزة لا .. لو فضلت كده عمرك ما هتكسب حاجة بالعكس هتبقى خسران ..
اهتزت مقلتاه قلقًا على صديقه .. هل حدث مكروه له؟ وكل ذلك بسبب حماقته .. معه حق لا يفهم سوى ما يريد .. فإذا قال انه لا يهمه سوى نفسه لم يكن ليمنع كلامه بل سيؤكد ذلك ..
_ طب قولي بس ايه اللي حصل الأيام دي معاك
ابتسم أمجد بتهكم واضح .. هل يهمه الآن أمره ..
_ بعد ايه .. بعد كلامك ده
أردف ماجد بأسف..
_ أعذرني يا أمجد والله .. غصب عني والله
هتف أمجد بضيق فهو لا يعلم ما به ولا يشاركه .
_ مهو لو أنت بتشارك الناس مشاكلك .. هتلاقي حل أكيد .. على الأقل هتاخد نصيحة تنفعك ..
أردف ماجد بإرهاق .. لم يعد قادر على كبح آلامه ..
_ تعالى هقولك لإني خلاص تعبت مش عارف أعمل ايه .. تعالى نقعد في أي مكان
ابتسم أمجد بسعادة .. أخيرًا هم رفيقه سينتهي .. يكفي أنه سيخرج ما به من مشاعر حزينة ..
_ تعالى عندي البيت ..
هز ماجد رأسه بموافقة وسار معه وأردف بهدوء ..
_ قولي كنت فين اليومين دول
زفر أمجد بتعب ..
_ حماتي .. تعبت خالص اليومين دول .. و أخدت مراتي اوديها … فضلت هناك يومين بعد ما أخدت أجازة من الشغل .. وبعدين جيت ومراتي لسه عندها ..
أردف ماجد بأسف
_ ألف سلامة عليها
ابتسم أمجد له
_ الله يسلمك
ثم أردف بمرح ..
_ البيت فاضي ههه يعني خد راحتك خااالص أنا قاعد لوحدي
صفر ماجد تصفيرًا عاليًا وهو يضحك
_ ونجيب نسوان هههههه
ضحك أمجد عليه وأردف بصدق
_ عشان تخرب بيتي ههه .. الاقيها طبت عليّ فجاءة .. أصلهم بيحسوا..
أردف ماجد بهدوء وصوت خافت
_ بتخوني يا سيد السيد ..
أردف أمجد بنفي
_ أبدًا والله يا حبيبتي أبدًا
ضحك كلًا منهم على ما فعلوه وكل ذلك وهم في السيارة ..
بعد مدة دلف كلًا منهم إلى المنزل ..
ليردف أمجد بترحاب وهو يرتب على كتفه
_ نورتني في بيتي يا أخويا ..
هتف ماجد وهو ينظر إلى أثاث المنزل .. أعجب بإختيار أمجد و زوجته فكان الأثاث هادئ .. وهذا ما يحب ماجد ..
_ بنورك
هتفت أمجد بصدق وهو يأخذه إلى الغرفة .. فمن الواضح من وجهه أنه يريد الراحة ..
_ بص البيت بيتك خالص .. هتفضل عندي الفترة دي .. تعالى هوريكي الاوضة اللي هتنام فيها .. ووقت لما تلاقي نفسك جاهز تتكلم أتكلم ..
ابتسم ماجد له بصدق واحضتن رفيقه وهو يشكره على حسن استضافته تلك ..
تركه ماجد في الغرفة ليذهب وينام كلًا منهم ..
******☆******
كانت نائمة على باطنها .. واضعه الوسادة على رأسها .. تحرك أرجلها .. بيدها الهاتف واضعة إياه على اذُنها .. تحادث ذاك الغائب عنها بعض المسافات … فإذا عليها الشوق ستذهب له بلا محال .. كان كلًا منهم يتحدث عن اليوم .. كيف مر عليهم .. لم تخبره ملك بما حدث معها صباحًا مع جارها .. لكي لا يغضب عليها من ما بدر منها .. ولكن ما لا تعلمه أن هذا سيقلب حالها .. تذكرت أنها إلى الآن لم تعلم إسمه .. لكن بالتأكيد ستعرف لاحقًا ..
قاطع سيل أفكارها تلك .. قول سيف لها بصوت هامس عاشق ..
_ ملك عاوز أشوفك .. وحشتني ملامحك أوي ..
ابتسمت ملك بعشق .. قد أعترف باشتياقه لها .. لم يتمكن الشوق منك فقط، بل تمكن مني .. ولكن كيف تكون ملك إذا لم تقلب اللحظات بينهما …
هتفت بضيق مصطنع
_ بقولك إيه .. منتا شايفني من كام يوم .. مش معقولة وحشتك يعني ..
أردف سيف بضيق حقيقي .. فمن الواضح أنها تحاول اللعب على وتيرة أعصابه ..
_ انتي واعية لكلامك ولا لا .. انتي بتوحشيني من أول ما أبعد عند .. وبقالي أيام مش شفتك فيهم .. ده ايه ده ياربي .. حتى مش عرفت اكلمك من أول ما وصلت مكالمة عدلة .. وأخيرًا بعد ما ظبطت اموري إنهاردة عرفت أكلمك كويس .. بس الظاهر إنك اللي مش عاوزة كده خالص .. أنا غلطان يا ستي .. مش هقول ليكي كده تاني .. سلام ..
ثم أغلق الهاتف وألقاه بجواره .. وهو يزفر بضيق ..
أما هي كانت تنظر إلى الهاتف بصدمة حقيقية .. أهي أخطأت في شيء ما .. لم تقصد أن تفعل ذلك .. كل ما جل في خاطرها أن تشاكس معه بضع لحظات .. فهي مشتاقة لذلك .. ولكن لما أخذ كلامها هكذا .. أهو بسبب البعد أم ماذا .. ولكن ماذا سيفعل إذا لم تكن معه يومًا .. فلا أحد يبقى في هذه الدنيا .. تنهدت بحزن فمن الواضح أن عليها ..
مراضاة حبيبها ..
حاولت مرة .. و ثانية .. وعدد مرات لا تعلم كم .. ولكن لا توجد إجابة .. تأففت بضيق ماذا تفعل له .. جل في خاطرها أن تتصل عن طريق دردشة الفيديو .. يطلقون عليها ذلك .. وقفت وأخذت كنزة من الخزانة وبدأت في إرتدائها .. وهندمت نفسها .. وضعت لون وردي على شفتيها .. ثم ضمت شفتيها وأرسلت قبلة إلى نفسها من خلال المرأة ..
ضغطت على زر الاتصال فيديو بعد أن جلست على الكرسي .. لتراه قد أجابها في أم البصر .. تطلعت إليه بسخافة .. هل تتعامل مع طفل أم ماذا؟
أما سيف كان ينظر لها بابتسامة فكان ينتظر منها مهاتفته فديو ليراها ويشبع عينيها ملامحها تلك ..
_ يعني لو مش اتصلت فيديو مكنتش هترد عليّ ..
هز سيف رأسه بصدق وهو يزم شفتيه …
_ أيوه .. عاوز اشوفك حرام
أردفت ملك بإنزعاج وهي تضع يديها على شفتيها
_ لا مش حرام .. ارتحت كده
هز سيف رأسه بنفي وهو يمرر أصابع يديه على ذقنه ..
_ لا
أردفت ملك باستغراب بعد أن ضمت كلتا حاجبيها معًا
_ لا ليه .. مش أنت عاوز تشوفني .. وأنت شايفني أهو ..
ابتسم سيف لها بسعادة فهي أمامه سالمة من أي شيء ولكنه أردف بأمر ..
_ أنا عاوز كله على بعضه
هتفت ملك بصدمة .. لم يكن بحسبانها ذلك أبدًا ..
_ نعم يا أخويا
هتف سيف ببرود استشفه منها
_ أولًا أنا مش اخوكي .. ثانيًا أنا جوزك المستقبلي .. ثالثًا زي ما سمعتي هتوريني ولا أقفل ..
تأففت ملك بانزعاج وهي تقترب من المرأة ..
نظرت إلى ما ترتديه لتبتلع ريقها بتوتر .. لما لم تبدل هذا أيضًا … ولكنها حسمت أمرها اليراع ما يراه فهو سيرى ذلك لاحقًا .. وهي تريد أن تكون على طبيعتها ..
_ هوريك أهو ..
وضعت يدها على الزر المخصص لقلب الكاميرا إلى الخلف .. لتراه ابتسم لها .. ابتسمت بتوتر له .. بينما أردف هو بهدوء ولا مبالاة بعد أن نال ما يريد ..
_ سلام بقى .. تصبحي على خير ..
نظرت ملك بصدمة مرة أخرى إلى الهاتف فقد أغلق حقًا .. سرعان ما علت الإبتسامة وجهها .. ستنام مرتاحة البال .. فقد رأت ملامحه هي أيضًا .. ولكن ما لا تعلمه أن ذاك الحبيب يضحك على ما كانت ترتديه .. ذلك البنطال الطفولي .. لقد نست أن تبدله .. بمعنى أحرى لم يجل في خاطرها أن تبدله .. لينام كلًا منهم وعلى وجوههم الإبتسامة ..
******☆******
بعد مرور عدة أيام ما زالت الأحوال كما هي ..
لم يتغير شيء سوى توسع العلاقة بين أمنية وحنين .. لتصبح كلًا منهم صديقة للأخرى ..
ورجوع هند إلى منزلها ومعها وفاء والدة زهرة .. وتحسن حالها إلى الأفضل .. وقد كانت زهرة معها حق في كل كلمة قالتها عن تحسن والدتها بعيدًا عن منزلها .. والفضل الأكبر تواجد أمنية وصغيراتها بجوارها .. فكان لهم الفضل في رجوع البسمة على وجهها ..
بينما هند ما زالت تنتظر مجيئ زهرة .. وكلما تسألها وفاء عنها تقول لها أنها قادمة وتفعل بعض الأمور الهامة .. لتتفهم وقتها وفاء ذلك .. وحزنت هند من عدم جلبها ثياب خاصة بها .. لتظن أنها لم ترد أن تتعبها في حملها فقط لا غير .. .. .. ..
كانت وفاء جالسة في الغرفة المقابلة لباب المنزل .. تُطرز بعض الثياب لتشغل وقتها في ذلك .. بينما هند في الداخل نائمة ..
قاطعها طرقات الباب التى بالكاد سمعتها .. ظنت بأنها ريتال ولوجي .. لتقف من مجلسها بسعادة تفتح لهم بعد غرسها الإبرة بإحكام في البكرى ..
رمشت عدة مرات بصدمة تحاول أن تصدق أنه أمامها حقًا
يتبع …
شهقت حنين بفزع من هول ما حدث واقتربت منها وهي تعتذر لها بشدة
_ أنا آسفة جدًا والله مش عارفة إزاي ده حصل سامحيني
كانت تضع يديها أسفل ظهرها من هول الخبطة تحرك اصابعها على موضع الألم هزت رأسها وأردفت بتفهم وهي تنظر إليها
_ ولا يهمك
ساعدتها حنين على الوقوف بينما هي لم ترمي حملها كله عليها فقد أخذت بالها أنها حامل وهذا خطأ عليها
بدأت حنين إزالة التراب من على جسدها ولكنها أوقفتها وهتفت بهدوء
_ مش تتعبي نفسك خالص .. مش مشكلة أنا كده كده مروحه وهغير هدومي
ثم حاولت تلطيف الأجواء لتردف بتحيه وهي تمد يدها اليمنى لها
_ اسمي أمنية وإنتي
بادلتها حنين التحية لتردف بابتسامة
_ حنين
ثم أردفت بتاسف مرة أخرى
_ بجد آسفة يا أمنية مش قصدي والله
ابتسمت أمنية لها بهدوء بعد أن انتهت المصافحة بينهما ..
_ يا حبيبتي ولا يهمك .. أنا اللي مش أخدت بالي مش أكتر
حيث كانت أمنية تسير في الطرقات بعد أن أحست بالاختناق خرجت من المنزل بعد تركها لأطفالها نائمين وبعد إغلاق المنزل بالمفتاح لكي لا يخرج أي منهم منه عندما يستيقظ ولكنها ستذهب لهم قبل استيقاظ أحدهم ..
ثم أردفت بإبتسامة ازدادت توسعًا وهي تشاور بيدها على جنينها
_ مبروك .. حامل في ايه
حنين وهي تبتسم بسعادة وهي تضع يديها على بطنها
_ ولد
تبدلت ابتسامة أمنية إلى الوجع لتنظر إليها حنين بقلق هل أخطأت في شيء ما .. لما تبدل حالها بلمح البصر إلى الحزن هكذا .. وضعت حنين يديها على وجنتيها
_ هو أنا قلت حاجة غلط أو ضيقتك مني
هزت أمنية رأسها بنفي وابتسمت لها ابتسامة راضية بقضاء الله لها حتى وإن لم ترزق بولد فهي قد رزقت بطفلتين وهل من أروع من ذلك؟ فهي أحسن من غيرها من لم يرزق بطفل من صلبه فليس الأولاد كل شيء ولعل المانع في ذلك خيرًا لهم
_ كل الموضوع أن كان نفسي احمل في ولد بس ..
حنين بتفهم من حزنها بسبب عدم إنجابها لصبي
_ فهمه قصدك بس أحمدي ربك انتي احسن من غيرك بكتير .. أعرف ناس مش عندهم أولاد خالص حتى ..
أمنية بتفهم هي الأخرى فهي لم تتكبر على نعمة ربها فهو قد أنعم عليها بشيء وتحمد ربها بحفظ أطفالها وهذا أهم شيء وهي راضية بقضاء الله
_ أيوه عارفة حمدلله على كل حال .. استأذن أنا فرصة سعيدة إني عرفتك
قالت ذلك وهي تبتعد عنها مواضيع لها ظهره لتهرو حنين حنين إليها بسرعة
_ بصي انا حبيتك اوي هاتي رقمك
ابتسمت أمنية لها بسعادة فهي تريد تكوين صداقات حقا هي بحاجة إلى ذلك لكي تنسى الكثير من الألم
_ بس كده عيوني
تبادل كلًا منهم ارقام الآخر على وعد بالحديث وذهب كل منهم إلى حال سبيله بعد أن احتضن كلًا منهم الآخر ..
جل في تفكير أمنية وهي تغادر عن ماجد .. هل يرغب بطفل له؟ بالتأكيد فمعظم تفكير الأزواج أن يكون لديهم صبي يحمل اسمهم ويكمل مسيرتهم .. لكن هل تفكير ماجد مثل ذلك؟ نهرت نفسها من التفكير بتلك الطريقة الأهم أن أطفالها بخير …
******☆******
كان يجهز من أجل الخروج من المكتب فقد أنهى الأعمال ..
وقف من مجلسه وأخذ متعلقاته الشخصية بيده .. ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب ورأه بالمفتاح .. مر بجوار مكتب رفيقة ليرى الأنوار قد أغلقت وعلى وشك خروجه من المكتب ..
اندفع بسرعة كبيرة إلى خارج الشركة .. لا يريد أن يتحدث مع أحد .. ولا يرى أحد .. يكفي وجع إلى الآن .. سمع صوت أمجد ينادي عليه .. لكنه لم يرد عليه .. حتى خرج من الشركة وبعد مسافة ليست ببعيدة ولكنها تبعد عن خروج الموظفين ..
أمسكه أمجد من كتفه بضيق لكي يتوقف عن السير .. لما لا يرد عليه هل يراه أخرق أم ماذا؟
_ ايه يا بني .. مالك .. بنادي عليك مش بترد ليه .. مش معقول مش سامع يعني .. ده الموظفين نفسهم سمعوا ..
أزال ماجد يد أمجد من على كتفه وهو ينهره بعنف .. وكأنه وجد من يلقى عليه الحمولة المتواجدة على عاتقة .. وكأنه وجد ضالته .. فقد كانت اليالي الماضية التي مرت على ماجد قاسية بما تحمله الكلمة .. وليست الليالي الثلاثة بل جميع الليالي التي عاشها بعيدًا عن زوجته .. يرغب بالعودة ولكن هناك ما يمنعه .. عليه الإختيار .. لكنه لا يريد ذلك ..
_ أنا حر يا عم .. مش تعمل إني فارق معاك أوي .. لا وحياتك خليك صريح .. تلات أيام ومش شفت وشك .. وجاي دلوقتي تكلمني .. لا بص لو كنت زهقان مني وخايف تجرح مشاعري لا قول بكل صراحة إنك مش طايق تشوفني .. مش هضايق منك خالص .. ههه أصل مش هتشيل هم مش ليك دعوة بيه .. قمت تقول أما أريح نفسي .. أنا مالي .. دي حياته هو يتحرق ولا يتفلق .. مش تيجي دلوقتي تكلمني .. لا شكرًا على سؤالك .. هتقولي عامل ايه .. هقولك بخير .. سؤالك ولا هيقدر ولا هيأخر حاجة ..
استقبل أمجد حديثه برحاب صدر .. يعلم لما يمر به رفيقه .. ولكنه هتف معاتبًا له .. ماذا يفعل .. الثلاث أيام تلك لم يكن متواجدًا .. بل إنه كان عند والدته زوجتة التي قد مرضت .. ظل مجاورًا لهم حتى انتهت فترة الاجازة التي أخذها ..
_ بدال ما تقول ايه اللي منعك تسأل عليّ .. كنت فين التلات أيام دول .. مش شفت إني مش باجي الشغل خالص .. ولا بتفهم اللي انت عاوزة وخلاص واللي مش عاوزة لا .. لو فضلت كده عمرك ما هتكسب حاجة بالعكس هتبقى خسران ..
اهتزت مقلتاه قلقًا على صديقه .. هل حدث مكروه له؟ وكل ذلك بسبب حماقته .. معه حق لا يفهم سوى ما يريد .. فإذا قال انه لا يهمه سوى نفسه لم يكن ليمنع كلامه بل سيؤكد ذلك ..
_ طب قولي بس ايه اللي حصل الأيام دي معاك
ابتسم أمجد بتهكم واضح .. هل يهمه الآن أمره ..
_ بعد ايه .. بعد كلامك ده
أردف ماجد بأسف..
_ أعذرني يا أمجد والله .. غصب عني والله
هتف أمجد بضيق فهو لا يعلم ما به ولا يشاركه .
_ مهو لو أنت بتشارك الناس مشاكلك .. هتلاقي حل أكيد .. على الأقل هتاخد نصيحة تنفعك ..
أردف ماجد بإرهاق .. لم يعد قادر على كبح آلامه ..
_ تعالى هقولك لإني خلاص تعبت مش عارف أعمل ايه .. تعالى نقعد في أي مكان
ابتسم أمجد بسعادة .. أخيرًا هم رفيقه سينتهي .. يكفي أنه سيخرج ما به من مشاعر حزينة ..
_ تعالى عندي البيت ..
هز ماجد رأسه بموافقة وسار معه وأردف بهدوء ..
_ قولي كنت فين اليومين دول
زفر أمجد بتعب ..
_ حماتي .. تعبت خالص اليومين دول .. و أخدت مراتي اوديها … فضلت هناك يومين بعد ما أخدت أجازة من الشغل .. وبعدين جيت ومراتي لسه عندها ..
أردف ماجد بأسف
_ ألف سلامة عليها
ابتسم أمجد له
_ الله يسلمك
ثم أردف بمرح ..
_ البيت فاضي ههه يعني خد راحتك خااالص أنا قاعد لوحدي
صفر ماجد تصفيرًا عاليًا وهو يضحك
_ ونجيب نسوان هههههه
ضحك أمجد عليه وأردف بصدق
_ عشان تخرب بيتي ههه .. الاقيها طبت عليّ فجاءة .. أصلهم بيحسوا..
أردف ماجد بهدوء وصوت خافت
_ بتخوني يا سيد السيد ..
أردف أمجد بنفي
_ أبدًا والله يا حبيبتي أبدًا
ضحك كلًا منهم على ما فعلوه وكل ذلك وهم في السيارة ..
بعد مدة دلف كلًا منهم إلى المنزل ..
ليردف أمجد بترحاب وهو يرتب على كتفه
_ نورتني في بيتي يا أخويا ..
هتف ماجد وهو ينظر إلى أثاث المنزل .. أعجب بإختيار أمجد و زوجته فكان الأثاث هادئ .. وهذا ما يحب ماجد ..
_ بنورك
هتفت أمجد بصدق وهو يأخذه إلى الغرفة .. فمن الواضح من وجهه أنه يريد الراحة ..
_ بص البيت بيتك خالص .. هتفضل عندي الفترة دي .. تعالى هوريكي الاوضة اللي هتنام فيها .. ووقت لما تلاقي نفسك جاهز تتكلم أتكلم ..
ابتسم ماجد له بصدق واحضتن رفيقه وهو يشكره على حسن استضافته تلك ..
تركه ماجد في الغرفة ليذهب وينام كلًا منهم ..
******☆******
كانت نائمة على باطنها .. واضعه الوسادة على رأسها .. تحرك أرجلها .. بيدها الهاتف واضعة إياه على اذُنها .. تحادث ذاك الغائب عنها بعض المسافات … فإذا عليها الشوق ستذهب له بلا محال .. كان كلًا منهم يتحدث عن اليوم .. كيف مر عليهم .. لم تخبره ملك بما حدث معها صباحًا مع جارها .. لكي لا يغضب عليها من ما بدر منها .. ولكن ما لا تعلمه أن هذا سيقلب حالها .. تذكرت أنها إلى الآن لم تعلم إسمه .. لكن بالتأكيد ستعرف لاحقًا ..
قاطع سيل أفكارها تلك .. قول سيف لها بصوت هامس عاشق ..
_ ملك عاوز أشوفك .. وحشتني ملامحك أوي ..
ابتسمت ملك بعشق .. قد أعترف باشتياقه لها .. لم يتمكن الشوق منك فقط، بل تمكن مني .. ولكن كيف تكون ملك إذا لم تقلب اللحظات بينهما …
هتفت بضيق مصطنع
_ بقولك إيه .. منتا شايفني من كام يوم .. مش معقولة وحشتك يعني ..
أردف سيف بضيق حقيقي .. فمن الواضح أنها تحاول اللعب على وتيرة أعصابه ..
_ انتي واعية لكلامك ولا لا .. انتي بتوحشيني من أول ما أبعد عند .. وبقالي أيام مش شفتك فيهم .. ده ايه ده ياربي .. حتى مش عرفت اكلمك من أول ما وصلت مكالمة عدلة .. وأخيرًا بعد ما ظبطت اموري إنهاردة عرفت أكلمك كويس .. بس الظاهر إنك اللي مش عاوزة كده خالص .. أنا غلطان يا ستي .. مش هقول ليكي كده تاني .. سلام ..
ثم أغلق الهاتف وألقاه بجواره .. وهو يزفر بضيق ..
أما هي كانت تنظر إلى الهاتف بصدمة حقيقية .. أهي أخطأت في شيء ما .. لم تقصد أن تفعل ذلك .. كل ما جل في خاطرها أن تشاكس معه بضع لحظات .. فهي مشتاقة لذلك .. ولكن لما أخذ كلامها هكذا .. أهو بسبب البعد أم ماذا .. ولكن ماذا سيفعل إذا لم تكن معه يومًا .. فلا أحد يبقى في هذه الدنيا .. تنهدت بحزن فمن الواضح أن عليها ..
مراضاة حبيبها ..
حاولت مرة .. و ثانية .. وعدد مرات لا تعلم كم .. ولكن لا توجد إجابة .. تأففت بضيق ماذا تفعل له .. جل في خاطرها أن تتصل عن طريق دردشة الفيديو .. يطلقون عليها ذلك .. وقفت وأخذت كنزة من الخزانة وبدأت في إرتدائها .. وهندمت نفسها .. وضعت لون وردي على شفتيها .. ثم ضمت شفتيها وأرسلت قبلة إلى نفسها من خلال المرأة ..
ضغطت على زر الاتصال فيديو بعد أن جلست على الكرسي .. لتراه قد أجابها في أم البصر .. تطلعت إليه بسخافة .. هل تتعامل مع طفل أم ماذا؟
أما سيف كان ينظر لها بابتسامة فكان ينتظر منها مهاتفته فديو ليراها ويشبع عينيها ملامحها تلك ..
_ يعني لو مش اتصلت فيديو مكنتش هترد عليّ ..
هز سيف رأسه بصدق وهو يزم شفتيه …
_ أيوه .. عاوز اشوفك حرام
أردفت ملك بإنزعاج وهي تضع يديها على شفتيها
_ لا مش حرام .. ارتحت كده
هز سيف رأسه بنفي وهو يمرر أصابع يديه على ذقنه ..
_ لا
أردفت ملك باستغراب بعد أن ضمت كلتا حاجبيها معًا
_ لا ليه .. مش أنت عاوز تشوفني .. وأنت شايفني أهو ..
ابتسم سيف لها بسعادة فهي أمامه سالمة من أي شيء ولكنه أردف بأمر ..
_ أنا عاوز كله على بعضه
هتفت ملك بصدمة .. لم يكن بحسبانها ذلك أبدًا ..
_ نعم يا أخويا
هتف سيف ببرود استشفه منها
_ أولًا أنا مش اخوكي .. ثانيًا أنا جوزك المستقبلي .. ثالثًا زي ما سمعتي هتوريني ولا أقفل ..
تأففت ملك بانزعاج وهي تقترب من المرأة ..
نظرت إلى ما ترتديه لتبتلع ريقها بتوتر .. لما لم تبدل هذا أيضًا … ولكنها حسمت أمرها اليراع ما يراه فهو سيرى ذلك لاحقًا .. وهي تريد أن تكون على طبيعتها ..
_ هوريك أهو ..
وضعت يدها على الزر المخصص لقلب الكاميرا إلى الخلف .. لتراه ابتسم لها .. ابتسمت بتوتر له .. بينما أردف هو بهدوء ولا مبالاة بعد أن نال ما يريد ..
_ سلام بقى .. تصبحي على خير ..
نظرت ملك بصدمة مرة أخرى إلى الهاتف فقد أغلق حقًا .. سرعان ما علت الإبتسامة وجهها .. ستنام مرتاحة البال .. فقد رأت ملامحه هي أيضًا .. ولكن ما لا تعلمه أن ذاك الحبيب يضحك على ما كانت ترتديه .. ذلك البنطال الطفولي .. لقد نست أن تبدله .. بمعنى أحرى لم يجل في خاطرها أن تبدله .. لينام كلًا منهم وعلى وجوههم الإبتسامة ..
******☆******
بعد مرور عدة أيام ما زالت الأحوال كما هي ..
لم يتغير شيء سوى توسع العلاقة بين أمنية وحنين .. لتصبح كلًا منهم صديقة للأخرى ..
ورجوع هند إلى منزلها ومعها وفاء والدة زهرة .. وتحسن حالها إلى الأفضل .. وقد كانت زهرة معها حق في كل كلمة قالتها عن تحسن والدتها بعيدًا عن منزلها .. والفضل الأكبر تواجد أمنية وصغيراتها بجوارها .. فكان لهم الفضل في رجوع البسمة على وجهها ..
بينما هند ما زالت تنتظر مجيئ زهرة .. وكلما تسألها وفاء عنها تقول لها أنها قادمة وتفعل بعض الأمور الهامة .. لتتفهم وقتها وفاء ذلك .. وحزنت هند من عدم جلبها ثياب خاصة بها .. لتظن أنها لم ترد أن تتعبها في حملها فقط لا غير .. .. .. ..
كانت وفاء جالسة في الغرفة المقابلة لباب المنزل .. تُطرز بعض الثياب لتشغل وقتها في ذلك .. بينما هند في الداخل نائمة ..
قاطعها طرقات الباب التى بالكاد سمعتها .. ظنت بأنها ريتال ولوجي .. لتقف من مجلسها بسعادة تفتح لهم بعد غرسها الإبرة بإحكام في البكرى ..
رمشت عدة مرات بصدمة تحاول أن تصدق أنه أمامها حقًا
يتبع …



